المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص قصيرة



عبدالجواد خفاجى
03/06/2007, 02:17 AM
ثلاث قصص قصيرة
عبدالجواد خفاجى

1 ـ السـيدة نجـاة

السيدة نجاة سيدة لطيفة مهذبة من بقايا أسرة ارستقراطية عريقة .. تسكن قبالتى تمامًا .. هى وحيدة ، وأنا ـ لمؤاخذة ـ وحيد .. علاقتى بها شريفة جدًّا : " صباح الخير يا ست نجاة .. صباح النور يا شاعر " كنت أفاجأ بها قدامى واقفة على بسطة السُّلَّم .. تبتسم ابتسامة خفيفة ، وتبادلنى نظرة أو نظرتين قبل أن تدلف إلى شقتها وترد الباب .
أحيانًا كانت تناولنى طبقًا من الكعك أو البسبوسة أو الـ.... ، آخذ منها الطبق وأدلف إلى شقتى .. كنت أعيده إليها فى اليوم التالى فارغًا .
قالت مرة إنها تحب الشعر ؛ لذلك بدأت أضع لها قصيدة أو قصيدتين فى الطبق .
لست أدرى لماذا أصابنى التوتر فى الفترة الأخيرة ، وبدأت الوحدة تؤرقنى ؛ وربما لهذا بدأت أفكر فى السيدة نجاة .
هى معها ـ لمؤاخذة ـ فلوس ، وحنان ، وخبرة فى الأكل والذى منه .. وأنا ـ لمؤاخذة ـ عندى الرجولة وثلاثة دواوين شعر واسمى معروف .
صحيح هى تكبرنى بعشرين عامًا ، لكنها لاتزال تحتفظ بنضارة وحيوية البنات الصغيرات ، سأتزوجها ونستأذن مالك العمارة فى إزالة الحائط الذى يفصل شقتينا ، وأجعل من شقتى بكاملها مكتبة وصالون أدبى ، ونعيش فى شقتها .. فكرت وتجرأت وفاتحتها بالأمس فى الموضوع .
لست أدرى لماذا ظلت صامتة لمدة ثلاث دقائق محدقة فى وجهى دون أن تظهر على وجهها أية علامات رفض أو قبول ، إلى أن فاجأتنى بعد ذلك بقولها : " امشِ يا شـ ..... " . هكذا قالت : " يا شـ .... : ولم تكمل ، وتراجعتْ خطوتين إلى الخلف ودَلَفتْ إلى شقتها وردَّت الباب .
أحسست ببرودة تسرى فى جسدى وتراجعت للخلف خطوتين ، ودَلَفتُ إلى شقتى وأغلقت الباب .
حاولت النوم مبكرًا على غير العادة ، ولكنى ـ لمؤاخذة ـ لم أنم حتى الصباح .. بقيت طوال الليل أفكر فى حرف الشين .. ماذا كانت تقصد السيدة نجاة ؟ ، ورحت أزاوج بين حرف الشين وحروف أخرى , وأرَكِّب الحروف على الحروف : شم ... شحـ ... شخـ ... شر.. شاعر .. شحط .. شحات.. شُرَّابة خُرج ...
ـ يا إلهى .. ماذا كانت تقصد السيدة نجاة .

2 ـ يا خراشى

" يا خراشى ... " نداء استغاثة ، انطلق صارخًا متكررًا من حنجرة " سين " من نساء الطابق الأرضى .. انفتحت أبواب كل شقق العمارة ، وانطلقت الأرجل بفعل لا إرادى فوق السلالم هابطة للطابق الأرضى .
النداء وصل إلى أذن " صاد " صاحب الاهتمامات الأدبية واللغوية ، الجالس إلى مكتبه فى إحدى حجرات الطابق الثانى ، ورغم أنه سمع أيضًا باب شقتهم يُفْتَح ، ورغم أنه رأى أختيه الكبرى والصغرى وأمه ينطلقن قى انزعاج ، وينخرطن فى الجموع المنخرطة ، ألا أنه لم يتحرك من أمام مكتبه .. كل ما فعله ( ص ) أن فتح الجزء الثانى من " المعجم الوسيط " وراح يحملق طويلاً فى مادة " خَرَشَ " .
3 ـ

3 ـ الحمد لله

كانت ليلة شنيعة ، تكاثف فيها الحر والأرق وبعض التصرفات غير المعقولة لهذه الـ .....
كنت أنوى السفر ؛ لذلك تخففت من ملابسى وكان علىَّ أن أنام مبكرًا ؛ لأستيقظ مبكرًا ؛ لأستقل قطار السادسة صباحًا .
ـ أف .. أنتِ والحر والأرق ؟!
كانت مصرة على أن تعبث بجسدى كيفما شاء لها العبث ، ولم يكن بالشقة من أحد غيرى وغيرها فى وقت كانت فيه مصرة على تقبيلى كما تحب وتريد، إلى أن يئستُ من ردعها ، فاستسلمت لها وللنعاس معًا .. استغرقت فى النوم ، ولم أعد أحس بأفعالها الشنيعة ، لكنما فى الصباح لم يكن من أحدٍ غيرها يوقظنى لألحق بقطار السادسة صباحًا ، هنالك حمدت الله أن علبة المبيد كانت فارغة .


* * * *

عبدالجواد خفاجى
hfajy58@yahoo.com

ريمه الخاني
08/06/2007, 06:30 AM
فيها روح حلوة..
رغم حيرتي في تقييم العامية فيها..مع انها اتت مناسبة
تحية لقلمك...

صبيحة شبر
08/06/2007, 03:30 PM
الاخ العزيز عبد الجواد خفاجي
قصص قصيرة رغم اختلاف مواضيعها الا ان الذي
يجمع بينها غربة الانسان في مجتمعه الكل يبدو غامضا

سعيد أبو نعسة
09/06/2007, 12:48 AM
أخي الكريم عبد الجواد خفاجي
لن أتحدث عن بساطة الفكرة و شيوعها لأن الأسلوب زانها و زادها ألقا وجاءت اللغة لتلبس القصة ثوبا قشيبا كل ذلك في جو من السخرية السوداء و خفة الدم .
الكلمات العامية مقبولة بقدر فإذا زادت عن الحد خرجت بالقصة عن جماليتها و حشرتها في ركن ضيق يلفه الغموض .
رائع في نسج القصص القصيرة جدا و حبذا لو تطرق باب القضايا الخطيرة و الأساسية في حياتنا العربية .
دمت مبدعا

محمد فؤاد منصور
14/06/2007, 02:31 AM
أخى عبد الجواد يعنى حضرتك لمؤاخذة عايز الأخ الشاعر يعيش عالة على السيدة نجاة حيث تقدم له الطعام فى مقابل الكلام وماأكثره وأيضاً يأخذ شقتها ليعيش فيها بينما يحتفظ هو بشقته كمكتب وصالون أدبى ألست ترى معى أن صاحبك هذا لمؤاخذة رمز للأستغلال والطمع رغم كثرة لامؤاخذاته.
نصك جميل وخفيف الظل وقدرتك على القص لمؤاخذة لاشك فيها ونحن فى واتا نحتاج لمؤاخذة لمثل هذه النصوص التى ترسم البسمة..لك تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :wel:

عبدالجواد خفاجى
15/06/2007, 04:17 PM
فيها روح حلوة..
رغم حيرتي في تقييم العامية فيها..مع انها اتت مناسبة
تحية لقلمك...
الأديبة الجادة
ريمة الخانى
أسعدنى مرورك الكريم وتفضلك بالقراءة والتعليق
بالنسبة للعامية قضية قديمة نختار منها الرغبة فى خدمة العمل الدرامى بما يناسب الموقف ، ويعطى مدلولا أنسب .
لك تحياتى،

عبدالجواد خفاجى

عبدالجواد خفاجى
15/06/2007, 04:21 PM
أخي الكريم عبد الجواد خفاجي
لن أتحدث عن بساطة الفكرة و شيوعها لأن الأسلوب زانها و زادها ألقا وجاءت اللغة لتلبس القصة ثوبا قشيبا كل ذلك في جو من السخرية السوداء و خفة الدم .
الكلمات العامية مقبولة بقدر فإذا زادت عن الحد خرجت بالقصة عن جماليتها و حشرتها في ركن ضيق يلفه الغموض .
رائع في نسج القصص القصيرة جدا و حبذا لو تطرق باب القضايا الخطيرة و الأساسية في حياتنا العربية .
دمت مبدعا

الأخ الأديب / سعيد أبو نعسة
لك التحية
أشكر لك توقفك الكريم وتفضلك بالقراءة والتعليق
لك مودتىكاملة
عبدالجواد خفاجى

عبدالجواد خفاجى
15/06/2007, 04:23 PM
الاخ العزيز عبد الجواد خفاجي
قصص قصيرة رغم اختلاف مواضيعها الا ان الذي
يجمع بينها غربة الانسان في مجتمعه الكل يبدو غامضا
صبيحة شبر
الأديبة الجادة الواعية
أسعدنى جدًا تفضلك بالقراءة والتعليق
تقبلى مودة عبدالجوادخفاجى

سها جلال جودت
15/06/2007, 06:37 PM
أخي عبد الجواد
تصوير لواقع رغم وضوحه لكنه عصي على الآخرين أن يصوروه لأنهم ما يزالون في خيالهم يرسمون
دمت بخير
تقديري

عبدالجواد خفاجى
16/06/2007, 11:36 PM
أخى عبد الجواد يعنى حضرتك لمؤاخذة عايز الأخ الشاعر يعيش عالة على السيدة نجاة حيث تقدم له الطعام فى مقابل الكلام وماأكثره وأيضاً يأخذ شقتها ليعيش فيها بينما يحتفظ هو بشقته كمكتب وصالون أدبى ألست ترى معى أن صاحبك هذا لمؤاخذة رمز للأستغلال والطمع رغم كثرة لامؤاخذاته.
نصك جميل وخفيف الظل وقدرتك على القص لمؤاخذة لاشك فيها ونحن فى واتا نحتاج لمؤاخذة لمثل هذه النصوص التى ترسم البسمة..لك تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :wel:

أخى دكتور / محمد فؤاد منصور
لك التحية
أشكرك على القراءة والتعليق الظريف اللطيف
تقبل مودتى
عبدالجواد خفاجى