المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن (س )



حنان الأغا
03/06/2007, 03:23 AM
المواطن (س )


حملته السيارات والحافلات والقطارات ووسائط النقل جميعها. سار في الأزقة كلها ، وقطع الشوارع جميعها ، وجلس على أرصفة الكون.
ما تبقى من حصى وبقايا أشياء ملتصقة باسفلت الشوارع ، حفرت في نعلي حذائه نقوشا متشابكة ، متداخلة ومتقاطعة .
يجلس فوق أحد الأرصفة النائية لا يظله سوى عمود يمتطيه مصباح مكسور. فكر في الأرض النقية الندية ، هناك ، عندما كانوا يقطعون شجرة لضرورة ما ، كان يكفي أن تتأمل مقطعها ، وتعد الدوائر ، التي حزت فيه لتعرف عمرها بدقة ودونما تعب.أما هنا ، وضحك ساخرا من نفسه ، وهو يخلع حذاءه . تأمل النعلين فوجدهما قد حملا تواقيع الشوارع ، وبصمات الأزقة ، وأنّات الأرصفة . لكن لم تشر هذه الأحافير إلى ما مر من زمن التشرد.
حمل النعلين بيد ، ووقف مستندا إلى الشبك المعدني المقام إلى جانب الجسر ، ودس يده الأخرى في جيبه عميقا ، فخرجت بورقة مطوية بعناية .
قرب الورقة إلى فمه وحاول إمساك طرفها بين شفتيه ، في محاولة لفض طياتها ، في اللحظة التي انقضت على كتفيه وذراعيه ما يشبه آلاف الأيدي والفوهات الباردة.
نظر في الوجوه الشاحبة ، والورقة ما يزال طرفها ملتصقا بشفته السفلى ، وقد أخذت تطير وجها وظهرا بفعل الأنفاس المختلطة.
اقتيد دون كلام . حاول أن يقول شيئا إلا أن الورقة منعته ، فقد طارت أطرافها الحرة إلى أعلى فأغلقت فمه وأنفه. فصمت. وحدها أذناه كانت تلتقطان ظلال كلمات باهتة ،( إرهاب، تيرروريست ، جسر ـ تفجير ) .
التصقت الضحكة الخرساء في حنجرته ، وهو يقعي في زنزانته . انتزع الورقة الملتصقة بشفته فانتزعت بدورها طبقة رقيقة من جلد الشفة وسال الدم ، فمسحه بالورقة التي اصطبغت فيها كل الكلمات بالأحمر القاني . عبارة واحدة هي رأس الصفحى بقيت واضحة : تصريح لم شمل !!

________________

حنان الأغا

5/ 5 2007

سمير الشريف
05/06/2007, 09:31 PM
المبدعة حنان........
سطور
تختصر
بوعي........
قصة
وطن
بمشرديه
ممن
لا
زالوا
يكحلون
عيونهم
بوهج
الانتظار..............
دمت
متألقة............

حنان الأغا
10/06/2007, 04:55 AM
الأخ المبدع سمير

أشكر اهتمامك
وأسجل إعجابي بنظرتك الثاقبة التي تدخل أغوار الكلمة
شكرا لك

علي ابريك
13/06/2007, 10:41 PM
كم من زمن التشرد بقي ينتظرنا ..
كلنا سيدتي الرائعة حنان ..
ننتظر العودة لوطن بحجم العروبة ...
ونفينا مستمر .. فالقبضات تدمي شفاهننا ..
والسجون تحبس أجسادنا .. يسمونها الحدود الدولية ..
لأقاليم لا تستحقق أن تكون مدينة ..!!
دمت أيتها الرائعة ..
فالأدب الثوري لا بد من أن يكتسح الفكر الرجعي الميت ..!!
الى لققاء ..

عبد الحميد الغرباوي
13/06/2007, 11:06 PM
وقفت طويلا أمام نص تحمل كل مفردة من مفرداته وظيفة دلالية تناسبها و تتناغم و تنسجم معها، لا شيء يبدو زائدا، دخيلا على نص بني بإحكام سردي يشي بما تملكه صاحبته من موهبة إبداعية و ما تتمتع به من نظر ثاقب، و قدرة لغوية تمكنها من التواصل البارع مع القارئ...
حنان...
سعيد لتواجدك بيننا...
مودتي

حنان الأغا
14/06/2007, 06:45 PM
كم من زمن التشرد بقي ينتظرنا ..
كلنا سيدتي الرائعة حنان ..
ننتظر العودة لوطن بحجم العروبة ...
ونفينا مستمر .. فالقبضات تدمي شفاهننا ..
والسجون تحبس أجسادنا .. يسمونها الحدود الدولية ..
لأقاليم لا تستحقق أن تكون مدينة ..!!
دمت أيتها الرائعة ..
فالأدب الثوري لا بد من أن يكتسح الفكر الرجعي الميت ..!!
الى لققاء ..

__________________--
الأخ الأديب علي ابريك

ليت الأمر يقاس حسابيا لكنا أبطال التحمل ، ولكنا دخلنا موسوعات أهم من جنيس!
قلنا هذا فقالوا وقالوا
حزبيون ، قوميون عرب وربما قوميون (أجانب ) !
نحن في زمن ستلعنه الأزمنة والأمكنة
لم يبق فينا ولم يذر سوى كلمة في الذهن لا يستطيع اعتقالها ، أو ألوان وخطوط في لوحة لا يفهم قراءتها
الحمد لله

حنان الأغا
14/06/2007, 06:52 PM
وقفت طويلا أمام نص تحمل كل مفردة من مفرداته وظيفة دلالية تناسبها و تتناغم و تنسجم معها، لا شيء يبدو زائدا، دخيلا على نص بني بإحكام سردي يشي بما تملكه صاحبته من موهبة إبداعية و ما تتمتع به من نظر ثاقب، و قدرة لغوية تمكنها من التواصل البارع مع القارئ...
حنان...
سعيد لتواجدك بيننا...
مودتي
________________________________-
الأديب الناقد عبد الحميد الغرباوي

هو ردك أيها الفاضل مثالا يحتذى في دقة اختيار الكلمة واختيار موقعها الأنسب.
أما اللغة فلا أحمد نفسي لأن هذا أقل ما يحتاجه من قرر أن تكون أداته للتعبير ، فهي لساننا ولغة كتابنا .
تقبل مودتي وكل الاحترام

سعيد أبو نعسة
17/06/2007, 02:32 PM
العزيزة حنان
صدقيني أن وضع الفلسطيني أريح بكثير من وضع العرب الآخرين ذاك أنه عرف مصيره ولو كان أسود
ولكن كان الله في عون من ينتظر سكين الجزّار ولا يدري ما سيحل به .
الجميع يشاهد مسرحية دموية اسمها فلسطين و لكنهم نسوا المثل الفلسطيني الرائع : اللّـي تغدّى أخوك تعشّاك
رائعة و كفى

حنان الأغا
30/06/2007, 12:07 AM
العزيزة حنان
صدقيني أن وضع الفلسطيني أريح بكثير من وضع العرب الآخرين ذاك أنه عرف مصيره ولو كان أسود
ولكن كان الله في عون من ينتظر سكين الجزّار ولا يدري ما سيحل به .
الجميع يشاهد مسرحية دموية اسمها فلسطين و لكنهم نسوا المثل الفلسطيني الرائع : اللّـي تغدّى أخوك تعشّاك
رائعة و كفى

_____________________
سعيد
أفهم ما تقول تماما . نعم
ما يقلقنا هو شعبنا العربي والإسلامي
أما شعبنا هناك تحت الاحتلال فهو يخوض التجربة ويعلم ما وراءه وما ينتظره وما عليه فعله
أصبح رد الفعل في المورثات
كان الله في العون

حنان الأغا
30/06/2007, 12:07 AM
العزيزة حنان
صدقيني أن وضع الفلسطيني أريح بكثير من وضع العرب الآخرين ذاك أنه عرف مصيره ولو كان أسود
ولكن كان الله في عون من ينتظر سكين الجزّار ولا يدري ما سيحل به .
الجميع يشاهد مسرحية دموية اسمها فلسطين و لكنهم نسوا المثل الفلسطيني الرائع : اللّـي تغدّى أخوك تعشّاك
رائعة و كفى

_____________________
سعيد
أفهم ما تقول تماما . نعم
ما يقلقنا هو شعبنا العربي والإسلامي
أما شعبنا هناك تحت الاحتلال فهو يخوض التجربة ويعلم ما وراءه وما ينتظره وما عليه فعله
أصبح رد الفعل في المورثات
كان الله في العون