المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغيير كافة توقيعات الأعضاء



وحيد فرج
03/06/2007, 09:32 AM
السلام عليكم
على الرغم من دراستي للغة الإنجليزية وحبي قديما لكثير من أعمال رموزها من الشعراء والأدباء إلا أنني أشعر بضآلة إبداعات شكسبير الشعرية أمام قامة إمرؤ القيس أو طرفة بن العبد أو المتنبي . وعلى الرغم من ولعي بدراسة اللغة الإنجليزية أيام دراستي إلا أنني أبدا لأم أشعر أني أنتمي إليها اللهم إلا من باب أكل العيش من خلال عملي كمدرس ومشرف أكاديمي ومترجم ، إلا أنني أعترف أنه لاتربطني أية مشاعر قرابة بيني وبين اللغة الإنجليزية لدرجة أنني أستفز حينما أجد إحدى بناتي أو أولادي يستخدم مصطلحات أو كلمات إنجليزية في حديثه معي ، وكم تغمرني السعادة حينما لا أجد ني غير قادرعلى مجاراة إبنتي في التحدث باللغة العربية لمدة ليست طويلة دون خطأ أو لحن .

إخواني ..... أخواتي ليست هذه دعوة إلى الجهل والظلامية ومجافاة ركب حضارة اللغة الإنجليزية الذي يعيشه العالم الآن !! ولكني أتعجب أمر كثير من الآباء والأمهات الذين يباهون ويفتخرون بأن أولادهم بالكاد يعرفون الأحرف العربية، وبانهم يدفعون المبالغ الطائلة كل عام دراسي لتعزيز هذا الشعور بالفخار والعزة . والحق أن هؤلاء القوم ملعوب بعقولهم ومغرر بمشاعرهم ، فهم لايعرفون أن أولادهم يتجرعون من خلال الإفراط في إتقان هذه اللغة كل ثقافتها بغثها وثمينها ناهيك عن فقدان الكثير من الدين والقيم الأخلاقية العربية الأصيلة وفقدان الذات والهوية .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ... كيف يمكن لنا كأولياء أمور أن نحقق لأولادنا هذا التوازن الدقيق بين حاجاتهم للغة الإنجليزية في عصر المعلوماتية والإنترنت وبين الحفاظ على الهوية اللغوية والدينية ؟
أعتقد أن الأمر بحاجة إلى توعية لأولياء الأمور في المقام الأول بأهمية المحافظة على الكيان اللغوي العربي في دماء أبنائهم مع ضرورة إدراكهم أن هذا لايعني معاداة تعلم اللغات الأخرى ولكن بالقدر والضرورة المحسوبة التي تمكنهم فقط من التواصل مع الآخرين أو تساعدهم في دراساتهم العلمية على سبيل المثال . وعلى أولياء الأمور كذلك أن يعوا أنه من الصعوبة بمكان أن يتشرب أبنائهم اللغة دون تشرب ثقافتها وأن هذا سوف ينضح على تصرفات ومعتقدات الأبناء .

في النهاية أدعو واتا إلى تبني الدعوة إلى نشر تعليم اللغة العربية على أبوابها وتغيير كافة توقيعات الأعضاء( الأجنبية ) لتصبح بأحرف عربية والإهتمام بتعليم اللغة العربية في المدارس والجامعات والدعوة إلى إطلاق مسميات عربية للمحلات والمتاجر في الشارع العربي .

بالغ الإحترام

عامر العظم
03/06/2007, 11:01 AM
حملة دعم اللغة العربية؟
أخي وحيد،
أشكرك على هذه المداخلة القيمة التي ذكرتني بضرورة قيام الجمعية بحملة عالمية لدعم اللغة العربية..لقد طلب مني بعض الأساتذة أثناء الملتقى الدولي الثاني للترجمة الذي عقد في عمان قبل شهر القيام بهذه الحملة..فما رأيكم أن ننطلق بهذه الحملة من هنا ثم نصدر بيانا أو تقريرا حسبما ترون وتقترحون؟

انتظر آراءكم ومرئياتكم جميعا!

أشرف نجم
03/06/2007, 11:08 AM
حملة دعم اللغة العربية؟
الاستاذ الفاضل وحيد فرج،
اضم صوتي لصوت الاستاذ عامر في ضرورة قيام الجمعية بحملة لدعم اللغة العربية وذلك من دافع حبي للغة العربية وغيرتي عليها .... وحتى لا تضيع اللغة العربية في غياهب العولمة..
أشرف نجم - مترجم - السعودية

عامرحريز
03/06/2007, 11:16 AM
أضم صوتي لكم .

كنت بالأمس أقلب محطات الراديو فوقعت أذناي على نهاية لقاء مع أحد أساتذة الترجمة في دولة المغرب ، وفي أثناء اللقاء طرح عدة أمور منها أن يتبنى العرب مشروع المسلسلات باللغة العربية الفصحى وتوظيفها في القنوات العربية مشيراً إلى المسلسلات المصرية التي أصبحت العامية المصرية لغة مفهومة في أرجاء الوطن العربي كافة. كما أشار إلى نجاح قناتي الجزيرة والعربية التي تقدم برامجها بالفصحى.

د. محمد اياد فضلون
03/06/2007, 11:57 AM
السلام عليكم
مشروع جميل و بناء
و لكن بشأن تغيير التواقيع إلى الحرف العربية هذا شيئ صعب
أنا شخصيا أشارك و أدخل إلى الجمعية بأحرف لاتينية و هذا لسببان
- احيانا أدخل إلى الجمعية عن طريق النظام الروسي و هو لا يدعم الأحرف العربية
- عند السفر إلى دول أخرى أحيانا أتصفح الجمعية عن طريق مقاهي الإنترنت و هناك انظمة الويندوز لا تدعم العربية

طرحت سؤالا منذ فترة و لم أجد له جوابا
و هو (واتا) أم (جمع )
على الرابط
http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=12154

و له صلة بتعريب ما يدور هنا في الجمعية

تحية مشاركة و إبداء وجهة نظر

يسري حمدي
03/06/2007, 12:07 PM
الأخ الفاضل / وحيد

ما أحوجنا إلي هذه الدعوة اليوم فمستوي اللغة العربية أصبح متدني للغاية نطقاً وكتابة وحتي الجامعيين تجد صعوبة في فك طلاسم خطوطهم ناهيك عن الأخطاء الإملائية الفادحة. وفوضي كتابة إعلانات المحال التجارية وغيرها الكثير والكثير.

إن هذه الدعوة رائعة ولمصر سبق في هذا المجال حيث تبني مركز الصاوي الثقافي (ساقية الصاوي) العام 2006 عاماً للغة العربية وعقد عدة دورات تدريبية لأولياءالأمور أتت بنتائج إيجابية.
علي بركة الله

مع خالص تحياتي

وحيد فرج
03/06/2007, 12:46 PM
اللغة العربية لغة علم وبحث - كيف ؟
http://www.jinan.edu.lb/Conf/ConfArabicLang/5/5-3.pdf

وحيد فرج
03/06/2007, 01:08 PM
سؤال لجميع السادة والسيدات أعضاء واتا

ما هي الأسباب التي تجعلنا ندير ظهورنا للغة العربية ، و في نفس الوقت نسعى راكضين لتسجيل في الدورات من أجل تحسين لغاتنا الأجنبية ؟؟ ونترك ضعفنا في لغتنا الأم ؟؟
كيف ننمي علاقتنا مع هذه اللغة ؟؟

محمود الحيمي
03/06/2007, 02:12 PM
الأخ وحيد
جزاك الله خيراً على إثارة هذه القضية وطرحها للنقاش وأتمنى أن تحظى بردود ومداخلات جادة من الإختصاصيين حول الأسباب وسبل العلاج.
تألمت كثيراً وأنا استمع لبعض المحاضرين في مؤتمر الترجمة (وجلهم من حملة حرف الدال) الذي عقد بالأردن في ابريل الماضي وهم يلحنون في اللغة العربية ومنهم من كان يتكلم عن أسباب ضعف مستوى المترجمين فيها.
القضية جد خطيرة وينبغي أن تفرد لها المساحات والفضاءات. والله المستعان.

مع تحياتي

ياسر أبو النور
03/06/2007, 02:43 PM
هذا الأمر له جوانب كثيرة ومتعددة ومنذ زمن بعيد وأساتذة الجامعات في كليات اللغة العربية وأعضاء المجامع اللغوية تئن صدورهم ألما على لغة القرآن التي تندثر ولولا أن الله شرفنا بان تكون اللغة العربية لغة القرآن الذي حفظه الله، لكانت اللغة العربية قد اندثرت منذ زمن وهناك جوانب لا يكفي فيها التضافر الشعبي بل لابد من تدخل الحكومات والأنظمة لرد الهيبة إلى اللغة العربية.
فعندما نجد مثلا أن كليات الطب والهندسة -اللتان تعتبرا من أعمدة العلوم التي يستند إليها أي مجتمع لتلبية احتياجات شعبه- تدرسان باللغة الإنجليزية أو الفرنسية في معظم البلدان العربية أو عندما نجد شرط لدراسة الماجستير أو الدكتوراه في تخصص اللغة العربية انك لابد وأن تكون حاصلا على شهادة التويفل في اللغة الإنجليزية ماذا تقول وغيرها الكثير جدا جدا من الأمثلة التي تفتح جرحا تمنينا كثيرا أن يلتئم، فهي ثقافة وحضارة شعب وليست مجرد لغة، ثقافة وحضارة تزدهر فتزدهر لغتها وثقافة وحضارة تضعف فتتوارى لغتها.
شكرا لك يا أستاذ وحيد على إثارة هذا الأمر.
أنا معكم إن شاء الله في هذه الحملة

معتصم الحارث الضوّي
03/06/2007, 03:26 PM
أما عن المنابر الإعلامية ( التلفاز و المذياع ) ، و الصحف فحدِّث و لا حرج . الحملة الدولية لدعم اللغة العربية ضرورة حضارية حقيقٌ بواتا تنفيذها .

الأخ الكريم د. فضلون
لحلّ مشكلة الكتابة باللغة العربية من أجهزة الحاسوب التي لا تدعمها أرجو الإطلاع على الموضوع الذي نشرتُه للتو على منتدى " روابط إلكترونية مفيدة " على الرابط التالي :
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=87356#post87356.
مع فائق التحية و التقدير

صبيحة شبر
03/06/2007, 03:44 PM
فكرة رائعة وجديرة بالتنفيذ
ما الذي يمنع العرب والناطقين بالعربية ان يعودوا الى لغتهم الجميلة ؟
ولماذا يجد بعض المتحدثين ان الكلام باللغات الاخرى اجمل واكثر فاعلية ؟
لنعد الى لغتنا ونعمل على احيائها مع العناية باللغات الاخرى الحية

د. خليل السعيد
03/06/2007, 04:40 PM
الأخوة الأعزاء

أضم صوتي إليكم عالياً وأشد أزركم.
لا بديل عن اللغة العربية في أي شأن من شؤون حياتنا أكان سياسة أم اقتصاد أم علم أم أدب أم إدارة، ... الخ
أرجو التفضل بقراءة مقال الدكتور علي القاسمي حول الأخطار التي تهدد اللغة العربية[/color][/color]
مؤتمر عالمي ينعى العربية:
اللغة العربية وخطر الانقراض
٢٥ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧ ، بقلم الدكتور علي القاسمي [/color]


نظّم المجلس العربي للطفولة والتنمية مؤتمراً عالمياً حول " لغة الطفل العربي في عصر العولمة" في مقر جامعة الدول العربية في المدّة من 17 ـ 19/2/2007م، شارك فيه أكثر من 500 باحث ينتمون إلى 19 دولة عربية وإلى عدد من الدول الأخرى. وهدف المؤتمر هو تدارس كيفية تنمية اللغة العربية لدى أطفالنا لتكون وسيلة فاعلة في اكتسابهم المعرفة، وتواصلهم مع تراثهم ومجتمعهم، وتعزيز هويتهم وانتمائهم، وبلورة الذات، ولتكون منطلقاً للتنمية البشرية ولغة مشتركة للأقطار العربية تساعد على تعاونها ووحدتها، كما أوضح الدكتور محمود كامل الناقة، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر.
بَيد أنّ البحوث التي قدّمها، إلى هذا المؤتمر، كبارُ العلماء في اللسانيات، والتربية، وعلم الاجتماع، والطب النفسي، ، كانت بمثابة رثائيات رائعة للغة العربية، وبكائيات بليغة ذُرِفت على موتها المؤكَّد القريب.
وإذا كان بعض القرّاء الكرام (إذا كان هناك مَن يقرأ هذا المقال) يرى في ما سأنقله عن المؤتمر شيئاً من الكُفر أو ما يُشبه الكُفر، فإن " ناقل الكُفر ليس بكافر"، كما يقول المثل.
العربية ليست مقدّسة ولم يضمن اللهُ حفظها: يشعر كثير منا ـ نحن المسلمين ـ بأن اللغة العربية التي يبلغ عمرها ألفي عام تقريباً والتي أنزل الله القرآن بها، هي لغة مقدّسة ولا يمكن أن تنقرض كبقية اللغات. ويستدلّ هؤلاء المتفائلون على بقاء اللغة العربية بقوله تعالى في سورة الحِجر: ﴿ إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون﴾.
ولكن المفاجأة الصارخة هي أن هذا المؤتمر أفتى بعدم قدسية اللغة العربية. وقد وردت هذه الفتوى في البحث القيم الذي قّدمه في الجلسة الأولى للمؤتمر فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ الدكتور علي جمعة، الذي أوضح أن القرآن الكريم لا يشتمل على جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيبَ ومعانٍ، وإنما على نسبة ضئيلة منها (أقل من 30% من الجذور العربية، مثلاً) وأن تلك النسبة الصغيرة في سياقاتها ودلالاتها المحددة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم، وأمّا غالبية اللغة العربية، فليست مقدّسة، ولهذا فهي عرضة للتغيير ، وطبعاً للانقراض كذلك.
وتكرّم اللغوي السعودي الدكتور أحمد محمد الضبيب (مدير جامعة الرياض سابقاً وعضو مجلس الشورى السعودي والمجامع العربية في بغداد ودمشق والرباط والقاهرة حالياً، ومن المؤمنين بضرورة تعريب التعليم العالي ولكنه لم يتمكن من تعريب التعليم في الجامعة أثناء توليه إدارتها) ـ تكرّم هذا الأستاذ الفاضل بتفسير الآية التي أوردناها سابقاً ﴿ إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون﴾، فأوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يتعهّد بحفظ اللغة العربية أو ضمان بقائها، وإنما ضمن حفظ " الذِّكر" (وهو القرآن الكريم). ولهذا فإن اللغة العربية يمكن أن تنقرض ويبقى الذِّكر الحكيم بشريعته. وضرب مثلاً لذلك بانقراض اللغة العربية في إيران بعد أن كانت لغة البلاد الرسمية والثقافة فيها، وبقي القرآن الكريم في تلك البلاد. والمثل ينطبق على إسبانيا كذلك، فقد انقرضت اللغة العربية هناك وبقي ثمة مسلمون يهتدون بالقرآن.
اللغات تضعف وتموت كما يموت البشر:
يقول علماء اللسانيات إنه يوجد في الوقت الحاضر ما بين 5000 و6000 لغة (طبقاً لنوعية التصنيف واحتساب اللهجات أو عدمه). وتشير الإحصائيات العلمية أن ما بين 250 و 300 لغة تنقرض سنوياً بفعل سرعة التواصل والميل إلى استعمال اللغات العالمية الأكثر فاعلية. وهذا ما يسميه بعضهم بالغزو الثقافي أو اللغوي. وبعملية حسابية بسيطة، يتبيّن لنا أن القرن الميلادي الحالي سيشهد اندثار حوالي ثلاثة آلاف لغة، أي نصف لغات العالم.
وقد أكدت منظمة اليونسكو ذلك فقد " أسفر أحد تقارير اليونسكو الأخيرة عن أنّ عدداً من لغات العالم مهدّدة بالانقراض، ومن بينها اللغة العربية"، كما ورد في مداخلة اللغوي المصري الدكتور رشدي طعيمة، المعروف بتديّنه ودماثة خلقه. ولكي يُعزز الدكتور طعيمة أقواله ويضفي عليها المصداقية، أشهر في وجه المؤتمرين كتاباً ألّفه اللساني البريطاني ديفيد كريستال بعنوان " موت اللغة " صدر عن مطبعة جامعة كمبرج. ويعدّد هذا الكتاب تسعة شروط لموت اللغة. وجميع هذه الشروط تنطبق على اللغة العربية في وضعها الراهن، وفي مقدمتها شرط انتشار لغة الغالب في بلاد المغلوب وحلولها محلّ لغته التي هي من مقوِّمات الأُمّة. وهذا مبدأ معروف في علم الاجتماع أرساه المرحوم ابن خلدون في "المقدِّمة" بقوله: إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونِحلته وسائر أحواله وعوائده … إن الأمّة إذا غُلِبت وصارت في ملك غيرها، أسرع إليها الفناء."
لعنة الازدواجية اللغوية:
تعني الازدواجية اللغوية وجود مستويَين للغة الواحدة: أحداهما مستوى اللغة الفصيحة أو المشتركة الذي يُستخدَم في المناسبات الرسمية والكتابة والأدب والتعليم والإدارة، والآخر مستوى اللغة العامية أو اللهجات الدارجة الذي يُستعمل في الحياة اليومية وفي المحادثات في المنزل والشارع. وكان أوّل من بحث هذه الظاهرة اللغوية في العصر الحديث اللغوي الأمريكي تشارلز فرغيسون ونشر بحثه عنها عام 1959 في مجلة " اللغة " الأمريكية وأكد هذا اللغوي أن الازدواجية ظاهرة موجودة في جميع اللغات الكبرى. فالانجليزية في بريطانيا، مثلاً، لها لهجات متعددة في ويلز واستكلندة وإيرلندة الشمالية وحتى لهجة الكوكني في لندن، إضافة إلى لهجات الإنجليزية خارج بريطانيا كاللهجة الكندية والأمريكية والاسترالية والنيوزلندية والجنوب أفريقية إلخ. وكذلك الحال بالنسبة للغات الفرنسية والألمانية والإسبانية وغيرهما.
ولكن اللغويين لا يتوقعون أن تحلّ لهجات اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية محلّ هذه اللغات في حين يتوقعون أن تحلّ، في المستقبل القريب، اللهجاتُ المصرية والعراقية والمغربية إلخ. محلَ اللغة العربية الفصيحة التي ستنقرض كما انقرضت اللغة اللاتينية في أوربا واستُعيض عنها بلهجاتها الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية إلخ. التي صارت لغات مستقلّة.
ونسأل لنتعلّم: وما هو الفرق بين الازدواجية في اللغة العربية والازدواجية في بقية اللغات العالمية؟ فيأتينا الجواب من العارفين بالقول: إن الفرق هو في الكم وليس في الكيف، بمعنى أن الفارق بين اللهجات الإنجليزية وبين اللغة الإنجليزية الفصيحة، مثلاً، هو فارق ضئيل جداً لا يحول دون الفهم، على حين أن الفارق بين اللغة العربية الفصحى ولهجاتها فارق كبير جداً. ونسأل لنستفيد: وكيف أصبح الفارق بين تلك اللغات العالمية ولهجاتها ضئيلاً؟ يجيب العارفون بأن الدول الغربية اتبعت ـ وتتبع دائماً ـ سياسات لغوية تفرض استخدام اللغة الفصيحة المشتركة في التعليم والإعلام والإدارة والتجارة وجميع مجالات الحياة، فيعتاد المواطنون على سماعها وقراءتها فيتمكنون منها وتقترب لغتهم الدارجة من اللغة الفصيحة. وفي فرنسا، مثلاً، يوجد فانون يعاقب مَن يُخطئ باللغة الفرنسية في الإذاعة أو التلفزة أو المدرسة، لأنه يُفسد لغة الأطفال وغيرهم.
وقد ذكر كثير من الباحثين في المؤتمر أن السياسات اللغوية للدول العربية تميل إلى تفضيل اللهجات العامية واللغات الأجنبية في مجالات الحياة المختلفة كالإعلام والتعليم، وتشجّع العاميّة في الإذاعة والتلفزة ولا تمنعها أو تقلل منها. (وكاتب هذا المقال يرى أنه لا توجد سياسات لغوية مُعلَنة في الأقطار العربية، ما عدا ما ورد في دساتيرها من أن العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ولكن ليس ثمة قوانين أو أنظمة لتفعيل ذلك). ويرى أولئك الباحثون أن هذه السياسات اللغوية للدول العربية تجعل لغة الكتاب العربية الفصيحة لغة غريبة نادرة الاستعمال يصعب استيعابها فلا يُقبل المواطنون على القراءة. وأدى ذلك، إضافة إلى أسباب أخرى كانتشار الأمية، إلى انخفاض نسبة القراءة وانحسار المعرفة في المجتمعات العربية. إذ تشير الإحصائيات إلى أن معدّل القراءة في إسرائيل هو 40 كتاباً للفرد الواحد (طبعاً باللغة العبرية، وهي لغة ميّتة تحييها دولة إسرائيل)، وفي معظم الدول الغربية 35 كتاباً للفرد، وفي السنغال 4 كتب للفرد، وفي بلادنا كتاب واحد لكل 80 فرداً (طبعاً باللغة العربية، وهي لغة حيّة تُميتها الدول العربية)، كما ورد في بحث الدكتور عبد الله الدنان من سوريا.
لعنة الثنائية اللغوية:
تعني الثنائية اللغوية توافر لغتين في البلاد الواحدة، أو تحدُّث الفرد بلغتين مختلفتين، هما، بوجه عام، اللغة القومية ولغة أجنبية، أو اللغة القومية ولغة وطنية أخرى. ويتفق هذا المؤتمر على أن تعلّم اللغات الأجنبية ضرورة يستدعيها الانفتاح على الثقافات الأخرى أخذاً وعطاء والتعاون معها في سبيل خير الإنسانية. ولكن المؤتمر يؤكّد، من ناحية أخرى، أن إيجاد مجتمع المعرفة اللازم لتحقيق التنمية البشرية لا يمكن أن يتم إلا باكتساب المعارف والعلوم باللغة القومية التي تساعد على تعميم المعرفة العلمية والتقنية على نطاق واسع. فاللغة هي وعاء الفكر وهي الحاضنة له بدرجاته المتنوعة وصولاً إلى الإبداع، وهي وسيلة التواصل بين أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة وتبادل المعلومات والأفكار بينها. فهي كالعُملة في التبادل التجاري. وكلّما كانت العملة قوية وموحدة في البلاد، أصبح التبادل التجاري أيسر وأكثر نشاطاً.
وقد قُدّمت بحوث في المؤتمر عن تجارب بلدان بلغت شأواً رفيعاً من التقدم والرقي بفضل نشر المعرفة بلغتها القومية. فقد ذُكِر أن اليابان استسلمت في الحرب العالمية الثانية تحت وطأة القنابل الذريّة الأمريكية، ففرض الأمريكيون شروطهم المجحفة على اليابان المستسلمة، مثل تغيير الدستور، حلّ الجيش، نزع السلاح، إلخ. وقد قبلت اليابان جميع تلك الشروط باستثناء شرط واحد هو التخلي عن لغتها القومية في التعليم، فكانت اللغة اليابانية منطلق نهضتها العلمية والصناعية الجديدة.
وقدم الدكتور يوسف عبد الفتاح، الاستاذ بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا الجنوبية دراسة عن كيفية اعتماد اللغة الكورية أساساً للتنمية البشرية (للتذكير: تحتل كوريا الرتبة 26 في تقرير التنمية البشرية 2006 للأمم المتحدة، وللمقارنة فإن ألمانيا تحتل الرتبة 21، ومعظم الدول العربية تحتل بجدارة الرتب ما بعد 120). وأشار الباحث إلى أن التعليم، في مختلف مراحله ومتنوّع تخصّصاته، يتم باللغة الكورية الفصيحة، مع العلم أن اللغة الكورية كانت قد مُنعت في المدارس الكورية وحلّت محلها اليابانية أثناء الاحتلال الياباني لكوريا الذي انتهى في الحرب العالمية الثانية. وتوجد في كوريا حالياً 110 قنوات تلفزيونية كلّها خاصة إلا قناة حكومية واحدة، " وجميعها تبثّ باللغة الكورية الفصحى السليمة " (طبقاً للسياسة اللغوية للدولة وتحت مراقبتها). ومن الطرائف التي ذكرها الباحث أنه عند وصوله أوّل مرّة إلى كوريا لم يعرف طريقه، لأن جميع اللافتات وأسماء المحلات بالكورية فقط والنادر منها، كلافتات السفارات والفنادق الكبرى، يضيف الاسم بالحروف الأجنبية الصغيرة تحت الحروف الكورية الكبيرة. وعندما سأل زميلاً له عن ذلك، أجابه فائلاً: إذا أردت أن تقرأ الأسماء بالإنجليزية فارحل إلى إنجلترا. وعندما ذهب إلى عيادة طبيب كان عليه أن يصطحب مترجماً. وسأل الأستاذُ المترجمَ: لماذا لا يتحدث الطبيب اللغة الإنجليزية؟ قال المترجم: وماذا سأفعل أنا؟
إن الثنائية اللغوية في بلداننا تشكّل صراعاً غير متكافئ بين لغة قومية تلقى من أهلها أصناف الاحتقار والإهمال والتهميش، بل والتدمير، وبين لغة عالمية وافدة " بكل سطوتها الثقافية وسلطتها الاقتصادية وهيمنتها الدولية، كما قال الشاعر المغربي الدكتور مصطفى الشليح في المؤتمر، فتلقى هذه اللغة الأجنبية الترحيب والتعظيم في بلداننا، وثمة " عوامل أخرى تشجّع على بسط نفوذ هذه اللغة (الوافدة)، تتهيأ بإرادة جهات مسئولة في مجتمعنا العربي" كما قال اللغوي السعودي الدكتور أحمد محمد المعتوق.
وأدانت معظمُ بحوث المؤتمر الوضعَ اللغوي في بلداننا، فأشارت إلى أن أبناء النخبة يتعلّمون في مدارس أجنبية أو مدارس خاصة، ذات مناهج أمريكية أو بريطانية أو فرنسية أو إسبانية أو إيطالية، إلخ، وهي إن علّمت اللغة العربية فلا تخصّص لها أكثر من ساعتين في الأسبوع، ما ينتج عنه تفاوت ثقافي طبقي يهدّد السلم الاجتماعي. ومن ناحية أخرى فإن العلوم والتقنيات في الجامعات والمعاهد العليا تُدرَّس باللغة الأجنبية، الإنجليزية في بلدان المشرق والفرنسية في البلدان المغاربية. وأبناؤنا لا يجيدون اللغة العربية ولا اللغة الأجنبية. وإذا كانت اللغة وعاء الفكر، فإن الطالب العربي لا يحمل وعاءً سليماً بل ينوء تحت عدد من الأوعية المثقوبة التي لا تحتفظ بالمعارف والعلوم، ناهيك بعدم تمكّنه من تمثّل تلك المعارف والعلوم أو الإبداع فيها.
ولقد ذكر باحث مصري أن إحدى رياض الأطفال الأجنبية أضافت اللغة العربية إلى منهجها، فاحتجّ أولياء الأمور لدى مديرها قائلين إنهم أرسلوا أولادهم إليه ليعلّمهم الإنجليزية وليس العربية. وتشكّت أستاذة جامعية من إحدى الدول المغاربية تشارك في المؤتمر من أن ابنتها التي تبلغ الخامسة من العمر وتتعلّم العربية والفرنسية في روض الأطفال ، ترفض مراجعة دروس اللغة العربية معها وتقول لها بالفرنسية: " ماما، أنا أكره العربية، لنقرأ الفرنسية." وقال مشارك آخر في المؤتمر من إحدى الدول المشرقية إن أبناءه الذين يتعلّمون في مدرسة أجنبية لا يفهمون العربية وهو مضطر إلى التحدث معهم في منزله باللغة الإنجليزية. وصرّح أحد المشاركين من دولة خليجية أنه عند عودته إلى منزله في المساء لا يفهم أطفاله الصغار فهم يتحدّثون بإحدى اللهجات الهندية، لأن المربّية هندية والخادمة هندية والسائق هندي، والإنجليزية الهندية هي السائدة في الأسواق والفنادق والمطاعم والمطارات وجلّ الأمكنة في البلاد. وأحيانا يضطر إلى استقدام مربيّة سيرلانكية بدل الهندية، فتتبلبل لغة أطفاله.
وبيّن الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي، في مداخلته في المؤتمر أن التعدد اللغوي في الطفولة قد يسبب اضطرابات نطقية ونفسية وعقلية. وأن الأطفال العرب الذين يتلقّون تعليمهم في مدارس أجنبية أو بمناهج أجنبية يميلون إلى الشعور بالنقص واحتقار الأهل والشعور بالاغتراب الثقافي في بلدانهم، وأن هذا النوع من الاغتراب هو من أهم أسباب هجرة الأدمغة من بلداننا إلى الغرب.
مؤشّرات دولية إلى انقراض اللغة العربية:
كنا قد ذكرنا في مقال سابق عنوانه " العربية لم تعُدْ لغة عالمية" أن منظمة الأمم المتحدة في نيويورك تتجه إلى إلغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية في المنظمة وهي: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الروسية، الصينية، العربية؛ وذلك لثلاثة أسباب:
1) عدم استعمال ممثلي الدول "العربية" اللغة العربية في الأمم المتحدة، فهم يستعملون الإنجليزية أو الفرنسية.
2) عدم وجود مترجمين عرب أكفاء يجيدون اللغة العربية.
3) عدم وفاء معظم الدول العربية بالتزاماتها المتعلّقة بدفع نفقات استعمال العربية في المنظمة.
وفي هذا المؤتمر، أوضح المفكّر التونسي الدكتور عبد السلام المسدّي ( سفير تونس ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقاً، ومن المؤمنين بضرورة تعريب التعليم العالي، لكنه لم يتمكّن من تعريب التعليم العالي أثناء توليه الوزارة) أن ضغوط الدول الكبرى على اليونسكو جعلتها تُعلن مؤخّراً أن الحقوق اللغوية تنحصر في ثلاثة: ـ الحق في لغة الأم (وليس اللغة الأم) ـ الحق في لغة التواصل في المجتمع ـ الحق في لغة المعرفة. وتعني هذه الحقوق بالنسبة إلى بلداننا ما يأتي: ـ لغة الأم: اللهجة العامية أو إحدى اللغات الوطنية غير العربية مثل الدنكا في السودان، والسريانية في سوريا، والأمازيغية في الجزائر والمغرب. ـ لغة التواصل: اللهجة العربية الدارجة ـ لغة المعرفة العالمية: الإنجليزية (أو الفرنسية في بعض البلدان)
وهكذا، فالعربية الفصيحة المشتركة بين بلداننا لا مكان لها هنا بتاتاً ولا تشكّل حقاً لغوياً لأي فرد. وسيكون إعلان اليونسكو هذا ورقة ضغط إضافية بيد الدول الكبرى التي تسعى إلى إلغاء أية وسيلة تفاهم مشتركة بين بلداننا قد تشكّل أساساً لاتحاد عربي من أي نوع، طبقاً لبعض المشاركين في المؤتمر (أما نحن فلا نرى ضرورة وجود لغة مشتركة لقيام اتحاد بين الدول، فقد يقوم على أسس غير لغوية، كما هو الحال في الاتحاد الأوربي الذي يستخدم برلمانه في ستراسبورغ 9 لغات أوربية وتستنفد نفقات الترجمة حوالي 5% من ميزانية الاتحاد).
ومن ناحية أخرى، فقد اتُخِذ عدد من الإجراءات العملية مثل إلغاء تدريس اللغة العربية في بعض الجامعات الأمريكية والاستعاضة عنها باللهجات العربية مثل الشامية والمصرية والمغربية والعراقية، إلخ. وكان امتحان البكالوريا الثانوية في فرنسا يسمح للطالب باختيار لغة ثانية كالإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية. وابتداءً من سنة 1995، لم تعد العربية من بين هذه اللغات واستُعيض عنها بعدد من اللهجات العربية. وظل عرب 48 في إسرائيل، من مسيحيين ومسلمين، يحرصون على تعليم العربية في مدارسهم لتكون وسيلة للتعبير عن هويتهم وانتمائهم لشعبهم الفلسطيني العربي، ولكن إسرائيل اتّبعت سياسات إهمال اللغة العربية وتهميشها في الحيز المدرسي وتهجينها بالمصطلحات والتعبيرات العبرية والإنجليزية، كما أوضحت الباحثة الأستاذة جنان عبده المشاركة في المؤتمر من حيفا.
انقراض الحضارة أم انقراض اللغة؟
بعد أن سعدتُ بالعودة من المؤتمر إلى مقر إقامتي في شاطئ الهرهورة في المغرب، خرجتُ صباح اليوم التالي لأتمشّى مع جاري المفكّر الدكتور عبد الكبير الخطيبي. اغتنمتُ الفرصة لأستطلع رأيه في الموضوع، فسألته: هل ترى أن اللغة العربية ستنقرض؟ أجابني: هذا خطأ؛ مَن قال بذلك؟ ثم واصل كلامه قائلاً: إن الحضارة العربية الإسلامية برمّتها تسير حثيثاً نحو هاوية الاندثار، بكل ما فيها من طرائق التفكير والتعبير. وقد ناقش هذا الموضوع جماعة من الزملاء التقوا في منزلي، الأسبوع الماضي، بمناسبة زيارة الشاعر أدونيس لمعرض الكتاب في الدار البيضاء، وقد أجمعوا على ذلك الرأي. وعندما بدت أمارات الخيبة على وجهي، استخدم الدكتور الخطيبي، التشبية والاستعارة، ربما ليساعدني على الفهم، فقال: أنا أقول لك إن الرجل ميّت، وأنتَ تقول لي إن لسانه لا يتحرّك.
خاتمة:
حاولتُ أن أنقل ما دار في المؤتمر، بأمانة ولكن بإيجاز شديد؛ وأن لا أبدي وجهة نظري إلا لماما، لكي أترك للقارئ الكريم تكوين الرأي في الوضع اللغوي في بلادنا العربية، ونتائجه، وما الذي ينبغي فعله.

وحيد فرج
04/06/2007, 11:49 AM
السلام عليكم

لكم سعدت بهذا التفاعل الثري من هذه الكوكبة من المبدعين والأكاديمين بالجمعية مع هذا الموضوع الحيوي وأخص الدكتور خليل السعيد على مداخلته القيمة التي أضافت أبعادا جديدة إلى قضية اللغة العربية .

سأحاول أن أنقل لحضراتكم بعض إنطباعاتي عن دور الإعلام وتأثيراته المتباينة على اللغة العربية .

تمخضت ثورة الإتصالات والمعلومات الهائلة عن صراعا محموما من قبل شبكات التليفزيون والصحف ومواقع الإنترنت العربية على إستباق الزمن ومواكبة الأحداث من أجل الحصول على المعلومات ونقلها للجماهير. ولا ريب أن أجهزة الإعلام المختلفة وفي خضم هذا التسابق لاتلق بالا إلى دقة اللغة المستخدمة بقدر إهتمامها بتحقيق السبق الإعلامي أو الصحفي ومن ثم لم تعد الصياغة اللغوية الرصينة من أولويات عمل معظم أجهزة ووسائل الإعلام العربية إذ أصبح الهم الأول هو إجتذاب أكبر عدد من المشاهدين وتحقيق أعلى نسب مشاهدة على الساحة العربية . إن الكثير من شبكات التلفزيون العربية والصحف والمجلات تلجأ إلى إستخدام اللهجات الدارجة لدغدغة مشاعر الجمهور وبحجة الوصول إلى أكبر قطاع منهم ، بل أصبح التنافس بينها قائم بالأساس على تأكيد اللهجة المحلية كوسيلة من وسائل تحقيق وإثبات هوية البلد أو القطر . فالمتابع للقنوات المصرية واللبنانية على وجه الخصوص سيلحظ بسهولة حجم وخطورة المشكلة مجسمة في تراجع هائل في إستخدام اللغة العربية في كافة البرامج المقدمة لاسيما على مستوى برامج الأطفال والكرتون وهنا يتمثل مكمن الخطر الأكبر ، بل أن بعض هذه القنوات شرعت في تقديم نشراتها الإخباريةالسياسية والجوية باللهجة المحلية . ولا يمكننا في هذا الصدد إغفال البعد السياسي الكامن وراء هذا السلوك - إذ أن بعض هذه القنوات ولأسباب ودوافع عرقية أو دينية ترى أن إستخدام اللهجة المحلية يشكل هدما للغة العربية وعاء الدين الإسلامي لغة المحتل الوافد عليها من جزيرة العرب .

وبعد أن كانت الصحافة العربية مفرخة للمثقفين واللغوين والرواد الذين أثروا بلغتهم العربية الرصينة الحياة الأدبية والثقافية إلى جانب تبنيها للغة الصحفية الوسيطة الساسة التي تخاطب قطاع عريض من الجماهير باتت الآن معولا من معاول الهدم اللغوي الذي لايستهان به . ، فالكثير من الصحف العربية تسعى هي الأخرى إلى جذب أكبر عدد من القراء من خلال إستدخال وإقحام اللغة والتعبيرات العامية الدارجة على صفحاتها بشكل فج وملفت للنظر .

والنتيجة الحتمية التي تولدت عن هذا الهرج الإعلامي هي زيادة الغربة اللغوية وبالتالي ضياع الهوية لدى قطاع كبير من الجماهير العربية لدرجة أن أصبح إستخدام اللغة السليمة مادة للتفكه والسخرية في الكثير من الأفلام والمسلسلات .

وإذا أردنا أحصاء معاول مسخ العربية الآن لصعب علينا حصرهاــ فهي بين الإعلام والمدرسة والبيت والسياسة والكثير الكثير ـــ فحال اللغة أصبح كما يقولون كحبة قمح في محكمة قضاتها من الدجاج .

أعتذر مقدما عن أخطاء اللغة .

سمير صالح
04/06/2007, 03:07 PM
لا يكفي أن تكون في النور لكي تري بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه – العقاد
شكراً للزميل وحيد فرج

أعزائي
السلام عليكم

هذا الموضوع لا شك هام جداً ، ولا أتصور موضوعاً أهم منه بالنسبة إلى منتديات واتا الحضارية والذي يضم عدداً كبيراً من فطاحل اللغة العربية، للأسف أنا لست منهم بالرغم من اجتهادي في استعمال العربية ومحاولتي مواظبة تعلم قواعدها وفنونها.
من بين ما يقلقني عن اللغة العربية، بالإضافة إلى ما تكرم به الزملاء الأفاضل هو موضوع جمع الجمع، فمثلاً كلمة هرم، جمعها أهرام، وجمع جمعها هو أهرامات، فنقول هرم خوفو، وأهرام الجيزة ، وأهرامات مصر . وسؤالي لماذا لا نقول أهرام مصر ؟ هل هذا خطاً؟ ولماذا؟
من ناحية أخرى جاء في الطبعة الأولى للجزء الرابع من قرارات مجمع اللغة العربية التي صدرت في الدورات من الثامنة والأربعين إلى الثامنة والستين:

أمثلة لجمع الجمع

الأعاريب جمع اعراب والمفرد عرب، والأزاهير جمع أزهار، والمفرد زهر (وكنت أعتقد أنها زهرة)، وجمالات جمع جمال والمفرد جمل، والرجالات، جمع رجال، والمفرد رجل ...الخ

وفي زيادة الياء أو حذفها في جمع التكسير

ترى اللجنة :
"أن جمع التكسير الذي على وزن فعالل وشبهها، يجوز فيه أن تزاد الياء قبل آخره، مثل مساجيد (جمع مسجد)، وما كان منه بياء يجوز فيه حذفها مثل عصافر ( جمع عصفور)، وفي هذا ضرب من التيسير والتوسعة في بنية الكلمة وطرد " للباب على وتيرة واحدة".

فبالله عليكم كمترجم مكلف أحياناً بتصحيح ترجمة الزملاء، إذا صادفتني كلمة مثل تلك من الكلمات السابقة من جمع الجمع أو من " التيسير" في جمع التكسير، فغالباً سوف اعتقد أنها خطأ من المترجم لولا إطلاعي مؤخراً على هذه القرارات. وسؤالي الثاني هو: لماذا جمع الجمع؟

مع خالص التحية

سمير صالح

د. خليل السعيد
04/06/2007, 03:15 PM
أرجو من الأخوة التفضل لزيارة الرابط التالي لقراءة مقال نشرته شبكة الجزيرة القطرية

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/37BC59A3-1FC3-4B0B-BABA-0D15104CE743.htm