المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض مقالاتي المنشورة في جريدة الأهرام



Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
29/10/2006, 06:41 PM
بعض مقالاتي المنشورة في جريدة الأهرام


حول الانتفاع بالعامية في تجديد اللغة العربية

شكرا في البدء لفتح باب المناقشة حول الرأي الذي أبدته الأستاذة مديحة دوس في مقالها المنشور يوم 27 إبريل تحت عنوان "تجديد اللغة العربية : هل يعتمد على دراسة اللهجات العامية ؟"

وردا على التساؤل الذي أثاره العنوان ، سواء كان هذا العنوان من اختيار الكاتبة أو من اختيار المحرر ، فإنني أقول إن تجديد اللغة العربية لا يعتمد على دراسة اللهجات العامية. وأرجو ألا أكون قد اقتربت من المبالغة إذا ما قلت بل إنه لا علاقة على الإطلاق لهذا التجديد باللهجات العامية ، سوى في مجال واحد وهو مجال المفردات ، والذي سنتعرض له فيما بعد في هذا الرد.

أما أسباب هذه الإجابة فتتلخص في عدة نقاط أوجزها فيما يلي:

أولاً : أننا لسنا بحاجة إلى دراسة اللهجات العامية بهدف "استنباط النظرية منها ، كما ذكرت الكاتبة ، أو للاستفادة بها في تطوير النحو العربي كما ذكر المحرر في تعليقه ، وذلك نظرا لوجود نحو بالفعل للغة العربية منذ مئات السنين. فما نحن بصدده ليس هو محاولة إيجاد نحو لا وجود له ، أو محاولة وضع قواعد للغة أو للهجة لا توجد لها قواعد مكتوبة. ومن ثم فإن أية محاولة لإيجاد ما هو موجود بالفعل تدخل في إطار إضاعة الوقت والجهد.

ثانياً : أنه لا توجد علاقة بين ما يسمى بـ "تجديد اللغة العربية" ، ودراسة اللهجات العامية، إلا إذا كان المقصود بهذا "التجديد" هو إحلال اللهجات العامية محل اللغة العربية. ولما كان المحرر ينفي أن يكون هذا هو هدف الكاتبة ، إذن فلا علاقة بين الأمرين. أما إذا كان الهدف – سواء المعلن أو غير المعلن – هو "اختيار" إحدى هذه اللهجات لتحل محل اللغة العربية الفصحى أو العربية المكتوبة الحديثة كما يطلق عليها بعض اللغويين ، فهذا أمر آخر يحتاج إلى وقفة أخرى وإلى تعليق آخر.

ثالثها : لقد قوضت الكاتبة بنفسها ومن حيث لا تدري أساب دعوتها فالمثال الذي ذكرته من العامية وهو "ما عرفش" (وصحته "ما عارفش" وفقا لوصفها إياه بأنه اسم فاعل) في مقابل "مش عارف" القاهرية ، لدليل على أننا لا يمكن أن ندرس اللهجات لاستنباط قواعد الفصحى !! فهل نقول للناس في القاهرة استخدموا "ماعارفش" بدلا من "مش عارف" ، أم نقول للناس في الصعيد استخدموا "مش عارف" ، بدلا من "ما عارفش" أو بمعنى أصح بدلا من "ما خابرش" ؟ وماذا عن قول بعض الفتيات والسيدات ربما دلالا أو تدللا "موش أعرف" ؟! وهل نختار للناس واحدة من تلك العبارات العامية بدلا من "لا أعرف" أو "لست أعرف" التي يستطيع أن يفهمها نحو مائة وخمسين مليون عربي([1]) وملايين المسلمين من غير العرب في جميع أنحاء العالم ؟ ولم ؟!

رابعا : لو أخذنا واحدة من هذه الصيغ العامية وحاولنا فرضها على الناس – وهذا مستحيل عمليا – أليس هذا هو النحو المعياري normative grammar أو النحو الفرضي prescriptive grammar الذي تدينه الكاتبة ؟

بقيت عدة تعليقات مختصرة على بعض تساؤلات الكاتبة وأقوالها ، وذلك قبل أن أقدِّم بعض الاقتراحات الخاصة بـ "تجديد" النحو العربي أو بالأحرى "تبسيط" تعليمه للطلاب في المدارس والجامعات.

تتعلق الملاحظة الأولى بتساؤل الكاتبة : لماذا نقول إن العامية لهجة وليست لغة ؟ والإجابة هي أننا لو أطلقنا على كل لهجة اسم لغة لمجرد وجود بعض الاختلافات على أي مستوى لغوي (الصوتي ، الصرفي ، النحوي ، الدلالي) لوقعنا في خطأ كبير يتمثل في تجاهل الأصل المشترك لهذه اللهجات ، وكأنها لا علاقة لها بعضها بالبعض ، وحينئذ يكون الضرر الواقع أكبر كثيرا من الفائدة إن كان ثمة فائدة. هذا مع تسليمنا بأن للهجة قواعد – وإن كانت غير مكتوبة في الأغلب – وهو ما ذهبت إليه الكاتبة وما أتفق معها فيه.

وتتعلق الملاحظة الثانية بدعوة الكاتبة إلى دراسة جميع المستويات اللغوية ، وإشادتها بمحاولة الأستاذ الدكتور السعيد بدوي ، فأقول إنني أتفق معها في الدعوة في حد ذاتها ، وإن كنت أخالفها الرأي في الهدف من ورائها. فإذا كان الهدف هو استنباط القواعد من العامية ، فلا حاجة بنا إلى هذا كما سبق أن أسلفنا ، بل إنه أمر مستحيل عمليا لتعدد العاميات في القطر الواحد ، ناهيك عن الدول العربية مجتمعة. وما ينطبق على النحو ينطبق على الصرف وينطبق على الأصوات. أما إذا كان الهدف هو ملاحظة الكلمات أو المفردات lexical items التي دخلت إلى لغتنا العربية أو دراسة التطور الدلالي للألفاظ فلا بأس. وفي هذا الصدد أشيد بدور مجمع اللغة العربية بالقاهرة وبقاموسه المعجم الوسيط الذي يضم مئات الألفاظ المعربة، أي التي غيرها العرب بالنقص ، أو الزيادة ، أو القلب (مثل كلمة الإسطبل) ، والألفاظ الدخيلة ، أي التي دخلت العربية دون تغيير (مثل الأكسيجين ، والتليفون). والألفاظ المجمعية أي التي أقرها مجمع اللغة العربية (مثل الأسطرلاب) ، والألفاظ المحدثة أي التي استعملها المحدثون في العصر الحديث ، وشاعت في لغة الحياة العامة (مثل الشرنقة).

والآن انتقل إلى ما أراه مساهمة في حل أزمة اللغة العربية :

أولاً : ما نحن بحاجة ماسة إليه حقا وفعلا هو تقديم النحو العربي بصورة استنتاجية أو استدلالية deductive وليس بصورة استقرائية inductive بمعنى أن الطالب يجب أن يقرأ نصا يرى فيه كيف يتم استخدام اللغة العربية المعاصرة بصورة سليمة ، وليكن من واقع كتابات كبار الأدباء والكتاب ، ثم ينتقل إلى استنتاج القاعدة ، وليس العكس. ولقد عفا الزمن على كتب النحو التي تقدم القاعدة أولا ثم تعطي الدارسين بعض التمرينات أو ما يسمى بـ "التطبيقات" لحلها ! ومن الأمور المحمودة لوزارة التعليم أنها أخذت منذ فترة تنهج هذا النهج في كتب النحو المقررة على الطلاب.

ثانيا : نحن بحاجة إلى عدم الإغراق في التفصيلات فيما يتعلق بالنحو العربي ، فهذه نتركها للمتخصصين وبعضها نتركه للدارسين في الدراسات العليا. ولكن هناك أمورا أو "قواعد" ينبغي أن يلم بها كل من يريد أن يستخدم اللغة استخداما سليما. وهنا أذكر واقعة حقيقية شهدتها بنفسي عندما عملت مترجما محررا في إحدى الصحف اليومية ، وكان أحد المترجمين يكثر من الأخطاء النحوية ؛ فما كان من رئيس القسم إلا أن كتب له صفحة واحدة تضم أهم قواعد اللغة العربية ووضعها المترجم تحت "بنورة" مكتبه. ومن يومها اختفت أخطاؤه أو كادت.

ثالثا : نحن في حاجة أيضا إلى مزيد من "التعرض" للغة العربية في مدارسنا وجامعاتنا ووسائل إعلامنا بل وفي بيوتنا. ونتائج هذا التعرض المكثف لابد من أن تؤتي أكلها ولو بعد حين.

وأخيرا ، أؤكد أن لغتنا العربية ليست بحاجة إلى "تجديد" و "تطوير" أو "تحديث" أو أشياء من هذا القبيل ، فاللغات تتجدد وتتطور من تلقاء نفسها ، ولا يستطيع أحد أن يوقف هذا التطور الطبيعي. ولكن ما نحن بحاجة ماسة إليه فعلا هو أن نعرف لغتنا عن طريق المزيد من التعرض لها ، وعن طريق النظر إلى الأهم فالمهم في نحوها وصرفها ، وأيضا عن طريق دراستها بصورة استنتاجية وليس بصورة استقرائية .

صفحة «الفكر الثقافي»

(25/5/1990)































حتى لا يخطئ المذيعون

في اللغة العربية



أعتقد أن درجة إلمام بعض المذيعين والمذيعات في الإذاعة والتليفزيون باللغة العربية تدعونا إلى التوقف أمام عملية اختيارهم. وأمام عملية تدريبهم قبل أن يُسمح لهم بالوقوف خلف الميكروفون ، وأمام ضرورة متابعتهم ومد يد العون لهم خلال عملهم الفعلي ، ولو عـن طريق بعض الدورات التدريبية إذا اقتضى الأمر.

وفيما يتعلق بعملية الاختيار ، ينبغي أن تكون الاختبارات أكثر جدية وأكثر كشفا عن قدراتهم ، وعن مدى إجادتهم للغة العربية نطقا وصرفا ونحوا ودلالة واستخداما.

ثم ننتقل إلى مرحلة التدريب اللازمة قبل السماح للمذيع بالخروج على الناس. فلابد من دورات تدريبية جدية ومكثفة ، وأن يُختار لها من الأساتذة أفضلهم وأقدرهم على القيام بهذه المهمة الخطيرة.

وننتقل إلى مرحلة متابعة المذيعين العاملين بالفعل ، وأشير إلى أهمية اتباع سياسة الثواب للمحسن والعقاب للمسيء. وهذا إلى جانب تقديم العون لهم والذي يتمثل في عدة نقاط أوجزها فيما يلي :

· أن تتألف من أساتذة أقسام اللغة العربية بجامعاتنا ، ومن أساتذة كلية دار العلوم ، وكلية اللغة العربية بالأزهر لجان لتصحيح الأخطاء الشائعة التي تقع من المذيعين والمذيعات ، ومناقشتها ، وتوضيح وجه الخطأ فيها.

· توفير بعض الكتب والمراجع التي تعين المذيعين على أداء مهمتهم ، وأخص بالذكر كتاب د, كامل ولويل الذي صدر مؤخرا بعنوان (اللغة العربية في وسائل الإعلام) والذي يتعرض للكثير من الأخطاء الشائعة وتصوبيها. وأذكر أيضا (معجم الأغلاط اللغوية المعاصرة) و (معجم الأخطاء الشائعة) وكلاهما من إعداد محمد العدناني. ولا يفوتني أن أذكر كتاب فاروق شوشة (لغتنا الجميلة) خاصة الفصل الثالث منه وعنوانه "تحقيقات لغوية". كما أخص بالذكر أيضا أهمية توصيل قرارات مجمع اللغة العربية وبحوثه إلى أيدي المذيعين.

· فيما يتعلق بنطق الأسماء الأجنبية ، لابد من إحاطة كتَّاب نشرات الأخبار ومعدي البرامج والمذيعين بالقواعد التي أرساها مجمع اللغة العربية بخصوص كيفية كتابتها كتابة صحيحة ، وهي القواعد المنشورة في مطبوعات المجمع.

وما أغنانا عن مذيع بالبرنامج الثاني سمعته بنفسي منذ عدة أيام ينطق اسم الكاتب الأيرلندي الشهير (شو) كما تنطق shoe في الإنجليزية ، وينطق اسم الكاتب المسرحي الأمريكي (أونيل) بدون ياء مع تضعيف اللام !

· ما أحوج المذيعين إلى قدوة مثل الأستاذ أمين بسيوني ، الذي سعدنا لفترة قصيرة بقراءته لنشرة الأخبار يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع ، ثم توقف ربما بسبب أعبائه الإدارية ومسئولياته الجسام.

وأخيرا أقول إن الجهود التي أقترح بذلها جهود لا شك أنها مضنية وتحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تؤتي ثمارها ، ولكن الثمرة – في اعتقادي – تستحق كل ما يبذل في سبيل الحصول عليها.

صفحة «دنيا الثقافة»

(15/7/1990)























أصداء : ولكن المهم كيف تستفيد

من المحاولات السابقة لإنجاز المعجم العربي



تعليقا على ما نشر في "صفحة الأدب" تحت عنوان : "قضية للمناقشة : ضرورة معجم عربي تاريخي" بعث د. أحمد شفيق الخطيب مدرس علم اللغة بجامعة الأزهر بهذا التعليق:

اتفق تماما في الدعوة إلى إعداد معجم تاريخي للغة العربية يتناول تاريخ الكلمات فيها ويسجل تطورها على مر العصور. ولكن الدعوة أتت كما لو كانت دعوة جديدة كل الجدة أو لم يتم عمل شيء بصددها. وحقيقة الأمر أن هناك محاولة تعتبر خطوة على الطريق في سبيل إنجاز هذا المعجم ، ونموذجا يمكن الاحتذاء به. فقد سبق لمجمع اللغة العربية بالقاهرة في سنة 1967 إصدار الجزء الأول (والأخير) من (المعجم اللغوي التاريخي) من تأليف اللغوي الألماني أوجست فيشر. ويضم هذا الجزء حرف الهمزة حتى كلمة "ابد" وقد اتخذ معجم فيشر من (معجم أكسفورد التاريخي) مثلا احتذاء.

ويقول الدكتور / إبراهيم مدكور الأمين العام للمجمع في تصدير هذا الجزء إن فيشر عنى بالمعجم العربي منذ أخريات القرن الماضي ، وعاش معه نحو خمسين سنة. وقد شاء أن يطبق منهج (معجم أكسفورد التاريخي) في اللغة العربية ، وقضى زمنا طويلا يجمع النصوص ليستخلص منها دلالات الألفاظ والتراكيب ، متتبعا إباها في مختلف العصور والبيئات ، ومسجلا ما يطرأ عليها من تغيير وتبديل. وتوافر له من ذلك مادة صالحة ، انتهى بها إلى آخر القرن الثالث للهجرة.

وقد أنفق فيشر أربع سنوات في جميع مادة هذا المعجم التاريخي واستكمالها وتبوبيها وتنسيقها ، ولكن الحرب العالمية الثانية فاجأته واضطرته للعودة إلى وطنه. وتوزعت مواد معجمه بين القاهرة وهلة (بألمانيا). وكان من المأمول أن يعود بعد الحرب إلى القاهرة ليتم ما بدأ ، إلا أن المرض أقعده ، ثم عاجلته المنية.

وعبثا حاول المجمع أن يلم شعث ما تفرق من جزازات معجمه ، فلم يستطع الحصول على ما نقل منها إلى ألمانيا ، ووجد أن ما بقى لديه غير مكتمل ، ولم يجد ما يصلح للنشر إلا مقدمة أعدها فيشر بنفسه ، ونموذجا من حرف الهمزة إلى "أبد" وهو ما نشره المجمع فعلا ونفدت طبعته الأولى فور صدورها.

وأخيرا ، فإن تعبير الأستاذ / الجوهري بضرورة "توفير التمويل المكاني" تعبير غريب، لعله قصد به توفير مكان لإنجاز المعجم التاريخي.

وختاما ، ما أحوجنا إلى معجم عربي تاريخي ، ولنا في محاولة اللغوي فيشر والنموذج الذي احتذاه ، خير معين على أن نبدأ من جديد ، وكلي أمل أن ننتهي من إنجاز هذا المعجم ، لا أن نبدأ فيه فحسب.

صفحة «فكر ثقافي»

(27-7-1990)

















حقيقة يجب تأكيدها :

في مصر "لغة" واحدة!



ترى هل مبدأ "التعقيب على التعقيب" أو "الرؤية على الرؤية" إذا جاز التعبير – من المبادئ التي تعمل بمقتضاها صفحة "الفكر الثقافي" ؟ أتصور أن هذا متاح حين يكون الهدف هو البحث عن الحقيقة وتلمس الطريق إلى الصواب.

وقد دفعني إلى التعقيب على تعقيب د. حازم نور الدين (جامعة أسيوط) ثلاثة أمور، أولها: أن مقدمات مقاله لا تؤدي إلى نتائجه ، بل أكاد ألمح تناقضا بينهما ، وثانيها: ضرورة مناقشة معيار أو معايير التفرقة بين اللهجة واللغة ، وثالثها : ما جاء بالمقال بشأن "علم الدلالة" (أو ما أسماه الكاتب بـ "الدلالات") ، وأيضا بشأن "لهجة الفرد" (أو ما أسماه سيادته "اللغوة" ترجمة للمصطلح الإنجليزي IDIOLECT وسوف نتناول هذه الأمور بشيء من الاختصار الذي أرجو ألا يكون مخلا.

أولاً : يقول الكاتب في بداية مقاله – بعد المقدمة – إن معيار التفريق بين اللهجة واللغة هو "مدى قابلية الفهم المتبادل" (ونقترح : "التفاهم المتبادل") وذلك ترجمة للمصطلح الإنجليزي MUTUAL INTELLIGIBILITY ثم يضرب مثلا بأن المتحدثين باللهجة - أو بالأحرى اللهجات – الصعيدية يمكنهم أن يتفاهموا مع المتحدثين باللهجة "المصاروية" (ونقترح : "القاهرية"). ثم يخلص الكاتب إلى أن اللهجات في مصر "تظل داخل نطاق دائرة لغوية واحدة". وإلى هنا نحسب أن الكاتب قد حسم الأمر ، إلا أنه في الفقرة التالية يلقي بظلال من الشك حول النتيجة التي توصل إليها فيصيبنا بالدهشة حين يقول : "ولكن هل نستطيع أن نسمي هذه الدائرة اللغوية بأنها لغة أم ننزل عند الوصف الشائع عنها لدى المتخصصين وغير المتخصصين على حد سواء بأنها لهجة من لهجات العربية الفصحى؟" ! وتزداد دهشتنا حيـن يدعو إلى أن يكون هذا السؤال "محل درس طويل ونظر عميق وأن يطرقه الباحثون اللغويون بما يفرضه منهج العلم من تجرد واجب من العواطف التي تقيِّد حدود العقل وتحجِّم آفاق الخيال" !! (وكان "أفاق الخيال" الممتدة واللانهائية مطلوبة في البحث العلمي ، مثلها مثل "العقل").

وأقول : مادام الكاتب قد ارتضى معيار "التفاهم المتبادل" ، ودار مقاله حول إثبات هذا التفاهم ، باستثناء أبناء النوبة (والذين نقول إن المتعلمين منهم يتفاهمون مع غيرهم بإحدى اللهجات العربية المصرية مثلهم مثل أي مواطن في مصر) فقد كان من الطبيعي قبوله لهذه الاختلافات في "الاستخدامات اللغوية" باعتبارها لهجات للغة واحدة. أما الادعاء – أو مجرد التلميح – بأن في مصر عدة لغات وليس عدة لهجات ، فقد كان من الممكن القول به لو أن الكاتب أثبت أن أبناء مصر لا يفهمون بعضهم البعض. ولكن بما أنه لم ينف هذا التفاهم المتبادل ، فإننا نرى أن نتائجه لا تتفق مع مقدماته.

وأحب أن أشير هنا إلى دراسة الأستاذ الدكتور علي عزت التي أجراها على عينة من طلاب من دول عربية مختلفة (وليس من مناطق مختلفة داخل الدولة نفسها) وأثبت بالدليل العلمي والعملي والتسجيلات أن هناك تفاهما متبادلا بين هؤلاء الطلاب.

ثانيا : اقتصرت مناقشة الكاتب للمعايير التي يستند إليها اللغويون للتمييز بين اللغة واللهجة على معيار واحد هو "التفاهم المتبادل" ، دون أن يشير ولو إشارة عابرة إلى وجود معايير أخرى. كما اقتصر تناوله لموضوع اللهجة على اللهجة الجغرافية أو الإقليمية ، دون الإشارة إلى وجود لهجات من أنماط أخرى مثل اللهجة الاجتماعية اختصارا لمصطلح "لهجة الطبقة الاجتماعية" ، أو اللهجة المهنية أو الحرفية.

ونعود إلى معايير التمييز بين اللهجة واللغة. فبالإضافة إلى اشتراط بعض اللغويين مثل دل هايمز DELL HYMES وجود الأصل التاريخي الواحد للاستخدامات اللغوية المختلفة حتى يمكن إطلاق تسمية "اللهجات" عليها (مثلما هو الحال مع اللهجات العربية)، فإن لغوييـن آخرين مثل ر.هـ. روبنز R. H. ROBINS يقدمون المعايير الثلاثة التالية للهجات:

1- التفاهم المتبادل.

2- الصيغ الكلامية SPEECH FORMS المستخدمة داخل منطقة موحدة سياسيا.

3- الصيغ الكلامية الخاصة بمتحدثين يشتركون في نظام كتابي واحد ، ولديهم مجموعة مشتركة من الأعمال الكلاسيكية المكتوبة.

وبمقتضى المعيار الأول فإن الأنماط المختلفة من الإنجليزية التي يتحدث بها الناس في بريطانيا هي لهجات للغة الإنجليزية. أما الويلزية WELSH فهي لغة مختلفة.

وبمقتضى المعيار الثاني فإن الأنماط المختلفة التي يتحدث بها الناس على كلا جانبي الحدود الهولندية – الألمانية توصف أحيانا بأنها لهجات للهولندية في هولندا ، وبأنها لهجات للألمانية في ألمانيا ، وذلك بالرغم من أنها تتشابه في نواح كثيرة ، بل وهناك "تفاهم متبادل" بين المتحدثين بها. ويحدث شيء مشابه في الدول الاسكندنافية ، حيث تتسبب التقسيمات السياسية في اعتبار لهجات اللغة نفسها لغات قائمة بذاتها.

وبمقتضى المعيار الثالث ، فإن اللغات المختلفة التي يتحدث بها الناس في الصين ويتحدث بها الصينيون خارجها (كما في فرموزا أو تايوان على سبيل المثال) جرى العرف على تسميتها لهجات ، وذلك بالرغم من أن الصينية التي يتحدث بها الناس في شمال الصين ، وواحدة من "الألسن" الصينية الجنوبية ينعدم التفاهم المتبادل بين المتحدثين بهما.

وإذا ما طبقنا المعايير الثلاثة السابق ذكرها على الصيغ الكلامية في مصر، نجد أنها تتميز بالفهم المتبادل ، وأنها مستخدمة في دولة موحدة سياسيا ، وأنها تشترك في نظام كتابي واحد ، وفي القرآن الكريم والتراث العربي ، علاوة على وجود الأصل التاريخي الواحد لها، وهو العربية الفصحى.

ثالثا : ذكر الكاتب أن هناك فروقا في "مجال الدلالات" بين أهل سرس الليان وأهل كفر شبرا ، ويضرب مثلا على ذلك باختلاف الاسمين اللذين يطلقونهما على القناة الرئيسية في "الغيط" إذ يسميها الفريق الأول "التركيب" بينما يسميها الفريق الثاني "قناة" (ولم يوضح لنا كيف تنطق هذه الكلمة). وأقول إن هذا المثال ، والمثالين الآخرين اللذين تفضل بذكرهما لا علاقة لهما من قريب أو بعيد بعلم الدلالة SEMANTICS بل هي فروق تدخل في إطار المفردات LEXICAL ITEMS أما علم الدلالة فيختص بدراسة العلاقة بين الرمز اللغوي ومعناه ، ويدرس تطور معاني الكلمات تاريخيا ، وتنوع المعاني، والمجاز اللغوي ، والعلاقات بين كلمات اللغة.

أما فيما يتعلق بالجزء الخاص بما أسماه الكاتب "اللغوة" أو بالأحرى "لهجة الفرد" – فقد عزا الكاتب السر في أننا نعرف أصدقاءنا على التليفون قبل أن ينطقوا بأسمائهم إلى هذه "اللغوة". وأقول إن السر يكمن فيما يسميه علماء اللغة "الخاصية الصوتية " VOICE QUALITY وتفسير ذلك أن ما ينطق به الشخص قبل اسمه هو مجرد تحية مثل "صباح الخير" أو مساء الخير" أو "السلام عليكم" أو ما أشبه" وكلها استخدامات عامة وعادية لا تميز شخصا عن آخر ، إلا إذا كان شخص ما قد دأب على أن يقول شيئا ينفرد به عن غيره فحينئذ تعرفه من هذا الاستخدام الذي يدخل في نطاق اللهجة الفردية في هذه لحالة.

صفحة «الفكر الثقافي»

(7/9/1990)















إطلالة على :

الحقائق الغائبة في تطوير اللغة العربية



توقفت طويلا عند عبارة وردت في مقال الأستاذ الدكتور محمد عناني نُشر على هذه الصفحة بعنوان "الحقائق الغائبة في مسألة تطوير اللغة العربية". وهذه العبارة هي : "وكم من طالب يكتب العربية الناصعة أو الإنجليزية الباهرة دون أن يعرف تصاريف أفعالها أو قواعدها !".

ولقد أخذت أسائل نفسي : ترى هل من الممكن حقا أن يكتب كاتب لغة ما دون أن يعـرف قواعدها ؟ وهنا قفز إلى ذهني ما كنت قد قرأته منذ سنوات طوال لكاتبنا إبراهيم عبد القادر المازني في كلمة بعنوان "النحو" نشرت ضمن كتاب (أحاديث المازني) الذي نشرته الدار القومية للطباعة والنشر سنة 1961 ، وسوف نستعرض ما قاله المازني في هذا الصدد ثم نقوم بالتعليق عليه.

يقول المازني (ص111) : "النحو علم لا أعرف منه إلا اسمه. وما أكثر ما أجهل وأضأل ما أعرف ولو كنت وجدت من يعلمنيه لتعلمت وما قصرت ، وكيف بالله تنتظر مني أن أعرفه بالفطرة والإلهام ؟ وبعد أن يروي المازني تجربتين مريرتين له مع معلمي النحو في التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي ، يقول (ص115) : "فممن كنت أتعلم النحو بالله وما الذي كان يمكن أن يغريني أن أتعلم وحدي. ثم ما فائدة هذا النحو الذي لم أتعلمه ولم أحتج إليه؟!"

وينتقل المازني بعد ذلك إلى الإجابة عن سؤال تخيل أنه وُجِّه إليه عما كان يفعل في الامتحانات ، فيقول (ص 115) : "كنت أقرأ ورقة الأسئلة وأترك النحو إلى آخر الوقت ثم أتناوله وأروح أجمع طائفة من الأمثلة استخلص منها القاعدة فأجعل هذا جوابي.

ولا شك أنه كان لا يخلو من نقص ولكنه لم يكن خطأ كله. هذه كانت طريقتي وقد استغنيت بها عن حفظ ما في كتب النحو. وأراني الآن أصبحت كاتبا – وقد كنت في زماني شاعرا كذلك – وقد وسعني هذا وذاك بغير معونة النحو."

ويحدثنا المازني بعد ذلك عن بعض الأسئلة التي وجهت إليه في الامتحانات الشفهية والتي لا تختلف كثيرا على المثالين اللذين ساقهما د. عناني (مثل سؤالنا الطلاب الإتيان بمفرد كلمة "أشلاء" أو مؤنث كلمة "أجل") فيقول (ص116) : "وشرع يسألني عن كلمة "العدوان" ما فعلها الثلاثي ولماذا يقال : "اعتديا" – بفتح الدال للماضي – واعتديا بكسرها للأمر. فلم أعرف لهذا جواباً فقلت هكذا نطق العرب وعنهم أخذنا. فألح في طلب الجواب المُرْضِى. فقلت "إن اللغة نشأت قبل القواعد. وأنا أنطق وأكتب وأقرأ كما كان العرب يفعلون من غير أن يعرفوا قاعدة أو حكما فساءه جوابي ونهرني ..."

ويقترح المازني أن تحل قراءة الأدب العربي محل النحو ، وأن يتم وضع مختارات صالحة لكل سن. وإذا كان لابد من النحو فليكن ذلك عرضا وأثناء القراءة وعلى سبيل الشرح وللاستعانة به على الفهم ، وعلى ألا يكون ذلك درسا مستقلا يؤدي فيه امتحان.

وينتقل المازني إلى نقد طريقة تدريس العربية فيقول (ص117) : "أما الطريقة التي يتعلم بها أبناؤنا العربية فإني أراها مقلوبة لأنها تبدأ بما يجب الانتهاء إليه ومن ذا الذي يتصـور أن صبيا صغيرا يستطيع أن يفهم ما الفعل وما الاسم وما الحرف (…) وأن هذه الفتحات والضمات والكسرات علامات إعراب أو لا أدري ماذا هي. وأن لفظا يكون مسندا ولفظا آخر يكون مسندا إليه إلى آخر هذه الألغاز التي لا يعقل أن يدركها طفل صغير..."

ويحدثنا بعد ذلك عن أنه اختلط عليه الأمر في مسألة نحوية فكتب الوجهين اللذين حار بينهما ثم ذهب ينظر إليهما فالذي سكنت إليه نفسه أخذ به وتبين بعد ذلك أن ما أخذ به كان هو الصحيح وأن عينه لم تخدعه وأن نفسه اطمأنت إلى ما طال عهدها به من الصواب ، أما ما لم تألفه أثناء مطالعاته فقد رفضه.

ويعلق على هذه الطريقة فيقول (ص117-118) : "والطريقة التي أشير بها تجعل العربية سليقة على خلاف ما هو حاصل الآن فإن أبناءنا يتعلمون العربية كما يتعلمون الإنجليزية أو أية لغة أجنبية أخرى لا يشعرون بصلة بينها وبين نفوسهم وكثيرا ما يتفق أن يخرج التلميذ وهو أعرف باللغة الأجنبية منه بالعربية ، وليس بعد هذا فشل والعياذ بالله."

والآن نعود إلى السؤال الذي طرحناه في بداية المقال وهو : هل من الممكن أن نكتب دون أن نعرف قواعد اللغة التي نكتب بها ؟

والإجابة فيما نعتقد بالنفي. وفي حقيقة الأمر فإن قول د. عناني إن الطالب لا يعرف تصاريف الأفعال أو قواعد اللغة الإنجليزية ينطوي على مفهوم آخر للمقصود بـ "المعرفة". فربما قصد أن الطالب لا يعرفها معرفة واعية CONSCIOUS بمعنى أنه لا يستطيع تعليمها لغيره مثلا ، ولكننا نعتقد أنه يعرفها بطريقة "غير واعية" ، UNCONSCIOUS إذا جاز هذا التعبير ، بمعنى أنه يعرف كيف يستخدمها استخداما صحيحا ويستطيع أن يراجع نفسه ويصحح لنفسه لو كان ما كتبه مخالفا لما "يعرفه".

وأحسب أن لديَّ دليلا أو على الأقل مؤشرا لأن العكس هو ما يمكن أن يحدث ، بل هو ما يحدث بالفعل ، بمعنى أن الطالب قد "يعرف" النحو معرفة واعية دون أن يكتب كتابة صحيحة. فقد توليت تدريس مادة "النحو والمقال ، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة عدة سنوات. ولاحظت أن كثيرا من أسئلة النحو التي يجيب عنها الطلاب إجابات صحيحة لا تكاد ترى قواعدها متبعة أو مطبقة في كتاباتهم ! فنحن هنا إزاء حالة "يعرف" فيها الطالب النحو ولكنه لا يستخدمه ، وليس حالة "لا يعرف" فيها النحو ويستخدمه كما جاء بمقال د. عناني أو ما ذهب إليه المازني.

وأنتهز هذه الفرصة لأكرر ما سبق أن دعوت إليه في مقال لي بهذه الصفحة 25/5/1990 بأن يتم تدريس النحو بطريقة استنتاجية وليست استقرائية ، وهي نفس دعوة المازني وإن جاءت بطريقة غير مباشرة حين حكى لنا كيف كان يجيب عن أسئلة الامتحانات ، وحين دعا إلى إحلال نصوص من الأدب العربي محل النحو ، وحين قرر أن طريقة تعليم النحو طريقة "مقلوبة".

وبالرغم من اقتناعي بدعوة المازني إلى أن نجعل العربية "سليقة" ، (أو أن ننمي لدى الطالب ما يسميه الإنجليز feel of the language ، الحس اللغوي") فإنني أرى أن هذا الحس لا بتأتي إلا بالقراءة المستفيضة والاطلاع الواسع وهما أمران نادران بين طلابنا ، وهذا مما يزيد من حاجتنا إلى تعلم النحو.

بقى تعليق على ما قاله المازني من أن التلميذ يخرج وهو أعرف باللغة الأجنبية منه بالعربية ، فأقول بكل أسى وأسف إن من يراجع نِسب النجاح في أقسام اللغة العربية بجامعاتنا هذا العام على سبيل المثال ويقارنها بنسب النجاح في أقسام اللغات الأجنبية ربما وجد مؤشـرا إلى ما ذهب إليها المازني ، مع تحفظنا على اعتبار نسب النجاح وحدها هي الدليل على إجادة اللغة. ولكن معرفتي الشخصية ببعض المتخرجين في أقسام اللغة العربية وبالكثيرين من المتخرجين في أقسام اللغات الأجنبية ربما أوقفتني في صف المازني!!

صفحة «الفكر الثقافي»

(30/11/1990)



























في ضوء توصية المجلس القومي للخدمات والتنمية

علم "اللغويات الحسابية"

وتطويع اللغة العربية للحاسب الآلي



طلب المجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية برئاسة د. عبد القادر حاتم المشرف على المجالس القومية المتخصصة أخيرا (الأهرام 15/12 صفحة 8) بتطويع اللغة العربية للتعامل مع الحاسبات الآلية والاتصال بالصوت والكتابة وباللغة الطبيعية على أساس برنامج زمني يتواكب مع ظهور الجيل الخامس من الحاسبات الإلكترونية. كما طالب المجلس بإعداد مشروع بحثي شامل ومتكامل في هذا المجال بما يتيح الخروج من العزلة في عصر المعرفة الجديد.

ويهدف هذا المقال إلى إلقاء بعض الضوء على "اللغويات الحسابية" المشار إليها. واللغويات الحسابية أو علم اللغة الحسابي أو علم اللغة الآلي COMPUTATIONAL LINGUISTICS هو فرع من فروع علم اللغة يستخدم التقنيات الرياضية ، وفي أغلب الأحيان بمساعدة الحاسب الآلي (الكمبيوتر) والمفاهيم المتعلقة به ، بهدف إيجاد حلول للمشكلات اللغوية والصوتية (أي المتعلقة بعلم الأصوات أو الصوتيات). وقد ظهرت عدة مجالات للأبحاث حققت بعض التقدم ، من بينها تركيب الأصوات أو توليف الكلام SPEECH SYNTHESIS (بمعنى إحداث أصوات كلامية بوسائل اصطناعية إلكترونية عن طريق توليد الموجات الصوتية ذات الترددات اللازمة. ويدخل هذا ضمن مباحث علم الأصوات الأكوستي أو الفيزيائي ACOUSTIC PHONETICS ويُدعى ناتج هذا التوليف كلاما اصطناعيا ARTIFICIAL SPEECH.

ومن بين هذه المجالات أيضا التمييز الآلي لكلام الإنسان SPEECH RECOGNITION (بمعنى قيام الحاسب بمحاكاة تحويل الموجات الصوتية إلى كلمات وجمل ومعان عن طريق مركز الإدراك في الدماغ). والترجمة الآلية AUTOMATIC / MACHINE TRANSLATION (أي الترجمة من لغة إلى أخرى بعد تخزين معلومات ثنائية اللغة في ذاكرة الحاسب) ، وعمل المعاجم المفهرسة CONCORDANCES التي ترتب الكلمات في نص ما أبجديا وتبين جميع المواضع والسياقات التي اُستخدمت فيها (على غرار المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ، واللذين استغرق إعدادهما سنوات وسنوات وبذل فيهما جهد خارق نظرا لإعدادهما يدويا).

ومن بين هذه المجالات أيضا اختبار النحو الخاص بلغة من اللغات بمعنى التأكد من صحة الوصف الموضوع له ، وغيرها من المجالات الكثيرة التي تتطلب عدا وتحليلا إحصائيا كما هو الحال في دراسة النصوص الأدبية لغويا.

كما يتضمن علم اللغة الحسابي تحليل البيانات اللغوية ، وعلى سبيل المثال الترتيب الذي يكتسب به من يتعلمون لغة معينة القواعد النحوية المختلفة الخاصة بهذه اللغة ، وأيضا تكرار حدوث كلمة أو تركيب معين في لغة ما.

وهناك صلة وثيقة بين علم اللغة الحسابي وعلم اللغة الرياضي MATHEMATICAL LINGUISTICS الذي يعد فرعا من فروع علم اللغة يُعني بدراسة الخصائص الرياضية للغة مستخدما عادة مفاهيم وطرق إحصائية أو جبرية. وقد ساهمت نظرية المعلومات في تطوير هذا الفرع (على سبيل المثال في الوصف الكمي لمفاهيم مثل الفضلة أو الحشو REDUNDANCE بمعنى تكرار اللفظ أو المعنى للتأكد من نقل المعنى إلى السامع). أما التطبيق الرئيسي للمفاهيم الرياضية فقد تمثل في صوغ نظرية لغوية بالشكل الذي تم تطويرها به فيما يتعلق بعلم اللغة التوليدي.

وقد أدت الدراسات الإحصائية لتوزيع وتكرار حدوث المفردات أو العناصر اللغوية إلى تطوير العديد من القوانين التجريبية والتقنيات المحددة ، على سبيل المثال في مجال الدراسات الخاصة بتحديد مؤلف نص ما عند الاختلاف في نسبته إلى كاتب معين أو آخر ، وهو ما يسمى دراسة الأسلوب الإحصائية STYLOSTATISTICS والدراسات اللغوية المقارنة (أو ما يسمى بدراسة الإحصاء اللفظي LEXICOSTATISTICS حيث تتم دراسة لغتين أو أكثر لبيان العلاقة بينها). كما يدرس هذا الفرع البنية اللغوية للنصوص المكتوبة أو المنطوقة، ويعني بدراسة الأسلوب الأدبي.

ولقد شاهد كاتب هذا المقال بعض التطبيقات العملية لعلمي اللغة الحسابي والرياضي عند زيارته لـ EPCOT CENTER بمدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، والمتمثلة في حاسب إلكتروني يكتب المستخدم على شاشته ما يشاء ثم يعطي الأمر للكمبيوتر بنطقه فينطقـه بصوت قريب من صوت الإنسان. وكان هذا منذ سبع سنوات([2]). كما أن إنتاج حاسبات آلية تحول النصوص المكتوبة كتابة عادية إلى نصوص مكتوبة بطريقة بريل ، وأيضاً إنتاج قارئ آلي لنصوص مكتوبة بطريقة بريل ، وأيضا إنتاج قارئ آلي للنصوص يحولها من نصوص مكتوبة إلى مقروءة مسموعة خدمة لمكفوفي البصر ، قد أصبحت أمورا ستشهد استخدامها أو تعميمها في المستقبل القريب بإذن الله.

ومن الطريف أن بعض الحاسبات الإلكترونية "تعلمت" كتابة الشعر الحر أو المرسل. ومن معجم يضم 130 كلمة فقط وزنا شعريا محددا بدقة استطاعت الآلة أن تنتج 150 رباعية في الدقيقة الواحدة ! وأمكن للآلة أن "تكتب" مقطوعات شعرية ، وقصائد كاملة ، وفقرات من قصص قصيرة ، بل ورسائل غرامية !! وهذان نموذجان أولهما للحاسب الروسي RCA-301 ، وثانيهما للحاسب MRK بجامعة مانشستر.

قصيدة

عندما كان النوم يسبح مغمضا
فوق الآمال المنهارة
سحت دموع الكـون الأسيان
على الحب المتهاوي
ومن قلوب النــاس المنطوية
طــرد نـــورك ببطء
ولـــم تنــم السـماء



رسالة حب

يا كنزي الصغير ! إن ولعي المقنع بك يثير ابتهاجك الرقيق الرائع. أنت محبوبتي المحبة، قيامي الذي يملأ صدري. إن مشاعري الأخوية ترقب مبهورة الأنفاس نفاد صبرك العزيز. وهيامي وحبي يحرسان برفق غيرتك النهمة.

حبيبك المشتاق

وبعد هذه المحاولة لكسر حدة جفاف المادة العلمية السابق ذكرها ، أقترح أن نستخدم مصطلح "علم اللغة الحاسبي" أو الحاسوبي" بدلا من "الحسابي".

صفحة «الثقافة»

(24/1/1992)















تعقيب على مقال الحوار الأحادي واللغة المضادة



هناك من المقالات ما تقرأه فنشعر أنه يعبر عما يجول بخاطرك أصدق تعبير، بل ربما يعبر تعبيراً ما كان يستطيعه المرء مهما يكن تدفق مشاعره نحو الأمر الذي يعبر عنه المقال. وهناك مثال بديع على مثل هذا النوع من المقالات يتمثل في موضوع الحوار الأحادي واللغة المضادة للأستاذ الدكتور أحمد تيمور المنشور في صفحة قضايا وآراء يوم الجمعة 16 أبريل. يتحدث د. تيمور عن اختزال لغة الحوار بين الآباء والأبناء إلى مصطلحات نفعية مباشرة فإذا تجاوز الطرفان منطقة التماس هذه أمسى لكل منهم قاموس مختلف ومعجم مغاير. ويحذر د. تيمور من أننا بصدد موجة قادمة من الاغتراب اللغوي ومن ثم التواصلي بيننا وبين أبنائنا. ويضرب الكاتب بضعة أمثلة مثل النكتة الشلل والحب الطحن، وفحت ، فلان عامل دماغ بمعنى أنه إنسان رائق تماما أبيض الذهن من غير سوء.

وليأذن لي أ.د. تيمور - الذي شرفت بلقائه مرة واحدة احتفالاً بترقية صديق مشترك – أن أضيف إلى الأمثلة التي تفضل بها بعض الأمثلة الأخرى، وأن أشاركه دعوته إلى لغة صحيحة كمدخل صحيح وفكر معافى ومزاج سليم.

* كلمة روش (بكسر الراء والواو) التي تذكِّر المرء مباشرة بكلمة مرووش تحمل معنى إيجابياً مغايراً تماما للمعنى السلبي الذي تحمله الكلمة الأخيرة. وفي إعلان بالأهرام يوم 27 إبريل نقرأ شفت الروشنة ؟

* كلمة بيئة ( وأحيانا ب.و.) اختصارا لكلمتي بيئة وكلمة أخرى بمعنى قذرة!!) لا تعني حين تستخدم بمفردها أن الإنسان الموصوف من بيئة طيبة ، كما يتبادر إلى الذهن ( لا سمح الله!) ولكن من بيئة و ... ! وربما يتذكر القراء كاريكاتير الفنان ماهر داود يوم 17 إبريل الذي تقول فيه خطيبته لمسئولة بوزارة البيئة : أنا خطيبي (بيئة) خالص.. يا ريت تخلوه يوفق أوضاعه!.

* كلمة كبَّر لا تعني قل الله أكبر أو حتى اجعل تفكيرك كبيرا أو سامياً ، ولكن معناها : ارم وراء ظهرك ، و سيبك ، و طنش!.

* حكى لي زميل أن ابنه بعد أن يتناول وجبة تعجبه يقول : كانت أكلة فظيعة! وبالمناسبة فقد حدث تغيير مماثل في اللغة الإنجليزية في كلمة TERRIFIC التي تعنى أصلاً مخيف أو مرعب مثل A TERRIFIC EARTHQUAKE زلزال مخيف ، فأصبحت تستخدم - على الأقل في العامية الأمريكية – بمعنى رائع خاصة على سبيل المجاملة وبالأخص إطراء على جمال المرأة وأناقتها.

* مالوش حل لا تعني أن الأمر يشكل مشكلة معقدة ، بل إنه في غاية الإبداع! يوم الجمعة 23 إبريل وفي اليوم المفتوح على القناة الثالثة اتصل أحد المشاهدين بالمذيعة ليطري على برنامجها ثم ختم كلامه بأنه برنامج مالوش حل. ولست أنسى تعبير وجه المذيعة حتى هذه اللحظة وتعليقها على التعبير الغريب.

* ألم تلاحظوا معي أن كثيراً من الأطفال والشباب حين يُسألون عن أسمائهم فإنهم يردون بأسمائهم الأولى وكأنهم ليس لهم آباء. وقليلا ما يكلف المذيع نفسه عناء السؤال عن اسم الأب أو الأسرة. والأدهى من ذلك أن كثيرا من المذيعين والمذيعات في القنوات المتخصصة تظهر أسماؤهم على الشاشة هكذا : سها ، محمد ، إلى آخره.

* سمعت ابني الطالب بالسنة الأولى من المرحلة الثانوية وهو يتحدث تليفونياً إلى زميل له ومن حين إلى آخر يقول أُك ،ولما سألته ماذا تعني هذه الكلمة ، قال إنها اختصار O.K (التي هي بدورها اختصار !!).

وأخيراً ، ليتنا نولي اهتماما كافياً لدعوة د. تيمور إلى لغة رومانسية جديدة لا تتجاهل معطيات العصر ولكن تصوبها في اتجاه العافية الإنسانية المتمثلة في الجسد والعقل والروح. والله من وراء القصد وهو سبحانه وتعالى الهادي إلى سواء السبيل.

قضايا وآراء

(20-8-2000)





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) كان هذا هو عدد العرب في وقت كتابة المقال. وقد وصل هذا العدد إلى نحو 250 مليونا على الأقل الآن.

([2]) نُشرت هذه المقالة في عام 1992م ، أي أنه مضى على المشاهدة المشار إليها ثلاث وعشرون عاما.

خالد أبو هبة
14/12/2006, 06:10 PM
الأستاذ الفاضل عامر العظم رئيس الجمعية
البروفسور المتنور أحمد شفيق الخطيب
الإخوة الكرام أعضاء الجمعية
اسمحوا لي بداية أن أحييكم بحرارة، وأن أتواصل معكم مباشرة عبر هذه الرسالة المتواضعة..
وحتى لا أطيل على سيادتكم وباقي أعضاء الجمعية المبدعين، فإنني سأدخل في الموضوع مباشرة، وأقسمه إلى محورين:
1- إننا نتشرف في صحيفة "أهلا وسهلا" بماليزيا أن نستأذن البروفسور أحمد شفيق الخطيب وباقي رموز واتا المتألقين في نشر بعض مقالاتكم القيمة المنشورة على منتديات الجمعية، وخاصة منها ما يتعلق بالدراسات اللغوية وهموم نشر لغة الضاد وتطويرها..
2- أرغب في سرد واقعة غريبة وطريفة حدثت مؤخرا لصحيفتنا، وقد كنت المستهدف من خلالها باعتباري رئيس تحريرها وعضوا وسفيرا لجمعية واتا بماليزيا..
القصة باختصار أنني حرصت كما يملي عليّ واجبي الأخلاقي والتزامي الأدبي على التعريف بجمعية واتا
على صفحات الجريدة، والتشرف بإثبات عضويتي ومهامي بالجمعية عند كل مقال أو مساهمة لي بالصحيفة التي توزع على نطاق واسع بماليزيا وسنغافورة، وضمن ذلك كنت أضع شعار الجمعية في مقالاتي ودراساتي الخاصة بالترجمة.. وقد فوجئنا بالجريدة بعدد من "الإيمايلات" موقعة في الغالب بأسماء مستعارة من طينة الرسالة التي بعثوها للأخ الأستاذ واصل أبو دمعة، وهي مكتوبة باللغتين الإنجليزية والعربية - الرسائل موجهة لإدارة الجريدة لخلق البلبلة وهم يعلمون أن اللغة السائدة بماليزيا بعد الماليزية هي الإنجليزية-، وإني أترفع عن نشرها في هذا الصرح الحضاري..
والمهم أننا تجاوزنا الكمين بسلام بعدما شرحت لإدارة الجريدة خلفيات الصراع، والحمد لله أنهم يثقون في نزاهتي وكفاءتي، وقد خاب مخطط الحاقدين المتآمرين الذين أرجح أنهم حصلوا على إيمايل الجريدة عندما وُزعت مؤخرا من طرف الوفد الماليزي بعضوية الدكتور عبد الرحمان شيك، على بعض السفارات والجامعات بمنطقة الخليج والشرق الأوسط..
الرجاء من الإخوة في قيادة الجمعية، أن يبعثوا برسالة إلى مجلس إدارة جريدة "أهلا وسهلا" عبر العنوان الإلكتروني المثبت أدناه، باللغتين الإنجليزية والعربية، تفيد بشكل صريح وواضح بأن جمعية واتا الدولية هي التي نمثلها ويرأسها العزيز عامر العظم، وبأنه يحق لي كعضو وسفير لواتا بماليزيا أن أختار من المقالات المعروضة على منتديات الجمعية ما يناسب لنشرها بجريدة "أهلا وسهلا" - هذا طبعا بعد موافقة الإخوة الكتاب والمبدعين بالجمعية-، وذلك تعزيزا لموقفي ولقطع الطريق على مرتزقة العمل الجمعوي!..
عُذرا على الإطالة أيها السادة، أردت فقط أن "أفضفض" لإخواني كما تقولون باللهجة المصرية، وفي هذه الأثناء فإن مسيرة التنوير والإبداع والنهضة الحضارية قد انطلقت بلا رجعة، وإن القافلة تسير، وستظل تسير..

خالد الشطيبي أبو هبة
رئيس تحرير صحيفة "أهلا وسهلا" بماليزيا.
عنوان الجريدة الإلكتروني:
ahlanpress@yahoo.com

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
14/12/2006, 11:05 PM
الأخ الكريم الأستاذ خالد أبو هبة
إنه لشرف لي أن تتفضلوا بنشر ما تختارونه من مقالاتي بالصحيفة التي تشرف برئاستكم لها.
وليتكم تتفضلون بإبلاغ أعضاء الجمعية بما يتم نشره أولا بأول.
وتحياتي لكم ولماليزيا العظيمة.

خالد أبو هبة
15/12/2006, 06:20 AM
البروفسور الفاضل أحمد شفيق الخطيب
خالص الامتنان وبالغ التقدير لتجاوبكم السريع والداعم لصحيفة "أهلا وسهلا" بماليزيا..
أكثر من ذلك سأحرص أستاذنا العزيز على الاحتفاظ بكل الأعداد التي يساهم فيها مبدعو وأعلام الجمعبة، والنظر في كيفية إيصالها إليكم بانتظام..
ودمتم شامخين ومتألقين

عبلة محمد زقزوق
15/12/2006, 08:46 AM
كم يسعدني أخي وأستاذي الفاضل أ د. أحمد شفيق
الوقوف على عظيم مواضيعكم ومقالاتكم ، حيث أن أسلوبكم السردي في النص والمقال والترجمة يعجبني .
لذا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لروعة الإبداع والفكر .

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
15/12/2006, 10:24 AM
البروفسور الفاضل أحمد شفيق الخطيب
خالص الامتنان وبالغ التقدير لتجاوبكم السريع والداعم لصحيفة "أهلا وسهلا" بماليزيا..
أكثر من ذلك سأحرص أستاذنا العزيز على الاحتفاظ بكل الأعداد التي يساهم فيها مبدعو وأعلام الجمعبة، والنظر في كيفية إيصالها إليكم بانتظام..
ودمتم شامخين ومتألقين
هذا كرم زائد منك.
ونحن في الانتظار.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
تحياتي.

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
15/12/2006, 10:27 AM
كم يسعدني أخي وأستاذي الفاضل أ د. أحمد شفيق
الوقوف على عظيم مواضيعكم ومقالاتكم ، حيث أن أسلوبكم السردي في النص والمقال والترجمة يعجبني .
لذا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لروعة الإبداع والفكر .
وأنا -بدوري- أشكرك على روعة التقدير والامتنان والوفاء.
تحياتي.

abdulrahman chik abutasnim
15/12/2006, 01:59 PM
الإخوة أعضاء الجمعية الكرام
الحمد لله وصلنا بسلام بعد رحلة 11 يوما إلى الكويت والأردن وسوريا بزيارة الجامعات العريقة هناك بعد المؤتمر 19-21 نوفمبر الماضي. قمنا بتوزيع نسخ من صحيفة (أهلا وسهلا- الوحيدة الناطقة بالعربية في ماليزيا) على وفود المؤتمر وأساتذة الجامعات للتعريف بالصحيفة وماليزيا بشكل عام. ويصدر التقرير الشامل عن المؤتمر في العدد الثاني عشر في 15 ديسمبر. ويمكن الحصول على الصحيفة عن طريق الأخ خالد أبو هبة رئيس التحرير وسفير واتا بماليزيا. ولي زاوية ثابتة بالصحيفة من العدد الثامن عشر. وتصدر الصحيفة مرتين في الشهر.
د. عبدالرحمن شيك
أستاذ جامعي ومترجم
الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

عامر العظم
15/12/2006, 02:07 PM
http://www.arabswata.org/WATA-Logo.gif‏الجمعة‏، 15‏ ديسمبر/ كانون الأول‏، 2006

لمن يهمه الأمر
تود الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب "واتا"
أن تؤكد بموجب هذا الخطاب بأن
الأستاذ خالد الشطيبي أبو هبة
هو ممثل وسفير واتا في ماليزيا
ويحق له التحدث باسمها وتمثيلها في المؤتمرات والأنشطة اللغوية والفكرية والثقافية التي تعقد في ماليزيا، كما يحق له إعادة نشر المقالات المنشورة على بوابة ومنتديات واتا مع الإشارة إلى المصدر والمؤلف.

مع الاحترام،
عامر العظم
رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب

خالد أبو هبة
15/12/2006, 02:54 PM
أخانا الأعز والأود الأستاذ عامر العظم رئيس جمعية واتا
باسم إدارة وهيئة تحرير صحيفة "أهلا وسهلا" بماليزيا، يسعدني أن أعبر لسيادتكم عن عميق تقديرنا للثقة الغالية والتشريف السامي الذي منحتمونا، آملين أن نكون عند حسن ظنكم وفي مستوى التحديات والآمال المعقودة على هذا الصرح الثقافي في الإقلاع الحضاري والتنويري..
نعاهدكم أن نظل أوفياء لجمعية واتا المجيدة وقيادتها الحكيمة، وملتزمين بقوانينها ومبادئها، وحريصين على التشرف بتمثيلها والتعريف بها في مختلف المحافل والملتقيات والمنابر الدولية والمحلية..
ودمتم مبادرين ومبدعين