المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة أنا من تألم- من وحي معاناة أهل مخيم نهر البارد-



أيمن أحمد رؤوف القادري
04/06/2007, 06:32 PM
أنا من تألّمْ
ستّونَ عاماً، في مَشيبِ الرّأسِ، تُضْرَمْ
سنواتُ عمْري، كلُّها، عبْءٌ تجهَّمْ
مستنقعاتٌ من وحولِ البؤْسِ
تدفنُني، فأُرغَمْ
تمضي بجثماني إلى السّاحاتِ يُعدَمْ
ستّونَ عاماً، والأسى في الوَجْهِ يُرسَمْ
ستّونَ عاماً، والفتى، كالكوخِ، يُهدَمْ
دُوّامةٌ من ليلِ رعبٍ،
تطرُدُ الأملَ الميتَّمْ
أنا... من أنا؟؟
أوَ لستَ تعلمْ؟؟
هلَ باتَ سرّاً، يا ابنَ آدمْ؟؟
أوَليسَ ما قدَّمْتُ يوضِحُ كلَّ مبْهَمْ؟
أَصبَحْتُ أعجَزُ أنْ أُردِّدَ ما تقدَّمْ
أصبَحْتُ أبكمْ
سُلِبَ اللِّسانُ حروفَهُ،
لكنَّ صوتَ القهْرِ دمدَمْ
لكنَّ رَجْعَ البؤْسِ تمتِمْ
لكنَّ جرْحَ القلْبِ صمَّمْ:
أنا في المخيَّمْ
أنا دمعةٌ في العينِ، أسكبُها...فأندمْ
وأقولٌ: أُمسِكُها...فأَندمْ!
أنا دمعةٌ ما كفكفتْها من يدٍ،
تحنو وترحَمْ
أنا في المخيَّمْ
وبيوتُ إخواني تُحطَّمْ
ومساجِدُ الرّحمنِ تُرجَمْ
وكأنَّما الشَّيطانُ حلَّ بها وأولَمْ!
قربي بقايا طفلتي
أتكونُ زينبَ، أم هدى؟
... أم تلكَ مريمْ!؟؟
أللهُ أعلمْ!
طُمِسَتْ معالمُ وجهِها،
فكأنّهُ الليلُ الملثَّمْ!
نُثِرَتْ أصابعُها على دربِ المخيَّمْ
وإذا غدائرُ شعْرِها للرِّيحِ مغْنَمْ
بالأمسِ ناجتْني: تبسَّمْ
فالحزْنُ، يا أبتاهُ، حينَ أُطِلُّ، يُهزَمْ
واليومَ....يا مريمْ
- أمْ لسْتِ مريمْ؟-
أيريدُ قومي صلْبَ جثماني المهشَّمْ
أهمُ اليهودُ، ترصّدوا عيسى بنَ مريمْ!؟
أم أخطؤُوا العنوانَ، حينَ الليلُ أظْلمْ!؟؟
أوّاهُ، كمْ في الجُرْحِ من جُرحٍ مُكمَّمْ!
أوّاهُ، يا طفلَ المخيّمْ
أوَلا يزالُ هناكَ من رُكْنٍ
يذكِّرُ بالمخيَّمْ؟!
ارحلْ.....
إلى الشمسِ التي بالنارِ تُضرَمْ
ارحلْ، لتغنَمْ
أنا ههنا أُشوى بنارِ الغدْرِ:
أُحرَقُ، ثمَّ أُطعَمْ!
أنا ههنا قد ذُقْتُ مُرَّ الموتِ:
أُدفَنُ، ثمَّ أُكرَمْ!
ارحلْ إلى المرّيخِ،
حيثُ العيشُ أسلَمْ
لا تصْغِ، إنْ أحدٌ تهكِّمْ
لا تلتفِتْ،
ارحلْ، تقدَّمْ
واللهِ،
لولا الخوفُ من ربّي،
لقلتُ: ارحلْ إلى أرضٍ،
يقالُ لها: جهنَّمْ!!

اشرف الخضرى
04/06/2007, 06:56 PM
:vg: :vg: :vg: :vg: :vg:

قصيدة جميلة جدا وتكتب بالدم الرصاص الامنا التى تتجدد كل صباح وما لها من نهاية

ايها الشاعر الذى تتألم وحدك فى عالم من المشلولين والمتفرجين

ماذا اقول للدماء التى تسيل ويد الغدر التى لا تنقطع


نصركم الله ونصر المجاهدين فى كل مكان

فراس عمر حج محمد
04/06/2007, 07:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاعرنا الكبير د. أيمن القادري جعلتُ فداءك

كم أنت رائع وجميل وتفيض بالحزن من نهر البارد الذي ارتفعت درجة حرارته
فذاب الثلج واشتعل المتيمْ
يوزع من حرارته علينا
بعض آلام تيتمْ
فإذا المخيم ساكن يحكي جراحات المخيمْ
فهنا أقاربنا أسودٌ
وعلى العدا بالأمس كانوا شبه معدم!!
يا ليت أحلامي تجاورني وتندب
حظها في ليلها هذا المهدمْ
كل السلاح موجه نحو صدري يا أخي
لم تكفهم نيران أعوام شربنا الموت
كاسات لها طعم مسمم
طعنوا الظهور مع الصدور
واليوم يحكى أننا بالدم أخوتهم
فكيف يكون هذا
يا أيها الكون الأصم تكلمنَّ
ولا تكن بالعهر أبكمْ
ولا تكن بالعهر أبكمْ!!!!!!!!
أخوك الفارس الحر

إياد عاطف حياتله
05/06/2007, 07:30 PM
كان الله في عونك أيّها المخيّم الذي أضحى ملتهبا

وبوركت أيّها الشاعر الهمام

أيمن أحمد رؤوف القادري
17/06/2007, 12:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأعزاء
أشكر تعليقاتكم على القصيدة
جزاكم الله كلّ خير

اميرة الحريري
11/04/2009, 11:59 AM
لقد تألمت مع كلمات هذه القصيدة التي تؤلم.
لا لانها قاسية وجارحة ولكن لانها تذكرني بالالم.
وتذكرني بتقصيري وجهلي, وعدم قدرتي على فعل اي شيء تجاه امتي.

فبارك الله لك اخي الشاعر على هذه الكلمات التي خرجت من القلب الى القلب. فحاسبت الضمير, وايقظت المشار والاحاسيس.

نصر بدوان
11/04/2009, 12:27 PM
جميل ما أبدعت يا أيمن

تحياتي

أيمن أحمد رؤوف القادري
05/01/2012, 09:39 PM
شكراً للأستاذ نصر بدوان

نايف ذوابه
05/01/2012, 11:44 PM
ارحلْ.....
إلى الشمسِ التي بالنارِ تُضرَمْ
ارحلْ، لتغنَمْ
أنا ههنا أُشوى بنارِ الغدْرِ:
أُحرَقُ، ثمَّ أُطعَمْ!
أنا ههنا قد ذُقْتُ مُرَّ الموتِ:
أُدفَنُ، ثمَّ أُكرَمْ!
ارحلْ إلى المرّيخِ،
حيثُ العيشُ أسلَمْ
لا تصْغِ، إنْ أحدٌ تهكِّمْ
لا تلتفِتْ،
ارحلْ، تقدَّمْ
واللهِ،
لولا الخوفُ من ربّي،
لقلتُ: ارحلْ إلى أرضٍ،
يقالُ لها: جهنَّمْ!!


أخي الغالي أيمن .. تمنيت ألا تغشي الأحزان عيونك وتفقدك صوابك ويصل بك الأمر .. ارحل إلى أرض يقال لها جهنم ..

الحمد لله أن القصيدة قديمة وكأنها نفثة مصدور غيبت وعيَه وصوابَه الأحزانُ وتوالي الحدثان بالأهوال .. لكن يا أخي أيمن وتعلم أنني أحبك .. نحن البوصلة ونحن القادة .. لو غرق الناس كلهم في بحور الأسى لا نغرق، ولو استسلموا لنير الظلم لا نستسلم .. لو استسلمنا فمن لأمتنا بعد الله يأخذ بيدها ويقودها للخلاص .. ؟!

أرجو أنك بخير وعافية .. نحن نعيش ربيعا جديدا .. أمتنا حطّمت حواجز الخوف ولم تعد تخشى سياط الجلادين ولا زنازينهم .. اليوم الأطفال في ساحة الحرية ينشدون .. الشعب يريد إسقاط الرئيس .. الشعب يريد مكانا تحت الشمس ..

نحن الفجر ونحن الحرية ونحن الذين نقود أمتنا إلى الخلاص بإذن الله .. رب كلمة أقوى من رصاصة، ورب فكرة تنهض بأمة وتقيلها من عثارها .. لا تحزن إن الله معنا ..

أيمن أحمد رؤوف القادري
07/01/2012, 11:24 PM
حيّاك الله يا أستاذنا نايف
ملاحظاتك عميقة
وإرشاداتك سديدة