المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما ارتعد التلفاز



NAJJAR
07/06/2007, 01:07 PM
عنــــــدمــــا ارتـــــــعـــــــــــــد التـلــفــــــــــــــــــــــــــــــاز

أيها السيد المغتصب لعرش الأمَة , أيها المجاهد فى زيادة الغمَة , أيها الجاحد لكل قطرة ماءٍ نعمتها ولقمة , أيها القاتل فى كلِ يومٍ والمكابر للأئمة ؛ لم تعد بعدُ سيدى الذى يقضى على العهد بأن أطيع ؛بعد أن تركتنى أهوى إلى أدنى مستوىً وصلت إليه فى تاريخى ؛ بعد أن شاهدت إغتيال براءتى وإغتصاب كرامتى ولم تحزن لأجلى أو يقتلك الحزن ويفنيك ؛ لقد كنت مغروراً بك ؛ مفتوناً بزعامتك الزائفة ؛ مغبونا فى شراء عهدك بولائى .
لكن رائحة الموت باتت تزكم أنفى ؛ وكنت اُكذِّبُ و أقول لأنفى إخسئى فإنَّ سيدى يشم أكثر ؛ وجاءتنى صور القتلى فى كلِّ منامٍ ويقظة ؛ وكنت اُكذِّبُ و أقول لعينى إخسئى فإنَّ سيدى ينظر أبعد ؛ ثم زاد الصراخ حولى والعويل ؛ وكنت اُكذِّبُ و أقول لأذنى إخسئى فإنَّ سيدى يسمع أفضل ؛ لم أكن لأكذبك سيدى ؛ فانت تحكم أمتى و أخذت عهدى وضمنت ولائى.
اليوم كذَّبت كُلَّ أقاويلك ؛ وعرفت أنَّك لست بسيِّد ؛ وأنَّ شجاعتك المزعومة كانت أكبر أكذوبة ؛ وأن هناك سيداً آخر يستعبدك ؛ وأنَّ الذين حاربوك من زمنٍ كانوا أصدق منى ومنك ؛ كانوا هم الحقيقة التى غيبتها عنى أبواق إعلامك ؛ وأكاذيب أذنابك ؛ والجاثون فى غير كرامة عند أعتابك ؛ وعرفتُ من هو سيدك ؛ وعرفت أنَّ أمرك ليس بيدِك ؛ بعد أن وقَّعت بيدك عقد البيع لأمانتك ؛ وخنتنى وخنت التاريخ الذى لن يرحمك.
وستغضب كلَّ الغضب لما تسمع ؛ وستسألُ كل قصاصة ورقٍ فى مملكتِك ؛ من أخبرنى بهذا ؛ من كسر الحاجز بينى وبين حقيقتك . و ستعجب كلَّ العجب أن تعرف أنَّهُ أنت ؛ فقد عرفت الحقيقة حين شاهدتٌّكَ ترتعِد، وظننتُ لفرطِ وهمى أن هناك زلزالا فى غرفتى؛ وأن التلفاز يرتعد، فأنا أسكن فى مقبرةٍ مهجورة بجوار شريط القطار ؛ وأحلم كلَّ يومٍ أن أرحل عنها إلى أماكن الأحياء ؛ أو حتى مقبرةٍ أخرى أو أن يرحل القطار .
لا يا من كنت سيدى ؛ لم أطلب منك أن تبنى لى بيتاً فقد كنت أظنٌّكَ تجاهد من أجل الأرض ؛ فاستحييتٌ أن أطلب مالاً قد يعيد شبرأً من أرض الإسلام المترامية المسلوبة. أتعرف أيها العبد ؟ لقد تخيلتُكَ يوماً وقد أكملتَ رسالة الغافقى وذهبت إلى ما بعد بلاط الشهداء وهدمت قبر شارل الكاذِب وركلته بقدمِك وأنت تقول .. ها نحن قد عدنا يا شارل الكذَّاب ودخلنا مدينتك الداعرة وألبسناها الحجاب ؛ بل لقد تخيلتك تذهب بالفتح حتى الباب الآخر من القسطنطنيَّة و حقّقَت وصية عثمان بن عفان رضى الله عنه و هداك.
لكنه لم يكن زلزالاً ولم يكن ذلك هو وقتُ القطار ؛ بل كان زلزالاً لنفسى تهاوت معه كل مزاعمك ؛ فانت الذى كان يرتجف وقد آن الأوان لكى أُصدِّق ما شممتُ وما رأيتُ وما سمعتُ ممن يحلو لك أن تدعوهم بالإرهابيين. لقد تكشَّفت الحقائق وعرفت أن حياتى مع الأموات كانت بلا جدوى ؛ فانت لم تحرِّك جيشك إلا لطمس الحقائق ؛ وأن المسجد لا يعنيك ؛ وأنّكَ حتى لا تصلى من الخمسِ واحدة إلا أن تذيعها ؛ لم أعد اصدِّقٌ بعد بأنَّك تقىّ ؛ولا أنك تعرف عن تاريخ الأمة شىء، وأراهن أن هذه هى المرّة الأولى التى تسمع فيها بالغافقى.
:don't:

معتصم الحارث الضوّي
19/06/2007, 04:33 PM
لقد عريّته دون هوادة .

دام قلمك المبدع و حرفك الصادق
مع فائق التقدير

اسامه مصطفى الشاذلى
19/06/2007, 05:28 PM
صدقت كلماتك البليغة الحانقة
بوركت اديبا وكاتبا بليغا

NAJJAR
20/06/2007, 06:47 AM
شكرا لكما ، أدام الله عزكما