يالله و اللهم

[صالح القماري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أساتذتنا الكرام الأفاضل

أرجو إلقاء الضوء على كلمتي يالله و اللهم وهل هناك ثمة فرق بينهما؟

تحيتي

:fl: :fl: :fl:

[منذر أبو هواش]

أخي صالح،

قرأت في أحد المراجع أن قول (اللهم) اصله (يا الله)
حذفت كلمة (يا) وعوض عنها (الميم المشددة)
وحرف النداء (يا) قد يحذف فيقال ربنا ويقال يوسف

والله أعلم

منذر أبو هواش

[صالح القماري]

جزاك الله خيرا :good: :good: :good:

على إيضاح هذه النقطة التي يخطأ في فهمها الكثير من الناس
حيث سمعت بعضهم يتسفسط ويحور الكلام قائلا أنها جمع للفظ الجلالة:don't: :don't:

مشكور يا دكتورنا الجليل على التوضيح وحبذا لوتعمقنا فيهما أكثر إن أمكن

تحياتي وتقديري

:fl: :fl:

[د. محمد اياد فضلون]

السلام عليكم
ورد في لسان العرب
ابن سيده: وقالوا يا أَ فَقَطَعُوا، قال: حكاه سيبويه، وهذا نادر. وحكى ثعلب أَنهم يقولون: يا ا، فـيصلون وهما لغتان يعنـي القطع والوصل؛ وقول الشاعر:
إِنِّـي إِذا ما حَدَثٌ أَلَـمَّا
دَعَوْت: يا اللَّهُمَّ يا اللَّهُمَّا
فإِن الـميم الـمشددة بدل من يا، فجمع بـين البدل والـمبدل منه؛ وقد خففها الأَعشى فقال:
كَخَـلْفَةٍ من أَبـي رَباحٍ
يَسْمَعُها لاهُمَ الكُبارُ(1)>
وإِنشاد العامة:
يَسْمَعُها لاهُهُ الكُبارُ
قال: وأَنشده الكسائي:
يَسْمَعُها الله وا كبار(2)
الأَزهري: أَما إِعراب اللَّهم فضم الهاء وفتـح الـميم لا اختلاف فـيه بـين النـحويـين فـي اللفظ، فأَما العلة والتفسير فقد اختلف فـيه النـحويون، فقال الفراء: معنى اللَّهم يا أَللَّهُ أُمَّ بخير، وقال الزجاج: هذا إِقدام عظيم لأن كل ما كان من هذا الهمز الذي طرح فأَكثر الكلام الإِتـيان به. يقال: وَيْلُ أُمِّه وويْلُ امِّهِ، والأَكثر إِثبات الهمزة، ولو كان كما قال هذا القائل لـجاز الله أُومُـمْ واللَّهُ أُمَّ، وكان يجب أَن يلزمه يا، لأَن العرب تقول يا أَ اغفر لنا، ولـم يقل أَحد من العرب إِلا اللَّهم، ولـم يقل أَحد
يا اللَّهم، قال الله عز وجل: {قُلْ اللَّهم فاطرَ السمٰواتِ والأَرض}؛ فهذا القول يبطل من جهات: إِحداها أَن يا لـيست فـي الكلام، والأُخرى أَنَّ هذا الـمـحذوف لـم يتكلـم به علـى أَصله كما تكلـم بمثله، وأَنه لا يُقَدَّمُ أَمامَ الدُّعاءِ هذا الذي ذكره؛ قال الزجاج: وزعم الفراء أَن الضمة التـي هي فـي الهاء ضمة الهمزة التـي كانت فـي أُمَّ وهذا مـحال أَن يُتْرَكَ الضَّمُّ الذي هو دلـيل علـى نداء الـمفرد، وأَن يجعل فـي اسم الله ضمةُ أُمَّ، هذا إِلـحاد فـي اسم ا، قال: وزعم الفراء أَن قولنا هَلُـمَّ مثل ذلك أَن أَصلها هَلْ أُمَّ، وإِنما هي لُـمَّ وها التنبـيه، قال: وقال الفراء إِن يا قد يقال مع اللَّهم فـيقال يا أَللَّهم؛ واستشهد بشعر لا يكون مثله حجة:
وما علـيكِ أَن تَقُولِـي كُلَّـما
صَلَّـيْتِ أَو سَبَّحْتِ: يا اللَّهُمَّـمَا،
ارْدُدْ علـينا شَيْخَنَا مُسَلَّـما
قال أَبو إِسحٰق: وقال الـخـلـيل وسيبويه وجميع النـحويـين الـموثوق بعلـمهم اللَّهم بمعنى يا أَ، وإِن الـميم الـمشدّدة عوض من يا، لأَنهم لـم يجدوا يا مع هذه الـميم فـي كلـمة واحدة ووجدوا اسم الله مستعملاً بـيا إِذا لـم يذكروا الـميم فـي آخر الكلـمة، فعلـم

أرجو أن تفيدكم

[صالح القماري]

بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك الله فيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــك
يا أخ فضلون
جزاك الله كل خير على إثراء هذا الموضوع بالمعلومات القيمة:good: :good:

اللهم اغفر لنا ولمن له فضل علينا

تحيتي وشكري على تفاعلك ومشاركتك:vg: :vg:


:fl: :fl: :fl:

[منذر أبو هواش]

الأخ صالح،
الأخ فضلون،
الإخوة الأعزاء،

يصعب علي التسليم أو القبول بما يتحفنا به المجتهدون في اللغات القديمة السحيقة في القدم، وذلك لأنهم يغالون في الاجتهاد فيضعون اللغات في سباق أو في ترتيب معين، ويقولون هذه اللغة سبقت تلك أو هذه قبل تلك، وهذه اللغة اقترضت من تلك، وهكذا.

وأعتقد لذلك أن اللغات (الشرقية) من أصل واحد، وأنها تفرعت، وتطورت كل منها على انفراد، فاختلفت قواعدها، وتباعدت المسافات بين معانيها وإن تقاربت الألفاظ، حتى قالوا أن تلك اللغة اقترضت من تلك، رغم استحالة الإتيان بأدلة دامغة قاطعة على مثل هذه الأمور.

ولذلك أيضا فقد اتفق معظم علماء لغتنا العربية على أن العربية هي كل ما تكلم به العرب، وأن ذلك يشمل ما يشتبه بأنه مقترض، رغم ضعف هذا الإحتمال، واحتمال أن يكون العكس هو الصحيح، وأن تكون اللغة العربية هي الأساس للغات الأخرى القريبة منها.

ولذلك أعتقد أن من الصواب عدم الخلط لبن اجتهادات علماء اللغات المختلفة لأن كثيرا منهم يتعصب إلى لغته، فيؤثر ذلك على صحة اجتهاده، والأفضل أن لا تؤخذ المعلومات والاجتهادات في اللغة العربية إلا من علمائها ومن مراجعها المعتمدة.

وأما المتسفسطين القائلين بأن (اللهم) جمع للفظ الجلالة، فهم يدعون ما يدعون استنادا إلى صيغة الجمع في قواعد اللغة العبرية (يم)، ويدعون أن (اللهم) مأخوذة من كلمة (ايلوهيم) التي تبدأ بها الكتب الدينية العبرية، مع أن كلمة (ايلوهيم) في الأساس جمع (ايل) بالعبرية والسريانية (إله) بالعربية وتعني (الآلهة).

لذلك كله فقد فضلت أن اختصر الأمور في مداخلتي الأولى، واكتفيت بتبيان الكلام الصافي تعميما للفائدة، وتصحيحا لما قد يقع في الأذهان، وإبعادا لها عن أية ملابسات أو أية اختلاطات أخرى.

الراجح في رأيي هو ما أجمع عليه معظم علماء العربية بقولهم أن (اللهم) هي (يا ألله) بحذف الياء وإضافة الميم المشددة، رغم امكانية الاجتهاد في لفظ الجلالة (الله)، واحتمال أن يكون أصله مأخوذا من عبارة (يا أ إله) التي تحولت فيما بعد إلى (يا الله) بسبب التقاء همزتين متحركتين.

والله أعلم

منذر أبو هواش