المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا وُسّـد الأمرُ غيرَ أهله



وحيد فرج
30/10/2006, 11:30 AM
[][إن أخطر مايواجه المجتمعات العربية والإسلامية اليوم هو توسيد الأمر غير أهله وهي علة أفرزتها العشوائية والمحسوبية والتسلقية وركوب الموجات القادمة عبر الأطلسي والمتوسط . ويستفحل الخطر ويتعاظم حينما يتنكر في منصب رجل دين أو علم ، إن الخطر الكامن وراء هؤلاء هو أشد فتكا من أراء العلمانجية أو الحداثجية ، فأمثال هؤلاء ليست لهم مرجعية علمية أو فكرية يستندون عليها سوى إستغلال الظرف والتسلقية حتى وإن كان على حساب البيهيات المنطقية والأعراف الدينية .

تعال معي الآن لترى نموذجا فجا على هذه السلالة التسلقية التي تبيع المعتقد في مقابل السفسطة ولزوم المظهرية[/size] .[/[/color]size]
وحيد فرج

المقال الآتي عن جريدة المصريون http://www.almesryoon.com
عودة إلى ذات السوابق ـ د. جابر قميحة

د. جابر قميحة : بتاريخ 29 - 10 - 2006
صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ قال : إذا وُسّـد الأمرُ غيرَ أهله فانتظر الساعة ، وإذا ضُيعت الأمانةُ فانتظر الساعة ." لقد خطر لي هذا الحديث الشريف وأنا أرى مزيدا من السوابق المؤسفة للسيدة زينب رضوان تشدني شدا. وهي غير ما عرضْـتُه من سوابقها في مقال عنوانه " وكيلة مجلس الشعب وسوابقها المؤسفة " . ولنترك القارئ أمام هذه السوابق الزينبية .
********
في عددها الصادر يوم الأحد (3 ديسمبر 2000) طلعت علينا صحيفة العربي "بعنوان بالخط العريض في الصفحة الأولى نصه: المرأة حرة.. تلبس الحجاب أو تخلعه. وفي الصفحة السابعة قرأنا للسيدة الدكتورة زينب رضوان عميدة دار العلوم فرع الفيوم حديثًا بل أحاديث مطولة في حوار عجيب مع الصحفية نشوى الديب "ولن أقف عند العناوين المثيرة التي تصدرت رأس الصفحة ـ وهي للحق ـ تتفق مع ما جاء في هذا الحوار، ولكن وقوفنا سيكون مع الآراء ـ أو الفتاوى" التي أصدرتها سيادة العميدة، وألحت عليها بالتكرار.. وتركت أثرًا سيئًا في نفوس من التقتهم ممن قرءوا المكتوب.
واعتقدت أن ثمة خطأ أو لبسًا أو مغالطة من الصحفية والصحيفة حرصًا على الإثارة، وهذا يحدث كثيرًا، وانتظرت - ومثلي كثيرون - أن تنشر العميدة ردًّا تصوب به الخطأ المحتمل أو تنقض به المغالطة المظنونة. ولكن خاب ظننا فقد جاء ردها بعد أسبوعين من النشر، بعيدًا عن الموضوعية تمامًا، وكان اعتراضها الأساسي على، العناوين المثيرة، وخصوصًا وصفها بأنها " شيخة "واتهمت الصحفية بأنها أخلّـت بما قالت، وعدلت فيه.. إلخ، وردت الصحفية في العدد نفسه بأن الحديث كله مسجل صوتيًا، وأنها تأكدت من ذلك بنفسها، والشريط ميسر لمن يريد أن يستمع إليه، ومن ثم يأتي تعليقها أو ردها مبنيًا على مادة مسجلة لم يشبها تحريف أو إخلال. "
وأنا أقول : فلتعلمي ـ يا سيدتي العميدة ـ أن أساتذتنا من أمثال "الشيوخ" علي حسب الله، ومحمد المدني، ومحمد الزفزاف، وعبد العظيم معاني، وعبد الله دراز ـ وكلهم كان يعتز بلقب شيخ ـ علمونا ـ من قرابة نصف قرن ـ في قاعات دار العلوم ومدرجاتها أننا يجب أن نطوع المجتمع للدين وبالدين، لا أن تطوع الدين ونجور عليه من أجل المجتمع، وإلا كنا أمام عشرين إسلامًا لا إسلام واحد: إسلام مصري، وإسلام سوري .. وإسلام ليبي.. وربما إسلام صعيدي.. وإسلام بحراوي!!!
وعلمونا ـ يا عميدة ـ أن عرْف الجهة ـ أي العرف الاجتماعي ـ يهدر، ولا يكون له قيمة أو اعتبار إذا خالف نصًا شرعيًا من الكتاب والسنة، وما درج عليه الصحابة والسلف الصالح، أو أضر بمصالح الناس واستقرارهم وقيمهم وفكرهم وشرفهم وأموالهم.. وهي قاعدة تعد من المسلمات التي لا يشك فيها، وعلى كل باحث أن يضعها نصب عينيه قبل أن يتصدى للإفتاء وتوجيه الآخرين.
وطلاب دار العلوم الفيومية ـ حتى المبتدئين منهم ـ وهم يقرءون قوله تعالى: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) (النور: 13) يعرفون أن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر قالوا: إن ما ظهر منها يعني الوجه والكفين، وعلى ذلك إجماع الأمة.
وكثيرون من هؤلاء الطلاب يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء بنت أبي بكر: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفيه.
كما أن زي المرأة يجب أن يكون ضافيًا، غير ملتصق بالبدن، وغير مفصل لأجزائه، وغير شافّ لما تحته. فمسألة الحجاب والتصون والاحتشام تشريع ديني أخلاقي لا يملك المجتمع تغييره أو تبديله أو الانتقاص منه.
ولكن الفاضلة جدا السيدة زينب رضوان عميدة دار العلوم فرع الفيوم تقول بالحرف الواحد " المظهر يتغير حسب الزمان والمكان، ولا توجد صيغة معينة، والاحتشام يكون وفق قوانين المجتمع الذي نعيش فيه.. فإذا كان المجتمع يرى أن ظهور الشعر فيه نوع من الإثارة وجب أن يغطى خارج البيت ".
وتسألها الصحفية نشوى الديب: ومن الذي يحدد معايير الاحتشام في المجتمع؟
ويأتي جواب الفاضلة العميدة "المرأة تستطيع أن تتلمس بنفسها معيار المجتمع في الاحتشام، وتعلم النمط السائد فيه حسب القيم والآداب التي يخلقها المجتمع".
وتسألها الصحفية الأريبة: هل يعتد برأي المجتمع إذا ما رأى في الزي العاري حشمة، أي زيًّا يتفق مع الإسلام؟ ويأتي جوابها: إن المسألة نسبية.
منطق مضطرب لا يصمد أمام مناقشة حتى لو كانت بدائية!! فأي مجتمع تعني عميدة الفيوم؟ مجتمع المثقفين أم مجتمع العوام؟ مجتمع المدينة، أم مجتمع القرية؟ وكيف تتلمس المرأة بنفسها معيار المجتمع في الاحتشام؟ إن هذا التلمس يخلص بنا إلى أن مسألة الاحتشام لم تعد مسألة معيارية، وإنما أصبحت مسألة تقديرية تختلف من امرأة إلى أخرى، فهي إذن دعوة إلى نسبية السلوك والخلق التي اعتنقها ودعا إليها السفسطائيون في القرن الخامس قبل الميلاد.
وتعجز الفاضلة "عميدة الفيوم" الدكتورة زينب رضوان عن إخفاء كراهيتها للحجاب وإزرائها بمرتدياته، ويزيد من ألمنا وفزعنا وأسفنا أن نراها ـ وهي العميدة ـ توظف أسلوبًا في الاستدلال كنت أجلها عنه فتقول بالحرف الواحد " نرى أحيانًا نساء محجبات، بل ومنقبات يجلسن في أوضاع مرفوضة مع رجال، فهل نجح هذا الرداء في أن يجعلهن يسلكن سلوكًا صحيحًا؟ الإجابة بالنفي بالتأكيد. "
وتستمرئ هذا المنطق فتقول: فمن الممكن أن أفقد كل الحواجز، وأكون في وضع يشجع الطرف الآخر، فيتصور أمورًا يجب أن تكون بين الرجل والمرأة في إطار الزواج، والحجاب لا يمنعها، المهم هو أنا، وليس ملابسي، فمن الممكن أن أكون محجبة، وسلوكياتي مشجعة وداعية لغير الالتزام. "
ومعذرة ـ يا عميدة ـ إذا زعمتُ أن استدلالك هنا مضحك؛ لأنه استدلال معكوس فالحجاب لايصنع ـ من العدم ـ سلوكًا طيبًا، وخلقًا رفيعا، بل العكس هو الصحيح: الخلق الأصيل الرفيع هو الذي يصنع الحجاب، ويلزم المسلمة به، وكنت أتمنى أن تذكر العميدة الصورة المقابلة، ويمكن أن نلمحها في السؤال الآتي: إذا اختلى رجل غير ذي خلق بامرأتين: إحداهما محجبة، والأخرى كاسية عارية، ففي أيهما يكون مطمعه؟ اعتقد أن الإجابة واضحة.. واضحة جدًّا.. يا عميدة.
ثم إن هناك حجابين: حجابًا حسيًّا فلا تظهر المرأة غير وجهها وكفيها، وحجابًا نفسيًّا خلقيًّا بأن تصون المرأة نفسها عن الحرام قولاً وفعلاً، ولا يغني أحدهما عن الآخر؛ لأن الأول مظهر من مظاهر الثاني.
وحتى لو افترضنا ـ يا عميدة ـ أن بعض المحجبات سيئات السلوك، فهل الحجاب هو السبب؟ ثم هل يصلح هذا النشوز أو هذا الخطأ أن يكون مبررًا لرفض الحجاب وتحقيره والإساءة إلى سمعته؟
إن هذا المنطق الغريب جدًّا يذكرني بواقعة باشرتها بنفسي في بلدنا بشمال الدلتا، فحين طلبت من أحد الأثرياء أداء فريضة الحج، كان جوابه: حج إيه بقى؟؟!! ألا ترى الحاج فوزي؟ حج ثلاث مرات متتالية، ومع ذلك ما زال يأكل أموال الفلاحين بالباطل. فهل يكون سلوك الحاج فوزي مبررًا للهجوم على فريضة "الحج" والإزراء بها؟
وهل الصلاة إذا لم تنه صاحبها عن الفحشاء والمنكر، تصلح أن تكون مبررًا للإقلاع عن الصلاة، وتشويه سمعتها؟ أم أن السبيل هو إرشاد المقصر المخطئ وتوجيهه إلى الصحيح والصواب يا دكتورة زينب رضوان.. يا عميدة كلية دار العلوم..فرع الفيوم؟؟!!
وصلى الله عليك يا رسول الله إذ قلت : إذا وُسّـد الأمرُ غيرَ أهله فانتـظر الساعة ،
وإذا ضُيّـعت الأمانة فانـتظر الساعة .
وأمام منطقك الهش الكسيح – يا سيدة زينب - ما أرى إلا أننا نعيش في عهد توسيد الأمر غيرأهله ، وتضييع الأمانة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
komeha@menanet.net
عودة إلى ذات السوابق ـ د. جابر قميحة

د. جابر قميحة : بتاريخ 29 - 10 - 2006
صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ قال : إذا وُسّـد الأمرُ غيرَ أهله فانتظر الساعة ، وإذا ضُيعت الأمانةُ فانتظر الساعة ." لقد خطر لي هذا الحديث الشريف وأنا أرى مزيدا من السوابق المؤسفة للسيدة زينب رضوان تشدني شدا. وهي غير ما عرضْـتُه من سوابقها في مقال عنوانه " وكيلة مجلس الشعب وسوابقها المؤسفة " . ولنترك القارئ أمام هذه السوابق الزينبية .
********
في عددها الصادر يوم الأحد (3 ديسمبر 2000) طلعت علينا صحيفة العربي "بعنوان بالخط العريض في الصفحة الأولى نصه: المرأة حرة.. تلبس الحجاب أو تخلعه. وفي الصفحة السابعة قرأنا للسيدة الدكتورة زينب رضوان عميدة دار العلوم فرع الفيوم حديثًا بل أحاديث مطولة في حوار عجيب مع الصحفية نشوى الديب "ولن أقف عند العناوين المثيرة التي تصدرت رأس الصفحة ـ وهي للحق ـ تتفق مع ما جاء في هذا الحوار، ولكن وقوفنا سيكون مع الآراء ـ أو الفتاوى" التي أصدرتها سيادة العميدة، وألحت عليها بالتكرار.. وتركت أثرًا سيئًا في نفوس من التقتهم ممن قرءوا المكتوب.
واعتقدت أن ثمة خطأ أو لبسًا أو مغالطة من الصحفية والصحيفة حرصًا على الإثارة، وهذا يحدث كثيرًا، وانتظرت - ومثلي كثيرون - أن تنشر العميدة ردًّا تصوب به الخطأ المحتمل أو تنقض به المغالطة المظنونة. ولكن خاب ظننا فقد جاء ردها بعد أسبوعين من النشر، بعيدًا عن الموضوعية تمامًا، وكان اعتراضها الأساسي على، العناوين المثيرة، وخصوصًا وصفها بأنها " شيخة "واتهمت الصحفية بأنها أخلّـت بما قالت، وعدلت فيه.. إلخ، وردت الصحفية في العدد نفسه بأن الحديث كله مسجل صوتيًا، وأنها تأكدت من ذلك بنفسها، والشريط ميسر لمن يريد أن يستمع إليه، ومن ثم يأتي تعليقها أو ردها مبنيًا على مادة مسجلة لم يشبها تحريف أو إخلال. "
وأنا أقول : فلتعلمي ـ يا سيدتي العميدة ـ أن أساتذتنا من أمثال "الشيوخ" علي حسب الله، ومحمد المدني، ومحمد الزفزاف، وعبد العظيم معاني، وعبد الله دراز ـ وكلهم كان يعتز بلقب شيخ ـ علمونا ـ من قرابة نصف قرن ـ في قاعات دار العلوم ومدرجاتها أننا يجب أن نطوع المجتمع للدين وبالدين، لا أن تطوع الدين ونجور عليه من أجل المجتمع، وإلا كنا أمام عشرين إسلامًا لا إسلام واحد: إسلام مصري، وإسلام سوري .. وإسلام ليبي.. وربما إسلام صعيدي.. وإسلام بحراوي!!!
وعلمونا ـ يا عميدة ـ أن عرْف الجهة ـ أي العرف الاجتماعي ـ يهدر، ولا يكون له قيمة أو اعتبار إذا خالف نصًا شرعيًا من الكتاب والسنة، وما درج عليه الصحابة والسلف الصالح، أو أضر بمصالح الناس واستقرارهم وقيمهم وفكرهم وشرفهم وأموالهم.. وهي قاعدة تعد من المسلمات التي لا يشك فيها، وعلى كل باحث أن يضعها نصب عينيه قبل أن يتصدى للإفتاء وتوجيه الآخرين.
وطلاب دار العلوم الفيومية ـ حتى المبتدئين منهم ـ وهم يقرءون قوله تعالى: (قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) (النور: 13) يعرفون أن صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم- وعلى رأسهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر قالوا: إن ما ظهر منها يعني الوجه والكفين، وعلى ذلك إجماع الأمة.
وكثيرون من هؤلاء الطلاب يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال لأسماء بنت أبي بكر: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا" وأشار إلى وجهه وكفيه.
كما أن زي المرأة يجب أن يكون ضافيًا، غير ملتصق بالبدن، وغير مفصل لأجزائه، وغير شافّ لما تحته. فمسألة الحجاب والتصون والاحتشام تشريع ديني أخلاقي لا يملك المجتمع تغييره أو تبديله أو الانتقاص منه.
ولكن الفاضلة جدا السيدة زينب رضوان عميدة دار العلوم فرع الفيوم تقول بالحرف الواحد " المظهر يتغير حسب الزمان والمكان، ولا توجد صيغة معينة، والاحتشام يكون وفق قوانين المجتمع الذي نعيش فيه.. فإذا كان المجتمع يرى أن ظهور الشعر فيه نوع من الإثارة وجب أن يغطى خارج البيت ".
وتسألها الصحفية نشوى الديب: ومن الذي يحدد معايير الاحتشام في المجتمع؟
ويأتي جواب الفاضلة العميدة "المرأة تستطيع أن تتلمس بنفسها معيار المجتمع في الاحتشام، وتعلم النمط السائد فيه حسب القيم والآداب التي يخلقها المجتمع".
وتسألها الصحفية الأريبة: هل يعتد برأي المجتمع إذا ما رأى في الزي العاري حشمة، أي زيًّا يتفق مع الإسلام؟ ويأتي جوابها: إن المسألة نسبية.
منطق مضطرب لا يصمد أمام مناقشة حتى لو كانت بدائية!! فأي مجتمع تعني عميدة الفيوم؟ مجتمع المثقفين أم مجتمع العوام؟ مجتمع المدينة، أم مجتمع القرية؟ وكيف تتلمس المرأة بنفسها معيار المجتمع في الاحتشام؟ إن هذا التلمس يخلص بنا إلى أن مسألة الاحتشام لم تعد مسألة معيارية، وإنما أصبحت مسألة تقديرية تختلف من امرأة إلى أخرى، فهي إذن دعوة إلى نسبية السلوك والخلق التي اعتنقها ودعا إليها السفسطائيون في القرن الخامس قبل الميلاد.
وتعجز الفاضلة "عميدة الفيوم" الدكتورة زينب رضوان عن إخفاء كراهيتها للحجاب وإزرائها بمرتدياته، ويزيد من ألمنا وفزعنا وأسفنا أن نراها ـ وهي العميدة ـ توظف أسلوبًا في الاستدلال كنت أجلها عنه فتقول بالحرف الواحد " نرى أحيانًا نساء محجبات، بل ومنقبات يجلسن في أوضاع مرفوضة مع رجال، فهل نجح هذا الرداء في أن يجعلهن يسلكن سلوكًا صحيحًا؟ الإجابة بالنفي بالتأكيد. "
وتستمرئ هذا المنطق فتقول: فمن الممكن أن أفقد كل الحواجز، وأكون في وضع يشجع الطرف الآخر، فيتصور أمورًا يجب أن تكون بين الرجل والمرأة في إطار الزواج، والحجاب لا يمنعها، المهم هو أنا، وليس ملابسي، فمن الممكن أن أكون محجبة، وسلوكياتي مشجعة وداعية لغير الالتزام. "
ومعذرة ـ يا عميدة ـ إذا زعمتُ أن استدلالك هنا مضحك؛ لأنه استدلال معكوس فالحجاب لايصنع ـ من العدم ـ سلوكًا طيبًا، وخلقًا رفيعا، بل العكس هو الصحيح: الخلق الأصيل الرفيع هو الذي يصنع الحجاب، ويلزم المسلمة به، وكنت أتمنى أن تذكر العميدة الصورة المقابلة، ويمكن أن نلمحها في السؤال الآتي: إذا اختلى رجل غير ذي خلق بامرأتين: إحداهما محجبة، والأخرى كاسية عارية، ففي أيهما يكون مطمعه؟ اعتقد أن الإجابة واضحة.. واضحة جدًّا.. يا عميدة.
ثم إن هناك حجابين: حجابًا حسيًّا فلا تظهر المرأة غير وجهها وكفيها، وحجابًا نفسيًّا خلقيًّا بأن تصون المرأة نفسها عن الحرام قولاً وفعلاً، ولا يغني أحدهما عن الآخر؛ لأن الأول مظهر من مظاهر الثاني.
وحتى لو افترضنا ـ يا عميدة ـ أن بعض المحجبات سيئات السلوك، فهل الحجاب هو السبب؟ ثم هل يصلح هذا النشوز أو هذا الخطأ أن يكون مبررًا لرفض الحجاب وتحقيره والإساءة إلى سمعته؟
إن هذا المنطق الغريب جدًّا يذكرني بواقعة باشرتها بنفسي في بلدنا بشمال الدلتا، فحين طلبت من أحد الأثرياء أداء فريضة الحج، كان جوابه: حج إيه بقى؟؟!! ألا ترى الحاج فوزي؟ حج ثلاث مرات متتالية، ومع ذلك ما زال يأكل أموال الفلاحين بالباطل. فهل يكون سلوك الحاج فوزي مبررًا للهجوم على فريضة "الحج" والإزراء بها؟
وهل الصلاة إذا لم تنه صاحبها عن الفحشاء والمنكر، تصلح أن تكون مبررًا للإقلاع عن الصلاة، وتشويه سمعتها؟ أم أن السبيل هو إرشاد المقصر المخطئ وتوجيهه إلى الصحيح والصواب يا دكتورة زينب رضوان.. يا عميدة كلية دار العلوم..فرع الفيوم؟؟!!
وصلى الله عليك يا رسول الله إذ قلت : إذا وُسّـد الأمرُ غيرَ أهله فانتـظر الساعة ،
وإذا ضُيّـعت الأمانة فانـتظر الساعة .
وأمام منطقك الهش الكسيح – يا سيدة زينب - ما أرى إلا أننا نعيش في عهد توسيد الأمر غيرأهله ، وتضييع الأمانة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
komeha@menanet.net
[/size][/color][/font]