المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحصل ولاية الشيطان ؟؟؟



غالب ياسين
12/06/2007, 11:51 PM
كيف تحصل ولاية الشيطان ؟؟؟
وليس أعرف بكيفية حصول هذه الولاية من خالق الناس أجمعين فقد أخبرنا عبر آيات كتابه العزيز بكيفية حصولها ، وشروط وقوعها ، فلنسر مع تلك الآيات ونقف على أقوال العلماء والمفسرين في معنى الولاية في كل منها :
-يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى : } يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً { ( ): " أي لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر ، ومن أطاع شيئاً في معصية فقد عبده " .
-ويقول الفخر الرازي في تفسير هذه الآية : " أي لا تطعه لأنه عاصٍ لله "
-يقول ابن عطية في تفسير قوله تعالى : } فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالـَةُ إِنَّهـُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ { : " والضمير في ( إنهم ) عائد على الفريق الذين حق عليهم الضلالة ، و( أولياء ) معناها أنصار وأصحاب وإخوان " .
- ويقول الطبري في هذه الآية : " إن الفريق الذين حق عليهم الضلالة ، إنما ضلوا عن سبيل الله وجاروا عن قصد المحجة ، باتخاذهم الشياطين نصراء من دون الله وظهراء ، جهلاً منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك " .
- ويقول صاحب التفسير المنير في هذه الآية : " إن الفريق الذين حق عليهم الضلالة اتخذوا الشياطين أولياء أي تولوهم في ما أمروهم به " .
- يقول الطبري في تفسير قوله تعالى : } وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ { " وقوله : ( فأتبعه الشيطان ) يقول فصيره لنفسه تابعاً ينتهي إلى أمره في معصية الله ، ويخالف أمر ربه في معصية الشيطان وطاعة الرحمن "
- أخرج ابن أبي حاتم بسنده في تفسير قوله تعالى : } قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ { عن أبي غسان( ) قال : " قلت لابن أبي ليلى ( وعبد الطاغوت ) فقال : فخدم الطاغوت . "
-قول ابن كثير في هذه الآية : " وقرئ : ( وعَبَدَ الطاغوت ) على أنه فعل ماضٍ ، والطاغـوت منصوب به ، أي وجعل منهم من عبد الطاغوت ، وقرئ : ( وعُبُدُ الطاغوت ) بالإضافة على أن المعنى وجعل منهم خدم الطاغوت ، أي : خدامه وعبيده : وقرئ ( وعُبُدَ الطاغوت ) على أنه جمع الجمع عبد عبيد عُبُد ، مثل ثمار وثُمُر ... كل هذه القراءات يرجع معناها إلى أنكم يا أهل الكتاب الطاعنين في ديننا : الذي هو توحيد الله وإفراده بالعبادات دونما سواه ، كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وجد منكم جميع ما ذكر " .
- قول الألوسي في هذه الآية : " المراد بالطاغوت عند الجبائي : العجل الذي عبده اليهود ، وعن ابن عباس رضي الله عنه والحسن أنه الشيطان ، وقيل : الكهنة وكل من أطاعوه في معصية الله تعالى ، والعبادة فيما عدا القول الأول مجاز عن الإطاعة "
-يقول صاحب التفسير المنير في هذه الآية : " وعبد الطاغوت ، أي جعل منهم من صير الطاغوت معبوداً من دون الله والطاغوت : كل ما عبد من دون الله كالأصنام والشيطان والعجل ، فكانت عبادتهم للعجل مما زينه لهم الشيطان ، فصارت عبادتهم له عبادة للشيطان " .
-يقول أبو السعود في تفسير قوله تعالى : } إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَاناً مَرِيداً { : " وما يعبدون بعبادتها ( إلا شيطاناً مريداً ) إذ هو الذي أمرهم بعبادتها وأغراهم عليها فكانت طاعتهم له عبادة " .
-ويقول ابن كثير في تفسيرها : " أي هو الذي أمرهم بذلك وحسنه لهم وزينه ، وهم إنما يعبـدون إبليس في نفس الأمر ، كما قال تعالى : } أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {
-يقول الطبري في تفسيـر قولـه تعالـى : } أَلَـمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ { : " ألم أوصكم وآمركم في الدنيا ألا تعبدوا الشيطان فتطيعوه في معصية الله " .
-ويقول الألوسي في تفسيرها : " والمراد بعبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم ،عبر عنها بالعبادة لزيادة التحذير والتنفير عنها ، ولوقوعها في مقابلة عبادته عز وجل ، وجوز أنه يراد بها عبادة غير الله ...
منقول للفائدة وله تتمّةٌ

يحي غوردو
19/06/2007, 06:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم أستاذنا الفاضل غالب ياسين
هذا الموضوع نحن بحاجة ماسة إليه لكي نعرف عدونا الأول "الشيطان" ولكي نتفادى كيده ومصائده...
وأود أن أطرح عليكم سؤالا لطالما فكرت فيه ولم أجد له إجابة شافية
كيف يشاركنا الشيطان الأموال والأولاد؟

لكم مني ألف تحية وشكرا مسبقا.

منذر أبو هواش
19/06/2007, 08:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم أستاذنا الفاضل غالب ياسين
هذا الموضوع نحن بحاجة ماسة إليه لكي نعرف عدونا الأول "الشيطان" ولكي نتفادى كيده ومصائده...
وأود أن أطرح عليكم سؤالا لطالما فكرت فيه ولم أجد له إجابة شافية
كيف يشاركنا الشيطان الأموال والأولاد؟

لكم مني ألف تحية وشكرا مسبقا.

الأستاذ الفاضل يحيى غوردو،

الدليل على مشاركة الشيطان في المال والأولاد تجده في حديث أبي هريرة مع إبليس (نعوذ بالله منه)، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه :

عن أبي هريرة قال: (وَكَّلَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعليَّ عيالٌ ولي حاجةٌ شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: قلت: يا رسول الله! شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيعود.

فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيالٌ ولن أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله! شكا حاجةً شديدةً وعيالاً فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنه قد كذبك وسيعود.

فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود، قال: دعني وسوف أعلمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي – {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم } [البقرة:255]- حتى تختم الآية، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطانٌ حتى تصبح؛ فخليت سبيله. فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله! زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: وما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: - {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} [البقرة:255]- وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبح -وكانوا أحرص شيءٍ على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، أتعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالٍ يا أبا هريرة ؟ قال: لا. قال: ذاك الشيطان).

هذا الحديث الشريف فيه تدليل على أن الشيطان يعرف لغات البشر، وأنه كذوب كذاب، وفيه تحذير من تصديقه وإن صدق أحيانا لغرض في نفسه، وفيه الدليل على أن الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا، وإن كان لا يرى بصورته الحقيقية الأصلية {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف:27].

وفي هذا الحديث أيضا دليل واضح على أن الشياطين يمكنهم الأكل من طعام الإنس إذا لم يسمى عليه، قال الله عز وجل: { وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ } [الإسراء:64] وأن البسملة من موانع الشيطان.

مشاركة الشيطان من المسلمات الإيمانية لذلك فإن الكيفية غير مهمة، لكن المهم هو معرفة ما يمنعه من فعل ذلك ... البسملة عند الشروع في أي عمل ... ثم آية الكرسي فهي كفيلة بأن تقضي عليه ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ... وتمحقه محقا ... بإذن الله ...

والله أعلم ...

منذر أبو هواش

غالب ياسين
19/06/2007, 08:44 PM
جزاكم الله كل خير اخي د. منذر على تكرمكم بالرد على استفسار الاخ يحي

زاهية بنت البحر
19/06/2007, 08:54 PM
بارك الله بك أخي المكرم غالب، ولكن في هذا الزمن صار الإنسان الشرير عديم الضمير والوجدان، هو ولي الشيطان وقد يزجه فيما لاطاقة له به ..أللهمَّ أبعد عنا الشياطين وأولياءهم وتابعيهم إنك على كل شيء قدير.آمين
أختك
بنت البحر

غالب ياسين
19/06/2007, 09:03 PM
اشكر مرورك الكريم اختي المكرمه زاهيه
واقول لك صدقت اختي

سعيد نويضي
19/06/2007, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ ياسين جزاك الله خيراعلى تذكيرك لنا بعدو البشرية و الإنسانية الأول الشيطان الرجيم...
فقد قال الله عز و جل: {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ }الأعراف22
فجرَّأهما وغرَّهما, فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الاقتراب منها, فلما أكلا منها انكشفت لهما عوراتهما, وزال ما سترهما الله به قبل المخالفة, فأخذا يلزقان بعض ورق الجنة على عوراتهما, وناداهما ربهما جل وعلا ألم أنهكما عن الأكل من تلك الشجرة, وأقل لكما: إن الشيطان لكما عدو ظاهر العداوة؟ وفي هذه الآية دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور, وأنه كان ولم يزل مستهجَنًا في الطباع, مستقبَحًا في العقول.
كثيرا يا أستاذ لما أقرأهذه الآية الكريمة بتفسيرها يتبادر إلى الذهن سؤال:هل كان هدف الشيطان أن يوقع بآدم؟و هذا ظاهر و جلي ...و ما الغاية من ذلك ...ليكون معه من أصحاب السعير ...وقانا الله عز و جل منها...ألم تكن له غاية أخرى؟فالنار و العياذ بالله منها في الآخرة...و هي دار الثواب و العقاب...أما الدنيا فهي دار الابتلاء...فما هي غايته في الدنيا؟ ليضلنا عن سبيل الله...فما هي أسهل وسيلة لبلوغ غايته؟ يقول جل و علا: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27
يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان, فيزين لكم المعصية, كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء, فأخرجهما بسببها من الجنة, ينزع عنهما لباسهما الذي سترهما الله به; لتنكشف لهما عوراتهما. إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم. إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للكفار الذين لا يوحدون الله, ولا يصدقون رسله, ولا يعملون بهديه.
يقول الحق جل و علا: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35
كل نفس ذائقة الموت لا محالة مهما عُمِّرت في الدنيا. وما وجودها في الحياة إلا ابتلاء بالتكاليف أمرًا ونهيًا, وبتقلب الأحوال خيرًا وشرًا, ثم المآل والمرجع بعد ذلك إلى الله - وحده - للحساب والجزاء.
فالفتنة ابتلاء خيرا كان أم شرا فهي معطى من عند رب العالمين...و طريقة تصرف الإنسان هي السبيل الذي من خلاله يجد الشيطان عدو الله و عدو الإنسان وسيلته ليضله عن طريق الحق إلى طريق الضلال...فكيف يتم العري الذي سبقت الإشارة إليه؟
يقول الحق جل و علا: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
يا بني آدم قد جعلنا لكم لباسًا يستر عوراتكم, وهو لباس الضرورة, ولباسًا للزينة والتجمل, وهو من الكمال والتنعم. ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي هو خير لباس للمؤمن. ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده; لكي تتذكروا هذه النعم, فتشكروا لله عليها. وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم.
فالعري الذي يريده و يسعى إليه عدو الإنسان هو عري مزدوج...العري الأول يؤدي إلى العري الثاني...فمن عري اللباس الجسدي إلى عري لباس الروح[و لباس الروح هو التقوى]...و إذا غابت التقوى حل محلها الهوى...و هو حصان طروادة بامتياز للشيطان...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

ريمه الخاني
20/06/2007, 10:26 AM
جزاكم الله خيرا كم يشاركنا ولا نعي ذلك
الله يحمي جميع امة المسلمين

يحي غوردو
20/06/2007, 04:15 PM
أشكر أساتذتنا الكرام على التفضل بردهم على تساؤلاتي
وأود أن أعقب على ما جاء في مداخلة أستاذنا الفاضل منذر هواش

الحديث الذي ذكرتموه يجيب على الجزء الأول من السؤال "الأموال" والأموال لا تعني فقط الطعام بل تعني الأموال من بين ما تعنيه النقود والأنعام وهي المال الراعية من إبل وبقر وغنم (لسان العرب) ويمكن أن يدخل في هذا المعنى كل الحيوانات التي يربيها الإنسان ويستغلها والحرث أيضا... فهل يشاركنا الشيطان فيها أيضا؟ وكيف ذلك؟

الجزء الثاني من السؤال هو كيف يشاركنا الشيطان في الأولاد؟

حينما نتدبر حديث أبي هريرة تتبادر إلى أذهاننا بعض التساؤلات:

ورد في الحديث ذكر" زكاة رمضان" وهذا قد يعني أن هذه الواقعة حدثت في رمضان ونحن نعلم من خلال أحاديث صحيحة أخرى أن الجن والشياطين تصفد وتسلسل في رمضان: ورد فيصحيح البخاري: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها...
السؤال الذي نطرحه هنا: إذا كانت الجن والشياطين مسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد في حديث أبي هريرة؟


من ناحية أخرى تخبرنا الأحاديث الصحيحة أن الشيطان لا حول له ولا قوة، من الناحية البدنية على الأقل، وهذا ما يوضحه الحديث الصحيح الذي رواه جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب الأشربة)
وهذا يفهم منه أن الشيطان ليس باستطاعته فتح الباب المغلق والدخول إلى بيت الصدقة وحمل الطعام إلى عياله.

ورد في الحديث ذكر كلمة "الشيطان" فهل الشيطان هنا يفهم منه أنه إبليس لعنه الله أم شيطان من شياطين الجن؟
وهل يمكننا أن نفهم من خلال الحديث أنه شيطان من شياطين الإنس؟

ولكم مني ألف شكر

منذر أبو هواش
20/06/2007, 08:22 PM
الشيطان شريك في الجرائم والمعاصي وفي نتائجها لأنه محرض عليها
الأستاذ الفاضل يحيى غوردو،

قال تعالى:


وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
(إبراهيم 22)


باختصار شديد أقول إن القوانين المدنية في العالم كلها تنص على أن المحرض على الجريمة يكون شريكا فيها وفي نتائجها، ويحاسب على شراكته في تلك الجريمة تبعا لذلك، وطبقا لهذا المنطق الإنساني البسيط فإن الشيطان المحرض على كافة أنواع المخالفات والذنوب والمعاصي والكبائر والمحرمات يكون بلا شك شريكا فيها وفي نتائجها، فإذا حرض على أكل مال حرام فهو شريك فيه، وإذا حرض على ارتكاب كبيرة مثل الزنى فهو شريك فيما ينتج عنها من أولاد، وكل ما يأتي من حرام يوسوس الشيطان به يكون الشيطان شريكا فيه ... وهكذا ...

ورود ذكر " زكاة رمضان" في الحديث لا يكفي وحده دليلا على أن هذه الواقعة حدثت في رمضان، ولا يعني ذلك بالضرورة، فزكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة.

وأعتقد أن الأمر هو كذلك بالنسبة للشيطان في صورته الحقيقية الأصلية فهو يوسوس، وهو لا حول له ولا قوة، وهو لا يرى طبقا لما جاء في الآيات وما ورد في الآية 27 من سورة الأعراف: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ}، أما تجسده بالصورة الإنسية، وتصرفه تصرف البشر كما ورد في حديث أبي هريرة فهو حالة خاصة خارقة وغير عادية لها ظروفها ولها أسبابها.

والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم أو الحديث الصحيح، إذ هو وحي يوحى، ولا يخضع لمعايير النقد، ولا يصح فيه، وهو الحَكَم وهو القاعدة، ولا مطعن لطاعن، ولا متمسك لمثير شبهة.

إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا (الإسراء 65)

وبالله المستعان والله أعلم،

منذر أبو هواش

..............

يحي غوردو
26/06/2007, 06:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ منذر

كلمة شيطان في القرآن الكريم تحتمل : 1- شيطان / إنسي 2- شيطان / جني

والأحاديث الشريفة أيضا تطرقت للنوعين:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مر بين يدي أحدكم شيء. وهو يصلي، فليمنعه، فإن أبى فليمنعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان). صحيح البخاري

عن أبي سعيد الخدري. قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج، إذ عرض شاعر ينشد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذوا الشيطان، أو أمسكوا الشيطان، لأن يمتلئ جوف رجل قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا" . (صحيح مسلم)
قال أبو عبيد: قال بعضهم المراد بهذا الشعر شعر هجي به النبي صلى الله عليه وسلم، وقال السلف الشعر هنا هو الشعر المذموم وهو الفحش ونحوه، وأما تسمية هذا الرجل الذي سمعه ينشد "شيطانا" فلعله كان كافرا، أو كان الشعر هو الغالب عليه، أو كان شعره هذا من المذموم...
فهنا كلمة شيطان تعني شيطان الإنس، وهي تدخل في عموم اللفظ، أي أن رجلا يفعل أفعال الشياطين من كلام مذموم فاحش وقبيح، وليس الشيطان بالألف واللام، وبمفهوم خصوص اللفظ، أي "الشيطان الرجيم"، ذلك الكائن الحي الذي لا نراه والذي سلط على ابن آدم.

لكل هذا، نظن أن كثيرا من الناس أخطأوا حينما فهموا من حديث أبي هريرية أن الشيطان يتمثل حقيقة بصورة إنسان، والظاهر أن الإنسان يعمل عمل الشيطان فيصبح مثله مجازا.

وفي صحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ رَأَى امْرَأَةً فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، وَهِيَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا، فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ.
ومعنى الحديث (صحيح مسلم بشرح الإمام النووي، المجلد الخامس ص.178) أنه يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته، أن يأتي امرأته ويواقعها ليدفع شهوته وتسكن نفسه ويجمع قلبه على ما هو بصدده. قوله «إن المرأة تقبل قي صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان» قال العلماء معناه الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بها، لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بالنظر إليهن وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، فصورة الشيطان، في هذا الحديث، هي الدعاء إلى الفتنة والفاحشة، وقد أخطأ البعض حينما انطلقوا من مثل هذا الحديث فعمموا المعنى واعتبروا المرأة شيطانا بإطلاق، واتهموها بأنها أصل الشر. وبناء عليه فالشيطان ليس بإمكانه أن يتمثل في صورة المرأة، لأنه بكل بساطة يعجز عن فعل ذلك.



بعيدا عن إثارة الشبهات
لكي نفهم ظاهرة خطيرة كظاهرة تجسد الجن والشياطين التي اتخذها أعداء الاسلام مطية لإلصاق التهم بالتفكير الساذج للمسلمين يجب علنا أن نفهم الحديث بطريقة علمية وأن نضعه ضمن آيات وأحاديث أخرى تطرقت لنفس الموضوع حتىتتكون لدينا صورة كاملة غير ناقصة...

غايتنا تبديد الشكوك والوصول إلى الحق وإعمال العقل فالسلف لهم آراء وأفكار اختلفوا فيها هم أنفسهم لكنهم بحثوا عن الأدلة الشرعية والعلمية على حد سواء وبقي المجال مفتوحا للتساؤلات مادام هنالك إنس وجن

ليس هناك في حدود علمنا آية كريمة تتكلم عن تجسد الجن والشياطين
وليس هناك حديث صحيح "غير حديث أبي هريرة" يخبرنا عن تشكل الجن والشياطين خاصة في شهر رمضان
إن كان لديكم شيء من هذا فأفيدونا يرحمكم الله
والله ولي التوفيق

منذر أبو هواش
26/06/2007, 10:08 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم


كلمة شيطان في القرآن الكريم تحتمل : 1- شيطان / إنسي 2- شيطان / جني
والأحاديث الشريفة أيضا تطرقت للنوعين:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون. (أظعن : سار).



لكل هذا، نظن أن كثيرا من الناس أخطأوا حينما فهموا من حديث أبي هريرية أن الشيطان يتمثل حقيقة بصورة إنسان، والظاهر أن الإنسان يعمل عمل الشيطان فيصبح مثله مجازا.

وقد أخطأ البعض حينما انطلقوا من مثل هذا الحديث فعمموا المعنى واعتبروا المرأة شيطانا بإطلاق، واتهموها بأنها أصل الشر. وبناء عليه فالشيطان ليس بإمكانه أن يتمثل في صورة المرأة، لأنه بكل بساطة يعجز عن فعل ذلك.

بعيدا عن إثارة الشبهات، لكي نفهم ظاهرة خطيرة كظاهرة تجسد الجن والشياطين التي اتخذها أعداء الاسلام مطية لإلصاق التهم بالتفكير الساذج للمسلمين يجب علنا أن نفهم الحديث بطريقة علمية وأن نضعه ضمن آيات وأحاديث أخرى تطرقت لنفس الموضوع حتىتتكون لدينا صورة كاملة غير ناقصة...

غايتنا تبديد الشكوك والوصول إلى الحق وإعمال العقل فالسلف لهم آراء وأفكار اختلفوا فيها هم أنفسهم لكنهم بحثوا عن الأدلة الشرعية والعلمية على حد سواء وبقي المجال مفتوحا للتساؤلات مادام هنالك إنس وجن.


يتهجم المنصرون والمستشرقون وبعض الجهلة المتفلسفين على بعض الأمور التي لا يفهمونها في القرآن الكريم، وسواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل، فهو نفس حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بغربال أو بمنديل يمسكه في يديه.

والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة. والقرآن الكريم لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42). وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به ؟! نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ.


ليس هناك في حدود علمنا آية كريمة تتكلم عن تجسد الجن والشياطين، وليس هناك حديث صحيح "غير حديث أبي هريرة" يخبرنا عن تشكل الجن والشياطين خاصة في شهر رمضان. إن كان لديكم شيء من هذا فأفيدونا يرحمكم الله


قال تعالى:

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (النمل 17)

قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (النمل 39)

وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (سبأ 12)

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ 13)

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (سبأ 14)

قال المعتزله إن الجن أجسام رقاق، ولرقتها لا نراها, وعندهم يجوز أن يكثف الله أجسام الجن في زمان الأنبياء دون غيره من الأزمنة، وأن يقويهم بخلاف ماهم عليه في غير أزمانهم.

وقال القاضي عبدالجبار : ويدل على ذلك ما في القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام إنه كثفهم له حتى كان الناس يرونهم, وقواهم حتى كانوا يعملون له الأعمال الشاقة من المحاريب والتماثيل والجفان والقدور والراسيات, والمقرن في الأصفاد لا يكون إلا جسما كثيفا, ثم قال بعد ذلك وأما إقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الأنبياء فإنه غير جائز لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون نقضا للعادة.

وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (الأنبياء 82)

وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (ص 37)

روي ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن قتادة: ومن الشياطين كل يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل, وقال السدي ومن الشياطين كل بناء من البناء الذي يبني، قوله وغواص قال قتادة غواص يستخرجون الحلي من البحر, وقال السدي الغواص الذي يقوم في الماء.

وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (ص 38)

قال قتادة من مرده, وقال ابن عباس في وثاق, وقال قتادة مقرنين في الأصفاد من السلاسل في أيديهم مصفودين مسخرين مع سليمان, وقال السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى عنقه.

هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (ص 39)

قال السدي امنن على من شئت منهم فأعتقه، وقال ابن عباس قوله هذا عطاؤنا فامنن, يقول أعتق من الجن وامسك منهم من شئت، وقال قتاده هؤلاء الشياطين إحبس منهم من شئت في وثاقك هذا, أو سرح من شئت منهم فاتخذ عنده يدا، إصنع ماشئت لاحساب عليك في ذلك . قال السدي يمن على من يشاء منهم فيعتقة، ويمسك من يشاء منهم فيستخدمة ليس عليه في ذلك حساب.

والله أعلم

:fl:

يحي غوردو
26/06/2007, 10:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى:

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (النمل 17)

قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (النمل 39)

وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (سبأ 12)

يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ 13)

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (سبأ 14)

هذه الآيات سيدي الكريم ليس فيها دليل على تجسد الجن

هناك كائنات حية تبني أبنية مختلفة ويمكنها أن تشكل جيشا جرارا من الجنود ويمكنها أيضا أن تغوص تحت الماء وبإمكانها أن تصنع أشكالا هندسية غاية في الدقة وهذه الكائنات بالإضافة لما سبق لا نراها بالعين المجردة وهي تدخل في المعنى اللغوي لكلمة "جن" هذه الكائنات هي الكائنات المجهرية التي اكتشفها العلم مؤخرا.

فهل يمكن أن تكون الكائنات المجهرية نوع من الجن؟


والله أعلم

منذر أبو هواش
26/06/2007, 10:52 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
الأستاذ يحيى غوردو،

هذا التفكير المادي البحت، ومحاولة تفسير الأمور الدينية الغيبية بشكل مادي ليس من الدين في شيء، ولا أعتقد أن وراءه دافعا دينيا، وما أظنه إلا من تلبيس إبليس.

إن هذا الإدعاء (السخيف بكل أسف) يتناقض مع ما هو معروف من الدين بالضرورة، وهو ادعاء بلغ من السذاجة حدا لا ينبغي لي أن أخوض فيه بعد ذلك.

يبدو من كتاباتك السابقة أنك تعرف بالأحاديث التي تتحدث عن رؤية بعض الحيوانات للجن من حيث لا يراها الإنسان، وهذا وحده لا يتفق مع ادعائك الغريب العجيب بأن الجن كائنات مادية مجهرية يمكن رؤيتها بالمكبرات والمجاهر القوية.

إذا لم يكن فعلك وادعاؤك هذا إثارة للشبهات فما هو؟!!!

عجبي !!!

منذر أبو هواش

غالب ياسين
26/06/2007, 11:04 PM
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ

قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ما نصه :

يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه " من المس " يعني : من الجنون . وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه : لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي : الجنون . يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا . ا هـ .

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي : لا يقومون من قبورهم بوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا .

وقال ابن عباس رضي الله عنه آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق رواه ابن أبي حاتم ، قال : وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير ، والسدي ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله .

وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس . ا هـ .

وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده .

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق . ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك . ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه . وهذا مبسوط في موضعه ) .

وقال أيضا رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276- 277 ما نصه . ( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ) .

وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : ( قلت : لأبي إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل بدن المصروع ، فقال : يا بني ، يكذبون . هو ذا يتكلم على لسانه ) ، وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ) . ا هـ .

http://www.bin-baz.org.sa/Display.Asp?f=bz00454.htm

غالب ياسين
26/06/2007, 11:06 PM
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه :

( الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني : هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .

وأما صرع الأرواح . فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه . ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه . فذكر بعض علاج الصرع . وقال : ( هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .

وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها .

إلى أن قال : وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم ) .

وعلاج هذا النوع يكون بأمرين : أمر من جهة المصروع ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المصروع : يكون بقوة نفسه . وصدق توجهه إلى فاطر . هذه الأرواح وبارئها . والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان . فإن هذا نوع محاربة . والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين : أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل . فكيف إذا عدم الأمران جميعا ، ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ، ولا سلاح له .

والثاني من جهة المعالج : بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا ، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله : ( اخرج منه ) أو يقول : ( بسم الله ) أو يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اخرج عدو الله أنا رسول الله

وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه . ويقول قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب . فيفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا . . . إلى أن قال : وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة ، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية ، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا . . ) . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله .

وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك .

وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا ، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق .

ومما ذكرنا أيضا يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14 / 10 / 1407 هـ ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي ، وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة . كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين ، بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة ، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم ، ونقل عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونفل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور .

وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه ، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم . فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة ، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم ، والله المستعان . .

غالب ياسين
26/06/2007, 11:08 PM
تنبيه

قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي . .

وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم : ذعت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة عليه الصلاة والسلام وقال لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس وفي رواية لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

وهكذا كلام أهل العلم ، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق ، واسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه ، والثبات عليه ، وأن يمن علينا جميعا بإصابة الحق في الأقوال والأعمال ، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم ، ومن إنكار ما لم نحط به علما ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .

غالب ياسين
26/06/2007, 11:14 PM
عالم الجن والشياطين عالم غيبي، لا نراه ولا نسمعه، ومع غيبته عنا إلا أن الكثيرين قد أطلقوا مخيلتهم في رسمه وتصويره، فصوره الأكثر على أنه عالم الرعب والأهوال، وجحده آخرون وأنكروا وجوده، ونحاول في هذا المقال أن نرسم صورته كما صورها وبينها القرآن الكريم والسنة الصحيحة فهما الجديران بذلك، وما عداهما فهو ضرب من الخيال، أو نوع من الكذب، أو تجربة جزئية لا ترقى للحقائق التي يعتمد عليها .



معنى الجن والشياطين

الجِنُّ: ضد الإنس، والواحد جِنِّيٌّ، سميت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار ولا تُرى.

أما الشياطين: فجمع شَيطانُ، وهو كل عاتٍ متمرد سواء من الإنس أو الجن أو الدواب، وعليه فالشياطين ليسوا سوى عتاة الجن ومردتهم .



قال ابن عبد البر : " الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون علي مراتب: فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا: جني .. فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس، قالوا: عامر والجمع عمّار وعوامر.. فإن كان ممن يعرض للصبيان، قالوا: أرواح .. فإن خبث وتعزم فهو شيطان .. فإن زاد على ذلك فهو: مارد .. فإن زاد على ذلك وقوي أمره، قالوا: عفريت، والجمع: عفاريت والله أعلم بالصواب "



إثبات وجود الجن :

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -: " لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، ولا في أن الله أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إليهم.. وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواترا معلوما بالاضطرار، ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة، بل مأمورون منهيون " .

والأدلة على وجود الجن من القرآن كثيرة منها، ولا أدلَّ على ذلك من أن الله سمى سورة كاملة باسمهم "الجن " وقص فيها من أخبارهم وأقوالهم الشيء الكثير، وأما أحاديث السنة الدالة على وجودهم فأكثر من أن تحصر.



أصل خلق الجن

خلق الله الجن قبل أن يخلق الإنس، والدليل على ذلك قوله تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه }(الكهف:50)

فذكر أن إبليس من الجن، وأن خلقهم كان سابقا لخلق آدم عليه السلام، وقال تعالى: { ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم }(الحجر:26-27).



أما مادة خلقهم فهي النار، بدليل قوله تعالى: { والجان خلقناه من قبل من نار السموم }(الحجر:27) وسميت نار السموم: لأنها تنفذ في مسام البدن لشدة حرها، وقال تعالى: { وخلق الجان من مارج من نار }(الرحمن:15)، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذي لا دخان فيه . وفي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها- أن - رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ).



ولا يخفى أن خلق الجان من نار لا يلزم منه أن أشكالهم وهيئاتهم كالنار، فالبشر خلقوا من تراب وليسوا كذلك، ولكن يؤخذ منه أن في الجن صفات من صفات النار كالخفة واللطافة، مثلما للبشر من صفات التراب كالثقل والكثافة.



وجنس الجن كجنس الإنس فيهم الذكور والإناث، قال تعالى: { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } (الجن: 6) . وفي حديث زيد بن أرقم أن رسول الله - صلى الله علية وسلم - قال: ( إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاءَ فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) والخُبُث – بضم الخاء والباء -: ذكور الجن، والخبائث: إناثهم.

وقد أثار البعض سؤالاً قديماً وهو أنه: إذا كان الجن قد خلقوا من النار، فكيف يعذبون بها ؟ وأجاب عن ذلك ابن عقيل في كتابه "الفنون" فقال: " اعلم أن الله تعالى أضاف الشياطين والجن إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين، وليس الآدمي طينا حقيقة، ولكنه كان طينا، كذلك الجان كان ناراً في الأصل، بدليل قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( عرض لي الشيطان في صلاتي فخنقته حتى وجدت برد لعابه على يدي ) ومن يكون ناراً محرقةً كيف يكون لعابه أو ريقه بارداً أو له ريق أصلا !! ومما يدل على أن الجن ليسوا بباقين على عنصرهم الناري؛ قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ) وبيان الدلالة منه؛ أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري ..؛ لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة من نار، ولكانت يد الشيطان أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس ابن آدم أحرقه، كما تحرق الآدمي النار الحقيقية بمجرد المس " أ.هـ، وبهذا يعلم أنه كما يتأذى الإنسان من ضربه بالطين والحجر، مع أنه خلق من طين، فإن الجن يتأذون ويحترقون بالنار مع أنهم خلقوا منها.



الجن مكلفون

قال تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }(الذاريات:56) فدلت الآية على أن الغاية التي لأجلها خلق الجن والإنس هي العبادة، فهم مكلفون بها، وهذا أمر مجمع عليه، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – بعث إلى الثقلين الإنس والجن، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" : " وأما كونهم مكلفين؛ فقال ابن عبد البر : الجن .. مكلفون .. والدليل .. ما في القرآن من ذم الشياطين، والتحرز من شرهم، وما أعدَّ لهم من العذاب، وهذه الخصال لا تكون إلا لمن خالف الأمر، وارتكب النهي، مع تمكنه من أن لا يفعل، والآيات والأخبار الدالة على ذلك كثيرة جدا " من ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وكان النبي يبعث إلى قومه، وبعثت إلى الإنس والجن ) أخرجه البزار .

وإذا ثبت أنهم مكلفون فهم مثابون على الطاعة مستحقون العقاب على المعصية، قال تعالى: { وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا }(الجن: 15)، وقال أيضاً: { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً }(الجن:16).



وقال الحافظ أيضاً: "ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب، بقوله تعالى: { ولمن خاف مقام ربه جنتان } ثم قال: { فبأي آلاء ربكما تكذبان } والخطاب للإنس والجن؛ فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين، والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه ثبت المطلوب " .



والجن متفاوتون – كالإنس - في مراتبهم وعبادتهم لربهم، فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، قال تعالى: { وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا }(الجن: 11)، وقال تعالى: { وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا }(الجن:14).



قدرات الجن

ذكر الحق سبحانه صورا تبين مدى قوة الجن وقدرتهم التي تفوق قدرة البشر وطاقتهم في جوانب معينة، من ذلك قدرتهم على التأثير بالوسوسة أو الإيحاء دون تدخل مادي، وهذا المعنى يلخصه الشيطان في خطبته لأهل النار الذين اتبعوه، قال تعالى: { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم }(إبراهيم:22) فالسلطان الذي نفاه الشيطان عن نفسه سلطان الحجة، وسلطان القوة المادية، فهو في وسوسته وإيحاءه للناس لا يستند إلى حجة، أو برهان، أو قوة، أو سلطان، وإنما هي إثارة الشهوات والنعرات، ومع ذلك انظر كم أضل من البشر !!



ومن الآيات التي تدل على قدرة الجن، قوله تعالى: { وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا }(الجن:8- 9 ). ولا يخفى أن قعودهم في مقاعد لاستراق خبر السماء يدل على قدرة عظيمة ميزهم الله بها، وهذه القدرة وإن ضعفت بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم إلا أن ضعفها بسبب عامل خارجي؛ وهو الشهب التي يرمون بها، أما القدرة الذاتية فهي قائمة.



طعام الجن

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - قال: ( أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ) قال عبد الله : فانطلق رسول الله - صلى الله علية وسلم - بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم. وسألوه الزاد فقال: ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم ) رواه مسلم .

ولا يخفى أن ذكر هذين الصنفين من الطعام لا يدل على أن الجن عامة مقتصرون عليهما، فربما كان ذلك من أهم طعامهم، أو أنه مختص ببعضهم على حسب أصنافهم وأماكن إقامتهم .



وتحول العظم إلى أوفر ما يكون لحما، وكذلك الروث إلى علف للدواب، مختص بالمؤمنين فحسب. أما الكفّار من الجن فليس لهم ذلك، بل هم يستحلون كل طعام لم يذكر اسم الله عليه، كما في الحديث: ( إن الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه ) رواه مسلم .



ومما يمنع الشياطين من تناول طعام الأنس ذكر اسم الله عليه، فعن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلي الله علية وسلم - يقول: ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم .



مساكن الجن

لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – الصحيحة وصفا تفصيليا لمساكن الجن، أو شكل عيشهم، وهل لهم مدن وقرى كالحال عند البشر، أم إنهم يعيشون في البراري والفيافي، أم هم مختلطون بالبشر في بيوتهم ومساكنهم، إلا أنه قد ورد في السنة تعيين بعض الأماكن بأن الشياطين تتواجد فيها، ففي حديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله علية وسلم - قال: ( إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء، فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ). قال الخطابي : وأصل الحش النخل المتكاثف، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ المراحيض في البيوت، ومعنى ( مُحْتَضَرةٌ ) أي: تحضرها الجن والشياطين وتنتابها لقصد الأذى .



تشكل وتصور الجن

عن أبي ثعلبة الخشني – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات، وصنف يحلون ويظعنون ) رواه الطبراني وقال الهيثمي في المجمع: "رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " الجن يتصورون في صور الإبل، والبقر، والغنم، والخيل، والبغال، والحمير، وفي صور بني أدم، وقد أتي الشيطان لقريش في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة، هل يقتلوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو يحبسوه، أو يخرجوه، كما قال تعالى: { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين }.

ولما أجمعت قريش الخروج إلى بدرٍ ذكروا ما بينهم وبين كنانة من الحرب، فكاد ذلك يثنيهم، فجاء لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي – وكان من أشراف بني كنانة - فقال لهم: أنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة بشيءٍ تكرهونه، فخرجوا والشيطان جار لهم لا يفارقهم، فلما دار القتال ورأى عدو الله جند الله قد نزلت من السماء، فركض على عقبيه، فقالوا: إلى أين يا سراقة ؟ ألم تكن قلت: إنك جار لنا لا تفارقنا ؟ فقال: { إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب }".



وثمة آثار كثيرة تبين تمثل الجن ببني آدم، وهي تدل على قدرة الجن على أن تتشكل بصور مختلفة.

تلك كانت نبذة مختصرة عن هذا العالم المجهول، والذي استندنا في تصويره ورسمه إلى نصوص القرآن والسنة، والتي بينت بجلاء حقيقة هذا العالم، بعيدا عن الخرافات والخيالات الجانحة.

غالب ياسين
26/06/2007, 11:17 PM
أقسم الشيطان الرجيم بعزة رب العالمين بأنه سيضل عباد الله أجمعين إلا عباد الله المخلصين، وقد اتخذ الشيطان منذ ذلك الحين كل الأسباب التي يبر بها قسمه، فما من سبيل يضل بها الناس عن الوصول لرضا الرب تعالى إلا سلكها، ولا طربق تبلغه مراده إلا طرقها.. ومن أساليب الشياطين في إضلال الخلق ما يمكن أن نسميه "بالوحي الشيطاني" وهو ما أثبته ربنا سبحانه في كتابه العزيز بقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}[الأنعام:112].

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس، قال، فقال: يا أبا ذر، هل صليت؟ قال: لا يا رسول الله . قال: قم فاركع ركعتين. قال: ثم جئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ قال قلت:لا، يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، هم شر من شياطين الجن" [وقد صححه ابن كثير بمجموع طرقه].
وعن عكرمة قال: للإنس شياطين وللجن شياطين، فيلقى شيطان الإنس شيطان الجن فيوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا.

ولما بلغ ابن عمر أن المختار الثقفي (الذي ادعى النبوة) يزعم أنه يوحى إليه قال: صدق، يقول تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ}[الأنعام:121]. وقال: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً}. أي يلقي بعضهم إلى بعض القول المزين المزخرف المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة.

صور الوحي الشيطاني
وهذا الوحي أحيانًا يكون في صورة تشكل فيكلم الشيطان الناس فعلاً.. كما روى البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه: إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلاً أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث.

وقد يكون هذا الوحي وسوسة يريد من ورائها فتح باب الكفر والتشكيك وهز العقيدة في قلوب الخلق كما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول من خلق ربك، فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته".
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله هذا فمن خلق الله، فمن وجد من ذلك شيء فليقل آمنت بالله".

وقد تكون وساوس لتكذيب الحق والوعد بالشر كما في قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:268]".

وقد يكون الأمر أعظم من ذلك. قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: "ومن أسباب عبادتها (الأصنام) أن الشياطين تدخل فيها، وتخاطبهم منها وتخبرهم ببعض المغيبات، وتدلهم على ما يخفى عليهم، وهم لا يشهدون الشياطين، فجهلتهم وسقطتهم يظنون أن الصنم نفسه هو المتكلم والمخاطب".
وربما ظن بعضهم أنها أرواح أصحاب هذه الأصنام، وربما ظن آخرون أنها الملائكة فيزيدهم ذلك اعتقادًا في الأصنام، وتمسكًا بعبادتهم لها.

وقد كانت شيطانة تعيش في صنم العزى الذي كانت تعبده العرب فكانوا يسمعون منه صوتا. قال ابن عباس: كانت العزى شيطانة تأتى ثلاث سمرات ببطن نخلة فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فقال: ائت بطن نخلة فإنك ستجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى، فأتاها فعضدها فلما جاء إليه قال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا. قال: فاعضد الثانية، فأتاها فعضدها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل رأيت شيئا؟ قال: لا. قال: فاعضد الثالثة، فأتاها فإذا هو بحبشية نافشة شعرها واضعة يديها على عاتقها تصر بأنيابها وخلفها ديبة السلمي، وكان سادنها؛ فقال خالد:
ياعزى كفرانك لا سبحانك.. ... .. إني وجدت الله قد أهانك
ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة، ثم عضد الشجرة وقتل ديبة السادن ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال: تلك العزى ولا عزى بعدها للعرب.

ومن صور الوحي الشيطاني وأكثرها تغريرا بالخلق أن يكون الوحي وحيًا فعليًا، يوهم به الموحى إليه أنه نبي من عند الله، وأن هذا هو وحي الله إليه:
يقول عكرمة رحمه الله: قدمت على المختار فأكرمني وأنزلني حتى كان يتعاهد مبيتي بالليل. فقال لي: اخرج إلى الناس فحدثهم، فخرجت فجاء رجل فقال: ما تقول في الوحي؟ فقلت: الوحي وحيان. قال الله: {بما أوحينا إليك هذا القرآن}، وقال تعالى:{شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا}. قال: فهموا بي أن يأخذوني. فقلت: ما لكم ذلك أنا مفتيكم وضيفكم فتركوني.

وهذا الوحي الإبليسي ستجده مع كل من ادعى النبوة كذبا وزورا
فطليحة بن خويلد الأسدي: كان ينهى أتباعه عن السجود ويقول: إن الله لا يصنع بتعفر وجوهكم وتقبح أدباركم شيئًا، اذكروا الله، اعبدوه قيامًا.

وجاء رجل من أصحابه إلى أبي بكر فقال له أبو بكر: ماذا كان يقول لكم؟ قال: "والحمام واليمام، والصرد الصوام، قد صمن قبلكم بأعوام، ليبلغن ملكنا العراق والشام".

وعلى شاكلته كان مسيلمة الكذاب: قال ابن كثير في تفسيره: "ذكروا أن عمرو بن العاص وفد على مسيلمة قبل أن يسلم عمرو فقال له مسيلمة: ماذا أنزل على صاحبكم هذه المدة؟ فقال عمرو: لقد أنزلت عليه سورة وجيزة بليغة. قال: وما هي؟ قال: {والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}. فسكت مسيلمة برهة ثم قال: وأنا انزل عليَّ مثلها. قال عمرو: ما هو؟ قال الكذاب: ياوبر ياوبر، إنما أنت أذنان وصدر، وسائرك حر نقر. ثم قال: كيف ترى يا عمرو؟ قال عمرو: والله إنك لتعلم أني أعلم أنك كذاب.
وكان مما يقول: يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي كم تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين. (فأين هذا من مثل "والعصر"؟)

وقيل: جاء طلحة النمري إلى مسيلمة فسأله عن حاله؟ فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمته فقال: أشهد أنك كاذب وأن محمدًا صادق ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر، فقتل معه يوم عرباء كافرًا.

وكان من وحي سجاح لأتباعها من بني تميم وهي متوجهة لليمامة لقتال مسيلمة: عليكم باليمامة، ذفوا ذفيف اليمامة، إنها غزوة صرامة، لا يلحقكم بعدها ندامة.
فأتته فتزوجته وبقيت عنده ثلاثة أيام، فقال عطارد ابن الحاجب وكان من أتباعها
أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها .. ... .. وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا

ولما ظهر الميرزا علي محمد مخترع طائفة البابية زعم أنه أنزل عليه كتاب "البيان" من عند الله فنسخ القرآن. ومن نظر فيه علم فضائحه وسخافاته وأكاذيبه وقال: الحمد لله على نعمة الإسلام والشكر له على نعمة القرآن.
وعلى منواله نسج ميرزا حسين علي البهاء صاحب النحلة المنحرفة المسماة بالبهائية والذي زعم أن الله أوحى إليه بكتاب الأقدس.

يوحون إلي أوليائهم ليجادلوكم
ومن عجيب وحي الشياطين ما يلقونه على ألسنة أوليائهم ليجادلوا به المؤمنين، فمنه ما جادل به المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ وقيل إن فارس أرسلت به إلى قريش ـ كيف تزعمون أنكم تتبعون مرضاة الله، فما قتل الله فلا تأكلونه وما قتلتم أنتم تأكلونه، فأنزل الله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}[الأنعام:121].
قال ابن كثير في تفسيرها: "أي حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قول غيره فقدمتم عليه غيره وهذا هو الشرك كما قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}[التوبة:31].
وقد روى الترمذي عن عدي بن حاتم قال: يا رسول الله ما عبدوهم؟ قال: بلى أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم.

وزماننا أيضا
وهذا الوحي القديم مستمر في كل زمان فإن أولياء الشياطين ما خلا منهم زمن، ونحن نراه اليوم ونسمعه على ألسنة من يسمون بالمثقفين والمتنورين والموسومين بأفخم الألقاب ترهيبا وتخويفا للمخالف أو من تسول له نفسه الرد عليهم، فما زال الشيطان يوحي إليهم ويلقي على ألسنتهم أمورا كبَّارا ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا يطعن في الإسلام ويسم أصحابه بالتخلف والرجعية والإرهاب، وذاك يطعن في تاريخ الإسلام وعصر الراشدين ويزعم أن "السرقة كانت متفشية في المدينة في عهد عمر بن الخطاب!!"، " وحتى البغاء كان متفشيا في تلك الحقبة الذهبية"!!.. ولا مانع يمنعهم ولا رادع يردعهم عن مخالفة المعلومات من الدين بالضرورة وخرق الإجماع بالمناداة بزواج المسلمة من النصراني والتهكم بأركان الإسلام كالحج وما فيه من سعي ورمي جمار وطواف بالبيت الحرام، .. إلخ. وجعبتهم لا تفرغ أبدا إلا إذا تاب إبليس عن الوسوسة والوحي لهم، ولن يكون هذا حتى يشيب الغراب أو يعود اللبن إلى الضرع.

وقد وصف الإمام ابن القيم هذا الوحي الشيطاني وحال هؤلاء أجمل وصف وأبينه حين قال في إغاثة اللهفان: ومن حيله ومكايده (يعني إبليس): الكلام الباطل، والآراء المتهافتة، والخيالات المتناقضة التي هي زبالة الأذهان، ونجاسة الأفكار، والزَبَد الذي يقذف به في القلوب المتحيرة، التي تعدل الحق بالباطل والخطأ بالصواب، قد تقاذفت بها أمواج الشبهات، ورانت عليها غيوم الخيالات، فمركبها القيل والقال، والشك والتشكيك، وكثرة الجدال، ليس لها حاصل من اليقين يعول عليه، ولا معتقد مطابق للحق يرجع إليه، {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا}، وقد اتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورًا، وقالوا من عند أنفسهم منكرًا من القول وزورًا، فهم في شكهم يعمون، وفي حيرتهم يترددون. نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، واتبعوا ما تلته الشياطين على ألسنة أسلافهم من أهل الضلال فهم إليه يتحاكمون، وبه يتخاصمون، فارقوا الدليل، واتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل.

نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل، ويحفظنا من كيد ووحي الشياطين، إنه على كل شيء قدير.

يحي غوردو
27/06/2007, 10:11 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
الأستاذ يحيى غوردو،

هذا التفكير المادي البحت، ومحاولة تفسير الأمور الدينية الغيبية بشكل مادي ليس من الدين في شيء، ولا أعتقد أن وراءه دافعا دينيا، وما أظنه إلا من تلبيس إبليس.

إن هذا الإدعاء (السخيف بكل أسف) يتناقض مع ما هو معروف من الدين بالضرورة، وهو ادعاء بلغ من السذاجة حدا لا ينبغي لي أن أخوض فيه بعد ذلك.

يبدو من كتاباتك السابقة أنك تعرف بالأحاديث التي تتحدث عن رؤية بعض الحيوانات للجن من حيث لا يراها الإنسان، وهذا وحده لا يتفق مع ادعائك الغريب العجيب بأن الجن كائنات مادية مجهرية يمكن رؤيتها بالمكبرات والمجاهر القوية.

إذا لم يكن فعلك وادعاؤك هذا إثارة للشبهات فما هو؟!!!

عجبي !!!

منذر أبو هواش

يحي غوردو
27/06/2007, 11:15 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
باسم الله الرحمان الرحيم

أشكرك جزيل الشكر أستاذ منذر هواش على إجابتك عن تساؤلاتي وأرجو أن يتسع صدركم لما سيأتي فنحن تلاميذكم ونتمنى ألأ نثقل كاهلكم بما يجول في خواطرنا وما يؤرق منامنا
قصدنا من وراء هذه الأسئلة البحث عن الحقيقة التي تنبني على الحجة والدليل

أستاذ منذر
من قال بأن الجن يدخل في معنى الغيب المطلق فقد جانب الصواب

هل هناك في القرآن أو الحديث ما يقول أن الجن يدخل ضمن المعنى العام "الغيب"
لو كان الجن فعلا من "الغيب" لما رأتهم الكلاب والحمير ولما ادعى كثير من الناس رؤيتهم

معنى "الغيب" في موضوع الجن: لا يخرج عن كونه غائب عن أعيننا وليس معناه الغيب المطلق الذي لا يعلمه إلا الله


نحن مطالبون، بما أننا أمة مسلمة أرشدها ربها إلى عدوها الأول والأخير، أن نعرف عدونا وأن نبحث عن نقاط ضعفه وقوته وعن خصائصه ونحن مقصرين في هذا المجال وعلينا أن نؤسس- وهذه دعوة إلى كل عقلاء هذه الأمة- علما قائما بذاته قد نسميه "الجنلوجيا" أو "الشيطانلوجيا" يبحث في قضايا الجن والشياطين ويدرس في المعاهد والجامعات هذا ليس بالكثير أما ما ينفق على الأسلحة التي نشتريها لأعداء وهميين....



سيدي الكريم أنا لم أقل أن الكائنات المجهرية هي الجن بل قلت يمكن أن تكون الكائنات المجهرية "نوع" من الجن وضع سطرين تحت نوع
وقد أوردتم في إحدى مداخلاتكم : حديثا جاء فيه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون.

تساؤلنا مشروع ألا يمكن أن يكون صنف من الجن -على الأقل ذلك الذي يطير في الهواء- هم الكائنات المجهرية التي اكتشفها العلم وعبرت عنها الأحاديث بمعنى الجن خاصة أن المعنى اللغوي يؤيد طرحنا هذا.
لا أريد أن أعود إلى سرد التعريف اللغوي لكمة "جن" لأن المعنى واضح لا لبس فيه فكل ما ستر عنك ولم تره عينك يمكن أن يدخل في المعنى العام للجن والكائنات المجهرية بالمعنى اللغوي العام هي "جن" بالحتمية اللغوية...
أما المعنى الخاص فالجن كائنات لا نراها بأعيننا، تعيش معنا على سطح الأرض وتشاركنا كل النعم ومنها الصالح ومنها الطالح...والجن هي كائنات حية، أصلها من النار، عاقلة، فاعلة بالإرادة، مأمورة ومنهية، تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب، ويحصل لأجسامها بذلك نمو وبقاء على حسب المأكول، تؤثر فينا ونؤثر فيها دون أن نراها...


أما عن تفسيرنا المادي للجن فهذا ما تؤكده الأحاديث الصحيحة
تقول لنا الأحاديث أن الجن كائنات حية لها كل صفات الكائنات الحية المادية التي على وجه الأرض فهي تأكل وتشرب وتتزاوج وتتناسل وتموت وتشاركنا الأموال والأولاد
كل ما لم يذكر عليه اسم الله فهو طعام للشياطين
كل اللحوم التي تذبح في المذابح الغربية والتي لم يذكر عليها اسم الله وكل الطيور التي تنفق من جراء الأمراض هي غذاء للجن والشياطين
حينما نقول لحوم نحن لا نتحدث عن أشياء مثالية بل عن أشياء مادية
فنوع "الجن" الذي يقتاة عن المادة لا بد له أن يكون مادة أيضا.......
من ناحية أخرى حينما نقرأ في كتب السيرة أنه قبل 14 قرنا قام جبريل عليه السلام بأول عملية جراحية للقلب في تاريخ البشرية، عملية في غاية الدقة والكمال، لا يستطيع القيام بها أبرع الجراحين اليوم، بوسائل خاصة ومتميزة من أهمها: ماء زمزم، وكان الغرض منها نزع حظ الشيطان من قلب النبي صلى الله عليه وسلم (غسل قلب النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، الأولى وهو غلام عند بني سعد، والثانية ليلة الإسراء. انظر صحيح البخاري، صحيح ابن حبان ج 14، ص 242 كما أخرجه مسلم في صحيحه و النسائي في سننه و ابن حنبل في مسنده.).
ألا يمكن أن يكون حظ الشيطان ـ المذكور في الخبر ـ "مادة" أفرزها الشيطان في الدم عن طريق اللغاديد وعروق الحلق، فاستقرت في القلب وتجمعت على شكل علقة، لتوزع بعد ذلك على أي عضو من أعضاء البدن وتؤثر فيه سلبا بإحداث خلل في توازن مواده الطبيعية...






أستاذنا غالب ياسن اشكركم على سعة صدركم وعلى الكم الهائل من المعلومات في هذا الموضوع

لكنكم استشهدتم بكلام لا يقبله العقل
لقد أبنتم أنكم ضد الخرافات والقصص الخيالية لكنكم في نفس الوقت تستشهدون ببعض هذه الخرافات
قلتم قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " الجن يتصورون في صور الإبل، والبقر، والغنم، والخيل، والبغال، والحمير، وفي صور بني أدم... وبذلك أطلقتم العنان للخيال ليتصور الجني كما يشاء دون ضابط أو رادع.

ما هو دليلكم الشرعي أو العلمي على أن الجن تتصور في صورة الإبل والبقر ...وكل الحيوانات الأليفة التي تعيش مع الانسان

يورد بعض السلف قصصا خيالية لا أصل لها في الواقع :
أورد عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، في الفتاوى الذهبية، من أن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس كجماع الرجل للمرأة...
ويروي ابن كثير ، وغيره ، قصة عن بلقيس، ملكة سبأ، جاء فيها: «كان أبوها من أكابر الملوك وكان يأبى أن يتزوج من أهل اليمن، فتزوج بامرأة من الجن اسمها ريحانة بنت السكن، فولدت له هذه المرأة بنتا يقال لها تلقمة أو يقال لها بلقيس...»، ونظير ذلك نقرأه في "الكامل": قال كثير من الرواة إنّ أم بلقيس جنية ابنة ملك الجن، واسمها رواحة بنت السكر، وقيل: اسم أمها بلقمة بنت عمرو بن عمير الجني، وإنما نكح أبوها إلى الجن لأنه قال: ليس في الِإنس لي كفؤة فخطب إلى الجن فزوجوه. واختلفوا في سبب وصوله إلى الجن حتى خطب إليهم فقيل: إنه كان لهجاً بالصيد فربما اصطاد الجن على صور الظباء فخلى عنهن، فظهر له ملك الجن وَشَكَرَهُ، واتخذه صديقاً فخطب ابنته فأنكحه على أن يعطيه ساحل البحر ما بين يَبْرِين إلى عَدَن، وقيل: إنّ أباها خرج يوماً متصيداً فرأى حيتين تقتتلان بيضاء وسوداء وقد ظهرت السوداء على البيضاء فأمر بقتل السوداء وحَمَلَ البيضاء وصب عليها ماءً فأفاقت فأطلقها وعاد إلى داره وجلس منفرداً فإذا معه شاب جميل فذعر منه، فقال له الشاب: لا تخف أنا الحية التي أنجيتني، والأسود الذي قتلته غلام لنا تمرد علينا وقتل عدة من أهل بيتي، وعرض عليه المال وعلم الطب فقال: أما المال فلا حاجة لي به وأما الطب فهو قبيح بالملك ولكن إنْ كان لك بنت فزوجنيها، فزوجه... وقيل: في سبب نكاحه إليهم غير ذلك
وعن عثمان بن حاضر قال: كانت أم بلقيس من الجن يقال لها بلعمة بنت شيصان. قال الماوردي : والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين، وتفارق الحسين؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، ويمنع الامتزاج مع هذا التباين، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف....

يحكي ابن تيمية قصصا كثيرة عن تشكل الجن في صور الإنس، وعن قدراتهم الخارقة، وعن تسخير الإنس لهم في شتى الميادين، من ذلك ما ذكره في دقائق التفسير قال: كان أصحاب الحلاج، لما قتل، يأتيهم من يقول إنه الحلاج فيرونه في صورته عيانا... وكان صاحب سيما وشياطين تخدمه أحيانا... وفي إحدى المرات كانوا معه على جبل أبى قبيس فطلبوا منه حلاوة، فذهب إلى مكان قريب منهم وجاء بصحن حلوى، فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوى باليمن حمله شيطان من تلك البقعة... ومثل هذا يحصل كثيرا لغير الحلاج، ممن له حال شيطاني ونحن نعرف، يقول ابن تيمية، كثيرا من هؤلاء في زماننا وغير زماننا مثل شخص، هو الآن بدمشق، كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق، فيجيء من الهوى إلى طاقة البيت الذي فيه الناس فيدخل وهم يرونه... وآخر كان بالشويك، في قرية يقال لها الشاهدة، يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه وكان شيطان يحمله ...
ويضيف ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 1/83: كثير من الناس يطير في الهواء وتكون الشياطين هي التي تحمله...، ومن هؤلاء من يحمله الشيطان إلى عرفات فيقف مع الناس، ثم يحمله فيرده إلى مدينته تلك الليلة... ومن الشيوخ من يخاطبهم أولئك الأشخاص (من الجن والشياطين) ويحملونهم ويذهبون بهم إلى عرفات فيقفون بها، وإما إلى غير عرفات ويأتوهم بذهب وفضة وطعام ولباس وسلاح وغير ذلك... ويخرجون إلى الناس ويأتونهم أيضا بمن يطلبونه، مثل من يكون له إرادة في امرأة أو صبي فيأتونه بذلك إما محمولا في الهواء وإما بسعي شديد... وقد يقتلون له من يريد قتله من أعدائه أو يمرضونه... فهذا كله موجود كثيرا لكن، يستنتج ابن القيم، من الناس من يعلم أن هذا من الشيطان وأنه من السحر، وأن ذلك حصل بما قاله وعمله من السحر، ومنهم من يعلم أن ذلك من الجن، ويقول هذا كرامة أكرمنا بتسخير الجن لنا، ومنهم من لا يظن أولئك الأشخاص إلا آدميين أو ملائكة ... ومن زعم أن هؤلاء ملائكة قال، إن كانوا غير معروفين، هؤلاء رجال الغيب (أي الجن) وإن تسموا قال هذا هو الخضر وهذا هو إلياس وهذا هو أبو بكر وعمر وهذا هو الشيخ عبد القادر أو الشيخ عدي أو الشيخ أحمد الرفاعي أو الشيخ فلان أو علان أو غير ذلك...
كما قيل إن مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات ويعينه على بعض الأمور، وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان وادعى النبوة، وكانت الشياطين يُخرجون رجليه من القيد وتمنع السلاح أن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، وكان يرى الناس رجالا وركبانا على خيل في الهواء، ويقول لهم هي الملائكة وإنما كانوا جنا، ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه الطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه، فقال له عبد الملك إنك لم تسم الله فسمى الله فطعنه فقتله...
وشيخ آخر ، يذكر ابن تيمية، كان له شياطين يرسلهم فيصرعون بعض الناس، فيأتي أهل ذلك المصروع إليه ويطلبون منه إبراءه، فيرسل إلى أتباعه فيفارقون ذلك المصروع ويعطون ذلك الشيخ دراهم كثيرة. وكان أحيانا تأتيه الجن بدراهم وطعام تسرقه من الناس، حتى إن بعض الناس كان له تين في كوارة، فيطلب الشيخ من شياطينه تينا فيحضرونه له، فيبحث أصحاب الكوارة عن التين فيجدوه قد ذهب... وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته، وهم يعتقدون أنه ذلك الميت ويقضي الديون ويرد الودائع ويفعل أشياء تتعلق بالميت ويدخل على زوجته ويذهب، وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار، كما تصنع كفار الهند، فيظنون أنه عاش بعد موته، ومن هؤلاء شيخ كان بمصر أوصى خادمه فقال: إذا أنا مت فلا تدع أحدا يغسلني فأنا أجيء وأغسل نفسي، فلما مات رأى خادمه شخصا في صورته فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه فلما قضى ذلك الداخل غسله، أي غسل الميت، غاب وكان ذلك شيطانا.
ومن الناس من زعم أنه يرى أكثر من ذلك، يرى عرشا في الهواء وفوقه نور، ويسمع من يخاطبه ويقول أنا ربك، فإن كان من أهل المعرفة علم أنه شيطان فزجره واستعاذ بالله منه فيزول. ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة، يدعي أحدهم أنه نبي أو صديق أو شيخ من الصالحين، وقد جرى هذا لغير واحد.
* يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى 11/ 289: من الناس من يرى في منامه أن بعض الصحابة إما الصديق، أو غيره، قد قص شعره أو حلقه أو ألبسه طاقية أو ثوبا فيصبح ويجد على رأسه طاقية وشعره محلوق أو مقصر وإنما الجن، يقول ابن تيمية، قد حلقوا شعره أو قصروه، وهذه الأحوال الشيطانية تحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة.

ويورد شيخ الاسلام الكثير من الروايات التي تبين قدرة الجن على التصور بصور الإنس والتلبس بهم، وحملهم في الهواء أو فوق الماء، بل وقتل الإنس أو مساعدتهم على قضاء حوائجهم أو دعوتهم للإسلام.
يقول في مكان آخر من الفتاوى:... وتارة يأتون (أي الجن) إلى من هو خال في البرية، وقد يكون ملكا أو أميرا كبيرا ويكون كافرا، وقد انقطع عن أصحابه وعطش وخاف الموت فيأتيه (أي الجني) في صورة إنسي ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام، ويستتيبه فيسلم على يديه، ويطعمه ويدله على الطريق، ويقول: من أنت؟ فيقول: أنا فلان، ويكون من مؤمني الجن، كما جرى مثل هذا لي (الكلام لابن تيمية): فقد كنت سجينا في قلعة مصر عندما وقع مثل هذا لبعض الترك من ناحية المشرق، حيث أتاه شخص وقال له «أنا ابن تيمية، فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو. وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولا، وكنت في الحبس، فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس ولكن (يجزم ابن تيمية) كان هذا جنيا يحبنا، فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق، كنت أدعوهم إلى الإسلام فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر؛ فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك. قال لي طائفة من الناس: فلم لا يجوز أن يكون مَلَكا؟ قلت: لا إن المَلَك لا يكذب، وهذا قد قال أنا ابن تيمية، وهو يعلم أنه كاذب في ذلك. وكثير من الناس رأى من قال إني أنا الخضر وإنما كان جنيا...» (ابن تيمية، مجموع الفتاوى 13 / 92)

وفي رواية أخرى، عن شيخ بمصر يقال له الدسوقي، بعد وفاته، كان يأتي أصحابه من جهته رسائل وكتب مكتوبة وأراني ـ يقول ابن تيمية ـ صادق من أصحابه الكتاب الذي أرسله فرأيته بخط الجن، وقد رأيت ـ يؤكد ابن تيمية (دقائق التفسير 2 /143) ـ خط الجن غير ما مرة وفيه كلام من كلام الجن... وقد تقضي الشياطين بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهونه، فيظن أحدهم أن الشيخ هو الذي جاء من الغيب حتى فعل ذلك، أو يظن أن الله تعالى صور ملكا على صورته فعل ذلك، ويقول أحدهم: هذا سر الشيخ وحاله، وإنما هو الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك به المستغيث به... وأعرف من ذلك، يقول شيخ الإسلام، وقائع كثيرة في أقوام استغاثوا بي، وبغيري في حال غيبتنا عنهم، فرأوني أو ذاك الآخر الذي استغاثوا به، قد جئنا في الهواء ودفعنا عنهم، ولما حدثوني بذلك بينت لهم أن ذلك إنما هو شيطان تصور بصورتي وصورة غيري من الشيوخ الذين استغاثوا بهم ليظنوا أن ذلك كرامات الشيخ..( ابن تيمية، مجموع الفتاوى 1/360)

أليس هذا يا أساتذتنا الكرام تصوير هوليودي لقدرات الجن؟
ولنا أن نتساءل بعد كل هذا، وغيره: إذا كان الجن يقرأون و يكتبون، ولهم خط وتأليف، فأين هي كتبهم وتآليفهم؟ وبأية لغة يقرأون ويكتبون؟ وهل لهم لغة واحدة أم لغات متعددة؟ وهل لهم جنسيات وحدود مثلنا؟ هل فيهم الهندي والفرنسي والأمريكي والمغربي والفلسطيني والصيني...؟

لا أظن أن أحدا من عقلاء القرن 21 يصدق هذه القصص عن الجن والعفاريت لقد أطلق العنان للخيال في وقت ساده الجهل والظلام فأصبح الصغير كبيرا والكبير جبلا وأصبح إبليس يتلاعب بأفكار البسطاء بل وحتى بعض العلماء...


أما استشهادكم بقول عبد الله ابن أحمد ابن حنبل حول كلام الجني من داخل الانسي:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه .

فلا أرد عليه إلا بقول أعجبني أخذته من كتاب لابن قيم الجوزية، بدائع الفوائد، ص 284
جاء فيه : يعتبر الكلام مع الجني جهل محض، وقلة عقل وخرافات ملفقة حيث يقول: نهض إبليس يلبس ويزخرف ويفرق ويؤلف، وإنما يصح له التلصص في ليل الجهل، فلو قد طلع عليه صبح العلم افتضح. والوسواس جهل محض... ويضيف، ههنا اليوم معزمون يكلمون الجني الذي في باطن المجنون فيكلمهم بما كان ويكون، وما شاكل ذلك من الخرافات، فمن رأى مثل هذا قيل بقلة عقله وقلة تلمحه...

ضاعت الحقيقة حينما تراكمت القصص، وتعددت الروايات، وطال الزمن، واختلطت المفاهيم، واختلف العلماء. وعلينا اليوم أن نخلخل التاريخ ونعيد صياغة الأسئلة وتركيبها من جديد، بطريقة مغايرة، لفهم أبعاد الإشكالية وفرز وغربلة ما قيل، وما يقال، لضحد الخرافات وتقويم الانحرافات...


----------------------------------------
"اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أزلَّ أو أُزلََّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ". (سنن أبو داود والنسائي)
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ...

يحي غوردو
27/06/2007, 11:21 PM
هل يمكن التكلم مع الجن؟

يدعى كثير من الناس، من حولنا، أنه كلم الجن وكلموه، بلغات ولهجات شتى: عربية أو عامية أو أمازيغية أو من صعيد مصر، بل منهم من كلمهم بلغة لم يفهمها هو نفسه، وادعى أنها الهندية أو الأفريقية أو الروسية؟ كما نجد منهم من يزعم بأنه يأمر الجن وينهاهم، ويتصرف في رقابهم ويتحكم، فيأتونه بالأخبار والمال و... النساء!

من المؤكد، من وجهة نظر دينية صرف، أن بعض الأنبياء كلم الجن والحيوان والطير والحشرات وحتى الجماد وكلموه: قال تعالى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (النمل/16)

كان سليمان عليه السلام يعرف لغة الطير والحشرات على اختلاف أصنافها، حيث راجع الهدهد وراجعه بلسان فصيح وتركيب لغوي بديع، في حوار منطقي نقله النص القرآني في أبلغ صوره: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل/22)، وسمع قول النملة للنمل: قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون (النمل/18) أي خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها فأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم، ففهم ذلك سليمان عليه السلام منها، فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه (النمل/19)، أي ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها علي من تعليمي منطق الطير والحيوان... كما سخر سيدنا سليمان الجن وكلمهم وكلموه، كما يوضحه حديثه مع حاشيته: قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (النمل/39).

من المعروف أيضا أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كلم الجن وكلموه حين سألوه الزاد، كما ورد في الصحيحين:... ما بال العظم والروثة؟ قال: (هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما).
معلوم بالطبيعة أن كلام/لغة الهدهد والنمل والحيوانات بصفة عامة يختلف عن كلام الإنس، كما أن كلام/لغة الإنس لا يشبه كلام/لغة الجن لأنهم يختلفون عنا، فنحن لا نراهم ولا نسمعهم، كلامهم/لغتهم لا يعرفه إلا الأنبياء والرسل، والرسول صلى الله عليه وسلم كلم الحجر والشجر بكلامهم، وبلغنا ما قالوه بلغتنا، فالأنبياء يتكلمون مع كل بكلامه: اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (ص/17-20) تسبيح الجبال مع داود تسبيح حقيقي لكن دون أن يكون لها لسان وشفتين وعقل كالذي وهبه الله للبشر. لأن الله تعالى جعل لها إدراكات تسبح بها، يعلمها هو جل وعلا ونحن لا نفقهها. قال تعالى: وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ولكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ (الإسراء/44)، وقال أيضا: وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنهار وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (البقرة/74). فالحجارة تفهم وتعي وتخشى الله وبإمكانها أن تتكلم، فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عَلَيَّ قبل أن أُبعث. إني لأعرفه الآن»، كما أن الشجر أيضا يفهم كلام البشر، فقد ورد في صحيح مسلم، عن جابر قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها، فقال "انقادي علي بإذن الله" فانقادت معه كالبعير المخشوش، الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال "انقادي علي بإذن الله" فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما، لأم بينهما (يعني جمعهما) فقال "التئما علي بإذن الله" فالتأمتا... وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق...
الدليل على كون الحيوانات باستطاعتها أن تتكلم كلام البشر لكن في زمن نبي لأنها معجزة من معجزاته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه، فقالت:" لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة"، قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، وأخذ الذئب شاة فتبعها الراعي، فقال الذئب: من لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري، قال آمنت به أنا وأبو بكر وعمر). قال أبو سلمة: وما هما يومئذ في القوم. (صحيح البخاري)
وفي صحيح مسلم: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة. فطلبه الراعي حتى استنقذها منه. فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري"؟ فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإني أومن بذلك. أنا وأبو بكر وعمر".


نستخلص من مما سبق أن كلام الحيوان والطير والحشرات والحجر والجبل ليس ككلامنا نحن البشر وكلام الجن أيضا ليس بالضرورة ككلامنا، وفهم فحواه، وفق المعطى الديني، إعجاز اختص به الأنبياء دون سواهم من البشر، ويمكن أن تيكلم الجن لغة الإنس كما تكلم الهدهد والبقرة والذئب والحجر والشجر لكن في وقت نبي... وعليه هل لنا أن نصدق من يزعم أنه يكلم الحجر والشجر والحيوان؟ وهل نصدق من يقول أنه يكلم الجن والشياطين؟ بسهولة دون إثبات أو دليل؟
وهل نستطيع أن نعرف أين هو الجهاز البصري والسمعي عند الحجر والجبل والشجر؟ وهل البقر والذئاب لها عقل تميز به ومنطق تجادل به؟

تمتلئ الكتب التراثية الدينية، بحوارات الجن والإنس، على طريقة "حوار صحفي مع الجني المسلم مصطفى كنجور"، لمحمد عيسى داود، أو حوارات الشيخ وحيد عبد السلام بالي، التي تمتد ساعات طوال كما يحكي ذلك في "وقاية الإنسان من الجن والشيطان"، ويعتقد الكثير من الناس إمكانية تلك الحوارات عن طريق المصروعين، في حين يرى البعض الآخر أن ذلك جهل وتخاريف....







.................................................. ..........................
"اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أزلَّ أو أُزلََّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ". (سنن أبو داود والنسائي)
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

منذر أبو هواش
28/06/2007, 01:24 AM
يرجى الضغط على هذه الروابط للضرورة (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277&page=2)

1 (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277)
2 (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277&page=2)
3 (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277&page=3)
4 (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277&page=4)
5 (http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277&page=5)

:fl:

يحي غوردو
28/06/2007, 03:33 PM
السلام على من اتبع الهدى



منتدى التوحيد هو منتدى يشرف عليه أناس يكفرون إخوانهم في الدين أناس لم يتعلموا بعد أسلوب الحوار بالتي هي أحسن
لم يتسع صدرهم للنقاش لذلك أغلقوا الموضوع بعد أن اتهموا محاوريهم بالكذب والكفر وبأوهام لا تمت للواقع بشيء
وقد أرسلنا لهم رسالة ندعوهم فيها إلى التوبة إلى الله من الكذب والإفك وسوء الظن الذي يتبعونه في منتداهم وهم ضد كل من خالفهم الرأي ولو كان ذلك بالدليل والحجة
ويمكن لكل منصف أن يطلع على الروابط التي أشرتم إليها ليعلم صدق ما نقول

منذ أكثر من ثلاث سنوات ونحن نبحث في موضوع الجن والشياطين وقد أثمر هذا الجهد كتابا أسميناه "الجن دراسة مجهرية" وقد نفذت طبعته الأولى بحمد الله ولاقت قبولا طيبا من كل من قرأها...
نقاشنا معكم في منتدى واتا، الذي نحسبه منتدى حر لا يكمم أفواه الباحثين، يندرج في إطار التعمق في الموضوع وإزالة ما يشوبه من أخطاء وهو استعداد للطبعة الثانية بحول الله

وحتى لا يذهب فكركم بعيدا وتنزلقوا نفس الإنزلاق الذي وقع فيه الاخوة في منتدى التوحيد نحن على استعداد، أستاذ منذر ، لإرسال لكم نسخة من الكتاب ونرجوا منكم أن تبدو رأيكم فيما توصل إليه هذا البحث
عنوان البريد هو: yahyaghourdou@yahoo.fr

نقاشنا في هذا المنتدى مستمر بإذن الله وبالتي هي أحسن وبالحجة والدليل وبالابتعاد عن سوء الظن ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحي غوردو
28/06/2007, 03:36 PM
هل بإمكان الجن والشياطين الدخول في الأبدان وإصابة الناس بالأمراض؟
معظم الأمراض، وخاصة منها الوبائية والجنسية بل والنفسية أيضا، سببها ميكروبات أو فيروسات أو جراثيم، لأن لها إمكانية الدخول إلى أبداننا والغوص في دمائنا والوصول إلى أي منطقة من أجسامنا، فهل بإمكان الجن والشياطين فعل ذلك؟
أثارت ظاهرة الصرع أو المس جدلاً كبيراً بين علماء الأمة، فهناك من أثبت دخول الجن في بدن الإنس، وهم جمهور العلماء، وهناك من أنكر هذه الظاهرة. (حينما نتكلم عن الصرع/المس نقصد به الحالة المرضية التي يصل إليها المصروع/الممسوس، وليس مجرد المس أو الدخول في الجسم، لأن كل إنسان معه شيطان من الجن كما ورد في الأحاديث وكل مولود يمسه الشيطان، حين يولد، ولا يؤدي ذلك بالضرورة إلى الصرع أو المس).
يستند ابن تيمية (مجموعة فتاوى ابن تيمية/ م:24 ص:276-277.)، للدلالة على إمكانية دخول الجني في بدن الإنسي، على قوله تعالى‏ في سورة البقرة:‏ ‏‏الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ‏‏،‏ وعلى الحديث الصحيح‏:‏ ‏"‏إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم‏"، ولتدعيم رأيه يستشهد بقول عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبل،‏ حين قال: «‏قلت لأبي‏:‏ إن أقواما يقولون‏:‏ إن الجني لا يدخل في بدن المصروع، فقال‏:‏ يا بني يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه»‏، ويضيف ابن تيمية بأن هذا الأمر ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك.
وذكر أبو الحسن الأشعري، في مقالات أهل السنة والجماعة، أنه: «يجوز للجن أن يدخلوا في الناس، لأن الجن أجسام رقيقة، فليس بمستنكر أن يدخلوا في جوف الإنسان في خروقه كما يدخل الماء والطعام في بطن الإنسان وهو أكثف من أجسام الجن»( أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين/ ج:2 ص:108 ط:الأولى 150.).
في حين ذهب كل من الجهمية والمعتزلة وهشام بن الحكم وأبو بكر الرازي إلى القول بعدم قدرة الجن على التأثير في بدن الإنس وصرعه، وقد تبعهم في هذا الإنكار كل من محمد بن علي القفال، والبيضاوي وغيرهم، ومن المعاصرين الشيخ طنطاوي جوهري والشيخ أحمد مصطفى المراغي، والشيخ محمد الغزالي والشيخ محمود شلتوت.
يرى المنكرون، وعلى رأسهم الزمخشري، أن هناك صورة نمطية للصرع ترسخت في الوعي الجماعي العربي، وارتبطت بالجن فأصبحت اعتقادا راسخا في الأذهان لا ينكره أحد، لذلك خاطبهم القرآن بما كانوا يعتقدون، فيقول في تفسيره للآية 275 من سورة البقرة: «تخبط الشيطان من زعمات العرب، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع، فورد على ما كانوا يعتقدون، والمس: الجنون، ورجل ممسوس، وهذا أيضاً من زعماتهم، أن الجني يمسه فيختلط عقله، وكذلك جن الرجل معناه ضربته الجن، ولهم في الجن قصص وأخبار وعجائب، وإنكار ذلك عندهم كإنكار المشاهدات»( الزمخشري، تفسير الكشاف الجزء الأول / 164).
نفس التفسير يورده القاضي محمد بن علي القفال، في إطار شرحه للصرع، حين يقول: إن الناس يضيفون الصرع إلى الشيطان وإلى الجن، فخوطبوا على ما تعارفوا من هذا، وأيضاً من عادة الناس إذا أرادوا تقبيح شيء أن يضيفوه إلى الشيطان كما في قوله تعالى: وطلعها كأنه رؤوس الشياطين‏ (الصافات/65).
أما أبو علي الجبائي فقد أنكر إنكارا مطلقا مس الشيطان للإنسان والدخول في جسده، وقال: هذا باطل لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم، وزعم أن الشيطان يمس الإنسان بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع، أي دون أن يدخل بدن الإنسان، ويضيف الرازي إلى ذلك قوله: وهذا ظاهر في وسوسة الشيطان وغوايته عن بعد دون الدخول في أبدانهم (تفسير الفخر الرازي جزء 15 ص ).
وقد ذهب بعض المفسرين المعاصرين إلى إنكار دخول الجن بدن الإنس، واتبعوا في تفسير آية البقرة: 275 نفس المنهج الذي سلكه صاحب الكشاف، ومن هؤلاء الشيخ طنطاوي جوهري(مصطفى الباني الحلبي، الجواهر في تفسير القرآن الحكيم) وأحمد مصطفى المراغي (انظر تفسير المراغي)، كما أنكر كل من الشيخين محمد الغزالي ومحمود شلتوت دخول الجن بدن الإنس وصرعه له...
وهكذا نرى الإمام الغزالي يحصر عداوة الشيطان للإنسان في الوسوسة والخداع والاستغفال، وينكر تلبس الجن بالإنس، ويعتبر هذا الاعتقاد من الأوهام والخرافات التي انتشرت بين الناس، وإن ذكره علماء ثقاة، أمثال ابن حنبل وابن تيمية (انظر السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث)، ويستشهد بكلام كل من البيضاوي ومحمد رشيد رضا (انظر تفسير المنار )، في تفسيرهما لآية البقرة، وفي تفسيره لحديث "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" يقول: "الحديث ليس له صلة باحتلال الشيطان لجسم الإنسان، وظاهره يدل على قدرة الشيطان على الوسوسة، والرسول عليه الصلاة والسلام يريد منع الوسوسة التي قد يلقيها الشيطان"، ونفس المذهب سلكه الشيخ محمود شلتوت عندما قال: «ليس للجن مع الإنسان شيء وراء الدعوة والوعد والوسوسة والإغراء والتزيين»، نافيا بذلك قدرة الجن على التلبس بجسم الإنس، والنطق على لسانه، والتحرك بحركته، مستنتجا أن «هذا من أوهام الناس، ومصدره خارج عن المصادر الشرعية، ذات القطع واليقين». (الفتاوى، دار الشروق )....
في المقابل، هناك ادعاءات كثيرة برؤية الجن، والزواج بالجن، وتلبس الجن بالإنس... ومعظم هذه الدعاوى، يقول الدكتور يوسف القرضاوي، باطلة، ويضيف: كثير من الناس ممن يدّعي أنه ركبه الجني أو العفريت أو نحو ذلك هم يعانون أمراضا عصبية ونفسية، مثل ازدواج الشخصية، ونحو ذلك، ولا علاقة للجن بهذه الموضوعات.
لقد فسر كل واحد من العلماء دخول الجن بدن الإنس حسب فهمه لمدلول "الشيطان" و"الجن"، وحسب تأويله لسياق آية البقرة، المذكورة، وربطها بالأفكار المسبقة أو الخلفية الفكرية للذهنية الجماعية العربية.
بالنسبة لابن حنبل وابن تيمية وابن باز، ومن نهج نهجهم، فحركات المصروع وكلامه كافيان لإثبات هذا التلبس، ولم يكن بإمكانهم أن يتصوروا مرضا أو سببا آخر يمكنه أن يحدث حركات متخبطة وكلام غير معقول...
لكن العلم اليوم أثبت أن هناك أشياء أخرى كثيرة، ليست بالضرورة جنا، يمكنها فعل ذلك وأكثر، كخلل في الدماغ، أو نقص في مادة الدوبامين، أو مخدر الكوكايين، أو غاز الطابان أو الساران (1) ، أو العديد من الميكروبات الأخرى(2)... كلها بإمكانها أن تحدث الهلوسة والتشنجات، وتخرج الإنسان عن طبيعته السوية، بل قد تؤدي به إلى الهلاك...
أما الزمخشرى، ومن تبعه في تفسيره، فإنه يرى بأن الفكر العربي أخطأ عندما ربط الصرع بالجن، وبالتالي ترسخ لديه أن هذا المرض من تسلط الجن. ذلك أن القرآن خاطب العرب على قدر عقولهم، انطلاقا مما يعتقدون ويفهمون، فقط ليقرب لهم الصورة ولينفرهم من أكل الربا وعقوبته في الآخرة، وأن لا علاقة عضوية بين الموضوعين (الجن والصرع)، لأن الشيطان، بالنسبة للزمخشري وصحبه، ليس بتلك القوة الشريرة التي تستطيع أن تصيب الناس بالمرض والموت، وتأثيره لا يتعدى حدود الوسوسة والإغواء والتزيين، ومن يوسوس عاجز عن أن يخبط، وأعجز من أن يحدث في من يوسوس تغييرا عقليا أوجسميا، ودليل ذلك قوله تعالى: وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي ‏(إبراهيم/ )22.
قالوا، أولا، الآية صريحة في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والإيذاء والقتل، وأن الله تعالى لم يجعل له سبيلاً على الناس إلا أن يوسوس في صدورهم، ثم حاولوا استعمال المنطق لفهم هذه الإشكالية فقالوا، ثانيا، بأن الشيطان إما أن يكون جسماً كثيفاً أو جسماً لطيفاً: فإن كان جسماً كثيفاً فلا بد أن يُرى ويشاهد، وهو لا يرى، ولو كان كثيفاً لتعذر عليه دخول بدن الإنسان، وإن كان جسماً لطيفاً كالهواء فمثل هذا يمتنع أن يكون فيه قوة وصلابة، وبالتالي يستحيل أن تكون لديه قدرة على أن يصرع الإنسان أو يمرضه أو يقتله.
لكننا نقول إن العلم أثبت اليوم، بالصوت والصورة والتجربة، أن هناك كائنات مجهرية لا نراها بالعين المجردة، بإمكانها إيذاء الإنسان من داخل نفسه ولا تحتاج إلى قوة وصلابة، بل ثبت أن أضعف المخلوقات من الفيروسات والميكروبات، التي لا نراها، قادرة على فعل أكثر من ذلك وأخطر، فالأونتراكس -على سبيل العد لا الحصر- والذي تسببه بكتيريا Bacillus anthracis يسبب للإنسان أذى لا يقدر على دفعه، وقد يكون فيه هلاكه وحتفه، بل ويسبب حالة استنفار وتأهب قصوى في البلد الذي وجد فيه، وهذه الكائنات ليست كثيفة، وأجسامها خفيفة، ونحن لا نراها بأعيننا، لكن ذلك كله لا يمنعها من اختراق أجسامنا والتسبب في أخطر الأمراض وأفتكها، وهذا رد منطقي على الزمخشري، وعلى من سار على منواله.











(1) في محطة للقطار بطوكيو – اليابان 20 مارس 1995 قتل إرهابيون 12 شخصا وأصابوا 5500 بعد إطلاق غاز الساران Sarin. الخطر الدائم للأسلحة البيولوجية، ليونارد كول، Pour la science n° 232 février 1997
(2) محمد كمال عبد العزيز، الأمراض السرية والهاوية الجنسية، ص 59- 60.





.................................................. ..........................
"اللهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أزلَّ أو أُزلََّ، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يجهل عليَّ". (سنن أبو داود والنسائي)
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

يحي غوردو
30/06/2007, 11:44 PM
السلام على من اتبع الهدى

أستاذ منذر أبو هواش
- قلتم في إحدى مداخلاتكم : مشاركة الشيطان من المسلمات الإيمانية لذلك فإن الكيفية غير مهمة، لكن المهم هو معرفة ما يمنعه من فعل ذلك ... البسملة عند الشروع في أي عمل ...

البسملة سيدي الكريم لا تكفي لمنع مشاركة الشيطان بل يجب بالإضافة إليها الأخذ بالأسباب المادية كقفل الباب وتغطية الأواني ولو بشيء بسيط كالعود وإطفاء النار وهذا ما ينص عليه الحديث الصحيح الذي رواه جابر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب الأشربة)
وقد طبق الصحابة ما جاء في نص الحديث
والشاهد ما روي عن سيدنا علي رضي الله عنه الذي أهرق ما كان في إناء لم يغط ولم يأكله وقال بأن الشيطان ولغ فيه...


2- قلتم سيد منذر: زكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة.

أنتم تخلطون سيد منذر بين "زكاة رمضان" التي يقول الفقهاء على ضرورة إخراجها قبل صلاة العيد وبين "الزكاة العادية" التي يمكن إخراجها في أي وقت من السنة على حسب الظروف.

جاء في الصحيحين :باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر، أن تؤدى، قبل خروج الناس إلى الصلاة.
وتطبيقا لما ورد في الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما: يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.

الاستنتاج الصحيح سيدي الكريم يقود إلى نتيجة صحيحة.

3-

حينما تكلمت عن كلمة شيطان في القرآن الكريم وقلت أنها تحتمل : 1- شيطان / إنسي 2- شيطان / جني
والأحاديث الشريفة أيضا تطرقت للنوعين:

ستشهدتم بما يلي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون. (أظعن : سار)

في هذه المسألة أنا كنت أتحدث عن كلمة شيطان ولم أتكلم عن كلمة "الجن" لأن حديث أبو هريرة رضي الله عنه ورد فيه كلمة "شيطان"
كلمة شيطان في القرآن الكريم وفي أحاديث سيد المرسلين تحتمل : 1- شيطان / إنسي
2- شيطان / جني

وأنتم أستشهدتم بحديث عن أصناف الجن وهناك فرق شاسع بين كلمة "جن" وكلمة "شيطان"
الجن هو كائن مختلف عنا من حيث الماهية ومن حيث التكوين
أما "شيطان" فهي صفة يمكن أن نطلقها على كل عات من الإنس أوالجن أوالدواب....



4- قلتم : الأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة. والقرآن الكريم لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42).

أتفق معكم كل الاتفاق على أنه لا يجب الاعتراض على كلام الله ولا على كلام رسول الله ....
لكن اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله وهناك فرق بين ما قاله الله في كتابه المبين وما تقوله أنت سيد منذر انطلاقا من فهمك البشري للقرآن الكريم ولأحاديث سيد المرسلين...

الحكم على الشيء ضرب من تصوره:

أنتم فهمتم الآيات التي استشهدتم بها - والمتعلقة بسيدنا سليمان وبالجن الذي كان تحت سيطرته - انطلاقا من خلفيتكم الفكرية التي تؤمن بتجسد الجن وتمثلهم في صورة بشر أوحيوان وقلتم أنهم مثلنا وهذا ما جعلكم تتصورونهم كجنود بشرية وكبنائين بشر يبنون المباني وتخيلتم أن لهم منازل وقصور و...وكغواصين بشر يغوصون تحت الماء لاستخراج اللؤلؤ المكنون...
ولم يخطر ببالكم أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل:
فالنمل يبني مباني والنحل يبني بيوتا هندسية غاية في الدقة والطيور والأسماك تغوص تحت الماء لكنها لا تشبهنا نحن البشر فلماذا لا تكون الجن أو نوع من الجن على الأقل كذلك له خاصيات لا تشبهنا؟

5- قلتم سيد منذر ويمكن أن يفهم من هذا تكبر واستعلاء : "وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم..."

هل يعني هذا أستاذنا الكريم أن كلامكم صواب لا يحتمل الخطأ وكلام غيركم خطأ لا يحتمل الصواب وعلى أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله
إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟



حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق
يقول تعالى :
( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون )الآية: 96

قوله تعالى: « ادفع بالتي هي أحسن السيئة » أمر بالصفح ومكارم الأخلاق؛





-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون )الآيتان: 97 - 98

قوله تعالى: « من همزات الشياطين » « الهمزات » هي جمع همزة. والهمز في اللغة النخس والدفع؛ يقال: همزة ولمزه ونخسه دفعه. قال الليث: الهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة. والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم؛ وهو قوله: « أعوذ بك من همزات الشياطين » أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى.
وفي الحديث: كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه. قال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام.


فاللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحي غوردو
30/06/2007, 11:44 PM
السلام على من اتبع الهدى

أستاذ منذر أبو هواش
- قلتم في إحدى مداخلاتكم : مشاركة الشيطان من المسلمات الإيمانية لذلك فإن الكيفية غير مهمة، لكن المهم هو معرفة ما يمنعه من فعل ذلك ... البسملة عند الشروع في أي عمل ...

البسملة سيدي الكريم لا تكفي لمنع مشاركة الشيطان بل يجب بالإضافة إليها الأخذ بالأسباب المادية كقفل الباب وتغطية الأواني ولو بشيء بسيط كالعود وإطفاء النار وهذا ما ينص عليه الحديث الصحيح الذي رواه جابر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب الأشربة)
وقد طبق الصحابة ما جاء في نص الحديث
والشاهد ما روي عن سيدنا علي رضي الله عنه الذي أهرق ما كان في إناء لم يغط ولم يأكله وقال بأن الشيطان ولغ فيه...


2- قلتم سيد منذر: زكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة.

أنتم تخلطون سيد منذر بين "زكاة رمضان" التي يقول الفقهاء على ضرورة إخراجها قبل صلاة العيد وبين "الزكاة العادية" التي يمكن إخراجها في أي وقت من السنة على حسب الظروف.

جاء في الصحيحين :باب الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر، أن تؤدى، قبل خروج الناس إلى الصلاة.
وتطبيقا لما ورد في الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما: يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين.

الاستنتاج الصحيح سيدي الكريم يقود إلى نتيجة صحيحة.

3-

حينما تكلمت عن كلمة شيطان في القرآن الكريم وقلت أنها تحتمل : 1- شيطان / إنسي 2- شيطان / جني
والأحاديث الشريفة أيضا تطرقت للنوعين:

ستشهدتم بما يلي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطير بها في الهواء, وصنف حيات وكلاب, وصنف يحلون ويظعنون. (أظعن : سار)

في هذه المسألة أنا كنت أتحدث عن كلمة شيطان ولم أتكلم عن كلمة "الجن" لأن حديث أبو هريرة رضي الله عنه ورد فيه كلمة "شيطان"
كلمة شيطان في القرآن الكريم وفي أحاديث سيد المرسلين تحتمل : 1- شيطان / إنسي
2- شيطان / جني

وأنتم أستشهدتم بحديث عن أصناف الجن وهناك فرق شاسع بين كلمة "جن" وكلمة "شيطان"
الجن هو كائن مختلف عنا من حيث الماهية ومن حيث التكوين
أما "شيطان" فهي صفة يمكن أن نطلقها على كل عات من الإنس أوالجن أوالدواب....



4- قلتم : الأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة. والقرآن الكريم لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42).

أتفق معكم كل الاتفاق على أنه لا يجب الاعتراض على كلام الله ولا على كلام رسول الله ....
لكن اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله وهناك فرق بين ما قاله الله في كتابه المبين وما تقوله أنت سيد منذر انطلاقا من فهمك البشري للقرآن الكريم ولأحاديث سيد المرسلين...

الحكم على الشيء ضرب من تصوره:

أنتم فهمتم الآيات التي استشهدتم بها - والمتعلقة بسيدنا سليمان وبالجن الذي كان تحت سيطرته - انطلاقا من خلفيتكم الفكرية التي تؤمن بتجسد الجن وتمثلهم في صورة بشر أوحيوان وقلتم أنهم مثلنا وهذا ما جعلكم تتصورونهم كجنود بشرية وكبنائين بشر يبنون المباني وتخيلتم أن لهم منازل وقصور و...وكغواصين بشر يغوصون تحت الماء لاستخراج اللؤلؤ المكنون...
ولم يخطر ببالكم أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل:
فالنمل يبني مباني والنحل يبني بيوتا هندسية غاية في الدقة والطيور والأسماك تغوص تحت الماء لكنها لا تشبهنا نحن البشر فلماذا لا تكون الجن أو نوع من الجن على الأقل كذلك له خاصيات لا تشبهنا؟

5- قلتم سيد منذر ويمكن أن يفهم من هذا تكبر واستعلاء : "وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم..."

هل يعني هذا أستاذنا الكريم أن كلامكم صواب لا يحتمل الخطأ وكلام غيركم خطأ لا يحتمل الصواب وعلى أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله
إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟



حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق
يقول تعالى :
( ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون )الآية: 96

قوله تعالى: « ادفع بالتي هي أحسن السيئة » أمر بالصفح ومكارم الأخلاق؛





-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون )الآيتان: 97 - 98

قوله تعالى: « من همزات الشياطين » « الهمزات » هي جمع همزة. والهمز في اللغة النخس والدفع؛ يقال: همزة ولمزه ونخسه دفعه. قال الليث: الهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة. والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم؛ وهو قوله: « أعوذ بك من همزات الشياطين » أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى.
وفي الحديث: كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه. قال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام.


فاللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذر أبو هواش
01/07/2007, 02:48 AM
هذا إلحاد في القرآن الكريم
وتفسير مادي لأمور غيبية
وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً
( النساء : 115 )
البند الأول متعلق بإجابتي حول سؤالك المتعلق بالكيفية التي يشارك فيها الشيطان في الأموال والأولاد، وقد أجبتك في النهاية أن مشاركة الشيطان ليست مشاركة مادية بل هي مشاركة المحرض على الجريمة. أما وسائل منع الشيطان فلم تكن موضوع سؤالك لذا كان جوابي في هذه المسألة الثانوية مقتصرا على الوسيلة الأهم.

البند الثاني متعلق بإجابتي حول (الشبهة الفاضحة) التي تثير فيها الشك في حصول تناقض بين آيات القرآن الكريم ونص الحديث الصحيح بسؤالك الشيطاني الجهنمي: "نحن نعلم من خلال أحاديث صحيحة أخرى أن الجن والشياطين تصفد وتسلسل في رمضان: ورد في صحيح البخاري: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها... فإذا كانت الجن والشياطين مصفدة ومسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد في حديث أبي هريرة؟". وقد أجبتك بقولي: ورود ذكر " زكاة رمضان" في الحديث لا يكفي وحده دليلا على أن هذه الواقعة حدثت في رمضان، ولا يعني ذلك بالضرورة، فزكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها (أي إخراجها إلى بيت المال) خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة. علما بأنه لا يشترط أن تكون زكاة رمضان مصطلحا كلها زكاة فطر، لكنك تميل إلى الاعتقاد الذي يخدم فكرتك في إثارة التشكيك في احتمال وجود تناقض بين نص قرآني وحديث صحيح، وهذا ما أسميه تلبيس إبليس.

البند الثالث متعلق بطبيعة الجن والشياطين، فأنت في بحوثك كلها تؤول بالهوى ما ورد في عالم الغيب من الجن والشياطين، وتكتفي بالتعرف بألفاظ القرآن، وتتصرف في معانيه بما تشاء غير مقيد باللغة العربية في مفرداتها ولا تركيبها ونظم أسلوبها، ولا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا مَن دونهم من أئمة الحديث والفقه. وتأويلاتك تتضمن مخالفات لما أجمع عليه المسلمون من دين الله تعالى، وتشتمل على ما هو ارتداد صريح عن دين الله. وأنت لا تفرق بين ما هو حقيقة وما هو استعارة، الشياطين هي شياطين الجن في الحقيقة، أما شياطين الإنس فهم الإنس المتشبهون بالشياطين في وسوساتهم وتحريضهم على العصيان والمنكر والفسوق. أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير. ولا أدري كيف تفهم كلام الله تعالى الذي يتوقف فهمه على إتقان اللغة العربية، وسعة العلم بالعلوم الشرعية، ويبدو أنك لم تؤتَ منهما شيئًا له قيمة.

في البند الرابع أقول: إن في ما ذهبت إليه تحريف لآيات الله في الجن وفي الملائكة، وتحريف لما أيد الله به رسله من الآيات الكونية. وأنا (لعلمك) لا أفهم آيات القرآن الكريم انطلاقا من أي خلفية فكرية خاصة، أو تصور شخصي، أو فهم بشري كما تدعي، بل أنطلق في فهمي لها من الفهم الذي أجمع عليه علماء الأمة. أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟ وما هو المرجع الشرعي الذي يقول أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها من دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل.

إن طريقتك هذه في التفسير بالرأي قد سبقك إليها ملاحدة الباطنية منذ أكثر من ألف سنة، مع أن الباطنية كانوا أحذق منك في علوم الفلسفة الطبيعية والعقلية والعلوم الرياضية، وأتقنوا علوم اللغة العربية، ولذلك انخدع كثير من المتعلمين بدعايتهم التي أرادوا بها تحويل الناس عن دين الإسلام بالانتقال البطيء من درجة في التأويل لنصوص القرآن والحديث، ولم يفاجئوهم بمقصدهم دفعة واحدة. إنك تضع بعض القضايا في غير مواضعها، وتحرف الآيات عن مواضعها، فإذا أردت المرجع الصحيح من دون تحريف ولا مخالفة لقواعد الدين ولا لفصيح اللغة فلتراجع كتب التفسير المعتمدة.

أما قولك: "اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله"، ففيه اعتراض على تفاسير علماء المسلمين، وسخرية من أئمة الحديث والتفسير، وقد أجمع أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق الإسلامية أن مَن جحد شيئًا مجمعًا عليه معلومًا من الدين بالضرورة، يعتبر مشوها محرفا لكتاب الله، ويُحكم بكفره وارتداده عن الملة الإسلامية، ولا يقبل منه تأويل إلا إذا تاب وأناب.

وأما بالنسبة إلى قولك: "أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه، وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله. إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟ حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق، يقول تعالى :(ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)الآية: 96 - قوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة» أمر بالصفح ومكارم الأخلاق" فأقول: أنت لا تخوض هنا في أي علم! أنت تخوض في القرآن الكريم وفي علومه، الأفكار الجديدة التي ليس فيها مخالفة للشرع ولما هو ثابت من الدين بالضرورة لا أحد يعترض عليها، لكن أفكارك هذه التي تخالف فيها ما أجمع عليه أئمة المسلمين شبهات واضحة فاضحة لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها، وينبغي الرد عليها.

إن تحريفك لآيات الله وخلطك لما هو غيبي بما هو شهودي، وخلطك بين الحقيقة والاستعارة على هذا الشكل المبتذل المتكلف لا يمكن أن يؤخذ على حسن النية، ولا ينفع الدفع فيه بالتي هي أحسن. وينبغي أن تحاسب عليه، وأن تنبه إليه، وأن تتراجع عنه. فهل ظننت أن كل علماء المسلمين مخطئون وأنك الوحيد الذي أتيت بالتفسير الصحيح؟

وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين.

والسلام على من اتبع الهدى،

منذر أبو هواش

.......

منذر أبو هواش
01/07/2007, 02:48 AM
هذا إلحاد في القرآن الكريم
وتفسير مادي لأمور غيبية
وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً
( النساء : 115 )
البند الأول متعلق بإجابتي حول سؤالك المتعلق بالكيفية التي يشارك فيها الشيطان في الأموال والأولاد، وقد أجبتك في النهاية أن مشاركة الشيطان ليست مشاركة مادية بل هي مشاركة المحرض على الجريمة. أما وسائل منع الشيطان فلم تكن موضوع سؤالك لذا كان جوابي في هذه المسألة الثانوية مقتصرا على الوسيلة الأهم.

البند الثاني متعلق بإجابتي حول (الشبهة الفاضحة) التي تثير فيها الشك في حصول تناقض بين آيات القرآن الكريم ونص الحديث الصحيح بسؤالك الشيطاني الجهنمي: "نحن نعلم من خلال أحاديث صحيحة أخرى أن الجن والشياطين تصفد وتسلسل في رمضان: ورد في صحيح البخاري: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها... فإذا كانت الجن والشياطين مصفدة ومسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد في حديث أبي هريرة؟". وقد أجبتك بقولي: ورود ذكر " زكاة رمضان" في الحديث لا يكفي وحده دليلا على أن هذه الواقعة حدثت في رمضان، ولا يعني ذلك بالضرورة، فزكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها (أي إخراجها إلى بيت المال) خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر. والاستنتاج غير الصحيح يقود إلى نتيجة غير صحيحة. علما بأنه لا يشترط أن تكون زكاة رمضان مصطلحا كلها زكاة فطر، لكنك تميل إلى الاعتقاد الذي يخدم فكرتك في إثارة التشكيك في احتمال وجود تناقض بين نص قرآني وحديث صحيح، وهذا ما أسميه تلبيس إبليس.

البند الثالث متعلق بطبيعة الجن والشياطين، فأنت في بحوثك كلها تؤول بالهوى ما ورد في عالم الغيب من الجن والشياطين، وتكتفي بالتعرف بألفاظ القرآن، وتتصرف في معانيه بما تشاء غير مقيد باللغة العربية في مفرداتها ولا تركيبها ونظم أسلوبها، ولا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ولا مَن دونهم من أئمة الحديث والفقه. وتأويلاتك تتضمن مخالفات لما أجمع عليه المسلمون من دين الله تعالى، وتشتمل على ما هو ارتداد صريح عن دين الله. وأنت لا تفرق بين ما هو حقيقة وما هو استعارة، الشياطين هي شياطين الجن في الحقيقة، أما شياطين الإنس فهم الإنس المتشبهون بالشياطين في وسوساتهم وتحريضهم على العصيان والمنكر والفسوق. أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير. ولا أدري كيف تفهم كلام الله تعالى الذي يتوقف فهمه على إتقان اللغة العربية، وسعة العلم بالعلوم الشرعية، ويبدو أنك لم تؤتَ منهما شيئًا له قيمة.

في البند الرابع أقول: إن في ما ذهبت إليه تحريف لآيات الله في الجن وفي الملائكة، وتحريف لما أيد الله به رسله من الآيات الكونية. وأنا (لعلمك) لا أفهم آيات القرآن الكريم انطلاقا من أي خلفية فكرية خاصة، أو تصور شخصي، أو فهم بشري كما تدعي، بل أنطلق في فهمي لها من الفهم الذي أجمع عليه علماء الأمة. أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟ وما هو المرجع الشرعي الذي يقول أنه يمكن للجن أن تفعل هذه الأفعال من بناء وغوص وغيرها من دون أن تكون مشابهة لنا لا في الهيأة ولا في الشكل.

إن طريقتك هذه في التفسير بالرأي قد سبقك إليها ملاحدة الباطنية منذ أكثر من ألف سنة، مع أن الباطنية كانوا أحذق منك في علوم الفلسفة الطبيعية والعقلية والعلوم الرياضية، وأتقنوا علوم اللغة العربية، ولذلك انخدع كثير من المتعلمين بدعايتهم التي أرادوا بها تحويل الناس عن دين الإسلام بالانتقال البطيء من درجة في التأويل لنصوص القرآن والحديث، ولم يفاجئوهم بمقصدهم دفعة واحدة. إنك تضع بعض القضايا في غير مواضعها، وتحرف الآيات عن مواضعها، فإذا أردت المرجع الصحيح من دون تحريف ولا مخالفة لقواعد الدين ولا لفصيح اللغة فلتراجع كتب التفسير المعتمدة.

أما قولك: "اعتراضنا لم يكن على كلام الله بل على فهم البشر لكلام الله"، ففيه اعتراض على تفاسير علماء المسلمين، وسخرية من أئمة الحديث والتفسير، وقد أجمع أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق الإسلامية أن مَن جحد شيئًا مجمعًا عليه معلومًا من الدين بالضرورة، يعتبر مشوها محرفا لكتاب الله، ويُحكم بكفره وارتداده عن الملة الإسلامية، ولا يقبل منه تأويل إلا إذا تاب وأناب.

وأما بالنسبة إلى قولك: "أنكم احتكرتم العلم ولم يعد هناك مجال لأحد غيركم أن يخوض فيه، وأن كل من جاء بفكرة لم يسبق أن فكرتم فيها هو مثير للشبهات أو طاعن في كتاب الله ورسوله. إن لم يكن هذا سوء ظن واتهاما للناس في نواياهم فماذا تسمونه؟ حتى إن كنا على خطأ سيد منذر فالدفع بالتي هي أحسن من مكارم الأخلاق، يقول تعالى :(ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)الآية: 96 - قوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن السيئة» أمر بالصفح ومكارم الأخلاق" فأقول: أنت لا تخوض هنا في أي علم! أنت تخوض في القرآن الكريم وفي علومه، الأفكار الجديدة التي ليس فيها مخالفة للشرع ولما هو ثابت من الدين بالضرورة لا أحد يعترض عليها، لكن أفكارك هذه التي تخالف فيها ما أجمع عليه أئمة المسلمين شبهات واضحة فاضحة لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها، وينبغي الرد عليها.

إن تحريفك لآيات الله وخلطك لما هو غيبي بما هو شهودي، وخلطك بين الحقيقة والاستعارة على هذا الشكل المبتذل المتكلف لا يمكن أن يؤخذ على حسن النية، ولا ينفع الدفع فيه بالتي هي أحسن. وينبغي أن تحاسب عليه، وأن تنبه إليه، وأن تتراجع عنه. فهل ظننت أن كل علماء المسلمين مخطئون وأنك الوحيد الذي أتيت بالتفسير الصحيح؟

وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين.

والسلام على من اتبع الهدى،

منذر أبو هواش

.......

يحي غوردو
03/07/2007, 06:40 PM
السلام على من اتبع الهدى


"وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين"

أشكرك أستاذ منذر على نصيحتك وأشكرك أيضا على اتهامك لي بالإلحاد

وأقول لك إذا لم تتعلم كيف تجادل بالحسنى فالأحسن أن تتوب إلى لله عز وجل ، لقد ارتكبت أكبر الكبائر
اتهمتني بالإلحاد وقد بؤت بها فإن أهل السنة والجماعة لا يكفرون الناس بمناقشة الظنيات فأنا لم أنكر أمرا عقديا يخرج به من الملة ، أنا أعترف بوجود الجن والشياطين ولا أنكر ذلك ، لكن إطلاق لفظ الجن في عهد الرسالة يشمل الجن كل ما جن عن النظر وكل ما غاب يدخل فيهم ما جاء في سورة الجن وما جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، لكن أحاديث خاصة تحدثت عن مخلوقات لا يراها الإنسان في ذلك العصر وعبرت عنها باسم "الجن"

والذي يجب أن تعلمه يا سيد منذر أن الله عز وجل يقول لنا ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) فالذي يضيف لدين الله من الخرفات في الفهم والتصور ليس أقل من الذي ينكر أشياء معلومة من الدين بالضرورة.

رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لمحاربة كل من يرجم بالغيب ويؤمن بالشعوذة والخرافات...

يحي غوردو
03/07/2007, 06:40 PM
السلام على من اتبع الهدى


"وإنني أدعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والبراءة من هذا الإلحاد، وإلا فلتنتظر سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وإني لك لمن الناصحين، والعاقبة للمتقين"

أشكرك أستاذ منذر على نصيحتك وأشكرك أيضا على اتهامك لي بالإلحاد

وأقول لك إذا لم تتعلم كيف تجادل بالحسنى فالأحسن أن تتوب إلى لله عز وجل ، لقد ارتكبت أكبر الكبائر
اتهمتني بالإلحاد وقد بؤت بها فإن أهل السنة والجماعة لا يكفرون الناس بمناقشة الظنيات فأنا لم أنكر أمرا عقديا يخرج به من الملة ، أنا أعترف بوجود الجن والشياطين ولا أنكر ذلك ، لكن إطلاق لفظ الجن في عهد الرسالة يشمل الجن كل ما جن عن النظر وكل ما غاب يدخل فيهم ما جاء في سورة الجن وما جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، لكن أحاديث خاصة تحدثت عن مخلوقات لا يراها الإنسان في ذلك العصر وعبرت عنها باسم "الجن"

والذي يجب أن تعلمه يا سيد منذر أن الله عز وجل يقول لنا ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) فالذي يضيف لدين الله من الخرفات في الفهم والتصور ليس أقل من الذي ينكر أشياء معلومة من الدين بالضرورة.

رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء لمحاربة كل من يرجم بالغيب ويؤمن بالشعوذة والخرافات...

يحي غوردو
03/07/2007, 06:44 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

يقول تعالى في سورة النساء:

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59)أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا(60)



القول الفصل في أن كلمة شيطان تطلق على الإنس والجن

قلتم سيد منذر:

1- "أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير.... "
ثم أضفتم أستاذ منذر:
"...أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟"

إجابة على هذه الاتهامات الجائرة التي لا تنبني على علم والتي توضح بؤس وقلة بضاعة قائلها وجهله بنصوص القرآن الكريم وبالأحاديث الشريفة وبالتفاسير وبمفهوم اللغة العربية أيضا:

الدليل الأول من أن القرآن الكريم والذي يثبت وجود قسمين من الشياطين:
1- شياطين الإنس
2- شياطين الجن

يقول تعالى في محكم تنزيله:وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن (الأنعام/112)،
لا أدري كيف تدعي أنك اطلعت على التفاسير: الآية صريحة وواضحة وضوح الشمس هناك شياطين الإنس وشياطين الجن
وإليك قول المفسرين:
(تفسير السعدي) يقول تعالى ـ مسليا الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وكما جعلنا لك أعداء يردون دعوتك، ويحاربونك، ويحسدونك، فهذه سنتنا، أن نجعل لكل نبي نرسله إلى الخلق، أعداء، من شياطين الإنس والجن ، يقومون بضد ما جاءت به الرسل .

(تفسير القرطبي) قوله تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي" يعزي نبيه ويسليه، أي كما ابتليناك بهؤلاء القوم فكذلك جعلنا لكل نبي قبلك. "عدوا" أي أعداء.
ثم نعتهم فقال "شياطين الإنس والجن"... جعلنا شياطين الإنس والجن عدوا. وقرأ الأعمش: "شياطين الجن والإنس" بتقديم الجن. والمعنى واحد

(تفسير ابن كثير) قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً}، وكما قال الإمام أحمد عن أبي ذر قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟" قلت: لا، قال: "قم فصل"، قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال: "يا أبا ذر تعوذ باللّه من شر شياطين الإنس والجن". قال، فقلت: يارسول اللّه وللإنس شياطين؟ قال: "نعم" (أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه بلفظ أطول)....
قال عبد الرزاق عن قتادة في قوله {شياطين الإنس والجن}
قال: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين...

(تفسير الجلالين) (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً) كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه (شياطين) مردة الإنس والجن....

ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل لكل نبي عدواً، وبين هنا أن أعداء الأنبياء هم شياطين الإنس والجن،
وصرح في موضع آخر أن أعداء الأنبياء من المجرمين، وهو قوله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ} فدل ذلك على أن المراد بالمجرمين شياطين الإنس والجن
وذكر في هذه الآية أن من الإنس شياطين، وصرح بذلك في قوله {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ} . وقد جاء الخبر بذلك مرفوعاً من حديث أبي ذر عند الإمام أحمد وغيره
والعرب تسمي كل متمرد شيطاناً سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما، وفي الحديث «الكَلب الأَسْوَد شَيْطَان»: وقوله، شياطين بدل من قوله: {عَدُوّا}، أو مفعول أول {جَعَلْنَا}،
والثاني {عَدُوّا} أي جعلنا شياطين الإنس والجن عدواً. (تفسير الشنقيطي)


دليلنا الثاني على أن كلمة شيطان قد تطلق على الإنس:
" وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون "
هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم [ وذلك ] أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم
فإذا خلوا إلى شياطينهم - أي : رؤسائهم وكبرائهم في الشر ...(تفسير السعدي)

الشياطين جمع شيطان على التكسير، وقد تقدم القول في اشتقاقه ومعناه في الاستعاذة. واختلف المفسرون في المراد بالشياطين هنا، فقال ابن عباس والسدي: هم رؤساء الكفر. وقال الكلبي: هم شياطين الجن.
وقال جمع من المفسرين: هم الكهان. ولفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الإيمان والخير يعم جميع من ذكر. والله أعلم. (تفسير القرطبي)

{وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني إذا انصرفوا وخلصوا إلى شياطينهم، ...
وشياطينهم سادتهم وكبراؤهم، ورؤساؤهم من أحبار اليهود، ورؤوس المشركين والمنافقين،
قال السُّدي عن ابن مسعود {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني رؤساءهم في الكفر، وقال ابن عباس: هم أصحابهم من اليهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
وقال مجاهد: أصحابهم من المنافقين والمشركين،
وقال قتادة: رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر (وهو قول أبي العالية والسُّدي والربيع بن أنَس وغيرهم)،
قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن كما قال تعالى: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} (تفسير ابن كثير)

وفي الحديث أيضا: ... يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ قال قلت:لا، يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، هم شر من شياطين الجن"

أما الأحاديث الأخرى التي تدل على أنه يمكن إطلاق كلمة شيطان على الإنس فقد سبق وأن ذكرناها

يقول ابن حجر في فتح الباري: وإطلاق الشيطان على المارد من الإنس سائغ شائع وقد جاء في القرآن قوله تعالى شياطين الإنس والجن
وقال بن بطال في هذا الحديث جواز إطلاق لفظ الشيطان على من يفتن في الدين وأن الحكم للمعاني دون الأسماء لاستحالة أن يصير المار شيطانا بمجرد مروره انتهى وهو مبني على أن لفظ الشيطان يطلق حقيقة على الجن ومجازا على الإنسي

ويضيف ابن حجر في مكان آخر: قوله من كل شيطان يدخل تحته شياطين الإنس والجن.


عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه قال أبو حاتم اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبة من أن يتعقبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاص
والعاصى يجوز أن يقال له شيطان وإن كان من أولاد آدم قال الله تعالى: شياطين الإنس والجن. فسمي العصاة منهما شياطين واطلاقه صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على الحمامة للمجاورة ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها (صحيح ابن حبان)

وقد أفرد النسائي في سننه بابا سماه: الاستعاذة من شر شياطين الإنس ذكر فيه:
عن أبي ذر قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فجئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أوللإنس شياطين؟ قال: نعم.

وفي صحيح ابن خزيمة:
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله فإنما هو شيطان أي فإنما هو شيطان مع الذي يريد المرور بين يديه لا أن المار من بني آدم شيطان وإن كان اسم الشيطان قد يقع على عصاة بني آدم قال الله عز وجل شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا


ماذا تقول لنا اللغة العربية عن كلمة شيطان
كلمة "شيطان" بالمفرد وردت في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة
(يمكن الرجوع مباشرة إلى القرآن الكريم، أو إلى فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.) ، وبالجمع (شياطين) وردت سبعة عشر مرة، كما وردت الكلمتان في الأحاديث وأشعار العرب،
وهي تعني لغة: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب، والشيطان من شاط يشط إذا هلك واحترق، وهو مشتق من البعد عن الحق، وشطن إذا بعد عن الخير، وشطنت داره أي بعدت.
قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً

وحكى سيبويه أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا يبين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، والشيطاني، هو الذي يدعو إلى مخالفة الحق.


الشيطان قد يعني الكلب الأسود الشرير، أو الإبل الصعبة المراس، كما قد يعني الحمار مجازا: يحكى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ركب برذونا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال: ما قلتوني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي.


قال تعالـى: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ(الصافات/64-65). ورد في لسان العرب أن للشياطين، في هذه الآية، ثلاثة معاني: أَحدها أَن طلعها يشبه، فـي قبحه، رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ، وإِن كانت غير مشاهَدة، فـيقال كأَنه رأْس شيطان إِذا كان قبـيحاً، فالشيطان قد يعني الشيء القبيح، والثانـي أَن الشياطين ضرب من الـحيات، قبـيحة الوجه، يسمى الواحد منها "ذو العُرْف"، والعرب تسمي الحية شيطانا. قال الشاعر يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه  تعمج شيطان بدي خروع قفر.
والشيطان هنا نوع من الحيات، وقد يعني الناقة، فالإبل تشبه الشياطين في صعوبتها وصولتها.
المعنى الثالث يشير إلى نبات قبـيح يسمى فعلا "رؤوس الشياطين"؛ قال أَبو حنـيفة أَخبرنـي أعرابـي من أزد السَّراة قال: الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها، لا شوك لها، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لها كَعابر فـي سُوقها كثـيرة، ولها وُرَيْدٌ ضعيف جدا يَجْرُسُه النـحل، ونَوْرَتُها بـيضاء، ورأس ورقه قبـيح جدا. فالشيطان هنا نوع من النبات.
تطلق العرب أيضا على "الإِعصار": أَبا زَوْبَعةَ، ويقال فـيه شيطان مارد، وزَوْبَعةُ: اسم شيطان مارد، أو رئيس من رؤساء الـجن، ومنه سمي الإِعصار زوبعة، ويقال أيضا أُمّ زَوْبَعة.
يعني الشيطان كذلك الخبث والكفر والرجس والفساد والشر، فقد جاء في صحيح البخاري، باب ما يقول عند الخلاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وفـي حديث أَنس: أَنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم ، كان إِذا أَراد الـخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الـخُبْثِ والـخَبائِث؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول اللَّه: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ: مُـحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والـحُشُوش: مواضعُ الغائط. والـخُبْثُ الكُفْرُ والشَّرَّ. قال ابن الأَثـير فـي تفسير الـحديث: الـخُبُثُ، بضم الباء: جمع الـخَبِـيث، و الـخَبائثُ: جمع الـخَبِـيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم.
يتضح من مجموع هذه التعاريف أن كلمة "شيطان"، لغويا، تضم عدة معاني: فهي تعني كل ما بعد عن الصحيح، كما تعني كل عات من الجن، أو الإنس، أو الدواب، وهي إلى هذا تشير إلى نوع من الحيات، ونوع من النبات أيضا، وقد تكون كلبا، أو ثعبانا، أو جملا، وقد تعني كل قبيح فاسد، أوكل متمرد على الطبيعة الفطرية، كما أن كل خبيث مخبث، وكل فاسق، وكل شيء مدمر كالإعصار، وكل مغير للنعم، وكل شر، وكل شيء مذموم فيه فحش إلا وفيه شيء من الشيطان، وقد يحتمل المعنى الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الكفر أو الفتنة.
والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان.
حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز...

يحي غوردو
03/07/2007, 06:44 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

يقول تعالى في سورة النساء:

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59)أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا(60)



القول الفصل في أن كلمة شيطان تطلق على الإنس والجن

قلتم سيد منذر:

1- "أما تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن، وتأويلاتك هذه لا تصح بوجه من الوجوه لأنك تعتمد فيها على فهمك البشري الشاذ المخالف للغة والشرع، وهما مادة كل تفسير.... "
ثم أضفتم أستاذ منذر:
"...أما الفهم البشري والتصور الشخصي فهو ما تقوم به أنت من مخالفة وخروج على إجماع علماء الأمة، فهل يمكنك أن تقول لي أي عالم من علماء المسلمين قال بما تقول؟"

إجابة على هذه الاتهامات الجائرة التي لا تنبني على علم والتي توضح بؤس وقلة بضاعة قائلها وجهله بنصوص القرآن الكريم وبالأحاديث الشريفة وبالتفاسير وبمفهوم اللغة العربية أيضا:

الدليل الأول من أن القرآن الكريم والذي يثبت وجود قسمين من الشياطين:
1- شياطين الإنس
2- شياطين الجن

يقول تعالى في محكم تنزيله:وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن (الأنعام/112)،
لا أدري كيف تدعي أنك اطلعت على التفاسير: الآية صريحة وواضحة وضوح الشمس هناك شياطين الإنس وشياطين الجن
وإليك قول المفسرين:
(تفسير السعدي) يقول تعالى ـ مسليا الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وكما جعلنا لك أعداء يردون دعوتك، ويحاربونك، ويحسدونك، فهذه سنتنا، أن نجعل لكل نبي نرسله إلى الخلق، أعداء، من شياطين الإنس والجن ، يقومون بضد ما جاءت به الرسل .

(تفسير القرطبي) قوله تعالى: "وكذلك جعلنا لكل نبي" يعزي نبيه ويسليه، أي كما ابتليناك بهؤلاء القوم فكذلك جعلنا لكل نبي قبلك. "عدوا" أي أعداء.
ثم نعتهم فقال "شياطين الإنس والجن"... جعلنا شياطين الإنس والجن عدوا. وقرأ الأعمش: "شياطين الجن والإنس" بتقديم الجن. والمعنى واحد

(تفسير ابن كثير) قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً}، وكما قال الإمام أحمد عن أبي ذر قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟" قلت: لا، قال: "قم فصل"، قال: فقمت فصليت، ثم جلست فقال: "يا أبا ذر تعوذ باللّه من شر شياطين الإنس والجن". قال، فقلت: يارسول اللّه وللإنس شياطين؟ قال: "نعم" (أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه بلفظ أطول)....
قال عبد الرزاق عن قتادة في قوله {شياطين الإنس والجن}
قال: من الجن شياطين، ومن الإنس شياطين...

(تفسير الجلالين) (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً) كما جعلنا هؤلاء أعداءك ويبدل منه (شياطين) مردة الإنس والجن....

ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل لكل نبي عدواً، وبين هنا أن أعداء الأنبياء هم شياطين الإنس والجن،
وصرح في موضع آخر أن أعداء الأنبياء من المجرمين، وهو قوله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ} فدل ذلك على أن المراد بالمجرمين شياطين الإنس والجن
وذكر في هذه الآية أن من الإنس شياطين، وصرح بذلك في قوله {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَـٰطِينِهِمْ قَالُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ} . وقد جاء الخبر بذلك مرفوعاً من حديث أبي ذر عند الإمام أحمد وغيره
والعرب تسمي كل متمرد شيطاناً سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما، وفي الحديث «الكَلب الأَسْوَد شَيْطَان»: وقوله، شياطين بدل من قوله: {عَدُوّا}، أو مفعول أول {جَعَلْنَا}،
والثاني {عَدُوّا} أي جعلنا شياطين الإنس والجن عدواً. (تفسير الشنقيطي)


دليلنا الثاني على أن كلمة شيطان قد تطلق على الإنس:
" وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون "
هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم [ وذلك ] أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم
فإذا خلوا إلى شياطينهم - أي : رؤسائهم وكبرائهم في الشر ...(تفسير السعدي)

الشياطين جمع شيطان على التكسير، وقد تقدم القول في اشتقاقه ومعناه في الاستعاذة. واختلف المفسرون في المراد بالشياطين هنا، فقال ابن عباس والسدي: هم رؤساء الكفر. وقال الكلبي: هم شياطين الجن.
وقال جمع من المفسرين: هم الكهان. ولفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الإيمان والخير يعم جميع من ذكر. والله أعلم. (تفسير القرطبي)

{وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني إذا انصرفوا وخلصوا إلى شياطينهم، ...
وشياطينهم سادتهم وكبراؤهم، ورؤساؤهم من أحبار اليهود، ورؤوس المشركين والمنافقين،
قال السُّدي عن ابن مسعود {وإذا خلوا إلى شياطينهم} يعني رؤساءهم في الكفر، وقال ابن عباس: هم أصحابهم من اليهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،
وقال مجاهد: أصحابهم من المنافقين والمشركين،
وقال قتادة: رؤوسهم وقادتهم في الشرك والشر (وهو قول أبي العالية والسُّدي والربيع بن أنَس وغيرهم)،
قال ابن جرير: وشياطين كل شيء مردته، ويكون الشيطان من الإنس والجن كما قال تعالى: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً} (تفسير ابن كثير)

وفي الحديث أيضا: ... يا أبا ذر، هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس؟ قال قلت:لا، يا رسول الله، وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم، هم شر من شياطين الجن"

أما الأحاديث الأخرى التي تدل على أنه يمكن إطلاق كلمة شيطان على الإنس فقد سبق وأن ذكرناها

يقول ابن حجر في فتح الباري: وإطلاق الشيطان على المارد من الإنس سائغ شائع وقد جاء في القرآن قوله تعالى شياطين الإنس والجن
وقال بن بطال في هذا الحديث جواز إطلاق لفظ الشيطان على من يفتن في الدين وأن الحكم للمعاني دون الأسماء لاستحالة أن يصير المار شيطانا بمجرد مروره انتهى وهو مبني على أن لفظ الشيطان يطلق حقيقة على الجن ومجازا على الإنسي

ويضيف ابن حجر في مكان آخر: قوله من كل شيطان يدخل تحته شياطين الإنس والجن.


عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه قال أبو حاتم اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبة من أن يتعقبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاص
والعاصى يجوز أن يقال له شيطان وإن كان من أولاد آدم قال الله تعالى: شياطين الإنس والجن. فسمي العصاة منهما شياطين واطلاقه صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على الحمامة للمجاورة ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها (صحيح ابن حبان)

وقد أفرد النسائي في سننه بابا سماه: الاستعاذة من شر شياطين الإنس ذكر فيه:
عن أبي ذر قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فجئت فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أوللإنس شياطين؟ قال: نعم.

وفي صحيح ابن خزيمة:
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله فإنما هو شيطان أي فإنما هو شيطان مع الذي يريد المرور بين يديه لا أن المار من بني آدم شيطان وإن كان اسم الشيطان قد يقع على عصاة بني آدم قال الله عز وجل شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا


ماذا تقول لنا اللغة العربية عن كلمة شيطان
كلمة "شيطان" بالمفرد وردت في القرآن الكريم أكثر من سبعين مرة
(يمكن الرجوع مباشرة إلى القرآن الكريم، أو إلى فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.) ، وبالجمع (شياطين) وردت سبعة عشر مرة، كما وردت الكلمتان في الأحاديث وأشعار العرب،
وهي تعني لغة: كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب، والشيطان من شاط يشط إذا هلك واحترق، وهو مشتق من البعد عن الحق، وشطن إذا بعد عن الخير، وشطنت داره أي بعدت.
قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً

وحكى سيبويه أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا يبين أنه تفعيل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، والشيطاني، هو الذي يدعو إلى مخالفة الحق.


الشيطان قد يعني الكلب الأسود الشرير، أو الإبل الصعبة المراس، كما قد يعني الحمار مجازا: يحكى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ركب برذونا فجعل يتبختر به، فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال: ما قلتوني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي.


قال تعالـى: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ(الصافات/64-65). ورد في لسان العرب أن للشياطين، في هذه الآية، ثلاثة معاني: أَحدها أَن طلعها يشبه، فـي قبحه، رؤوس الشياطين لأَنها موصوفة بالقُبْحِ، وإِن كانت غير مشاهَدة، فـيقال كأَنه رأْس شيطان إِذا كان قبـيحاً، فالشيطان قد يعني الشيء القبيح، والثانـي أَن الشياطين ضرب من الـحيات، قبـيحة الوجه، يسمى الواحد منها "ذو العُرْف"، والعرب تسمي الحية شيطانا. قال الشاعر يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه  تعمج شيطان بدي خروع قفر.
والشيطان هنا نوع من الحيات، وقد يعني الناقة، فالإبل تشبه الشياطين في صعوبتها وصولتها.
المعنى الثالث يشير إلى نبات قبـيح يسمى فعلا "رؤوس الشياطين"؛ قال أَبو حنـيفة أَخبرنـي أعرابـي من أزد السَّراة قال: الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق مُدَوَّرَتُها، لا شوك لها، ذَفِرَةٌ مُرَّة، لها كَعابر فـي سُوقها كثـيرة، ولها وُرَيْدٌ ضعيف جدا يَجْرُسُه النـحل، ونَوْرَتُها بـيضاء، ورأس ورقه قبـيح جدا. فالشيطان هنا نوع من النبات.
تطلق العرب أيضا على "الإِعصار": أَبا زَوْبَعةَ، ويقال فـيه شيطان مارد، وزَوْبَعةُ: اسم شيطان مارد، أو رئيس من رؤساء الـجن، ومنه سمي الإِعصار زوبعة، ويقال أيضا أُمّ زَوْبَعة.
يعني الشيطان كذلك الخبث والكفر والرجس والفساد والشر، فقد جاء في صحيح البخاري، باب ما يقول عند الخلاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. وفـي حديث أَنس: أَنَّ النبـي صلى الله عليه وسلم ، كان إِذا أَراد الـخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الـخُبْثِ والـخَبائِث؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول اللَّه: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ: مُـحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها وإِناثُها. والـحُشُوش: مواضعُ الغائط. والـخُبْثُ الكُفْرُ والشَّرَّ. قال ابن الأَثـير فـي تفسير الـحديث: الـخُبُثُ، بضم الباء: جمع الـخَبِـيث، و الـخَبائثُ: جمع الـخَبِـيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم.
يتضح من مجموع هذه التعاريف أن كلمة "شيطان"، لغويا، تضم عدة معاني: فهي تعني كل ما بعد عن الصحيح، كما تعني كل عات من الجن، أو الإنس، أو الدواب، وهي إلى هذا تشير إلى نوع من الحيات، ونوع من النبات أيضا، وقد تكون كلبا، أو ثعبانا، أو جملا، وقد تعني كل قبيح فاسد، أوكل متمرد على الطبيعة الفطرية، كما أن كل خبيث مخبث، وكل فاسق، وكل شيء مدمر كالإعصار، وكل مغير للنعم، وكل شر، وكل شيء مذموم فيه فحش إلا وفيه شيء من الشيطان، وقد يحتمل المعنى الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الكفر أو الفتنة.
والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان.
حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز...

منذر أبو هواش
04/07/2007, 01:30 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيمتكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة
أستعيذ وأعوذ وألوذ بالله العلي العظيم من الشيطان اللعين الرجيم، وأكرر دعوتي إليك من أجل أن تتوب إلى الله تعالى، وأكرر تحذيري لك من سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، سواء عليك أكنت من الإنس أم كنت من الشياطين.

أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 112)

الهدف من كلمة شياطين هنا هو الإشارة إلى أن أعداء الأنبياء من الإنس والجن ذوي طبائع شيطانية، وليس الهدف منها تقسيم الشياطين إلى إنس وجن، وذلك لأنه من المعروف أن الإنس مخلوقات مادية بينما الشياطين والجن مخلوقات نارية قال سبحانه وتعالى: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15).، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من مارج من نار" "من لهب النار"وعنه أيضاً "من خالص النار"، ويذهب سيد قطب إلى أن المراد بالمارج "المشتعل المتحرك كألسنة النار مع الرياح"، ويقول سبحانه وتعالى كذلك على لسان إبليس ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (الأعراق 12)، وهذا كما قلت (واضح وضوح الشمس).

الإنس لهم عالمهم الأرضي الدنيوي الذي تحكمه القوانين والنواميس الأرضية التي وضعها سبحانه وتعالى، لكن ليس في مقدور الإنس النفاذ إلى عالم الجن، ورؤيتهم في عالمهم الذي تحكمه بلا شك قوانين ونواميس أخرى مختلفة.

غير أن الثابت من المعلومات التي بلغنا بها الرسل أن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الجن، إذ ثبت إن للجن القدرة على النفاذ إلى عالمنا، وأن لديهم القدرة على الظهور لنا، والتصرف في عالمنا بمختلف الصور والأشكال التي قد تخطر على بال بشر، وهذه القدرات الهائلة العظيمة الخارقة للطبيعة لا يجوز ولا ينبغي تفسيرها وتبريرها بالقوانين وبالموازين الدنيوية الأرضية، ولا يمكن ذلك ولا يصح.

ورغم كل ما تدعيه من باطل، فقد اعترفت في النهاية قائلا: "والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان. حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز..."

ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

منذر أبو هواش

:fight:

منذر أبو هواش
04/07/2007, 01:30 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيمتكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة
أستعيذ وأعوذ وألوذ بالله العلي العظيم من الشيطان اللعين الرجيم، وأكرر دعوتي إليك من أجل أن تتوب إلى الله تعالى، وأكرر تحذيري لك من سوء الخاتمة، وخسران الدنيا قبل الآخرة، سواء عليك أكنت من الإنس أم كنت من الشياطين.

أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام 112)

الهدف من كلمة شياطين هنا هو الإشارة إلى أن أعداء الأنبياء من الإنس والجن ذوي طبائع شيطانية، وليس الهدف منها تقسيم الشياطين إلى إنس وجن، وذلك لأنه من المعروف أن الإنس مخلوقات مادية بينما الشياطين والجن مخلوقات نارية قال سبحانه وتعالى: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15).، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من مارج من نار" "من لهب النار"وعنه أيضاً "من خالص النار"، ويذهب سيد قطب إلى أن المراد بالمارج "المشتعل المتحرك كألسنة النار مع الرياح"، ويقول سبحانه وتعالى كذلك على لسان إبليس ﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (الأعراق 12)، وهذا كما قلت (واضح وضوح الشمس).

الإنس لهم عالمهم الأرضي الدنيوي الذي تحكمه القوانين والنواميس الأرضية التي وضعها سبحانه وتعالى، لكن ليس في مقدور الإنس النفاذ إلى عالم الجن، ورؤيتهم في عالمهم الذي تحكمه بلا شك قوانين ونواميس أخرى مختلفة.

غير أن الثابت من المعلومات التي بلغنا بها الرسل أن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى الجن، إذ ثبت إن للجن القدرة على النفاذ إلى عالمنا، وأن لديهم القدرة على الظهور لنا، والتصرف في عالمنا بمختلف الصور والأشكال التي قد تخطر على بال بشر، وهذه القدرات الهائلة العظيمة الخارقة للطبيعة لا يجوز ولا ينبغي تفسيرها وتبريرها بالقوانين وبالموازين الدنيوية الأرضية، ولا يمكن ذلك ولا يصح.

ورغم كل ما تدعيه من باطل، فقد اعترفت في النهاية قائلا: "والحصيلة أن كلمة "شيطان" صفة أطلقت أصلا على إبليس عندما تمرد على أوامر ربه، لكنها أصبحت تطلق على كل من سار على منواله، وبهذا فكل متمرد من جن أو إنس أو حيوان هو شيطان. حينما نقرأ إذن كلمة "شيطان" يجب علينا أن نفهمها حسب السياق الذي وردت فيه، ونستحضر كل المعاني الممكنة والمناسبة للمقال والمقام، فالخطأ الذي يرتكبه معظم الناس هو اختزال معنى الشيطان في مفهوم واحد، فيلتبس الأمر ويذهب المعنى وتختفي الحقيقة. فكلمة "شيطان" قد تكون على الحقيقة وقد تكون على المجاز..."

ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

منذر أبو هواش

:fight:

يحي غوردو
04/07/2007, 06:17 PM
السلام على من اتبع الهدى

أما بعد
أشكرك مجددا على اتهاماتك لي
لكنك لا زلت تتهرب من الأجوبة رغم أنني جمعت لك أقوال المفسرين

قلت: "أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا. "

1- أنا لم أقل أبدا أنني أنكر أن الجن مخلوقات نارية وأتحداك أن تثبت هذا الادعاء

قلت: "الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا"

التشكل كلام فى كلام ليست هناك أية واحدة تأكد تشكل الجن الحديث الوحيد الصحيح الذي لديكم هو لأبي هريرة رضي الله عنه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل: (ا يأبا هريرة إنه الشيطان تمثل لك فى صورة أدمى
قال له إنه شيطان ولا يحق لنا أن نزيد من عندنا من قال بالتشكل هو إبن تيمية رحمه الله وهو اجتهاد منه قد يصيب وقد يخطئ والراجح عندنا أنه أخطأ وله أجره

أما أنتم "قوم تبع" تنقلون ما قيل دون تفكير وليس لديكم دليل : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين




قلت:"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ..."
هذا كذب على آيات القرآن وليس هناك دليل واحد لا من الحديث ولا من القرآن على أن الآيات تحرق المخلوقات

قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
"... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."

بالله عليكم:
كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل إن المسكين مريض لا حول له ولا قوة فبدل من أن تعالجوه أنتم تقيمون عليه الحد وتدعون أنه لا يحس ولا يتأثر.
هل ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المسلمين وهل فعل ذلك صحابته رضوان الله عليهم؟
هذه بدعة ابتدعتموها ليس لكم عليها دليل لا من القرآن ولا من السنة المطهرة.
اتقوا الله وتبوا إليه وتراجعوا عن مثل هذه الأقوال التي تتحملون وزرها ووزر من عمل بها واعلموا أنكم محاسبون على كل كلمة تتفوهون بها ... وعلى كل ضربة تضربون بها عبدا من عباد الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

لقد فارقتم الدليل، واتبعتم أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل.


ابحثوا عن كيفية تغير فكر المجتمع من االايمان بتشكل الجن دون دليل



سوف أطرح عليك أسئلة محددة لكي لا نشتت الموضوع وأريد منك إجابات محددة:

1- التشكل نريد أية واحدة ؟
القرآن ستون حزب أعطونى أية فيها الشيطان يتشكل



2- أسألك هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة ما؟

:good:



-------------------------------------
هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين.

يحي غوردو
04/07/2007, 06:17 PM
السلام على من اتبع الهدى

أما بعد
أشكرك مجددا على اتهاماتك لي
لكنك لا زلت تتهرب من الأجوبة رغم أنني جمعت لك أقوال المفسرين

قلت: "أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا. "

1- أنا لم أقل أبدا أنني أنكر أن الجن مخلوقات نارية وأتحداك أن تثبت هذا الادعاء

قلت: "الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا"

التشكل كلام فى كلام ليست هناك أية واحدة تأكد تشكل الجن الحديث الوحيد الصحيح الذي لديكم هو لأبي هريرة رضي الله عنه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل: (ا يأبا هريرة إنه الشيطان تمثل لك فى صورة أدمى
قال له إنه شيطان ولا يحق لنا أن نزيد من عندنا من قال بالتشكل هو إبن تيمية رحمه الله وهو اجتهاد منه قد يصيب وقد يخطئ والراجح عندنا أنه أخطأ وله أجره

أما أنتم "قوم تبع" تنقلون ما قيل دون تفكير وليس لديكم دليل : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين




قلت:"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ..."
هذا كذب على آيات القرآن وليس هناك دليل واحد لا من الحديث ولا من القرآن على أن الآيات تحرق المخلوقات

قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
"... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."

بالله عليكم:
كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل إن المسكين مريض لا حول له ولا قوة فبدل من أن تعالجوه أنتم تقيمون عليه الحد وتدعون أنه لا يحس ولا يتأثر.
هل ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المسلمين وهل فعل ذلك صحابته رضوان الله عليهم؟
هذه بدعة ابتدعتموها ليس لكم عليها دليل لا من القرآن ولا من السنة المطهرة.
اتقوا الله وتبوا إليه وتراجعوا عن مثل هذه الأقوال التي تتحملون وزرها ووزر من عمل بها واعلموا أنكم محاسبون على كل كلمة تتفوهون بها ... وعلى كل ضربة تضربون بها عبدا من عباد الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

لقد فارقتم الدليل، واتبعتم أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرًا وضلوا عن سواء السبيل.


ابحثوا عن كيفية تغير فكر المجتمع من االايمان بتشكل الجن دون دليل



سوف أطرح عليك أسئلة محددة لكي لا نشتت الموضوع وأريد منك إجابات محددة:

1- التشكل نريد أية واحدة ؟
القرآن ستون حزب أعطونى أية فيها الشيطان يتشكل



2- أسألك هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة ما؟

:good:



-------------------------------------
هذا ما تيسر جمعه فما أصبت فيه فمن فضل الله عز وجل وتوفيقه وله الحمد والشكر ، وما أخطأت فيه فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله العلي العظيم ، وأسال الله أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ، والحمد لله رب العالمين.

منذر أبو هواش
04/07/2007, 09:53 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيمتكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة

أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

منذر أبو هواش

:fight:

وهنا ينتهي الحوار ... :good:

:fight:

منذر أبو هواش
04/07/2007, 09:53 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيمتكلف الخلط بين مخلوقات عالم الإنس
ومخلوقات عالم الجن بدعة وضلالة

أنت تعترف بوجود الجن والشياطين، ولكنك تخالف ما ورد في صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين من أن الجن والشياطين مخلوقات نارية، وتتكلف في تفسير قدراتها وطبيعتها التي نجهل نحن البشر معظمها، من أجل أن تنسب إليها أو إلى قسم منها الطبيعة المادية زورا وبهتانا.

رب العالمين خلق العالمين، فخلق عالم الإنس، وخلق عالم الجن، ورغم أن الشياطين (الحقيقيين) يندرجون ضمن عالم الجن، إلا أنك خلطت الحقيقة بالمجاز، وخلطت التفاسير، وانتقيت منها ما راق لك، وحرفت ولويت معاني الآيات والأحاديث على حسب فهمك، ثم ابتدعت عالما جديدا للشياطين وقسمت هذا العالم على هواك إلى جن وإنس وغير ذلك من المخلوقات المادية التي تخضع بشكل كلي إلى القوانين والموازين الدنيوية الأرضية.

المشكلة الحقيقية تكمن في افتراضاتك، وفي استنتاجاتك، وفي منطقك، وفي فهمك للأمور، فأنت تدير ظهرك لكل الآيات التي تدل على الطبيعة النارية للجن والشياطين وتقول: "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ... ما هذا المنطق ...؟ وما هذا الهراء ...؟

أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...! ثم تستمر في ضلالك وخيالك وتكلفك ...! وتعمل تحريفا في معاني الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية.

ليست غايتي أن أدخل معك في نقاش عقيم حول الجن والشياطين ومواصفاتها وتفاصيلها، لكن غايتي هي فقط أن أسجل اعتراضي على ادعائك تكلفا وزورا بأن الجن والشياطين في الواقع وفي الحقيقة يمكن أن تكون مخلوقات مادية خلافا لما هو ثابت لكل من ألقى السمع وهو شهيد. فلا تحاول أن تجرني إلى حوارات جانبية حول تفاصيل وموضوعات أخرى لمجرد الدعاية إلى بدعتك وضلالتك.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

منذر أبو هواش

:fight:

وهنا ينتهي الحوار ... :good:

:fight:

يحي غوردو
05/07/2007, 06:19 PM
السلام على من اتبع الهدى

أسأل الله أن ينير عقولكم ويهديكم إلى الطريق المستقيم


لا تتهرب يا أبا هواش.............................................. ........

اعترف أنك لم (ولن) تجد الدليل على تشكل الجن بصور الإنس ولا حتى بصور الحيوانات
(التشكل لا يوجد إلا في أذهانكم وفي عقول أطفالكم الذين تشبعوا بنظرية البوكيمون "Pokey-mon")
واعترف بالهزيمة فالاعتراف من شيم الكبار



1- التشكل نريد أية واحدة ؟
القرآن ستون حزب أعطني أية واحدة فيها الشيطان يتشكل



2- هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة إنسان أو حيوان أو نملة أو زهرة...؟ هات دليلك ولا تكن من قوم "تبع"

:tired:

منذر أبو هواش
05/07/2007, 07:34 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن أولياءه الملاعين ...

أما بعد،

شياطين الإنس من عالم الإنس، وشياطين الجن من عالم الجن، وأنت تصر على جعلهم من عالم واحد جديد اسمه (عالم الشياطين) فأنى لك ذلك ...!

الجراثيم والميكروبات ... مخلوفات مادية ... تتكاثر .... وتتطفل ... وتموت ... وليست جنا ولا شياطين كما تدعي ... وتخالف ... وتفتري ...

أنا هنا لكي أرد على افتراءاتك ... ولكي أنبه الناس إلى مغالطاتك ... ولست تلميذا عندك لكي أجيب على أسئلتك وامتحاناتك ...

أنا لم أدخل هنا بأية ادعاءات أو نظريات ... أنت صاحب النظريات ... أنت من خلط الحقيقة بالمجاز ... وأنت من خلط التفاسير ... وأنت من حرف الآيات والأحاديث ولوى معانيها (ليّا) على حسب فهمه ... أنت خبير الجن والشياطين هنا ... أنت المخترع ... وأنت المبتدع ... وأنت صاحب البدع والضلالات ...

أنت من قال: : "إذا كان الجن لا يمكن رؤيتهم ... فإن كل ما لا يمكن رؤيته هو من الجن، حتى ولو كان ذا طبيعة مادية" ولست أنا قائل هذا الكلام ...

أنت من نشر هذه الترهات على هذه المنتديات وعلى غيرها ولست أنا ... ومع أن أحدا من الناس لم يؤيدك ... إلا أنه يبدو أنك تستمتع بهذا الأمر ... هذا شأنك ... لقد قمت أنا بواجبي نحوك ... ولست ملزما بتنفيذ طلباتك ... أو بالسير حسب توجيهاتك ومخططاتك ...

لن نهرب ولن نتهرب ولن نرضخ لمهووس مغرور بنفسه ... نحن واقفون ثابتون على الثغور هنا ... ولن نسمح بمرور أي مرجف طاعن ... حتى ولو كان من الجن الشياطين ...

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

منذر أبو هواش

:don't:

يحي غوردو
05/07/2007, 10:46 PM
السلام على من اتبع الهدى
باسم الله الرحمان الرحيم

لا تغضب يا أستاذ منذر

يا من ثارت ثائرته وتشنجت أعصابه
يا من فقد السيطرة على قوله وفعله

الغضب سلوك يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وتربيته السامية التي جاءت لتربية الإنسان على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال ، وحثه على احتمال الآخرين وكف الأذى عنهم ومحاولة كظم الغيظ والعفو عند المقدرة ؛
يا من دعاك الشيطان إلى الانتقام ممن أغضبك باتهامه بالالحاد والهوس والشيطنة والكفر والعياذ بالله.... تَذكَّر ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الشديد بالصُّرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) أخرجه البخاري .
وعليك محاولة رد الغضب والتحكم في أقوالك وأفعالك حتى لا تخطئ في حق غيرك أو تتلفظ بلفظٍ لا يليق بك .

وأعلم أن من ملك نفسه عند الغضب كان أقوى إرادة وأكثر قدرةً على ضبط أعصابه وانفعالاته .

اعلم أن في ترك الغضب عصمة للإنسان من كيد الشيطان ومكره . ولذلك روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني , قال ((لا تغضب )). فردد مراراً قال : ((لا تغضب)) رواه البخاري .


وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ )) رواه أحمد وأبو داود .

توضأ يا أبا منذر قبل أن تجيب


قلت "أنا هنا لكي أرد على افتراءاتك ... ولكي أنبه الناس من مغالطاتك ... ولست تلميذا عندك لكي أجيب على أسئلتك وامتحاناتك ..."

اعتبرني أنا تليمذ من تلاميذك تلميذ غبي لا يفهم تلميذ من أجهل التلاميذ
أنا لا أتكبر ولا أستحي من طلب العلم خاصة إذا كان علما يخص الدين والشرع لكن أريدك أن تجيب يا أستاذ منذر:


1- التشكل نريد أية واحدة ؟
القرآن ستون حزب أعطني أية واحدة فيها الشيطان يتشكل



2- هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة إنسان أو حيوان أو نملة أو زهرة...؟ هات دليلك ولا تكن من قوم "تبع"


3- هل تشكل جني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد وصلى مع الناس (أو أي مكان آخر) وأخبرهم رسول الله أنه كذلك؟
وهل وقع مثل هذا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم؟



(الجن لم يتشكل إلا في عهد ابن تيمية رحمه الله وأدخله فسيح جنانه)



أستاذ منذر: أرجو من الله أن يمد في عمرك ويعطيك الصحة والعافية وأنا ممن يحبك في الله لكنني لا أتفق معك في كثير مما تقول...


تحتي ومحبتي

:student:

منذر أبو هواش
06/07/2007, 01:11 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن أولياءه الملاعين ...

أما بعد،

ما شاء الله ... ها أنت الآن تلقي علينا محاضرة في الغضب ... وها أنت تقول لي: لا تغضب ... وها أنت تخلط الأمور ثانية كعادتك من أجل قلب الحقائق ... لقد سويت بين شباطين الإنس وشياطين الجن ... والآن أنت تسوي بين الغضب لله والغضب لغير الله ... وأنت تعمم وتقول أن الغضب سلوك يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي ... فهل يتنافى الغضب لله مع تعاليم دين الله ...؟

أراك وأنت تسير على خطى أعداء الدين في إثارة الشبهات عامدا متعمدا حول تناقض القرآن الكريم مع الحديث الصحيح ... وتريدني ألا أغضب ... وأراك تحاور وتداور وتدافع بحماس شديد عن شبهة حاولت أنت إثارتها في هذا الصدد ... وتريدني ألا أغضب ...!!!

تقول: اعتبرني أنا تليمذ من تلاميذك تلميذ غبي لا يفهم تلميذ من أجهل التلاميذ ... وتقول: أنا لا أتكبر ولا أستحي من طلب العلم خاصة إذا كان علما يخص الدين والشرع ... لقد علمت من كلامك أنك قد جمعت أفكارك المحدثة حول الجن والشياطين وأنك قمت بنشرها ... وأنك تقوم بنشر فصول منها هنا وهناك على منتديات الانترنت ... فعل عرضت عملك هذا على أستاذ قبل أن تنشره أيها التلميذ ...؟ أم أن العلماء انقطعوا عندكم فلم تعد تشعر بالحاجة إلى ذلك ...؟

أراك تدخل على المنتديات هنا وهناك ... وتلقي بأسئلتك الغريبة على كل من هب ودب ... فهل هذه هي الطريقة المثلى لتحصيل العلم أيها التلميذ ... أم أنها مجرد وساوس شيطانية ... وشبهات لا تريد من ورائها إلا إثارة البلبلة بين المسلمين العاديين ..؟ لماذا لا توجه أسألتك إلى العلماء المتخصصين في بلدك ...؟ أو إلى العلماء المتخصصين المتفرغين لمثل هذه الأمور ... وأرقام هواتفهم موجودة معلنة على الانترنت ...؟

هناك أخطاء في نظريتك ... وفي طرحك ... وفي أسلوبك ... هذا إذا افترضنا حسن نيتك ...!

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

منذر أبو هواش

.......

سعيد نويضي
06/07/2007, 01:37 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام على من اتبع الهدى و خشي الرحمان بالغيب و قال إنني من المسلمين
السلام على الأستاذان الجليلان...نفعنا الله بعلمهما...و هدانا و إياهم إلى القول الحق...
قرأت بتأني ما دار بينكما من حوار شيق...ثري بكل المواصفات...بالحجة و الدليل من كل جانب...و دفعني فضلولي أن أدلي بملاحظة بسيطة بدت لي اللحظة...و ليس أن أدلي بدلوي بين فقهاء لهم من العلم ما لا أملك منه إلا الشيء القليل...جزاكم الله خير الجزاء...ملاحظتي بسيطة تتجلى في قول الأستاذ منذر...أن الجن مخلوقات من نار...قال الله عز و جل: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15). هنا أطرح سؤال أليست النار مادة؟ ألا يمكن اعتبار النار مادة تتوفر في مكوناتها على عناصر تدخل بحكم تكوينها من عناصر المادة...كما أن الطين مادة لها عناصرها التي تتكون منها...فتجد من العناصر ما هو مشترك و ما هو مختلف من بين العديد من المواد الموجودة في الحياة...
أستغفر الله لي و لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

منذر أبو هواش
06/07/2007, 04:00 PM
الوسواس والخلط الشيطاني بين الأرضي والسماوي ...
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الأستاذ سعد السعدني أم سعد السعداني أم يحيى غوردو ... لا يهم ...

أعتذر سلفا عن هذه البداية لأن هذا الأسلوب وهذا المنهج وهذا السؤال يذكرني بشدة بأسلوب وبمنهج وبأسئلة الكاتب الأصلي لهذا المنتدى ... علما بأن تأكيد أو نفي هذا الأمر ممكن للمشرفين من خلال تتبع مصادر المداخلات ...

قال تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا (الإسراء 36)

قال العلماء في تفسير هذه الآية: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم.

فلو أنك سألت عن مسألة دنيوية لهان الأمر، لكن مسألة الجن وطبيعة الجن من المسائل الصعبة، والمعقدة والمربكة لأنها ليست مسألة دنيوية خالصة، بل هي في الجانب الأعظم منها مسألة غيبية، مسألة تتعلق بأمور غيبية قد يصعب تخيلها أو استيعابها، كما أنها لذلك مسألة تتعلق بقوانين غيبية غير دنيوية، حيث المكان غير المكان، والزمان غير الزمان. لذلك علينا أن نحاول فهم هذه المسألة من هذا المنطلق، وعلينا أن نتقبل الحقائق النسبية كما هي، وإن كانت تبدو لنا غريبة أو غير منطقية، وذلك لأن أمور عالم الغيب لا تقاس بموازين عالم الدنيا. لذلك فاعلم وتذكر حين يستعصي عليك الفهم أن الله قادر لا يعجزه شيء، وأن أمره بين (الكاف) و(النون)، وأنه إذا قضى أمرا فإنما يقول له "كن فيكون".

خلافنا الرئيسي القائم في هذا الحوار هو خلاف يتعلق بعدم جواز الخلط (الشيطاني) بين ما هو سماوي أخروي وبين ما هو دنيوي أرضي، والمادة وأشكالها الدنيوية شأن دنيوي أرضي، وليست لدينا معلومات كافية عن العوالم الأخرى سوى ما بلغنا به الرسل، وغير التصورات التي توصل إليها بعض العلماء بعد اكتشاف النظرية النسبية. تقول: قال الله عز و جل: وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (الرحمن 15)، ثم تتساءل: أليست النار مادة؟، وأنا أسألك بدوري: "هل رأيت وخبرت نار الآخرة لكي تفترض أنها مثل نار الدنيا في الطبيعة، لكي تقول بالتالي أنها شكل آخر من أشكال المادة كما يقول علماء الفيزياء!"

لقد أخبرنا الرسل صلوات الله عليهم عن أشياء غيبية كثيرة، لكنهم أخبرونا عنها بلسان الدنيا، وبمصطلحات الدنيا مجازا واستعارة وتقريبا، والإنسان مخلوق من العالم الدنيوي لا طاقة له بتصور الأمور في العوالم الأخرى إلا مجازا واستعارة وتقريبا وضربا للأمثال، فجنات الآخرة يستعار عنها بجنات الدنيا، ونار الآخرة يستعار عنها بنار الدنيا، وخمر الآخرة يستعار عنه بخمر الدنيا، ولبن وعسل الآخرة يستعار عنهما بلبن وعسل الدنيا، وليست الجنة كالجنة، وليست النار كالنار، وليست الخمر كالخمر، وليس اللبن كاللبن، وليس العسل كالعسل.

قال تعالى في الآية 15 من سورة محمد: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) فقد ورد في وصف الجنة، أنهار من ماء غير منتن (وهو غير ماء الأرض الذي ينتن)، وأنهار من حليب في غاية البياض والحلاوة (وهو غير الحليب الأرضي الذي يخرج من ضروع الماشية)، وأنهار من خمر الجنة الحسن اللون والطعم والرائحة والتأثير والخالي أيضا من الكحول (وهي غير الخمر الأرضية الكريهة الرائحة والمشبوهة المنشأ)، وكذلك الأمر بالنسبة لكل الآيات الأخرى المتعلقة بوصف الجنة وشرابها الطهور، ورحيقها المختوم.

فالعوالم السماوية عوالم أخرى غير عالمنا، وليس فيها من أرضنا ولا من كوننا شيء، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، وما لم يخطر على قلب بشر، وإنما يضرب الله الأمثال للناس من أجل أن يفهموا ويستوعبوا هذه الأمور السماوية الغريبة عنهم، من أجل أن تذهب حيرتهم، أذهب الله حيرتك، وهداك، وأبقاك في خير.

منذر أبو هواش

.......

أمير جبار الساعدي
06/07/2007, 05:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستميحكم عذرا سادتي الأفاضل وأعني كل من الأستاذ يحيى ومنذر ،لماذا كل هذا التشدد بالرأي فواحد يرمي بالسلام على كل من أتبع الهدى واخرى يرجم بالضلالة ويرجو الهدى والأكيد أن كلاكما يشهد بالشهادتين ويطلب العفو والرضا من الله وهذا وحده يجعلنا على طريق واحد وإيمان واحد وهذا بداية كل أمر حتى نصل الى المشتركات بيننا فالكل يؤكد على وجود الجن والشياطين وهذا ما أسندتموه سادتي الأفاضل بالأيات البينات والأحاديث الشريفة جزاكم الله خير الجزاء ،أما الباقي من رؤية وتلبس بأشكال مختلفة فهذا أمرٌ غير ملزمين فيه بالكتاب والسنة وهذا ليس مدعاة للاختلاف وإن تباينت الأراء هنا فهذا دلالة على غزارة العلم وحب التحقق والوصول وهذا كله محمودٌ لكل الاطراف.والكل يعرف إن الحديث الشريف الذي يقول (إن اختلاف امتي رحمة) فلماذا نصد هذه المنة علينا ونبتعد عن الاصول ونتوه بفروع قد لاتغنينا ،ولماذا ننسى بأن ما ملكه الأنبياء من علوم قد ورثه الله للراسخون بالعلم الذين يقولون كل من عند الله.وأنتم سادة الأفاضل أكثر علما مني بما أورت لكم . والله أعلم
*باحث وإعلامي: http://iraqisoul.friendsofdemocracy.net

غالب ياسين
06/07/2007, 09:51 PM
لمن تقال عبارة :-
السلام على من اتبع الهدى ؟

منذر أبو هواش
07/07/2007, 12:12 AM
"السلام على من اتبع الهدى"

عبارة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بها رسائله إلى الملوك غير المسلمين، وقد وردت في رسالته إلى النجاشي ملك الحبشة، وإلى اسقف إيلة وأهلها، وإلى الهلال صاحب البحرين.

:fl:

سعيد نويضي
07/07/2007, 04:09 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
أستاذنا منذر جزاك الله خيرا و ألف خير على الإفادة في ما تقدمه عموما من دقة بالغة في التحليل...و من معلومات موثوقة بالحجة و البرهان...و منك نتعلم و منك نستفيد...و أتمنى أن لا يزعجك سؤالي حول المادة...و حتى لا أطيل عليك ...فالله عز و جل لما ربط بين السماء و الأرض بالوحي و أرسل الرسل و الأنبياء ليبينوا للبشر ما خفي عنهم في عالم لا يدركون منه إلا م استطاعت مخيلتهم أن تتصوره انطلاقا من التشبيه الذي يعتبر إحدى السبل لتوضيح المعنى...و فضيلتكم يعلم أن التشبيه يحمل من الخصائص ما يفيد الفكرة أو الغاية المراد تبليغها للآخر...و هناك العديد من الآيات التي تبين فكرة التشبيه...و هذا لا يعني أن المشبه يطابق المشبه به مطابقة تامة...و قد شرحت ذلك في مداخلتك السابقة...فالتطابق التام غير موجود...و لكن توجد بعض الأجزاء التي قد تطابق البعض من الكل...و مثالي على ذلك ما ورد تخريج السيوطي : (حم) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 7006 في صحيح الجامع.‌[هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم ]. فخصائص النار الموجودة في العالم السفلي أو الأرضي هي جزء من مائة من النار الأصلية[وقانا الله جميعا منها]...و سيادتكم يدرك تمام الإدراك أن الجزء يحمل من خصائص الكل ما يفيد الارتباط و الانتماء...
المثال الثاني:قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد سند الحديث : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة .
قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الوهاب عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‌ إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن أن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا والرؤيا ثلاث فالرؤيا الصالحة بشرى من الله والرؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس قال وأحب القيد وأكره الغل والقيد ثبات في الدين قال أبو داود إذا اقترب الزمان يعني إذا اقترب الليل والنهار يعني يستويان .
تخريج السيوطي : (ابن النجار) عن ابن عمر.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 3528 في صحيح الجامع.‌الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة . ‌
الحقيقة أن ما هو مشترك بين الأحاديث بغض النظر عن المواضيع التي تطرحها كحقائق لا جدال فيها هي مسألة أو قل مصطلح[جزء] فالجزء كما ذكرت سابقا يحمل من الخصائص ما يفيد الارتباط و الانتماء بأصل الموضوع...
و الحقيقة التي لا جدال فيها هي الأخرى أنه لا علم لنا إلا ما علمنا العليم الحكيم...فاللهم علمنا ما ينفعنا و نفعنا بما علمتنا واهدينا سبيل الرشاد...و لك فائق تقديري و احترامي...

منذر أبو هواش
07/07/2007, 08:57 AM
...فالله عز و جل لما ربط بين السماء و الأرض بالوحي و أرسل الرسل و الأنبياء ليبينوا للبشر ما خفي عنهم في عالم لا يدركون منه إلا م استطاعت مخيلتهم أن تتصوره انطلاقا من التشبيه الذي يعتبر إحدى السبل لتوضيح المعنى...

...و هناك العديد من الآيات التي تبين فكرة التشبيه...و هذا لا يعني أن المشبه يطابق المشبه به مطابقة تامة...و قد شرحت ذلك في مداخلتك السابقة...فالتطابق التام غير موجود...و لكن توجد بعض الأجزاء التي قد تطابق البعض من الكل...و مثالي على ذلك ما ورد تخريج السيوطي : (حم) عن أبي هريرة. تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 7006 في صحيح الجامع.‌

[هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم ]. فخصائص النار الموجودة في العالم السفلي أو الأرضي هي جزء من مائة من النار الأصلية[وقانا الله جميعا منها]...و سيادتكم يدرك تمام الإدراك أن الجزء يحمل من خصائص الكل ما يفيد الارتباط و الانتماء...

الحقيقة أن ما هو مشترك بين الأحاديث بغض النظر عن المواضيع التي تطرحها كحقائق لا جدال فيها هي مسألة أو قل مصطلح [جزء] فالجزء كما ذكرت سابقا يحمل من الخصائص ما يفيد الارتباط والانتماء بأصل الموضوع...

و الحقيقة التي لا جدال فيها هي الأخرى أنه لا علم لنا إلا ما علمنا العليم الحكيم...فاللهم علمنا ما ينفعنا و نفعنا بما علمتنا واهدينا سبيل الرشاد...و لك فائق تقديري و احترامي...

الأستاذ سعد السعدني،

في رأيي أن التشبيه في الاحاديث التي ذكرت لا يفيد أي نوع من أنواع المطابقة، كما أن مصطلح (الجزء) حين يستخدم من أجل التشبيه والتعبير عن الكمية أو التأثير أو النسبة (جزء من مائة جزء يعني واحد في المائة) فلا يكون له أية علاقة بالماهية، واعلم أن الإدعاء بالتطابق الجزئي أو الكلي بين الدنيا والآخرة، أو بين ماهية ما هو أرضي وما هو سماوي هو إدعاء لا أصل له، وحاشا أن يكون كذلك، وحينما تكون الروح التي هي القاسم المشترك بين الدنيا والآخرة من أمر الله، فالأولى أن يكون كل ما عداها من أمور الآخرة أيضا من أمر الله، فدع أمر الله إلى الله، واتق الله، وتوكل على الله ... يرحمك الله ...

منذر أبو هواش
.......

سعيد نويضي
07/07/2007, 02:18 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

شكرا جزيلا على النصيحة...فالدين النصيحة كما قال خاتم الأنبياء و المرسلين عليه أفضل صلوات الله و سلامه...فاللهم اجعلنا و إياكم من المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...
و على أي أنا لم أبحث في مسألة الروح...لأنها من أمر ربي...و سيادتكم يعلم أنها وردت في باب [و يسألونك عن...]...و الحمد لله أنني لست من الذين يسألون عن أشياء إن تبد لهم تسأهم...لكني اكتفيت بما جاء في الأحاديث لا لأثبت فكرة هي في الأصل في عالم الغيب...و إنما ليكون عالم الغيب أقرب إلى عالم الشهادة...لكي نتدبر و نتعظ...فالله جل و علا أقرب إلينا من حبل الوريد...فكيف لا يقرب إلينا العوالم التي خلقها من أجلنا...و أستغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
07/07/2007, 03:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذ أمير جابر الساعدي
أشكرك على نصائحك وأقول لك أن الموضوع ليس بهذه السهولة (أقصد موضوع التشكل وتكلم الجني على لسان المريض وموضوع الجن على العموم) وتنبني عليه تصرفات وسلوكيات أدت إلى جرائم ومصائب لا حصر لها لذلك يجب الفصل فيها....

يحي غوردو
07/07/2007, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذ سعد السعدني
أشكرك على مرورك الكريم وعلى تدخلك الأنيق ومتابعتك للموضوع وقراءتك المتأنية وعلى كلماتك المشجعة التي تقول فيها:
"قرأت بتأني ما دار بينكما من حوار شيق...ثري بكل المواصفات...بالحجة و الدليل من كل جانب..."
وأرجو من الله أن ينفعنا وإياكم بما نكتب وأن يكون في ميزان حسناتنا وينير قلوبنا للحق ويمنحنا القوة والصبر.

(وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3))

مرحبا بك في المنتدى ومرحبا بكل تساؤلاتك في الموضوع.

يحي غوردو
07/07/2007, 03:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ منذر أبو هواش
الوسواس والخلط الشيطاني بين الأرضي والسماوي ...


رتب أفكارك سيد منذر وتدبرها جيدا ولا ترتبك ولا تعقد الأمور وتخلطها وتصعبها على القراء:

قلت: "فلو أنك سألت عن مسألة دنيوية لهان الأمر، لكن مسألة الجن وطبيعة الجن من المسائل الصعبة، والمعقدة والمربكة لأنها ليست مسألة دنيوية خالصة، بل هي في الجانب الأعظم منها مسألة غيبية، مسألة تتعلق بأمور غيبية قد يصعب تخيلها أو استيعابها، كما أنها لذلك مسألة تتعلق بقوانين غيبية غير دنيوية، حيث المكان غير المكان، والزمان غير الزمان. لذلك علينا أن نحاول فهم هذه المسألة من هذا المنطلق، وعلينا أن نتقبل الحقائق النسبية كما هي، وإن كانت تبدو لنا غريبة أو غير منطقية، وذلك لأن أمور عالم الغيب لا تقاس بموازين عالم الدنيا..."

تقول كلام سيد منذر وتنقضه بعد سطور
تقول الجن ليست "مسألة دنيوية"
ثم تستدرك فتقول ليست "مسألة دنيوية خالصة"
ثم ينتهي بك الكلام إلى أنها "مسألة غيبية" في "الجانب الأعظم" منها
ثم تشك في الأمر فتقول بل هي مسألة تتعلق بقوانين غيبية غير دنيوية حيث المكان غير المكان والزمان غير الزمان.

ثم تطلب منا أن نتقبل منك هذا التخبط "الغير منطقي" بدون أن نفهمه




المشكل الأساس الذي صعب عليك الفهم سيد منذر وجعلكم تتخبطون خبط عشواء هو في فهمكم لكلمة "غيب"

حينما انطلقت من مفهوم غامض لكلمة "غيب" توصلت إلى استنتاجات غامضة أربكتك وخلطت الأمور في ذهنك... فرجمت بالغيب



1- الغيب: كل ما غاب عن الناس علمه. والغيب ما غاب عن الحواس، وما سيكون.
2- الشهادة: كل ما يظهر ويشاهد ويعلم من الناس.


عالم الغيب: عالم الأشياء التي غابت عن حواسنا وعلمنا، ويدخل فيه أيضا الخبر الخفي وكل ما غاب عن الأبصار، وما قد يكون أو قد يظهر. والعلم المادي التجريبي يترفع عن البحث في موضوعات كهذه ويتركها لمعارف، أو علوم أخرى غير تجريبية، كاللاهوت والأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا... لكن ترفعه عن مناولة الغيب بالبحث التجريبي لا يلغي عن الغيب صفة الوجود، أو على الأقل احتمال الوجود.
عندما تحدث ديموقريطس عن الذرة، قبل ألفين وخمسمائة سنة، كان حديثه ضربا من الغيب، أو رجما به، وكان يعتبر إذاك مجرد تأمل فلسفي نظري، علما بأننا اليوم لا يمكننا أن نتحدث عن علم تجريبي بمعزل عن الحديث عن الذرة، فكيف أُرغم العلم التجريبي على التنازل للبحث في موضوع تأملي فلسفي؟
لا نريد تقديم جواب عن سؤال كتب فيه تاريخ العلوم وإبستيمولوجيتها ما يغنينا عن مجرد طرحه، لكننا نكتفي بمجرد التنبيه إلى أن تراكم المعرفة البشرية قد يرغم العلم التجريبي نفسه على الانكفاء والارتداد على مواقفه من مواضيع يصد أمام دراستها كل باب، فالأفضل أن نترك باب الاحتمال مشرعا دائما لكل طارئ قد يجد، بما أن المعارف البشرية نسبية في النهاية.
مع ذلك فحديث ديموقريطس، ومفكرين آخرين كثيرين ابتدأ بحثهم بالنظر الفلسفي الغيبي قبل أن ينتهي إلى العلم التجريبي، لا يصدمنا في الواقع بنفس القوة التي يصدمنا بها موضوع كمثل موضوع "الجن"، في النصوص الإسلامية الأصيلة، لأن تأملات المفكرين عموما تصلح أرضية للبحث والدراسة، مما يفتح أمامها احتمال بعض التقاطع مع العلم التجريبي في قضايا عامة، وقد يحدث ذلك صدفة، أما موضوعنا الذي تناولناه بالتحليل وهو موضوع "الجن"، انطلاقا من القرآن والسنة، فيصدمنا أولا بكثرة النصوص التي عرضت له، وثانيا بتناوله أدق التفاصيل والجزئيات التي تتطابق تطابقا تاما مع تفاصيل وجزئيات "الكائنات الدقيقة" التي كشف عنها العلم التجريبي المعاصر، بما يتجاوز كل احتمال أو مصادفة، وبحيث لا يملك المرء في النهاية إلا أن يقف مشدوها أمام هذا الإعجاز. لهذا وبقدر ما فاجأ العلم المعاصر الكائنات المجهرية باكتشافها، بقدر ما سيتفاجأ بأن ما اكتشفه لا يعدو كونه، في الواقع، إعادة اكتشاف.

إن عالم الجن/الكائنات الدقيقة كان غيباً زمن النبوة وما بعده، حتى القرن الماضي، لكن التوجيهات الإسلامية المتنوعة المستخلصة من الطهارة والوضوء والغسل، والنظافة في المسكن والملبس وأماكن التجمعات، والتوجيهات النبوية في المأكل والمشرب، تشير كلها بطريق أو بآخر إلى هذه العوالم الخفية وإلى ما تسببه من أوبئة وأمراض تضعف البدن وتوهن الصحة، وقد تؤدي إلى الضلال والهلاك.

والسلام على من اتبع الهدى

يحي غوردو
07/07/2007, 03:48 PM
"خلافنا الرئيسي القائم في هذا الحوار هو خلاف يتعلق بعدم جواز الخلط (الشيطاني) بين ما هو سماوي أخروي وبين ما هو دنيوي أرضي..."


تتهرب دائما من الجواب عن الأسئلة وتراوغ وفي كل مرة تسقط في فخ آخر يصعب عليك الفهم:

لا يوجد جن دنيوي/أرضي وجن أخروي/سماوي
كما لا يوجد إنس دنيوي/أرضي وإنس أخروي/سماوي

خلافنا يا سيد منذر عن شيطان اهبط رغما عنه إلى الكرة الأرضة ليكمل معركته مع آدم وبنيه

أهبط إلى أين ؟
أهبط إلى الأرض

هناك جن أرضي / دنيوي لا غير ولا يوجد جن سماوي / أخروي إلا في ذهنك سيد منذر

قال تعالى في سورة طه / آية 123:

-قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى

عندما أهبط آدم عليه السلام وإبليس لعنه الله إلى الأرض، ساحة المعركة، كانت الحرب قد أعلنت بينهما منذ مدة، منذئذ احتدم الصراع بين الشيطان والإنسان وامتد بمد العصور، وسيمتد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا ما تؤكده النصوص الدينية السماوية جميعا....
والجن يعيش في نفس المجال الذي يعيش فيه الإنس (بين أقطار السماوات والأرض)
لذلك تحداهم القرآن في سورة الرحمان:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمان / 33).

الانس يحاول الارتقاء في السماء وسبر أغوار اللأرض والجن كذلك
قال تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (الجن/8-9).
وقال سبحانه: وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا(الجن/ 12).
الإنس يحاول اكتشاف البحار والمحيطات والجن كذلك
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (ص/ 37).

ليس لدينا خلط،
يوجد عالمين: "عالم الانس" و "عالم الجن" ويتشاركان مجالا واحدا للعيش كما يتقاسمان كل النعم الموجودة في هذا المجال...وهناك تداخل بينهما وعداوة منذ القدم...

والسلام على من اتبع الهدى

يحي غوردو
07/07/2007, 03:54 PM
أستاذ غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أنت يارجل لقد افتقدناك وانتظرنا مداخلاتك
أهلا بك في منتداك

رجاء أجبنا على هذا السؤال:
قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
"... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."

بالله عليك:
كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل المسكين مريض لا حول له ولا قوة ؟

هل ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من مرضى المسلمين وهل فعل ذلك صحابته رضوان الله عليهم؟

نريد أدلة دامغة من القرآن والسنة.

والسلام على من اتبع الهدى

منذر أبو هواش
07/07/2007, 09:32 PM
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?p=64773
:fight:

يحي غوردو
07/07/2007, 10:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنك تدور في حلقة مفرغة وتراوغ
ألم تقل
"أنا هنا لكي أرد على افتراءاتك ... ولكي أنبه الناس من مغالطاتك ..."

ألم تقل أيضا:" لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم."


قلت:"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ..."
أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة؟

هذا كذب على آيات القرآن وليس هناك دليل واحد لا من الحديث ولا من القرآن على أن الآيات تحرق المخلوقات

قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."

أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة

"... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."
الكلام مع الجني خرافة سنبين إنشاء الله فيما بعد بطلانها
وأسألك أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة؟
هل خاطب رسول الله جنا يتكلم على لسان مصروع؟


كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل إن المسكين مريض مريض مريض مريض

هل ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المسلمين وهل فعل ذلك صحابته رضوان الله عليهم؟
هذه بدعة ابتدعتموها ليس لكم عليها دليل لا من القرآن ولا من السنة المطهرة.







1- التشكل نريد أية واحدة ؟
القرآن ستون حزب أعطونى أية فيها الشيطان يتشكل



2- أسألك هل رأيت جنيا متشكلا فى صورة ما؟

أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة؟


لا تتهرب أستاذ منذر وهات دليلك
ماذا ستقول لخالقك يوم الحساب حينما يسألك عن هذه الأمور وغيرها؟

ماذا ستقول له حينما يسألك عن عبده يحي غوردو الذي اتهمته بالالحاد؟ (ستكون خصمي يوم لا ينفعك الهروب)

والسلام على من اتبع الهدى

غالب ياسين
07/07/2007, 10:55 PM
أستاذ غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أنت يارجل لقد افتقدناك وانتظرنا مداخلاتك
أهلا بك في منتداك

رجاء أجبنا على هذا السؤال:
قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
"... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."

بالله عليك:
كيف يضرب المرء ضرب البعير وهو لم يقترف أي ذنب بل المسكين مريض لا حول له ولا قوة ؟

والسلام على من اتبع الهدى
الاخ يحي
انا لم اقل ذلك وهذا ا اقتباس وليس كلامي
من ناحيه اخرى لماذا تخاطبنا اخي بعبارة السلام على من اتبع الهدى ؟
هل تعتبرنا غير مسلمين مثلا ؟ ام ماذا ؟
كما وارجو منك اخي الفاضل ان تناقش من هم اعلم مني باسئلتك مثل الاخ الفاضل د. منذر
لاني لا اعلم

يحي غوردو
07/07/2007, 11:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ غالب ياسين أنا لم أقل أنك غير مسلم ولم يكن قصدي ما تظن
لكنني لما عرفت أن هناك حساسية من هذه التحية غيرتها وأنا أبدأ كلامي معكم كما ترى بتحية : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأعتذر عن سوء الفهم

كما أحييك على صراحتك وصدقك

وأدعوك إلى عدم التعجل فإن العجلة من الشيطان والنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام يأمرنا بالتأني والتريث " إن فيك لخلصتان ـ للأشج إبن قيس ـ يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة ".
الأناة في الحكم على الناس والأناة في الحكم على إجتهاداتهم.

قاعدة ذهبية في طلب العلم :

وضع لافتة على الحبين وفي سويداء القلب مكتوب عليها : الإختلاف في العلم حق محقوق وهو إرادة إلهية ماضية مطردة ومن ذلك الإختلاف تنبع حكم ومقاصد وأسرار عظمى....

والله المستعان
أخوكم في الدين يحي غوردو
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذر أبو هواش
08/07/2007, 01:33 AM
قال تعالى في سورة البقرة

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
.......

سعيد نويضي
08/07/2007, 04:30 AM
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...و هي تحية أهل الجنة...جعلها الله عز و جل من نصيبنا برحمته التي وسعت كل شيء...أستاذ منذر لا يسعني إلا أن أقول صدق الله العظيم في حق الآيات القرآنية التي وردت في مداخلتك...كما أنني أريد أن أنبه أن[الأستاذ سعد السعدني أم سعد السعداني أم يحيى غوردو ... لا يهم ...] فلست يحيى غوردو...لأن يحيى إن كانت له شخصية تحت هذا الإسم فله ما يبرر ذلك...ما يهمني هو ما يقول... فلم أقل هذا على صواب و هذا على خطأ...قلت لكل حججه و براهينه...و لكن ما أدهشني هو مسألة الميكروبات؟ و هذا سيجعلي إعادة القراءة...لكي تتضح الصورة أكثر...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

أمير جبار الساعدي
08/07/2007, 04:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سادتي الأفاضل أكتب اليكم مرة أخرى،شكر أستاذ يحيى على ردك علي ،إني أعرف بأن المسألة أعمق ولكني حاولت أن أبسط الامور وأنتقل بها الى مستوى آخر. إنك تقول بأن الجن تشكل في عهد إبن تيمية هل تعرف السبب ؟وإذا كان هذا ما حصل لماذا لايحصل في غيره من الأوقات ؟ كما قرأت من خلال تعليقاتكم بأن المصروع بالجن يضرب بالعصي ! وهذا لا يجوز لإنه ليس هو الحل فالكل يقر بوجود الجن في نفس هذا العالم الذي نعيش به ونعلم أيضا بأنهم أقوام فهل ياترى هؤلاء الاقوام لاتتوالد وإذا كانت كذلك فهي مخلوقة من غير مادة إذن لها رغبات ، ولكن الكل يعلم بأنها مخلوقة من نار والنار مادة ويمكن لهذه المادة أن تتشكل،كما إن هذا الخلق فيه من يغوص في الأرض ومنه من يغوص في الماء ومنه من يسترق السمع من السماء إذن هم أنواع وإذا كانوا كذلك فهل يمكن أن يكونوا كلهم أتقياء يلتزمون حدودهم ولايتعدوناه الى غيرهم من المخلوقات وإذا كان الأمر كذلك فإنهم لا يدنون النار ولا العقاب وإذا لم يكن الأمر كذلك فلابد من وجود وسيلة أو طريقة لصد من يتعدى الحدود على العوالم الآخرى فنرى بأن الله جل جلاله قد وضع شهبا تحرس أبواب السماء فهل يوجد ما نحصن به أنفسنا من تجاوزهم علينا لإنه قد يوجد بينهم من يحب أن يقطف ثمارا طيبة ليست له. وإذا كان الله قد سخر كل علم الجان لنبي الله سليان فهل يمكن بأنه لم يعطي هذا لخاتم الأنبياء وهو يقول (علماء امتي كأنبياء بني أسرائيل) فأين هذه العلوم انتهت.والكل يعلم بأنه لو خليت لقلبت فأين الراسخون بالعلم من هذه الأمة هل أنقطع الأمر لحد ابن تيمية .هذا وأستغفر الله لي ولكم .
والله أعلم
باحث وإعلامي

يحي غوردو
08/07/2007, 10:31 PM
باسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الاسلام
أنا فخور لأنني أنتمي إلى هذا الدين
وفخور باتباع سنة سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
وفخور بكل علمائنا الأجلاء الذين سبقونا في العلم
وأنا من الذين ترعرعوا في فكر ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي والقرضاوي ومحمد الغزالي وغيرهم كثير كثير
لكنني قد أختلف معهم في بعض أفكارهم التي اختلف معهم فيها غيري

لم يكن في منهجهم من يكفر مسلما يشهد ألا إلله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويؤمن بالجنة والنار والملائكة وبالقدر خيره وشره ..... ويؤمن بوجود الجن والشياطين ولا ينكر ذلك

والاختلاف في هذا الموضوع لا يزال قائما منذ عصور قديمة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها

أستاذ سعد أحييك مجددا وأقول لك أن لي شخصية واحدة ووحيدة في هذا المنتدى وهي الموجودة في بطاقتي الرسمية : يحي غوردو

لقد عانيت من مسألة اتهامي بشخصيات متعددة في بعض المنتديات التي جل محاوريها يدخلون بأسماء مستعارة وحينما يصل مستوى الحوار معهم إلى حد يعجزهم ويطلب منهم الدليل يدعون بأنني أنا فلان أو علان وأنني أريد أن أشتت الموضوع وأأثر نفسيا على محاوري ويتهمونني أو غيري ممن عارضهم بالكفر ويبدأون بالسب والشتم واللعن (وهذا الأسلوب لا يليق بمسلم ولم يكن من أساليب سيد المرسلين لم يكن طعانا ولا لعانا... وكان يجادل بالتي هي أحسن بأسلوب حضاري لا يصل إليه بشر)
كما حدث في "منتدى التوحيد" ليجدوا مبررا لتوقيف محاورهم وحينما يدخل المرء باسم آخر ليدافع عن هذا الحيف يقولون هذا هو فلان يحاول الدخول مرة أخرى ويكثر صياهم وضجيجهم وكأنهم في حصن حصين لا ينبغي لأحد أن يدخله ليتم إغلاق الموضوع ...

وهذا أيضا ما قصده الأستاذ منذر أبو هواش حينما قال : سعد السعدني أو سعد السعداني أو يحي غوردو
ظن أنهما معرفان لشخص واحد لكن يبدو أنه تراجع عن ذلك والله أعلم




الأستاذ الفاضل أمير جبار الساعدي أنا لم أقل أن الجن يتشكل
ابن تيمية رحمه الله والأستاذ منذر والأستاذ غالب هم الذين يقولون ذلك وجه سؤالك لهم: إذا كان هذا ما حصل لماذا لايحصل في غيره من الأوقات ؟

المصروع بالجن يضرب بالعصي ! هذا أيضا قولهم وليس قولي


أستاذ أمير أنت تقول: "الكل يعلم بأنها مخلوقة من نار والنار مادة ويمكن لهذه المادة أن تتشكل" الممكن شيء والواقع شيء آخر.
يمكن للنار المادية التي خلق منها الجان أن تتشكل لكن لا يمكن للجن أن يتشكل هذا هو الفرق
يمكن للطين المادي الذي خلق منه الإنس أن يتشكل لكن لا يمكن للبشر أن يتشكل


قولكم أستاذ أمير : "إن هذا الخلق فيه من يغوص في الأرض ومنه من يغوص في الماء ومنه من يسترق السمع من السماء إذن هم أنواع."

هذا التسلسل لا يستنتج منه أن هناك أنواع من الجن
فالانسان يغوص في باطن الأرض ويغوص في أعماق المحيطات ويصعد في الفضاء لكننا لا يمكن أن نقول أن البشر أنواع

"هل يوجد ما نحصن به أنفسنا من تجاوزهم علينا لإنه قد يوجد بينهم من يحب أن يقطف ثمارا طيبة ليست له"
اتباع سنة رسول الله وقراءة القرآن والتقوى... أمور كفيلة بإبعاد كل مكروه أيا كان نوعه

يحي غوردو
08/07/2007, 10:48 PM
أستاذ سعد السعدني إجابة على تساؤلكم :
ما أدهشني هو مسألة الميكروبات؟ و هذا سيجعلي إعادة القراءة...لكي تتضح الصورة أكثر...



باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أما بعد،
نبدأ مقارنتنا، إن شاء الله ، بين الجن والكائنات المجهرية بحديث من صحيح الجامع:

(الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة) مسند الإمام أحمد.

تعريف:
الطاعون مرض إنتاني وبائي، عامله جرثومة بشكل العصية اكتشفها العالم ( ييرسين ) سنة 1849 م فسميت باسمه ( عصية يير سين ) ، وكان يأتي بشكل جائحات تجتاح البلاد و العباد و تحصد في طريقها الألوف من الناس.
مسببات الطاعون والوباء والقروح....

بعد قرون طويلة يثبت العلم أن الطاعون والأمراض الوبائية الأخرى سببها بكتيريا يرسينيا بيستيس Yersinia pestis، وأنها تسببت في أوبئة كثيرة أشهرها الطاعون الأسود الذي انطلق من الصين، في القرن 14م، وعاصره ووصفه ابن خلدون، وراح ضحيته حسب بعض التقديرات ثلث سكان المعمور، واشتهر منه أيضا في تاريخ الإسلام طاعون عمواس...

يتفشى الطاعون ـ يقول ابن القيم في تحليل رائع بالغ الدقة وقريب مما توصل إليه الطب بعد قرون عديدة ـ عند استحالة جوهر الهواء إلى الرداءة لغلبة إحدى الكيفيات الرديئة عليه كالعفونة والنتن والسمية، في أي وقت كان من أوقات السنة، وإن كان أكثر حدوثه في أواخر الصيف وفي الخريف غالبا. وهذه العلل والأسباب التي يحدثها هذا الوباء لم يكن عند الأطباء ما يدفعها، كما لم يكن عندهم ما يدل عليها، والرسل تخبر بالأمور الغائبة وهذه الآثار التي أدركوها من أمر الطاعون ليس معهم ما ينفي أن تكون بتوسط الأرواح، فإن تأثير الأرواح في الطبيعة وأمراضها وهلاكها، أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وتأثيراتها، وانفعال الأجسام وطبائعها، والله سبحانه قد يجعل لهذه الأرواح تصرفا في أجسام بني آدم عند حدوث الوباء وفساد الهواء، كما يجعل لها تصرفا عند غلبة بعض المواد الرديئة التي تحدث للنفوس هيئة رديئة، ولا سيما عند هيجان الدم والمرة السوداء وعند هيجان المني، فإن الأرواح الشيطانية تتمكن من فعلها بصاحب هذه العوارض، ما لا تتمكن من غيره، ما لم يدفعها دافع أقوى من هذه الأسباب من الذكر والدعاء والابتهال والتضرع والصدقة وقراءة القرآن، فإنه يستنزل لذلك من الأرواح الملكية ما يقهر هذه الأرواح الخبيثة، ويبطل شرها ويدفع تأثيرها وقد جربنا نحن وغيرنا، يقول ابن القيم، هذا مرارا لا يحصيها إلا الله، ورأينا لاستنزال هذه الأرواح الطيبة واستجلاب قربها تأثيرا عظيما في تقوية الطبيعة، ودفع المواد الرديئة، وهذا يكون قبل استحكامها وتمكنها، ولا يكاد يخرم فن وفقه الله بادر عند إحساسه بأسباب الشر إلى هذه الأسباب التي تدفعها عنه، وهي له من أنفع الدواء. وإذا أراد الله عز وجل إنفاذ قضائه وقدره، أغفل قلب العبد عن معرفتها وتصورها وإرادتها فلا يشعر بها، ولا يريدها ليقضي الله فيه أمرا كان مفعولا...
والطبيعة الإنسانية تنفعل بشدة بهذه الأرواح، ومعلوم في الدين بالطبيعة أن قوى العوذ والرقي والدعوات فوق قوى الأدوية، حتى إنها تبطل قوى السموم القاتلة...

(الطب النبوي، الجزء: 1، ص: 29- 31)





قال ولي زار بن شاهز الدين : إذا كان الطب يقرر أن الطاعون ناتج عن فساد الهواء، الذي يؤدي إلى فساد جسم الإنسان، سواء عن طريق الدم أو غيره، وظهور الجراثيم التي تصيب الإنسان بهذا، فلا مانع أن يكون الجن أحد العناصر الرئيسية المتسببة في ذلك، فيكون هذا المرض وأمثاله من إيذائهم للبشر...

ولي زار بن شاهز الدين، الجن في القرآن والسنة، - ص 213


بأسلوب علمي معاصر وبمصطلحات هذا الزمن يمكننا أن نستبدل ما سماه ابن القيم "الأرواح الشيطانية" ب "الجراثيم والفيروسات والبكتيريا" (الكائنات المجهرية الضارة)، و"الأرواح الطيبة" ب"الكائنات المجهرية النافعة" أو المضادات الحيوية التي هي في غالبها "بكتيريا نافعة" فنحن ندفع بكتيريا ضارة ببكتيريا نافعة، ونطلق على "فساد الهواء" كلمة "العدوى أو الوباء"، فالفيروسات تهلك سنويا عددا هائلا من الأرواح البشرية – نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا جاء فيه أن سنوات 1918 و1957 و1968 عرفت جوائح سببت كل واحدة منها ملايين الوفيات..........

سؤالنا بعد حديث الطاعون هل هنالك أحاديث أخرى يمكن أن نقارن ما جاء فيها بالكائنات المجهرية؟


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خليل حلاوجي
09/07/2007, 11:29 AM
الاستاذ الفاضل : غالب ياسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حيرني بعض احبتي ممن يعتقدون ان شياطين الانس والجن لهم القدرة على تلبس الانسان وتشويش رؤيته

الحق اقول ان الله تعالى كرر في كتابه المجيد ولثلاث آيات ان لاسلطان للشيطان على البشر البتة
قال تعالى

{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22


إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر


{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل99


استاذنا العزيز

لقد كتبت قديما ً مقالة تخص هذا الموضوع ويشرفني ان اضعها هنا بين دفتي موضوعكم القيم

فتقبلوا بالغ تقديري .... ياسكان واتا الاحبة





الخارطة القرآنية .. للشيطان
بقلم خليل حلاوجي

ماأشد إحراج المسلم المؤمن بالمثل القائل ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ) وهو يقرأ سيرة العباقرة وستزداد حيرته وهو اليوم يشاهد الفيزيائي البريطاني ( ستيفن هوكنج) صاحب كتاب ( قصة قصيرة للزمن ) وهذا الرجل يعاني من مرض عضال أدى إلى شلل رباعي عنده بالإضافة إلى شلل عضلات الرقبة والحبال الصوتية ولا يحرك سوى أصبعين من يده اليسرى ويتكلم بكمبيوتر مربوط إلى حلقه مثل الروبوت وهذا القعيد فوق كرسيه لايقدر على الحراك هو من يقدم اليوم إجابات تهذب نظرية النسبية لانشتين مزيلا ً حيرتنا في فهم الكون وغيره من جهابذة العلوم ، فكيف للحكمة ان ينطقها مجنون فيصدقها العاقل وهل سيستطيع هذا العاقل تمييز الدجاجلة عن اصحاب الرسالات السماوية ؟.
حينما يخبرنا الاسلام ان ثمة رجلا ً سيأتي مقنعا ً الناس بصدق دعواه وهو يقلب لهم محاور اليقين فيجعل جهنم لهم جنة في الارض ويمشي على الماء ويحيي الموتى هو المسيح الدجال ولولا أن رسولنا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نفطن الى طريقة منهجية في كشف اباطيل هذا الاعور الدجال لضل الكثير منا اذن .
ومن قبل اخبرنا عيسى عليه السلام كيفية التفريق بين الابالسة حين يرتدون زي المتدين فقال عنهم ونحن نفرق بين الانسان الضار والنافع (من ثمارهم تعرفونهم ... ) .
بل ان القرآن ذهب الى أبعد من هذا فنبهنا الى شياطين يزيفون بخبث مشكلات واقعنا من جهة وعلاقتنا بمنهج كتاب الله المهيمن من جهة ثانية قال تعالى ( وماارسلنا من نبي إلا إذا ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) سورة الحج الآية 52.
أما من جاءنا يقول عن الاديان انها تبرر فعل الشر لان هذه الاديان تقيد حرية الفرد فينتج الخوف (من عقاب القتل ) فيقل الابداع فانه قد وقع في تلبيس ابليس ( إنظر مقالة د. وفاء سلطان : هل يصلح الدهر ماأفسده الاسلام )
وهنا اقول يجب الفصل بين مصطلحي الأديان وبين الإسلام لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي عالج وفق منهاجه المهيمن فكرة الجمع بين النقيضين وعلى مستويين البشري والآلهي ، عالجها حينما أقر للانسان حريته الفردية من ناحية وألزمه بمنهاج عمل متكامل ( إفعل ولاتفعل) من ناحية ثانية ، ربما لن يفهم ماأقول من يمتلك عقلية غربية تقر بأحادية النظرة وماديتها كون المسيحية الغربية لاتقر انها حركة اجتماعية وسياسية كما هو الاسلام ( فلا رهبانية ولاكهنوتية في الاسلام ) .
وقد يقول قائل ان الحرية الفردية لاتتناسب مع الإلزام ، فأقول .. كلامه صحيح حين يتجاهل ان الفرد هو جسد وروح وان من يعيش بجسده فقط لايعرف معنى للحرية سوى التحرر من الالتزام .
في الاسلام تصبح الانسانية محكومة لعاملي الكمال الاخلاقي والرغبة وهي تسعى الى السعادة عن طريق مقاومة الشر القابع في هذه النفس البشرية والاسلام حدثنا عن الغرائز التي قد تحكم الانسان أو يحكمها هو.
وقال ان التفكر والتدبر هي وظيفة المسلم وهما سلاحه في مواجهة شرور نفسه ليؤكد لنفسه أن مقاليد أمره بيده هو وإلا فالشيطان مستعد لاستغلال جهل الانسان حتى ليجري آنئذ من بن آدم مجرى الدم (كما في الحديث الصحيح)وتتوارد الينا كل يوم قصص الإجرام والشر والقتل فلا نتجرأ لنوجه السؤال عن الفاعل وهل يفعل الانسان الشر بلحظة جنون ام انه يفقد السيطرة على نفسه وهل أن الشيطان هو الفاعل أم الانسان نفسه ؟؟
فيأتي كلام رسول الرحمة والهداية بقوله عليه الصلاة والسلام ( لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ..) وكذا القاتل والكاذب وسواهما وهذا يعيدنا الى إعادة صياغة مفهومنا للإيمان الذي يجعلنا لانقترب من الزنى والقتل البتة
لكننا لانتنبه الى كشف دوافع الخلل حين يصدر عنا ولا نراجع أنفسنا لحظة واحدة، وشياطين الإنس أخطر بكثير من شياطين الجن والاسلام كما هو معلوم الدين المجتمعي لادين عزلة الفرد عن المجتمع .
وفي القرآن يأتي الشيطان يوم القيامة ويقول للناس فلا تلوموني ولوموا أنفسكم .. ونحن اليوم عندنا القدرة أن نلوم كل أحد والشيطان ولم نعد نملك القدرة على مراجعة مسلماتنا الفكرية وعاداتنا وأعرافنا ةتقاليدنا ، ولان القرآن يقرن المسئولية يوم القيامة بالفرد قال تعالى ( فلا تزر وازرة وزر أخرى) الآية من سورة ، فلاينفع المرء أقرب الناس إليه ولو كان أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.
وكأنه يلفت انتباهنا الى لحظة وقوع الشر بايدينا ان ثمة خلل مرتبط بفهمنا لدور السلم وغائية حياته فوق الارض ، علينا تبيان ثمار الايمان للناس وكيف ان الايمان وحده هو من يعصم الانسان من الغفلة والوقوع تحت مطرقة النفس الامارة بالسوء وسندان الشيطان .
ومعلوم أن الايمان عند المسلم لابد أن يشمل إيمانه بالملائكة بحسب الحديث المشهور والرسول يعلمنا مضمون الإيمان فقال عليه الصلاة والسلام ( أن تؤمن بالله وبملائكته ورسله وكتبه ... الخ ) ، وواقع الحال يقول ان المسلمين باتوا يتحسسون بتأثير الجان والشيطان أكثر من شعورهم بملائكة الله تعالى وعندك خبر المشايخ الذين يقدمون للناس خدماتهم لإستخراج الجان من أبدانهم .
والقرآن الذي كرر للمسلمين أن لاسلطة للشيطان البتة على الانسان مالم يتبعه نفر من الغاوين .
فكرة الشيطان تبدأ معنا في اللحظة التي صاح فيها (أنا) في المشهد الذي يصوره لنا القرآن عند خلق أبو البشر آدم عليه السلام وأمر الله تعالى للملائكة ومعهم الشيطان السجود لآدم إعترافا ً بجليل خلق الله لهذا المخلوق المدهش .
الشيطان وهو مخلوق لله تعالى كان ولايزال خاضعا ً لسلطان الله وأمره وإن بدا انه إختار عصيان أمرالله، قراره بالعصيان مرتبط فقط مع طبيعة علاقته مع البشر ، لقد قبل الشيطان أن يكون رافضا ً لامر الله في ذات اللحظة التي قبل فيها الانسان أن يكون طائعا ً لأمر الله . ومابين الطاعة ورفضها تحددت شكل العلاقة بين الشيطان والانسان ، إنها علاقة تضاد وعدوانية بين كائنين من مخلوقات الله .
وهب الله تعالى الانسان الحرية في الاختيار جعلته يتردد بين خيارين متعارضين هما : إما أن يقاوم أمر الله أو يستسلم له
الصنف البشري الذي إختار المقاومة صار من السهل على الشيطان الاستحواذ عليه ، أما من إختار طاعة الله فسيكون أمامه مهمة جليلة عصيبة ، عليه أن يعرف الله ليعبده وبمعنى أدق عليه أن يختار بملء حريته الطريق الصحيح لمعرفة الله وعبادته ، وان خيارات الانسان ( بصنفيه ) لاتنقص من سلطة الله او تهددها ، بل الخطورة تكمن عندما يختار الانسان طريقا ً خاطئا ً لمعرفة الله وعبادته وهو يظن انه يحسن صنعا ً ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا )الآية 8 سورة فاطر ، وهذا الطريق الخاطىء هو الطريق الذي لم يدرك فيه سالكه صفات الله تعالى كما وردت في كتابه ( القرآن ) كلام الله تعالى وخطابه للبشر .
حتى نفهم ( الكمال المطلق ) لله تعالى علينا إدراك قدرة الانسان على تجريب الخير والشر والقرآن يقرر ان إلحاق الانسان الأذى بنفسه يعتمد على قرار الانسان ذاته ولاعلاقة للشيطان في ذلك قال تعالى ( ماأصابك من حسنة فمن الله وماأصابك من سيئة فمن نفسك ) وبرغم أن علاقة الانسان بالشيطان هي ( العداوة) لكن علاقة الانسان بالله تعالى هي علاقة محبة فالله تعالى يحب ( الصادقين والمحسنين والتوابين والصابرين والمقسطين .. الخ ) وهناك من البشر من اختار رفض هذه المحبة ومن اولئك ( الطاغين والمعتدين والآثمين والخائنين ... الخ )
ولايعني ان الله تعالى يسمح للانسان أن يكون في الصنف الثاني انه جل في علاه أراد أن يضل هذا الصنف عن السبيل السليم لمعرفة الله وهذا ماتقوله الاية الكريمة ( يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) فالله يضل من اختار الضلالة ويهدي من اختار الهداية ، وهنا لايهمنا قول الذين اختاروا الضلالة والتيه سواء ظنوا انهم يعبدون الله او يعبدون الشيطان او حتى يعبدون هوى انفسهم ، ونحن نستطيع وبسهولة تمييز الذين أحبهم الله عمن سواهم من خلال عطاءهم للحياة البشرية ومنفعتهم للأرض ومن عليها وكذلك يمكننا ان نميز متبني الشر من خلال مشاهدة أشكال مفجعة من القسوة والفظاظة والسادية وحب التملك والحقد والكراهية وقد تتطور هذه الصور الى مضامين فعلية كالقتل والسرقة والزنا .
يمكن تحول الانسان الى شيطان عاص ٍ بل ويأمر ويقود غيره من البشر الى تبني فعل الشر عندما يتبنى عقيدة انه ظل الله على الارض فيتسلط على رقاب الناس بحجة اقامة العدل ويساعده في ذلك آليات (عبادة الفرد) التي تفسر لنا كيف يخضع الناس لحكامهم وملوكهم مهما بدا من ظلمهم أو بلادتهم او شرورهم وكما تقول الاسطورة ( حتى لو كان الملك عاريا ً فان الناس جميعا ً يعتقدون انه يرتدي أبهى الحلل ) والعري هنا قصد به العري الفكري مجازا ً

خليل حلاوجي
09/07/2007, 11:52 AM
نسيت ان ادرج متن هام
وهو
ان الانسان المسلم يجب ان يكون واعيا ً بدوره الاسلامي فوق هذه الارض

دوره في الدعوة الى الله تعالى وعدله ورضاه ودوره في استثمار منافع الارض ... أليس هو المستخلف الوحيد فوق الارض

ان الانسان المسلم الذي لايعي دوره هذا غير مشمول بماقررته مقالتي أعلاه لانه بجهله يخاف من تأثير الخرافات ودور الشيطان ووسواسه ... فالمسلم الواعي هو الذي يسيطر على الشياطين والمسلم الغير واعي قد تستحوذ عليه شياطين الانس والجن وهذا هو جوهر المسألة

فهذا الانسان الغير واعي هو أقرب الى الحيوانية منه الى الانسانية

إقرأ قول الله تعالى {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179


هذا
اخوتي الكرام
فان ماكان في كلامي من خير وصواب فهو من الله
وماكان من باطل فمن نفسي والشيطان


بارك الله بكم جميعا ً

سعيد نويضي
10/07/2007, 12:46 PM
بسم الله الرحمان الرحيم ...السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حقيقة ما قلت يا أستاذ خليل الوعي هو الفيصل في إدراك ما يرمي إليه المقال من المسؤولية التي تقع على عاتق المسلمين في زمن اختلط فيه كل شيء بكل شيء إلا من رحم ربك و هو الرحمان الرحيم...
قبل أن أقول كلمتي في ما ورد من حقائق في مقالتك...أريد أن أقرأ السلام لكل من الأستاذين منذر و الأستاذ يحيى ...و إن كانا على طرفي نقيض في القول و ليس في القصد...و الله عز و جل عليم بذات الصدور...فاللهم اهدينا جميعا لما هو حق ...لأنك الحق الهادي إلى طريق الحق بقولك الحق...إنك على كل شيء قدير...
المثال يا أستاذ يحيى الذي ورد في تدخلك بأن وباء الطاعون[وقانا الله عز و جل جميعا] كما جاء في الحديث الصحيح:(الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة) مسند الإمام أحمد...فالواقع لن نقول إلا ما قال الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه...فإن قالها فقد صدق...فالله عز و يقول في محكم كتابه: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }الفتح7
ولله سبحانه وتعالى جنود السموات والأرض يؤيد بهم عباده المؤمنين. وكان الله عزيزًا على خلقه, حكيمًا في تدبير أمورهم.
فإن كانت الأوبئة التي تحصد أرواح المئات من البشر هي من قبيل وخز أعدائكم من الجن، فهي كذلك من قبيل الابتلاء الذي يصيب أمة من الأمم في فترات معينة من تاريخه لأن عصت و تجبرت و تعدت حدود الله عز و جل... {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن11
ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه، ويهده لأحسن الأقوال والأفعال والأحوال؛ لأن أصل الهداية للقلب، والجوارح تبع . والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء من ذلك... {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }الإسراء16
وإذا أردنا إهلاك أهل قرية لظلمهم أَمَرْنا مترفيهم بطاعة الله وتوحيده وتصديق رسله، وغيرهم تبع لهم، فعصَوا أمر ربهم وكذَّبوا رسله، فحقَّ عليهم القول بالعذاب الذي لا مردَّ له، فاستأصلناهم بالهلاك التام... {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الأعراف133
فأرسلنا عليهم سيلا جارفًا أغرق الزروع والثمار, وأرسلنا الجراد, فأكل زروعهم وثمارهم وأبوابهم وسقوفهم وثيابهم, وأرسلنا القُمَّل الذي يفسد الثمار ويقضي على الحيوان والنبات, وأرسلنا الضفادع فملأت آنيتهم وأطعمتهم ومضاجعهم, وأرسلنا أيضًا الدم فصارت أنهارهم وآبارهم دمًا, ولم يجدوا ماء صالحًا للشرب, هذه آيات من آيات الله لا يقدر عليها غيره, مفرقات بعضها عن بعض, ومع كل هذا ترفَّع قوم فرعون, فاستكبروا عن الإيمان بالله, وكانوا قومًا يعملون بما ينهى الله عنه من المعاصي والفسق عتوًّا وتمردًا...الواقع أن هذه الآيات الكريمات تبين مما لا يدع مجالا للشك العديد من الحقائق...أولاهما أن الله هو الفعال لما يريد...أن له جنود لا يعلمه إلا هو...و أن كل شيء يتم بشروط و أسباب ...و أن إرادته جل و علا فوق كل شيء...فالقول بأن الميكروبات هي من قبيل الجن...أمر في اعتقادي يتطلب بعض التوضيح... أن الميكروب في حد ذاته ليس هو تشكل الجن في صفة الميكورب بل المساعد على انتقال أو انتشار الميكروب بين بني البشر...و لنأخذ مثلا الإيدز[وقانا الله جل و علا جميعا] هو فيروس فتاك لحد الآن لم يجدوا له دواء ناجع...فانتقاله و انتشاره هو في الغالب عن طريق الزنا...و من تم يكون للجن الشيطاني[الجن فيه المؤمن و فيه الكافر، و الكافر هو المصنف في العرف شيطان ـ إبليس] و سورة الجن خير دليل على وجودهما كما هو الإنس[فيه المؤمن و فيه الكافر]يقول عليه الصلاة والسلام ( لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ..) فممارسة الجنس ليست حرام و لا هي من قبيل الزنى إن كانت مطابقة للشرع...فإن حادت و انحرفت عن ما هو شرعي تصبح زنى و من قبيل الحرام...و من تم يمكن القول أن الفعل في الأصل مباح لكن طريقة ممارسة الفعل هي المشروطة بضوابط و قواعد...و لذلك يكون عدو الإنسانية[الشيطان] مستعد لكي يوحي بالعديد من الوسائل لكي يوقع بالإنسان في المعصية...فحقيقة أنه ليس له سلطان على عباده المؤمنين...و هنا أطرح سؤال ما هي الشروط التي يجب توفرها حتى يصبح الإنسان في مؤمنا مخلصا حتى لا يكون في قبضة الشيطان...لأن الله عز و جل يقول في الحوار الذي دار بينه جل و علا و الشيطان في عالم الغيب: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} ...فالمخلصين من العباد هم الذين ينفلتون من قبضته...ففي سورة يوسف عليه السلام يقول الحق جل و علا: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24
ولقد مالت نفسها لفعل الفاحشة, وحدَّثت يوسفَ نفسُه حديث خطرات للاستجابة, لولا أن رأى آية من آيات ربه تزجره عمَّا حدثته به نفسه, وإنما أريناه ذلك; لندفع عنه السوء والفاحشة في جميع أموره, إنه من عبادنا المطهرين المصطفَين للرسالة الذين أخلصوا في عبادتهم لله وتوحيده...فالإخلاص لله عز و جل هو صفة تضاف إلى المؤمن و على أصح تعبير هي درجة من درجات الإيمان التي لا يصل إليها إلا بجهد جهيد...فلدينا و الحمد لله مايزيد على ثلث أو ربع سكان الكرة الارضية من المسلمين فكم منهم وصلوا لهذه الدرجة حتى لا يكون للشيطان عليهم سلطان... {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22
وقال الشيطان -بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه, ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ-: إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء, ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء, فأخلفتكم وعدي, وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي, ولا كانت معي حجة, ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني, فلا تلوموني ولوموا أنفسكم, فالذنب ذنبكم, ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله, إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا. إن الظالمين -في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع...فإذا رجعنا إلى مثال الزنى[وقانا الله عز و جل جميعا] فالشيطان الذي يبحث للإنسان عن الوسيلة و الطريقة لكي يمارس بها الحرام...يزين له بكل الوسائل و الطرق ليوقعه في الحرام...فإذا ما مرض الإنسان بالإيدز[وقانا الله عز و جل من ذلك] فهل يصح أن نقول أن فيروس السيدا من تشكل الجن؟ فالحق أن السيدا كباقي الأمراض الفتاكة...التي جعلها الله جل و علا ابتلاء[وقانا الله عز و جل جميعا] بما كسبت أيدي الناس من الفساد...و لذلك أقول للأستاذ خليل أن درجة الإخلاص هي الدرع الواقي من حبائل و وساوس و دسائس و مكائد الشيطان...فحديث الرسول عليه الصلاة و السلام الشيطان يجري من بن آدم مجرى الدم [حديث صحيح] ومعروف أن الدم يصل في جسم الإنسان إلى كل المراكز بما فيها مراكز اتخاذ القرار...و مراكز إيجاد الطرق و السبل لمواجهة كل ما يعترض الإنسان في حياته...فإذا كان سيد الخلق و المرسلين عليه افضل صلوات الله و سلامه بمعونة و بفضل من الله عز و جل قد أستعان بالله عز و جل حتى يسلم قرينه الذي بين جنبيه الشريفين...و هو الذي خضع لعملية شق الصدر في صباه ليزيل ما سموه المفسرين بحظ الشيطان من شخصه الكريم...فكيف نكون نحن في زمن العري و الفسق و المجون يمينا و شمالا؟ كيف لا يشارك الشيطان الإنسان في مأكله و مشربه و أولاده و فراشه و ماله؟ و مهمته الأساسية هي أن لا يجعل الإنسان من عباد الله عز و جل المخلصين حتى تكون له الولاية في الأمر و النهي على بني آدم...فأين نحن من الإيمان حتى نصل درجة الإخلاص؟و اقتصادنا ربوي من ألفه إلى ياءه...و فضائياتنا تبث العري بالليل و النهار...و عدد الحانات الموجودة يضاهي عدد المساجد بل قد يفوقها في بعض البلدان...و إملاءات المؤسسات المالية ما فتأت تصدر فتواها حتى تنال الدول رضاها...ووووووو....و من المعروف أن الأعمال هي التي يحاسب عليها الإنسان...فشيطان الإنس الذي ورد ذكره في كتاب الله عز و جل...فهو من فصيلة ابن آدم...لكن الأفعال التي تصدر منه و الأعمال التي يقدمها للآخر تصنف في دائرة الدعوة لغير الله عز و جل و بالتالي فهي غير خالصة لوجه جل و علا...و الفعل لا يصدر إلا انطلاقا من نية تكون سابقة على الفعل...تشكل الهدف و الغاية من الفعل أو العمل...فحديث الرسول عليه الصلاة و السلام: إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى...فالنية التي تسبق الفعل تكون مجالا خصبا للشيطان أن يقدف فيها ما يخدم بشكل من الأشكال غايته التضليلية عن سبيل الحق...إما بالوسوسة أو بالإيحاء أو بالتزيين...يقول الله عز و جل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوس والشبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره...فإذا كان هذا القول من لدن الحكيم العليم موجه أصلا للرسل و الأنبياء حتى لا ينطقوا إلا باللحق و لا يفعلوا إلا ما يرضي الله بفضل منه...فأين نحن منهم؟ الصفوة الذين اصطفاهم رب العالمين؟ فهم القدوة عليهم أفضل صلواته و سلامه وما علينا إلا اتباعهم...حتى يرتقي إيماننا لنصل إلى درجة الإخلاص...و إذ ذاك لا يكون للشيطان على الإنسان ولاية...سبيلنا إلى ذلك هو التقوى...الإخلاص هو الهدف الزاد هو التقوى...يقول الله جل و علا: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26
يا بني آدم قد جعلنا لكم لباسًا يستر عوراتكم, وهو لباس الضرورة, ولباسًا للزينة والتجمل, وهو من الكمال والتنعم. ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي هو خير لباس للمؤمن. ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده; لكي تتذكروا هذه النعم, فتشكروا لله عليها. وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم.
فالتقوى يا أستاذ خليل هي لباس الفكر الحقيقي الذي أراده الله للإنسان...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
10/07/2007, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب ما يذكر في الطاعون أي مما يصح على شرطه والطاعون بوزن فاعول من الطعن عدلوا به عن أصله ووضعوه دالا على الموت العام كالوباء ويقال طعن فهو مطعون وطعين إذا أصابه الطاعون وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون هذا كلام الجوهري وقال الخليل الطاعون الوباء وقال صاحب النهاية الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان وقال أبو بكر بن العربي الطاعون الوجع الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله وقال أبو الوليد الباجي هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات بخلاف المعتاد من أمراض الناس ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة وقال الداودي الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء وقال عياض أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد والوباء عموم الأمراض فسميت طاعونا لشبهها بها في الهلاك وإلا فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا قال ويدل على ذلك أن وباء الشام الذي وقع في عمواس إنما كان طاعونا وما ورد في الحديث أن الطاعون وخز الجن وقال بن عبد البر الطاعون غدة تخرج في المراق والآباط وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله وقال النووي في الروضة قيل الطاعون إنصباب الدم إلى عضو وقال آخرون هو هيجان الدم وانتفاخه قال المتولي وهو قريب من الجذام من أصابه تأكلت أعضاؤه وتساقط لحمه وقال الغزالي هو انتفاخ جميع البدن من الدم مع الحمى أو انصباب الدم إلى بعض الأطراف فينتفخ ويحمر وقد يذهب ذلك العضو وقال النووي أيضا في تهذيبه هو بئر وورم مؤلم جدا يخرج مع لهب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة شديدة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان وقيء ويخرج غالبا في المراق والآباط وقد يخرج في الأيدي والأصابع وسائر الجسد
وقال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سينا الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الإذن أو عند الأرنبة قال وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو بغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية ردئية فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسية والأسود منه قل من يسلم منه وأسلمه الأحمر ثم الأصفر والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة ومن ثم أطلق على الطاعون وباء وبالعكس وأما الوباء فهو فساد جوهر الهواء الذي هو مادة الروح ومدده قلت فهذا ما بلغنا من كلام أهل اللغة والفقه وأهل الفقه والأطباء في تعريفه والحاصل أن حقيقته ورم ينشأ عن هيجان الدم أو انصباب الدم إلى عضو فيفسده وأن غير ذلك من الأمراض العامة الناشئة عن فساد الهواء يسمى طاعونا بطريق المجاز لاشتراكهما في عموم المرض به أو كثرة الموت والدليل على أن الطاعون يغاير الوباء ما سيأتي في رابع أحاديث الباب أن الطاعون لا يدخل المدينة وقد سبق في حديث عائشة قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله وفيه قول بلال أخرجونا إلى أرض الوباء وما سبق في الجنائز من حديث أبي الأسود قدمت المدينة في خلافة عمر وهم يموتون موتا ذريعا وما سبق في حديث العرنيين في الطهارة أنهم استوخموا المدينة وفي لفظ أنهم قالوا أنها أرض وبئة فكل ذلك يدل على أن الوباء كان موجودا بالمدينة وقد صرح الحديث الأول بأن الطاعون لا يدخلها فدل على أن الوباء غير الطاعون وأن من أطلق على كل وباء طاعونا فبطريق المجاز قال أهل اللغة الوباء هو المرض العام يقال أوبأت الأرض فهي موبئة ووبئت بالفتح فهي وبئة وبالضم فهي موبوءة والذي يفترق به الطاعون من الوباء أصل الطاعون الذي لم يتعرض له الأطباء ولا أكثر من تكلم في تعريف الطاعون وهو كونه من طعن الجن ولا يخالف ذلك ما قال الأطباء من كون الطاعون ينشأ عن هيجان الدم أو انصبابه لأنه يجوز أن يكون ذلك يحدث عن الطعنة الباطنة فتحدث منها المادة السمية ويهيج الدم بسببها أو ينصب وإنما لم يتعرض الأطباء لكونه من طعن الجن لأنه أمر لا يدرك بالعقل وإنما يعرف من الشارع فتكلموا في ذلك على ما اقتضته قواعدهم
وقال الكلاباذي في "معاني الأخبار" يحتمل أن يكون الطاعون على قسمين:
قسم يحصل من غلبة بعض الأخلاط من دم أو صفراء محترقة أو غير ذلك من غير سبب يكون من الجن
وقسم يكون من وخز الجن كما تقع الجراحات من القروح التي تخرج في البدن من غلبة بعض الأخلاط وإن لم يكن هناك طعن وتقع الجراحات أيضا من طعن الإنس انتهى

ومما يؤيد أن الطاعون إنما يكون من طعن الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء ولأنه لو كان بسبب فساد الهواء لدام في الأرض لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى وهذا يذهب أحيانا ويجيء أحيانا على غير قياس ولا تجربة فربما جاء سنة على سنة وربما أبطأ سنين وبأنه لو كان كذلك لعم الناس والحيوان والموجود بالمشاهدة أنه يصيب الكثير ولا يصيب من هم بجانبهم مما هو في مثل مزاجهم ولو كان كذلك لعم جميع البدن وهذا يختص بموضع من الجسد ولا يتجاوزه ولأن فساد الهواء يقتضي تغير الاخلاط وكثرة الأسقام وهذا في الغالب يقتل بلا مرض فدل على أنه من طعن الجن كما ثبت في الأحاديث الواردة في ذلك منها حديث أبي موسى رفعه:( فناء أمتي بالطعن والطاعون قيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة) أخرجه أحمد من رواية زياد بن علاقة عن رجل عن أبي موسى وفي رواية له عن زياد حدثني رجل من قومي قال كنا على باب عثمان ننتظر الإذن فسمعت أبا موسى قال زياد فلم أرض بقوله فسألت سيد الحي فقال صدق وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين عن زياد فسميا المبهم يزيد بن الحارث وسماه أحمد في رواية أخرى أسامة بن شريك فأخرجه من طريق أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال خرجنا في بضع عشرة نفسا من بني ثعلبة فإذا نحن بأبي موسى ولا معارضة بينه وبين من سماه يزيد بن الحارث لأنه يحمل على أن أسامة هو سيد الحي الذي أشار إليه في الرواية الأخرى واستثبته فيما حدثه به الأول وهو يزيد بن الحارث ورجاله رجال الصحيحين إلا المبهم وأسامة بن شريك صحابي مشهور والذي سماه وهو أبو بكر النهشلي من رجال مسلم فالحديث صحيح بهذا الاعتبار وقد صححه بن خزيمة والحاكم وأخرجاه وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة ورجاله رجال الصحيح إلا أبا بلج بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها جيم واسمه يحيى وثقه بن معين والنسائي وجماعة وضعفه جماعة بسبب التشيع وذلك لا يقدح في قبول روايته عند الجمهور وللحديث طريق ثالثة أخرجها الطبراني من رواية عبد الله بن المختار عن كريب بن الحارث بن أبي موسى عن أبيه عن جده ورجاله الصحيح إلا كريبا وأباه وكريب وثقه بن حبان وله حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون



قال العلماء أراد صلى الله عليه وسلم أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن


ولحديث أبي موسى شاهد من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن رجل عن عطاء عنها وهذا سند ضعيف وآخر من حديث بن عمر سنده أضعف منه والعمدة في هذا الباب على حديث أبي موسى فإنه يحكم له بالصحة لتعدد طرقه إليه وقوله وخز بفتح أوله وسكون المعجمة بعدها زاي قال أهل اللغة هو الطعن إذا كان غير نافذ ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر فيؤثر بالباطن أولا ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ وهذا بخلاف طعن الإنس فإنه يقع من الظاهر إلى الباطن فيؤثر في الظاهر أولا ثم يؤثر في الباطن وقد لا ينفذ تنبيه يقع في الألسنة وهو في النهاية لابن الأثير تبعا لغربي الهروي بلفظ وخز إخوانكم ولم أره بلفظ إخوانكم بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق الحديث المسندة لا في الكتب المشهورة ولا الأجزاء المنثورة وقد عزاه بعضهم لمسند أحمد أو الطبراني أو كتاب الطواعين لابن أبي الدنيا ولا وجود لذلك في واحد منها والله أعلم ...
فتح الباري، ابن حجر، كتاب الطب

يحي غوردو
10/07/2007, 05:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ سعد أشكرك جزيل الشكر على ما تقدمت به من أفكار مهمة وتوجيهات محترمة والتي تندرج في إطار المسؤولية التي تقع على عاتق المسلمين في زمن اختلط فيه كل شيء بكل شيء...هذه المسؤولية التي من ضمنها معرفة الأعداء وإعداد العدة ...

لكي ننتصر على "العدو" يجب علينا أن نعرف قدراته وخصائصه ووسائله وحلفائه ويجب علينا أن نعد العدة ونجهز أنفسنا لكي لا يفاجئنا على حين غفلة كما يجب علينا أن نهيئ علماء مختصين في كل الميادين وخاصة الميادين الدفاعية وأن نرصد ميزانيات هائلة للبحث العلمي والتقني...
وأن نشكل وزارة للدفاع وجيشا جرارا مجهزا بوسائل على أحدث طراز....
هذا إذا كان العدو من بني جلدتنا.

أما عدونا الأول "إبليس" وجنوده فنحن (المسلمين) متهاونين في إنشاء "خط دفاعي" يقي البشرية من شروره ومصائبه ....
وأول شيء علينا فعله (من وجهة نظري المتواضعة): البحث عن خصائصه ومداخله...




قلت سيد سعد: "فهل يصح أن نقول أن فيروس السيدا من تشكل الجن؟"
... أن الميكروب في حد ذاته ليس هو تشكل الجن في صفة الميكورب

نظريتنا تقول أن "الكائنات المجهرية" ليست تشكلا بل نوعا من "الجن"

كلمة "تشكل" غير موجودة فيما يتعلق بالجن الجن لا يتشكل أخي الكريم

"القول بأن الميكروبات هي من قبيل الجن...أمر في اعتقادي يتطلب بعض التوضيح..."

الحوار الذي يدور بيننا في "منتدى واتا" يندرج في صميم البحث عن هاته الخصائص وعن الدلائل والتوضيحات لإزالة الغبار على ما كتبه من سبقنا ولتصفية نبع الشريعة الصافي من كل الشوائب التي التصقت بها على مر الزمن.

قال تعالى في محكم تنزيله:
- قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (طه/123)


وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(الأنعام 112)

-  إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّاِ (فاطر/6)


- ...إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (الكهف/50)،
- إ ِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ (الأعراف/27).
- قال ابن زيد: "قبيله" نسله، وقال مجاهد: أي الجن والشياطين...


عدونا الأول والأخير هو الشيطان لعنه الله إن نحن تمكنا من الانتصار عليه فإننا لا محالة سننتصر على كل أوليائه لأنه هو بؤرة الشر ومنشأ كل المصائب والويلات التي تصيب البشرية...

بحثنا سيد سعد عن صفات عدونا الشيطان يجب أن يكتمل بتتكاثف الجهود في شتى الاختصاصات...
وفي بحثنا هذا نود أن نصل إلى صورة حقيقية -ولو جزئية- عن عالم الجن الذي يشاركنا تفاصيل حياتنا إنطلاقا من القرآن الكريم والحديث الشريف ثم العلوم التي تراكمت عبر الحقب...

الخلاف الأساسي القائم بين العلماء المسلمين منذ عهد قديم هو حول نقطة مركزية: مشاركة الشيطان هل هي مجرد وساوس وتزيين... أما أنها تتعدى ذلك إلى مشاركة مادية فعلية؟
حينما يقول لنا الشرع أن الشيطان يبيت معنا ويأكل معنا ويجامع معنا (طبعا إن لم نسم) ويجري منا مجرى الدم ويشاركنا الأموال والأولاد ويصيبنا بالأمراض و...و... هل هذه المشاركة حقيقية أم مجازية...هذا جزء من المشكلة.

لقد أوردنا حديث الطاعون كأرضية للتدليل على التشابه بين الجن والكائنات المجهرية، أنطلاقا من الحديث الشريف، كما أوضحنا من قبل أن المعنى اللغوي لكلمة "جن" ينطبق أيضا على الكائنات المجهرية (لا يمكن أن ندرج تحت معنى "جن" أشياء أخرى لا ترى بالعين المجردة لأنها بكل بساطة ليست كائنات حية كما يقول سيد منذر) ونحن سائرون على نهج واحد الدليل من القرآن والسنة المطهرة وأقوال العلماء الذين سبقونا ولا نقول برأينا فحسب..

وقد أنكر علينا هذا المنأى الأستاذ منذر أبو هواش وقال أننا وحدنا في هذا التفكير "المادي" واتهمنا باتهامات وصلت إلى حد التكفير.
لقد آن الأوان لكي نورد أقوال بعض من قال بدلك:
الكائنات المجهرية نوع من الجن؟



السؤال/الملاحظة التي يجب أن نسجلها، قبل أن نتقدم في أي تحليل، أنه إذا ثبت أن أعداءنا من الجن والشياطين يؤثرون فينا عبر هذا المرض (الطاعون)، فما الذي يمنع أن يتعدى هذا التأثير لأمراض مختلفة أخرى كالتي تنتقل عن طريق الجنس، أوالصرع، أوغيرهما؟
سئل عبد الله الجبرين: هل يؤدي صرع الأرواح الخبيثة لحصول الأمراض المتنوعة للإنسان؟ فأجاب: صرع الأرواح الخبيثة هو تلبس شياطين الجن بالمصروع من الإنس، ولا شك أن صرع هذه الأرواح يؤدي إلى الأمراض. (عبد الله الحبرين، منهج الشرع في إثبات المس والصرع )

وذهب رشيد رضا أبعد من ذلك، وهو يفسر الآية (275) من سورة البقرة: الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، حينما قال: يجوز أن تكون ميكروبات الأمراض نوعا من الجن، والمتكلمون يقولون إن الجن أجسام حية خفية لا تـرى، وقد قلنا في "المنار" غير مرة إنه يصح أن يقال إن الأجسام الحية الخفية التي عرفت في هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة وتسمى بالمكروبات، يصح أن تكون نوعا من الجن، وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض.

قال أحمد حسين (أحمد حسين علي سالم، المرض والشفاء في القرآن الكريم، ص 366 ) : المس أنواع، منه الهمز وهو الطعن بلا نفاذ، وينتج عنه غدد مثل السرطان والطاعون، والنفخ وهو نفس من الشيطان ينفذ إلى الجسم، ويدخل مسامات الجسم فينقله الدم داخل الجسم، ويحدث عنه ضرر كثير مثل الصرع والفالج والجلطات بجميع أنواعها - كما هي معرّفة عند الأطباء - ويمكن أن يُحدث تعفُّنا في جهاز ما في الجسم فيختل نظامه، ويحدث عنه مثل فقر الدم، وفيروس الكبد، وقرحة المعدة إلى غير ذلك حسب الجهاز المصاب.

ويضيف أبو الفداء(أبو الفداء محمد عارف، عالج نفسك بالقرآن والدعاء، ص 21) ، إلى ذلك، أن كثيراً من الأمراض تكون بسبب الشيطان إن لم يكن أغلبها، لأنه هو بؤرة الشر، وعين الفساد، وأن الأمراض التي يسببها (الشيطان) منها ما هو نفسي كالصرع والحسد والسحر، ومنها ما هو عضوي كالشلل "الفالج" والبرص والصدفية والقرحة والجنون والإيدز، وإن كان ظاهرها بسبب جراثيم أو ميكروبات أو فيروسات إلا أنه هو الشيطان بعينه الذي ينفث تلك السموم...

وقد ذهب الألوسي (محمود الألوسي أبو الفضل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي – بيروت) إلى نفس الاحتمال ، في معرض تفسيره للأمراض، عندما قال: إن الهواء إذا تعفن تعفنا مخصوصا مستعدا للخلط والتكوين، تنفرز منه وتنحاز أجزاء سمية باقية على هوائيتها، أو منقلبة بأجزاء نارية محرقة، فيتعلق بها روح خبيثة تناسبها في الشرارة، وذلك نوع من الجن فإنها على ما عرف في الكلام أجسام حية لا ترى، الغالب عليها الهوائية أو النارية، ولها أنواع عقلاء وغير عقلاء تتوالد وتتكون، فإذا نزل واحد منها طبعا، أو إرادة، على شخص أو نفذ في منافذه أو ضرب وطعن نفسه به، يحصل فيه بحسب ما في ذلك الشر من القوة السمية، وما في الشخص من الاستعداد للتأثر منه كما هو مقتضى الأسباب العادية في المسببات، ألم شديد مهلك غالبا مظهر للدماميل والبثرات في الأكثر بسبب إفساده للمزاج المستعد...

من الواضح أن كلام ابن القيم، والألوسي وغيرهما، فيه إشارة صريحة إلى تأثير الميكروبات والجراثيم، التي عبرا عنها بالأرواح الخبيثة (الجن)، في جسم الإنسان، وأن إصابة الإنسان بالأمراض كالطاعون وغيره... هي مفعول قدرتها على الجري في شرايينه ودمه.
بعد تطور الطب وعلم المجهريات والميكروبيولوجيا ثبت، بما لا يدعو للشك، أن الطاعون تسببه الكائنات المجهرية، فالسبب الأصلي في الوباء، بالنسبة لبعض العلماء، هو تسليط الله تعالى نوعا من الجن والأرواح الشيطانية على بني آدم، بإفساد هوائهم ودمهم، فيتولد عن ذلك تلك الغدد الطاعونية والأوبئة الفتاكة، فالنص الشرعي أخبر بالسبب الغيبي وكنى عنه بوخز الجن، والأطباء اطلعوا على السبب المادي فقالوا بأنه الجراثيم ولا إشكال في ذلك. فالأعراض واحدة، والمرض واحد، والمسبب أيضا واحد: أطلق عليه الشرع اسم "الجن" (أي الكائنات التي لا ترى بالعين)، وسماه الطب "الكائنات المجهرية" (أي الكائنات التي لا ترى بالعين أيضا). فالاختلاف بين الأطباء والفقهاء اختلاف تسمية لا اختلاف جوهر، وحتى إذا أرجعنا الأمور إلى تأصيلها اللغوي، وهو ما سبق أن فصلنا فيه، فالكائنات المجهرية تدخل في المعنى العام للجن، وعليه، نفترض أنه إذا فهم كل هذا، زال الخلاف بين الأطباء والفقهاء، لأن "الكائنات المجهرية" بمفهوم الأطباء هي ذاتها "الجن" بمفهوم الفقهاء.


قبل مواصلة النقاش نريد من الاخوة الكرام الذين يتابعون هذا الموضوع أن يعبروا عن موقفهم من هذه الفكرة وأن نناقشها بتدبر


نتمنى أن يتفاعل الإخوة مع ما ذكر أعلاه
ونرجو تعليقا من السيد منذر

والله المستعان

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سعيد نويضي
11/07/2007, 01:21 AM
بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...
أستاذ يحيى...الإخوة المتتبعين لهذا الموضوع...

الحقيقة أن الموضوع شائك جدا نظرا لاختلاط بعض المفاهيم التي يصعب تحديدها بالشكل الذي لا يترك أي غموض على القارئ سواء كان متخصصا أو كان قارئا عاديا...على أية حال يا أستاذ يحيى بشيء من التبصر و المنطق و الصبر يصل الإنسان بمعونة من الله عز و جل لما هو حق و للحقيقة بصفة عامة...
لن أعيد ما قيل في طبيعة الجن و الشيطان و إبليس كمخلوقات خلقها الله عز و جل للعبادة ... {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56.وما خلقت الجن والإنس وبعثت جميع الرسل إلا لغاية سامية, هي عبادتي وحدي دون مَن سواي.[التفسيير الميسر].فخرج إبليس بالعصيان عن أمر رب العالمين...و من تم بدأت مأساة و معاناة آدم و حواء عليهما السلام و من بعدهم ذرية آدم...و ابتدأت العداوة و ستظل إلى يوم الحساب...إلى أن توفى كل نفس ما عملت...فاللهم اجعلنا من اهل الجنة...
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112
وكما ابتليناك -أيها الرسول- بأعدائك من المشركين ابتلينا جميع الأنبياء -عليهم السلام- بأعداء مِن مردة قومهم وأعداء من مردة الجن, يُلقي بعضهم إلى بعض القول الذي زيَّنوه بالباطل; ليغتر به سامعه, فيضل عن سبيل الله. ولو أراد ربك -جلَّ وعلا- لحال بينهم وبين تلك العداوة, ولكنه الابتلاء من الله, فدعهم وما يختلقون مِن كذب وزور.[التفسير الميسر].
فشياطين الإنس هي من ذرية بني آدم فوض لها إبليس مهمة أو مهمات كان في الأصل يقوم بها إبليس لعنه الله...و ألخصها إجمالا في خلق العداوة و البغضاء بهدف الانحراف عن الطريق المستقيم... {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
إنما يريد الشيطان بتزيين الآثام لكم أن يُلقِي بينكم ما يوجد العداوة والبغضاء, بسبب شرب الخمر ولعب الميسر, ويصرفكم عن ذكر الله وعن الصلاة بغياب العقل في شرب الخمر, والاشتغال باللهو في لعب الميسر, فانتهوا عن ذلك.
كما أن الولاية تعني في بعض معانيها أن يتصرف الشخص طبقا لما أوحى به ولي أمره... {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف27
يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان, فيزين لكم المعصية, كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء, فأخرجهما بسببها من الجنة, ينزع عنهما لباسهما الذي سترهما الله به; لتنكشف لهما عوراتهما. إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم. إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للكفار الذين لا يوحدون الله, ولا يصدقون رسله, ولا يعملون بهديه.[التفسير الميسر] و من هنا يمكن القول أن الاسلحة الفتاكة كالغازات التي تم صنعها إما في الحرب العالمية الأولى أو فيما بعد كالغاز الذي استعمل في أفاق ميترو طوكيو1955...هل يمكن القول أن تلك الغازات هي من صنف [الجن]؟ و هل المختبر الكيماوي قادر على صنع[جن] انطلاقا من [نظرية الكائنات المجهرية]؟ فعلى الشبكة العنكبوتية وجدت مجموعة من الغازات التي لا ترى بالعين المجردة و التي تفتك بالإنسان بشكل شبيه بالطاعون أو أكثر...و إليك مثال على ذلك:
غاز السارين :
هوسائل أو بخار لا لون له . تشمل عوارضه . التي تتوقف على مدى التعرضله , غشاوة البصر ,
صعوبة التنفس ,وأختلاج العضلات , والتعرق ,والتقيؤ , وألأسهال والغيبوبة والتشجنات , وتتوقف عملية التنفس الذي يؤدي الى الموت ويمكن أن يؤدي التعرض الطويل له الى الموت .
استخدم هذا الغاز في اليابان عام 1995م من قبل جماعه أوم شنريكيو في محطة القطار أنذاك
ويستخدم هذا الغاز في قنابل المدفعية وصوارييخ 122ملليمتر وقنابل جوية .


غاز vx :
هو سائل زيتي لا لون له ولا رائحة وله مفعول دائم ويعتبرمن بين أكثر المواد سمومية التي تم انتاجها حتى ألأن بأمكان هذه المادة ان تقتل خلال دقائق لكن اكثر العرضة لها هو الجلد
من أعراض هذا الغاز غشوة البصر وصعوبة التنفس مما يؤدي الى الموت واختلاج العضلات والتعرق
والتقيؤ والغيبوبة وألأسهال
طبعا هناك غازات اخرى أشد خطورة وفتكا على الأطلاق منها


غاز الخردل :
هذا الرمز الكيميائي لغاز الخردل
هومركب عضوي ينتمي الى صنف المركبات العضوية المسماة الثيولات له رائحة الخردل وقد استخدم هذا الغاز في الحرب
العالمية الأولى .
وميزة هذا الغاز أنه سام ومؤذي للأغشية الأنفية اذا شممته ويسبب الدمامل في الجسم اذا لمسته لذا يجب
أن تلبس واقي للأنف وايضا ملابس واقية لتقي نفسك من الغازات السامة .

أما ما أعتقد به فيما يخص الكائنات المجهرية...يقول جل و علا:... يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة17.
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
11/07/2007, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استاذ سعد أشكرك على تفاعلك مع الموضوع
ابتدأت، أستاذ سعد، مداخلتك بكلام منطقي : فالشيطان هو عدو لبني آدم وهو ابتلاء ومن بين مهامه خلق العداوة والبغضاء وتزيين المعاصي والمناكر...و...و....

لكن الاستنتاج الذي ختمت به مداخلتك: "الغازات من صنف الجن" يبدو لي أنه غير منطقي:
"... و من هنا يمكن القول أن الاسلحة الفتاكة كالغازات التي تم صنعها إما في الحرب العالمية الأولى أو فيما بعد كالغاز الذي استعمل في أفاق ميترو طوكيو1955...هل يمكن القول أن تلك الغازات هي من صنف [الجن]؟ ..."

الأسلحة الفتاكة ومن ضمنها الغازات القاتلة يمكن اعتبارها من تزيين الشيطان للناس، أما أن تكون صنف من الجان فهذا لا يجوز لعدة اعتبارات سبق أن أوضحنا بعضها:


سبق للأستاذ منذر أن طرح فكرة مشابهة لما قلتم حين قال: "أنت تدعي وتقول بصريح العبارة إن الجراثيم والميكروبات جن وشياطين. ومن يدري فقد تقول لنا أيضا أن الذرات والاليكترونات وذرات الغبار التي لا ترى بالعين المجردة هي أيضا جن وشياطين والعياذ بالله ...! وأنت تريدنا أن نصدقك في ذلك ...!"

وقد سبق أن قلنا : لا يمكن أن ندرج تحت معنى "جن" أشياء أخرى لا ترى بالعين المجردة لأنها بكل بساطة ليست كائنات حية

الغازات التي ذكرتموها:
(غاز السارين وأيضا غاز الطابان غاز vx غاز الخردل ...)
رغم أنها لا ترى بالعين المجردة إلا أنها ليست كائنات حية تتزاوج وتتوالد وتأكل وتشرب وتموت ...
الفضاء الذي نعيش فيه يعج بالموجات (ONDES) التي لا نراها وتؤثر فينا أيضا لكنها لا تدخل ضمن معنى "الجن" أي الكائنات الحية التي لا نراها...


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------------------------------------------
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما...

يحي غوردو
11/07/2007, 09:49 PM
منذر أبو هواش بين المادة واللامادة

كلامكم سيد منذر فيه غموض وتناقضات صارخة

من ناحية تقولون: " مشاركة الشيطان ليست مشاركة مادية بل هي مشاركة المحرض على الجريمة."
ومن ناحية أخرى تبرهنون بالحديث الشريف على أن الشيطان يمكن أن يصبح مادة ترى بالعين وتحذرون الناس منه... قلتم:
الحديث الشريف فيه الدليل على أن الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا،
هل تجسد الشيطان في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مادي أم معنوي؟

تقولون:
في هذا الحديث أيضا دليل واضح على أن الشياطين يمكنهم الأكل من طعام الإنس إذا لم يسمى عليه....
الشيطان يأكل من طعام الإنس وطعام الإنس مادة ترى بالعين وتتذوق باللسان:
كائن يأكل الطعام ويشرب الشراب ولا بد أن له مخرجات مادية فكيف لا يكون ماديا؟
أم الأمر بالنسبة لكم لا يخرج عن كونه مجازا أو مجرد وسوسة؟

هل العظم والروث - اللذان أباحهما الرسول صلى الله عليه وسلم كطعام للجن المؤمن الذين سألوه الزاد- مادة أم غير مادة؟

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قام يصلي الصبح، وأنا خلفه فقرأ، فالتبست عليه القراءة، فلما فرغ من صلاته قال: "لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي، فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين - الإبهام والتي تليها - ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطاً بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان المدينة، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل" (أخرجه الإمام أحمد وروى بعضه أبو داود في سننه.).

إبليس مخلوق من نار والنار تتميز بالحرارة لكن لعاب إبليس تميز بالبرودة
لعاب إبليس مادي أم غير مادي؟

روى أبو داود من حديث أمية بن مخشي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في آخره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه»، وهذا دليل على أن الشيطان يأكل حقيقة من الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه، ويستقيء حقيقة ما أكل إذا سمع اسم الله،
ماذا أكل الشيطان؟
الأكل الذي أكله الشيطان مادي أم غير مادي؟
ماذا كان يوجد في بطن الشيطان قبل أن يستقيء؟
الشيطان أكل شيئا ماديا وتقيأه ، قيء الشيطان مادي أم غير مادي؟


قلت: "الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا"
كائن غير مادي "كما تقول" يتشكل فيصبح مادي "كما تقول أيضا" كيف ذلك أستاذ منذر؟


------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


حقيقة اللامادة
حيث بدأت كفكرة منذ عام 1928 فقط وتم العمل للوصول اليها وتمت العملية بنجاح.

لقد تم الوصول اليها و يتم تصنيعها يوميآ في مخابر CERN العملاقة في الفيزياء الجزيئية في سويسرا حيث يشترك 25 دولة في هذه المخابر....

و الجدير بالذكر أن هذه اللامادة نشطة جدآ حيث اتحادها مع اي شكل من اشكال المادة (هواء مثلآ) ينتج ما يطلق عليه اسم الابادة

حيث تتحد المادة مع نظيرها اللامادة و تختفي كليآ منتجة طاقة هائلة. حيث ان اندماج ميكرون واحد كافي لادارة محرك 4 سنوات.

لذلك كان من الصعب دراستها لشدة نشاطها. لكن CERN توصلت مؤخرآ لطريقة حفظ اللامادة بحقول مغناطيسية ..

على اساس هذه الاكتشافات تم اعادة تفسير نشأة الكون و نظرية الانفجار الكبير ...أتركك لتتصفح

http://livefromcern.web.cern.ch/live...ter/index.html

منذر أبو هواش
12/07/2007, 01:23 AM
التعبير عن الملائكة والجن بالقوى ومعرفة حقيقتهم

( س 17 ) ورد هذا السؤال على الأستاذ الإمام من صاحب الإمضاء في 6
يونيه سنة 1905 , فبعث به الأستاذ إلى صاحب هذه المجلة ليجيب عنه في المنار
كما كان يفعل أحيانًا في أمثال هذه المسائل، وقد كان ضاع بين الأوراق , ثم عثرت
عليه في هذه الأيام وهذا نصه :

فضيلتلو سيدي الأستاذ الحكيم :

بكل أدب واحترام لاَئِقَيْنِ لهذا المقام أتقدّم لأبلغكم أوفر التحيّات وأزكى
السلامات والشكر على خِدْمَاتِكم الدينيّة ، وقيامكم بتأدية الحقوق العلمية وتقوية
السلطة الدينية الإسلامية, أدامكم الله ركنًا منيعًا للوراثة المحمدية. وبعدُ؛

فيا حضرةَ الأستاذ, لما بيني وبينكم من المودة الإيمانية أحب مطالعة أقوالكم
لأستعين بها على نزع ما اعتراني من البدع والخرافات الباطلة، ولله الحمد، فقد
رأيت الفائدة فلله الشكر ولكم، والله أسأل أن يطيل حياتكم ويكثر من أمثالكم.

أستاذي بينما كنت أنظر في نفيس تفسيركم لسورة  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 
( الناس: 1 ) إذ وجدت ما يأتي.

حضرتكم قلتم : قد وصف الله الوسواس الخناس بقوله :  الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي
صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ  ( الناس : 5-6 ) , وقلتم :  مِنَ الجِنَّةِ
وَالنَّاسِ  ( الناس : 6 ) بيان للذي يوسوس أو بيان للوسواس الخناس ،
فالمُوَسْوِسُون قسمان :

قسم الجِنّة : وهم الخلق المستترون الذين لا نعرفهم , ولكن نجد في أنفسنا أثرًا
ينسب إليهم , ولكل واحد من الناس شيطان , وهي قوة نازعة إلى الشر , إلخ .

فبينتم حضرتكم بأن الجن خلق مستترون لا نعرفهم , فهل المراد لا نعرف
كيف أحوالهم من ابتداء نشأتهم , مع كون القرآن مصرحًا بأنهم خلقوا من مارج من
نار في آيات كثيرة , والحديث مصرحًا بأن الشيطان يسري في جسم الإنسان مسرى
الدم كما كان يسري في الآلهة لمعبوديهم , ونعرف أيضًا أن النبي بعث لهم وكلفهم
بالرسالة , فمنهم مَن آمنَ ومنهم من كفر ، فهذا كله يثبت لنا أن الجن موجودون
بحقائق غير حقائقنا , وأنهم يقدرون على التشكل بشكل ما . ثم حضرتكم قلتم :
( وإنما نجد في أنفسنا أثرًا ينسب إليهم ) , فهل ينسب إليهم حقيقةً أو مجازًا مع كونكم
جعلتم هذا الأثر للشيطان الذي قلتم عنه بأنه ( قوة من جملة القوى الإنسانية ) ,
فكأنه لا شيطانَ ولا إبليسَ , وكأن هذه القوة هي التي أمرها الله بالسجود فتكبرت
فلعنها الله , وقالت :  قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ  ( ص : 79 )
 لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ  ( ص : 82 ) وكأنها هي التي قال لها الله :  وَأَجْلِبْ
عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ
غُرُوراً  ( الإسراء : 64 ) وكأنها هي التي بعث لها المصطفى يبلغها الرسالة ،
وكأنها هي المذكورة في قوله :  وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ 
( الأحقاف : 29 ) إلخ ،  قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ  ( الجن : 1 )
أي القوى ، وكأنها كانت تتلقى السمع لتبلغه لرئيسها ، فلما بعث النبي أرادت أن
تتلقى السمع ، فأصيبت بشهاب قبس . وبكل احترام لمقامكم وعدم الاعتراض
لأقوالكم أطلب الإيضاح عن ذلك ؛ لأن فكرتي متشتتة الآن مع بيان كيف حقيقة
الجانّ، وكيف كان خطاب المصطفى لهم لتأدية الرسالة , وبيان ما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم من أنه أشفى المصروع , وأخرج من جسده الجانّ مع أن
الحكماء تنكر ذلك ، والظاهر للعقل ، هذا مع بيان التوسّل بالنبي والصالحين في
الدعاء ، ولكم الشكر .

كاتبه ولدكم
محمود فهمي
باشمهندس ري مديرية الدقهلية

( ج ) قول الأستاذ الإمام رحمه الله في الجنّ : ( هم الخلق المستترون الذين
لا نعرفهم ) هو الأصل عند المسلمين , وكذا أهل الكتاب في هذا الباب . والمراد لا
نعرف حقيقتهم ؛ لأنهم من الخلق المغيَّب عنا . وما جاء في القرآن مِن خبر خلقهم,
وغير ذلك لا ينافي كوننا لا نعرف حقيقتهم , وكذلك إخباره عن جميع عالم الغيب لا
يقتضي أننا نعرِف حقيقة ذلك العالم . والعلم بأن الجانّ خلق من مارج لا يفيدنا
معرفة حقيقته , بل ولا ظواهر صفاته ومميزاته كما أن خلق الإنسان من طين لا
يبين حقيقته ولا مميزاته . ومثل ذلك يقال في تكليفهم . وظاهر قوله تعالى في سورة
الجن :  قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ  ( الجن : 1 ) إلخ ، أن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يَرَهُمْ حين سمعوا منه القرآن , فآمن بعضهم وكفر بعض ،
وقد روى البخاري و مسلم عن ابن عباس التصريح بذلك ؛ قال في تفسير الآية :
( ما قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجنّ ولا رآهم ) إلخ ، ولكن رُوِيَ
عن ابن مسعود أنه رآهم وقرأ عليهم , وقال ابن تيمية : إن ابن عباس علم ما دلّ
عليه القرآن , ولم يعلم ما علمه ابن مسعود وأبو هريرة من إتيان الجِنّ له إلخ ،
فَحَسْبُكَ مِن أمْرِ تكليفهم أن حبر الأمة ابن عباس كان يعتقد بِحَسَبِ فهمه للقرآن أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يَرَ الجِنّ إنما أوحى الله إليه أنهم سمعوا منه القرآن ,
ونزل عليه فيهم :  وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ  ( الأحقاف :
29 ) وإذا صحّ حديث ابن مسعود وأبي هريرة في رؤيته إيّاهم ومكالمتهم , فذلك
لا يدُلُّ على أنهم صاروا مِن عَالَمِ الشهادة , وأننا صِرْنَا نَعْرِف حقيقتهم ، فإن الله قد
يطلع رسله على بعض غيبه ، وذلك خصوصيّة لهم كما قال في سورة الجِنّ :
 عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ  ( الجن :
26-27 ) إلخ .
وكذلك حديث صفية عند الشيخين وغيرهما : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم
مجرى الدم ) لا يدلّ على حقيقة الشيطان ولا يجعلها معروفة لنا , والحديث تمثيل لا
حقيقة كقول الشاعر :

* جرى حبها مجرى دمي في مفاصلي *

وليس فيه ( كما كان يسري في أعضاء الآلهة ) كما قال السائل . وقد قال تعالى في
الشيطان :  إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ  ( الأعراف : 27 ) . وقوله :
إنه صح أن النبي شفى المصروع , وأخرج من جسده الجانّ لا أدري من أين
جاء به السائل على أنه لا يدُلّ على أنّنا نعرف حقيقة الجانّ .

وأما تعبيره عنهم بالقوى فقد كنا نقلناه عن الأستاذ الإمام في تفسير سورة البقرة ,
فأنكره بعض الناس وإن وَرَدَ موردَ التأويل لمُحاجَّة المنكرين لعالم الغيب , فطلبنا
منه أن يوضحه فأوضحه بكتابة بليغة زادها على تفسير آيات خلق آدم الذي نشرناه
في المنار , وإننا نورد هنا ما كنا كتبناه هناك , وما زاده عليه رحمه الله وأحسن
مثواه ، ونميز ما كتبه بوضعه بين أقواس هكذا [ ] وهاك ما هنالك .

تقدم أن الملائكة خلق غيبي لا نعرف حقيقته , وإنما نؤمن به بإخبار الله تعالى
الذي نقف عنده , ولا نَزِيد عليه وتقدم أن القرآن ناطق بأن الملائكة أصناف لكل
صِنْف وظيفة وعمل , ونقول الآن : إن إلهام الخبر والوسوسة بالبشر مما جاء في
لسان صاحب الوحي - صلى الله عليه وسلم - وقد أسندا إلي هذه العوالم الغيبية
وخواطر الخير التي تُسَمّى إلهامًا ، وخواطر الشّرّ التي تسمى وسوسة كل منهما
محله الرُّوح ، فالملائكة والشياطِينُ إذن أرواح تتصل بأرواح الناس ، فلا يصحّ أن
نمثل الملائكة بالتماثيل الجثمانية المعروفة لنا [ لأن هذه لو اتصلت بأرواحنا فإنما
تتصل بها من طرق أجسامنا ، ونحن لا نحس بشيء يتصل بأبداننا لا عند الوسوسة ,
ولا عند الشعور بداعي الخير من النفس ، فإذن هي من عالم غير عالم الأبدان
قطعًا ] والواجب على المسلم في مثل الآية الإيمان بمضمونها مع التفويض , أو
الحمل على أنها حكاية تمثيل , ثم الاعتبار بها بالنظر في الحكم التي سيقت لها
القصة .

وأقول : إسناد الوسوسة إلى الشياطينِ معروف في الكتاب والسنة ، وأما إسناد
إلهام الحق والخير إلى الملائكة , فيؤخذ من خطاب الملائكة لمريم عليها السلام ,
ومن حديث الشيخين في المحدثين وكون عمر منهم . والمحدثون الملهمون وحديث
الترمذي والنسائي وابن حبان وهو : ( للشيطان لَمّة بابن آدم وللمَلَك لمة ، فأما لمّة
الشياطين فإيعاذ بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمّة الملك فإيعاذ بالخير وتصديق بالحق ،
فمَن وجد ذلك فليعلم أنه من الله ، فليحمد الله على ذلك ، ومن وجد الأخرى فليتعوذ
بالله من الشيطان , ثم قرأ :  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ  ( البقرة :
268 ) قال الترمذي : حسن غريب , لا نعلمه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص ،
والرواية إيعاد في الموضعين كما أن الآية من الثلاثي في الموضعين ، فما قالوه
في التفرقة بين الوعد والإيعاد أغلبي فيما يظهر وإلا فهو غير صحيح ، واللمة بالفتح
الإلمام والإصابة .

( قال الأستاذ ) : وذهب بعض المفسرين مذهبًا آخر في فهم معنى الملائكة ،
وهو أن مجموع ما ورد في الملائكة من كونهم موكلين بالأعمال من إنماء نبات ,
وخلقة حيوان , وحفظ إنسان , وغير ذلك فيه إيماء إلى الخاصّة بما هو أدقّ مِن
ظاهر العبارة , وهو أن هذا النموّ في النبات لم يكن إلا بِرُوح خاصّ نفحه الله في
البذرة , فكانت به هذه الحياة النباتية المخصوصة ، وكذلك يقال في الحيوان
والإنسان ، فكل أمر كلي قائم بنظام مخصوص تمت به الحكمة الإلهية في إيجاده ،
فإنما قوامه بروح إلهي سمي في لسان الشرع ملكًا ، ومن لم يبال في التسمية
بالتوقيف يسمي هذه المعاني القوى الطبيعية ( إذا كان لا يعرف من عالم الإمكان إلا
ما هو طبيعة أو قوة يظهر أثرها في الطبيعة ) والأمر الثابت الذي لا نزاع فيه هو
أن في باطن الخلقة أمرًا هو مناطها , وبه قوامها ونظامها , لا يمكن لعاقل أن ينكره ،
وإن أنكر غير المؤمن بالوحي تسميته ملكًا , وزعم أنه لا دليلَ على وجود
الملائكة , أو أنكر بعض المؤمنين بالوحي تسميته قوة طبيعية أو ناموسًا طبيعيًّا،
لأن هذه الأسماء لم ترد في الشرع ، فالحقيقة واحدة والعاقل من لا تحجبه الأسماء
عن المسميات ( وإن كان المؤمن بالغيب يرى للأرواح وجودًا لا يدرك
كُنْهه ، والذي لا يؤمن بالغيب يقول لا أعرف الروح , ولكن أعرف قوة لا أفهم
حقيقتها ، ولا يعلم إلا الله عَلامَا يختلف الناس ، وكل يقر بوجود شيء غير ما يرى
ويحس ويعترف بأنه لا يفهمه حقَّ الفهم , ولا يصل بعقله إلى إدراك كنهه , وماذا على
هذا الذي يزعم أنه لا يؤمن بالغيب وقد اعترف بما غيب عنه لو قال أصدق بغيب
أعرف أثره ، وإن كنت لا أقدره قدره ، فيتفق مع المؤمنين بالغيب ويفهم بذلك ما
يرد على لسان صاحب الوحي ويحظى بما يحظى به المؤمنون ) .

يشعر كل من فكر في نفسه ، ووازن بين خواطره عندما يهم بأمر فيه وجه
للحق أو للخير ، ووجه للباطل أو للشر ، بأن في نفسه تنازعًا ، كأن الأمر قد
عرض فيها على مجلس شورى ، فهذا يورد وذاك يدفع ، وواحد يقول : افعل ,
وآخر يقول : لا تفعل حتى ينتصر أحد الطرفين ، ويترجح أحد الخاطرين ، فهذا
الشيء الذي أودع في أنفسنا , ونسميه قوة وفكرًا وهو في الحقيقة معنى لا يدرك
كنهه , وروح لا تكتنه حقيقتها - لا يبعد أن يسميه الله تعالى ملكًا , ويسمي أسبابه
ملائكة أو ما شاء من الأسماء ، فإن التسمية لا حَجْرَ فيها على الناس , فكيف يحجر
فيها على صاحب الإرادة المطلقة والسلطان النافذ والعلم الواسع ؟ .

وأقول : إن الإمام الغزالي سبق إلى بيان هذا المعنى وعبر عنه بالسبب ,
وقال : إنه سمي ملكًا ، فإنه بعد ما قسم الخواطر إلى محمود ومذموم قال : ( ثم إنك
تعلم أن هذه الخواطر حادثة , ثم إن كل حادث فلا بُدَّ له من محدث , ومهما اختلفت
الحوادث دلّ ذلك على اختلاف الأسباب . هذا ما عرف من سنة الله تعالى في
ترتيب المسببات على الأسباب ، فمهما استنارت حيطان البيت بنور النار , وأظلم
سقفه بالدخان علمت أن سبب السواد غير سبب الاستنارة . وكذلك لأنوار القلب
وظلمته سببان مختلفان ، فسبب الخاطر الداعي إلى الخير يسمى ملكًا ، وسبب
الخاطر الداعي إلى الشر يسمى شيطانًا ، واللطف الذي يتهيأ به القلب لقَبُول إلهام
الخير يسمى توفيقًا ، والذي يتهيأ به لقبول الشر يسمى إغواء وخذلانًا ، فإن المعاني
المختلفة تحتاج إلى أسامي مختلفة ) . ا هـ المراد منه فليراجع في كتاب شرح
عجائب القلب من الإحياء .

ثم قال الأستاذ الإمام ما معناه : فإذا صحّ الجري على هذا التفسير فلا يستبعد
أن تكون الإشارة في الآية إلى أن الله تعالى لما خلق الأرض دبرها بما شاء من
القوى الرُّوحَانية التي بها قوامها ونظامها , وجعل كل صِنْف من القوى مخصوصًا
بنوع من أنواع المخلوقات لا يتعداه ( ولا يتعدّى ما حُدِّد له من الأثر الذي خص به )
خلق بعد ذلك الإنسان , وأعطاه قوة يكون بها مستعدًّا للتصرف بجميع هذه القوى ,
وتسخيرها في عمارة الأرض , وعبر عن تسخير هذه القوى له بالسجود الذي يفيد
معنى الخضوع والتسخير , وجعله بهذا الاستعداد الذي لا حدَّ له والتصرف الذي لم
يعط لغيره خليفة الله في أرضه ؛ لأنه أكمل الموجودات في هذه الأرض , واستثنى
من هذه القوى قوةً واحدةً عبّرَ عنها بإبليس وهي القوة التي [ لزَّها الله بهذا العالم لزًّا ،
وهي التي تميل بالمستعد للكمال أو الكامل إلى النقص وتعارض مدّ الوجود لتردّه
إلى العدم أو تقطع سبيل البقاء ، وتعود بالموجود إلى الفناء ، أو التي ] تعارض في
اتباع الحق , وتصدّ عن عمل الخير , وتنازع الإنسان في صرف قواه إلى المنافع
والمصالح التي تتمّ بها خلافته , فيصل إلى مراتب الكمال الوجودي التي خلق
مستعدًّا للوصول إليها ( تلك القوة التي ضللت آثارها قومًا , فزعموا أن في العالم
إلهًا يُسَمَّى إِلَهَ الشَّرِّ , وما هي بإله ولكنها محنة إله لا يعلم أسرار حكمته إلا هو ) .

( قال الأستاذ الإمام ) : ولو أن نفسًا مالت إلى قَبُول هذا التأويل لم تجد في
الدين ما يمنعها من ذلك , والعُمْدَة على اطمئنان القلب , وركون النفس إلى ما
أبصرت من الحق ( ولست أحيط علمًا بما فعلت العادة والتقاليد في أنفس بعض من
يظنون أنهم من المتشدّدين في الدين , إذ ينفرون من هذه المعاني كما ينفر المرضى
أو المخدجون من جيد الأطعمة التي لا تضرهم ، وقد يتوقف عليها قوام بنيتهم
ويتشبثون بأوهام مألوفة لهم تشبث أولئك المرضى أو المخدجون بأضر طعام يفسد
الأجسام ويَزِيد السقام ، لا أعْرِف ما الذي فهموه من لفظ رُوح أو مَلَك , وما الذي
يتخيلونه من مفهوم لفظ قوة ! أليس الروح في الآدمي مثلاً هو الذي تظهر آثاره في
أفراد هذا النوع بالعقل والحس والوجدان والإرادة والعمل , وإذا سلبوه سلبوا ما
يسمى بالحياة ؟ أو ليست القوة هي ما تصدر عنه الآثار فيمن وهبت لهم فإذا سمي
الروح لظهور أثره قوة أو سميت القوة لخفاء حقيقتها روحًا فهل يضرّ ذلك الدين ، أو
ينقص معتقده شيئًا من اليقين ؟ ) .

ألا لا يسمى الإيمان إيمانًا ، حتى يكون إذعانًا ، ولا يكون كذلك حتى يستسلم
الوجدان ، وتخشع الأركان ، لذلك السلطان الذي تعلق به الإيمان ، ولا يكون كذلك
حتى يلقي الوهم سلاحه ، ويبلغ العقل فلاحه ، وهل يستكمل ذلك لمن لا يفهم ما يمكن
فهمه ، ولا يعلم ما تيسر علمه ؟ كلا , إنما يعرف الحق أهله ، ولا يضل سبله ، ولا
يعرف أهل الغفلة . لو أن مسكينًا من عبدة الألفاظ من أشدهم ذكاءً وأذربهم لسانًا
أخذ بما قِيلَ له : إن الملائكة أجسام نورانيّة قابلة للتشكل . ثم تطلع عقله إلى أن يفهم
معنى نورانية الأجسام , وهل النور وَحْدَهُ له قوام يكون به شخصًا ممتازًا بدون
أن يقوم بجرم آخر كثيف , ثم ينعكس عنه كذبالة المصباح , أو سلك كهرباء ,
ومعنى قابلية التشكل , وهل يمكن للشيء الواحد أن يتقلب في أشكال وصور مختلفة
حسبما يريد , وكيف يكون ذلك ألا يقع في حيرة ؟ ولو سئل عما يعتقده من ذلك ألا
يحدث في لسانه من العقد ما لا يستطيع حلّه ؟ أليس مثل هذه الحيرة يعد شكًّا ؟ نعم ,
ليست هذه الحيرة حيرة مَن وقف دون أبواب الغيب يطرف لما يستطيع النظر إليه ,
لكنها حيرة مَن أخذ بقول لا يفهمه ، ولو كلف نفسه علم ما لا يعلمه ، فلا يعد مثله مما
آمن بالملائكة إيمانًا صحيحًا , واطمأنت بإيمانه نفسه ، وأذعن له قلبه ، ولم يبقَ
لوهمه سلاح ينازع به عقله كما هو شأن صاحب الإيمان الصحيح . فليرجع هؤلاء
إلى أنفسهم ليعلموا أن الذي وقر فيها تقاليد حفت بالمخاوف ، لا علوم حفت بالسكينة
والطمأنينة . هؤلاء لم يشرق في نفوسهم ذلك السرّ الذي يعبر عنه بالنور
الإلهي , والضياء الملكوتي , واللألاء القدسي , أو ما يماثل ذلك من العبارات . لم
يسبق لنفوسهم عهد لملاحظة جانب الحق ، ولم تكتحل أعين بصائرهم بنظرة إلى
مطلع الوجود على الخلق ، ولو علموا أن العالم بأسره فَانٍ في نفسه ، وأن ليس
في الكون باق كان أو يكون إلا وجهه الكريم ، وإن ما كثف من الكون وما لطف ، وما
ظهر منه وما بطن ، إنما هو فيض من وجوده ، ونسبة إلى وجوده ، وليس الشريف
منه إلا ما أعلى بذكره منزلته ، ولا الخسيس إلا ما بين لنا بالنظر إلى الأول
نسبته ، فإن كل مظهر من مظاهر الوجود في نفسه واقع موقعه ، ليس شيء أعلى ولا
أحق منه ، فإن كان كذلك ولا بُدَّ أن يكون كما قدره ، ولو عرفوا ذلك كله لأطلقوا
لأنفسهم أن تجول في تلك الشئون حتى تصل إلى مستقرّ الطمأنينة حيث لا ينازع
العقل شيء من وساوس الوهم ، ولا تجد طائفًا من الخوف ، ثم لا يتحرجون من
إطلاق لفظ مكان لفظ .

هذه القوى التي نرى آثارها في كل شيء يقع تحت حواسنا ، وقد خفيت
حقائقها عنا ، ولم يصل أدق الباحثين في بحثه عنها إلا إلى آثار تجل إذا كشفت ،
وتقل بل تضمحلّ إذا حجبت ، وهي التي يدور عليها كمال الوجود ، بها ينشأ
الناشئ ، وبها ينتهي إلى غايته الكامل ، كما لا يخفى على نبيه ولا خامل ، أليست
أشعة من ضياء الحق ؟ أليست أجل مظهر من مظاهر سلطانه ؟ ألا تعد بنفسها من
عالم الغيب ، وإن كانت آثارها من عالم الشهادة ؟ ألا يجوز أن يشعر الشاعر منها
بضرب من الحياة والاختيار خاصّ بها ، لا يدرك كُنْهه لاحتجابه بما نتصوره
من حياتنا واختيارنا ! ألا ترى ما توافي بأسرارها ، من ينظر في آثارها ، ويوافيها
حق النظر في نظامها ، ليستكثر من الخير بما يقف عليه من شئونها ، ومعرفة
الطريق إلى استدرار منافعها ، أليس الوجود الإلهي الأعلى من عالم الغيب وآثاره
في خلقه من عالم الشهادة ؟ أليس هو الذي وهب تلك القوى خواصها ، وقدر لها
آثارها ؟ لِمَ لا تقول أيها الغافلُ : إنه بذلك وهبها حياتها الخاصّة بها ؟ ولم قصرت
معنى الحياة على ما تراه فيك وفي حيوان مثلك ؟ مع أنك لو سئلت عن هذا الذي
تزعم أنك فهمته وسَمَّيته حياة لم تستطع له تعريفًا ، ولا لفعله تصريفًا ؟ ألا تقول كما
قال الله وبه نقول :  تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ
يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ  ( الإسراء : 44 ) .

أفلا تزعم أن لله ملائكةً في الأرض وملائكة في السماء ! هل عرفت أين
تسكن ملائكة الأرض ؟ وهل حددت أمكنتها ورسمت مساكنها ؟ وهل عرفت أين
يجلس من يكون منهم عن يمينك ومن يكون عن يسارك ؟ هل ترى أجسامهم
النورانية تضيء لك في الظلام ؟ أو تؤنسك إذا هجمت عليك الأوهام ؟ فلو ركنت
إلى أنها قوى أو أرواح منبثة فيما حولك وما بين يديك وما خلفك وأن الله ذكرها لك
بما كان يعرفها سلفك ؟ وبالعبارة التي تلقفتها عنهم كَيْلاَ يوحشك بما يدهشك ، وترك
لك النظر فيما تطمئن إليه نفسك من وجوه تعرفها ، أفلا يكون ذلك أروح لنفسك ،
وأدعى إلى طمأنينة عقلك ؟ أفلا تكون قد أبصرت شيئًا من وراء حجاب ، ووقفت
على سرّ من أسرار الكتاب ، فإن لم تجد في نفسك استعدادًا لقبول أشعة هذه الحقائق,
وكنت ممن يؤمن بالغيب ويفوض في إدراك الحقيقة , ويقول :  آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ
عِندِ رَبِّنَا  ( آل عمران : 7 ) فلِمَ تَرْمِي طلاب العرفان بالريب ما داموا يصدقون
بالكتاب الذي آمنت به ، ويؤمنون بالرسول الذي صدقت برسالته ، وهم في إيمانهم
أعلى منك كعبًا ، وأرضى منك بربهم نفسًا !

ألا إن مؤمنًا لو مالت نفسه إلى فهم ما أنزل إليه من ربه على النحو الذي
يطمئن إليه قلبه كما قلنا كان من دينه في ثقة ، ومن فضل ربه في سَعَةٍ .

ثم نقول في الآية : إن ترتيب النظم يلتئم مع هذا التأويل الذي أورده الأستاذ
الإمام , فإن هذه المعاني التي وردت بصيغة الحكاية , وبرزت في صورة التمثيل
جاءت عَقِيب قوله تعالى :  هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا  ( البقرة :
29 ) وبقي شيء واحد لم يصرح به فيما مضى , ولكنه يفهم منه , وهو أن كل قوة
مِن قوى هذه الأرض , وكل ناموس من نواميس الطبيعة فيها خلق خاضعًا للإنسان ,
وخلق الإنسان مستعدًّا لتسخيره لمنفعته إلا قوّة الإغراء بالشّرّ , وناموس الوسوسة
بالإغواء الذي يجذب الإنسان دائمًا إلى شر طباع الحيوان , ويعوقه عن بلوغ كماله
الإنساني ، فالظاهر من الآيات أن الإنسان لا يغلب هذه القوة ويخضعها مهما ارتقى
وكمل ، وقصارى ما يصل إليه الكاملون هو الحذر من دسائس الوسوسة , والسلامة
من سوء عاقبتها بأن لا يكون لها سلطان على نفس الكامل تجعله مسخّرًا لها
وتستعمله بالشرور كما قال تعالى :  إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ  ( الحجر :
42 ) , وقال عز وجل  إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا
هُم مُّبْصِرُونَ  ( الأعراف : 201 ) أما سلطان تلك القوة في الغناء , وقطع
حركة الوجود إلى الصعود , فلا يستطيع إخضاعه لقدرته من البشر كامل ، ولا
يقاوم نفوذه عامل ، وإنما ذلك لله وحده . وهذا حكمها في الكائنات ، إلى أن تبدل
الأرض غير الأرض والسموات , فنسأل الله أن يجعلنا من أهل التقوى والبصيرة ,
وأن يعيذنا من الشيطان الرجيم . ا هـ ما كتبناه في تفسير سورة البقرة مع ما
زاده عليه الأستاذ الإمام بعد ذلك .

________________________

(( مجلة المنار ـ المجلد [‌ 11 ] الجزء [‌ 8 ] صــ ‌ 585 ‌ شعبان 1326 ـ سبتمبر 1908 ))

العقل والشرع يمنعان من قياس عالم الشهادة ومنه الإنسان
على عالم الغيب كالملائكة والجان

(( مجلة المنار ـ المجلد [‌ 33 ] الجزء [‌ 9 ] صــ ‌ 670 ‌ ذو القعدة 1352 ـ فبراير 1933 ))

:fight:

منذر أبو هواش
12/07/2007, 07:57 AM
(نقيض المادة) شيء و (اللامادة) شيء آخر ...
إلى صاحب الجن والشياطين يحيى غوردو،

ليس هناك شيء اسمه (اللامادة)، ويبدو أن صاحبك (Enlightened) الذي نقلت عنه المداخلة رقم (5) المنشورة بتاريخ 21/01/2007 في موقع عناقيد الأمريكي العلماني قد أخطأ الترجمة، وأخطأ في الفهم وفي الشرح، وأنك أنت أيضا قد أخطأت الفهم والنقل كما هو شأنك منذ البداية، ضلال ثم تضليل!

نعم، مداخلتك المنشورة هنا حول (اللامادة) منقولة حرفيا وبحذافيرها من (عناقيد) على الموقع

http://annaqedcafe.com/showthread.php?t=89

أما الموقع العلمي (Antimatter Academy) أي (أكاديمية نقيض المادة) الموجود على الرابط:

http://livefromcern.web.cern.ch/live...ter/index.html

فهو يشرح قانون حفظ المادة (المادة لا تفنى ولا يمكن خلقها من العدم) أو بالأحرى معادلة آينشتاين الشهيرة التي أثبت فيها إمكانية تحول المادة إلى طاقة وبالعكس، وأن مجموع المادة والطاقة في الكون يساوي ثابتا، وهي المعادلة التي قادت العلماء إلى اختراع القنبلة الذرية في القرن السابق.

لقد أثبت آينشتاين من خلال معادلاته الرياضية - الفيزيائية المستندة إلى نظرية النسبية ومفهوم الزمكانية (الأبعاد الأربعة للأشياء: الزمن وأبعاد المكان الثلاثة الأخرى الطول والعرض والارتفاع) أن الجسم المتحرك يتناقص طوله كلما ازدادت سرعته، وأن المفروض بهذا الطول أن يصبح صفرا في حال اقتربت سرعة الجسم من سرعة الضوء، وأن من المفترض أيضا طبقا لهذه النظرية العلمية أن الجسم المتحرك يغدو جسما سالبا إذا تجاوزت سرعته سرعة الضوء.

لا شك أن اختراع مركبة تصل سرعتها إلى سرعة الضوء يبدو أمرا مستحيلا، وصعب المنال، وصعب التخيل، لكن العلماء فكروا في تحقيق ذلك وتطبيقه على بعض جزيئات الذرة من خلال تسريعها في مسرعات المختبرات الخاصة بحيث تصل سرعاتها إلى سرعات تقترب من سرعة الضوء أو تكاد، ويبدوا أنهم نجحوا في ذلك إلى حد بعيد بحيث تمكنوا من تحويل بعض هذه الجزيئات إلى جزيئات نقيضة، ما أن تلتقي بنقائضها في ظروف معينة حتى تتحول إلى طاقة هائلة، تعمل على تسريع جزيئات أخرى تتحول إلى نقائض أخرى لتتحد بدورها مع نقائض أخرى وأخرى لتنتج طاقات هائلة أخرى وهكذا فيما يسمى بالتفجر المتسلسل للطاقة الذي بنيت على أساسه القنابل الذرية وما بعد الذرية.

وقد أظهرت تجارب كثيرة أنه عند تحول الطاقة إلى جزيئات المادة (بروتونات، نيوترنات ألخ.) فإن هذه الجزيئات لا تنتج فرادى أو وحيدة بشكلها المادي المعروف، وإنما هي تنتج في نفس اللحظة على شكل أزواج متقابلة من الجزيئات وأضداد تلك الجزيئات، أو صورها السلبية إذا جاز التعبير، وهذه الصور السلبية المجهولة للجزيئات يقال لها باللغة الانكليزية (Antimatter) أي (مادة سلبية) أو (مادة عكسية) أو (ضد المادة) أو (نقيض المادة)، ولا أعتقد أن كلمة (اللامادة) تصلح ترجمة لهذا المصطلح العلمي حتى وإن استخدمها بعض الناس جهلا أو تجاوزا، لأن (اللامادة) تعني الفراغ والفناء واللاشيء.

أي أن الطاقة لا تتحول إلى مادة فقط كما قد يظن السذج وبسطاء الناس، وإنما هي تتحول إلى شيئين ونقيضين هما (المادة) و (نقيض المادة) الذي وصفته أنت بأنه (لامادة) أي لا شيء! علما بأن المخابر لم تنتج لحد الآن أية مواد طبيعية مكونة من ذرات، بل إن ما ينتج فيها هو ما ينتج بشكل ثانوي طبيعي عن التفاعلات الذرية تحت ظروف معينة مثل قذف مادة معينة بجزيئات من الذرة، فتنتج الطاقة، وينتج أثناء ذلك (أزواج) متقابلة متعاكسة متناقضة متلازمة من جزيئات الذرة على اختلافها (لا ذرات، ولا مادة مكونة من ذرات)، ويكون أحد الزوجين جزيء والآخر نقيضه، وهذان الزوجان النقيضان إذا اتحدا تحولا معا إلى طاقة من جديد، علما بأن التحول إلى طاقة لا يعني (إبادة) على الإطلاق، كما أن الطاقة أيضا ليست (لا شيء) بالضرورة!

وباختصار، من أجل انتاج المادة وضد المادة يلزم طاقة، وعندما تعيد توحيدهما يحدث ما يسمى مجازا الإبادة (annihilation)، وهي إبادة مجازية بالضرورة، لأن الاختفاء المتلازم للمادة ونقيضها ليس اختفاءا نهائيا مطلقا، بل هو تحول من شكل إلى شكل، وذلك لأنهما يختفيان ويتحولان إلى طاقة تنطلق، كما تقول المعادلات والنظريات لمن يفهمها حق الفهم.

من جانب آخر، أعود وأناشدك مرة أخرى أن تتوقف عن تضليل الناس بفهمك السقيم الساذج للأمور، وأدعوك إلى الامتناع عن الإساءة إلى علماء المسلمين مثل ابن تيمية رحمه الله، وذلك لأن ابن تيمية واحد من العلماء المجددين البارزين لهذه الأمة، وهو قدوة لأهل السنة والجماعة، واختلافك معه (وهو من هو وأنت من أنت) يعتبر اختلافا مع أهل السنة والجماعة، وخروجا على مذهبهم، وإساءة لا تغتفر إلى الإسلام والمسلمين.

والله هو الهادي إلى سبيل الرشاد

منذر أبو هواش

:fight:

يحي غوردو
12/07/2007, 06:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في مداخلاتك الأخيرة 76-68 سيد منذر لم تتعوذ من الشيطان الرجيم ولم تسم الله لذلك لبس عليك الشيطان في الفهم وأغلق عليك منافذ الحكمة فخلطت بين الملائكة والجن وادعيت أن الجن هم أيضا من "الغيب" هناك فرق واسع بين الجن والملائكة...

الجــــــــــــن
كيف تحولت المفاهيم في الفكر العربي الإسلامي؟


لماذا ذهب الفكر العربي الإسلامي إلى تجسيد الجن ولم يذهب إلى تجسيد الملائكة؟
منذ زمن بعيد وحتى عصرنا هذا لم يوجد من ادعى أنه صادف أو التقى أو رأى ملكا من الملائكة، بالمقابل ادعى كثير من الناس رؤيتهم للجن والتعامل معهم ومنهم من تزوج وأنجب منهم ذرية صالحة أو طالحة.
تبين الآيات والأحاديث بصراحة تجسد الملائكة في شكل بشر وقد تكلم الأنبياء والرسل معهم كما أن الصحابة رأوهم في عصر النبوة.
يقول تعالى في كتابه العزيز:
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ- حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (مريم 17)
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِوَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ - قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّافَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ الحجر 51-53)نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ
فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ- َ (الحجر 61-62) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونالْمُرْسَلُونَ
- وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُالْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (الأنعام 8-9)رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ
قُلْ لَوْ- كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ (الإسراء 95)مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا
وفي صحيح مسلم من حديث عن عبد ذاتالله بن عمر قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه علىولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي فخذيه (...) قال ثم انطلق، فلبثت مليا، ثم قال لي: "يا عمر! أتدري من السائل؟ " قلت: الله ورسوله أعلم قال: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
و في صحيح البخاري كان يوما بارزا للناس، إذ أتاه رجل يمشي(...) ثم: أن رسول الله عن أبي هريرة انصرف الرجل، فقال: (ردوا علي). فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا، فقال: (هذا جبريل، جاء ليعلم الناس دينهم).
قوله فأتاه رجل، أي ملك في صورة رجل، وفي التفسير إذ أتاه رجل يمشي، ولأبي فروة فإنا الجلوس عنده إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا كأن ثيابه لم يمسها دنس. ولمسلم من طريق كهمس في حديث عمر: بينما نحن إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وفيذات يوم عند رسول الله رواية بن حبان سواد اللحية لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخديه وفي رواية لسليمان التيمي ليسالنبي كما يجلس أحدنا فيعليه سحناء السفر وليس من البلد فتخطى حتى برك بين يدي النبي وكذا في حديث بن عباس وأبي عامر الأشعري ...الصلاة ثم وضع يده على ركبتي النبي (أنظر فتح الباري)
وحدثنا أبو عثمان قال: أنبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي لأم سلمة: (من هذا). أو كما قال، وعنده أم سلمة، فجعل يحدث ثم قام، فقال النبي  قالت: هذا دحية، قالت أم سلمة: وايم الله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي بخبر جبريل. (صحيح البخاري)الله
قوله فقال لأم سلمة من هذا فاعل ذلك النبي استفهم أم سلمة عن الذي كان يحدثه هل فطنت لكونه ملكا أم لا؟ قال الداودي هذا السؤال إنما وقع بعد ذهاب جبريل وظاهر سياق الحديث قوله قالت هذا دحية أي بن خليفة غالبا علىالكلبي الصحابي المشهور، وكان موصوفا بالجمال وكان جبريل يأتي النبي ذاهبا إلى المسجد وهذا يدل على أنه لم ينكر عليهاصورته قوله فلما قام أي النبي ما ظنته من أنه دحية اكتفاء بما سيقع منه في الخطبة مما يوضح لها المقصود قوله ما حسبته إلا إياه هذا كلام أم سلمة وعند مسلم فقالت أم سلمة أيمن الله ما حسبته إلا يخبر بخبر جبريل أو كما قال في رواية مسلم.إياه حتى سمعت خطبة النبي
وجاء في دلائل البيهقي من رواية عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنها رأت النبي يكلم رجلا وهو راكب فلما دخل قلت من هذا الذي كنت تكلمه قال بمن تشبهينه قلت بدحية بن خليفة قال ذاك جبريل أمرني أن أمضي إلى بني قريظة... وفي هذا الحديث أن للملك أن يتصور على صورة الآدمي وأن له هو في ذاته صورة لا يستطيع الآدمي أن يراه فيها لضعف القوى البشرية إلا من يشاء الله أن يقويه على ذلك ولهذا كان غالب ما يأتي جبريل إلى في صورة الرجل كما تقدم في بدء الوحي وأحيانا يتمثل له الملك رجلا ولم يرالنبي جبريل على صورته التي خلق عليها إلا مرتين كما ثبت في الصحيحين، وفيه فضيلة لأم سلمة ولدحية وفيه نظر لأن أكثر الصحابة رأوا جبريل في صورة الرجل لما جاء فسأله عن الإيمان والإسلام والإحسان. (فتح الباري)
يتضح لنا من هذه الأحاديث وغيرها أن نوعا من الملائكة على الأقل نزل في صورة بشر كما وقع لمريم البتول وكما حدث مع وقد رآهم بعض الصحابة ولكنسيدنا ابراهيم وسيدنا لوط عليهما السلام وسيدنا محمد بذلك...لم يعرفوا بأنهم ملائكة إلا بعد أن أخبرهم النبي
فالملائكة مخلوقات متنوعة ولها مهام وأسماء وخصائص مختلفة، منها جبريل وميكال ومالك وحملة العرش والروح والكتبة والحفظة والمعقبات والمدبرات وهاروت وماروت... وأشكالها أيضا مختلفة الْحَمْدُ لِلَّهِمنها ذات الجناحين والثلاث والأربع والأكثر من ذلك، قال تعالى: فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ (فاطر 1) اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
في عصرنا هذا لم نسمع عن عالم جليل أو فقيه ورع جاءه ملك أو ظهر له أو تعاقد معه... بالمقابل يتحدث الكثير من الناس ومن بينهم العلماء طبعا - من السلف والخلف من أمثال الإمام أحمد وابن تيمية والشبلي وابن باز وعبد السلام بالي وغيرهم- عن ظهور الجن والشياطين في أشكال مختلفة وتلبس بعض الناس بهم ويجزمون أن بينهم وبين السحرة عقود وتعاملات متعددة وتزوج منهم خلق كثير وأنجب... وقد تحولت الكثير من القصص عن الجن حتى أصبحت خرافة/اسطورة لا يصدقها عاقل. فكيف يتم ذلك؟

عادة ما يتم البحث في الأشكال الأسطورية للجن، بعقل أسطوري هو الذي أوجدها أصلا.
تلعب الخرافة والأسطورة دورا هاما في تشكيل الوعي الجماعي وقد تشير إلى نظرة الشعوب للماورائيات والمواضيع الغامضة التي يقف أمامها العقل البشري عاجزا عن تحليل معانيها بوضوح. شاعت تلك القصص الخيالية إن صح التعبير، لدى الشعوب البدائية واستمرت تتناقل عبر الأجيال حتى سادت بين الشعوب المتحضرة، فالأسطورة ما هي إلا خلاصة تفكير شعب ما في عصر ما. إجمالا تلك الأساطير تعنى بالقصص التي يلعب فيها الخيال الدور الأول وتتناوله خوارق الطبيعة، أعمال الآلهة، خلفيات العادات الاجتماعية، القصص الحيوانية الغريبة، وكلها تعكس تفكير هذه الفئة من الناس وتدل على طرق فهمهم وتقييمهم لما يحيط بهم من معان يصعب عليهم فهمها بشكل واضح.
ما يعنينا في هذا المجال، الالتفات نحو الإنسان العربي المسلم وإلقاء الضوء على كيفية تفسيره للظواهر الخارقة ومنها "الجن" وما أحاط بهذا الموضوع من خوارق وأعمال فاقت قدراته وقدراتنا البشرية.
لقد تناول الجاحظ هذه الفكرة حين أورد في كتابه "الحيوان" ما يلي: " إذا استوحش الإنسان تمثل له الشيء الصغير في صورة الكبير، وارتاب وتفرق ذهنه، فرأى ما لا يرى، وسمع ما لا يسمع، وتوهم الشيء الحقير أنه عظيم جليل..."
حينما يسيطر الجهل والخوف على الإنسان فإنه يفسر الظواهر والخوارق على هواه وكيفما أراد عقله. فيمزج الحقيقة بالخيال ليريح ذهنه من التفكير وبدنه من عناء البحث والتنقيب. لكن يبقى لكل حدث أصل وحقيقة والحقيقة مرتبطة بالمكان والزمان الذي وقع فيهما الحدث وبالأشخاص الذين عاينوه وبدرجة صدقهم ووعيهم وتفسيرهم. فإذا سقط واحد من هذه الركائز –الثالوث- (المكان، الزمان، الأشخاص) أو أختل أحدها تحولت الحقيقة إلى خرافة ثم إلى أسطورة ولا يفصل الحقيقة عن الخرافة إلا شعرة دقيقة جدا، كما أن فهم الكلمات وتفسيرها وشحنها بمفاهيم مغايرة يلعب دورا مهما في تشكيل الوعي الجماعي....

يقول تعالى في كتابه العزيز في شأن الملائكة:
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي (فاطرالْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1)
فالملائكة، حسب النص القرآني ـ الذي يعتبر أرقى درجات الحقيقة بالنسبة لنا نحن المسلمين ـ لها أجنحة حقيقة، لكن إذا اختلط على الناس الأمر وبدلوا كلمة "الملائكة" بكلمة "الجن" أو اعتقدوا أن الملائكة أصلهم من الـجِنَّةُ، كما قال ذلك بعض العلماء:
؛ قالوا:ولقد عَلِـمَت الـجِنَّةُ إِنهم لـمُـحْضَرُون الـجِنَّةُ ههنا الـملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء فـي قوله تعالـى: ، قال: يقال الـجِنَّةُ ههنا الـملائكة،وجعلوا بـينه وبـين الـجِنَّةِ نَسَباً وكان أَهلُ الـجاهِلـيَّة يسمّون الـملائكة، علـيهم السلام، جِنَّاً لاسْتِتارِهم عن العيون.
؛ إِنهإِلا إِبلـيس كان من الـجنِّوقد قـيل فـي قوله عزّ وجلّ: عَنى الـملائكة، قال أَبو إِسحق: فـي سِياق الآية دلـيلٌ علـى أَن إِبلـيس أُمِرَ بالسجود مع الـملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء فـي التفسير أَن إِبلـيس من غير الـملائكة، وقد ذكر اللَّه تعالـى ذلك فقال: كان من الـجِنّ؛ وقـيل أَيضاً: إِن إِبلـيس من الـجنّ بمنزلة آدمَ من الإِنس، وقد قـيل: إِن الـجِنّ ضرْبٌ من الـملائكة كانوا خُزَّانَ الأَرض، وقـيل: خُزَّان الـجنان.
قال النووي رحمه الله: إبلـيس كنـيته أبو مرّة، واختلف العلـماء فـي أنّه هل هو من الـملائكة من طائفة يقال لهم الـجن، أم لـيس من الـملائكة، وفـي اسمه هل هو اسم أعجمي أم عربـي، قال عبد الله بن عباس وابن مسعود وابن الـمسيب وقتادة وابن جرير والزجاج وابن الأنباري : كان إبلـيس من الـملائكة من طائفة يقال لهم الـجن، وكان اسمه بالعبرانـية عزازيل وبالعربـية الـحرث، وكان من خزان الـجنّة، وكان رئيس ملائكة سماء الدنـيا وسلطانها وسلطان الأرض، وكان من أشد الـملائكة اجتهاداً وأكثرهم علـماً، وكان يسوس ما بـين السماء والأرض...
إذا انطلقنا من مثل هذه الأقوال فإننا حتما سنصل إلى نتيجة واضحة هي أن الجن والملائكة والشياطين يقعون تحت يافطة واحدة وهي كلمة "جن" لذا قد يلتبس الأمر علينا فنخلط بين هذه الكلمات وبين محتوايتها المفاهيمية...
لنرى ماذا يقول لنا القاموس عن كلمة "جنن" : في اللغة ، جن الشيء يجنه جنا: ستره. وكل شيء ستر عنك فقد جُن عنك. أجنه: ستره. جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها. والجن لغة ضد الإنس، فلغويا إذا اعتبرنا كلمة "جن" بمعناها العام، أي كل كائن لا يرى بالعين، فالملائكة من الجن لأنهم لا يرو بالعين. وغير مدفوع أن يسمى ما اجتنّ من الأشياء عن الأبصار كلها جِنّا، فـيكون إبلـيس والـملائكة منهم لاجتنانهم عن أبصار بنـي آدم. لكن إذا اختلط الأمر واعتبرنا الجن حيا من أحياء الملائكة كما ورد عن ابن عباس: قال: كان إبلـيس من حيّ من أحياء الـملائكة، يقال لهم «الـجن» خـلقوا من نار السموم من بـين الـملائكة، وكان اسمه الـحرث. وكان خازنا من خزان الـجنة. وخـلقت الـملائكة كلهم من نورغير هذا الـحيّ. وخـلقت الـجنّ الذين ذكروا فـي القرآن من مارج من نار...
فيصبح الجن له بهذا المعنى له بعض خصائص الملائكة ومنها الأجنحة طبعا وكذلك خاصية التشكل والتجسد، يمكن للجن أن يظهر في صورة إنسان كما ظهر الملائكة في عهد النبوة، فيلتبس الأمر وتصير الحقيقة خيالا، إذ ليس هنالك أي دليل على أن للجن أجنحة أو أنها تتشكل.
أحدثت مثل هذه الأقوال وغيرها لبسا وقلبا في معاني الكلمات لدى جمهور غفير من الناس، فأصبح الجن ملكا وصار الملك جنا، وبتناقلها من مكان إلى مكان وعبر مختلف الأزمنة عن طريق عدة أشخاص يحدث فيها زيادة ونقصان وتكون لبنة لقصص وروايات بعيدة عن الصواب قريبة من الخيال... فيصبح الجن له أجنحة ويصير إبليس من الملائكة ويتشكل الجان بأشكال البشر والحيوان فيخيف ويرعب كالأفاعي.
خلاصة القول لكل مقام مقال، إذا اعتبرنا كلمة "جن" بمعناها العام: أي كل ما اجتن عن بصر الإنسان ولم ير بالعين فهو من الجن فهنا يمكن أن ندخل كلمة "الملائكة" في هذا المعنى العام، أي أنهم مخلوقات لا يراها بنو آدم بأعينهم.
كما أننا إذا فسرنا كلمة "جان" بكلمة "جن" فقط، أي بمعناها الخاص (المخلوقات التي ذكرت في القرآن والأحاديث وهي غير الملائكة من ناحية الماهية والتكوين والأصل طبعا والتي تعيش معنا على الأرض وتشاركنا المال والطعام والأولاد والحساب والعقاب دون أن نراها أو نحس بها) التبس علينا الأمر حينما نقرأ قول الله تعالى:
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
فمن فهم أن "الجان" هنا تعني "الجن" فقط، سوف يقول أن الجن يهتز ويخيف ويصبح الاهتزاز من صفات الجن والصحيح أن هناك معنى آخر لكلمة "الجان"، أي ضرب من "الأفاعي" والثعابين تهتز وتخيف بطبيعتها كما تفعل حية الكوبرا مثلا. وما يبين ذلك قوله تعالى:
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ- عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا- هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ
فهذا يبين لنا أن عصا موسى هي التي اهتزت كالأفعى المسمات "الجان" وهي التي أصبحت "ثعبانا".
فالـمعنى القريب إلى العقل أَن العصا صارت تتـحرَّكُ كما يتـحرَّكُ الـجانُّ حركةً خفـيفةً، وكانت فـي صورة ثُعْبانٍ، وهو العظيم من الـحيَّاتِ، فشبّهها فـي عِظَمِها بالثعبانِ وفـي خِفَّتِها بالـجانِّ، ولذلك قال تعالـى مرَّة: {فإِذا هي ثُعْبانٌ}، ومرَّة: {كأَنها جانٌّ}؛ و الـجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفـي حديث زمزم: أَن فـيها جِنَّاناً كثـيرة أَي حيَّاتٍ.
من مثل هذا اللبس بدأ البعض يعتقد أن الجن تمسخ أفاعي وتتشكل بشتى أشكال الحيات يمكن أن تكون لهذه الحياة أجنحة فتتشكل صورة وهمية مركبة من الملائكة والجن والحيات والأجنحة فتعطينا مخلوقات خرافية كالتنين وكالعنقاء: ذكر الزمخشري في "ربيع الأبرار" أن الله خلق في زمن موسى طيرا أطلق عليه اسم العنقاء، وجهه كوجه إنسان وله أربعة أجنحة من كل جانب...
واتفق الناس على أن العنقاء طائر غريب وجهه كوجه الإنسان، وحجمه كبير ضخم لدرجة أنه يستطيع اختطاف فيل والتحليق به عاليا، وهذا ليس بمستغرب استنادا لما قيل في عدد أجنحته البالغة ثمانية، لذا قيل إنه عند طيرانه يسمع لأجنحته دوي كالرعد القاصف.
أما المخلوق الخرافي الآخر الذي لعب فيه الخيال البشري دورا هاما، هو التنين: ذكر فيه أنه حية ضخمة توازي النخلة طولا وتشتهر بالقوة والبأس والتمرد تعيث في الأرض فسادا فتلتهم دواب البر وتنشر الخراب أينما حلت، وقد ضج منها البشر، فأرسل الله ملكا حملها ورماها في قعر البحر، فازداد تمردها وأذاها، وأخذت تبتلع كل المخلوقات المائية، وبالتالي كبر جسمها وازدادت ضخامة، فعاد إليها الملك وحملها ورماها لقوم يأجوج وماجوج.
هذا ما كان يعتقده العديد من الناس عن التنين وعن نوع ممارساته البرية والبحرية، وقد زعم بعضهم أنه رآى تنينا يبلغ طوله فرسخين. زيادة على ما تقوم من أذى ذاك الحيوان الخرافي، يؤكد البعض بأنه يتخذ شكل ريح سوداء تهب من قعر البحر وتبدأ بالدوران، مثيرة معها الغبار وتمر بالمدن وتحيل بيوتها خرابا، وتقتلع الأشجار، وتزعزع الجبال، وربما تمادى هذا الحيوان فنفث من فمه نارا تحرق الأرض وتحول زرعها يباسا. وربما اجتاز التنين وهو في السحاب وذنبه خارج عنها بالشجر العادي والبناء الشامخ فيضربه بذنبه فيهدم البناء من أصله ويَقْلَع الشجر بعروقه، ولقد احتمله السحاب من بحر أنطاكية فضرب بذنبه بضعة عشر برجاً من أبراج سورها... وروى شهود عيان من أهل الشام وأنطاكية والبحرين، أن مسجد أنطاكية أصابه الخراب عندما صعد التنين من البحر، وبدأ بالدوران ومر على المدينة، وعندما حاذى المسجد ضربه بذيله فأوقع منارته، والمنارة الموجودة هي منارة مستجدة، أما القديمة فقد أطاح بها التنين أثناء ثورته وهيجانه.
أضاف البعض أن له جناحان عظيمان كهيئة أجنحة السمك ورأسه مثل التل العظيم شبه رأس الإنسان وله أذنان مفرطتا الطول وعينان مدورتان كبيرتان جداً ويتشعب من عنقه ستة أعناق طول كل عنق منها عشرون ذراعاً في كل عنق رأس كرأس الحية ... هكذا يتمادى الفكر العربي الخرافي في وصفه لهذا المخلوق العجيب الذي لا يوجد إلا في الخيال....
أما في الفكر الأسطوري الأوروبي والشرقي، فالتنين : هو وحش عجيب غريب له رأس حية، يشبه التمساح، وله في الغالب أجنحة ومخالب، ذيله ذيل ثعبان، ينفث النارمن فمه، وهو رمز الشر والدمار.
يتبين من طريقة وصف التنين وهيجانه وتدميره للمناطق التي يمر بها، بل إحراقها أحيانا، أن هذا المخلوق الذي أخاف البشر، عهودا طويلة ونسجوا حوله قصصا وروايات ملأت عقول الأغبياء وأثرت دور النشر والمطبعات، ما هو إلا إعصار من الأعاصير الهائلة التي ترافقها الصواعق الحارقة، فعجز الإنسان عن تفسير العوامل الطبيعية التي تواجهه وتخيفه وتدمره أحيانا أدت إلى جموح خياله ولعبت بعقله وفكره وجعلته يتصور أنها حية ملتوية سوداء تنفث النار من فمها ومنخريها، تماما كما تصوره لنا أفلام هوليود الخيالية اليوم.
حينما تلتقي قصص حقيقية عن حيات ضخمة كالأصلة (بوء boa) تفترس دواب الأرض بقصص عن طائر كالعقاب يحمل بمخالبه في السماء خروفا أو غزالا صغيرا ويكبر في الخيال حتى يصبح العقاب رخا أو عنقاء والحمل فيلا، بقصص البحارة عن سمك الحوت الضخم بزعانفه الكبيرة التي تتحول إلى أجنحة تدوي وترعب، بقصص أخرى واقعية عن الأعاصير و الصواعق والبراكين الحارقة... وتنصهر مع بعضها البعض في زمن الجهل والتخلف وفي أمكنة مظلمة حول موقد النار يحكي فيها الراوي حكايته المثيرة والممتزجة بالخوف وبخيالات الضل التي تكبرها نار الموقد وتزيد في رعب الحديث، تتولد قصص خيالية نسجت وتغذت من الواقع وجنحت عنه لتعطينا مخلوقات ليس لها وجود إلا في الخيال...هذا الخيال نفسه هو الذي أطلق قيود الجن والشياطين لتعيث في الأرض الفساد وتتشكل بشتى الأشكال فتسكن أرواح البشر وتتقمص صوره وتفعل الأفاعيل باسمه وتشوه سمعته وتمنع حضر التجول في الجبال والأودية وفي الأماكن الخالية وتبني بالنسوة وهن نيام وتسرق الطعام وتطير بالأولياء في السماء وتقتل الغرباء التائهين وتحلق رؤوس النائمين وتغسل أجساد الميتين و...و...و...


--------------------------------
- هنا رضوان، الميثولوجيا عند العرب، مجلة الفكر العربي المعاصر، 88-98 ، ص.68.
- النمل/ 10
- الأعراف / 117
- الأعراف / 107
- موسوعة أونكارتا

يحي غوردو
12/07/2007, 06:27 PM
باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

الحقيقة واحدة والعاقل من لا تحجبه الأسماء عن المسميات:
الجن بمفهوم الشرع / الكائنات المجهرية بمفهوم الطب

سئل عبد الله الجبرين: هل يؤدي صرع الأرواح الخبيثة لحصول الأمراض المتنوعة للإنسان؟ فأجاب: صرع الأرواح الخبيثة هو تلبس شياطين الجن بالمصروع من الإنس، ولا شك أن صرع هذه الأرواح يؤدي إلى الأمراض. (عبد الله الحبرين، منهج الشرع في إثبات المس والصرع )

وذهب رشيد رضا أبعد من ذلك، وهو يفسر الآية (275) من سورة ،الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسالبقرة: حينما قال: يجوز أن تكون ميكروبات الأمراض نوعا من الجن، والمتكلمون يقولون إن الجن أجسام حية خفية لا تـرى، وقد قلنا في "المنار" غير مرة إنه يصح أن يقال إن الأجسام الحية الخفية التي عرفت في هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة وتسمى بالمكروبات، يصح أن تكون نوعا من الجن، وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض.

قال أحمد حسين (أحمد حسين علي سالم، المرض والشفاء في القرآن الكريم، ص 366 ) : المس أنواع، منه الهمز وهو الطعن بلا نفاذ، وينتج عنه غدد مثل السرطان والطاعون، والنفخ وهو نفس من الشيطان ينفذ إلى الجسم، ويدخل مسامات الجسم فينقله الدم داخل الجسم، ويحدث عنه ضرر كثير مثل الصرع والفالج والجلطات بجميع أنواعها - كما هي معرّفة عند الأطباء - ويمكن أن يُحدث تعفُّنا في جهاز ما في الجسم فيختل نظامه، ويحدث عنه مثل فقر الدم، وفيروس الكبد، وقرحة المعدة إلى غير ذلك حسب الجهاز المصاب.

ويضيف أبو الفداء(أبو الفداء محمد عارف، عالج نفسك بالقرآن والدعاء، ص 21) ، إلى ذلك، أن كثيراً من الأمراض تكون بسبب الشيطان إن لم يكن أغلبها، لأنه هو بؤرة الشر، وعين الفساد، وأن الأمراض التي يسببها (الشيطان) منها ما هو نفسي كالصرع والحسد والسحر، ومنها ما هو عضوي كالشلل "الفالج" والبرص والصدفية والقرحة والجنون والإيدز، وإن كان ظاهرها بسبب جراثيم أو ميكروبات أو فيروسات إلا أنه هو الشيطان بعينه الذي ينفث تلك السموم...

وقد ذهب الألوسي (محمود الألوسي أبو الفضل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي – بيروت) إلى نفس الاحتمال ، في معرض تفسيره للأمراض، عندما قال: إن الهواء إذا تعفن تعفنا مخصوصا مستعدا للخلط والتكوين، تنفرز منه وتنحاز أجزاء سمية باقية على هوائيتها، أو منقلبة بأجزاء نارية محرقة، فيتعلق بها روح خبيثة تناسبها في الشرارة، وذلك نوع من الجن فإنها على ما عرف في الكلام أجسام حية لا ترى، الغالب عليها الهوائية أو النارية، ولها أنواع عقلاء وغير عقلاء تتوالد وتتكون، فإذا نزل واحد منها طبعا، أو إرادة، على شخص أو نفذ في منافذه أو ضرب وطعن نفسه به، يحصل فيه بحسب ما في ذلك الشر من القوة السمية، وما في الشخص من الاستعداد للتأثر منه كما هو مقتضى الأسباب العادية في المسببات، ألم شديد مهلك غالبا مظهر للدماميل والبثرات في الأكثر بسبب إفساده للمزاج المستعد...

من الواضح أن كلام ابن القيم، والألوسي وغيرهما، فيه إشارة صريحة إلى تأثير الميكروبات والجراثيم، التي عبرا عنها بالأرواح الخبيثة (الجن)، في جسم الإنسان، وأن إصابة الإنسان بالأمراض كالطاعون وغيره... هي مفعول قدرتها على الجري في شرايينه ودمه.
بعد تطور الطب وعلم المجهريات والميكروبيولوجيا ثبت، بما لا يدعو للشك، أن الطاعون تسببه الكائنات المجهرية، فالسبب الأصلي في الوباء، بالنسبة لبعض العلماء، هو تسليط الله تعالى نوعا من الجن والأرواح الشيطانية على بني آدم، بإفساد هوائهم ودمهم، فيتولد عن ذلك تلك الغدد الطاعونية والأوبئة الفتاكة، فالنص الشرعي أخبر بالسبب الغيبي وكنى عنه بوخز الجن، والأطباء اطلعوا على السبب المادي فقالوا بأنه الجراثيم ولا إشكال في ذلك. فالأعراض واحدة، والمرض واحد، والمسبب أيضا واحد: أطلق عليه الشرع اسم "الجن" (أي الكائنات التي لا ترى بالعين)، وسماه الطب "الكائنات المجهرية" (أي الكائنات التي لا ترى بالعين أيضا).

فالاختلاف بين الأطباء والفقهاء اختلاف تسمية لا اختلاف جوهر، وحتى إذا أرجعنا الأمور إلى تأصيلها اللغوي، وهو ما سبق أن فصلنا فيه، فالكائنات المجهرية تدخل في المعنى العام للجن، وعليه، نفترض أنه إذا فهم كل هذا، زال الخلاف بين الأطباء والفقهاء، لأن "الكائنات المجهرية" بمفهوم الأطباء هي ذاتها "الجن" بمفهوم الفقهاء.



واختلافك معه (ابن تيمية) (وهو من هو وأنت من أنت) يعتبر اختلافا مع أهل السنة والجماعة، وخروجا على مذهبهم...

اختلافي ليس مع ابن تيمية ولا مع أهل السنة والجماعة اختلافي مع فكرة أوردها ابن تيمية وتبعه فيها بعض أهل السنة والجماعة

واختلافي معك لا يزال قائما مهما هربت وراوغت في إجاباتك..

ولا زلنا ننتظر أجوبة على الأسئلة الحقيقية التي تتصل مباشرة بالموضوع:

1- أنا لم أقل أبدا أنني أنكر أن الجن مخلوقات نارية وأتحداك أن تثبت هذا الادعاء.


2- قلت: "الشيطان يمكن أن يتجسد ويتشبه بالكائنات الحية ويشاهد بالصورة الإنسية فاحذروا"

التشكل كلام فى كلام ليست هناك آية واحدة تأكد تشكل الجن الحديث الوحيد الصحيح الذي لديكم هو لأبي هريرة رضي الله عنه وهذا الحديث موضع خلاف
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل: ( يا أبا هريرة إنه الشيطان تمثل لك فى صورة أدمى
قال له إنه "شيطان" ولا يحق لنا أن نزيد من عندنا

2- قلت:"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ..."
هذا كذب على آيات القرآن وليس هناك دليل واحد لا من الحديث ولا من القرآن على أن الآيات تحرق المخلوقات...

4- قلتم: "يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ..."
"... وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب.. ."


بالله عليكم يا سكان واتا الحضارية: اشهدوا شهادة حق:
من ينشر الخرافة والبدع في هذا المنتدى؟









والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------------------------------------------
وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)



:fl:

سعيد نويضي
13/07/2007, 01:32 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام على أساتاذتنا الأجلاء و رحمة الله و بركاته...
يقول الحق جل و علا: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }البقرة102
واتبع اليهود ما تُحَدِّث الشياطينُ به السحرةَ على عهد ملك سليمان بن داود. وما كفر سليمان وما تَعَلَّم السِّحر, ولكنَّ الشياطين هم الذين كفروا بالله حين علَّموا الناس السحر; إفسادًا لدينهم. وكذلك اتبع اليهود السِّحر الذي أُنزل على الملَكَين هاروت وماروت, بأرض "بابل" في "العراق"; امتحانًا وابتلاء من الله لعباده, وما يعلِّم الملكان من أحد حتى ينصحاه ويحذِّراه من تعلم السحر, ويقولا له: لا تكفر بتعلم السِّحر وطاعة الشياطين. فيتعلم الناس من الملكين ما يُحْدِثون به الكراهية بين الزوجين حتى يتفرقا. ولا يستطيع السحرة أن يضروا به أحدًا إلا بإذن الله وقضائه. وما يتعلم السحرة إلا شرًا يضرهم ولا ينفعهم, وقد نقلته الشياطين إلى اليهود, فشاع فيهم حتى فضَّلوه على كتاب الله. ولقد علم اليهود أن من اختار السِّحر وترك الحق ما له في الآخرة من نصيب في الخير. ولبئس ما باعوا به أنفسهم من السحر والكفر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول, لو كان لهم عِلْمٌ يثمر العمل بما وُعِظوا.
سؤالي هو من علم من؟فهناك الملكان،و الشياطين، و بني آدم بطبيعة الحال،و موضوع التعلم الذي هو السحر،و الذي لا يمكن أن يتم مفعوله و لا أن يتعلمه أحد إلا بشرط أساسي هو الكفر[و العياذ بالله]. فهل الملكان هما اللذان علما الشياطين من الإنس و الجن السحر و ما إلى ذلك؟ و معلوم أن أثر السحر لا يمكن إطلاقا أن يتحقق إلا إذا شاء الله ذلك[وقانا الله عز من السحر و الشعوذة و الدجل]وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ...و عليه يكون أثر السحر إبتلاء من باب الاختبار...إن حدث سحر لأحد...و هذا ليس مستبعد بدليل الآية...
ظهور الملك في صورة البشر واضح و جلي في الآيات و الأحاديث...و هذا لا جدال فيه...لكن فيما يخص الجن هل يبدو و يظهر في صورة من الصور؟ بقول الله عز و جل:قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39}سورة النمل.قال سليمان مخاطبًا من سَخَّرهم الله له من الجن والإنس: أيُّكم يأتيني بسرير ملكها العظيم قبل أن يأتوني منقادين طائعين؟قال مارد قويٌّ شديد من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك هذا, وإني لقويٌّ على حَمْله, أمين على ما فيه, آتي به كما هو لا أُنقِص منه شيئًا ولا أبدله.[التفسير الميسر]فالعفريت من الجن الذي أراد أن يقوم بالمهمة ألم يكن على صورة من الصور؟فسليمان عليه السلام أعطاه الله عز و جل قدرات لم يعطها لسائر البشر...و باستطاعته أن يرى ما لا يراه غيره و يسمع ما لا يسمعه غيره...بدليل حديثه مع الهدهد و سماعه لحديث النملة...أما الذي لديه علم من الكتاب فهو ليس نبي...و بالتالي لا يتوفر على قدرات النبي سليمان عليه السلام...و بالتالي كيف عرف بوجود العفريت الذي هو من الجن؟...إلا إذا أخذ الجن صورة من الصور أو ظهر على صورته التي خلقه الله عز و جل عليها...كما أنه كيف عرف أن عفريتا من الجن قد تقدم باقتراح لسليمان عليه السلام ؟اللهم إلا إذا سمعه...
و هناك حديث في ظهور شيطان أراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يربطه بسارية المسجد ...فمصدر الحديث و صياغته غير متوفر لدي الآن...و لكني متأكد من قرائته...
فالجن هو من الغيبيات و الإيمان بوجوده ليس محل شك...و لكن القول [الجن بمفهوم الشرع / الكائنات المجهرية بمفهوم الطب] فقول يحتاج إلى الكثير من التأني قبل الجزم بذلك...فالإنسان مهما أوتي من علم و معرفة يظل طالبا للعلم لينير ما تلبس عليه من الغموض...فاللهم اهدنا سبيل الرشاد فإنك الهادي إلى الحق آمين...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

منذر أبو هواش
13/07/2007, 08:33 AM
الطب الشيطاني ... خلط الطب واللغة والشرع في بوتقة واحدة ...
إلى المتخصص في الطب الشيطاني يحيى غوردو

http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9277&page=2

:fight:

يحي غوردو
13/07/2007, 11:12 PM
باسم الله الرحمان الرحيم



1- قلت سيد منذر: زكاة رمضان هي الزكاة التي تم جمعها خلال شهر رمضان، ولا يشترط أن يتم إنفاقها خلال شهر رمضان بحيث لا يتبقى منها شيء إلى غيره، فهي تحفظ فيه إلى غيره، وتنفق فيه وفي غيره من الأشهر.

نريد حديثا أو آية تثبت أن زكاة رمضان تخرج بعد مرور شهر رمضان.




2- منذ البداية، وعندما بدأتُ في تحديد المفاهيم، ذكرتُ بأن هناك شياطين الجن وأن الإنسان عندما يتصف بصفاتهم يصبح شيطانا إنسيا...

وجئت أنت أستاذ منذر وقلت في ردك علي، وبالحرف الواحد: "تقسيماتك للشياطين الجنية والإنسية فهي بدعة إلحادية وأنت بهذا تنشر الإلحاد والفساد باسم القرآن"

وبعد أن أحلتك على الآيات الكريمة التي تثبت قولي، عدت وتراجعت في لؤم، لتقول في مداخلتك رقم 34: "شياطين الإنس من عالم الإنس، وشياطين الجن من عالم الجن، وأنت تصر على جعلهم من عالم واحد جديد اسمه (عالم الشياطين)" علما بأني ما أصررت، بل وما قلت، يوما بأنهم عالم واحد...
فإما أنك ملحد، قياسا على قولك الأول... وإما أنت مضطرب الرأي والفكر، بناء على قولك الثاني...
فاختر لنفسك أي الموقفين تقف...


3- في مداخلتك رقم 30 ذكرت أستاذ منذر، وبالحرف الواحد أيضا:
"من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية."
نريد أن نعرف ما هو نوع هذه الأجهزة الاستشعارية التي تزعمها حضرتك، والتي تمكننا من إدراك الجن؟



4- ذكرتَ، في عدة مناسبات، بأن الجن "يتشكل" في صور شتى، منها البشرية، بل وأكثر منها ذكرتَ بأنه يعرف لغة البشر، نحن نريد أية واحدة دليلا على ما تقول؟ دون أن تهرب لقصة سيدنا سليمان التي فصلنا نحن في تبيان بابها الإعجازي الخاص بالأنبياء، وبرهنا عليه.
القرآن ستون حزبا أعطني آية واحدة تبين أن الشيطان أو الجن يتشكل لعموم الناس؟
هل تشكل جني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد مع الناس (أو تجول معهم في سوق أو نحوه... أو في أي مكان آخر) وأخبرهم رسول الله أنه كذلك؟
وهل وقع مثل هذا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم؟
هل رأيت جنيا تشكل يوما في صورة إنسان أو حيوان أو نبات...؟ هات برهانك إن كنت صادقا، ولا تكن "إمعه"...

5- قلتَ في مداخلتك رقم 3 بأن: "آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا..."
أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة؟


طبعا أستاذ منذر، لا أريد أن أفجعك في أقانيمك التي تربيت عليها، المؤسسة على عقل الخرافة والأسطورة والتي نصبت نفسك سادنا عليها باسم ديننا الحنيف وهو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب...

نحن رواد علم ولا يعمينا التعصب الديني عن البحث عن الحقيقة (البوطي)
نريد أجوبة صريحة على ما قدمناه أعلاه...

والبقية تأتيك إن شاء الله... وعلى قول ابن تاشفين: "الأمر ما ترى لا ما تسمع"

مودتي...

منذر أبو هواش
14/07/2007, 02:10 AM
إلى خبير الجن و الشياطين يحيى غوردو ...

ما أريد أن تفهمه شيء بسيط لا يحتاج إلى شروح أو ردود مطولة، الجن والشياطين خلق مستترون لا نعرف حقيقتهم، لأنهم مغيبون عنا، وما جاء في القرآن مِن خبر خلقهم لا ينافي كوننا لا نعرف حقيقتهم, وكذلك إخباره عن جميع عالم الغيب لا يقتضي أننا نعرِف حقيقة ذلك العالم. والعلم بأن الجانّ خلق من مارج من نار لا يعكس حقيقته, مثلما أن خلق الإنسان من طين لا يعكس حقيقته، ولا مميزاته ... والفرق بين النار والجان ... مثل الفرق بين الطين والإنسان ...

وإذا صحّ حديث ابن مسعود وأبي هريرة في رؤيته إيّاهم ومكالمتهم, فذلك لا يدُلُّ على أنهم صاروا مِن عَالَمِ الشهادة , وأننا صِرْنَا نَعْرِف حقيقتهم، فإن الله قد يطلع رسله على بعض غيبه ، وذلك خصوصيّة لهم كما قال في سورة الجِنّ: عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [ ( الجن : 26-27 ) إلخ .

وكذلك حديث صفية عند الشيخين وغيرهما : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) لا يدلّ على حقيقة الشيطان ولا يجعلها معروفة لنا, والحديث تمثيل لا حقيقة.

العقل والشرع يمنعان من قياس عالم الشهادة ومنه الإنسان على عالم الغيب كالملائكة والجان.

أنت لا تركز على أساس الموضوع، وتحاول أن تدخل القارئ في متاهات ومواضيع وأسئلة ثانوية أخرى من أجل التعريض بخصمك، وتشويه صورته أمام القارئ، وأسئلتك بحد ذاتها تؤكد مقدرتك المحدودة على الفهم، مما يعني أن مزيدا من النقاش معك لن يفيد في إفهامك، بل سوف يوسع لك الدائرة لكي تخوض في مواضيع وتفاصيل بعيدة عن لب هذا الموضوع.

نحن أمام أمرين، فإما أنك لا تفهم ما أكتب، أو أنك تفهم وتريد أن تتلاعب وتحرف كلامي وأن تقولني أشياء لم أقلها ولم أقصدها لكي تخدم فكرتك السقيمة الساذجة الباطلة والمكشوفة للجميع. لكن ماذا نفعل وهذه طريقتك وهذا ديدنك مع كافة النصوص التي تتلاعب بها وتجتزئها وتخرجها عن سياقاتها وتقلب معانيها على عكس ما أراد أصحابها وكاتبوها.

لست هنا لكي أدافع عن نفسي، ولست هنا لكي أدافع عن أمور كتبتها أنا وقمت أنت بتحريفها، فليس ما أكتبه على هامش دعواك هو المهم هنا، وليس هو الموضوع! الموضوع هو أنت وشياطينك وفكرتك الجهنمية المليئة بالمغالطات والأخطاء والافتراءات البدعية التي لا يشاركك فيها أحد، وأنا هنا لكي أرد عليها تنبيها للقراء، وتذكيرا لك، لعلك تراجع نفسك، وتعود عن هذه المكابرة القبيحة الفارغة.

لقد تجرأت فقمت دون استحياء بإثارة شبهة التناقض بين القرآن الكريم وأحد الأحاديث الصحيحة (حديث أبي هريرة مع الشيطان)، من خلال أحادية الفهم، فأنت تفترض أن الحادثة تمت خلال شهر رمضان، وتفترض أن الشياطين كلها تصفد في رمضان، وتثير الشبهة بقولك: كيف؟ مع أنك لست أول من أثار هذا التساؤل الذي أجاب عليه السلف بتخريجات عديدة لا أظنك تجهلها لكنك تجاهلتها إمعانا في التجني وفي الافتراء وفي التشويه.

لقد افترضت فيك حسن النية في البداية، وحاولت تنبيهك إلى أنك تثير شبهة، ولفت نظرك الأحادي إلى عدة جوانب ظننت أنها قد غابت عنك في المسألة، إذ لا يوجد في نص الحديث المذكور ما يؤكد حصول الحادثة في شهر رمضان، وحتى لو أن ذلك هو ما حصل فالمفروض أن لا يكون هناك تناقض أو شبهة، ويلزم تبعا لذلك جزئية التصفيد، وأنه لا يشمل كافة الشياطين بل يقتصر على المردة منهم كما جاء في بعض التفاسير.

القاعدة الشرعية تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة، أي أن ما لم يرد نص في منعه فهو مباح، ونظرا لأنني لم أسمع عن دليل يفرق بين أنواع الزكاة العادية ويحددها بحسب الأشهر هذه زكاة رمضان، وهذه زكاة شعبان، وهذه زكاة شوال، فالزكاة تخرج وتدفع إلى مستحقيها أو إلى بيت المال، ولم نسمع أيضا عن دليل يحدد كيفية إنفاق الزكاة من بيت المال، فالزكاة تجمع وتنفق بحسب حاجة مستحقيها، لذلك فإن من السخف والسذاجة والبله أو الاستعباط أن تأتي وتطالبني بدليل شرعي أو حديث لأمر لم يرد فيه حديث أو نص شرعي.

لكن أعتقد أنه يحق لي بالمقابل أن أطالبك أنت بدليل شرعي أو لغوي يثبت أن ما أسماه أبو هريرة بزكاة رمضان يعني زكاة الفطر على وجه التحديد كما ادعيت تحريفا وتضليلا.

أما بالنسبة إلى قولي في مداخلتي رقم 30 "من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية." فمن سوء الطالع أن أضطر إلى إعادة شرح كلامي البسيط هذا الذي استعصى عليك إدراكه وفهمه.

واضح من العبارة بأعلاه أنني كنت أتحدث عن الجن في حالة التشكل بأشكال تقع في نطاق إدراك الحواس الإنسانية أو الحيوانية، وليس بحالتهم الحقيقية، وما تدركه حواس الإنسان أو حواس الحيوان أيها العبقري تستطيع أجهزة الاستشعار وأجهزة الرادار أن تدركه وتشعر بوجوده، وهذه حقيقة علمية.

تقول: ذكرتَ، في عدة مناسبات، بأن الجن "يتشكل" في صور شتى، منها البشرية، بل وأكثر منها ذكرتَ بأنه يعرف لغة البشر، نحن نريد أية واحدة دليلا على ما تقول؟ دون أن تهرب لقصة سيدنا سليمان التي فصلنا نحن في تبيان بابها ألإعجازي الخاص بالأنبياء، وبرهنا عليه. القرآن ستون حزبا أعطني آية واحدة تبين أن الشيطان أو الجن يتشكل لعموم الناس؟ هل تشكل جني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد مع الناس (أو تجول معهم في سوق أو نحوه... أو في أي مكان آخر) وأخبرهم رسول الله أنه كذلك؟ وهل وقع مثل هذا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم؟ هل رأيت جنيا تشكل يوما في صورة إنسان أو حيوان أو نبات...؟ هات برهانك إن كنت صادقا، ولا تكن "إمعه"...

للأسف الشديد فإن الرسالة لم تصل لحد الآن إلى عقلك الصغير المتحجر، ما أريد أن أقوله لك ولغيرك منذ البداية الآن واليوم وغدا أن الملائكة خلق غيبي لا نعرف حقيقته, وإنما نؤمن به بإخبار الله تعالى الذي نقف عنده, ولا نَزِيد عليه.

"آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ... أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة؟

هل تعرف الجدار الناري الذي يحمي الحاسوب الذي تعمل عليه من الفيروسات؟ هل تعلم لماذا سمي بالجدار الناري أيها البطل؟ أنا أقول أن آية الكرسي ... جدار ناري ... يحمي ويحفظ من الشياطين ... فأين الخطأ أيها اللغوي ...؟

لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلـم انه قال :" من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ. ومن فضائل آية الكرسي أنها تحرز الإنسان وتحفظه من الشيطان الرجيم، الشيطان يسعى إلى الإضرار بالعباد و الله عز و جل هو الرؤوف بالعباد شرع لهم أمور تقيهم من شر الشيطان و تبعده عنه، فمن تلك الأمور التي يتقى بها شر الشيطان قراءة آية الكرسي فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قراءة آية الكرسي تبعد الشيطان عن قارئها وتحفظه من شره، من ذلك ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله في حديثه المعروف مع الشيطان.

فلماذا يبتعد الشيطان عن قارئ آية الكرسي ويخشى الاقتراب منه يا خبير الشياطين ...؟ ما الذي يخشاه الشيطان ويمنعه من الاقتراب أيها الشيطان الصغير ...؟ وهل فكرت ماذا يمكن أن يحصل للشيطان لو أنه فكر في الاقتراب ...؟

إذن تأمل في الآيات التالية تتوصل إلى الجواب:

سورة الحجر - سورة 15 - آية 18
الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين

سورة الصافات - سورة 37 - آية 10
الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب

سورة الجن - سورة 72 - آية 8
وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا

سورة الجن - سورة 72 - آية 9
وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا

هذا هو ما يخيف الشياطين أيها الفيلسوف.

قال نعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ... (فاطر 6)
فماذا نفعل لكي نحمي أنفسنا من هذا العدو يا صديق الشياطين ؟

أما اتهامك لي بالإلحاد فمردود عليك، وهو إن دل على شيء، فإنما يدل على مستوى الهبوط والإفلاس والتعسف والإسفاف والتخرص والمروق والرخص والخبث واللؤم والجهل والعناد الشيطاني المفرط الذي وصلت إليه.

نستعيذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم ومن أوليائه، ونستغفر الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أكبر.

منذر أبو هواش

:fight:

يحي غوردو
16/07/2007, 03:34 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

ليس لعقل متحجر خرف تربى على الأسطورة والخرافة، ونصب نفسه منافحا عنها وسادنا على بابها إلا أن يسكت خير له...

أراك كثَوْر "الكوريدا" في آخر لحظات احتضاره...

كنتُ سأشفق على حالك بإطلاق رصاصة الرحمة عليك لو أنك تأدبت في الحوار منذ البداية، كما يتأدب الفرسان...

أما وأنك قد أعلنت عن صلفك وغرورك وتعاليك واتهامك للناس بالإلحاد، فما عدتَ تستحق الشفقة، أي شفقة... اتهمتني بالإلحاد وقد بؤت بها كما نص على ذلك الحديث الشريف...

قلتُ لك لا تجادل في اليقين، وهروبك إلى الأمام لن يفيدك قطعا...

طرحت عليك أسئلة محددة، وبناء على أقوالك وتخريجاتك، فوقفتَ أمامها تلميذا خائبا لا رجاء له ولا أمل...

أيها التلميذ الخائب:

لم يحدث نظام الدواوين إلا في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه، فأنت جاهل بالتاريخ، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته أبي بكر رضي الله عنه،

لم يكن هناك ديوان لحفظ مال الزكاة أو الصدقة، لأنها كنت أصلا توزع في اباناتها، كل ما كان هناك مكان صغير لحفظ الزكاة أو الصدقات ولأيام...

فقد كان رسول الله يوزع الغنائم بعد انتهاء المعارك مباشرة، وكذلك كان يفعل بالصدقات والزكاة... وإن كان يفضل منها قليل فلا يتعدى ليبقى لشهور كما تخيل عقلك...

... طالبناك إذن أن تأتينا بدليل واحد، من الكتاب والسنة، فلم تزد على اجتهاد باطل منك، تريد أن تلوي به ذراع حديث أبي هريرة على مزاجك، وهو واضح وضوح النهار...

تريد أن تخرج زكاة رمضان بعد شهر رمضان، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يثبت عكس ما تقول...

أتركك تبحث عنه في كتب الحديث الصحيحة... إن كنت تبحث حقا...

لكنك تجرؤ على الدين جرأتك على النار... وأنت عاجز عن الدفاع عن هذه، فأكيد أنك عن الدفاع عن غيرها أعجز... (هذه واحدة)

وأما الثانية، فعن أجهزتك الاستشعارية التي زعمت بأنها تكشف الجن، والتي جاء جوابك عنها لبين قصور عقلك أكثر... ويا ليتك سكتّ كان خيرا لك...

شرحتَ ما تدعيه بأن المقصود أجهزة "الرادار"؟؟؟؟؟؟ وتضيف إلى هذا قولك بأن هذه "حقيقة علمية"...

أيها التلميذ الخائب، إذا كنت أنت تنكر علي من البداية قولي بأن الكائنات المجهرية يمكن أن تكون نوعا من الجن...

أنا الذي سقت حجج الدين والعلم ولم أتزحزح عن رأيي قيد أنملة... تأتيني أنت بكل "عبقرية" لتقول لي بأن الرادار يمكنه أن يكشف عن الجن والشياطين...

أنت الذي كنت تنكر قبل ذلك كل إمكانية في هذا المجال... ثم هات برهانك إن كنت صادقا، على أن الرادار فعلا يكشف الجن...

بالله عليك هل هناك عاقل يمكن أن يصدق زعمك... ورجاء لا تختفي وراء عبارة: "هذه حقيقة علمية" دون استحياء أو خجل...

وأما الثالثة، فقد قلت لك أن تأتي بالدليل، ومرة أخرى ألح: من القرآن أو السنة، على أن آية الكرسي تحرق الجن...

وهنا أيضا، ومرة أخرى تهرب إلى الأمام، للحديث عن الجدار الناري والحاسوب... ما علاقة هذا بذاك أيها الخائب؟؟؟

الأدلة، كل الأدلة، التي سقتها أيها الخائب، تدل على أن القرآن الكريم يحفظ الإنسان، أو يبعد الشيطان... وليس هناك دليل واحد على أنها تحرق الجن...

ولو كان الأمر كذلك لاحترقت كل الجن من مدة طويلة...

كل الآيات الكريمة التي سقتها في الأخير، ليست دليلا على قولك... هي جاءت لتخبر بأن الله عز وجل كان يرسل النجوم أو الشهب أو نحوهما... رجوما للشياطين

التي كانت تسترق السمع... وقد فصل العلماء في تفسير هذه الآيات... وما وجدت في تفسيراتهم واحدا يدعي بأنها تحرق الجن الذي تزعم حضرتك بأنه قد يسكن الإنسان...

كيف بالله عليك أن يبعث الله نجما أو شهابا من السماء لإحراق جني يسكن أحد الآدميين... هذا سخف ما ينتهي إليه فكرك...

أعيدها عليك ودون إطالة آتنا بحديث أو آية تدل على أن آية الكرسي تحرق الجن...

هي تحفظنا، نعم... القرآن كله يحفظنا، وفي مقدمته سورة البقرة التي دلت عليها أحاديث كثيرة، نعم أيضا... أما عن زعمك الحرق فدعوى باطلة...

إليك الثابت من القرآن والسنة: الجن الكافر يهرب من تلاوة القرآن... كما أن الجن المؤمن يسعد لسماعه، تماما كالإنسان... وفي ذلك سورة كاملة إن كنت لا تعلم...

أيها التلميذ الخائب: لم تتقدم في حجاجك خطوة واحدة... بل تراجعت خطوات...

والحمد لله رب العالمين...

منذر أبو هواش
16/07/2007, 06:10 PM
إلى عالِم الجن والشياطين ...
يحيى غوردو

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب
لذلك لن أعتب عليك ولن ألومك
ولا أحلم في ايصالك إلى فهم ما

فأنت أنت ما زلت تخلط حابلا بنابل
ويبدو أنك تعاني من مشكلة مستعصية في الفهم
كان الله في عون أهلك
إن كان لديك أهل!

يكفيني أنني كشفتك وفضحتك
وأظهرت عوراتك وضلالك للناس
وهذه هي تفاصيل المداخلات تشهد بذلك

حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون

:fight:

يحي غوردو
16/07/2007, 10:12 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

الآن وقد وضعت ذراعيك وانبطحت أرضا، أيها التلميذ الخائب... ما كنت أرضى لك أن تموت ميتة كهذه... وتقف عاجزا تماما عن الجواب ولو لسؤال واحد، من أسئلتي

التي طرحت لك، فلا دليل لك على زعمك حول زكاة رمضان، ولا حجة قدمتها عن أجهزتك الاستشعارية، ولا نصا، من الحديث أو السنة، يثبت دعواك عن آية الكرسي...

ولا... ولا... ولا...

لك الآن أن تجمع يديك عند صدرك، كما أي تلميذ، خائب إن شئت، وتتواضع للعلم وتطلبه بأسلوب السائل الجاهل الباحث عن الحق، لا المدعي المتغطرس الجاهل...

سألتني بنبرة المتحدي المتفيقه، فقلت:
"القاعدة الشرعية تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة، أي أن ما لم يرد نص في منعه فهو مباح، ونظرا لأنني لم أسمع عن دليل يفرق بين أنواع الزكاة العادية ويحددها بحسب الأشهر هذه زكاة رمضان، وهذه زكاة شعبان، وهذه زكاة شوال، فالزكاة تخرج وتدفع إلى مستحقيها أو إلى بيت المال، ولم نسمع أيضا عن دليل يحدد كيفية إنفاق الزكاة من بيت المال، فالزكاة تجمع وتنفق بحسب حاجة مستحقيها، لذلك فإن من السخف والسذاجة والبله أو الاستعباط أن تأتي وتطالبني بدليل شرعي أو حديث لأمر لم يرد فيه حديث أو نص شرعي.
لكن أعتقد أنه يحق لي بالمقابل أن أطالبك أنت بدليل شرعي أو لغوي يثبت أن ما أسماه أبو هريرة بزكاة رمضان يعني زكاة الفطر على وجه التحديد كما ادعيت تحريفا وتضليلا." (انتهى نص كلامك وتحديك)
..................

هكذا إذن، وفقط لأنك لم تسمع عن دليل من حديث أو لغة، أغلقت باب العلم بكل غطرسة، وهل ما أوصلك إلى ما أنت فيه من حال يرثى لها إلا ادعاؤك وغطرستك؟؟؟

إليك العلم إذن أيها التلميذ الخائب:

جاء في فيض القدير، شرح الجامع الصغير، للإمامِ المناوي الجزء الرابع :
4557

- (زكاة الفطر) بكسر الفاء لا ضمها ووهم نجم الأئمة قال في المجموع: وهي مولدة لا عربية ولا معربة بل اصطلاحية للفقهاء أي فتكون حقيقة شرعية على المختار

كالصلاة وتسمى أيضاً زكاة رمضان وزكاة الصوم وصدقة الرؤوس وزكاة الأبدان (فرض) بإجماع الأربعة على ما حكاه ابن المنذر لكن عورض بأن الحنفي يرى وجوبها لا

فرضيتها على قاعدته أن الواجب ما ثبت بظني وأن أشهب نقل عن مالك أنها سنة وكان فرضها في السنة الثانية من الهجرة في رمضان قبل العيد بيومين

وجاء في سنن النسائي، للإمام النسائي المجلد الخامس. >> كتاب الزكاة. >> باب فرض زكاة رمضان.

أخبرنا عمران بن موسى عن عبد المارث قال حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة رمضان على الحر والعبد والذكر والأنثى

صاعا من تمر أو صاعا من شعير فعدل الناس به نصف صاع من بر.

[ش (فرض) أي أوجب والحديث من أخبار الآحاد فمؤداه الظن فلذلك قال بوجوبه دون افتراضه من خص الفرض بالقطعي والواجب بالظني. (زكاة رمضان)

هي صدقة الفطر ونصبها على المفعولية وصاعا بدل منها أوحال أو على نزع الخافض أي في زكاة رمضان والمفعول صاعا.

(على الحر والعبد) على بمعنى عن إذ لا وجوب على العبد والصغير كما في بعض الروايات إذ لا مال للعبد ولا تكليف على الصغير نعم يجب على العبد عند بعض والمولى

نائب]

وجاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي - المجلد الثاني

عن ابن عمر قال "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين".

وأخرج أبو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصيام من اللغو والرفث وطعمة

للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة...

من كل هذا وجب أن تعلم بأن زكاة الفطر هي زكاة رمضان، أيها الخائب... والآن ما عليك إلا أن تسأل أي شخص غيرك، حتى لو كان له باع قليل في الفقه، عن وقت

خروجها...

تتهمني بعد كل هذا بأنني انفردت بهذا التفسير، أي التسوية بين زكاة الفطر وزكاة رمضان، ولو كنت عدت حقا للكتب المختصة لكنت قد جنبت نفسك الوقوع في الحرج...

وإليك المزيد، وبالضبط عن الحديث الذي ساقنا إلى هذا الخلاف، حديث أبي هريرة الذي ورد فيه: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من

الطعام، ....".

يقول ابن حجر، في إبراز فوائد الحديث أنها كثيرة، وذكر منها قوله:... جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر وتوكيل البعض لحفظها وتفرقتها...

( ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الوكالة، ص.613. 616)

ولك أن تلاحظ أن ابن حجر سماها زكاة الفطر، رغم أنها ترد في الحديث المذكور باسم زكاة رمضان...

من كل ما سبق إذن وجب أن تفهم أن ما وقع لأبي هريرة وقع في شهر رمضان لا في غيره...

فحجتك لإخراج النص عن إطاره واهية، ولا أستغرب ذلك من جاهل دعي...

قلت لك سابقا، وأعيدها الآن: إن كنت عن التدليل على دعواك في هذا الحديث عاجز... فأنت عن إثبات غيره أعجز...

قلت لك أيضا بأنك لم تتقدم خطوة في حجاجك بل تراجعت خطوات... وهذا من فضل ربي... " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"...

والحمد لله رب العالمين.

يحي غوردو
16/07/2007, 10:55 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

أستاذ سعد قلت: سؤالي هو من علم من؟ فهناك الملكان،و الشياطين، و بني آدم بطبيعة الحال، وموضوع التعلم الذي هو السحر...

فهل الملكان هما اللذان علما الشياطين من الإنس و الجن السحر و ما إلى ذلك؟...

كلمة "شياطين" أخي الكريم، وكلمة "ملكين" يجب علينا فهمهما فهما صحيحا حتى لا نقع في أخطاء سبق أن أشرنا إليها:

أ- كلمة "شياطين" فيها خلاف:

سبق وأن أشرنا أنها تحتمل أن يكون الشياطين من "الجن" أو أن يكون الشياطين من "الإنس":

قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين ...)

فالشياطين هنا قيل: هم شياطين الجن.

وقيل: المراد شياطين الإنس المتمردون في الضلال،

كقول جرير:

أيام يدعونني الشيطان من غزلي وكن يهوينني إذ كنت شيطانا


ب- كلمة "ملكين" والقول هل هما ملكان أو غيرهما؟ فيه خلاف أيضا.

الملَكين بفتح اللام:

- قال اليهود أنهما: جبريل وميكائيل أنزلا بالسحر

- قال الزجاج: وروي عن علي رضى الله عنه أنه قال: أي والذي أنزل على الملكين، وأن الملكين يعلمان الناس تعليم إنذار من السحر لا تعليم دعاء إليه. قال الزجاج:

وهذا القول الذي عليه أكثر أهل اللغة والنظر، ومعناه أنهما يعلمان الناس على النهي فيقولان لهم: لا تفعلوا كذا، ولا تحتالوا بكذا لتفرقوا بين المرء وزوجه...


"الملكين" بكسر اللام:

قال ابن عباس : هما ساحران كانا يعلمان السحر

قال ابن أبزى: هما داود وسليمان.، وضعف هذا القول ابن العربي.

وقال الحسن: هما علجان كانا ببابل ملكين، فـ "ما" على هذا القول مفعولة غير نافية..

قيل طالوت وجالوت وهاروت وماروت أسماء ملوك...

ولك أستاذ سعد أن تفهم من هذه الاحتمالات ما يناسب تصورك ويقنع عقلك ويجيب على سؤالك

والله أعلم




قلت أستاذ سعد: "ظهور الملك في صورة البشر واضح و جلي في الآيات و الأحاديث...و هذا لا جدال فيه...لكن فيما يخص الجن هل يبدو و يظهر في صورة من الصور؟
أما الذي لديه علم من الكتاب فهو ليس نبي...و بالتالي لا يتوفر على قدرات النبي سليمان عليه السلام...و بالتالي كيف عرف بوجود العفريت الذي هو من الجن؟...إلا إذا أخذ الجن صورة من الصور أو ظهر على صورته التي خلقه الله عز و جل عليها...كما أنه كيف عرف أن عفريتا من الجن قد تقدم باقتراح لسليمان عليه السلام ؟ اللهم إلا إذا سمعه..."

هذه الأمور التي ذكرتها أيضا خلافية:

أولا العفريت لم ينفذ ما قاله وهذا يعني أن قوله لم يتحقق ولم يأت بعرش ملكة سبأ وبالتالي لا يمكننا أن نقول أن له قوة خارقة وسرعة وقدرات هائلة (معروف أن الجن

فيهم الكاذب وفيهم الصادق ويمكن أن يكون كلام الجني كذب فهو لا يستطيع أن يحرك حتى كأسا من مكانه فما بالك بعرش يبعد الكيلوميترات (ورد في الحديث الصحيح أن

الشيطان لا يفتح بابا ولا يحل سقاء ولا يستطيع حتى إزاحة عود خفيف من مكانه)

فكيف يستطيع هذا الجني (الذي ليس له علم) فعل ذلك؟ لاحظ معي أخي الكريم أن الذي جاء بعرش ملكة سبأ هو ( من له علم) وقوة وقدرة على حمله ...

قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ

كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ(40)

"الذي عنده علم" فيه أيضا خلاف بين أهل العلم:

القول الأول إنه رجل :

قال المفسرون : هو رجل عالم، صالح، عند سليمان يقال له: « آصف بن برخيا » كان يعرف اسم الله الأعظم، الذي إذا دعا الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى .

وذلك: بأن يدعو الله بذلك الاسم، فيحضر حالا، وأنه دعا الله فحضر. فالله أعلم، هل هذا هو المراد، أم أن عنده علما من الكتاب، يقتدر به على جلب البعيد، وتحصيل

الشديد؟

أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل، وكان صديقا يحفظ اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.

قال السهيلي: الذي عنده علم من الكتاب هو آصف بن برخيا ابن خالة سليمان...

قال السهيلي: وذكر محمد بن الحسن المقرئ أنه ضبة بن أد...

إذا صح هذا القول هل يمكن أن نقول إن الإنس أقوى من الجن؟ وإن الإنس أسرع من الجن؟

وكيف سمع هذا الرجل كلام العفريت؟

القول الثاني : إنه سليمان عليه السلام

قيل: هو سليمان نفسه.

قال ابن عطية وقالت فرقة هو سليمان عليه السلام، والمخاطبة في هذا التأويل للعفريت...

هذا الاحتمال يجيب على سؤالك ويحل المشكل فسليمان عليه السلام نبي وباستطاعته أن يرى العفريت ...

القول الثالث : بأنه ملَك

قال بحر: هو ملك بيده كتاب المقادير، أرسله الله عند قول العفريت.

وقيل إنه جبريل عليه السلام أمين الوحي...

والله أعلم

منذر أبو هواش
17/07/2007, 12:04 AM
إلى خبير الجن والشياطين
يحيى غوردو

صدقة الفطر سُميّت كذلك لأنّها تدل على صِدق مُخرجها، وزكاة الفطر سميت كذلك نسبة إلى ( الفطر) من باب إضافة الشيء إلى سببه أو إلى وقته، لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، أي بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول‏:‏ الأفضل أن تؤدى صباح العيد إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين.

وسواء أقيل صدقة الفطر أم زكاة الفطر أم زكاة رمضان نسبة إلى الشهر الذي تخرج عنه (!) فإن هذا كله لا يفيد لحد الآن من أجل حصر إخراج الصدقة وحصر صرفها في شهر رمضان كما تريد لكي تدعم تشكيكك في وجود تناقض بين القرآن الكريم والحديث الصحيح، فلم تكن الزكاة بحدها موضوعنا الرئيسي، بل كان الشبهة الشيطانية التي أثرتها حول الوقت الذي حصلت فيه حادثة أبي هريرة (رضي الله عنه) مع الشيطان، هل حدثت في رمضان وقت تصفيد الشياطين (أو بعض الشياطين كما ورد في بعض التفاسير) أم أنها حدثت بعد رمضان، وقد نبهت في مداخلة لي إلى هذا الأمر مؤكدا على ضرورة عدم وجود تناقض بين القرآن الكريم والحديث الصحيح مهما كان الأمر. لكنك أصررت على شبهتك وكأنك تريد إثباتها بأي شكل كان، ولو من خلال محاولات تشويهي وتسفيه رأيي، الأمر الذي لا يهمني شخصيا بأي شكل من الأشكال، وبأي صورة من الصور.

أنت تجتهد وتعتقد أن الميكروبات نوع من الجن ...
وأنا أجتهد وأعتقد أنك من أصغر الشياطين ...

أعود وأقول لك، إنك تجاوزت كل الحدود، وخلطت كافة الأمور، وإنك تفتري وتكذب وتبتدع في موضوع الجن والشياطين، وهذه حقيقة ثبتت ووضحت هنا، مثلما ثبتت ووضحت في منتديات التوحيد، ولن تستطيع تغيير هذه الحقيقة من خلال فذلكاتك الكلامية السفسطائية، ولا من خلال إغراق الموضوع بأمور ونقول أخرى لا علاقة لها بالموضوع الأساسي ...

لذلك فقد آن لك أن تصمت وتسكت أيها الشيطان الصغير، وقد آن الأوان لكي يرتاح جمهور واتا من هذه الجعجعة العبثية الفارغة، والطروحات الغريبة المضحكة في موضوع قال فيه العلماء كلمتهم.

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ...
وأستغفر الله العظيم لنفسي إن كنت اجتهدت فأخطأت ...
والله أكبر ...

منذر أبو هواش

:fight:

سعيد نويضي
17/07/2007, 04:24 AM
بسم الله الرحمان الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
يا أساتذة...يا كرام...جزاكم الله خيرا على توضيح ما هو غامض و واضح في نفس الوقت في موضوع يصعب فيه تحديد الأشياء إلا بالنسبة لمن لهم العلم الكافي...و أنا لست منهم للأسف الشديد...لذلك سيظل الخلاف بين أهل العلم...فما بالك في من هم ليسوا بعلماء و لا فقهاء...فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن...و ليتق الإنسان ربه...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
18/07/2007, 01:59 AM
باسم الله الرحمان الرحيم

إن عادت العقرب عدنا لها *** وكانت النعل لها حاضرة

أيها التلميذ الخائب:

ها أنت تتراجع أمام الجميع عن أفكارك الغبية التي أنتجها عقلك الخرف المسطح...

تحاول أن تتوارى بأن الأصل في الإشكال ليس تسميتها زكاة فطر أو رمضان... لماذا إذن كنت قبل يومين

تسأل بنبرة الحاقد المتغطرس مدعيا بأنك لم تجد ما يدل على وحدة التسمية؟؟؟ وموجها السؤال إلينا بنبرة

المتحدي "تشالنجر"... ولعلك تذكر ما الذي حصل لتشالنجر يوما ما...

لو كانت نيتك سليمة فعلا لكنت أعلنت عنها منذ البداية... ولكنتَ ذكرت بأن التسمية ليست مهمة...

لكنك فعلت العكس، صور لك عقلك المريض أن طاقة الفرج انفتحت لك... وتصورت أنك سوف تعزنا في

الخطاب... لكن الله خذلك...

تأتينا اليوم، وكأنك "اكتشفت العجلة" لتقول لنا بأن زكاة الفطر تخرج قبل صلاة عيد الفطر، ورخص أن

تدفع قبل العيد بيوم أو يومين... ما شاء الله علم كثير تخبرنا به... هذا الذي يعرفه حتى عوام المسلمين...

أيها التلميذ الخائب:

أنا لم أقل لك يوما، ولا للإخوة الذين يتابعون الموضوع، بأن أصل الخلاف بيننا على تسمية زكاة الفطر...

فهذا لا يقول به إلا مغفل مثلك...

أنا كنت فقط أحشرك في زاوية جهلك، لأنك كلما تكلمت إلا وبانت أغاليطك وتمزقات ذاكرتك الخرفة...

وجب إذن، إن كان قد بقي لك ذرة من احترام لنفسك، أن تعتذر عن جهلك... على الأقل في الذي اعترفت

به، وهو هنا خلافنا حول تسمية زكاة الفطر، وأيضا وجب أن تعتذر أمام الناس عن الذي تهربت من

الإجابة عنه، وهي أسئلتنا الكثيرة التي طرحناها عليك: حول الأدلة الشرعية على أن آية الكرسي تحرق

الجن، وحول أجهزتك الاستشعارية التي تمكننا من رصد الجن... وغير ذلك مما تتهرب من الإجابة عنه...

وهو لا زال قائما يتابعك إلى يوم الدين...

نعود الآن إلى آخر ما خيل لك عقلك المريض، أنك قد أمسكت به ناصية الخطاب، وهو قولك/اعترافك بأنه

سواء كانت التسمية زكاة الفطر أو زكاة رمضان فهذا ليس مهما، لأن المهم هو أنك تريد إلصاق التهمة

بي بأني ملحد أبحث عن التناقض بين كتاب الله وسنة رسوله الكريم... وهي التهمة التي تبوء بها أنت

أولا وأخيرا، لأنك من كال الاتهام... مصداقا لقول الحبيب المصطفى...

أيها التلميذ الخائب:

إذا كنت قد اعترفت بأن زكاة الفطر هي زكاة رمضان، واعتقدت بأن هذه مشكلة جانبية لا تهم موضوع

نقاشنا، فهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لعقلك الخرف... لأنه فعلا الآن يتأكد بأنك لا تبصر أبعد من أنفك...

إذا كنت قد سلمت بأن الزكاتين واحدة، بل وتنطعت لتنويرنا بالإجابة عن موعد دفعها، وهو قبل صلاة عيد

الفطر... فأنت بهذا تضع نفسك أنت، أيها التلميذ الخائب، في قفص الاتهام بحيث سوف يطرح تفكيرك

المريض نصوصنا الدينية موضع تضاد وتعارض بينها...

إذا كان الشيطان المذكور في حديث أبي هريرة، هو الذي يصوره لك عقلك الذي تأسس على الخرافة

فتّصوَّرَه ذلك الكائن الأسطوري الذي يتشكل في أي صورة شاء... ويقوم بالأفعال الخارقة التي يهيئها لك

عقلك المريض... فكيف يمكن أن نجمع بين حديث أبي هريرة، وفق تأويلك الساذج، وبين النصوص التي

ذكرناها لك منذ مدة:

ورد في صحيح البخاري: «إذا دخل

شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت

الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها...

السؤال الذي نطرحه هنا: إذا كانت الجن والشياطين مسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد

في حديث أبي هريرة؟
......

من ناحية أخرى تخبرنا الأحاديث الصحيحة أن الشيطان لا حول له ولا قوة، من الناحية البدنية على الأقل،

وهذا ما يوضحه الحديث الصحيح الذي رواه جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا

الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف

إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب

الأشربة) ويؤكد هذا حديث آخر ذكره الإمام علي كرم الله وجهه...

وهذا يفهم منه أن الشيطان ليس باستطاعته فتح الباب المغلق والدخول إلى بيت الصدقة وحمل الطعام إلى

عياله.
...

ألا يفتح هذا كله باب التناقض إذا تبنينا تأويلك المزعوم؟

وعلى العكس من ذلك، طرحتُ أنا احتمال أن يكون الشيطان المذكور في الحديث هو شيطان إنس، لا

جن... لكنك بغبائك رفضت أن يكون هناك شيء نسميه شيطان إنس... حتى بينت لك خطأ دعواك... فعدت

إلى ناصية الحق... وإن كنت تكابر كعادتك...

فإن كان الشيطان شيطان إنس استقامت النصوص كلها أيها الغبي، وما عاد بينها أي تعارض...

التعارض الذي يبقى في ذهنك وحدك لأنك قيدت فكرك، كما في أسطورة الفيل الشهيرة، فما عدتَ ترى أبعد

من أنفك...

صدق علماؤنا الأجلاء: كانوا دائما يخبرونا بأن أخطر أنواع الجهل، هو الجهل المركب...

الآن أقف على أقوالهم بالعيان...

مسألة أخيرة أيها الخائب:

لست أنا بأول من قال بأن الميكروبات نوع من الجن... فقد سبقني إلى ذلك علماء أفاضل

منهم محمد عبده ورشيد رضا وآخرين... وهذا جهل آخر منك...

وقد تعاقب على الأمة بعدهم علماء كثيرون لا تبلغ أنت حتى بوعهم وما سمعنا أحدا قال عنهم بأنهم

ملاحدة، وما كفرهم أحد... حتى أولئك الذين اختلفوا معهم في الرأي...

ملحوظة: الأسئلة التي قدمناها لك (عن آية الكرسي وأجهزتك الاستشعارية وغيرها) لا تسقط بالتقادم...

أنت ملزم بالجواب عنها...

إن عادت العقرب عدنا لها...

والحمد لله رب العالمين

منذر أبو هواش
18/07/2007, 08:17 AM
قال تعالى في سورة الأنعام
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)
صدق الله العظيم

منذر أبو هواش
19/07/2007, 07:51 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...

الشيطان شقي يشقي نفسه ...
أشقاه الله ولعنه ...

:fight:

يحي غوردو
21/07/2007, 10:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يجوز مخالفة العلماء؟ وهل في مخالفتهم خروج على منهجهم؟

يقول أبو هواش: "واختلافك مع ابن تيمية (وهو من هو وأنت من أنت) يعتبر اختلافا مع أهل السنة والجماعة، وخروجا على مذهبهم، وإساءة لا تغتفر إلى الإسلام والمسلمين."

المنهج المبين في اتباع الدليل

الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها أن تجريد المتابعة أن لا تقدم على ما جاء به قول أحد

ولا رأيه كائنا من كان بل تنظر في صحة الحديث أولا فإذا صح لك نظرت في معناه ثانيا فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو

خالفك من بين المشرق المغرب ومعاذ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها بل لا بد أن يكون في الأمة من قال

به ولو لم تعلمه فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله بل اذهب إلى النص ولا تضعف واعلم أنه قد قال به قائل

قطعا ولكن لم يصل إليك هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه

فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها بشبهة انه

اعلم بها منك فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك فهلا وافقته إن كنت صادقا فمن عرض أقوال العلماء على

النصوص ووزنها بها وخالف منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم بل اقتدى بهم فإنهم كلهم أمروا بذلك

فمتبعهم حقا من امتثل ما أوصوا به لا من خالفهم فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم في

القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.....

الروح لابن القيم





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحي غوردو
21/07/2007, 11:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكي يستفيد قراء واتا الكرام من هذا النقاش الذي أرجو أن يكون علميا بمعنى الكلمة وليس تعصبا للرأي

أجيب عن جملة وردت أثناء النقاش: "... خلط الطب واللغة والشرع في بوتقة واحدة ..."يريدنا أبو هواش أن نفصل بين الطب واللغة والشرع وألا نخلط بين هذه العوم في بوتقة واحدة

دون أن نتكلم فيما توصل إليه العلماء اليوم وما أسموه LA TRANSDISCIPLINARITE وهو إزالة الحدود بين مختلف العلوم نطرح على قراء واتا الكرام جزء

من تحاور الفقهاء واللغويون والأطباء في موضوع الطاعون الذي نعتبره جزء من نظريتنا حول التقارب بين "الجن" و "الكائنات المجهرية"

على أننا سنتطرق لاحقا إلى مقارنات أخرى - تفوق العشرين- بين الجن من جهة والكائنات المجهرية من جهة أخرى إنطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة:


أنبه القارئ الكريم إلى أن الحديث الذي سوف نتطرق إليه يجمع بين الطب والشرع واللغة
فهو يتكلم عن وباء الطاعون (الجانب الطبي) وعن الشهادة (الجانب الشرعي) بمصطلحات (الجانب اللغوي)

ورد في الحديث الشريف:
( فناء أمتي بالطعن والطاعون قيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة)
أخرجه أحمد

وفي حديث آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هو وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة"

قال أهل اللغة: وخز: هو الطعن إذا كان غير نافذ ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر فيؤثر بالباطن أولا ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ.

حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه:

"اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون"

قال العلماء (هنا نتكلم عن الجانب الفقهي) أراد صلى الله عليه وسلم أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن.
هذا الكلام يعني أننا في حرب مع أعدائنا من الكفار إنسا كانوا أم جنا والميت من المسلمين يعتبر شهيدا وهذا رد صريح على من قالوا بأن الجن لا يتعدى تأثيرهم الوسوسة ونفوا العلاقة المتينة بين عالم الجن وعالم الإنس هذه العلاقة التي تصل، انطلاقا من الأحاديث الصحيحة، إلى حد المشاركة في الأموال والأولاد وتصل إلى حد القتل كما هو ظاهر من حديث الطاعون وغيره...

قال أهل اللغة والفقه:قال الخليل: "الطاعون الوباء"

قال صاحب النهاية:" الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان"

قال أبو الوليد الباجي: "هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات بخلاف المعتاد من أمراض الناس ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة"

قال أبو بكر بن العربي: " الطاعون الوجع الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله"

قال الداودي: "الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء"

قال عياض: "أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد"

قال بن عبد البر: "الطاعون غدة تخرج في المراق والآباط وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله"


قال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سينا: "الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الإذن أو عند الأرنبة قال وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو بغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية ردئية فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسية والأسود منه قل من يسلم منه وأسلمه الأحمر ثم الأصفر والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة"


قال الكلاباذي في "معاني الأخبار" :
"يحتمل أن يكون الطاعون على قسمين:
- قسم يحصل من غلبة بعض الأخلاط من دم أو صفراء محترقة أو غير ذلك من غير سبب يكون من الجن
- وقسم يكون من وخز الجن كما تقع الجراحات من القروح التي تخرج في البدن من غلبة بعض الأخلاط وإن لم يكن هناك طعن وتقع الجراحات أيضا من طعن الإنس..."

قال الألوسي في معرض تفسيره للأمراض:
إن الهواء إذا تعفن تعفنا مخصوصا مستعدا للخلط والتكوين، تنفرز منه وتنحاز أجزاء سمية باقية على هوائيتها، أو منقلبة بأجزاء نارية محرقة، فيتعلق بها روح خبيثة تناسبها في الشرارة، وذلك نوع من الجن فإنها على ما عرف في الكلام أجسام حية لا ترى، الغالب عليها الهوائية أو النارية، ولها أنواع عقلاء وغير عقلاء تتوالد وتتكون، فإذا نزل واحد منها طبعا، أو إرادة، على شخص أو نفذ في منافذه أو ضرب وطعن نفسه به، يحصل فيه بحسب ما في ذلك الشر من القوة السمية، وما في الشخص من الاستعداد للتأثر منه كما هو مقتضى الأسباب العادية في المسببات، ألم شديد مهلك غالبا مظهر للدماميل والبثرات في الأكثر بسبب إفساده للمزاج المستعد... (محمود الألوسي أبو الفضل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني)

قال رشيد رضا، وهو يفسر الآية (275) من سورة البقرة: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
يجوز أن تكون ميكروبات الأمراض نوعا من الجن،
والمتكلمون يقولون إن الجن أجسام حية خفية لا تـرى،
وقد قلنا في "المنار" غير مرة إنه يصح أن يقال إن الأجسام الحية الخفية التي عرفت في هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة وتسمى بالمكروبات، يصح أن تكون نوعا من الجن، وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض.


نلاحظ هنا كيف ينطلق كل واحد من العلماء الأفاضل من خلفيته الفكرية ليسلط الضوء على هذه المسألة دون أن يعيب عليهم أحد خلطهم هذا كما يتوهم أبو هواش: "خلط الطب واللغة والشرع في بوتقة واحدة"

وأشير أيضا إلى أن معظم هذا الكلما هو لابن حجر : شرح صحيح البخاري كتاب الطب صحيح البخاري كتاب شرع يتضم كتاب هو كتاب الطب
كما أفرد علماء أجلاء كتب للطب النبوي أنطلاقا من أحاديث سيد المرسلي بلغة أهل الجنة العربية
ابن القيم قديما وعبد المجيد الزنداني حديثا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-----------------------------------------------------------------------------
1- La transdisciplinarité concerne, comme le préfixe "trans" l'indique, ce qui est à la fois entre les disciplines, à travers les différentes disciplines et au delà de toute discipline. Sa finalité est la compréhension du monde présent , dont un des impératifs est l'unité de la connaissance.

منذر أبو هواش
22/07/2007, 09:43 AM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إلى الشيطان الصغير يحيى غوردو،

لعلك تعلم أن المسلم يضع دينه قبل نفسه، وقبل ماله، وقبل ولده، وقبل أهله. وقد هالني أنا أراك تتصرف تصرف الدجالين المصابين بجنون الهوس الديني، المعتقدين بما يدعون، والذين يتصدون لتفسير الأحالديث النبوية ولتأويل القرآن الكريم بجرأة وجهل وإسراف في الكلام، لا يفتتن بهم إلا الجاهلون من أمثالهم، إذ إن الذين يفهمون العربية يسخرون من هوس هؤلاء ومن هلوساتهم ووسوساتهم!

وقد رأيت من كتاباتك أنك لا تتقن العربية اتقانا تاما، وأنك لم تحصل على ملكة الإعراب، ولا على ذوق الآداب، وأنك كثير اللحن والغلط فيما تقول وتكتب، وأنك كثير اللغو الذي لا يفهم له معنى صحيح في اللغة، وأنك كثير الخطأ والشطط فيما تفسر به الكلام، ومع ذلك فأنت تتجرأ على تفسير آيات كتاب إعجازي كالقرآن العزيز، وتتجرأ على نشر ترهاتك التي يظهر فيها ضعف نفسك، واضطراب حدسك، مما يدل على أنك مخذول لا مؤَيَّد من الله تعالى.

لقد ادعيت وضللت بجهلك وقلة نصيبك من الدين واللغة، وكأن الفهم الذي جئت به قد فات الصحابة والتابعين وتابعيهم من العرب الخُلَّص ومواليهم، وكأن الفهم الذي جئت به قد فات جميع واضعي فنون هذه اللغة لضبط ألفاظها ومعانيها وفلسفتها وآدابها وأسرار بلاغتها، وجميع من فسر القرآن من السلف والخلف.

لكن ضلالتك لن تتجاوز هذا الحد، ودعواك الكاذبة مائتة في المهد، وكلما ازددت ضلالا وانحرافا سيأتيك منا الرد.

التفسير العشوائي للقرآن واللغة

هو الطعن بحجج واهية في علماء الدين وعلماء اللغة الفطاحل، أملا في إسقاط الاستشهاد بهم، وإسقاط حجية كتب الفقه والتفسير والمعاجم، وبالتالي إسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.

التفسير بالرأي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب) وهذا الحديث رواه الترمذي بألفاظ مختلفة منها: "فليتبوأ مقعده من النار". والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/371). والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب، وليس من التفسير بالرأي المجرد ما كان جارياً على قوانين العلوم العربية، والقواعد الأصلية والفرعية. والله أعلم.

هذا ما يقولونه فيك وعنك:

والعجيب أن أحد الكتاب المعاصرين أخطأ فهم الحديث النبوي الشريف " هو وخز أعدائكم من الجن " فزعم أن الجراثيم يمكن أن تكون نوعاً من أنواع الجن فقال : لم تكن الجراثيم قد عرفت بعد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهل قصد عليه الصلاة والسلام " هو وخز أعدائكم من الجن " المعنى الشرعي لكلمة الجن ، أي المخلوقات التي خلقها الله تعالى من النار وترى الإنس ولا يرونهم ، أم قصد المعنى اللغوي بمعنى كل ما استتر وخفي ؟ الله تعالى أعلم .

و لكن لو كان يريد المعنى الأول أما كان الأولى أن يقول : هو وخز الشياطين ، فيكتفي بكلمة واحدة بدلاً من ثلاث كلمات : " أعدائكم من الجن " ؛ لأن الشياطين كلهم أعداء للإنس . وأما كان الأولى بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل على الطاعون في بلاد الشام لكي تهرب الشياطين منه وينقذ المسلمين من ذلك الوباء اللعين ، بدلاً من أن يعود إلى المدينة المنورة وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : " ما سلك عمر بن الخطاب فجَّاً إلا وسلك الشيطان فجَّاً غيره " [ متفق عليه ] .

وهو كلام خطير يؤدي إلى تأييد رأي المستغربين الماديين الذين أنكروا المغيبات التي أخبر الله تبارك وتعالى عنها كالملائكة والجن ، والذي اتهم المسلمين بأن فكرهم ليس فكراً علمياً بل هو فكر غيبي يؤمن بالأساطير والخرافات .

فالفكر الإسلامي فكر علمي يقوم على النظر والتفكير . والإيمان بالغيب أساسه الخبر الصادق في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحقيقة لا تعرف كلها بالإنسان نظراً لمحدوديته ، ثمة مصدر آخر للحقيقة وهو الله سبحانه وتعالى القائل : { أَلاّ يَعلَمُ مَن خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ } [ الملك : 14 ] والذي وسع كل شيء علماً .

والقول بأن الجراثيم نوع من الجن ترده النصوص القطعية الكثيرة في الكتاب والسنة، فالجن الذين كانوا يسترقون أخبار السماء والذين رموا بالشهب والذين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقوا إلى قومهم منذرين : لا يصح أبداً ولا يعقل أن تكون الجراثيم نوعاً منهم . قال تعالى في سورة الجن : { قُل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ منَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعنَا قُرءاناً عَجَباً ( 1 ) يَهدِي إِلَى الرُّشدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَن نُشرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ( 2 ) ... } [ الجن : 1 - 2 وما بعدها ] ، وتأمل كلمة رجال في قوله تعالى في هذه السورة : { وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجاَلٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُم رَهَقاً } وقال أيضاً : { وإِذا صَرَفنَا إِليكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَستَّمِعُونَ القُرءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوا إِلَى قَومِهِم مُنذَرِينَ ( 29 ) قَالُوا يَا قَومَنَا إِنَّا سَمِعنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعدِ مُوسَى مُصَدِقاً لِمَّا بَينَ يَدَيهِ يَهدي إِلَى الحَقِّ وإِلَى طَرِيقٍ مُستَقِيمٍ } [ الأحقاف : 29 - 30 ] .

كيف تجرأ هذا الكاتب على مثل هذا القول والله تعالى يقول في الجن الذين سخرهم لنبيه سليمان : { يَعمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَحَّارِيبَ وتَمَاثِيلَ وجِفَانٍ كَالجَوَابِ وقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكراً وقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ ( 13 ) فَلَمَّا قَضَينَا عَلَيهِ المَوتَ مَا دَلَّهُم عَلَى مَوتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّو كَانُوا يُعَلَمُونَ الغَيبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ ( 14 ) } .

الجن عالم مغيب عنا ومسؤول ومكلف يوم القيامة يحشرهم الله سبحانه وتعالى ويسألهم ، فقد أخبر عن ذلك بقوله : { يَا مَعشَرَ الجِنِّ و الإِنسِ إِنِ استَطعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطَارِ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلطَانٍ } [ الرحمن : 23 ] ، فكيف يصح أن تكون الجراثيم نوعاً منهم ؟!

وقوله : لو كان لو كان يريد المعنى الأول أما كان الأولى أن يقول : هو وخز الشياطين ، وغفل الكاتب في هذا عن حقيقة معنى الشيطان ، فهي كلمة تطلق على كل عاتٍ متمرد من الجن والإنس ، قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍ عَدُوَّاً شَيَاطِينَ الإِنِس والجِنِّ يُوحِي بَعضُهُم إِلَى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً ولَو شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرهُم ومَا يَفتَرُونَ } [ الأنعام : 112 ] .

وقوله بعد ذلك بلهجة التهكم : أما كان الأولى بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل على الطاعون في بلاد الشام لكي تهرب الشياطين منه وينقذ المسلمين من ذلك الوباء اللعين ، بدلاً من أن يعود إلى المدينة المنورة . وغفل الكاتب عن أن عمر رضي الله عنه عاد تطبيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " وإذا كنتم خارجها فلا تقدموا عليه " وعمر رضي الله عنه لم يرجع لتسلم له نفسه إنما كان معه وجوه الأمة الذين لا بقاء للأمة بهلاكهم كما جاء في مناسبة الحديث ، وإذا كان الشيطان يهرب من عمر فهل يهرب من بقية الناس ، وهل يكلف عمر رضي الله عنه ليحمي الأمة من كيد الشياطين أن يتجول مع كل فرد من أفرادها ويوجد بجانب كل واحد منهم ؟!

إني لأعجب كيف انحدر الكاتب إلى مثل هذا المستوى من التفكير الساذج وكيف غفل الكاتب عن الحديث النبوي الشريف . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن عفريتاً من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان : { رَبِّ اغفِر لِي وهَب لِي مُلكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ } فرده الله خاسئاً [ صحيح البخاري في التفسير ، 4808 ] .

وغفل عن الحديث الشريف الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب . قال : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث ؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء . فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو ويصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، وهناك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنّا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً . وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم { قُل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنَّ } وإنما أوحي إليه قول الجن [ صحيح البخاري في التفسير 4921 ] .

فالنصوص القطعية صريحة في بيان خطأ من يقول إن الجراثيم من أنواع الجن وهو ردٌّ على قائله كائناً من كان .

http://www.maknoon.com/e3jaz/new_page_99.htm

المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم

:fight:

يحي غوردو
22/07/2007, 10:50 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

مقارنتنا بين الجن والشياطين والكائنات المجهرية مبنية على علوم متعددة من بينها علم اللغة والشرع والطب والصيدلة والبيولوجيا والجيولوجيا وعلوم الفضاء وطب النساء وعلم الأغذية وعلم المحيطات وغيرها... قد يقول قائل لماذا كل هذه التخصصات؟ ببساطة لأن الشيطان يشاركنا كل صغيرة وكبيرة فهو مرتبط بكل أمورنا مهما صغرت...
عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط

ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة». (صحيح مسلم)

وكل النعم التي توجد في هذا الكون الفسيح سخرت للإنس والجن وسورة الرحمان خير دليل على ذلك... "فبأي آلاء ربكما تكذبان"

وهذا ما سنتبثه بالدليل والحجة إن شاء الله خلال الحلقات القادمة:

جوهر الإشكال ـ في الواقع ـ في موضوع الجن، لا يرتبط بأدلة وجودها من عدمه، بل يتركز في كيفية أشكالها وأحجامها، وطريقة تمظهراتها وتداخلها معنا في حياة واحدة. كما أن النقاش الخفي ـ الذي يبدو لنا ـ يتعلق بالمصطلحات المستعملة للدلالة على هذه الكائنات الحية... فالكائن موجود بالنص القرآني، وقد ثبت وجوده كما يظهر من قوله تعالىوخلق الجان من مارج من نار (الرحمان / 15) فالجان كائن من مخلوقات الرحمان وهو واحد وإن تعددت الأسماء التي أعطيت له، فهناك من يطلق عليه اسم جن أو شيطان، وهناك من يقول بأنه النفس وطبائعها، وهناك من يلقبه بالسحر أو الأرواح أو الأشباح أو الخيالات أو رجال الغيب... وهناك من يسميه اسما مختلفا قد تكون الكائنات المجهرية كالجراثيم والفيروسات منها ويدعي أنه اسم علمي لكائن مادي مجهري، فيجرده بذلك من محتواه الغيبي ويقطع علاقته بالدين... لكن تظل هناك تقاطعات بين العديد من هذه الأسماء من الناحية الدلالية، ومن حيث الفحوى والمفهوم، سواء كانت تنتمي إلى الحقل الديني أو العلمي أو حتى حقل الشعوذة والسحر، فهي تدل على شيء واحد يتلخص في ظواهر غير عادية تحدث للناس، وكل واحد يفسرها حسب خلفيته الفكرية والمعرفية.
حينما يأتي مريض، يقوم بأفعال وأقوال غير معتادة، قد يراه الفقيه مصابا بالوسوسة، ويراه عالم النفس مصابا بالهلوسة، ويراه الطبيب مصابا بفيروس ما، وينظر إليه المشعوذ على أنه مسحور أو ممسوس...
وحينما نترك طعاما بدون غطاء فيفسد، يقول البعض إنه يتحلل طبيعيا، ويقول البعض إن الميكروبات أو الجراثيم تفسده، والبعض الآخر يقول بأن الجن والشياطين قد حضرته...

حينما نسمي الأشياء بغير أسمائها، أو حينما نطلق عدة أسماء متضاربة على شيء واحد، أو حينما نفهمها بغير مدلولها الصحيح فإننا لا نزيد العلم، والعالم، إلا تعقيدا.

قلنا إن الجن موجود ويعيش معنا، ولا ينبغي لمؤمن أن ينكر ذلك، لأن إنكاره إنكار لمعطى قرآني صريح، فالله سبحانه وتعالى أفرد لهم سورة كاملة من ثمانية وعشرين آية، وقرن بينهم وبين الإنس في العديد من الآيات نذكر منها على سبيل العد لا الحصر:  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي (الذاريات / 56) و يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمان /33)...

فالجن والإنس مقترنان ومرتبطان ارتباطا مكينا بحيث لا تستقيم الحياة من دونهما، فهما كالليل والنهار لا يكون الواحد منهما دون الآخر، وكل ما في الكون سخر لهما، كما أنهما سيحشران معا ويتبادلان التهم: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (الأنعام/128) ،
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(فصلت /25) ...

... لكل شيء ما يقابله ويذكر به، فهو بالنسبة إليه شفع، كالذكر والأنثى، والسماء والأرض، والليل والنهار، والإنس والجن الخ.
روى الطبري عن مجاهد قال في قوله تعالى: ومن كل شيء خلقنا زوجين (الذاريات/49)، قال: الكفر/الإيمان، الشقاء/السعادة، الهدى/الضلالة، الليل/النهار، السماء/الأرض، ثم زاد الجن/الإنس، فالارتباط بينهما وثيق متين، بحيث لا يكون الواحد منهما دون الآخر: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي (الذاريات / 56).

هذا الارتباط المتين بين عالم الجن وعالم الانس هو ما يستدعي منا استعمال جميع التخصصات لفهم هذا الموضوع / اللغز

تحيتي

يحي غوردو
22/07/2007, 11:06 PM
الكائنات المجهرية نوع من الجن؟



نعتقد أن معظم الالتباس الذي وقع، ويقع للناس، مرده أنهم اعتبروا الجن نوعا واحدا، وهذا ما ينبغي تجاوزه. فنحن عندما نتحدث عن الحيوانات، مثلا، لا نتصورها، جميعها،

نوعا واحدا، لأننا نعرف مسبقا أنها أنواع عديدة ومختلفة، وقد ميزت "الزولوجيا" فعلا بين هذه الأنواع وزودتنا بأوصاف وخصائص كل واحد منها، والنتيجة أننا عندما نقول،

أو نسمع، كلمة "حيوان" يتبادر إلى ذهننا الفأر والقط والفيل والغزال والدب والديناصور... هذا الاختلاف الكبير الموجود بين الحيوانات، هو ما يجب أن نستحضره أيضا عند

الحديث عن الملائكة، فهي متنوعة بدورها، ولها مهام وأسماء وخصائص مختلفة، منها جبريل وميكال ومالك وحملة العرش والروح والكتبة والحفظة والمعقبات والمدبرات

... وأشكالها أيضا مختلفة منها ذات الجناحين والثلاث والأربع والأكثر من ذلك، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي

أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  (فاطر / 1):


فلماذا لا يكون الجن أيضا أنواعا مختلفة، وأصنافا متعددة، ونحن اختزلناها في نوع واحد فالتبس الأمر علينا؟

سُئل بعض السلف عن الـجنّ ما هم، هل يأكلون ويشربون، ويـموتون، ويتناكحون؟ فجاء الجواب، من وهب بن منبه، مفصلا : «الجن أصناف: فخالصهم ريح لا يأكلون ولا

يشربون ولا يتوالدون، وجنس منهم يقع منهم ذلك ومنهم السعالى والغول والقطرب...»، كما روى عبد الله بن أبـي الدنـيا فـي «كتاب مكايد الشيطان» من حديث أبـي الدرداء

أنّ النبـي صلى الله عليه وسلم قال: «خـلق الله الـجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح فـي الهواء، وصنف علـيه الـحساب والعقاب...»

ويؤيد قوله ما روى ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم

أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون»...


يهمنا في هذا المستوى من التحليل، وانطلاقا من هذه الأحاديث وغيرها، أن الجن أصناف عدة: صنف يعيش في الأرض (التراب والماء)، وصنف موجود في السماء

والهواء، وصنف يحل ويرتحل، على أن ذلك لا ينبغي أن يجرفنا بعيدا، فيعيدنا إلى فتح باب الخرافة والأسطورة، من باب الغول والسعلاة وما شاكلهما، لذا وجب التنبيه إلى أن

هذه الأحاديث يجب أن تفهم في سياقها العام الذي وردت فيه، والذي طالما أكدنا عليه عند عرضنا لمفهوم الجن بالتفصيل، والذي بنينا عليه تحليلنا لاحقا، فنحن نعتقد، انطلاقا

من المعنى اللغوي لكلمة "جن" (انظر تعريف الجن في موضع آخر من هذا المنتدى)، وكذا من خلال مقارنتنا للجن والكائنات الدقيقة (التي ستأتي لاحقا)، أن هذه الكائنات

(المجهرية) ما هي إلا صنف من الجن، وهو ما يستدعي منا تفصيله وبناء جهاز حجاجي للتدليل عليه، بعد كل ما سبق - وهو ما سنعمل على تبسيطه في الصفحات الموالية -

لكن قبل ذلك سنحاول أن نضع تحت المجهر هذه الكائنات المجهرية التي وجدت قبل الإنسان بملايين السنين، والتي ظلت طوال حقبة سحيقة تنتمي إلى عالم الغيب، أي غائبة

عن أعيننا وعقولنا، ولم نعلم بوجودها إلا في القرون الثلاثة الأخيرة، بل لم تتوطد معرفتنا بها إلا في السنوات القليلة الماضية بعد اختراع المجهر الإلكتروني، فهي

إذن "جن" بالحتمية اللغوية، ثم سنحاول بعد ذلك أن نقارن بينها وبين الجن، من خلال ما ورد في القرآن الكريم وأحاديث سيد المرسلين، علنا نتلمس من خلال المقارنة

بعض جوانب الشبه بينها وبين ما يعرف بالجن بإطلاق.

(يتبع)

تحيتي لكل من يتابع الموضوع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحي غوردو
23/07/2007, 09:21 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

الميكروبات : جن بالحتمية اللغوية.


ما هي الميكروبات ؟

منذ القديم قسم العلماء الكائنات الحية إلى عالمين: عالم الحيوان وعالم النبات، وهي الكائنات الحية التي ترى بالعين المجردة، لكن بعد اختراع المجهر اكتشفت كائنات

أخرى لم تكن رؤيتها ممكنة من قبل، ولم يكن من السهل إدراجها في أي نوع من الأنواع السابقة لأنها مجهرية، مختلفة، وأحادية الخلية.

مجهرية microscopique يعني أنها لا ترى بالعين المجردة، فهي كائنات مستورة عنا، ولأنها كذلك فهي إذن "جن عين"، بالمعنى اللغوي للكلمة، يقول

ابن منظور في "لسان العرب": جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها.

في أواخر القرن 17م، وبفضل اختراع المجهر، تم اكتشاف هذه الكائنات الجديدة/القديمة التي أصبحت منذئذ موضوعا أثار فضول العلماء لمدة تزيد عن نصف قرن، لكن

لم تتم دراستها فعليا إلا في أواسط القرن 19م مع باستور Pasteur وكوخ Koch ثم تلامذتهم من بعد. ولأن عالمها كان جديدا فعلا فقد احتار العلماء في تسميتها.

فباستور، مثلا، كان ينعتها تارة بالبكتيريا وتارة أخرى بالفطريات وثالثة بالخمريات... كما أن تصنيفها، بين الكائنات الأخرى، أثار جدلا واسعا بين العلماء: أهي حيوانات

أم نباتات أم نباتحيوان؟

لكن شيئا فشيئا بدأت الأفكار تنضج في الأذهان، خاصة بعد أن اكتشف البيولوجي الألماني هيكل Haeckel سنة 1866 عالما آخر، بالإضافة لعالم

الحيوان وعالم النبات، أطلق عليه عالم "البروتستات" التي تميزها أساسا بساطة بنيتها، وبعد ذلك بسنوات قليلة، أي سنة 1878، اقترح الجراح الفرنسي سيدلو

Sédillot كلمة "ميكروب" للدلالة على الكائنات الحية المجهرية الأحادية الخلية، وقد اعترف بهذا الاسم الميكروبيولوجيين وعلماء الطبيعة، لكن مع ذلك بقي المعنى

يثير إشكالا كبيرا: لأن كل الميكروبات هي في الأصل بروتستات، لكن البروتستات تضم كائنات أخرى غير الميكروبات (كالفطريات مثلا)، ومما زاد الأمر تعقيدا اكتشاف

نوع جديد من الميكروبات، أصغر من الأولى ولا ترى بالمجهر العادي، قادرة على نقل الأمراض أطلق عليها اسم الفيروسات، وهي تمثل اليوم فئة قائمة بذاتها من

عوامل التعفنات، كما أنها مختلفة عن باقي الكائنات المجهرية.

فمَنْ، من بين هذه الكائنات المجهرية، هي الميكروبات فعلا؟ من الصعب القطع بإجابة دقيقة، لأن البيولوجيين لا يستعملون هذه الكلمة بنفس المعنى. ففي

التعاملات العادية يطلق اسم مكروب كمرادف لاسم بكتيريا، وفي بعض الأحيان يعني البكتيريا + الفيروسات، لكن نجد ضمن المفاهيم الحالية للووف Lwoff أن كلمة

ميكروب يجب أن تضم كل البروتستات (باستثناء بعض الفطريات الكبيرة الحجم) فضلا عن الفيروسات، وهذا المفهوم يساير تعريف سيدلو Sédillot أيضا. ( موسوعة إينيفرساليس )

الفيروسات، أصغر الكائنات المجهرية، لها محيط يتراوح ما بين 0.02 ميكرون (microns) (ميكرون = وحدة قياسية تساوي جزءا من ألف من الميليمتر)(بوليوفيروس poliovirus) و0.03 ميكرون (فاكسين

vaccine)، هذا ويحتوي البوليوفيروس على 8 جينات، أما الفاكسين كووْـ بوكس (cow-pox ) فيضم 400 جينا.

ونعرف حاليا أن بعض هذه الفيروسات كفيروس السيدا، مثلا، لها بنية على شكل كلاب تثير انصهار غشاء الخلية المضيفة مع حُقته أو كبسيدته capside

. والفيروس عبارة عن حمض أ.د.ن ADN أو أ.ر.ن ARN، يحيط به، ويحميه من المؤثرات الخارجية، غلاف بروتيني يدعى "الصدفة" يحدد، في الوقت نفسه، شكله

الخارجي وحجمه ويساعده على الالتصاق بالخلية المضيفة. والفيروسات كائنات طفيلية لا تعيش إلا داخل خلية حية، أي أنها إجبارية التطفل، ولا تركيب خلوي لها، لأنها

ليست خلوية التكوين، كما أنها عاجزة عن التكاثر بمفردها، لعدم احتوائها على أنزيم، وهي متخصصة في التطفل حيث لكل فيروس نسيج خاص يتطفل عليه، إذ توجد

مستقبلات خاصة على أسطح الخلايا الحية تمكن الفيروس من حقن حمضه النووي داخل الخلية الحية، حيث يعمل بروتين الغشاء الخلوي وبروتين الفيروس كالقفل

والمفتاح، أي أن كل قفل لا يستطيع فتحه إلا المفتاح الخاص به، ثم يبدأ الحمض النووي للفيروس باستغلال عمل الخلية لصالحه، فتقوم هذه بإنتاج بروتين الفيروس،

وبهذا يتضاعف الفيروس فيدمر الخلية، ثم يهاجم خلايا أخرى وهكذا...

بناء على ما تقدم نستطيع أن نفهم كيف يهاجم الفيروس الخلايا وينتهي بها إلى الدمار: فالفيروس الأب، أو الجد، هو بمثابة فيروس بادئ STARTER،

أو هو "آر.أن.أي." يعمل على إنتاج وحوش بيولوجية مجهرية تقضي ليس فقط على الخلية بل على جسم الإنسان بأكمله، "فالآر.أن.أي."، أو جينات الفيروس، تعمل

على تحول الجينات البشرية، وهذا التحول يؤدي إلى تكوين وحش آدمي قد يرعب الآدميين الآخرين كما هو الشأن بالنسبة لحامل الايدز.

والفيروسات تتكاثر بسرعة هائلة، وحجمها صغير جدا لدرجة أنه بالإمكان وضع ما يقارب عشرة آلاف فيروس في بكتيريا واحدة، مما يفتح أمامنا إمكانية

الجواب عن السؤال: هل للجن شياطين توسوس لها وتهلكها؟ وذلك من خلال الفرضية: (إذا كانت البكتيريا هي نوع من الجن فإن الفيروسات هي نوع من الشياطين

التي تجري منها مجرى الدم): فتبارك الرحمن عز وجل!

بين حجم الفيروس وحجم البكتيريا نجد الكلاميديا chlamydiae التي لها نفس حجم فيروس الفاكسين، أما بكتيريا إشيريشيا كولي Escherichia

Coli فحجمها لا يتجاوز 3 ميكرون وتحمل 6000 جينا، بينما يصل حجم عصية باسيل الأونتراكس bacille l’anthrax 10 ميكرون، ويرتفع العدد إلى 40 ميكرون

عند الأونتاميبا إيستوليتيكا entamoeba histolytica مما يقاربها من حجم خلية الإنسان التي يتراوح حجمها بين 8 و50 ميكرون لكنها تحمل ثلاثة ملايين جينا.

ولخلايا البكتيريا، كالنبات تماما، غشاء صلب، ولا يتجاوز وزن ألف مليار من البكتيريا، المتوسطة الحجم، غراما واحدا، لكن هذا لا يمنعها من أن تستعمر

أماكن مثيرة للغاية كالمياه المعدنية الحارة، والصخور العميقة، والأماكن المتجمدة، وأعماق المحيطات... وهي (البكتيريا) تتكاثر عادة عن طريق الانقسام الانشطاري

scissiparité ، حيث تموت الخلية الأم بعد أن تنقسم لعدة خلايا مشابهة لها. بعض بوغ أو غبيرات spores البكتيريا لا تموت إلا في درجة غليان متواصل وتحت

الضغط، وبعض البكتيريا يمكنها تبادل المواد الجينية جنسيا، كما أن البكتيريا الصغيرة جدا كالكلاميديا chlamydiaeوالركيتسي rickettsieلا يمكنها العيش والنمو

إلا داخل خلايا أخرى، ولكن البعض الآخر كالميكوبلازمmycoplasmes يمكنها العيش خارج الخلايا.

فالبكتيريا إذن كائنات حية مجهرية لا ترى بالعين المجردة، أحادية الخلية تتكاثر بالانقسام الداخلي ولها نواة غير محدودة بغشاء membrane: كائنات ما

قبل النواة procaryotes.

ورغم أن كلمة بكتيريا مأخوذة من الإغريقية وتعني "عمود"، إلا أن أشكالها، في الواقع، متعددة، منها العمودية والكروية واللولبية... وبإمكانها العيش في

بيئات متنوعة كالهواء والماء والجليد، بل وفي المياه الساخنة وأعماق البحار حيث تساهم في إنتاج الطاقة الحرارية للكبريت (- يذكرنا الإشعاع الضوئي وإنتاج الطاقة الحرارية للكبريت الذي تقوم به البكتيريا بالأصل الناري للجان: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (الرحمان/15).)، وقد نما موضوع كامل يسمى

الجيوميكروبيولوجيا géo-microbiologie (..." الميكروبات"، جون بوستجيت، ترجمة عزت شعلان عالم المعرفة عدد 88، ص 133.) يتناول دراسة دور الميكروبات في تكوين موارد الوقود والمعادن. وتمثل البكتيريا، بفعل تكاثرها السريع وتنوع نشاطها

الكيميائي، مجموعة بالغة الأهمية بالنسبة لتوازن عالم الأحياء، حيث تساهم في العديد من العمليات البيولوجية، كالإشعاع الضوئي لبعض الأسماك والحشرات المضيئة،

كالكلمار واليراع، وكذا إنتاج الحرارة في الكلأ، كما أن بعضها يقوم بتحليل المواد العضوية في الأماكن التي لا يوجد فيها هواء لتنتج غاز "الميتان" méthane، هذا

وتجدر الإشارة إلى أن أغلب البكتيريا غير قادر على التحرك تلقائيا، وإن كان البعض منها يتوفر على جهاز دفع يمكنه من التنقل، وهي -البكتيريا- تختلف عن الفيروسات

بحجمها الأكبر وبطرق توالدها الذاتي.

لحد الآن تم إحصاء أكثر من 1600 نوع من البكتيريا، بعضها يحتاج للأوكسجين والبعض الآخر يستغني عنه، ومنها الذكرية والأنثوية، ويتم التزاوج بينها

بعملية التصاق الذكر بالأنثى، حيث يتم إرسال مادة تسمى بلاسميد plasmide من الذكر إلى الأنثى، ولها (البكتيريا) قدرة على تخمير المواد لإنتاج الكحول والخمور.

تستمد بعض البكتيريا غذاءها، ومن ثم طاقتها، من المواد العضوية الميتة، كبقايا النبات أو جثث الحيوان (يذكرنا هذا بحديث طعام الجن: العظم والروث)،

في حين يعيش بعضها الآخر على، أو داخل، الكائنات الحية. والبكتيريا نوعان: نافعة وضارة، وهي تلعب دورا هاما في دورة المادة (تكوين التربة وتحلل المواد العضوية

الميتة)، وكذا نقل الأمراض.

تعيش العديد من الجراثيم والبكتيريا في الجهاز الهضمي للإنسان، حيث يفوق عددها في القولون وحده 100 ألف مليار( البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية، أونطوان آندريمون، مجلة "لأجل العلم" عدد 232 فبراير 1997 )، أي ست مرات عدد خلايا جسم

الإنسان، ويتكون نسيج الأمعاء من مئات الأنواع من البكتيريا التي قد تسبب له الأمراض والأوبئة، وخنصر طفل صغير هو بمثابة حقل شاسع بالنسبة للجرثومة، أما

الجبين فهو مستنقع زيتي للجراثيم التي تخاف من الأوكسجين، وفي كل بوصة جافة من جلدنا يعيش أكثر من 40 ألف جرثومة، وحتى الحمام لا يمكننا من التخلص منها،

لأنها تجد في المجاري المائية مستنقعا ملائما للعيش والتكاثر، قبل أن تعود إلينا بطريقة أو بأخرى، وأخيرا، وليس آخرا، هناك من الجراثيم ما قصد القمر ثم عاد إلى

الأرض سالما غانما...

" "

" "

(يتبع)

فاتن نبعه
24/07/2007, 05:04 PM
اخي الكريم اقدم لك الشكر على جهودك ولاول مرة اعرف معنى جن اي ستر وبالعامية يقولون جن الليل ولكني اريد ان اخالفك نظريتك بان الفيروسات جن لان ذلك يتعارض مع ماذكر بالقرآن وهو ان الجن خلقو من النار والنار هي المبيد والمطهر للجراثيم والبكتريا ببديهية بسيطة فانا عندما افكر باي امر ارده الى القرآن الكريم لااتيقن منه ولان القران الكريم حفظ من الله تعالى بنفسه ولا ياتيه الباطل باي حال فارجو منك اعادة الفكير بالامر وشكرا على المعلومات القيمة

يحي غوردو
25/07/2007, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة فاتن أشكر مرورك الكريم

وأجيبك على استفسارك: الجن خلق من نار والجن الكافر سوف يعذب بنار الجحيم، التي وقودها الناس والحجارة، ليس هنالك أي تعارض، النار الأقوى تدمر النار الأقل قوة.

كما أن الانس خلق من طين والطين (إذا تصلب أو أصبح سائلا ) قد يقتل الانسان الذي أصله طين والذي لم يعد طينا بل فيه مكونات من الطين.

الجن/الكائنات المجهرية ليست نارا خالصا بل فيها مكونات من النار.

أرجو، أختي فاتن، أن تتابعي الموضوع حتى النهاية وخاصة المقارنة بين الجن، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والكائنات المجهرية، كما ورد عن الميكروبيولوجيون.
تحيتي

يحي غوردو
25/07/2007, 09:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكال التعاون والاتصال.

هل البكتيريا تتعاون فيما بينها؟

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(الأنعام 112)

حينما تنجح بكتيريا ما في فك شيفرة المضاد الحيوي، فإنها تبدأ دورة جديدة في النمو والانقسام. فبسرعة فائقة، وبمعدل انقسام واحد كل 20 دقيقة، يصبح العدد، خلال نصف يوم فقط، 69 مليارا.

(تتكاثر الميكروبات بسرعة كبيرة عندما يتاح لها الغذاء والدفء, هناك بكتيريا تنقسم خلاياها مرة كل 11 دقيقة، والكثير منها تتضاعف أعداده مرة كل 20-30 دقيقة وأبطؤها تتضاعف أعداده مرة كل ساعتين أو ثلاث ساعات. وهذا بالطبع معدل مذهل للتكاثر إذا قيس بأغلب الكائنات الحية. والخلية الواحدة من بكتيريا إيشيرشيا كولي Escherichia تنتج كتلة من البكتيريا تزيد عن كتلة الأرض في ثلاثة أيام وذلك إذا توفر لها الغذاء. )

بهذا تتكاثر وتنمو أجيال جديدة من الجيوش المقاومة، وحتى في حال تغيير السلاح/المضاد فإن العملية تتكرر بنفس السيناريو: مجزرة في البداية، ثم انتقاء بكتيريا واحدة تكون أُسّا لجيل جديد، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام سلالة جديدة لا يؤثر فيها مضاد حيوي واحد بل وحتى اثنين أو ثلاث.
لو أن هاته الشيطانات (1) كانت تكتفي بإنتاج الترياق فقط لهانت المشكلة، لكن الأمر أعقد من ذلك بكثير، إنها قادرة على إيجاد الطريقة لنقل الوصفة بينها أيضا، وهي في ذلك لا تحتاج لتكون من نفس الفصيلة حتى يتحقق التعاون: فنوعين من الميكروبات باستطاعتهما تبادل المعلومات فيما بينهما، حتى لو كانا من فصيلتين متباينتين. هكذا تمكن الأطباء من اكتشاف أن ميكروب الكليبسييل (klebsielle) نجح في إيصال مقاومته، ضد السيفالوسبورين (céphalosporine)، إلى ثلاثة أنواع من الميكروبات منها الكوليباسيل (colibacille ) الذي يصيب عادة الجهاز البولي...
ظهور أنواع من البكتيريا، متعددة المقاومة، يغير مسار اللعبة باستمرار، فشراستها تتضاعف يوما بعد يوم، والصراع يبدو غير مضمون، والمحصلة أن الرعب والفزع سيكونان حتما في الموعد...


كيف تتواصل البكتيريا فيما بينها؟ (2)

إشارات ضوئية: منذ وقت ليس ببعيد اكتشف البيولوجيون أن البكتيريا تعيش في مجموعات تعرف "بالمجتمعات الجرثومية" أو "الأمم"، واعتقدوا أن كل أمة منها تشتغل لوحدها دون اكتراث بالأخريات. لكننا نعلم حاليا أن معظم البكتيريا، إن لم نقل كلها، تتواصل فيما بينها عن طريق إفرازات كيميائية أو إشارات ضوئية.

تعرف البكتيريا المضيئة باسم فيبريو فيشري vibrio fischeri وهي ترسل إشارات ضوئية من داخل العضو المضيء للكلمار، وبعض الكائنات الأخرى. وقد تمكنت مجموعة "سايلر" مؤخرا من «هندسة» ميكروبات جديدة تومض باللونين الأزرق والأخضر، عند التعرض للتلوث، ثم ربطت هذه البكتيريا مع شرائح مصممة لقياس الضوء لتكوين مجسات فضائية.

حوارات كيميائية بين البكتيريا وبعض الكائنات الأكثر تطورا: منذ أزيد من عشر سنوات والبيولوجيون يدرسون بإعجاب طرق التواصل بين الكائنات المجهرية، وخاصة بعض الإشارات الكيميائية لدى بكتيريا مثيرة للدهشة تدعى ميكسوكوكيس كزانتيس Myxococcus xanthus تساعد الكائنات المضيفة على قضاء بعض حاجاتها، بينما تستفيد هي منها عبر الغذاء والحماية، لكن ذلك لا يشكل قاعدة عامة، حيث إن تبادل الإشارات بين البكتيريا والأعضاء المتطورة لا يؤدي دوما إلى منفعة متبادلة.

ترسل البكتيريا الموبوءة إشارات تتحكم بواسطتها في الخلايا المضيفة وتأمرها بتغيير تصرفاتها. هذه الإشارات تستدعي تفاعلات تؤثر على العضو المصاب فتضعف مقاومته وتسمح بظهور الأعراض المرضية، (بهذه الطريقة، الذكية، تمكنت بكتيريا الطاعون مثلا، من أن تقضي على ملايين البشر خلال القرنين 14م و15م). تستطيع هذه المخلوقات الصغيرة المخاتلة أن تؤثر في نشاط الخلايا المقاومة اللمفاوية، فتبدأ بهزم النسق المناعي للعضو، وتخدع الخلايا بعد أن تصنع بروتينات تخترق الخلايا الدفاعية وتجردها من أسلحتها. بعض البروتينات تؤثر مباشرة في الخلايا الدفاعية والبعض الآخر يعلن الهجوم بعد أن يدخل في شبكة اتصال مع الخلايا المقاومة ويشوش عليها.

وفيما يلي نعرض لمثال يلخص ذكاء، ومكر ودهاء، هذه الكائنات المجهرية الشريرة من خلال نموذج فيروس الايدز:
يبدأ الفيروس نزوله على الخلايا المساعدة فيشل حركتها ويتكاثر فيها، بعد فك رموز شيفرتها الجينية، ثم يدمرها ويفقس داخلها أعدادا كبيرة من الفيروسات التي تهاجم بدورها خلايا جديدة، بينما تنتحر أعداد هائلة من الخلايا المساعدة السليمة فقط لمجرد سماعها نبأ اختراق الفيروس لواحدة منها، ثم يتوالى تثبيط آليات الدفاع في جهاز المناعة، حتى تنهار وسائله تماما (3)، عندئذ تشن الميكروبات المختلفة المتطفلة، هجوما كاسحا على الجسم فتقضي عليه بعد أن يصاب بالتهابات رئوية طفيلية وفطرية حادة، مع إسهال شديد، شبيه بالكوليرا، وفقدان للوزن، فتحوله إلى هيكل عظمي، مع تضخم كبير في الطحال والغدد اللمفاوية والإصابة بأورام سرطانية وأمراض جلدية عديدة، بحيث لا يترك الفيروس مكانا في الجسد إلا ويصيبه، بما في ذلك الجهاز العصبي والمخ، فيصاب المريض بالتشتت العقلي والإحباط والكآبة، ثم الاختلال العقلي والجنون في المراحل المتأخرة، بالإضافة إلى التهاب في الدماغ والنخاع الشوكي والسحايا، مما يؤدي إلى الشلل وأحيانا العمى، ثم ينتهي المطاف بالمريض إلى الموت... هذا ما يفعله الفيروس الشيطاني اللعين بكل من فتح له الباب واتبع خطواته عبر ممارسة الفواحش والمنكرات، وإن انتشر لاحقا عبر طرق أخرى لم يسلم منها الأبرياء أيضا...

--

--

(يتبع)


------------------------------------------
1- احتفظنا هنا بكلمة شيطانات كما وردت في النص الأصلي ضمن مقال: البكتيريا المقاومة، ضمن موسوعة "العلم والحياة" Science &Vie" 1996 :
"Si encore ces diablesses se contentaient d'inventer des antidotes ! Mais non. Elles trouvent aussi le moyen de se repasser de l'une à l'autre les recettes - en réalité des gènes - pour les fabriquer."

2- التواصل البكتيريLa communication des bactéries , ريشار لوزيك، Richard losick و دال كايزر، Dale kaiser
Pour la Sience n° 234 avril 1997

3- عبد الحميد القضاة، الإيدز حصاد الشذوذ، ط2 دار النشر الطبية لندن.

(يحتوي كل جرام من التربة الخصبة على نحو مائة مليون من الخلايا البكتيرية الحية يتراوح حجم الواحدة منها بين ميكرون وثلاثة ميكرونات مكعبة وإذا شئنا استخدام صورة مألوفة فإن ألفا من البكتيريا جنبا إلى جنب تماثل رأس دبوس...)

يحي غوردو
29/07/2007, 08:55 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

صراع الانسان والكائنات الدقيقة

الكائنات المجهرية وعلاقتها بالأمراض والأوبئة:


تتفاوت قدرة البكتيريا والفيروسات على إحداث الأمراض تبعا للنوعية والوظيفة، وهي ترتبط بخطورة سُمّيتها وحالة الجسم المستقبل (قوته ومناعته)، وقد أحصى المختصون لحد الآن عدة مئات من أنواع البكتيريا، وعدد مشابه تقريبا من الفيروسات، التي تسبب أمراضا متنوعة للإنسان، من أهمها: الطاعون، الذي ورد فيه: (الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة) -1-، ثم الكوليرا والتيتانوس والغنغرينة الغازية والبرص والسل والزهري -2- والسيلان -3- والدفتيريا والرمد -4-والجذام -5- والجذري والكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال والحصبة، ومنها الألمانية، والتهاب السحايا والربو النكاف والتهاب الكبد "ب" ومعظم الأمراض الجنسية-6- والعديد من أنواع الحمى والزكام... هذا فضلا عن أنها سبب لجل الأمراض والأوبئة التي تصيب الحيوانات والطيور وبالتالي الإنسان.
محصلة القول إذن أن هذه الكائنات المجهرية التي حجبها الله عنا رحمة بنا، نظرا لأعدادها الهائلة وأشكالها البشعة المرعبة المقرفة، لا تعيش فقط في التربة والماء والهواء، بل تعيش أيضا على جلودنا وملابسنا، في أمعائنا وأنوفنا، في أفواهنا وبين أسناننا، في حلوقنا وبين أصابعنا، تحت آباطنا وأظافرنا، على أطعمتنا وأشربتنا وأفرشتنا... إنها تحيط بنا من كل النواحي، عن أيماننا وعن أيسارنا، من أمامنا ومن خلفنا، من فوقنا ومن تحتنا، بل وداخلنا أيضا... متربصة بنا ومتحفزة لإيذائنا، ولنذكِّر بعد كل هذا بقوله تعالى في محكم تنزيله: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ  ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (الأعراف/16-17)، أي أن إبليس وجنوده، من كائنات بشعة مرعبة مقرفة سترها الله عن أعيننا فغدت جنا، تأتينا من جميع الجهات والجوانب، ومن كل طريق يمكنها من إدراك مقصودها منا: فكيف نستطيع، بعد كل هذا، أن نمنع الفكر من أن يقيم مقارنة/علاقة بين هذه "الكائنات الدقيقة" و"الجن"؟

هل هناك صراع/عداوة بين الإنس والكائنات المجهرية؟

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّاِ (فاطر/6)
- قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (طه/123)

عندما هبط آدم وإبليس إلى الأرض، ساحة المعركة، كانت الحرب قد أعلنت بينهما منذ مدة، منذئذ احتدم الصراع بين الشيطان والإنسان وامتد بمد العصور، وسيمتد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا ما تؤكده النصوص الدينية السماوية جميعا. لكن مع ذلك يبقى السؤال عالقا: إذا كانت العلاقة: الإنسان/الشيطان علاقة عداوة منذ البداية، فهل هناك ما يدل على العداوة بين البشر والكائنات المجهرية التي لا ترى، والتي لم نكن نعلم بوجودها قبل أن يكشف عنها العلم الحديث؟

الكائنات المجهرية تعلن المقاومة:

اعتقد الأطباء، بعد ظهور المضادات الحيوية، أن الأمراض التعفنية رحلت إلى غير ما رجعة، لكنهم أخطأوا التقدير في الواقع، لأن الميكروبات كانت تعود كل مرة بقوة، ومع كل عودة كانت الأدوية تفقد فاعليتها أمام بكتيريا تتغير بشكل مذهل، فمن يا ترى سيربح الحرب في النهاية؟
في مستشفى هنري موندور -7- لاحظ الأطباء أن الميكروبات التي كانت تكفي جرعات معينة من المضادات الحيوية للقضاء عليها، بدأت تقاوم أنواعا متعددة (من المضادات الحيوية) حتى بعد مضاعفة الجرعات إلى خمسين ضعفا عن المعتاد.
وواقع الحال، أن السيناريو نفسه يتكرر في معظم مستشفيات العالم، إذ شهرا بعد آخر تظهر ميكروبات جديدة لا تؤثر فيها العديد من المضادات، وعلى رأس هذه الميكروبات نجد الستافيلوكوك المذهب (staphylocoque doré ) الذي يعتبر بحق "بطل المقاومة" بدون نزاع، لأنه استطاع الانتصار على أكثر من 160 مضادا حيويا حاليا بالأسواق، ولم يبق له إلا مضاد واحد استطاع أن يهزمه بصعوبة، لكن إلى متى؟

السباق نحو التسلح:
منذ عقود عدة، والأطباء ينظرون بقلق متزايد إلى الجبال المتراكمة من أدويتهم وهي تذوب كما يذوب الملح في الماء، ففي الماضي كان كل شيء بسيطا، إذ كان يكفي تطوير المضاد الحيوي، عندما يفقد مفعوله، ليستعيد نجاعته. نجحت هذه الاستراتيجية لفترة تقارب الأربعين سنة، لكن منذ حوالي نصف قرن بدأت البكتيريا تقاوم بشدة: جرب أول مضاد حيوي – البينيسلين – على المرضى سنة 1941 وبعد ثلاث سنوات، استطاع الستافيلوكوك أن يجد الوسيلة لحماية نفسه... منذئذ، بدأ السباق نحو التسلح بين البشر والكائنات المجهرية. سنة بعد أخرى، كانت المختبرات الصيدلية المنتشرة شذر مذر تبتكر العديد من المضادات الحيوية لتقضي على جيوش جرارة من البكتيريا عبر أنحاء العالم... لكن بعد كل هجوم/ دفاع من البشر، كانت البكتيريا تنجح في إيجاد وسائلها الخاصة للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي حير العلماء: إذ كيف تستطيع البكتريا فعل ذلك؟ وكيف تنجح، كل مرة، في اختراق الأجهزة الدفاعية/الهجومية البشرية؟ وهل لها مختبرات وعلوم وأبحاث وميزانيات ضخمة كما لجيوش أطباء البشر؟
تتعدد وسائل المقاومة التي استعملتها هذه الكائنات المجهرية، وإن كانت تعتمد أساسا على إنتاج بروتيين يقوم بشل المضاد الحيوي، إما بمنعه من الدخول إلى البكتيريا أصلا، وإما عبر إبطال مفعوله كلية إذا ما تمكن من الدخول. مرة في المليون، أو حتى في المليار، تنجح إحدى البكتيريا في إنتاج البروتيين المنقذ لتتخلص من الدواء. يبدو هذا الاحتمال ضعيفا ومثيرا للدهشة، وبالفعل هو كذلك، لكن سرعان ما تتبدد هذه الدهشة إذا علمنا عدد الكائنات الحية التي تحيط بنا: هناك، يقول المختصون، مليارات المليارات منها، في أمعائنا فقط، (بينما يصل الحجم الإجمالي لها في جسم الإنسان إلى 10 أضعاف الخلايا المكونة له)، ظهور ميكروبات مقاومة إذن يبقى مسألة وقت لا غير...
حدثت تطورات هائلة، في مجال التكنولوجيا والميكروبيولوجيا، وتم تكوين جيش كبير من الأطباء والمختصين في المضادات الحيوية، يتوصلون كل مرة، وبعد جهد جهيد وعمل متواصل دؤوب، إلى إيجاد مضاد حيوي يقضي على ملايين البكتيريا ويربح المعركة، وبالمقابل تعمل البكتيريا جاهدة لتتصدى لهذا الهجوم/الدفاع البشري الكاسح، عبر هجوم/دفاع مضاد لتربح معركة أخرى، فهل تقوم بذلك بمفردها ودون مساعدة؟


كيف انتقلت الأمراض المعدية إلى الإنسان؟

يقول ريتشار ماسا Richard Massa: -8 في زمن الجليد الذي غطى معظم الأراضي الأوربية وعزلها عن بقية العالم، وحينما تعبت الفئة الناجية من متراس اختتالها المقتطع من حيوانات الرنة المهاجرة، وقررت أن تنتج غذاءها الحيواني والنباتي بنفسها، وجدت نفسها مباشرة في مواجهة الانقراض مرة أخرى، بسبب مخاتلين وقناصين آخرين صنعهم الإنسان بيده دون شعور منه.
فقد ولد الرُشَيم الأول من التلاعبات الجينية البدائية، مع تدجين الحيوانات والنباتات الأولى، التي اختارت بدورها مستضيفيها بعد تحويلهم. فالأمراض المعدية للإنسان هي أصلا زونوزات -9- zoonoses، أو أمراض مرتبطة بالحيوانات أصلا، كالسل la tuberculose والجذريla variole اللذان انتقلا إلينا من البقريات (سلالات البقر)، والزكام la grippe الذي وصلنا عبر البط والخنازير، والسعال الديكي coqueluche وداء البُرَيْميات leptospirose (حمى المستنقعات) المنتقل من الكلاب... دون أن ننسى القاتل العالمي الأول: حمى الملاريا، (التي تقتل كل سنة نصف مليون طفل في أفريقيا السوداء وحدها)، والتي وصلتنا عن طريق البط وطيور أخرى...

الخطر الخفي:

تتعاون الكائنات المجهرية للقضاء على أعدائها من الإنس والحيوان، وهي تستعمل في ذلك كل الوسائل المتاحة لها. فالإصابات التي تأتينا من نزيف الأمعاء، مثلا، تجمع غالبا ما بين 5 إلى 13 نوعا من البكتيريا وهذا ما يعقد عمل المضادات الحيوية.
في العادة يجب توفر 10 ملايين من بكتيريا السالمونيلا -salmonella -10 أو200 شيجلا -11- shigella حتى نصاب بمرض يطرحنا في الفراش، لكن عصية واحدة فقط من باسيل كوخ -12- de Koch bacilli كافية لأن تصيبنا بالسل، وبنفس الشراسة أيضا يهاجم طاعون يارسينياس peste Pestis Yersinias la، اعتمادا على الكبسولات capsules التي تعتبر سلاحه المفضل في الدفاع والهجوم...
يخبرنا الميكروبيولوجيون أن معظم الناس يجهلون تماما خطورة البكتيريا وفاعلية هجومها: فلقتل رجل بالغ ينبغي توفر 100 ملغرام من مادة الستريكنين -12-strychnine أو مادة الزرنيخ -13- Arsenic أو 20 ملغرام من سم الكوبرا -14- ، لكن فقط 0.0009 ملغرام من سم بكتيريا البوتوليك -15- أو 0.00006 ملغرام من نوروطوكسين بكتيريا الشيجلا shigella كاف لقتل نفس الإنسان، لكل هذا فالبكتيريا، وحتى تلك التي تعيش معنا في تفاهم ووئام، تتوفر على قدرات هجومية هائلة وخطيرة.

---------------------------------------------
1 - مسند الإمام أحمد، صحيح الجامع.
2- السل Tuberculosisهو مرض مزمن ينتج عن العدوى بجراثيم السل وقد يصيب هذا المرض مختلف أجزاء الجسم وهو يصيب بصورة رئيسية الرئتين. ويقتل مرض السل شخصا واحدا في كل 10 ثواني. هذا الوباء الغير مشهور يهم ثلثي سكان العالم. اكتشف كوخ سنة 1882 جرثومة ميكروباكتريوم تيبركيلوزيس mycobacterium tuberculosis التي تنتقل عن طريق التنفس.
3 - الزهري: Syphilis يسببه ميكروب الاسبيروكيت Treponema pallidum وينقسم هذا المرض لعدة أقسام أخطرها الزهري العصبي Neurosyphilis الذي يحدث التهابات في الأغشية السحائية المغطية للمخ مما يؤدي إلى شلل لبعض الأعصاب المخية... وتظهر أعراض هذا الالتهاب في شكل تشنجات وقيء شديد وتصلب في عضلات الرقبة وزغللة في العينين، وقد ينتهي الأمر بحدوث غيبوبة قبل الوفاة. ومنه مرض الشلل العام للمجانين الذي يكون مصحوبا بضمور وموت في الخلايا العصبية ومن أعراضه خلط في الأفكار وميل إلى العظمة... وتصاحبه بعض أعراض الشلل كصعوبة تحريك العينين أو شلل خفيف في عصب الوجه أو تمتمة في الكلام. ويعقب هذا الدور خمول عام فيفقد المريض التقة والاعتناء بنفسه، كما ينغمس في الرذائل والإفراط في شرب الخمور وبفقد القدرة على التركيز، وتخونه ذاكرته دائما، ويلازمه الصداع المصحوب بالأرق... كما يصاب بتشنجات وشلل في عصب اللسان وعضلات الفكين والحلق والبلعوم فتتعذر وظيفة البلع، وتنتهي حياة المريض بالوفاة عقب تشنجات أو نزيف كبير في المخ، ويعيش المريض عادة بهذا المرض نحو خمس سنوات... (أنظر الأمراض السرية والهاوية الجنسية، محمد كمال عبد العزيز ص 59- 60
4 - السيلان Blennorragie أو Gonorrhée يسببه ميكروب الجونوكوكيس gonococcus وينتقل أساسا عن طريق الاتصال الجنسي، كما تنتقل العدوى للأطفال عن طريق فوط الحمام أو الأدوات الملوثة بالميكروب. (المرجع السابق ص 13)
- الرمد الصديدي (سببه بكتيري) ويؤدي إلى تكوين قروح، - الرمد الحبيبي (سببه فيروسي). أنظر: الرمد، مناحي القحطاني

5- الجذام مرض تسببه جرثومة صغيرة جدا تمسى (المتفطرة المخاطية الجذامية) وهي ابنة عم للمتفطرة المخاطية الدرنية التي تسبب مرض السل (الدرن). أنظر: الجـــــــــــذام، بين الأسباب والمظاهر والعلاج، عبد الكريم محمود الكيال.
6 - هناك العديد من الأمراض الجنسية الأخرى نذكر منها:- مرض القرحة اللينة chancroid الميكروب المسبب: Haemophilus ducreyi - مرض ريتر Reiter، سببه ميكروب كلاميديا تراكوماتس Chlamydia trachomatis- السنط التناسلي مرض يسببه فيروس Papillomavirus، - مرض الورم اللمفاوي التناسلي سببه ميكروب ينتمي إلى مجموعة الكلاميديا والتي تسبب أيضا أمراض الرمد الحبيبي للعين التراكوم والتهابات الملتحمة، - مرض الهربس التناسلي Herpes simplex يسببه فيروس هربس هومينس وهو نفس الفيروس الذي يصيب الفم والوجه والقرنية...

7 - موسوعة "العلم والحياة" Science &Vie" 1996 البكتيريا المقاومة
8- مقال تحت عنوان: آخر رأس للهدرة (التهديدات البيولوجية الجديدة وثقافة السلم.) ريشار ماسا Richard Massa (مركز العناية، والتكوين والتقويم المتقدم). الهدرة: أفعوان خرافي ذو سبعة رؤوس.
9- - زونوز (zoonose)= مرض يظهر في الحيوان وينتقل بالعدوى إلى الإنسان.

10- سالمونلا: نوع من البكتيريا معدية اكتشفت سنة 1885 تنتقل عن طريق الدواجن المصابة ، البيض ومواد غذائية أخرى.
11 - شيجلا shigella نوع من البكتيريا تتكاثر في المصران الغليظ وتؤدي إلى مرض الديزنتاريا dysenterie وتنتقل عن طريق المياه والحليب والبراز.
12 - عصية كوخ Mycobacterium tuberculosis, ou bacille de Koch إحدى البكتيريا التي تؤدي إلى مرض السل المعدي.
13 - مادة كحولية سامة.
14 - مادة نصف معدنية سامة.
15 - أفعى سامة من أخطر الحيات على الأرض الكوبرا النفاثة باستطاعتها أن تنفث سمها على بعد 2،5 من فريستها وتصيبها بالعمى المؤقت.


16- سم تعفني يصدر عن بكتيريا سامة Clostridium botulinum توجد في الأرض ويمكنها أن تصيب الحيوانات والنباتات والأغدية المعلبة.

سعيد نويضي
30/07/2007, 03:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

حقيقة أن كلامك علمي بكل ما في الكلمة من موضوعية... إلى حد أنه يمكن القول أنه خارج من المختبر للتو...لدرجة أنني قلت إني في حضرة عالم بكتيريا و متخصص في الفيروسات و الميكروبات...و لكن يا أستاذ المنطق العلمي الذي يستند إلى العقل لا يجعلني أخلط بين[الجن] و الكائنات المجهرية...و اعتبار العامل أو الخاصية المشتركة بينهما في التستر عن النظر...أو الاختفاء عن البصر و الرؤيا العادية...فإذا كان فعل [جن] هو ستر و خفي عن الأنظار...فهذه حقيقة لا غبار عليها...أما المكونات التي خلق منها [الجن] هي نفس المكونات التي خلقت منها الكائنات المجهرية...فهذا ما لا يمكن إتباثه لا في الواقع و لا في المختبر...و ذلك لعدة أسباب....منها مثلا...
أعتقد أنك لا تجادل في أن كتاب الله عز و جل ليس فيه تناقض على الإطلاق بدليل قوله عزو جل: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82...
أن عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سبيلا...يقول جل و علا:{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} ...و المعروف أن عباد الله الأكثر إخلاصا لله جل و علا هم الأنبياء و الرسل...و أن السلاح و المضاد الحيوي الذي أمد الله عز و جل عباده المخلصين هو قوله جل و علا: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأعراف200...و مع ذلك يبتلي الله جل و علا سيدنا أيوب بمرض أكاد أقول عنه أنه مرض خبيث...يقول الله عز و جل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83...فلو كان الضر الذي أصاب سيدنا أيوب في جسده من الكائنات المجهرية التي تصنفها من قبيل [الجن و الشياطين] التي تفتك بالإنسان...لكانت الاستعاذة من الشيطان كافية أن تبعدهم عنه و هو من عباد الله المخلصين...
فبشيء من المنطق العلمي نستطيع أن نستنتج أن الجن و الشاطين التي يتحدث عنهما الله عز و جل في كتابه المقروء و الموجودة في كتابه المنظور ليست بالكائنات المجهرية...
سبب آخر...يقول جل و علا في كتابه الحكيم: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88
قل: لو اتفقت الإنس والجن على محاولة الإتيان بمثل هذا القرآن المعجز لا يستطيعون الإتيان به، ولو تعاونوا وتظاهروا على ذلك.[التفسير الميسر] فهل سيخاطب الله عز و جل الكائنات المجهرية حتى تتعاون مع الإنس ليأتوا بمثل هذا القرآن...ألا تعتقد أن المقصود بالجن و الشياطين من النوع التي كانت تعمل لسليمان عليه السلام...باعتبار أن الإنسان سيحاول التحدي ...تحدي الله عز و جل على أساس أن القرآن ليس من عند الله و بالتالي يستطيع الإنسان أن يؤلف كتابا من مثل القرآن الكريم...فالله جل في علاه أراد أن يسند الإنسان الضعيف بمن يعينه على ذلك...فأشار عليه بالجن و الشياطين...و كيف يتأتى ذلك مع كائنات مجهرية لا ترى حتى بالعين المجردة...فكيف ستأخذ شكلا معينا حتى تبدو ظاهرة للإنسان؟
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم و لجميع المسلمين و لا حول و لا قوة إلا بالله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
31/07/2007, 09:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم سعد أشكرك مجددا على متابعتك للموضوع، وأشكرك مرة أخرى على إعمال العقل والبحث عن حقائق يقينية تشفي غليلك.

أنت تتفق معي أن العلم هو إدراك الأشياء على حقيقتها، إنه صفة ينكشف بها المطلوب انكشافاً تاماً، والمقصود بالعلم، في هذا المقام، العلم التجريبي، ولقد أعلنت

البشرية اليوم قبولها العلم طريقاً إلى معرفة الحق، وعليه فالإعجاز العلمي هو إخبار القرآن الكريم والسنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي اليوم، وثبت عدم إمكانية

إدراكها بالوسائل البشرية زمن النبوة: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾(الفرقان:6).

إن البشرية على موعد من الله متجدد ومستمر بكشف آياته في الكون، وفي كتابه أمام الأبصار، لتقوم الحجة وتظهر المعجزة، إنه الوحي في القرآن والسنة،

يفيض بالخبر عن أوصاف المخلوقات ، وها هي الأبحاث العلمية التجريبية، تتجه بالدراسة والبحث إلى نفس الميدان الذي وصفه القرآن، وتحدث عنه الرسول،

فاللقاء حتمي، والمعجزة لا شك واقعة...


أستاذ سعد قلت:"أعتقد أنك لا تجادل في أن كتاب الله عز و جل ليس فيه تناقض على الإطلاق بدليل قوله عزو جل: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً }النساء82...
أن عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سبيلا...يقول جل و علا:{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} ...و المعروف أن عباد الله الأكثر إخلاصا لله جل و علا هم الأنبياء و الرسل...و أن السلاح و المضاد الحيوي الذي أمد الله عز و جل عباده المخلصين هو قوله جل و علا: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأعراف200...و مع ذلك يبتلي الله جل و علا سيدنا أيوب بمرض أكاد أقول عنه أنه مرض خبيث...يقول الله عز و جل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }الأنبياء83...فلو كان الضر الذي أصاب سيدنا أيوب في جسده من الكائنات المجهرية التي تصنفها من قبيل [الجن و الشياطين] التي تفتك بالإنسان...لكانت الاستعاذة من الشيطان كافية أن تبعدهم عنه و هو من عباد الله المخلصين...
فبشيء من المنطق العلمي نستطيع أن نستنتج أن الجن و الشاطين التي يتحدث عنهما الله عز و جل في كتابه المقروء و الموجودة في كتابه المنظور ليست بالكائنات المجهرية..." انتهى كلامك

القرآن الكريم ليس فيه اختلاف، الاختلاف إن كان هنالك اختلاف فنحن الذين أوجدناه بفهمنا القاصر...

"الغواية" أخي الكريم ليست هي "المس" كما أن "النزغ" ليس هو "الضر"

عباد الله المخلصين ليس للشيطان عليهم سبيلا وسيدنا أيوب من عباد الله المخلصين وكان يكفيه أن يستعيذ بالله من الشيطان ليشفى من مرضه ... أظن أنك فهمت الأمور بهذه الكيفية.

قبل أن أسترسل في الشرح أريدك أن تتذكر قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إبليس حينما أراد أن يقطع عليه الصلاة وحينما أراد إلحاق الأذى به عن طريق شعلة من النار...
ماذا فعل المصطفى هل اكتفى بالاستعاذة؟

حديث آخر يوضح لنا أن البسملة ليست كافية لدفع الشياطين وهو الحديث الذي ذكرناه سابقا بخصوص اتخاذ الأسباب مع ذكر اسم الله:

أورد البخاري عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله وعليه وسلم قال: إذا استجنح الليل، أو: كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا. أخرجه مسلم في الأشربة، باب: الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء.

لم يكتف الشارع أن يأمرنا بذكر اسم الله بل أضاف أفعالا مادية يجب على المسلم القيام بها كإغلاق الباب وإطفاء المصباح وشد وكاء السقاء وتخمير الإناء ولو بأبسط الأشياء.
وفي صحيح مسلم عن أبي حميد الساعدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع ليس مخمرا فقال: ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا!
وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى. فقال رجل: يا رسول الله! ألا نسقيك النبيذ؟ فقال (بلى) قال فخرج الرجل يسعى. فجاء بقدح فيه نبيذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا!

لاحظ ضرورة القيام بفعل مادي + ذكر اسم الله

لماذا نغطي الأكل والشراب لأن الشيطان يأكل ويشرب منه:
وهذا ما يوضحه الحديث الصحيح الذي رواه جابر عن رسول الله أنه قال: «غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» .(صحيح مسلم كتاب الأشربة)

نعود لقصة سيدنا أيوب التي ذكرتها:
سوف أذكر بعض ما قاله المفسرين: وأتركك تتدبر الأمر:
يرى ابن كثير أن الله تبارك وتعالى يذكر عبده أيوب وما كان ابتلاه به من الضر في بدنه وماله وولده، حتى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليماً سوى قلبه، ولم يبق له من الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه.
ويردّ السعدي سبب مرض أيوب إلى نفخ الشيطان فيقول: "أني مسني الشيطان بنصب وعذاب" أي: بأمر مشق متعب معذب، وكان سلط على جسده فنفخ فيه، حتى تقرح، ثم تقيح بعد ذلك، ويضيف في مكان آخر: وذلك أن الشيطان سلط على جسده، ابتلاء من الله، وامتحانا فنفخ في جسده، فتقرح قروحا عظيمة ومكث مدة طويلة، واشتد به البلاء... (أنظر تفسير السعدي)
وللمختار الشنقيطي (راجع أضواء البيان) رأي، لا يبتعد على ماذكرنا وإن كان يفسره، حيث ذكر أن أيوب نسب ما أصابه إلى الشيطان، ويمكن أن يكون سلطه الله على جسده وماله وأهله ابتلاء ليظهر صبره الجميل... وهذا لا ينافي أن الشيطان لا سلطان له على مثل أيوب، لأن التسليط على الأهل والمال والجسد من جنس الأسباب التي تنشأ عنها الأعراض البشرية كالمرض، وذلك يقع للأنبياء، فإنهم يصيبهم المرض، وموت الأهل وهلاك المال لأسباب متنوعة، ولا مانع أن يكون من جملة تلك الأسباب تسليط الشيطان على ذلك للابتلاء، وقد أوضحنا، يقول الشنقيطي، جواز وقوع الأمراض والتأثيرات البشرية على الأنبياء في سورة طه.
يضيف الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين : الذي تطمئن إليه النفس أنه لا مانع أن يكون للشيطان تأثير على جسم أيوب فيصاب بالمرض، مع أن ذلك إنما يكون بقدر من الله لحكمة أرادها... وما أصاب أيوب عندئذ من المرض بفعل الشيطان - كما هو ظاهر القرآن - لا يتعارض مع عصمة الأنبياء، لأن عصمة الأنبياء من الشيطان إنما تكون باستبعاد تسلطه على عقولهم وقلوبهم بشتى أنواع الوساوس والغواية، فهذا هو ما عصم الله أنبياءه منه... (عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 323)

إمكانية تسليط شياطين الجن على الأنبياء وإيذائهم أمر وارد إذن، وهو ما يؤكده النص القرآني صراحة: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن(الأنعام/112) ، كما تؤكده السنة النبوية، حيث سبق وأشرنا إلى أن إبليس حاول إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بشعلة من نار. وبالتنصيص على إمكانية الإيذاء هذه لنا أن نتساءل بالاستتباع: ألا تشير هذه الإمكانية إلى احتمال إصابة سيدنا أيوب بمرض جرثومي؟



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحي غوردو
02/08/2007, 06:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسم الله الرحمان الرحيم :

صراع الانسان والكائنات الدقيقة

الأصدقاء ـ الأعداء:

يتضح مما سبق، أن هذه الكائنات المجهرية التي كنا نجهل عنها كل شيء تقريبا إلى حدود القرن العشرين، وكانت كلها

تنتمي إلى عالم الغيب، تؤثر - وبغض النظر عن مسمياتها التي يوحد بينها اللفظ العربي "جن" - على عوالمنا بطريقة

مزدوجة مثيرة للتعجب والاستفهام، ففي حين نجد منها طائفة من الأصدقاء الحميمين، نجد في الوقت نفسه طائفة مقابلة من

الأعداء اللدودين، والفارق بين الطائفتين هو الظرف والنوع لا غير.


فعن النوع الأول يمكن استحضار نموذج "المكروكوك" الذي يعتبر أخا وصديقا لنا، أو بالأحرى من "حلفائنا المؤقتين"،

أما عن النموذج الثاني، الموبوء المميت، أو "العدو"، فنستحضر مثال "الأنتروكوك"، لكن ما ينبغي التنبيه إليه أن قائمة

هذا النوع، من البكتيريا الشرسة التي تسفك دماءنا، طويلة جدا(1) . ففي نسيج العين وحده (2) نجد ملايين البكتيريا التي

ليست بحاجة إلى الهواء كالستريبتوكوك مثلا، وفي الأنف (3) والفم ملايين أخرى تؤدي إلى التهاب السحايا... أما

الأمعاء فتعتبر بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا التي يفترض أن البعض منها خطير جدا، (وإن كان البعض الآخر يشكل دعامة

أساسية لعملية الهضم). وفي حين تفضل مجتمعات من البكتيريا الجهاز التناسلي للعيش والاستجمام، تحبذ مجتمعات أخرى

طبقة الجلد الميتة التي توفر لها غذاء شهيا وسكنا مريحا، وهي لذلك تستقر عليها كما تستقر الفئران في قطعة جبن...

هذه الكائنات الدقيقة المتطفلة على الإنسان، هي أمة من الكائنات الحية التي لا ترى أعيننا معظمها، وهي

توجد، كما ألمحنا لذلك آنفا، في كل مكان، ويعتبر الجسم البشري أرضا خصبة لأنواع كثيرة وقطاعات واسعة منها،

وخصوصا في الأنف، والحلق، والجزء السفلي من القناة الهضمية، والجلد... وهي كائنات متخصصة في كل عضو ونسيج،

وتتعايش مع الإنسان في دينامية وتوازن (3) . والجسم البشري في حالة اشتباك دائم معها، فهي تهاجمه وتلحق به

الضرر، وهو يقاومها بكل الأسلحة التي يمتلكها، والتي سخرها الله تعالى له لمدافعتها ورد عدوانها، غير أن هذه الأوابد

المجهرية قد تفلت من كل الوسائل الدفاعية وتتغلب عليها، لتلحق أبلغ الأضرار بالإنسان، لذلك كانت الوقاية منها، بمعرفة

خصائصها (الدينية والعلمية) عن قرب، خير وسيلة للنجاة من شرورها والحد من أخطارها التي تورث الضلالة والشقاء: 

قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(طه/123)



إخواننا/أعداؤنا: معنا على مائدة واحدة!

روى ابن أبي الدنيا(4) عن يزيد بن جابر قال: «ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن، إذا وضع الغذاء نزلوا

فتغذوا معهم والعشاء»، وعن جابر قال(5) : سمعت النبي  يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه

حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ

فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة». قال عليه السلام : «إذا دخل الرجل بيته، فذكر اللّه عند دخوله

وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر اللّه عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإِذا لم

يذكر اللّه عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.»

وروى أبو داود من حديث أمية بن مخشي قال(6) : «كان رسول الله  جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في

آخره فقال النبي  ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه»، وروى مسلم من حديث ابن عمر قال: «قال

رسول الله  لا يأكلن أحدكم بشماله ويشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله».


النصوص الدينية إذن واضحة لا لبس فيها، وهي في وضوحها تخبرنا أن الجن والشياطين تشاركنا طعامنا

وشرابنا، دون وعي منا: السؤال إذن، في رأينا، ليس عن مشاركتنا طعامنا من عدمه، بل في كيفية وطبيعة هذه المشاركة،

أي طبيعة أكل وشرب هذه الكائنات؟ أما الحل الوحيد للإفلات منها، من وجهة نظر دينية صرف، فيتمثل في الوقاية عبر ما

علمنا إياه الإسلام دون غيره.

من جهة أخرى نحن متأكدون، من وجهة نظر بيولوجية هذه المرة، أن الكائنات المجهرية، رفيقة دربنا منذ البداية، بما فيها

النوع الذي يفترض أنه موبوء ومميت، تعيش معنا باستمرار، تقاسمنا طعامنا دون أن تهاجمنا. لكن ما ينبغي استحضاره

دوما هو أن الكثير من هذه الكائنات المجهرية يمكنها أن تتحد في أية لحظة لتهاجمنا وتتحالف ضدنا...

في عالم المجهريات (micro monde) كما في عالمنا (macro monde) ليس هناك احترام للتحالفات

الطبيعية، بعض الكائنات المجهرية لا تتوانى عن نخرنا من الداخل كالفطريات الأحادية الخلية والخمريات (levures)

وطفيليات الليشمانية leishmanies والأميبة amibes ومارقين آخرين يسببون لنا العديد من الأمراض الخطيرة

والفتاكة، لكن البعض الآخر، على قلته، يسدي لنا مساعدات جمة، إذ من بين 80000 نوع من الخمريات تخون المئات

منها فقط هذا التحالف لتشكل الاستثناء الحميد، ربما إلى حين...

--
--
--

--------------------------------------------------------------
-1- كثرت في السنوات السبع الأخيرة حوادث تلوّث الدم المنقول بإحدى أنواع البكتيريا الضارة التي قد تسبّب إصابات

شديدة أو الوفاة. وقال الباحثون في مؤتمر العلوم والعلاج الكيميائي والعوامل المضادة للميكروبات: إن إصابات هذه

البكتيريا التي تعرف باسمها العلمي "سيرّاتيا ليكويفاشيانز" نادرة، ولكنها قاتلة. وأشارت الدكتورة فيرجينيا روث -

مسؤولة مراقبة الأوبئة في مراكز الوقاية ومكافحة المرض الأمريكية- إلى أن هذه البكتيريا تسبب صدمة عفنية انتانية

وارتفاعًا خطيرًا في درجة حرارة الجسم وانخفاضًا كبيرًا في ضغط الدم عند وجودها بكميات كبيرة وقد يموت ضحاياها خلال

ساعات، منوهة إلى أن أكثر من 4 ملايين أمريكي يخضعون لعمليات نقل الدم كل عام.

- 2-...عن زينب؛ قالت: كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة. وكان لنا سرير طويل القوائم. وكان عبد الله، إذا دخل،

تنحنح وصوت. فدخل يوما. فلما سمعت صوته احتجبت منه. فجاء فجلس إلى جانبي. فمسني فوجد مس خيط. فقال: ماهذا؟

فقلت: رقى لي فيه من الحمرة. فجذبه وقطعه، فرمى به وقال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك. سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الرقي والتمائم والتولة شرك. قلت: فإني خرجت يوما فأبصرني فلان. فدمعت عيني التي

تليه. فإذا رقيتها سكنت دمعتها. وإذا تركتها دمعت. قال: ذاك الشيطان. إذا أطعته تركك، وإذا عصيته طعن بإصبعه في عينك.

ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان خيرا لك وأجدر أن تشفين. تنضحين في عينك الماء وتقولين:

أذهب البأس. رب الناس. اشف، أنت الشافي. لاشفاء إلا شفاؤك، شفاء لايغادر سقما. (سنن ابن ماجة)

- 3- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر

ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه). رواه البخاري في الصحيح، كما ورد في سنن البيهقي، كتاب الطهارة.

- Les bactéries sont présentes en grand nombre dans notre corps. Normalement, elles vivent en harmonie avec nous, en formant un écosystème équilibré, précise
Antoine Andremont. Mais en cas de rupture de l'équilibre, les bactéries se développent dans l'organisme, à un rythme impressionnant, sachant que le corps humain compte dix fois plus de bactéries que de cellules …

(احذروا الغزاة !Attention aux envahisseurs ، لأنطوان أندريمون Antoine Andremont طبيب باحث

بمستشفى بيشا مختص في الأمراض التعفنية وهو أيضا نائب رئيس لجنة مقاومة التعفنات)

- 4- ابن حجر، شرح صحيح البخاري، فتح الباري، كتاب بدأ الخلق.

-5- صحيح مسلم، كتاب الأشربة.

- 6- سنن أبي داود.

- 7- فتح الباري، ابن حجر.

يحي غوردو
08/08/2007, 08:29 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

مقارنة مجهرية بين الجن والكائنات الدقيقة.

من خلال هذا الباب سنحاول، في البداية، أن نبين أن خصائص الجن لها أساس منطقي وتجريبي، وأنها تتمتع بنفس صلابة مواضيع علمية أخرى، اعتمادا على الكتاب

والسنة، بتعبير آخر، يمكن استعمال المناهج العلمية/الدينية لإثبات خصائص "ما جُنّ عن العين" بنفس الكيفية التي نستعملها لإثبات خصائص "ما يكشف لها". سنعمل

بعد ذلك على تبيين أنه عندما تسلم المعرفة العلمية بتطابق خصائص "الكائنات المجهرية" مع خصائص "الجن" فإنها تكون قد سلمت بمبدأ احتمال تطابق تام، أو شبه

تام، بين الموضوعين، ونقول احتمال، لأننا لا نريد أن نفجأ القارئ بحجم الشبه الكبير والخطير بين الموضوعين، ونفضل أن نترك له باب التأمل مشرعا إن هو رام

إصدار الحكم في النهاية. والخلاصة أنه قد آن الأوان، بالنسبة للمختصين في العلوم الدينية/البيولوجية، لإعادة إدماج بعض الحقائق التي تقع ضمن تخصصهم، للخروج

بنتائج تركيبية تتجاوز كل تخصص، وهذا ما يتطلب أولا القيام ببعض المقارنات، اعتمادا على النصوص الدينية وعلم البكتيرولوجيا.

الأصل والتكوين:

-------------------------------------------------------
1- الجن مخلوقات لا نراها ولا نبصرها:

قال تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُم (الأعراف/27)،

وقال أيضا: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ  وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (الحاقة 38/39).

الجن نوع من الكائنات الحية سميت بذلك لاجتنانها عن الأبصار ولأنها استجنت من الناس فلا ترى بالعين، يقال: ما سمى الله الـجن إلا لأنهم اجتنوا فلـم يُرَوْا، وما سمى

بنـي آدم الإنس إلا لأنهم ظهروا فلـم يجتنُّوا، فما ظهر فهو إنس، وما اجتنّ فلـم يُرَ فهو جنّ. (انظر تعريف الجن).

------------------------------------------------------
- الكائنات الدقيقة:

مخلوقات مجهرية لا نراها بالعين المجردة فهي إذن من الجن بالمعنى اللغوي، فالعرب ـ كما أشرنا سابقا ـ تطلق كلمة "جنّ" على كل ما اجتنّ،

وتتكون هذه الكائنات من عائلات وأجناس وأنواع متباينة ومتعددة، وتتفاوت في الصغر فأصغرها الفيروسات، تليها الميكروبات، ثم الفطريات، ثم الطفيليات الأولية،

فالديدان المتطفلة بأنواعها المختلفة...

لا يزن ألف مليار من البكتيريا المتوسطة الحجم إلا غراما واحدا وهذا ما يمنعها من أن ترى بالعين المجردة.


--------------------------
2- الجن والشياطين:
كائنات حية تعيش معنا على الأرض وتقاسمنا كل النعم الموجودة عليها. روى الترمذي، عن جابر أنه قال: خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن

من أولها إلى آخرها، فسكتوا فقال: "لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، فكانوا أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} قالوا:

لاشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد" (أخرجه الترمذي ورواه الحافظ البزار وابن جرير بنحوه).

وتشترك الجن مع الكائنات الحية في جميع الخصائص الأساسية وهي: التبادل والتوالد والنمو والموت، والحركة، كما أنها توجد في كل مكان ولا تكاد تفارق الإنسان،

وعددها يفوق عدد الإنس: عن عبد الله بن عمر قال: إن الله (...) جزء الخلق عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء الجن و جزء سائر بني آدم. (تفسير الطبري)


--------------------------
الكائنات المجهرية:

أيضا كائنات تعيش معنا وتقاسمنا تفاصيل حياتنا: فهي مخلوقات مجهرية بدائية ، تحتل كل مكان سطح الأرض، بما في ذلك قطرات الندى التي تسقط على أوراق

النباتات، وهي تمتلك كل الخاصيات الأساسية للكائنات الحية من تبادل ونمو وتوالد ووفاة وحركة، وهي لا تفارقنا ليل نهار، وعددها (الكائنات المجهرية) يفوق عدد البشر

بكثير.


=
=
=

يحي غوردو
12/08/2007, 09:48 PM
- خلق الجن قبل الإنس:

يشهد على ذلك العديد من الآيات منها: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ) (الحجر/27)،

قال عبد الله بن عمر-1- : كانت الجن قبل آدم... فسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور:

(قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)(البقرة/30)،

سفك الدماء إراقتها بالقتل والمعاصي فأرسل الله عليهم الملائكة.

وعليه فالنصوص الدينية الإسلامية تشير إلى حقيقة أن الجن عاشوا على هذه الأرض قبل الإنسان بآلاف، أو ربما بملايين، السنين.

-----------------

الكائنات المجهرية أيضا وجدت قبل الإنس بآلاف السنين:

إذ تعتبر البكتيريا أقدم -2- الكائنات الحية على الإطلاق، وهي الوحيدة التي حافظت على أشكالها كما خلقت منذ ملايير السنين -3-...

ففي سنة 1993 عثر ويليام شوف William Schopf، من جامعة لوس أنجلوس، على مستحاثات بكتيرية في صخرة أسترالية ترجع إلى 3،5 مليار سنة -4-.

ويؤكد علماء البراكين أن الجراثيم ظهرت، منذ حوالي 3،5 مليار سنة وهو عمر بداية الحياة على سطح الأرض.

قال ريتشارد هوفر (من مركز مارشال بوكالة ناسا): "إن البكتيريا التي تسمى كارنوبكتيريوم بلايستوسينيوم كانت منتشرة على سطح كوكبنا في العصر البلايستوسين،

وهو عصر الديناصورات المنقرضة".

.................................................. ......................................


1- ابن الكثير، قصص الأنبياء، ص. 14.
2- Les bactéries constituent la forme la plus ancienne, actuellement définissable, de cellule vivante. Des études portant sur des empreintes fossiles et l’analyse génétique des bactéries actuelles permettent d’estimer que les bactéries existaient déjà en tant que telles il y a plus de trois milliards d’années.(Encyclopédie Encarta 2002)

3- موسوعة إينفيرساليس.
4- مجلة من أجل العلم POUR LA SCIENCE عدد 275 سبتمبر 2000 "أين هم؟" يان كراوفورد. ص 24.

سعيد نويضي
12/08/2007, 10:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...

الأستاذ يحيى...أ عتقد و الله أعلم أن لديك كتاب أو ما تسميه بنظرية في هذا المجال...تظرية الكائنات المجهرية أو ما يمكن أن أسميه بالجن الحديث...فالله عز و جل أمر الجن و الإنس بالعبادة...و سورة الجن خير دليل على ذلك...و بالتالي فمنهم المسلمون المتقون الذي لا يعملون إلا خيرا في عالمهم طبعا ومنهم دون ذلك أي الذي يقومون بأفعال الشر...و لكن منهم من يتوب كما هو حاصل مع بني آدم ...ما دام أمر التكليف بالعبادة موجه للجن كما هو موجه للإنس...فكيف بالكائنات التي مند ولادتها لا تعرف إلا الفتك بالإنسان أن تحصل لها التوبة كما هو الشأن بالميكروبات و الفيروسات؟؟؟؟؟؟؟؟
تحية خالصة....

يحي غوردو
16/08/2007, 12:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم سعد أشكرك مجددا على متابعتك للموضوع.

أعتقد أنه لا يوجد جن "حديث" أوجن "قديم" هناك جن منذ أن خلقه الله وهو ينقسم إلى أنواع، ونحن نعتقد أن الكائنات المجهرية نوع من الجن، وهذا ما نحاول إثباته انطلاقا من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة مستعينين طبعا بقواميس اللغة وبالعلوم الحديثة...

أغلب الكائنات المجهرية هي في الأصل مسالمة وفئة قليلة منها فقط لها القدرة على الفتك وهي لا تستعمل قدراتها دائما للفتك بنا بل هي تعيش معنا في سلام ولولاها ما استطعنا العيش على الكرة الأرضية لأن دورها مهم للغاية خاصة في دورة الحياة (النيتروجن والكربون) ولا نريد الدخول في التفاصيل...(راجع كتاب " الميكروبات"، جون بوستجيت، ترجمة عزت شعلان عالم المعرفة عدد 88، )


أخي الكريم
يقول تعالى في سورة "ص": قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(76)قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(77)وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(78)قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(79)قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ(80)إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(81)

إبليس الرجيم وقبيله من الجن والشياطين هم من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ولا ننتظر منهم التوبة، الشر وإلحاق الضرر بالمؤمنين ،جنا أو إنسا، هو وظيفتهم الأولى والأخيرة...

بعض البكتيريا والفيروسات هي أيضا مجبولة على إلحاق الضرر بالبشر والحيوان والطير وحتى النبات ولا ننتظر منها أخي الكريم أن تصلح وظيفتها / أو تعلن توبتها من أجل سواد عيوننا...

تحيتي

د. محمد اياد فضلون
16/08/2007, 01:20 AM
أخي الكريم يحي غوردو

تحياتي العطرة
كما أرى أنك مشبث بالفكرة و لا تقبل أي معارضة أو أي طريقة تفكير جديدة
شخصيا لم أقرأ جميع مداخلاتك لكني في كل مداخلة فرأتتها وجدت عددا لا بأس به من الأخطاء العلمية و الغير موضوعية

تخلط الأمور العلمية مع بعضها و تحاول تجنيد كل كلمة تحت الفكرة التي طرحتها

أرجو منك الإبتعاد عن فكرة البكتيريا و الجن
و تكريس هذا الوقت الثمين الذي تضيعه في فكرة أخرى غيرها

شخصيا لا أحب المعارضة أو إيقاف أحد عن العمل لكنك يا أخي تخلط الأمور ببعضها


.

د. محمد اياد فضلون
16/08/2007, 01:43 AM
أنصحك أخي يحيى بمتابعة منتديات العلوم الميسرة

و على الأخص هذا الرابط

http://easyscience.org/ib/index.php?showtopic=9296&pid=304197&st=0&#entry304197


.

سعيد نويضي
16/08/2007, 02:48 AM
بسم اله الرحمن الرحيم...
االسلام عليكم ورحمة الله و بركاته...

الأستاذ يحي...قصدت بالحن الحديث الجن الذي تم الكشق عنه عن طريق النظرية التي تزعم صحتها و بدون شك أو ريب...أم فصيلة الجن و الإنس فهي على الشكل الذي خلقه الله عز و جل يوم تم الخلق...
قلت أستاذ يحيى:بعض البكتيريا والفيروسات هي أيضا مجبولة على إلحاق الضرر بالبشر والحيوان والطير وحتى النبات ولا ننتظر منها أخي الكريم أن تصلح وظيفتها / أو تعلن توبتها من أجل سواد عيوننا...و هنا سؤال يفرض نغسه ما فائدة التوبة و بالتالي أجرها و ثوابها إذا كانت هذه الفيروسات مجبولة [أي وظيفتها التي خلقت من أجلها وهي الفتك بالإنسان] و بالتالي يستحيل على هذه الكائنات أن تغير من صفاتها العدوانية اتجاه الإنسان...
كما أن من أعلن توبته فإنه يعلنها ابتغاء وجه الله و ابتغاء رضوانه...لا لسواد أو بياض شعرنا...
و لا يفوتني أن أوجه تحية للأخ الأستاذfadlounعلى مشاركته...
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
16/08/2007, 09:09 PM
باسم الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذ فضلون سعيد أنا بانضمامك إلى هذا الحوار الممتع.

وأرجو أن تتفضل بقراءة الموضوع من بدياته: أي من بداية التعريفات الأولى وصولا إلى التحاليل والتركيبات.

كما نرجو تحديد وأجرأة المقصود بالأخطاء الموضوعية.

مودتي.

يحي غوردو
16/08/2007, 09:26 PM
الأستاذ سعد...

صحيح أن الإنس والجن مكلفان.. لكن تكليف الجن غير تكليف الإنس بالضرورة.

ذلك أنه إذا كانت الغاية من التكليف هي عبادة الله عز وجل فإنه ما من سبيل لمعرفة تفاصيل وحيثيات عبادة الجن لله عز وجل.

نعرف مثلا أن الروث نجاسة بالنسبة للإنسان، لكنه - وبقطع الحديث الشريف - طعام للجن. فهو، أي الروث، يستدعي من الإنسان النظافة لأداء العبادة..

فهل يجب التعامل معه على نفس المستوى عندما يتعلق الأمر بتكليف/عبادة الجن؟؟؟

الإنسان يتوضأ لأداء الصلاة، فهل الجن/الناري يتوضأ مثل وضوئنا؟؟؟

قياسا على ذلك يمكننا أن نفتح قائمة طويلة للمقارنة، تنتهي بنا من دون شك إلى أن وسائل عبادة الجن، هي غير وسائل عبادة الإنس...

نعرف أيضا، كما هو ثابت بنص القرآن والسنة، أن الجبال والطير والسماء... كل يسبحون ويسجدون لله... لكن ما شكل هذا التسبيح أو السجود؟؟؟

وعليه فالتوبة التي نعرفها نحن، بمقاييسنا الإنسية، لا شك تختلف عنها بمقاييس الجن...

علما بأن هناك من الجن ما ختم الله على قلبه بالكفر: وإبليس أكبرهم وعلى رأس قائمتهم... فلا ننتظر منهم توبة...

الله سبحانه وتعالى قضى بذلك... ولا مبدل لقضائه...

مودتي

يحي غوردو
28/08/2007, 03:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأصل الناري
للجن والشياطين أصل ناري كما ورد في القرآن والسنة، قال تعالى: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ(الحجر/27) وقال مخاطبا إبليس: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(الأعراف/12)، وفي سورة ص:قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ(76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ(77)، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم"، وعنها أيضا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق اللّه الملائكة من نور العرش، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" (رواه ابن مردويه)
أصل الجن إذن من النار كما أن أصل الآدمي من التراب، وكما أن الآدمي ليس طينا حقيقة، بل فيه مكونات من الطين، كذلك الجني ليس بالضرورة نارا حقيقة، بل فيه مكونات من مكونات النار. إذا كان الجن نارا خالصة، كما يقول البعض، فكيف سيعاقب بدخوله النار؟ كيف تحرق النار النار؟
الجواب: كما أن الطين إذا كان صلبا بإمكانه قتل الإنسان المخلوق منه فكذلك النار إذا كانت أكثر حرارة بإمكانها قتل الجن المخلوق منها.
-------
------
الكائنات المجهرية وعلاقتها بالحرارة:
عثر العلماء أمريكيون على بكتيريا تعيش في فوهات البراكين تتحمل حرارة تزيد عن 300° في قاع الأطلسي، وكتب الباحثان كاظم كاشفي وزميله ديرك لوفلي (جامعة ماساتشوسيتس) في مجلة «ساينس» العلمية أنهما استطاعا عزل بكتيريا لم يعرفها العلم من قبل تعيش في درجة حرارة 100°، وأطلق عليها اسم "العائلة 121" وهي تتغذى أساسا على الحديد. وفي بحيرة الأحماض، قرب الجزيرة البيضاء، بالحزام الناري للمحيط الهادي، عثر علماء البراكين على كائنات مجهرية تعيش بسهولة في درجة حرارة تناهز 450° فهرنهايت، وقد تتعدى المياه، المليئة بالكبريت المنصهر، درجة الغليان (500°)، وليس باستطاعة أي كائن آخر، يقول العلماء، أن يعيش في ظروف كهذه، مما يدفعنا للتساؤل عن أصل هذه الكائنات التي تطيق كل هذه الحرارة؟ وعن الكيفية التي تحول بها البكتيريا الطاقة الحرارية للكبريت؟ خاصة وأن العلم يثبت بأن أنواعا منها مسؤولة عن الإشعاع الضوئي لبعض الحشرات والأسماك كاليعاسيب والكلمار، فضلا عن مسؤوليتها في إنتاج الحرارة في الكلأ، وتحليل المواد العضوية في الأماكن التي لا يوجد فيها هواء anaérobie لتنتج غاز "الميثان" méthane، مما يفسر نجاح التجارب التي استعملت فيها البكتيريا لإنتاج الطاقة الحرارية لبطاريات الهاتف النقال، وتسخين الماء...

سعيد نويضي
28/08/2007, 06:14 PM
بسم الله الرخمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

الأستاذ يحيى...
حقيقة أن الجان خلق من نار كما أن الإنس خلق من طين...و كما هو ملاحظ في عالم الإنس فهناك اختلاف في الأجناس و الأنواع و الألوان...كذلك هناك اختلاف في الجن قد يكون في النوع و الجنس و اللون...بهذا المنطق القياسي اعتبرت أن الكائنات المجهرية هي من عالم الجن...فهل المنطق القياسي يعتبر صحيحا و صادقا في كل الحالات...و منها حالات الجن[الكائنات المجهرية] التي تعيش في درجات عالية من الحرارة...حيث تنصر الكائنات الأخرى بفعل حرارة النار؟؟؟؟؟
أما الكيفية التي سيعذب بها الضالين من الجن...على أساس انهم خلقوا من نار فكيف سيعذب بالنار من خلق من النار...تلك أشياء و كيفية لا يعلمها إلا الله عز وجل و ما علينا إلا الإيمان بها...
أما كيفية التحول التي تحدث لهذه الكائنات في لا تحدث إلا بمشيئة من خلقها على الشكل الذي أراده خالقها...و بمكنطق القياس كذلك...نجد دودة القز...و قد يكون لها اسم آخر...التي تنتج الحرير بعدما تتحول داخل النسيج التي تحيك حول نفسها إلى فراشة...و بعد مدة زمنية معينة تخرج من النسيج...الذي يشكل المادة الأولية للحرير...لتلد بعد بيضا...يأخذ زمنا معينا هو الآخر...ليخرج من دود...يكبر و ينمو و يتحول من جديد داخل النسيج إلى فراشة....و هكذا في حركة مستمرة إلى أن يرث الله الارض و من عليها...
و بمنطق القياس كذلك يقول الله عز و جل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }النحل68...فالنحل بوحي من الله عز وجل يعيش في دورة حياتية منظمة بشكل يعجز العقل البشري عن ضبطها أو تقليدها...
الشاهد في هذا هو مسألة القياس فكون كائنات تعيش في درجات من الحرارة و تتحول في أوقات معينة بطريقة معينة إلى شيء ينفع الناس...فهذا فضل من رب العالمين...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

يحي غوردو
28/08/2007, 07:04 PM
أشكرك مجددا أخي سعد على المعلومات القيمة
العلم بحر واسع كما تعلم.. لا نعرف منه إلا القليل، القليل...
سبحان الله...


يقول أهل العلم أن الجن يمكن أن يعذب بنار أشد قوة من تلك التي خلق منها...
ويقول تفسير آخر أن الجن يعذبون بالبرودة وهذا معنى "الزمهرير" والله أعلم...


أقدم لك آخر المعلومات عن البعوضة قبل أن أسترسل في باقي مباحث المقارنة:

قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (26) سورة البقرة
البعوضة هذا ‏المخلوق ‏الضعيف ‏العجيب.. ‏الله ‏سبحانه ‏وتعالى ‏عندما ‏ضرب ‏مثلاً ‏بعوضة، ‏فهو ‏ليبيِّن ‏للناس ‏أن ‏هذا ‏المخلوق ‏الصغير ‏في ‏حجمه... ‏عظيم ‏في ‏خلقه.
* ‏إليكم ‏هذه ‏المعلومات ‏عنها:
1- هي ‏أنثى
2- ‏لها ‏مائة ‏عين ‏في ‏رأسها
3- ‏لها ‏في ‏فمها 48 سن ‏ 4- لها ‏ثلاث ‏قلوب ‏في ‏جوفها ‏بكل ‏أقسامها
5- لها ‏ستة ‏سكاكين ‏في ‏خرطومها ‏ولكل ‏واحدة ‏وظيفتها
6- لها ‏ثلاث ‏أجنحة ‏في ‏كل ‏طرف
7- ‏مزوَّدة ‏بجهاز ‏حراري ‏يعمل ‏مثل ‏نظام ‏الأشعة ‏تحت ‏الحمراء
‏وظيفته : ‏يعكس ‏لها ‏لون ‏الجلد ‏البشري ‏في ‏الظلمة ‏إلى ‏لون ‏بنفسجي
‏حتى ‏تراه .
8- ‏مزوَّدة ‏بجهاز ‏تخدير ‏موضعي ‏يساعدها ‏على ‏غرز ‏إبرتها ‏دون
أن ‏يحس ‏الإنسان ‏وما ‏يحس ‏به ‏كالقرصة ‏هو ‏نتيجة ‏مص ‏الدم ..
9- ‏مزودة ‏بجهاز ‏تحليل ‏دم ‏فهي ‏لا ‏تستسيغ ‏كل ‏الدماء .
10- مزوَّدة ‏بجهاز ‏لتمييع ‏الدم ‏حتى ‏يسري ‏في ‏خرطومها ‏الدقيق جداً .
11- مزوَّدة ‏بجهاز ‏للشمّ ‏تستطيع ‏من ‏خلاله ‏شمّ ‏رائحة عرق الإنسان من ‏مسافة ‏تصل الى (60 م) .
12-وأغرب ما في هذا كله أنَّ العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة
تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى إلا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا.. ).
(منقول)

فماذا عسانا نعرف أخي سعد عن الكائنات المجهرية إذا علمنا أن البكتيرولوجيا لا تزال في مرحلة جنينية؟؟

أرجو أن أفتح شهيتك للبحث العلمي

دمت وفيا للعلم والمعرفة...

تحيتي

د. محمد اياد فضلون
28/08/2007, 09:30 PM
أخي الكريم يحيى غوردو
أعذرني على التأخر في الرد بسبب إنشغالي

أرجو منك أن تعطيني تعريفا شاملا للجن حسب تصورك دون إيراد الأحاديث الشريفة و الإقتباسات من القرآن الكريم

و أرجو منك أن تضع صفات الجن أيضا حسب تصورك أيضا دون إيراد الأحاديث الشريفة و الإقتباسات من القرآن الكريم


حتى يكون عندنا تصور جيد للجن و من هنا نبدأ النقاش

رغم إنشغالي الشديد لكني أشمر عن ساعدي كي أخوض معك في النقاش

إما أن نثبت النظرية أو أن ننفيها

مودتي و تقديري

.

يحي غوردو
01/09/2007, 09:53 PM
أخي الكريم يحيى غوردو
أعذرني على التأخر في الرد بسبب إنشغالي

أرجو منك أن تعطيني تعريفا شاملا للجن حسب تصورك دون إيراد الأحاديث الشريفة و الإقتباسات من القرآن الكريم

و أرجو منك أن تضع صفات الجن أيضا حسب تصورك أيضا دون إيراد الأحاديث الشريفة و الإقتباسات من القرآن الكريم


حتى يكون عندنا تصور جيد للجن و من هنا نبدأ النقاش

رغم إنشغالي الشديد لكني أشمر عن ساعدي كي أخوض معك في النقاش

إما أن نثبت النظرية أو أن ننفيها

مودتي و تقديري

.
-------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم محمد إياد فضلون سعيد أنا بتاوصلك معي ومناقشة الموضوع

رجاؤك أخي محمد حيرني : كيف تطلب مني أن أعطيك تعريفا وخصائصا للجن دون الرجوع إلىالقرآن والحديث
مفهمومي وتصوري عن الجن والشياطين نابعين من القرآن والحديث ولا يمكنني أن أتصورهم دون اللجوء إلى المنبع الزكي وإلى قول الفقهاء والمفسرين...

لذلك سوف ألخص هاته الخصائص في رؤوس أقلام وبالطبع انطلاقا من القرآن والحديث:

- الجن : كائنات لا نراها بالعين
-كائنات حية تأكل وتشرب وتتزاوج وتموت
-تتكون من أنواع مختلفة
-خلقت قبل الإنس
-عددها أكبر من عدد البشر
-متواجدة في كل الأماكن
-توجد في الماء وفي الهواء
-باستطاعتها الغوص في الماء والنفاذ في الأرض والصعود في السماء
-تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب
- توجد في المراحيض والأماكن العفنة (تحت الأظافر)
-بإمكانها إصابتنا بالأمراض (الطاعون مثلا)
- لها علاقة بسفك الدم والميتتة
-تأكل العظم والروث
-تأكل كل ما لم يذكر عليه اسم الله
-بامكانها أن تشارك الانس الجماع
-تجري منا مجرى الدم
-تشاركنا الأولاد
تشاركنا الأموال
-تأتينا من كل الجهات
-لها علاقة بالسحر
-تهرب من اسم الله ومن قراءة القرآن
-تعيش أكثر من الأنس بآلاف السنين
- بعضها خالد في الأرض
-يستمتع الانس بها وتستمتع به
-استكثر الجن من الانس

هذه بعض النقاط التي يمكنها أن تفيدك في فهم تصوري عن الجن وإن أردت الأدلة من القرآن والسنة على هاته الخصائص فهو يسير إن شاء الله

تحيتي ومودتي لكل المتابعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

د. محمد اياد فضلون
02/09/2007, 01:22 AM
أخي الفاضل

عذرا
أنا لم أقل (دون الرجوع) بل قلت (دون إيراد )

أوردت جميع الصفات شكرا لك

أرجو منك أن تجيبني على هذه الأسئلة

هل للجن أنواع ؟

هل هذه الصفات تنطبق على جميع أنواع الجن ؟

مودتي و تقديري

أخوك في الله إياد

.

يحي غوردو
05/09/2007, 04:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم محمد إياد فضلون

إجابة على سؤالك الأول:
سُئل بعض السلف عن الـجنّ ما هم، هل يأكلون ويشربون، ويـموتون، ويتناكحون؟ فجاء الجواب، من وهب بن منبه، مفصلا: «الجن أصناف: فخالصهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون، وجنس منهم يقع منهم ذلك ومنهم السعالى والغول والقطرب...» (ابن حجر، فتح الباري، كتاب بدء الخلق)، كما روى عبد الله بن أبـي الدنـيا فـي «كتاب مكايد الشيطان» من حديث أبـي الدرداء رضي الله عنه أنّ النبـي صلى الله عليه وسلم قال: «خـلق الله الـجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح فـي الهواء، وصنف علـيه الـحساب والعقاب...» ويؤيد قوله ما روى ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون»...

أما سؤالك الثاني: فالجن يتشاركون في بعض الصفات ويختلفون في البعض الآخر...
والله أعلم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

يحي غوردو
08/09/2007, 04:49 PM
- تعيش الجن في أمم مختلفة:  قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ (الأعراف/38)،
أمم أي جماعات مثلكم، قد خلت أي مضت، والمعنى أن كفار الأمم الخالية جنا كانت أم إنسا هي في النار.


------------
تعيش البكتيريا في مجتمعات أو"أمم" (populations bactériennes) (موسوعة إنيفيرساليس.).
يقول عبد المجيد الصاوي (عبد المجيد الصاوي، من إعجاز القرآن الكريم والسنة المطهر في الطب الوقائي والكائنات الدقيقة. ): تعتبر الكائنات الدقيقة أمة من الكائنات الحية، التي لا ترى أعيننا معظمها، وهي تعيش في مجتمعات، وتوجد في كل مكان.

يحي غوردو
08/09/2007, 04:51 PM
- من الشياطين الذكور والإناث وهي تتزاوج فيما بينها: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(الذاريات/49)، وفـي صحيح البخاري ومسلم، عن أَنس: أَنَّ النبـي ، كان إِذا أَراد الـخَلاء، قال: أَعُوذُ باللَّه من الـخُبْثِ والـخَبائِث، وفـي حديث آخر: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الرِّجْس النَّـجِسِ الـخَبـيثِ الـمُخْبِثِ، وفي حديث ثالث: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: "اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ". الـحُشُوش: مواضعُ الغائط، ومُـحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها ذُكورُ الشياطينُ وإِناثُها، قاله ابن الأَثـير.
وللجن نسل وذرية: ...إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (الكهف/50)، إ ِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ (الأعراف/27). قال ابن زيد: "قبيله" نسله، وقال مجاهد: أي الجن والشياطين... ينبغي التشديد على أن إبليس وذريته من الشياطين وقبيله من الجن هم أعداء آدم وأبنائه، وليس الجن بإطلاق عدوا للإنس.(  إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ   فاطر/ 6)


------------------------------------
تتكون الكائنات المجهرية من ذكور وإناث وتتزاوج فيما بينها (Parmi les pili, on peut distinguer les pili sexuels, au nombre de un ou deux par cellule de bactérie mâle (les bactéries femelles en sont dépourvues). Ils servent au transfert de matériel génétique de bactérie mâle à bactérie femelle.( Ency. Universalis)): فمنها ما يتكاثر بالانقسام الذاتي ومنها ما يتزاوج عن طريق شعيرات جنسية ذكرية دقيقة ترسل عبرها الذكور مادة تسمى بلاسميد plasmide إلى الإناث، فتتكاثر
بسرعة مذهلة وانقسامية (موسوعة أونكارتا 2002) ، وتتضاعف الواحدة منها هندسياً، لتنتج الجرثومة الواحدة اثنتين، وبعد ساعات فقط يكون عددها قد وصل آلاف الجراثيم في كل جرام من الدم. أما بالنسبة للفيروسات فتكاثرها يبدأ عندما يستغل الفيروس الأب، بواسطة حمضه النووي، عمل الخلية التي تنتج البروتينات، لصالحه، حيث يوحي لها (يوهمها) بأن تعمل لصالحه، ويأمرها بإنتاج بروتينات فيروسية سواء داخل الخلية أو عن طريق جينوم البكتيريا الذي ينتقل من جيل إلى جيل، وبهذا يتضاعف بسرعة فيدمرها قبل أن يهاجم الخلايا الأخرى وهكذا...
لكن ورغم الأعداد الهائلة للكائنات المجهرية، وجب التنبيه إلى أن الفيروسات والبكتيريا الضارة هي وحدها أعداء البشر وليس كل الكائنات المجهرية عدوة لنا.

د. محمد اياد فضلون
08/09/2007, 05:36 PM
أخي الكريم يحيى غوردو

الجراثيم لا تتزاوج فيما بينها و لا يوجد جرثومة ذكر و جرثومة أنثى

أنت تخلط ما بين الكائنات المجهرية و الجراثيم و الفيروسات


مودتي

.

يحي غوردو
08/09/2007, 09:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم محمد إياد ليس هنالك أي خلط الكائنات المجهرية بالنسبة لي هو اسم جامع تدخل تحت غطائه كل الكائنات الدقيقة من ميكروبات وبكتيريا وجراثيم وفيروسات وطفيليات...
هناك طبعا خلاف بين العلماء في تسمية بعض الأنواع فمثلا هنالك من يطلق اسم جرثومة على نوع من البكتيريا: مثلا تجد (الجرثومة الحلزونية هي نوع من البكتيريا ذات الشكل الحلزوني والتي تسمى بـ هليكوباكتر بيلوري Helicobacter Pylori أو بكتيريا المعدة الحلزونية وقد تم إكتشافها حديثا عن طريق عالمان أستراليان غرب أستراليا عام 1982 ميلادية .)
هناك من يخلط بين كلمة "بكتيريا" وكلمة "ميكروب" وهناك من لا يفرق بين الفيروس والبكتيريا ...
مشكل المسميات يخلق أخي الكريم بلبلة بين العلماء فما بالك بالعموم...


ما هي الميكروبات ؟
منذ القديم قسم العلماء الكائنات الحية إلى عالمين: عالم الحيوان وعالم النبات، وهي الكائنات الحية التي ترى بالعين المجردة، لكن بعد اختراع المجهر اكتشفت كائنات أخرى لم تكن رؤيتها ممكنة من قبل، ولم يكن من السهل إدراجها في أي نوع من الأنواع السابقة لأنها مجهرية، مختلفة، وأحادية الخلية.
مجهرية microscopique يعني أنها لا ترى بالعين المجردة، فهي كائنات مستورة عنا، ولأنها كذلك فهي إذن "جن عين"، بالمعنى اللغوي للكلمة، يقول ابن منظور في "لسان العرب": جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها.
في أواخر القرن 17م، وبفضل اختراع المجهر، تم اكتشاف هذه الكائنات الجديدة/القديمة التي أصبحت منذئذ موضوعا أثار فضول العلماء لمدة تزيد عن نصف قرن، لكن لم تتم دراستها فعليا إلا في أواسط القرن 19م مع باستور Pasteur وكوخ Koch ثم تلامذتهم من بعد. ولأن عالمها كان جديدا فعلا فقد احتار العلماء في تسميتها. فباستور، مثلا، كان ينعتها تارة بالبكتيريا وتارة أخرى بالفطريات وثالثة بالخمريات... كما أن تصنيفها، بين الكائنات الأخرى، أثار جدلا واسعا بين العلماء: أهي حيوانات أم نباتات أم نباتحيوان؟
لكن شيئا فشيئا بدأت الأفكار تنضج في الأذهان، خاصة بعد أن اكتشف البيولوجي الألماني هيكل Haeckel سنة 1866 عالما آخر، بالإضافة لعالم الحيوان وعالم النبات، أطلق عليه عالم "البروتستات" التي تميزها أساسا بساطة بنيتها، وبعد ذلك بسنوات قليلة، أي سنة 1878، اقترح الجراح الفرنسي سيدلو Sédillot كلمة "ميكروب" للدلالة على الكائنات الحية المجهرية الأحادية الخلية، وقد اعترف بهذا الاسم الميكروبيولوجيين وعلماء الطبيعة، لكن مع ذلك بقي المعنى يثير إشكالا كبيرا: لأن كل الميكروبات هي في الأصل بروتستات، لكن البروتستات تضم كائنات أخرى غير الميكروبات (كالفطريات مثلا)، ومما زاد الأمر تعقيدا اكتشاف نوع جديد من الميكروبات، أصغر من الأولى ولا ترى بالمجهر العادي، قادرة على نقل الأمراض أطلق عليها اسم الفيروسات، وهي تمثل اليوم فئة قائمة بذاتها من عوامل التعفنات، كما أنها مختلفة عن باقي الكائنات المجهرية.
فمَنْ، من بين هذه الكائنات المجهرية، هي الميكروبات فعلا؟ من الصعب القطع بإجابة دقيقة، لأن البيولوجيين لا يستعملون هذه الكلمة بنفس المعنى. ففي التعاملات العادية يطلق اسم مكروب كمرادف لاسم بكتيريا، وفي بعض الأحيان يعني البكتيريا + الفيروسات، لكن نجد ضمن المفاهيم الحالية للووف Lwoff أن كلمة ميكروب يجب أن تضم كل البروتستات (باستثناء بعض الفطريات الكبيرة الحجم) فضلا عن الفيروسات، وهذا المفهوم يساير تعريف سيدلو Sédillot أيضا.
الفيروسات، أصغر الكائنات المجهرية، لها محيط يتراوح ما بين 0.02 ميكرون (microns) (بوليوفيروس poliovirus) و0.03 ميكرون (فاكسين vaccine)، هذا ويحتوي البوليوفيروس على 8 جينات، أما الفاكسين كووْـ بوكس (cow-pox ) فيضم 400 جينا.
ونعرف حاليا أن بعض هذه الفيروسات كفيروس السيدا، مثلا، لها بنية على شكل كلاب تثير انصهار غشاء الخلية المضيفة مع حُقته أو كبسيدته capside. والفيروس عبارة عن حمض أ.د.ن ADN أو أ.ر.ن ARN، يحيط به، ويحميه من المؤثرات الخارجية، غلاف بروتيني يدعى "الصدفة" يحدد، في الوقت نفسه، شكله الخارجي وحجمه ويساعده على الالتصاق بالخلية المضيفة. والفيروسات كائنات طفيلية لا تعيش إلا داخل خلية حية، أي أنها إجبارية التطفل، ولا تركيب خلوي لها، لأنها ليست خلوية التكوين، كما أنها عاجزة عن التكاثر بمفردها، لعدم احتوائها على أنزيم، وهي متخصصة في التطفل حيث لكل فيروس نسيج خاص يتطفل عليه، إذ توجد مستقبلات خاصة على أسطح الخلايا الحية تمكن الفيروس من حقن حمضه النووي داخل الخلية الحية، حيث يعمل بروتين الغشاء الخلوي وبروتين الفيروس كالقفل والمفتاح، أي أن كل قفل لا يستطيع فتحه إلا المفتاح الخاص به، ثم يبدأ الحمض النووي للفيروس باستغلال عمل الخلية لصالحه، فتقوم هذه بإنتاج بروتين الفيروس، وبهذا يتضاعف الفيروس فيدمر الخلية، ثم يهاجم خلايا أخرى وهكذا...
بناء على ما تقدم نستطيع أن نفهم كيف يهاجم الفيروس الخلايا وينتهي بها إلى الدمار: فالفيروس الأب، أو الجد، هو بمثابة فيروس بادئ STARTER، أو هو "آر.أن.أي." يعمل على إنتاج وحوش بيولوجية مجهرية تقضي ليس فقط على الخلية بل على جسم الإنسان بأكمله، "فالآر.أن.أي."، أو جينات الفيروس، تعمل على تحول الجينات البشرية، وهذا التحول يؤدي إلى تكوين وحش آدمي قد يرعب الآدميين الآخرين كما هو الشأن بالنسبة لحامل الايدز.
والفيروسات تتكاثر بسرعة هائلة، وحجمها صغير جدا لدرجة أنه بالإمكان وضع ما يقارب عشرة آلاف فيروس في بكتيريا واحدة، مما يفتح أمامنا إمكانية الجواب عن السؤال: هل للجن شياطين توسوس لها وتهلكها؟ وذلك من خلال الفرضية: (إذا كانت البكتيريا هي نوع من الجن فإن الفيروسات هي نوع من الشياطين التي تجري منها مجرى الدم): فتبارك الرحمن عز وجل!
بين حجم الفيروس وحجم البكتيريا نجد الكلاميديا chlamydiae التي لها نفس حجم فيروس الفاكسين، أما بكتيريا إشيريشيا كولي Escherichia Coli فحجمها لا يتجاوز 3 ميكرون وتحمل 6000 جينا، بينما يصل حجم عصية باسيل الأونتراكس bacille l’anthrax 10 ميكرون، ويرتفع العدد إلى 40 ميكرون عند الأونتاميبا إيستوليتيكا entamoeba histolytica مما يقاربها من حجم خلية الإنسان التي يتراوح حجمها بين 8 و50 ميكرون لكنها تحمل ثلاثة ملايين جينا.
ولخلايا البكتيريا، كالنبات تماما، غشاء صلب، ولا يتجاوز وزن ألف مليار من البكتيريا، المتوسطة الحجم، غراما واحدا، لكن هذا لا يمنعها من أن تستعمر أماكن مثيرة للغاية كالمياه المعدنية الحارة، والصخور العميقة، والأماكن المتجمدة، وأعماق المحيطات... وهي (البكتيريا) تتكاثر عادة عن طريق الانقسام الانشطاريscissiparité ، حيث تموت الخلية الأم بعد أن تنقسم لعدة خلايا مشابهة لها. بعض بوغ أو غبيرات spores البكتيريا لا تموت إلا في درجة غليان متواصل وتحت الضغط، وبعض البكتيريا يمكنها تبادل المواد الجينية جنسيا، كما أن البكتيريا الصغيرة جدا كالكلاميديا chlamydiaeوالركيتسي rickettsieلا يمكنها العيش والنمو إلا داخل خلايا أخرى، ولكن البعض الآخر كالميكوبلازمmycoplasmes يمكنها العيش خارج الخلايا.
فالبكتيريا إذن كائنات حية مجهرية لا ترى بالعين المجردة، أحادية الخلية تتكاثر بالانقسام الداخلي ولها نواة غير محدودة بغشاء membrane: كائنات ما قبل النواة procaryotes.
ورغم أن كلمة بكتيريا مأخوذة من الإغريقية وتعني "عمود"، إلا أن أشكالها، في الواقع، متعددة، منها العمودية والكروية واللولبية... وبإمكانها العيش في بيئات متنوعة كالهواء والماء والجليد، بل وفي المياه الساخنة وأعماق البحار حيث تساهم في إنتاج الطاقة الحرارية للكبريت ، وقد نما موضوع كامل يسمى الجيوميكروبيولوجيا géo-microbiologie يتناول دراسة دور الميكروبات في تكوين موارد الوقود والمعادن. وتمثل البكتيريا، بفعل تكاثرها السريع وتنوع نشاطها الكيميائي، مجموعة بالغة الأهمية بالنسبة لتوازن عالم الأحياء، حيث تساهم في العديد من العمليات البيولوجية، كالإشعاع الضوئي لبعض الأسماك والحشرات المضيئة، كالكلمار واليراع، وكذا إنتاج الحرارة في الكلأ، كما أن بعضها يقوم بتحليل المواد العضوية في الأماكن التي لا يوجد فيها هواء لتنتج غاز "الميتان" méthane، هذا وتجدر الإشارة إلى أن أغلب البكتيريا غير قادر على التحرك تلقائيا، وإن كان البعض منها يتوفر على جهاز دفع يمكنه من التنقل، وهي -البكتيريا- تختلف عن الفيروسات بحجمها الأكبر وبطرق توالدها الذاتي.
لحد الآن تم إحصاء أكثر من 1600 نوع من البكتيريا، بعضها يحتاج للأوكسجين والبعض الآخر يستغني عنه، ومنها الذكرية والأنثوية، ويتم التزاوج بينها بعملية التصاق الذكر بالأنثى، حيث يتم إرسال مادة تسمى بلاسميد plasmide من الذكر إلى الأنثى، ولها (البكتيريا) قدرة على تخمير المواد لإنتاج الكحول والخمور.
تستمد بعض البكتيريا غذاءها، ومن ثم طاقتها، من المواد العضوية الميتة، كبقايا النبات أو جثث الحيوان (يذكرنا هذا بحديث طعام الجن: العظم والروث)، في حين يعيش بعضها الآخر على، أو داخل، الكائنات الحية. والبكتيريا نوعان: نافعة وضارة، وهي تلعب دورا هاما في دورة المادة (تكوين التربة وتحلل المواد العضوية الميتة)، وكذا نقل الأمراض.
تعيش العديد من الجراثيم والبكتيريا في الجهاز الهضمي للإنسان، حيث يفوق عددها في القولون وحده 100 ألف مليار ، أي ست مرات عدد خلايا جسم الإنسان، ويتكون نسيج الأمعاء من مئات الأنواع من البكتيريا التي قد تسبب له الأمراض والأوبئة، وخنصر طفل صغير هو بمثابة حقل شاسع بالنسبة للجرثومة، أما الجبين فهو مستنقع زيتي للجراثيم التي تخاف من الأوكسجين، وفي كل بوصة جافة من جلدنا يعيش أكثر من 40 ألف جرثومة، وحتى الحمام لا يمكننا من التخلص منها، لأنها تجد في المجاري المائية مستنقعا ملائما للعيش والتكاثر، قبل أن تعود إلينا بطريقة أو بأخرى، وأخيرا، وليس آخرا، هناك من الجراثيم ما قصد القمر ثم عاد إلى الأرض سالما غانما...

يحي غوردو
23/09/2007, 05:52 PM
- من الجن من يعمل الخير (النفع) ومنها من يعمل الشر (الضر):

(فالشر مرتبط بكفارهم والخير بمؤمنيهم) قال تعالى: وََأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا  وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (الجن 11-15)


---------------------------

الكائنات المجهرية أيضا نوعان: نافعة/خيرة وضارة/شريرة:

تستمد بعض أنواع البكتيريا غذاءها وطاقتها من المواد العضوية الميتة كبقايا النباتات أو جثث الحيوانات فتخلص الطبيعة من الأزبال والنفايات الضارة، في حين يعيش بعضها الآخر على/ في الكائنات الحية، وقد يكون نافعا أو ضارا تبعا للنوع والعدد(راجع مبحث: إخواننا/أعداؤنا: معا على نفس المائدة!). فهذه الكائنات المجهرية تسدي خدمات جليلة لباقي الكائنات الحية، وإن كان الكثير منها يسبب الأمراض(مجلة "من أجل العلم" عدد 230 دجنبر 1996) ويقتل ملايين البشر والدواب.

يحي غوردو
25/09/2007, 05:01 PM
إبليس وعلاقته بالماء: قال تعالى في محكم تنزيله: وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ  (الأنبياء/82)، وقال أيضا: وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ(ص/37)، وورد في صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة... "


----------------------

جاء في مجلة "الطبيعة" Nature العلمية أن 60 إلى 70% من كل الكائنات المجهرية، التي تعيش على الأرض، تعيش في أعماق البحار والمحيطات، ومنها نوع من البكتيريا عثر عليه على عمق 400 م في البحر، عاش منذ 16 مليون سنة.
ويعتقد الباحثون أن تلك البيئة في الأعماق السحيقة هي التي نشأت بها الحياة منذ 3.8 مليار سنة مضت، ومن ذلك قول د. جون باركرز (من جامعة كارديف البريطانية) بأن البكتيريا عاشت في الأعماق في بداية تكون الحياة على الأرض.

يحي غوردو
10/10/2007, 11:56 PM
- باستطاعة الجن والشياطين الوصول إلى كل الأمكنة:

*في السماء: قال تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (الجن/8-9).

* في الأرض: وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا(الجن/ 12).

* بين السماء والأرض: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمان / 33).

* في المياه والبحار: وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (الأنبياء/82)، وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (ص/ 37).

* في أمكنة متعددة: قال عليه السلام: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ... (الحديث)، وأحاديث أخرى، سبق أن أشرنا لمعظمها، تبين أن الجن والشياطين تحضرنا أثناء الأكل، والوضوء (عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاحذروه أو قال فاتقوه. وقال غيره عن أبي داود في هذا الحديث فاحذروه واتقوا وسواس الماء (رواه الترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في سننه، وأحمد في مسنده)) ، والصلاة (عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي. يَلْبِسُهَا عَلَيّ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزَبٌ. فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوّذْ بِاللّهِ مِنْهُ. وَاتْفِلْ عَلَىَ يَسَارِكَ ثَلاَثاً". قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللّهُ عَنّي. (أنظر صحيح مسلم، ومصنف ابن أبي شيبة، ومستدرك الحاكم، ومسند أحمد)) ، وفي الفراش، قبل النوم وأثناءه، (في الأحلام المزعجة) ( جاء في صحيح البخاري: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره). الحلم: ما يراه النائم من أخلاط وتخيلات سيئة تحزنه وتدخل عليه الغم. (يخافه) يخاف ما رأى فيه من شر وسوء.)، بل وعند الجماع (ورد في الصحيحين، عن ابن عباس، يبلغ به عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره). وفي رواية أخرى ... فرزقا ولدا لم يضره الشيطان)، فالجن والشياطين لا تفارقنا ليل نهار، خاصة وأنها لا تعرف النوم: عن أنس رفعه قال: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل.( الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط )
وحينما نقول "أقطار الأرض"، كما ورد في الآية، فهذا يعني كل الأمكنة التي تتبادر إلى الأذهان من سهول وجبال وبحار وأودية وفي أعماق الأرض وبين شقوقها وأحجارها... والخطاب القرآني موجه هنا للجن والإنس معا، لا فرق بينهما وتجمعهما كلمة "معشر"، أي أنكم أيها الجن والإنس تعيشون على الأرض وقد حاولتم، وتحاولون، الهروب من أقطار السماوات والأرض، لكن لا أحد منكم يقدر على ذلك (إلا بسلطان) أي بأمر اللّه وعلمه ومشيئته، (والنفاذ يتطلب حركة وقوة وطاقة).
روي عن ابن عباس قال: معناه: إن استطعتم أن تعلموا ما في السموات والأرض فاعلموا ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله عز وجل.

وفي عصرنا هذا نرى بوضوح كيف حاول الإنسان ويحاول بخطى حثيثة وباسم العلم، - وهذا يؤيد ما ذهب إليه ابن عباس في تفسير معنى النفاذ - الصعود والارتقاء ليكتشف ما في أقطار السماوات. حاول الإنسان أيضا، ويحاول جاهدا، اختراق الأرض نحو الأعماق، وقد حاول الجن قبله الارتقاء في السماء، يقول تعالى: وأنا لمسنا السماء بلسان الجن، أي: أتيناها واختبرناها،فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا ، فتعذر الوصول إليها والدنو منها، وهذا مخالف لعادتنا الأولى، حيث كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء: أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فنتلقف من أخبارها ما شاء الله، فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا: أفلا يمكن أن تكون مقاعد الجن في السماء هي بعض الكواكب كالمريخ مثلا؟ والشهب هي النيازك التي تم العثور عليها؟
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير (الملك/5) جعل الله الرجوم حارسة للسماء من متلقفي الأخبار، من شياطين الجن والإنس، إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب(الصافات/10)، والشهاب لغة النار الساطعة، ومثله قوله:ويرسل عليها حسبانا من السماء(الكهف/40) والحسبان: النار، وكذلك قوله: يُرسلُ عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (الرحمان /35) قال ابن عباس: الشواظ لهب النار.

يحي غوردو
10/10/2007, 11:58 PM
تعيش الكائنات المجهرية في كل مكان:

فالبكتيريا، مثلا، نجدها في البلانكتون النباتي وتمثل أهم عناصره، وإن كان معظمها يعيش في أعماق البحار المالحة والمياه العذبة، وهي تلعب دورا هاما في تكوين المواد الرسوبية، ويضم سطح الأرض أنواعا كثيرة منها وهي ضرورية للتوازن البيئي، وقد احتار العلماء حينما عثروا على هذه الكائنات في كل الأماكن: في الهواء، والجليد، والمياه الساخنة، وفوهات البراكين، وأعماق المحيطات... كما اكتشفت أنواع منها تحت سطح الأرض على عمق يزيد عن 2.8كلم، بل لا يستبعد العلماء أن يجدوا بعضها على عمق أربع كلمترات ، علما بأن كثافة الكائنات المجهرية تختلف تبعا للمواقع والأمكنة، فعلى عمق 400م مثلا تحتوي العينات التي استخرجها العلماء على ما بين 10 إلى 100 مليون بكتيريا في كل غرام من الصخور، كما تتحكم طبيعة الأرض في أنواع الكائنات التي توجد بها، وتعيش أمم من البكتيريا المتباينة في أغلب الصخور الرسوبية حيث تتغذى على مكوناتها العضوية، كما تعيش في صخور الكوارتز والفيلدسبات والميكا، بل وفي صخور البازالت النارية.
توجد هذه الكائنات المحيرة أيضا في الفضاء: فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا،
ففي صيف 1996 صدر مقال في مجلة "العلم"(ساينس) تحدث فيه علماء من الناسا ومن جامعة ستانفورد، عن عثورهم على نيزك قادم من المريخ أطلق عليه (يمثل هذا أخبارا سارة لمؤيدي نظرية "التبزر الشامل" وهي فكرة مفادها أن الحياة ربما انتقلت من كوكب لآخر عن طريق الأحجار النيزكية ( météorite = الرجم، وهو شهاب يبلغ سطح الأرض من غير أن يتبدد تبددا كاملا) يذكرنا بـ"رجوما للشياطين".)
اسم ALH84001 (E. GIBSON D. MCKAY K. THOMAS-KEPRTA C . ROMANE
(Des fossiles venus de Mars ?) مستحثات أتت من المريخ ؟ مجلة "من أجل العلم" Pour la science ص. 84 عدد 244 فبراير 1998 ) يحتوي على بقايا نشاط بكتيري، وأكدوا أن الكائنات البيولوجية المجهرية التي كانت في الصخرة بقيت على قيد الحياة رغم رحلة انتقالها من المريخ إلى الأرض، وأظهر التحليل الجيولوجي للنيزك أنه ليس من المستحيل أن تصل صخور المريخ (المتدني الحرارة) بما فيها من كائنات مجهرية إلى الأرض، دون أن يطرأ عليها أي تغيير، (حسبما أفاد معدو الدراسة من جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تينيسي: كائنات المريخ المجهرية حية رغم سقوطها على الأرض، مجلة "ساينس".)
 وأنا لمسنا السماء، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا.
في 21 يناير 2001، وعلى ارتفاع تراوح بين 20 و41 كلم في الفضاء، جمع الباحثون عينات من الهواء وعثروا فيها، بعد التحليل، على كائنات مجهرية، وأكدوا أن الأرض كانت وما تزال، تتلقى كائنات مجهرية حملتها المذنبات التي ترتطم بالسطح، وقد قدم فريق البحث، بمدرسة علوم الأحياء بكارديف، الدليل على أن البكتيريا تعيش على ارتفاع 41 كلم، حيث تتوالد كل يوم كميات كبيرة منها، وهو ما أكده أيضا اكتشاف د. ميلتون Milton Wainwright (من جامعة شيفيلد) (مقال تحت عنوان: كائنات مجهرية منفردة في الفضاء Des Micro-organismes isolés dans l’espace ) بعد عثوره على فطرية وبكتيريتان في عينة آتية من ارتفاع يناهز 41 كلم، كما نجحت الاختبارات المعملية التي أجراها عدد من العلماء في إعادة الحياة لميكروبات مجهولة تم جمعها من حافة الفضاء ببالون للتوقعات الجوية (كان يحلق على ارتفاع 40 كلم فوق منطقة تقع جنوب الهند) الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه أمام النظرية التي راجت خلال سبعينيات القرن الماضي، والتي تقول إن الحياة نشأت في الكون الخارجي ونقلها مذنب سيار وهبط بها
على الأرض، وهذا لا ينافي ما جاء به القرآن الكريم من أن آدم وإبليس خلقا خارج الكرة الأرضية وأهبطا إليها لتكون مكان عيشهما وذرياتهما إلى حين:  قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى( سورة طه/ 123). يقول فيكرام سينج (من مركز جامعة كارديف لعلوم أحياء الفضاء في ويلز) إن الدلائل تؤكد أن الميكروبات جاءت من الفضاء الخارجي، مشيرا إلى هبوط أكثر من طن منها كل عام استنادا إلى كثافة الميكروبات التي تم العثور عليها في عينات الهواء، ويضيف ميلتون واينرايت (من جامعة شيفيلد) أن التفسير الأكثر بساطة هو أن أصل الميكروبات، التي تم العثور عليها في الأجواء العليا لكوكبنا، إنما يعود للأرض، لكن السؤال الذي يبقى عالقا هو كيف ولماذا ارتفعت إلى هناك؟

يحي غوردو
11/10/2007, 12:08 AM
كلمة سلطان التي وردت في سورة الرحمان لم تفهم بكل معناها الحقيقي:

قول الحق :{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن. فهو تحد لجميع البشر , من كان يخاطبهم رسول الله أيام حياته و من سيأتي بعده .


نحن لا نرى إلا محاولات البشر لأننا بكل بساطة لم نفهم معنى معشر ومعنى السلطان ومعنى النفاذ...

:{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن.

في هذه الآية الخطاب موجه إلى معشر الجن والإنس ، وهو خطاب موجه إلى جمع بصفة معينة "معشر" وهو من العشرة التي تقتضي المخالطة والتعاون...

هذا تحد موجه للبشر وللجن المخاطبين بالقرآن وليس للذين سبقوا نزول القرآن... هذا التحدي موجه للبشر والجن في نفس الوقت أي أن البشر والجن سوف يتحدون لمحاولة النفاذ من أقطار السماوات والأرض وأنهم سوف يتمكنون ،بطريقة أو بأخرى علمناها أم جهلناها، من ذلك بفضل السلطان... هنا يبدأ الاعجاز القرآني والعلمي. والسؤال المطروح كيف يتحد البشر والجن ؟ كيف يتعاون الجن والانس و يحاولون النفاذ من أقطار السماوات والأرض؟؟

الجواب بفضل الفهم الصحيح لكمة "سلطان" والفهم الصحيح لكلمة "جن"

بينا من قبل أن الكائنات المجهرية نوع من الجن بمعناها اللغوي وبالرجوع إلى القاموس أي كائنات لا نراها بأعننا..وبينا أن الانسان يتعاون مع هذه الكائنات المجهرية في تطهير الماء الملوث مثلا كما يتعاون معها في ميدان الدواء (استغلال البكتيريا في محاربة بكتيريا أخرى)استغلال الكائنات المجهرية أيضا في النانوتيكنولوجيا (صنع الفضة،تطبيق أشكال هندسية غاية في الدقة... تذويب المعادن...) استغلال الكائنات المجهرية في الزراعة (التخصيب) وفي صنع المأكولات (الخميرة، الياوورت، الخل، الخمر...) واللائحة طويلة بين البشر والكائنات المجهرية...

فيما يخص موضوع النفاذ من أقطار السماوات والأرض: تستعمل الناسا كائنات مجهرية في مركباتها الفضائية وهي تكنلوجيا حديثة والابحاث قائمة على قدم وساق لاستخدامها أيضا في إنتاج الطاقة وفي تصفية الهواء...
دور الكائنات المجهرية وهذا هو محور الاعجاز، في تكون الوقود دور هام للغاية
فأنتم تعلمون أن البترول والغازات الموجودة تحت سطح الأرض هي بفعل عمليات حيوية الكائنات المجهرية
فالكائنات المجهرية هي أساس الطاقة التي يستعملها الانسان في مركباته المتطورة وكهذا يعني أن هنالك تعاون بين الانس والجن /الكائنات الجهرية
ودليلنا من القرآن أن كلمة سلطان تعني العلم وتعني أيضا الوقود لغة

السلطان هو: الوقود الشديد الاحتراق، الشديد الإضاءة
ففي لسان العرب وغيره: سلطان جمع سليط، والسليط هو زيت السمسم ....
وقد سمي زيت الزيتون بنفس الاسم بعد ذلك، لأن يستعمل كزيت السمسم في نفس الغرض؛ أي في السُّرج (جمع سراج)،
وذلك لأن اشتعال القليل منه يضيء البيت والمكان الواسع، ويغلب الظلام الكثير ويزيله؛ بأشد من من اشتعال أضعافه من الحطب والفحم وغيرهما،
قال امرؤ القيس قبل نزول القرآن بقرنين :
يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه دخانا



وهل استطاع الغرب النفاذ إلى الفضاء بغير هذا السلطان؟! العلم والوقود

لماذا النفاذ؟؟
طلبًا للتعرف على علوم السموات والأرض:
[وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : إِنْ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض فَاعْلَمُوهُ , وَلَنْ تَعْلَمُوهُ إِلَّا بِسُلْطَانٍ أَيْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ اللَّه تَعَالَى] وهذا الرأي من ابن عباس رضي الله عنهما رأي عظيم،

فكل الجهود التي بذلت هي للتعرف عليهما، وأصبحنا نبني أخبار النشرة الجوية على تقارير الأقمار الصناعية، وبها نراقب الأرض وثرواتها، ونصورها، ونراقب التغيرات فيها، والتعرف على مكونات الطبقات الغازية، والتغيرات التي تحدث فيها كالتغيرات الذي حدث في طبقة الأوزون مثلاً...


هذا جرء مما تشاركنا فيه الكائنات المجهرية / الجن

والبقية آتية إن شاء الله

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

يحي غوردو
05/11/2007, 05:29 PM
- الشيطان يأكل ويشرب معنا:

قال أمية بن مخشي، في حديث رواه أبو داود، كان رسول الله جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقيمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله تعالى استقاء ما في بطنه...(أنظر الوابل الصيب) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالأكل باليمين وينهى عن الأكل بالشمال ويقول إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، ومقتضى هذا تحريم الأكل بها، وهو الصحيح، فإن الآكل بها إما شيطان وإما مشبه به، وصح عنه أنه قال لرجل أكل عنده فأكل بشماله: كل بيمينك فقال لا أستطيع، فقال لا استطعت، فما رفع يده إلى فيه بعدها(انظر زاد المعاد).
وقال عمر بن أبي سلمة: قال لي رسول الله: يا بني سم الله تعالى وكل بيمينك وكل مما يليك، (رواه البخاري ومسلم). وقالت عائشة: قال رسول الله: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره، قال الترمذي حديث حسن صحيح. وعن حارثة بن وهب الخزاعي قال: حدثتني حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك". وعن عائشة قالت: "كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى."( سنن أبو داود ) خلاصة الدرس الذي علمنا إياه نبينا إذن هي أن نخصص يدنا اليمنى للأكل والشرب، وأن نستعمل اليد اليسرى لأغراض أخرى قد تكون غير طاهرة كالاستنجاء ونحوه، لاقترانها بالشيطان، ولما فيها من خطر نقل الأمراض التي تنتقل مع الميكروب.

- طعام الجن المؤمن، العظام والروث: عن ابْنَ مَسْعُودٍ قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوْ اغْتِيلَ قَالَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَقَالَ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ قَالَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ (صحيح مسلم)
وعن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟" فقال: أنا أبو هريرة، فقال: "ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتيني بعظم ولا بروثة"، فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت، فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما".
واضح من الحديث أن النبي نهى أبا هريرة عن الإتيان، ومن ثم الاستنجاء، بالعظم والروثة، وعلة ذلك أنها طعام الجن، فالجن إذن تأكل الطعام وبما أنها تأكل فلا بد أن تخرج بقايا ما أكلته، وبما أن الطعام مادة فلا بد أن تكون الجن نفسها مادية يحصل لها نمو وزيادة ونقصان. وقد يعبر عن طعامها بالركس والركس لغة في الرجس بالجيم، وقيل الركس هو الرجيع الذي رد من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة، أو رد من حالة الطعام إلى حالة الروث، وفي رواية الترمذي هذا ركس أي نجس، وقال النسائي الركس طعام الجن وهذا إن ثبت في اللغة يزيل كل إشكال: رجس = ركس = رجيع = طعام الجن، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل للغائط الحجارة ورفض الروث وقال هَذَا رِكْسٌ (أورده البخاري في صحيحه والترمذي في سننه وأحمد في مسنده).

يحي غوردو
05/11/2007, 05:29 PM
- الشيطان يأكل ويشرب معنا:

قال أمية بن مخشي، في حديث رواه أبو داود، كان رسول الله جالسا ورجل يأكل فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقيمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله تعالى استقاء ما في بطنه...(أنظر الوابل الصيب) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالأكل باليمين وينهى عن الأكل بالشمال ويقول إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله، ومقتضى هذا تحريم الأكل بها، وهو الصحيح، فإن الآكل بها إما شيطان وإما مشبه به، وصح عنه أنه قال لرجل أكل عنده فأكل بشماله: كل بيمينك فقال لا أستطيع، فقال لا استطعت، فما رفع يده إلى فيه بعدها(انظر زاد المعاد).
وقال عمر بن أبي سلمة: قال لي رسول الله: يا بني سم الله تعالى وكل بيمينك وكل مما يليك، (رواه البخاري ومسلم). وقالت عائشة: قال رسول الله: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى في أوله، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره، قال الترمذي حديث حسن صحيح. وعن حارثة بن وهب الخزاعي قال: حدثتني حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل شماله لما سوى ذلك". وعن عائشة قالت: "كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى."( سنن أبو داود ) خلاصة الدرس الذي علمنا إياه نبينا إذن هي أن نخصص يدنا اليمنى للأكل والشرب، وأن نستعمل اليد اليسرى لأغراض أخرى قد تكون غير طاهرة كالاستنجاء ونحوه، لاقترانها بالشيطان، ولما فيها من خطر نقل الأمراض التي تنتقل مع الميكروب.

- طعام الجن المؤمن، العظام والروث: عن ابْنَ مَسْعُودٍ قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوْ اغْتِيلَ قَالَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَقَالَ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ قَالَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ (صحيح مسلم)
وعن أبي هريرة أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إداوة لوضوئه وحاجته، فبينما هو يتبعه بها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذا؟" فقال: أنا أبو هريرة، فقال: "ابغني أحجارا أستنفض بها، ولا تأتيني بعظم ولا بروثة"، فأتيته بأحجار أحملها في طرف ثوبي، حتى وضعت إلى جنبه، ثم انصرفت، حتى إذا فرغ مشيت، فقلت: ما بال العظم والروثة؟ قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد جن نصيبين، ونعم الجن، فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعاما".
واضح من الحديث أن النبي نهى أبا هريرة عن الإتيان، ومن ثم الاستنجاء، بالعظم والروثة، وعلة ذلك أنها طعام الجن، فالجن إذن تأكل الطعام وبما أنها تأكل فلا بد أن تخرج بقايا ما أكلته، وبما أن الطعام مادة فلا بد أن تكون الجن نفسها مادية يحصل لها نمو وزيادة ونقصان. وقد يعبر عن طعامها بالركس والركس لغة في الرجس بالجيم، وقيل الركس هو الرجيع الذي رد من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة، أو رد من حالة الطعام إلى حالة الروث، وفي رواية الترمذي هذا ركس أي نجس، وقال النسائي الركس طعام الجن وهذا إن ثبت في اللغة يزيل كل إشكال: رجس = ركس = رجيع = طعام الجن، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمل للغائط الحجارة ورفض الروث وقال هَذَا رِكْسٌ (أورده البخاري في صحيحه والترمذي في سننه وأحمد في مسنده).

يحي غوردو
05/11/2007, 05:30 PM
من أطعمة الكائنات المجهرية بقايا الكائنات الميتة والنفايات:

فهي تقوم بدور هام في عملية تحلل المواد العضوية الميتة، حيوانية كانت أو النباتية، فضلا عن باقي النفايات (موسوعة أونكارتا) ، ومن جملة ذلك العظم والروث اللذان يعتبران غذاء شهيا للكائنات المجهرية، وبما أن الشرج من الأمكنة التي تتكاثر فيها الميكروبات بكثرة فإن الإنسان إذا استنجى بالعظم والروث يقدم غذاء دسما وإمدادات مضاعفة لهذه الكائنات، فتتكاثر في المخرج وتسبب له الأذى، لذلك علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ من الخبث والخبائث، عند دخول المراحيض، وعلمنا، عند الخروج، أن نحمد الله الذي يعافينا من الأذى(كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. (سنن ابن ماجة)) الذي تسببه لنا الشياطين/الجراثيم، بعد التطهر بالماء أو غيره، فالتعوذ والماء يحفظانا من الشياطين/الجراثيم التي توجد في المنطقة الإربية والتي قد تصل عشرة ملايين/سم2. هذا هو السلاح الرباني ضد هذه الكائنات الخفية التي لا نراها بأعيننا: إنه الطهارة، وأولى خطوات هذه الطهارة نظافة السبيلين اللذين منهما تخرج الخبائث التي تحتوي على قدر هائل من الكائنات الدقيقة والسموم الضارة، فضلا عن الطهارة الروحية عبر الاستعاذة بالله من أذاها.

يحي غوردو
05/11/2007, 05:30 PM
من أطعمة الكائنات المجهرية بقايا الكائنات الميتة والنفايات:

فهي تقوم بدور هام في عملية تحلل المواد العضوية الميتة، حيوانية كانت أو النباتية، فضلا عن باقي النفايات (موسوعة أونكارتا) ، ومن جملة ذلك العظم والروث اللذان يعتبران غذاء شهيا للكائنات المجهرية، وبما أن الشرج من الأمكنة التي تتكاثر فيها الميكروبات بكثرة فإن الإنسان إذا استنجى بالعظم والروث يقدم غذاء دسما وإمدادات مضاعفة لهذه الكائنات، فتتكاثر في المخرج وتسبب له الأذى، لذلك علمنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ من الخبث والخبائث، عند دخول المراحيض، وعلمنا، عند الخروج، أن نحمد الله الذي يعافينا من الأذى(كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. (سنن ابن ماجة)) الذي تسببه لنا الشياطين/الجراثيم، بعد التطهر بالماء أو غيره، فالتعوذ والماء يحفظانا من الشياطين/الجراثيم التي توجد في المنطقة الإربية والتي قد تصل عشرة ملايين/سم2. هذا هو السلاح الرباني ضد هذه الكائنات الخفية التي لا نراها بأعيننا: إنه الطهارة، وأولى خطوات هذه الطهارة نظافة السبيلين اللذين منهما تخرج الخبائث التي تحتوي على قدر هائل من الكائنات الدقيقة والسموم الضارة، فضلا عن الطهارة الروحية عبر الاستعاذة بالله من أذاها.

يحي غوردو
12/11/2007, 08:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقف بعض الوقت مع كائنات صورت بكاميرات ذات دقة عالية

سبحان الخالق



http://img104.imageshack.us/img104/636/visrusinfiq9.png


صورة لفيروس أنفلونزا الطيور H5N1

يحي غوردو
12/11/2007, 08:17 PM
http://img105.imageshack.us/img105/4355/tetesq6.png

يحي غوردو
12/11/2007, 08:19 PM
http://img124.imageshack.us/img124/1114/30049fg4.jpg

يحي غوردو
12/11/2007, 08:22 PM
http://img124.imageshack.us/img124/582/sanstitre19jz8.png

يحي غوردو
12/11/2007, 08:25 PM
http://img124.imageshack.us/img124/9535/mic2lx1.png

يحي غوردو
19/11/2007, 07:08 PM
- كل ما لم يذكر اسم الله عليه يعتبر طعاما للجن الكافر، قال تعالى:  قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام/145). وقال أيضا: يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ  إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة/168-169): "حلالا" أي محللا لكم تناوله، ليس بغصب ولا سرقة، ولا محصلا بمعاملة محرمة، أو على وجه محرم أو معينا على محرم، و"طيبا" أي ليس بخبيث كالميتة والدم ولحم الخنزير والخبائث كلها. فالأصل في الأعيان الإباحة أكلا وانتفاعا، والمحرم نوعان: محرم لذاته وهو الخبيث، (نتذكر أن الخبيث هو الشيطان)، ومحرم لما عرض له، وهو المحرم لتعلق حق الله أو حق عباده به وهو ضد الحلال، و"خطوات الشيطان": طرقه التي يأمر بها، وهي جميع المعاصي من كفر وفسوق وظلم ونحوه، ويدخل فيها أيضا تناول المأكولات المحرمة والتي لم يذكر اسم الله عليها. "إنه لكم عدو مبين" أي ظاهر العداوة، لذلك حذرنا الله منه وأخبرنا بتفصيل ما يأمر به من مفاسد فقال: "إنما يأمركم بالسوء" أي الشر الذي يسوء صاحبه، فيدخل في ذلك جميع المعاصي والفحشاء والأمراض الفتاكة، ومن المحرم أيضا ما لم يذكر اسم الله عليه: روى أبو داود من حديث أمية بن مخشي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في آخره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه»، وهذا دليل على أن الشيطان يأكل حقيقة من الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه، ويستقيء حقيقة ما أكل إذا سمع اسم الله، كما أنه يفر من ذكر اسم الله ودليل ذلك أنه يفر من الأذان، فقد ثبت في الصحيحين(الحديث رواه البخاري ومسلم في فضل الأذان.) عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نودي للصلاة، أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين.
- تتكاثر الميكروبات في اللحم الذي لم يذكر اسم الله عليه: لاحظت الهيئة الصحية المكونة من عدد من الأطباء السوريين (برئاسة د. فايز الحكيم)( من كتاب: الله أكبر( رفقاً بالحيوان ) مورد رزقك وحياتك.. يا إنسان، محمد أمين شيخو.) بتاريخ 17/9/2000 أن الذبائح التي لا يذكر اسم الله عليها تتكاثر الميكروبات عليها وتفسد بعد بضع ساعات. وذلك بعد أن طبَّقت الهيئة التكبير على خمس ذبائح، بينما لم يُذكر اسم الله على خمس ذبائح أخرى، وزرعت العينات المأخوذة من الذبائح لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة فكانت النتيجة الطبية صاعقة: الخراف التي لم يُذكر اسم الله عليها كانت محتقنة بمستعمرات الجراثيم، عكس التي ذُكِرَ اسم الله عليها والتي خلت منها تماما، ورغم تكرار العملية عدة مرات (في مسلخ دوما بدمشق بتاريخ 26/9/2000) وتكرار الفحص المخبري الدقيق إلا أن النتيجة لم تتغير: لا جراثيم بالخراف المذبوحة والمكبَّر عليها إطلاقاً، بينما تموج الجراثيم موجاً بالخراف الأخرى.
وفي 2 /11/2000 أقدمت هيئة صحية طبية (راجع كتاب: الله أكبر رفقاً بالحيوان، محمد أمين شيخو.) على ذبح ثلاث دجاجات بالتكبير، ثم انطلقت إلى مذبح الدواجن واشترت ثلاث دجاجات لم يُذكر اسم الله عليها، وزُرعت عيناتها في مخبر الطبيب نبيل الشريف (الأخصائي في العلوم الصيدلية والكيمياء التحليلية من جامعة بروكسل) فكانت النتائج باهرةً محيرة للعقول: الدجاج المكبَّر عليه أصفى وأنقى، بينما غير المكبَّر عليه لونه قاتم وأميل إلى الزرقة، فلا ميكروبات بالدجاج المكبَّر عليه إطلاقاً، بينما تحول غير المكبر عليه إلى مستعمرة للجراثيم، مما يجعل الأمر يبدو كما لو أن الميكروبات والجراثيم، تفهم وتعي ما يقول الذابح، وتميز بين الكلمات فتتأثر بالتكبير وبذكر الله، فتفر منه، تماما كالشيطان الذي يفر من ذكر الله ومن الأذان كما ثبت في الصحيحين: فهل هذا محض صدفة؟

يحي غوردو
19/11/2007, 07:08 PM
- كل ما لم يذكر اسم الله عليه يعتبر طعاما للجن الكافر، قال تعالى:  قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام/145). وقال أيضا: يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ  إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة/168-169): "حلالا" أي محللا لكم تناوله، ليس بغصب ولا سرقة، ولا محصلا بمعاملة محرمة، أو على وجه محرم أو معينا على محرم، و"طيبا" أي ليس بخبيث كالميتة والدم ولحم الخنزير والخبائث كلها. فالأصل في الأعيان الإباحة أكلا وانتفاعا، والمحرم نوعان: محرم لذاته وهو الخبيث، (نتذكر أن الخبيث هو الشيطان)، ومحرم لما عرض له، وهو المحرم لتعلق حق الله أو حق عباده به وهو ضد الحلال، و"خطوات الشيطان": طرقه التي يأمر بها، وهي جميع المعاصي من كفر وفسوق وظلم ونحوه، ويدخل فيها أيضا تناول المأكولات المحرمة والتي لم يذكر اسم الله عليها. "إنه لكم عدو مبين" أي ظاهر العداوة، لذلك حذرنا الله منه وأخبرنا بتفصيل ما يأمر به من مفاسد فقال: "إنما يأمركم بالسوء" أي الشر الذي يسوء صاحبه، فيدخل في ذلك جميع المعاصي والفحشاء والأمراض الفتاكة، ومن المحرم أيضا ما لم يذكر اسم الله عليه: روى أبو داود من حديث أمية بن مخشي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في آخره. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه»، وهذا دليل على أن الشيطان يأكل حقيقة من الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه، ويستقيء حقيقة ما أكل إذا سمع اسم الله، كما أنه يفر من ذكر اسم الله ودليل ذلك أنه يفر من الأذان، فقد ثبت في الصحيحين(الحديث رواه البخاري ومسلم في فضل الأذان.) عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا نودي للصلاة، أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين.
- تتكاثر الميكروبات في اللحم الذي لم يذكر اسم الله عليه: لاحظت الهيئة الصحية المكونة من عدد من الأطباء السوريين (برئاسة د. فايز الحكيم)( من كتاب: الله أكبر( رفقاً بالحيوان ) مورد رزقك وحياتك.. يا إنسان، محمد أمين شيخو.) بتاريخ 17/9/2000 أن الذبائح التي لا يذكر اسم الله عليها تتكاثر الميكروبات عليها وتفسد بعد بضع ساعات. وذلك بعد أن طبَّقت الهيئة التكبير على خمس ذبائح، بينما لم يُذكر اسم الله على خمس ذبائح أخرى، وزرعت العينات المأخوذة من الذبائح لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة فكانت النتيجة الطبية صاعقة: الخراف التي لم يُذكر اسم الله عليها كانت محتقنة بمستعمرات الجراثيم، عكس التي ذُكِرَ اسم الله عليها والتي خلت منها تماما، ورغم تكرار العملية عدة مرات (في مسلخ دوما بدمشق بتاريخ 26/9/2000) وتكرار الفحص المخبري الدقيق إلا أن النتيجة لم تتغير: لا جراثيم بالخراف المذبوحة والمكبَّر عليها إطلاقاً، بينما تموج الجراثيم موجاً بالخراف الأخرى.
وفي 2 /11/2000 أقدمت هيئة صحية طبية (راجع كتاب: الله أكبر رفقاً بالحيوان، محمد أمين شيخو.) على ذبح ثلاث دجاجات بالتكبير، ثم انطلقت إلى مذبح الدواجن واشترت ثلاث دجاجات لم يُذكر اسم الله عليها، وزُرعت عيناتها في مخبر الطبيب نبيل الشريف (الأخصائي في العلوم الصيدلية والكيمياء التحليلية من جامعة بروكسل) فكانت النتائج باهرةً محيرة للعقول: الدجاج المكبَّر عليه أصفى وأنقى، بينما غير المكبَّر عليه لونه قاتم وأميل إلى الزرقة، فلا ميكروبات بالدجاج المكبَّر عليه إطلاقاً، بينما تحول غير المكبر عليه إلى مستعمرة للجراثيم، مما يجعل الأمر يبدو كما لو أن الميكروبات والجراثيم، تفهم وتعي ما يقول الذابح، وتميز بين الكلمات فتتأثر بالتكبير وبذكر الله، فتفر منه، تماما كالشيطان الذي يفر من ذكر الله ومن الأذان كما ثبت في الصحيحين: فهل هذا محض صدفة؟

يحي غوردو
21/11/2007, 03:13 PM
- الميتة والدم من الأطعمة المفضلة للشياطين:

حرم الإسلام أكل الميتة والدم، بنص قرآني صريح، وانقاد المسلمون لأوامره دون أن يعلموا الحكمة من ذلك، مما سجل سبقا للقرآن على العلوم الحديثة بعدة قرون. قال تعالى في محكم تنزيله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ(المائدة/3).
لا يحرم الله ما يحرم على عباده، إلا صيانة لهم من الضرر الموجود في المحرمات، رغم أنه قد لا يبين لهم الحكمة من ذلك، والميتة ومتروك التسمية من بين هذه المحرمات، لأنها طعام الشياطين الذين يستحلون ما لم يذكر اسم الله عليه. لذلك وعندما سأل الجن، الذين آمنوا، رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد قال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه. فلم يبح لهم متروك التسمية الذي هو طعام الشياطين والجن الكافر. قال تعالى: ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليه وإنه لفسق(الأنعام/121)، وقال عليه السلام: ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكلوه.( الحديث في الصحيحين، ورواه بن ماجة وأبو داود في السنن (كتاب الضحايا والذبائح).) والجن المؤمن، مثله مثل الإنس المؤمن، ما ينبغي أن يأكل محرما.
والمراد بالميتة: ما فقدت حياتها بغير ذكاة شرعية، أو لأية علة أخرى تكون سببا في هلاكها، فتحرم لضررها، وهو احتقان الدم في جوفها ولحمها، فتضر بآكلها، والدم المسفوح، كما قيد في الآية الأخرى أو دما مسفوحا (الأنعام/ 145)، هو الدم الذي يخرج من الذبيحة عند ذكاتها، فيزول الضرر بزواله، أي خروجه منها، فالميتة والدم إذن رجس، والرجس خبث مضر، فاتضحت الحكمة من التحريم، وهي رفع الضرر. "وما أهل لغير الله به" أي: ذكر عليه اسم غير الله، كالأصنام، أو الأولياء، أو الكواكب، ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه،( أنظر فتح الباري في شرح صحيح البخاري.) فكما أن ذكره تعالى يطيب الذبيحة ويزيل ما بها من ضرر، فإن ذكر غيره عليها، يضاعف خبثها: خبث معنوي (لأنه شرك بالله) وخبث مادي (لإصابتها بالجراثيم).
أما"المنخنقة" (الميتة بخنق: بيد، أو حبل، أو نحوه)، "والموقوذة" (الميتة بضرب بعصا، أو حديدة، أو غيرها...)، و"المتردية" (التي تسقط من شاهق، كجبل، أو جدار...)، و"النطيحة" (التي تنطحها غيرها فتموت)، فجميعها تشترك في انحباس الدم في عروقها فتتأثر لحومها وأجسادها مما يسبب ضررا لآكلها. وأما "ما أكل السبع" فيقصد به ما مات نتيجة حيوان مفترس أو جارح، "إلا ما ذكيتم" أي ما أدرك منها (من منخنقة، وموقوذة، ومتردية، ونطيحة، وأكيلة سبع)، فذبحت وخرجت دماؤها، وهي لا تزال حية مستقرة، فيتحقق شرط الذكاة فيها من تسمية وخروج دم، فيحل عندئذ أكلها.
كل هذه الأمور التي ذكرنا تشترك في عدم ذكر اسم الله عليها وفي عدم خروج الدم منها خروجا بالذبح الشرعي، فاقترن بها الشيطان اقترانا وثيقا وجرى منها مجرى الدم، ولذلك حرم الإسلام أكلها، أو حتى التعامل معها، وسماها خبائث في قوله تعالى: وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ (الأعراف/157). والخبائث، كما أشرنا لذلك غير ما مرة، تعني من بين ما تعنيه: إناث الشياطين، وقد يراد بها كل ما فيه إفساد للإنسان.

تبدأ بكتيريا التعفن نشاطها بمجرد موت الكائن الحي:
فكل جزء منه يحوي آلاف الأصناف من البكتيريا التعفنية، التي يتضاعف نشاطها عند احتباس الدم في الأنسجة، كما أن الاختناق يزيد من سرعة تعفن الجثة، والرض يسبب انتشارا للدم تحت الجلد وداخل اللحم والأنسجة، وقد تكون به جروح تسهل عبور الجراثيم للأنسجة فتعجل بتفسخها وفسادها، أما ما تحمله السباع من جراثيم وكائنات دقيقة بين أنيابها فإنه يؤدي إلى النتيجة ذاتها، حيث يتعفن لحم الطريدة، ويتحول إلى خطر يهدد حياة الإنسان إذا أكل منها.
وعموما فإن الميتة (بأشكالها النمطية المعروفة) تعتبر بيئة خصبة للميكروبات والجراثيم، والأكل منها يعرض لا محالة لأخطر الأمراض وأفتكها، فإذا تركنا جراماً من الدم، و جراماً من اللحم في مكان مكشوف، ثم أردنا استعمالهما بعد ثلاث ساعات أو أربع... فهل من ضرر سينجم عن ذلك؟
نعم، يجيبنا المختصون، بل وضرر كبير: ذلك أن الدم (وقياسا عليه اللحم) ربما انتقلت إليه الجراثيم عبر سكين الذبح، أو عبر الهواء المحيط، أو من أي مصدر مجاور... فضلا عن الجراثيم الموجودة به أصلا. ومعلوم، كما يخبرنا علم البكتيرولوجيا، أن الجراثيم تتضاعف وفق متوالية هندسية كل نصف ساعة، ومعلوم أيضا أن الدم، بعد الوفاة يصبح ملوثاً أكثر ويضر بصحة الإنسان الذي يشربه، وقد ثبت علميا أن الأمراض التي يستعصى تشخيصها يكشف عن أصلها تحليل الدم، وذلك لكثرة الميكروبات التي يحتويها، بحكم ملاءمته لنمو الجراثيم وانتشارها.
يقوم الدم في الكائن الحي بوظيفتين:
الأولى نقل المواد الغذائية التي تمتص من الأمعاء (كالبروتينات والسكريات والدهون والأكسجين وجميع العناصر الحيـوية الضرورية...) إلى مختلف الأعضاء، والثانية: حمل إفرازات الجسم الضارة كي يتخلص منها عبر البول أو العرق أو البراز. فإذا كان الحيوان مريضا فإن الميكـروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله وسيلة للتنقل من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمومه تنتقل عبر الدم أيضا، وهنا مكمن الخطر... لأنه إذا شرب الإنسـان الدم انتقلت إليه كل هذه الميكروبات مع إفرازاتها، وتسبـبت في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي، أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية... كما أن الكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تسبب للمعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية. لكل هذه الأسباب، وغيرها، حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحه، وكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، كما حرم أكل لحم الحيوان الذي لم يخرج دمه بالذبح الشرعي، وهذا قبل أن يخترع الميكروسكوب، وقبل أن يعرف الإنسـان أي شئ عن الجراثيم والميكروبات: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (العنكبوت/4)


قال تعالى في كتابه العزيز: ...وَلَحْم الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ... ذَلِكُمْ فِسْقٌ (المائدة/3)
حرم لحم الخنزير لأنه رجس، والتحريم شامل لجميع أجزائه، وإنما نص الله عليه من بين سائر الحيوانات، لأن طائفة من أهل الكتاب، من النصارى، يزعمون أن الله أحله لهم، بل هو محرم من جملة الخبائث، فالميتة والدم ولحم الخنزير، رجس، أي: خبث نجس مضر، حرمه الله، لطفا بنا، وتنزيها لنا عن مقاربة الخبث والخبائث التي يقصد بها إناث الشياطين وذكورها. وقد أول ابن عباس قوله تعالى: "رجس": بمعنى سخط، وقد يقال للنتن والعذرة والأقذار رجس. والرجز بالزاي العذاب، والركس العذرة، قال النسائي الركس طعام الجن، والرجس يقال للأمرين.

لن نذيع سرا إذا قلنا بأن الخنزير ناقل لكثير من العدوى الموبئة للإنسان، أهمها "الدودة الشريطية". وذلك ليس غريبا إذا علمنا بأن الخنزير يقتات على كل ما يجده من فضلات حيوانية أو نباتية أو قمامة... وهي كلها بيئة غنية بالميكروبات التي يسهل انتقالها إلى الإنسان، خاصة عبر أكل لحمه مباشرة، مثل تليف الكبد وعسر الهضم والحساسية الغذائية وتصلب الشرايين وتساقط الشعر وضعف الذاكرة والعقم والربو والروماتيزم والأكياس الدهنية، علاوة على الآثار النفسية السيئة على العفة والغيرة وغيرها...( من إعجاز القرآن والسنة في الطب الوقائي والكائنات الدقيقة الوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة ، الدكتور عبد الجواد الصاوي )
وإذا كان احتواء لحم الخنزير على الدودة الشريطية أصبح من المعلومات القديمة في مجال الطب، فإن العلم لا ينفك يفاجئنا كل يوم بمعطيات جديدة، تفسر لماذا حرم الإسلام لحم هذا الحيوان، يهمنا منها، في معنى "جن عين" ما اكتشفه الدانماركي جون لارسن(اكتشاف جرثومة جديدة في لحم الخنزير، حوار مع الدكتور/جون لارسن كبير أطباء المستشفي الرسمي في كوبنهاجن ) ، من أن الخنزير هو الناقل الأساس لمجموعة من الجراثيم التي تنتمي لفئة اليارسينيا (Yarsinia)، وهو ما أكده علماء دانماركيون، من مدرسة الزراعة العليا، كما أكدته أبحاث أخرى أجريت في: تشيكوسلوفاكيا وألمانيا وكندا وأمريكا وإيطاليا...

يحي غوردو
21/11/2007, 03:13 PM
- الميتة والدم من الأطعمة المفضلة للشياطين:

حرم الإسلام أكل الميتة والدم، بنص قرآني صريح، وانقاد المسلمون لأوامره دون أن يعلموا الحكمة من ذلك، مما سجل سبقا للقرآن على العلوم الحديثة بعدة قرون. قال تعالى في محكم تنزيله: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ(المائدة/3).
لا يحرم الله ما يحرم على عباده، إلا صيانة لهم من الضرر الموجود في المحرمات، رغم أنه قد لا يبين لهم الحكمة من ذلك، والميتة ومتروك التسمية من بين هذه المحرمات، لأنها طعام الشياطين الذين يستحلون ما لم يذكر اسم الله عليه. لذلك وعندما سأل الجن، الذين آمنوا، رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاد قال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه. فلم يبح لهم متروك التسمية الذي هو طعام الشياطين والجن الكافر. قال تعالى: ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليه وإنه لفسق(الأنعام/121)، وقال عليه السلام: ما أنهر الدم، وذكر اسم الله عليه فكلوه.( الحديث في الصحيحين، ورواه بن ماجة وأبو داود في السنن (كتاب الضحايا والذبائح).) والجن المؤمن، مثله مثل الإنس المؤمن، ما ينبغي أن يأكل محرما.
والمراد بالميتة: ما فقدت حياتها بغير ذكاة شرعية، أو لأية علة أخرى تكون سببا في هلاكها، فتحرم لضررها، وهو احتقان الدم في جوفها ولحمها، فتضر بآكلها، والدم المسفوح، كما قيد في الآية الأخرى أو دما مسفوحا (الأنعام/ 145)، هو الدم الذي يخرج من الذبيحة عند ذكاتها، فيزول الضرر بزواله، أي خروجه منها، فالميتة والدم إذن رجس، والرجس خبث مضر، فاتضحت الحكمة من التحريم، وهي رفع الضرر. "وما أهل لغير الله به" أي: ذكر عليه اسم غير الله، كالأصنام، أو الأولياء، أو الكواكب، ونحو ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذُكر اسم الله عليه،( أنظر فتح الباري في شرح صحيح البخاري.) فكما أن ذكره تعالى يطيب الذبيحة ويزيل ما بها من ضرر، فإن ذكر غيره عليها، يضاعف خبثها: خبث معنوي (لأنه شرك بالله) وخبث مادي (لإصابتها بالجراثيم).
أما"المنخنقة" (الميتة بخنق: بيد، أو حبل، أو نحوه)، "والموقوذة" (الميتة بضرب بعصا، أو حديدة، أو غيرها...)، و"المتردية" (التي تسقط من شاهق، كجبل، أو جدار...)، و"النطيحة" (التي تنطحها غيرها فتموت)، فجميعها تشترك في انحباس الدم في عروقها فتتأثر لحومها وأجسادها مما يسبب ضررا لآكلها. وأما "ما أكل السبع" فيقصد به ما مات نتيجة حيوان مفترس أو جارح، "إلا ما ذكيتم" أي ما أدرك منها (من منخنقة، وموقوذة، ومتردية، ونطيحة، وأكيلة سبع)، فذبحت وخرجت دماؤها، وهي لا تزال حية مستقرة، فيتحقق شرط الذكاة فيها من تسمية وخروج دم، فيحل عندئذ أكلها.
كل هذه الأمور التي ذكرنا تشترك في عدم ذكر اسم الله عليها وفي عدم خروج الدم منها خروجا بالذبح الشرعي، فاقترن بها الشيطان اقترانا وثيقا وجرى منها مجرى الدم، ولذلك حرم الإسلام أكلها، أو حتى التعامل معها، وسماها خبائث في قوله تعالى: وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ (الأعراف/157). والخبائث، كما أشرنا لذلك غير ما مرة، تعني من بين ما تعنيه: إناث الشياطين، وقد يراد بها كل ما فيه إفساد للإنسان.

تبدأ بكتيريا التعفن نشاطها بمجرد موت الكائن الحي:
فكل جزء منه يحوي آلاف الأصناف من البكتيريا التعفنية، التي يتضاعف نشاطها عند احتباس الدم في الأنسجة، كما أن الاختناق يزيد من سرعة تعفن الجثة، والرض يسبب انتشارا للدم تحت الجلد وداخل اللحم والأنسجة، وقد تكون به جروح تسهل عبور الجراثيم للأنسجة فتعجل بتفسخها وفسادها، أما ما تحمله السباع من جراثيم وكائنات دقيقة بين أنيابها فإنه يؤدي إلى النتيجة ذاتها، حيث يتعفن لحم الطريدة، ويتحول إلى خطر يهدد حياة الإنسان إذا أكل منها.
وعموما فإن الميتة (بأشكالها النمطية المعروفة) تعتبر بيئة خصبة للميكروبات والجراثيم، والأكل منها يعرض لا محالة لأخطر الأمراض وأفتكها، فإذا تركنا جراماً من الدم، و جراماً من اللحم في مكان مكشوف، ثم أردنا استعمالهما بعد ثلاث ساعات أو أربع... فهل من ضرر سينجم عن ذلك؟
نعم، يجيبنا المختصون، بل وضرر كبير: ذلك أن الدم (وقياسا عليه اللحم) ربما انتقلت إليه الجراثيم عبر سكين الذبح، أو عبر الهواء المحيط، أو من أي مصدر مجاور... فضلا عن الجراثيم الموجودة به أصلا. ومعلوم، كما يخبرنا علم البكتيرولوجيا، أن الجراثيم تتضاعف وفق متوالية هندسية كل نصف ساعة، ومعلوم أيضا أن الدم، بعد الوفاة يصبح ملوثاً أكثر ويضر بصحة الإنسان الذي يشربه، وقد ثبت علميا أن الأمراض التي يستعصى تشخيصها يكشف عن أصلها تحليل الدم، وذلك لكثرة الميكروبات التي يحتويها، بحكم ملاءمته لنمو الجراثيم وانتشارها.
يقوم الدم في الكائن الحي بوظيفتين:
الأولى نقل المواد الغذائية التي تمتص من الأمعاء (كالبروتينات والسكريات والدهون والأكسجين وجميع العناصر الحيـوية الضرورية...) إلى مختلف الأعضاء، والثانية: حمل إفرازات الجسم الضارة كي يتخلص منها عبر البول أو العرق أو البراز. فإذا كان الحيوان مريضا فإن الميكـروبات تتكاثر عادة في دمه، لأنها تستعمله وسيلة للتنقل من عضو إلى آخر، كما أن إفرازات الميكروب وسمومه تنتقل عبر الدم أيضا، وهنا مكمن الخطر... لأنه إذا شرب الإنسـان الدم انتقلت إليه كل هذه الميكروبات مع إفرازاتها، وتسبـبت في أمراض كثيرة مثل ارتفاع البولينا في الدم، مما يهدد بحدوث فشل كلوي، أو ارتفاع نسبة الأمونيا في الدم وحدوث غيبوبة كبدية... كما أن الكثير من الجراثيم التي يحملها الدم تسبب للمعدة والأمعاء تهيجا في الأغشية. لكل هذه الأسباب، وغيرها، حتم الإسلام الذبح الشرعي الذي يقتضي تصفية دم الحيوان بعد ذبحه، وكذا حرم الله شرب الدم أو دخوله بأي شكل من الأشكال إلى الغذاء الآدمي، كما حرم أكل لحم الحيوان الذي لم يخرج دمه بالذبح الشرعي، وهذا قبل أن يخترع الميكروسكوب، وقبل أن يعرف الإنسـان أي شئ عن الجراثيم والميكروبات: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (العنكبوت/4)


قال تعالى في كتابه العزيز: ...وَلَحْم الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ... ذَلِكُمْ فِسْقٌ (المائدة/3)
حرم لحم الخنزير لأنه رجس، والتحريم شامل لجميع أجزائه، وإنما نص الله عليه من بين سائر الحيوانات، لأن طائفة من أهل الكتاب، من النصارى، يزعمون أن الله أحله لهم، بل هو محرم من جملة الخبائث، فالميتة والدم ولحم الخنزير، رجس، أي: خبث نجس مضر، حرمه الله، لطفا بنا، وتنزيها لنا عن مقاربة الخبث والخبائث التي يقصد بها إناث الشياطين وذكورها. وقد أول ابن عباس قوله تعالى: "رجس": بمعنى سخط، وقد يقال للنتن والعذرة والأقذار رجس. والرجز بالزاي العذاب، والركس العذرة، قال النسائي الركس طعام الجن، والرجس يقال للأمرين.

لن نذيع سرا إذا قلنا بأن الخنزير ناقل لكثير من العدوى الموبئة للإنسان، أهمها "الدودة الشريطية". وذلك ليس غريبا إذا علمنا بأن الخنزير يقتات على كل ما يجده من فضلات حيوانية أو نباتية أو قمامة... وهي كلها بيئة غنية بالميكروبات التي يسهل انتقالها إلى الإنسان، خاصة عبر أكل لحمه مباشرة، مثل تليف الكبد وعسر الهضم والحساسية الغذائية وتصلب الشرايين وتساقط الشعر وضعف الذاكرة والعقم والربو والروماتيزم والأكياس الدهنية، علاوة على الآثار النفسية السيئة على العفة والغيرة وغيرها...( من إعجاز القرآن والسنة في الطب الوقائي والكائنات الدقيقة الوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة ، الدكتور عبد الجواد الصاوي )
وإذا كان احتواء لحم الخنزير على الدودة الشريطية أصبح من المعلومات القديمة في مجال الطب، فإن العلم لا ينفك يفاجئنا كل يوم بمعطيات جديدة، تفسر لماذا حرم الإسلام لحم هذا الحيوان، يهمنا منها، في معنى "جن عين" ما اكتشفه الدانماركي جون لارسن(اكتشاف جرثومة جديدة في لحم الخنزير، حوار مع الدكتور/جون لارسن كبير أطباء المستشفي الرسمي في كوبنهاجن ) ، من أن الخنزير هو الناقل الأساس لمجموعة من الجراثيم التي تنتمي لفئة اليارسينيا (Yarsinia)، وهو ما أكده علماء دانماركيون، من مدرسة الزراعة العليا، كما أكدته أبحاث أخرى أجريت في: تشيكوسلوفاكيا وألمانيا وكندا وأمريكا وإيطاليا...

يحي غوردو
21/11/2007, 03:16 PM
هذا الكائن المجهري المرعب يعيش في الأفرشة والأغطية... لذلك على كل إنسان أن يعرض أفرشته للشمس بشكل مستمر حتى يتفادى أضرارها...

http://img519.imageshack.us/img519/6402/microbescorpiongd6.jpg

يحي غوردو
21/11/2007, 03:16 PM
هذا الكائن المجهري المرعب يعيش في الأفرشة والأغطية... لذلك على كل إنسان أن يعرض أفرشته للشمس بشكل مستمر حتى يتفادى أضرارها...

http://img519.imageshack.us/img519/6402/microbescorpiongd6.jpg

يحي غوردو
21/11/2007, 03:17 PM
سبحان الخالق

http://img519.imageshack.us/img519/4971/sanstitre7sj4.png

يحي غوردو
21/11/2007, 03:17 PM
سبحان الخالق

http://img519.imageshack.us/img519/4971/sanstitre7sj4.png

يحي غوردو
01/12/2007, 02:35 PM
- الشياطين تأكل مما سقط عن المائدة:

قال عليه السلام(أنظر الجامع الصغير.): إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم مما علمني، وأن أؤدبكم، إذا قمتم على أبواب حجركم فاذكروا اسم الله يرجع الخبيث عن منازلكم، وإذا وضع بين يدي أحدكم طعام فليسم الله حتى لا يشارككم الخبيث في أرزاقكم، ومن اغتسل بالليل فليحاذر عن عورته، فإن لم يفعل فأصابه لمم فلا يلومن إلا نفسه، ومن بال في مغتسله فأصابه الوسواس فلا يلومن إلا نفسه، وإذا رفعتم المائدة فاكنسوا ما تحتها فإن الشياطين يلتقطون ما تحتها، فلا تجعلوا لهم نصيبا في طعامكم.
وجاء في الأثر: إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان.
وعن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعِقَ أصابعه الثلاث وقال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان". (سنن أبو داود، سنن الترمذي، كتاب الأطعمة.)

تقوم البكتيريا بتحليل المواد الغذائية والحيوانية التي يرميها الإنسان أو تسقط منه: فهي تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب، وهي في حالة استعداد دائم لالتهام كل ما يوجد على سطح الأرض وتحويله. والبكتيريا، ورفيقاتها من الفطريات وبعض الكائنات الدقيقة الأخرى، تعمل على تحلل النفايات والمخلفات البشرية، بل وعلى تحلل الجثث البشرية نفسها، كما تحلل جثث الكائنات الحية الأخرى، ولولا ذلك لتكدست الأرض بالجثث من لدن آدم حتى اليوم.( نظمي خليل أبو العطا، آيات معجزات من القرآن وعالم النبات.)

شراب الجن:

- الشيطان يشرب و يأكل من الإناء الذي لم تتم تغطيته: أورد البخاري عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استجنح الليل، أو: كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا. أخرجه مسلم في الأشربة، باب: الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء.
أوك: من الإيكاء وهو الشد، والوكاء اسم ما يشد به في فم القربة ونحوها، والسقاء: ما يوضع فيه الماء أو اللبن ونحو ذلك، خمر: من التخمير وهو التغطية، (تعرض عليه شيئا) تجعل على عرض الإناء شيئا كعود ونحوه، امتثالا لأمر الشارع، الذي ربط كل ذلك بانتشار الشياطين، ولم يكتف بذكر اسم الله بل أضاف أفعالا مادية يجب على المسلم القيام بها كإغلاق الباب وإطفاء المصباح وشد وكاء السقاء وتخمير الإناء ولو بأبسط الأشياء.
وفي صحيح مسلم عن أبي حميد الساعدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع ليس مخمرا فقال: ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا!
وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى. فقال رجل: يا رسول الله! ألا نسقيك النبيذ؟ فقال (بلى) قال فخرج الرجل يسعى. فجاء بقدح فيه نبيذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا!
في حديث رواه مسلم، ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم تغطية الآنية وإيكاء قرب الماء بالأوبئة، بلغة عصرنا بالجراثيم التي تؤدي إلى ظهور الأوبئة وانتشارها، حيث قال عليه السلام :غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء.
الإعجاز العلمي واضح من خلال الحديث، الذي يجعل النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع قواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المعدية، وأشار إلى أهم الطرق للوقاية منها عندما قال، فضلا عما سبق: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده" رواه مسلم.
وحفظا للماء من التلوث نهى صلى الله عليه وسلم عن الشرب مباشرة من فم القنينة أو الإناء أو السقاء، فقد روى البخاري عن ابن عباس قوله: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب من في السقاء، وقد أورد الجزري(ابن‌ الاثير الجزري‌، النهاية‌، ج‌ 1، ص‌ 230 مادّة‌ (ثلم‌).): أنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى‌ عن‌ الشرب‌ من‌ ثلمة‌ القدح‌، أي‌ موضع‌ الكسر فيه‌، وقيل‌: لأنّ موضعها لا يناله‌ التنظيف‌ التامّ إذا غُسل‌ الإناء، وقد جاء في‌ لفظ‌ الحديث‌ أنـّه‌ «مقعد للشيطان‌»، كما أمرنا المصطفى أن نحافظ على الماء الراكد، ونهى عن التبول فيه وقاية له من التلوث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه" متفق عليه.
وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه أو يتوضأ فإن عامة الوسواس منه» رواه أبو داود في سننه عن ابن حنبل، ويزكي حديث آخر يقول: "إذا بال أحدكم فلا يمسّ ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسّح بيمينه، وإذا شرب فلا يشرب نفسا واحداً"، مما يؤكد ضرورة توفير الشروط المادية للوقاية من الأمراض (الجراثيم/الجن) فضلا عن الشروط المعنوية وعلى رأسها التعوذ من الخبث والخبائث.
تتكاثر الميكروبات في الأكل غير المغطى: إذا ترك الأكل عاريا في الهواء، يقول خبراء التغذية، فإن البكتيريا تسارع للهجوم عليه وافتراسه، لذلك يحتفظ الإنسان عادة بأكله في الثلاجات والأماكن المغطاة، ذلك أنه من السهل أن يتحول طعامنا من مصدر للطاقة والحيوية إلى مصدر للمشاكل الصحية إذا ما اتصلت به جراثيم التسمم، التي تعيش بيننا بشكل طبيعي، وتجد طريقها لغذائنا إما بسبب تداولنا الخاطئ أو بسبب إهمالنا لشروط الوقاية.
والمسلم، قبل غيره، يفترض فيه أن يتقن شروط وقايته من الأمراض (الجراثيم/ الشياطين) بدءا بالبسملة وانتهاء بتوفير الشروط المادية التي نصت عليها أحاديث سيد المرسلين، والتي توفر دعوة/تحد للعلماء للقيام بتجارب مخبرية لإعطائنا البرهان المادي على هذه الحقائق الإلهية.
من هذه الحقائق، على سبيل العد لا الحصر، أن الإسلام نهى المستيقظ من النوم عن إدخال يده في الإناء قبل أن يغسلها ويطهرها، فلعله مس أو حك بها سوءته أو عضواً مريضاً متقرحاً من جسمه وهو نائم، ونحن نعلم أن هذه المواضع تعتبر بؤرا للجراثيم والميكروبات.
كما أن تعاقب العديد من الناس للشرب مباشرة من فم القنينة يجعلهم عرضة للإصابة بالجراثيم التي تنتقل عبر اللعاب إلى فم القنينة، ومعروف أن اللعاب، كما يخبرنا المختصون، يحتوي على حوالي مائة مليون جرثومة/ملم مما يهدد، في حالة انتقال جزء منها، بتلوث الماء ويتحول بالتالي إلى خطر يتهدد من يشرب منه بعد ذلك.
يأمرنا الطب الوقائي أيضا أن نحافظ على الماء الراكد، إن نحن أردنا استعماله، لأنه يعتبر بيئةً خصبة لتكاثر الجراثيم المسببة للأمراض كالكوليرا والسالمونيلا والشيجلا وغيرها... كما تحتاج بعض الطفيليات الأولية والديدان كالزحام الأميبي والديدان المستديرة والبلهارسيا إلى الماء لإكمال دورة حياتها خارج جسم الإنسان، ويساعد التبول والتبرز على نمو هذه الطفيليات والديدان وسرعة تكاثرها وانتشارها.
لقد تبين أن الأمراض المعدية تسري في مواسم معينة من السنة، بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات، وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن، ومن أمثلة ذلك: أن الحصبة، وشلل الأطفال، تكثر في سبتمبر وأكتوبر، والتيفويد يكثر في الصيف أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات. والجذري كل ثلاث سنوات...
ومن الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة قبل اكتشاف الميكروسكوب، أن بعض الأمراض المعدية تنتقل بالرذاذ عن طريق الجو المحمل بالغبار، وأن الميكروب يتعلق بذرات الغبار عندما تحملها الريح وتصل بذلك من المريض إلى السليم... ويعتبر البول والغائط من أهم مصادر الجراثيم، وهو ما أثبتته إحدى الدراسات التي أنجزتها كلية الطب بجامعة مانشيستر، وخلصت إلى أن البكتريا تنفذ من ثماني طبقات من الورق الصحي إلى اليد، وتلوثها أثناء عملية التخلص من بقايا البراز، وقد ندرك حجم الخطر إذا علمنا أن الغرام الواحد من البراز في الشخص السليم، يحتوي على مائة ألف جرثومة، وفي المصاب بالتيفويد يحتوي الغرام الواحد على خمس وأربعين مليوناً من بكتريا التيفويد، أما في مريض الدزنتاريا أو الكوليرا فمن المستحيل إحصاء أعداد الجراثيم لكثرتها الهائلة... ولعلنا بهذا نقف بالضبط على مغزى تحذير الإسلام، في أكثر من مناسبة، من البول والغائط، وربطهما، في أكثر من مناسبة أيضا، بالشياطين/الجراثيم.

يحي غوردو
01/12/2007, 02:35 PM
- الشياطين تأكل مما سقط عن المائدة:

قال عليه السلام(أنظر الجامع الصغير.): إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم مما علمني، وأن أؤدبكم، إذا قمتم على أبواب حجركم فاذكروا اسم الله يرجع الخبيث عن منازلكم، وإذا وضع بين يدي أحدكم طعام فليسم الله حتى لا يشارككم الخبيث في أرزاقكم، ومن اغتسل بالليل فليحاذر عن عورته، فإن لم يفعل فأصابه لمم فلا يلومن إلا نفسه، ومن بال في مغتسله فأصابه الوسواس فلا يلومن إلا نفسه، وإذا رفعتم المائدة فاكنسوا ما تحتها فإن الشياطين يلتقطون ما تحتها، فلا تجعلوا لهم نصيبا في طعامكم.
وجاء في الأثر: إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان.
وعن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاماً لعِقَ أصابعه الثلاث وقال: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان". (سنن أبو داود، سنن الترمذي، كتاب الأطعمة.)

تقوم البكتيريا بتحليل المواد الغذائية والحيوانية التي يرميها الإنسان أو تسقط منه: فهي تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب، وهي في حالة استعداد دائم لالتهام كل ما يوجد على سطح الأرض وتحويله. والبكتيريا، ورفيقاتها من الفطريات وبعض الكائنات الدقيقة الأخرى، تعمل على تحلل النفايات والمخلفات البشرية، بل وعلى تحلل الجثث البشرية نفسها، كما تحلل جثث الكائنات الحية الأخرى، ولولا ذلك لتكدست الأرض بالجثث من لدن آدم حتى اليوم.( نظمي خليل أبو العطا، آيات معجزات من القرآن وعالم النبات.)

شراب الجن:

- الشيطان يشرب و يأكل من الإناء الذي لم تتم تغطيته: أورد البخاري عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا استجنح الليل، أو: كان جنح الليل، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو تعرض عليه شيئا. أخرجه مسلم في الأشربة، باب: الأمر بتغطية الإناء وإيكاء السقاء.
أوك: من الإيكاء وهو الشد، والوكاء اسم ما يشد به في فم القربة ونحوها، والسقاء: ما يوضع فيه الماء أو اللبن ونحو ذلك، خمر: من التخمير وهو التغطية، (تعرض عليه شيئا) تجعل على عرض الإناء شيئا كعود ونحوه، امتثالا لأمر الشارع، الذي ربط كل ذلك بانتشار الشياطين، ولم يكتف بذكر اسم الله بل أضاف أفعالا مادية يجب على المسلم القيام بها كإغلاق الباب وإطفاء المصباح وشد وكاء السقاء وتخمير الإناء ولو بأبسط الأشياء.
وفي صحيح مسلم عن أبي حميد الساعدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع ليس مخمرا فقال: ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا!
وعن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستسقى. فقال رجل: يا رسول الله! ألا نسقيك النبيذ؟ فقال (بلى) قال فخرج الرجل يسعى. فجاء بقدح فيه نبيذ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا خمرته ولو تعرض عليه عودا!
في حديث رواه مسلم، ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم تغطية الآنية وإيكاء قرب الماء بالأوبئة، بلغة عصرنا بالجراثيم التي تؤدي إلى ظهور الأوبئة وانتشارها، حيث قال عليه السلام :غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء.
الإعجاز العلمي واضح من خلال الحديث، الذي يجعل النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع قواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المعدية، وأشار إلى أهم الطرق للوقاية منها عندما قال، فضلا عما سبق: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثاً، فإنه لا يدري أين باتت يده" رواه مسلم.
وحفظا للماء من التلوث نهى صلى الله عليه وسلم عن الشرب مباشرة من فم القنينة أو الإناء أو السقاء، فقد روى البخاري عن ابن عباس قوله: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب من في السقاء، وقد أورد الجزري(ابن‌ الاثير الجزري‌، النهاية‌، ج‌ 1، ص‌ 230 مادّة‌ (ثلم‌).): أنه، صلى الله عليه وسلم، نَهى‌ عن‌ الشرب‌ من‌ ثلمة‌ القدح‌، أي‌ موضع‌ الكسر فيه‌، وقيل‌: لأنّ موضعها لا يناله‌ التنظيف‌ التامّ إذا غُسل‌ الإناء، وقد جاء في‌ لفظ‌ الحديث‌ أنـّه‌ «مقعد للشيطان‌»، كما أمرنا المصطفى أن نحافظ على الماء الراكد، ونهى عن التبول فيه وقاية له من التلوث، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه" متفق عليه.
وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه أو يتوضأ فإن عامة الوسواس منه» رواه أبو داود في سننه عن ابن حنبل، ويزكي حديث آخر يقول: "إذا بال أحدكم فلا يمسّ ذكره بيمينه، وإذا أتى الخلاء فلا يتمسّح بيمينه، وإذا شرب فلا يشرب نفسا واحداً"، مما يؤكد ضرورة توفير الشروط المادية للوقاية من الأمراض (الجراثيم/الجن) فضلا عن الشروط المعنوية وعلى رأسها التعوذ من الخبث والخبائث.
تتكاثر الميكروبات في الأكل غير المغطى: إذا ترك الأكل عاريا في الهواء، يقول خبراء التغذية، فإن البكتيريا تسارع للهجوم عليه وافتراسه، لذلك يحتفظ الإنسان عادة بأكله في الثلاجات والأماكن المغطاة، ذلك أنه من السهل أن يتحول طعامنا من مصدر للطاقة والحيوية إلى مصدر للمشاكل الصحية إذا ما اتصلت به جراثيم التسمم، التي تعيش بيننا بشكل طبيعي، وتجد طريقها لغذائنا إما بسبب تداولنا الخاطئ أو بسبب إهمالنا لشروط الوقاية.
والمسلم، قبل غيره، يفترض فيه أن يتقن شروط وقايته من الأمراض (الجراثيم/ الشياطين) بدءا بالبسملة وانتهاء بتوفير الشروط المادية التي نصت عليها أحاديث سيد المرسلين، والتي توفر دعوة/تحد للعلماء للقيام بتجارب مخبرية لإعطائنا البرهان المادي على هذه الحقائق الإلهية.
من هذه الحقائق، على سبيل العد لا الحصر، أن الإسلام نهى المستيقظ من النوم عن إدخال يده في الإناء قبل أن يغسلها ويطهرها، فلعله مس أو حك بها سوءته أو عضواً مريضاً متقرحاً من جسمه وهو نائم، ونحن نعلم أن هذه المواضع تعتبر بؤرا للجراثيم والميكروبات.
كما أن تعاقب العديد من الناس للشرب مباشرة من فم القنينة يجعلهم عرضة للإصابة بالجراثيم التي تنتقل عبر اللعاب إلى فم القنينة، ومعروف أن اللعاب، كما يخبرنا المختصون، يحتوي على حوالي مائة مليون جرثومة/ملم مما يهدد، في حالة انتقال جزء منها، بتلوث الماء ويتحول بالتالي إلى خطر يتهدد من يشرب منه بعد ذلك.
يأمرنا الطب الوقائي أيضا أن نحافظ على الماء الراكد، إن نحن أردنا استعماله، لأنه يعتبر بيئةً خصبة لتكاثر الجراثيم المسببة للأمراض كالكوليرا والسالمونيلا والشيجلا وغيرها... كما تحتاج بعض الطفيليات الأولية والديدان كالزحام الأميبي والديدان المستديرة والبلهارسيا إلى الماء لإكمال دورة حياتها خارج جسم الإنسان، ويساعد التبول والتبرز على نمو هذه الطفيليات والديدان وسرعة تكاثرها وانتشارها.
لقد تبين أن الأمراض المعدية تسري في مواسم معينة من السنة، بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات، وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن، ومن أمثلة ذلك: أن الحصبة، وشلل الأطفال، تكثر في سبتمبر وأكتوبر، والتيفويد يكثر في الصيف أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات. والجذري كل ثلاث سنوات...
ومن الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة قبل اكتشاف الميكروسكوب، أن بعض الأمراض المعدية تنتقل بالرذاذ عن طريق الجو المحمل بالغبار، وأن الميكروب يتعلق بذرات الغبار عندما تحملها الريح وتصل بذلك من المريض إلى السليم... ويعتبر البول والغائط من أهم مصادر الجراثيم، وهو ما أثبتته إحدى الدراسات التي أنجزتها كلية الطب بجامعة مانشيستر، وخلصت إلى أن البكتريا تنفذ من ثماني طبقات من الورق الصحي إلى اليد، وتلوثها أثناء عملية التخلص من بقايا البراز، وقد ندرك حجم الخطر إذا علمنا أن الغرام الواحد من البراز في الشخص السليم، يحتوي على مائة ألف جرثومة، وفي المصاب بالتيفويد يحتوي الغرام الواحد على خمس وأربعين مليوناً من بكتريا التيفويد، أما في مريض الدزنتاريا أو الكوليرا فمن المستحيل إحصاء أعداد الجراثيم لكثرتها الهائلة... ولعلنا بهذا نقف بالضبط على مغزى تحذير الإسلام، في أكثر من مناسبة، من البول والغائط، وربطهما، في أكثر من مناسبة أيضا، بالشياطين/الجراثيم.

يحي غوردو
11/12/2007, 02:49 PM
أعمال الجن والشياطين:

- الخمر رجس من عمل الشيطان: قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون (المائدة/90-91). فسر العلماء قوله تعالى "من عمل الشيطان" أي بحمله عليه وتزيينه، إلا أننا نذهب أبعد من ذلك بتأكيد الرأي القائل بأن الشيطان هو الذي عمل مبادئ هذه الأمور بنفسه، أو عن طريق أتباعه، أي أنه يشارك في عملها مشاركة مادية (تخميرها)، فضلا عن المشاركة في الشرب والإثم والعقوبة،( إغاثة اللهفان ) أما تنصيص الشرع على كلمة "رجس" فهو تنصيص على الاستخباث، ومن ثم التحريم، وبهذا تنغلق الدائرة: فالخمر تساوي الخبيث، والخبيث هو الشيطان.

للكائنات المجهرية قابلية التخمير fermentation، فالخمر إنما تنتج عن التخمير، وهي عملية تحويل سكر العنب أو غيره بواسطة أنزيمات الكائنات المجهرية ليصبح مسكرا، فالجعة، مثلا، نتاج تخمير الشعير أو غيره ليصبح محتويا على نسبة من الكحول، وفي الخل تقوم بكتيريا تعرف باسم أسيلوباكتير Acetobacter بتحويل الكحول الذي كان في الأصل سكرا إلى حامض الأستيك acide acétique (Le brassin fermente à son tour sous l'action de l'Acetobacter, une bactérie aérobie, qui transforme l'alcool en acide acétique. C'est Pasteur qui a expliqué les processus microbiologiques de la fabrication du vinaigre
Encyclopédie Microsoft Encarta 2002)...
لذا تعتبر الخمريات، وهي فطريات مجهرية أحادية الخلية، السبب في تخمر المواد العضوية الحيوانية والنباتية التي تفرز أنزيمات تحول السكر المعقد إلى سكر بسيط، أشهرها تخمر البيرة والخمر والخبز... وتنتمي الخمريات إلى نوع يسمى ساكاروميس Saccharomyces.


مساكن الجن والشياطين:

- من مساكنها الأماكن الخالية والمراحيض والمزابل: عن أبي هريرة: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول "باسم الله"( الجامع الصغير ) ، وعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"( ورد في صحيح البخاري كما أخرجه مسلم في الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء ) ، الخلاء لغة: المكان الخالي، واصطلاحا: موضع قضاء الحاجة، كالمرحاض وغيره، والخبث والخبائث، ذكور الشياطين وإناثهم.
لذلك أكد الإسلام على الاحتراز عند دخول هذه الأماكن بالبسملة والاستعاذة، ثم زاد في التأكيد بالطهارة، عند الذهاب إلى الخلاء، وجعلها شرطاً لصحة الصلاة التي تتكرر في اليوم خمس مرات، وأولى خطوات هذه الطهارة نظافة السبيلين اللذين منهما تخرج نفايات الجسم وسماها الشارع نجاسات، وأمر بغسل الدبر والقبل بالماء، ليزيل أي أثر قد يعلق بالجسد أو الثياب، كما حث على غسل اليدين قبل إدخالهما إلى الإناء...

تفضل البكتيريا والميكروبات العيش في الأماكن المتسخة: كالروث والأزبال والغائط والمراحيض وقنوات الصرف الصحي والأغذية واللحوم المتعفنة... لذلك أكد الخبراء على النظافة، وأولى خطوات هذه النظافة غسل الأيدي التي قد تحتوي على قدر هائل من الكائنات الدقيقة، قال باحثون أمريكيون، في دراسة حديثة، إن بكتيريا عملاقة متحورة ومقاومة للعقاقير يمكنها أن تظل حية لأسابيع على أغطية الأسرة ولوحة مفاتيح الكمبيوتر وتحت الأظافر المطلية...
واستنتج الباحث كريس اوينز من شركة ايكولاب (بولاية منيسوتا) أن نتائج هذه الدراسة تحيلنا بوضوح على ضرورة غسل اليدين بصورة منتظمة، وتطهير البيئة في أماكن الرعاية الصحية، فضلا عن التعامل بحذر مع الأماكن التي تتعرض للأوساخ والتعفن بسرعة...

- بإمكان الإنس تسخير الجن لخدمته:

قال تعالى في محكم تنزيله:  وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ(النمل/17)، وقال أيضا: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ  يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(سبأ/12-13)، وقال كذلك: وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ(الأنبياء/82)، و:وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ(ص/37).
قوله تعالى: "ومن الشياطين من يغوصون له"، أي وسخرنا له من يغوص تحت الماء، فيستخرجون له الجواهر واللؤلؤ والمرجان من البحر. والغوص النزول تحت الماء، والهاجم على الشيء غائص، والغواص الذي يغوص في البحر على اللؤلؤ، وفعله الغياصة، "ويعملون عملا دون ذلك" أي سوى ذلك من الغوص، قاله الفراء، وقيل: يراد بذلك المحاريب والتماثيل وغير ذلك... "وكنا لهم حافظين" أي لأعمالهم، وقال الفراء: حافظين لهم من أن يفسدوا أعمالهم، أو يهيجوا أحدا من بني آدم في زمان سليمان، وقيل: "حافظين" من أن يهربوا أو يمتنعوا، أو حفظناهم من أن يخرجوا عن أمره، وقد قيل: إن الحمام والنورة والطواحين والقوارير الزجاجية والصابون من استخراج الشياطين.
فهل نجح الإنسان المعاصر في تسخير الكائنات المجهرية في مثل هذه الأمور، كالبناء الهندسي واستخراج اللؤلؤ والزجاج وغيرها...؟

سخر الإنسان الكائنات المجهرية لخدمته منذ القديم: ولا يمكن أن ننسب ذلك لأي مكتشف بعينه. فمنذ الحضارة السومرية استعملت فاكهة العنب مطهرا بإضافتها إلى قليل من الماء، كما أن تخمير الخبز الطري في الماء من قبل السومريين والمصريين نتج عنه شراب البيرة.
مع ذلك فإن النقلة النوعية الكبيرة حدثت مع الإنسان المعاصر الذي استعمل التكنولوجيا بشكل أفضل، فسخر البكتيريا في الصناعات الغذائية والطبية والبيئية... حيث أصبحت تدخل في مشتقات الحليب والمخللات والخمر والكحول والخل والخبز والأحماض العضوية وغيرها... كما استفاد علماء الأحياء من البكتيريا لأغراض طبية، لصناعة المضادات الحيوية، وقد توصلوا إلى الاحتفاظ، وتصنيف، أكثر من 9000 نوع من البكتيريا والفطريات التي مصدرها جوف الأرض(مجلة من أجل العلم ). ورغم أن هذا الخزان لم يستغل بعد كليا، إلا أن الأنواع التي تمت دراستها تفتح آفاق مشجعة: فمثلا، تدرس شركة بفيزر Pfizer اليوم ما يقارب 3200 نوعا من البكتيريا لإنتاج المضادات البكتيرية، بينما تقوم شركة زيموجينيتيك Zymo Genetics باختبار أزيد من 800 نوع لتصنع منتوجات أخرى مفيدة، أما وكالة «ناسا» فتعمل على تشجيع الأبحاث الموجهة لتصميم مجسات إلكترونية تدمج فيها الميكروبات: فكيف يمكن معرفة شعور الميكروب؟ وكيف يمكن توجيهه واستخدامه في الاتصال؟
إحدى الوسائل لتحقيق ذلك تكمن في شرائح السليكون التي طورها غاري سايلر (عالم الميكروبات في جامعة تينسي) من ميكروبات معدلة تعرف باسم الدوائر الحيوية المضيئة المدمجة لمتابعة التلوث في الأرض، كما أن فريق بحثه يصمم الآن، وبدعم من مكتب «ناسا» للأبحاث البيولوجية والفيزيائية، نسخة من هذا الجهاز لسفن الفضاء، وقد تمكن الفريق من «هندسة» ميكروبات جديدة تومض باللونين الأزرق والأخضر عند التعرض للتلوث، ربطت بشرائح مصممة لقياس الضوء لتكون مجسات فضائية، فهل تكون هذه إحدى محاولات الإنس والجن/الكائنات المجهرية، للنفاذ من أقطار السماوات والأرض؟
ربما، لكن الأكيد أن العلماء يبحثون حاليا إمكانية استعمال الكائنات المجهرية في مجالات أخرى، من بينها كشف علماء سويديين النقاب عن سلالة من البكتيريا تمتلك القدرة على صنع بلورات من الفضة تعرف باسم "بسودوموناس ستوتزيرى"، منبهين إلى أن ذلك سيمهد الطريق أمام تصنيع أجهزة بصرية وإلكترونية متناهية الصغر.
بحث يؤكده فريق جامعة أوبسالا من خلال إمكانية تصنيع صفائح معدنية تتحدد خواصها وفق الطريقة التي تستزرع بها البكتيريا، بل إن تانيا كلاوس، رئيسة الفريق السويدي، تسعى للتحكم في أحجام وأشكال وخواص البلورات التي تكونها البكتيريا لتصنيع صفائح قادرة على تخزين ضوء الشمس وتحويله إلى طاقة حرارية، لكنها تشير إلى أن الطريق ما زال طويلا أمام فريقها العلمي...
لكن في الوقت الذي يتلمس فيه الفريق السويدي طريقه، توصل "سوديس تشوندري"، الهندي الجنسية، و"ديريك لافلي" الأمريكي، إلى اختراع أول "بطارية بكتيرية" قادرة على تشغيل هاتف محمول مدة 25 يوما، وطاقتها مستمدة من بكتيريا تسمى "رودوفيراكس فيريدوسينز"، والعلاقة بين البكتيريا والطاقة ليست جديدة إذا علمنا أن مصادر الطاقة الطبيعية من بترول وغاز وغيرهما... ما هي إلا نتاج البكتيريا عبر ملايين السنين، مما يضعنا من جديد أما التساؤل عن أصل العلاقة بينها وبين الطاقة/النار؟
في مجالات أخرى يتم تحويل البكتيريا لصنع بروتينات معينة بتحويل حلقاتها من ال ADN عبر الفيروسات، لتكتسب خصائص تمكنها من صهر المعادن، وتخمير النفايات، وتثبيت الآزوط في التربة، ومعالجة المياه المستعملة، وتنقية المناطق الملوثة بالبقع السوداء... وفي هذا المجال توصل العلماء الصينيون، من معهد لانتشو لبحوث الفيزياء الكيماوية، إلى الكشف عن نوعين جديدين من الميكروبات يستطيعان إصلاح البيئة وإحياء جزيئات الأوكسجين، استخلصا بالانتخاب والتنقية من بكتيريا التربة لمدينة لانتشو، وهما " ال اتش جى 38 " و"ال اتش جى 39"( يتمتع هذان النوعان من الميكروبات بطابع أكثر عمومية قياسا إلى مثيلاتهما الدولية، ويستطيعان أداء دور كبير في تحلل وتفكيك ملوثات البيئة مثل الهيدروكربونات العطرية . )
مع كل هذا فإن تسخير البكتيريا أو بالأحرى حالة العبودية التي وضعناها فيها منذ زمن، لا ينبغي أن ينسينا أن وضع بعض النمور في الأسر لا يمنع تلك التي تعيش في البنغال من أن تقتل 300 شخص سنويا.

احمد عبد الواحد فضل
11/12/2007, 07:13 PM
هذا الكلام هام للغاية ويدل على أننا على بعد خطوات قليلة من تحقيق اكتشافات مذهلة ، خارقة ، مدوية
لذا ارجوكم غلق هذا الموضوع وعدم السماح بنشره حتى لا يستفيد علماء الغرب من تلك الأفكار المبهرة
و اللهم أعذنا من كافة أنواع البكتريا والجراثيم الضارة

غالب ياسين
15/12/2007, 09:57 AM
هذا الكلام هام للغاية ويدل على أننا على بعد خطوات قليلة من تحقيق اكتشافات مذهلة ، خارقة ، مدوية
لذا ارجوكم غلق هذا الموضوع وعدم السماح بنشره حتى لا يستفيد علماء الغرب من تلك الأفكار المبهرة
و اللهم أعذنا من كافة أنواع البكتريا والجراثيم الضارة

الاخ احمد عبد الواحد
حياك الله
لك 8 مشاركات ونأمل المزيد
لم افهم طلبك باغلاق الموضوع
يرجى التوضيح:)

يحي غوردو
21/12/2007, 05:21 PM
هذا الكلام هام للغاية ويدل على أننا على بعد خطوات قليلة من تحقيق اكتشافات مذهلة ، خارقة ، مدوية
لذا ارجوكم غلق هذا الموضوع وعدم السماح بنشره حتى لا يستفيد علماء الغرب من تلك الأفكار المبهرة
و اللهم أعذنا من كافة أنواع البكتريا والجراثيم الضارة


شكرا أخي أحمد على زيارتك للموضوع وأنا في انتظار مداخلاتك القيمة.

تم أخي الكريم نشر كتاب: "الجن: دراسة مجهرية" في سنة 2006 وقد نفذت طبعته الأولى بحمد الله ولاقت استحسانا من القراء ونحن بصد وضع اللمسات الأخيرة على الطبعة الثانية ونرجو أن يستفيد منه المسلمون في كل أنحاء العالم. كما نتمنى من الله أن يسخر من يتمم ما بدأناه تصحيحا وتقويما وإضافة...

تقبل تحيتي

وشكرا للأستاذ الفاضل غالب ياسين على المتابعة... نعرف باننا ضيوف على موضوعك الممتع، وأتمنى ألا يكون ظلنا ثقيلا...


عيد مبارك سيعد وكل عام وأهل واتا الحبيب بألف خير

يحي غوردو
21/12/2007, 05:44 PM
استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس:

قال تعالى: وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا...(الأنعام/128) فما معنى الاستمتاع؟ وكيف يستمتع الجن بالإنس والإنس بالجن؟
استمتع بالشيء نال به ما طلبه وأراده هواه، ومنه استمتاع الرجال والنساء بعضهم ببعض: فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة(النساء/24) ، ويدخل فيه استمتاع الملوك والسادة بحشمهم وخدمهم ومماليكهم، كما يدخل فيه الاستمتاع بالأموال واللباس: ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره(البقرة/236)، كما أن الاستمتاع قد يكون بالأكل والشرب... وهو يتم عموما على وجهين: بالطيبات ومنه قوله تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا (الأحقاف/20)، أو بالمحرمات كالزنا وشرب الخمر أو حتى بالأموال والأولاد: كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ(التوبة/69) ، "فاستمتعتم بخلاقكم" أي: بنصيبكم من الدنيا، فتناولتموه على وجه اللذة والشهوة، وما تهواه النفس، واستعنتم به على معاصي الله، كما فعل الذين من قبلكم(أنظر تفسير السعدي.)...
واضح، من خلال الآيات السالفة، أن الاستمتاع بين الإنس والجن متبادل، وهذا ما تدل عليه كلمة "معشر" التي استهلت بها الآية الكريمة والتي تعني الجماعة المختلطة اختلاط تعايش، أي التي تتوفر على كل عناصر ومقومات الحياة، بحيث يستفيد كل طرف من الطرف الآخر: جنا وإنسا، ولذلك قرنت الكلمتان (جن/إنس) في العديد من الآيات وسمي الشيطان بالقرين كما أشرنا لذلك في عدة مناسبات.
جاء في "فتح القدير": المراد باستمتاع الجن بالإنس طاعة واتباع الإنس لهم ودخولهم فيما يريدون منهم، وأما استمتاع الإنس بالجن فحيث قبلوا منهم تحسين المعاصي، فوقعوا فيها وتلذذوا بها، وقيل: استمتاع الإنس بالجن أنه كان إذا مرّ الرجل بواد في سفره وخاف على نفسه قال: أعوذ بربّ هذا الوادي من جميع ما أحذر، يعني: ربه من الجن، ومنه قوله تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً(الجن/6).
تفسيرات متعددة ذكرها المفسرون واختلفت باختلاف الرؤى والأفهام، خلاصتها العامة أن استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس، لا يختلف في جوهره عن استمتاع الإنس بالإنس.


-------------------------


استمتاع الإنس والكائنات الدقيقة ببعضهما:

استمتع الإنسان القديم، دون شعور منه، بالبكتيريا عبر التكنولوجيا الحيوية biotechnologies حين صنع الكحول واستخدمه في أغراض مختلفة، كما استمتع بها من خلال المخمرات التي تدخل في العجائن كالخبز والفطائر التي تزين موائدنا. ومنذ زمن بعيد والبكتيريا تحضر لنا الجبن والياغورت وخل الكرنب والبيرة والخمر... لكن حيواناتنا العاشبة هي التي استفادت أكثر، فبدون البكتيريا لا يمكن للحيوان أن يهضم خليوزـ أو سليلوزـ cellulose النبات الذي يمثل أهم أغذيتها، ومعروف أن الحيوانات تمثل حلقة شهية في سلسلتنا الغذائية.
واليوم يستمتع علماء الباكتيريولوجيا بالتلاعب بالبكتيريا والفيروسات، ويصنعون منها الأدوية والمأكولات والخمور... وهي تذر عليهم أرباحا خيالية، بل إن استمتاعهم وصل حد الدهشة والانبهار، وهو ما عبرت عنه د. تانيا كلاوس، من جامعة أوبسالا السويدية، بقولها: إن ما يحدث في خلايا البكتيريا التي تصنع الفضة، عملية مدهشة ومعقدة فعلا. وقد قام فريقها العلمي بزراعة خلايا البكتيريا في مختبره، وهيأ لها الوسط الذي تحتاجه لتكوين بلورات الفضة، فبدأت البلورات في التكون بأشكال هندسية واضحة الملامح: فضة خالصة تقريبا، وصل طول أبعادها إلى 200 نانو متر (النانو متر جزء من ألف مليون من المتر)، مما يفتح آفاقا رحبة أمام المشتغلين في حقل النانوتكنولوجي (تكنولوجيا الأجهزة المتناهية الصغر) عبر البكتيريا.
بنفس الإعجاب يقول د. ايمر فريدمان: إن البلورات التي تخلفها البكتيريا على الأرض تشكل سلاسل مميزة. ويضيف بأن فريقه استخدم طريقة جديدة في التصوير المجهري الإلكتروني لإثبات انتظام البلورات المريخية وفق سلاسل نمطية لا يمكن إلا للكائنات الحية إنتاجها... هذا الاندهاش والإعجاب الذي يبديه العلماء من قدرات البكتيريا الهائلة والذي يؤدي إلى استمتاع لا يضاهى، لا يزال في مرحلة جنينية إذا قورن بالآفاق التي يفتحها النانولوجيا في المستقبل...
لكن وبالمقابل ألا تستمتع بنا الكائنات المجهرية أيضا، من خلال تعشيشها في كل خلية منا، وعبر توفيرنا الزاد والمبيت بل والانقياد لأوامرها، ومن خلال تأثيرها على مرسلات جذع الدماغ فتؤثر فينا عبر فورات الغضب والهيجان والإثارة والارتخاء؟...

يحي غوردو
21/12/2007, 05:58 PM
الشياطين تشارك الإنس في الأموال:

قال تعالى: وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(الإسراء/64)
يستغل الشيطان باب الأموال والأولاد للدخول والتسبب في الفتنة، قال تعالى:  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ  وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ  (الأنفال/27-28)
الأموال والأولاد "فتنة"( تفسير ابن كثير ) ، أي اختبار وابتلاء يمحص اللّه به من يطيعه ممن يعصيه من عباده، وذلك بواسطة مشاركة الشيطان فيهما... فكيف تتم مشاركة الشيطان في الأموال؟
وشاركهم في الأموال، تعني الأموال النقد المعروف، كما تعني الأنعام(السرح هو المال السائم قال الليث: السرح هو المال يسام في المرعى من الأنعام (لسان العرب ج2 ص 478).
و النعم واحد الأنعام وهي المال الراعية قال ابن سيده النعم الإبل والشاء يذكر ويؤنث وقال ابن الأعرابي النعم الإبل خاصة و الأنعام الإبل والبقر والغنم والعرب إذا أفردت النعم لم يريدوا بها إلا الإبل فإذا قالوا الأنعام أرادوا بها الإبل والبقر والغنم (لسان العرب ج 12 ص 585).) والحرث(الحرث كسب المال وجمعه (لسان العرب ج 2 ص 135).). ومشاركة الشيطان أولا تكون في كل مال أصيب من حرام، أو أنفق فيه، هذا قول مجاهد والحسن وسعيد بن جبير. وقال البعض: هو الربا، وقيل هو ما كان المشركون يحرمونه من الأنعام كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحام. وقال الضحاك: هو ما كانوا يذبحونه لآلهتهم ... كل هذه تأويلات تبدو مصيبة، لكن لا شيء يمنع من أن تكون المشاركة مادية أيضا، أي أن الجن والشياطين يشاركون الإنس باستعمالها واستهلاكها. إذ كما يستهلك الإنسان اللحوم والأطعمة المختلفة، فإن الشياطين تستهلكها أيضا، وقد أفردنا سابقا عدة صفحات للتنبيه إلى طعام الجن والشياطين، مؤمنة كانت أم كافرة، كالعظم والروث والدم وما أهل لغير الله به وما لم يذكر اسم الله قبل البدء في أكله والنطيحة والمتردية... فضلا عن الخسارة المادية/المعنوية بلجوء ضعفاء الناس إلى المشعوذين والسحرة طلبا للعلاج أو الحظ أو الزواج فيستحوذ عليهم الشيطان ومنه قوله تعالى: {فأتبعه الشيطان} أي استحوذ عليه وعلى أمره فكل ما أمره به أطاعه(تفسير ابن كثير ).

-----------------------


كيف تشارك الكائنات المجهرية بني البشر في الأموال؟

تعني الأموال من بين ما تعنيه، وكما ذكرنا سلفا، الأنعام وهي المال الراعية من إبل وبقر وغنم (لسان العرب) ويمكن أن يدخل في هذا المعنى كل الحيوانات التي يربيها الإنسان ويستغلها.
في القرن الإفريقي، حلقات حمى واد الخسف Rift Valley Fever ( مرض جرثومي ينقله البعوض) أودت بالآلاف من رؤوس الأغنام والبشر، واليوم تثير أنفلونزا الطيور الرعب في النفوس وتكبدنا الخسائر تلو الأخرى... وفي بحر قزوينCaspienne أهلكت الفيروسات مئات الآلاف من حيوان الفقمة، ويحرق البشر سنويا ملايين الطيور والحيوانات، ويعدم ملايين الأطنان من الأطعمة واللحوم الفاسدة التي تكلفه الكثير.
وفي ميدان الأبحاث عن اللقاحات المضادة للفيروسات التي تصيب الحيوان ينفق المجتمع البشري أموالا طائلة، تتضاعف نسبتها عندما تنتقل العدوى إلى الإنسان، وخاصة الأطفال، ففي الولايات المتحدة وحدها، وبالنسبة لمرض واحد فقط هو شلل الأطفال، يقدر الخبراء أنهم يخسرون 634 مليون دولار سنويا، إذا تركوا الوباء يتفشى، و161 مليون دولار إذا تمت محاصرته باللقاح...
السيطرة على الأمراض، خاصة المعدية منها كأنفلونزا الطيور أو الإيدز أو الملاريا... أو حتى الزكام البسيط، تكلف الإنسان إذن ميزانية هائلة، وعندما تنتشر الأوبئة في دول عدة فإنها تؤدي إلى وفيات (وهذا يعني مصاريف الدفن والتخلص من الجثث) واظطرابات اجتماعية وحتى إلى انهيارات اقتصادية، أدى انتشار فيروس H5N1 من 2003 إلى غاية 2005 إلى إبادة 150 مليون من الطيور، مما ترك آثارا اقتصادية وخيمة على المزارعين والبلدان المصابة، وفي هذا دليل، لمن يحتاج إلى دليل، على مشاركة الكائنات المجهرية لنا أموالنا.

يحي غوردو
26/12/2007, 02:58 PM
كيف يشاركنا الشيطان أولادنا؟


قال تعالى مخاطبا إبليس: وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (الإسراء/64). ما من شيء يحرص عليه الشيطان كحرصه على ضلالة ابن آدم، وفوق ذلك يعمل جهده لمشاركته في ماله وولده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها" (الحديث في الصحيحين). وتتخذ هذه المشاركة أشكالا عديدة كمنع الحقوق الواجبة، وعدم التربية على الخير، وترك التسمية عند الجماع: روي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: "باسم الله" أصاب معه امرأته، وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل (تفسير البغوي). وروي عن مجاهد قوله: إذا جامع الرجل ولم يسم انطوى الجان على إحليله فجامع معه، فذلك قوله تعالى: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان". قال الترمذي الحكيم: فللجن مساماة بابن آدم في الأمور والاختلاط. (تفسير القرطبي)
{وشاركهم في الأموال والأولاد} ليس معنى الشركة هنا، بمعنى دون معنى، فكل ما عصي اللّه فيه أو به، أو أطيع الشيطان فيه أو به فهو مشاركة، وفي الصحيحين أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم اللّه، اللهم جنبا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً".
وقوله تعالى: وأجلب عليهم بخيلك ورجلك (الإسراء/64) أي احمل عليهم بجنودك خيالتهم ورجالتهم، ومعناه تسلط عليهم بكل ما تقدر عليه من جند، وهذا أمر قدري، كقوله تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا(مريم/83) أي تزعجهم إلى المعاصي والشرور إزعاجاً وتسوقهم إليها سوقاً، وقال قتادة: إن له خيلاً ورجالاً من الجن والإنس وهم الذين يطيعونه...
وقال تعالى:وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا  قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء/ 61-62)
في هذه الآية يتوعد إبليس ذرية آدم بكلمة غريبة خطيرة "لأحتنكن" ومعناها: لأغوينهم، ولأستولين عليهم ولأحتوينهم ولأضلنهم. والمعنى متقارب، أي لأستأصلن ذريته بالإغواء والإضلال والإفساد، ولأجتاحنهم بكل الوسائل. تقول العرب: احتنك الجراد الزرع إذا ذهب به كله...

يحي غوردو
26/12/2007, 02:59 PM
كيف تشاركنا الكائنات المجهرية في الأولاد؟

تنتقل الفيروسات والميكروبات من الرجل إلى المرأة ومن المرأة إلى الرجل عن طريق اللعاب أو الدم أو المني، وعن طريق العلاقات الجنسية خاصة إذا كانت العلاقة الجنسية غير شرعية، فتنشأ عنها أمراض جنسية كثيرة لا يمكن أن تحدث مطلقا عن طريق وطء حلال أو علاقة جنسية سليمة غير محرمة بدأت ببسم الله وبالتعوذ من الشيطان، أمراض لا تتوقف آثارها عند الزاني والزانية، بل تمتد لتشمل نسلا غير صالح للحياة، وإذا قدر له أن يعيش فإنه يحمل نفس وصمات العار التي حملها من قبل طرفا الجريمة، وخاصة مرض السيدا(محمد كمال عبد العزيز، الأمراض السرية والهاوية الجنسية، ص 9.) ، الذي أصبح يهدد الإنسان المعاصر، خاصة المادي، بالفناء، ويصيب الناس، خاصة الزناة، بالخوف والرعب ويحرمهم الأمن والطمأنينة.
حينما يولد الطفل يكون عرضة للعديد من الميكروبات ولذلك توصي المنظمات الصحية العالمية بضرورة التطعيم...

ما هو الجهاز المناعي؟

هو الجهاز الذي يقوم بالدفاع عن الجسم عند تعرضه إلى مرض من الأمراض، ويتكون من عدة خلايا ككرات الدم البيضاء والخلايا الدفاعية في الأنسجة، وهي تقوم بمهاجمة الميكروبات والفيروسات واحتوائها وقتلها، بالإضافة إلى خلايا أخرى موجودة بالكبد والطحال والجهاز اللمفاوي ونخاع العظام وهي تختص في إنتاج الأجسام المضادة للميكروبات والفيروسات أو لأي جسم غريب يدخل جسم الإنسان. والطفل يولد وليس لديه جهاز مناعة، أي على الفطرة الصحية، لأنه لم يتعرض بعد لأي عدوى، لذا فإن تعرضه للعدوى يصيبه بالمرض بسهولة.

ما هو التطعيم؟

هو جرثومة المرض المراد التطعيم ضده، أو جزء منها، ولكن هذه الجرثومة تكون ميتة أو يتم إضعافها، بحيث لا يحدث حقنها بالجسم أي مرض بل ينشط الجهاز المناعي بالجسم لمقاومة هذا المرض.
فالهدف من التطعيم هو إنتاج الأجسام المضادة في جسم الطفل حتى يصبح قادرا على مقاومة الأمراض التي يطعم ضدها، وهذا مهم للغاية، لأن البعض منها يكون قاتلا، أو مسببا للإعاقة، مثل التهاب السحايا وشلل الأطفال والتيتانوس (الكزاز) والدرن، لهذا فإن التطعيم لا يحمي الطفل من العدوى فقط، بل يحمي الطفل أيضا من آثارها مستقبلا، وهذا ما كان يفعله النبي عليه السلام وهو يحنك المواليد.

يحي غوردو
26/12/2007, 03:00 PM
سر التحنيك ومعجزته:

للشيطان علاقة بابن آدم وبحنكه بالذات، فهو توعد البشرية منذ البدء بالسيطرة عليها ومشاركتها أولادها، وتبدأ هذه المشاركة منذ الولادة (أو حتى قبل ذلك عند الجماع) بمس المولود لاحتناكه، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء ليبين لنا سبل النجاة الروحية والطبية منذ ولادة المولود (السنن المتعلقة بالعقيقة) ومن بينها ما جاء في الصحيحين، عن أبي موسى الأشعري قال: وُلِد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسمّاه إبراهيم وحنّكه بتمرة... وعن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: "خرجت وأنا متم [‏أي قد أتممت مدة الحمل] فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمر، ثم دعا له فبرَّك عليه..."(صحيح البخاري)، وقال أبو هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها"، رواه البخاري، وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم وابنها"، وقوله: "صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان".
طعن صاحب الكشاف في أن يكون معنى الحديث المس المادي المباشر وقال: "لو ملك إبليس على الناس نخسهم لامتلأت الدنيا صراخا"، والذي يقتضيه لفظ الحديث لا إشكال في معناه، وظاهره يدل على أن الشيطان قادر على مس كل مولود عند ولادته، إلا عباد الله المخلصين، وحاصل القول إن إبليس، بالإضافة إلى الغواية والتسلط بالوسوسة، يمس المولود، الذي لم يعرف الخير والشر بعد، مسا ماديا بتسليط أعوانه من الجن/الميكروبات على جسمه عن طريق الهواء أولا (ثم عن طريق الحليب أو الدم...) فيستهل المولود ولادته بالصراخ مع دخول أول هواء، ومن ثم الكائنات الغازية، بدنه الفطري، الذي لم يستكمل مناعته بعد، مما يسبب له الألم، فيحتاج إلى مساعدة مادية (وهذا ضمن الأخذ بالأسباب)، من خلال تحنيك/تطعيم الأطفال عند ولادتهم. فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا منذ الولادة كيف نحمي أطفالنا من الشيطان وجنوده، سواء بالأذان والتكبير في الأذنين، وفي هذا تذكير للمولود بربه ودينه ورسوله (وهذا احتراز روحي معنوي)، أو بالتطعيم أي التحنيك عن طريق الفم (وهذا احتراز مادي) لقتل الجراثيم والميكروبات والبكتيريا الضارة. فاللعاب يقتل الجراثيم ويحللها وهذا هو أساس التطعيم والتلقيح الحديث...
يقول فاروق مساهل في كتابه تكريم الإسلام للإنسان: التحنيك معجزة طبية للنبي صلى الله عليه وسلم لم تظهر الحكمة من ورائها إلا حديثاً. فالطفل بعد ولادته يجد نفسه وقد انفصل عن أمه وانقطع سيل الغذاء الجاهز إليه، يلجأ للاعتماد على ما استطاع جسمه تخزينه من الطعام وهذا ليس بالكثير أثناء حمله في رحم أمه... وبما أن نشاط أجهزة الجسم عند المولود تكون في ذروتها... فإن المخزون يستهلك بسرعة، فتنخفض نسبة السكر في الدم، وحيث إن الفترة الحرجة في إطعام الطفل تقع بين انتهاء ولادته وبدء رضاعته، فإننا نجد في تحنيكه بالتمر - الغني بالسكر الذي تمتصه العروق فيحافظ على نسبة السكر في الدم - حكمة كبيرة...
والتحنيك هو أن يمضغ تمرة أو شيئا حلوا، ويجعله في فم المولود، ويحك به حنكه بأصبعه حتى يتحلل، والحنك أعلى داخل الفم، ويفترض أن يقوم بذلك مؤمن صحيح الدين سليم البدن.

يحي غوردو
26/12/2007, 03:04 PM
التحنيك وحكمته:

يبين العلم الحديث أن مستوى السكر (الجليكوز) في الدم يكون منخفضاً لدى المولود حديثاً، وتزداد النسبة انخفاضا كلما انخفض وزن المولود(بينت دراسة حديثة في جامعة نيويورك نشرت في مجلة Journal of Periodontology أن بعض أنواع بكتيريا الفم قد تكون مرتبطة بالولادة المبكرة بالإضافة إلى نقص وزن المولود. وقد جاء في دراسات سابقة أن مرض اللثة والأسنان قد يساهم في حدوث الولادة المبكرة وولادة أطفال ناقصي الوزن. كما نشرت دراسة أخرى في مجلة Am J Obstet Gynecol. 2005 Feb;192(2):513-9. تؤيد هذه النتائج.) ، فإذا نزلت النسبة عن 20 أو 30 ملغ اعتبر ذلك هبوطاً شديداً، ونتج عنه أعراض خطيرة منها: رفض المولود الرضاعة، وارتخاء العضلات، واضطراب التنفس، ونوبات من التشنج... وقد ينتج عن ذلك مضاعفات مزمنة كتأخر النمو، والتخلف العقلي، والشلل الدماغي، وإصابة السمع أو البصر أو كليهما، ونوبات صرع متكررة. وإذا لم يتم علاج هذه الحالات في حينها قد تنتهي بالوفاة، رغم أن علاجها سهل ميسور و هو إعطاء السكر الجليكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد.
تحنيك المولود إذن بالتمر واللعاب فيه شفاء وتطعيم بمضادات حيوية تقيه من الأمراض المتعددة التي تسببها الميكروبات والبكتيريا... بمعنى آخر: تسببها الجن.
تقول منظمة الصحة العالمية إن تطعيم الأطفال ضد مختلف الأمراض ضروري، بل حتمي، حيث إن الطفل يولد بدون مناعة اللهم إلا مناعة مؤقتة ناتجة عن انتقال بعض الأجسام المضادة من الأم إلى الطفل عن طريق الدم، أثناء الحمل، أو عن طريق إفرازها في لبن الأم بعد الولادة.
إن الأمراض التي تتهدد الأطفال غير المطعمين (السل، شلل الأطفال، الخناق، الكزاز، السعال الديكي، الحصبة، النكاف، التهاب الكبد الوبائي...) يرجع أصلها إلى الميكروبات أي، باستنتاجنا نحن، هي من مس الشيطان ووخزه وهي تدخل في باب مشاركته آدم في ذريته والقضاء عليهم... وهذا ما بينه الصندوق العالمي للتلقيح حينما صرح بأن خمسة آلاف طفل في العالم يموتون يوميا نتيجة عدم التطعيم، وطالب بمائة مليون دولار إضافية سنويا ليتمكن من تنفيذ برامجه لوقاية الأطفال الأكثر فقرا في العالم من الأمراض. ألا تذكرنا هذه الأرقام بمشاركة الشيطان لنا في الأموال والأولاد؟ وباستكثار الكائنات المجهرية من الكائنات اللامجهرية؟ أي الجن من الإنس والحيوان؟
حينما نستعرض تاريخ الأوبئة الفتاكة والأمراض المعدية القاتلة فإننا نصاب بالذهول لكثرة الضحايا من الأموات والمعوقين وخاصة الأطفال منهم، وكمثال على ذلك ما وقع في خمسينيات القرن 20م عندما أصبح شلل الأطفال poliomyélite، الذي كان قد نُسي في الولايات المتحدة، آفة وكارثة هددت أمنها، ففي سنة واحدة (1952) ضرب هذا المرض أزيد من 50000 شخص مات منهم حوالي 8000: تلازم زكامي بسيط لمولود جديد يسبب الفيروس أثناءه انتحارا مبرمجا لخلايا الأعصاب المحركة للنخاع الشوكي لدى الأطفال والصبيان وحتى البالغين، وبصعوبة تعلم العالم كيف يتعايش مع عدو مهاجم ولد من رحم الميكروبات الغازية، بحيث يعيش حاليا في الولايات المتحدة 640.000 ممن نجوا من الشلل الذي عصف بسنوات الخمسينيات، بعد أن نجح لقاح سالك Salk في الحد من تأثير الوباء المميت منذ 1955.

غالب ياسين
26/12/2007, 03:15 PM
معلومات طيبه اخي يحي
اخي الفاضل هل تكرمت بادراج المصادر لاغراض الاطلاع عليها
لك شكري وتقديري

يحي غوردو
29/12/2007, 07:45 PM
معلومات طيبه اخي يحي
اخي الفاضل هل تكرمت بادراج المصادر لاغراض الاطلاع عليها
لك شكري وتقديري



أستاذي الكريم غالب ياسين أسعدتني كلماتك الطيبة...

أرجو أن تمدني بعنوانك الالكتروني لكي أرسل لك نسخة من الكتاب حتى تتمكن من الاطلاع عليه كاملا وسوف تجد فيه إن شاء الله كل المصادر التي اعتمد عليها بحثنا...


تحية خاصة لقلمك المبدع

يحي غوردو
04/01/2008, 07:48 PM
لماذا التمر بالذات؟

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في العجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق، أول البكرة" (رواه مسلم وأحمد)،
وروى ابن ماجة والحاكم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلوا البلح بالتمر فإنَّ الشيطان يقول بقي ابن آدم يأكل الجديد بالعتيق".
وقال كذلك: "من تَصَبَّح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر" أي أن التمر وقاية من السحر والسم. (رواه البخاري وأبو نعيم وأبو داود والحاكم والترمذي).
وقال أيضا: "الكمأة من المن، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم". (سنن ابن ماجة، سنن الدارمي): لكل هذا وغيره، مما لا يعلمه إلا الله ولقنه بالإلهام نبيه، استعمل عليه السلام التمر بالذات في تحنيك الأطفال حديثي الولادة: غذاء مباشرا عن طريق امتصاص مكوناته الغنية، وتطعيما لهم من الآفات التي قد تعترضهم لاحقا.
ما هو السر العلمي للتمر وما علاقته بالجراثيم؟
يعتبر التمر غذاء مثاليا للجسم، لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات تتراوح ما بين 75 و87% يشكل الجليكوز 55% منها، علاوة على الفركتوز ونسبة من البروتينات، والدهون وبعض الفيتامينات، أهمها أ، ب2، ب12، كما يحتوي على ما بين 16و18% من الأحماض كحمض الليمون وحمض الماليك، ومواد عفصية قابضة، وأملاح معدنية كالفوسفور والمغنسيوم والحديد والمنغنيز والكالسيوم والصوديوم والكلور وغيرها، ويحتوي التمر الهندي على فيتامين ب B3 وبعض الزيوت، وأهم مركباته الجيرانيال والليمونين والبكتين والدهون... ويتحول الفركتوز إلى جليكوز بسرعة فائقة ويمتص مباشرة من الجهاز الهضمي فيروي تعطش الجسم للطاقة خاصة بعض الأنسجة التي تعتمد عليه بصفة أساسية كخلايا المخ، والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء وخلايا العظام. وللفركتوز مع السليولوز تأثير منشط للحركة الدودية للأمعاء، كما أن الفوسفور مهم في تغذية حجرات الدماغ، ونشر الطاقة في الجسم.
وفضلا عن قيمته الغذائية العالية يحتوي التمر، وشرابه، على مضادات حيوية قادرة على إبادة الكثير من السلالات البكتيرية المختلفة، فيطهر الجسم منها: فهل كان استعماله من طرف المصطفى محض صدفة بعد كل ما عرفناه؟

تحدي التربة واللعاب:

مضغ النبي صلى الله عليه وسلم التمرة في فمه فاختلطت بلعابه، واللعاب فيه من الصفات ما يحير العقول ومن ذلك شفاء المرضى كشفاء علي من الرمد، وشفاء أبي ذر من عينه، وشفاء اللديغ من سم العقرب(قال سلمة: (...) ثم أرسلني، رسول الله، إلى علي، وهو أرمد. فقال (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله) قال: فأتيت عليا فجئت به أقوده، وهو أرمد. حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبسق في عينيه فبرأ. وأعطاه الراية. (أنظر صحيح مسلم)
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لُدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعْلاً، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء، فجعل يقرأ بأمِّ القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال: (وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم). (صحيح البخاري)
[ (يتفل) يخرج بزاقه من فمه مع نفس].
- ... أصاب ذباب السيف الحارث بن أوس وأقبلوا حتى إذا كانوا بجرف بعاث تخلف الحارث ونزف فلما افتقده أصحابه رجعوا فاحتملوه ثم أقبلوا سراعا حتى دخلوا المدينة وفي رواية الواقدي أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل على جرح الحارث بن أوس فلم يؤذه وفي مرسل عكرمة فبزق فيها ثم ألصقها فالتحمت (فتح الباري ابن حجر)
- عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه (مسند أبي يعلى)):
جاء في حديث رُزَينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مرضعاته في عاشوراء، ورضعاء فاطمة، فيتفل في أفواههم ويأمر أمهاتهم أن لا يرضعن إلى الليل. أخرجه ابن خزيمة وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به. (فتح الباري).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: "باسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا " (رواه البخاري).
وعن سفيان قال: كان إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بإصبعه هكذا - وضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها - باسم الله تربة أرضنا، بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا" (رواه مسلم). وقوله "بريقة بعضنا" يدل على أنه كان يتفل عند الرقية.
قال النووي: معنى الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم وضعها على التراب فعلق به شيء منه ثم مسح به الموضع العليل أو الجرح قائلاً الكلام المذكور في حالة المسح، وقال القرطبي: ووضع النبي صلى الله عليه وسلم سبابته بالأرض ووضعه عليه يدل على استحباب ذلك عند الرقية، ولعله فعله لخاصية في ذلك أو لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة: فمن أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلمه بمحتويات هذه الخلطة العجيبة، خلطة الريق والتراب؟

قول العلم في التربة و اللعاب:

يوجد الريق أو اللعاب في الفم، وهو سائل تفرزه الغدد اللعابية المختلفة، وقد كتب ظافر العطار مقالة طريفة (المقالة بعنوان " خواص اللعاب الشفائية " ظافر العطار، مجلة طب الفم السورية، العدد الأول لعام 1987)
عن خواصّه، نقل فيها شهادات العديد من علماء الغرب حول قدرات اللعاب الشفائية، منها ما أثبته كل من Osdich وBarnes من أن للعاب خواص مفسخة وقاتلة لكثير من الجراثيم، وأن اللعاب الطازج يصدُّ المكورات العقدية المحللة للدم من نوع بيتا ويمنع تكاثر جراثيم الكزاز. كما أثبت فلمنغ وجود مادة محللة للجراثيم في المخاط الأنفي واللعاب الإنساني تدعى بالليسوزيم وهي فعالة ضد المكورات السحائية والدقيقة Micrococcus وضد المكورات العقدية والعنقودية المسؤولة عن تقيحات الجلد، وأثبتت بحوث أخرى أن الجراثيم الهوائية الموجودة في اللعاب تعمل على توليد الماء الأوكسجيني، كما أثبت فولكر(Shamsud Dowla: " Saliva: It,s anti Infectious Propootie " , Tropical Dental j. March , 1982) أن اللعاب البشري يسرّع تخثر الدم، ويدل على هذا عملياً أن العمليات الجراحية المجراة في الفم تلتئم بأسرع مما لو كانت خارجه. فاللعاب يساعد على شفاء الجروح ويخفف من تأثير المواد المسرطنة ويقضي على الكثير من الجراثيم الممرضة.
أما بالنسبة للتربة فقد أثبت العلم مؤخرا أن أمم البكتيريا يمكنها أن تعيش في كل أنواع الصخور وعلى أعماق قد تتعدى 400م، وأن معدل ما يعيش منها في التربة يصل "مليون مليون" بكتيريا في الجرام الواحد. ورغم أنها (البكتيريا) تفقد فاعليتها في حالة تعاقب سنوات الجفاف، وتتحول إلى مجرد شيفرة جينية هامدة، إلا أنها تستعيد حيويتها بمجرد سقوط الأمطار، لتبدأ دورتها الإنتاجية (النتروجين والطاقة) مما يؤدي إلى دفقان الحياة في آلاف الأنواع من الأحياء الصغيرة... فتدب الحياة في العالم الميت تحت التراب.
وكما يقوم الماء بإعادة الفاعلية إلى الشيفرات الجينية "الوراثية" الموجودة في التربة، يقوم اللعاب بنفس الدور فتعود الحياة مرة أخرى إلى هذه الكائنات وتستعيد نشاطها وحيويتها، ويمكنها أن تصبح دواء بإذن الله.
فإذا اختلط تراب مكة، أطهر الأمكنة، بلعاب رسول الله، سيد الخلق، مع ذكر الله عز وجل فأي دواء سيتشكل إذاك؟
دعوة/تحد جديد لعلماء المسلمين للبحث في هذا الاتجاه.

يحي غوردو
07/01/2008, 07:44 PM
للشيطان علاقة بالتثاؤب والتنفس:

قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه، فإِنَّ الشيطان يدخل". وفي رواية أخرى: "إذا تثاوب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع. فإن الشيطان يدخل". (صحيح مسلم) وفي رواية: "فإن الشيطان يضحك من جوفه".
وقال كذلك: “إن اللّه يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإِذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل هاهْ هاهْ، فإِنما ذلكم من الشيطان يضحك منه”.
وقال في نفس المعنى: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب.
وعن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته. (رواه الترمذي). وأمرنا ألا ننفخ أو نتنفس في آنية الأكل والشرب، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه (رواه أبو داود).


التثاؤب والعطاس ونفخ الهواء مصادر للعدوى الجرثومية:

يعرض استنشاق الهواء عن طريق الفم إلى إدخال الكثير من الكائنات المجهرية، بل وغير المجهرية إذا ترك الفم مفتوحا، وبالتالي إمكانية الإصابة بأمراض معدية كالزكام والأنفلونزا والتهاب الحلق واللوزتين والسل وغيرها من الأمراض الجرثومية... كما أن نفخ الهواء مباشرة في الأكل أو الإناء، أو التنفس فيه، قد يؤدي إلى أمراض معدية كالحصبة والجذري وشلل الأطفال، لأن الشارب إذ يتنفس في الإناء يخرج مع نفسه ما يخالط الشراب من اللعاب أو ثاني أكسيد الكربون وربما يغص شارب الماء عند تنفسه لامتزاج النفس والشراب وعدم وجود الهواء الكافي للتنفس.
لكل ذلك فإن الاستنشاق السليم، وكما بات يعلم الجميع، ينبغي أن يكون عن طريق الأنف لما زود به من آليات دفاعية، ولأن الإنسان معرض للتثاؤب بطبيعته، فعلى الأقل ينبغي عليه أن يغلق فاه للحد من دخول الأجسام الغريبة إلى جوفه، والتي قد تعرضه للكثير من الأخطار، وباستطاعته أن يتجنبها بحركة بسيطة: وضع اليد على الفم.

يحي غوردو
16/01/2008, 04:18 PM
الشيطان يبيت في الأنف:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه"-1- .
وعنه أيضا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه". -2-
حديث أبي هريرة في الأمر بالاستنثار فيه "إن الشيطان يبيت على خيشومه" والخيشوم هو الأنف وقيل المنخر، والاستنشاق هو جذب الماء بريح الأنف إلى أقصاه، والاستنثار إخراج ذلك الماء. والمقصود من الاستنشاق تنظيف داخل الأنف والاستنثار يخرج ذلك الوسخ مع الماء.
ظاهر الحديث أن هذا يقع لكل نائم، ويحتمل أن يكون مخصوصا بمن لم يحترس من الشيطان بشيء من الذكر - لحديث أبي هريرة المشهور عن آية الكرسي (حرز من الشيطان) وقد تقدم فيه "ولا يقربك شيطان" - ويحتمل أن يكون المراد بنفي القرب هنا أنه لا يقرب من المكان الذي يوسوس فيه، وهو القلب، فيكون مبيته على الأنف ليتوصل منه إلى القلب، إذا استيقظ، فمن استنثر منعه من التوصل إلى ما يقصد من الوسوسة، وهنا يعم الحديث كل مستيقظ، ثم إن الاستنشاق من سنن الوضوء (اتفاقا لكل من استيقظ أو كان مستيقظا)، وقالت طائفة بوجوبه
في الغسل وطائفة بوجوبه في الوضوء أيضا...
جاء الإسلام، اهتماما بصحة الإنسان وسلامته، بحل سهل ميسر لضمان سلامة الأنف، ومن ثم سلامة الجسم كله، فأمر بالوضوء عند كل صلاة وفيه يتم غسل الأنف ثلاث مرات متتالية، فضلا عن غسله عند الاستيقاظ صباحا. وقد وصى النبي بالمبالغة في الاستنشاق وتكراره ثلاثاً، قال صلى الله عليه وسلم "إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر" (رواه مسلم) وقال "استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثا" (رواه ابن ماجة)، ليتم القضاء على مستودع من مستودعات الكائنات الدقيقة، ومقعد من مقاعد الشيطان: مدخل الجهاز التنفسي، وعندما نقول الجهاز التنفسي نقول الأوكسجين: غذاء كل خلية فينا، وخصوصا غذاء الدماغ والقلب.

الأنف مستعمرة للكائنات المجهرية:

إن استنشاق الهواء عن طريق الأنف وإخراجه بالاستنثار، هو أسلم الطرق لتصفية الهواء الآتي من الخارج، والذي يكون محملا بالعديد من المواد الضارة. فالأنف يقوم بتنقية هواء التنفس مما يعلق به من أتربة وجراثيم، مما يجعله مخزنا كبيرا لها، وقد ثبت بالدراسة -3- أن أنف الإنسان مسؤول عن كثير من الأمراض المعدية وعدوى المستشفيات وتلوث الجروح والعديد من الأمراض الميكروبية التي تصيب الجلد والجهاز التنفسي وبعض الأعضاء الأخرى .
والأنف، بطاقته الذاتية، لا يستطيع أن يتغلب على هذا التجمع الميكروبي الكبير الذي يشغل مدخله وتجويفه طوال حياة الإنسان، مما يستتبع بالضرورة وسيلة إضافية لحماية الإنسان من أضرار هذه الجراثيم، وهذه الوسيلة هي الغسل.
فاستنشاق واستنثار الماء من الأنف، له فوائد طبية كثيرة، أهمها إزالة الكائنات الدقيقة التي تعلق في جوف الأنف وتستقر به، ولقد أثبتت الدراسات التي أجريت لغرض معرفة تأثير الوضوء على صحة الأنف، أن أنوف من لا يتوضؤون تعشش بها مستعمرات الجراثيم العنقودية والمكورات الرئوية والمزدوجة كالدفترويد والبروتيوس والكلبسيلا... على عكس أنوف المتوضئين التي تخلو، أوتكاد، منها.
وقد أظهرت المسحات الميكروبية التي أجريت على المصلين الذين طلب منهم غسل الأنف دون غسل اليدين، أن جميع أنواع الميكروبات قلت وانخفضت أنواعها، إلا أنه ظهر عند حالتين منها ميكروب جديد هو إيشيريشيا القولون، التي لم تكن موجودة في الأنف قبل الوضوء، والتي جاءت من تلوث اليدين، وبهذا يتأكد ضرورة غسل اليدين في أول عملية الوضوء قبل المضمضة والاستنشاق. أما الفحص التكميلي الثاني الذي أجري على مجموعة المصلين فهو عمل مسحات من داخل الأنف بعد غسل الأنف عند الوضوء مرة واحدة ومرتين وثلاث مرات، وقد أظهرت النتائج أن محتويات الأنف انخفضت كثيرا بعد الاستنشاق الأول، وزادت انخفاضا بعد الثاني، ثم أصبحت شبه نظيفة أو خالية تماما من الجراثيم بعد الاستنشاق الثالث، وبهذا نصل إلى استنتاج مبني على الحقائق والأرقام، يقرر أن غسل الأنف المتكرر عند الوضوء عملية صحية، ووقائية، وعلاجية، للتخلص من جراثيم الأنف ومنع تواجدها في مدخل الأنف، ومنه إلى باقي الجسم، عبر الأوكسجين. (مصطفى أحمد شحات وآخرون، 1407ه/1986 م).----------------------
- 1- فتح الباري ابن حجر

-2- صحيح مسلم المنهاج النووي

- 3- أنظر : كيف يحافظ غسيل الأنف عند الوضوء على صحة الإنسان، للدكتور مصطفى أحمد شحاته والدكتورة

يحي غوردو
22/01/2008, 07:03 PM
حرف الظل مقعد الشيطان:

عن عبد الله بن عمر قال: القعود بين الظل والشمس مقعد الشيطان. وعن أبي هريرة قال: حرف الظل مقعد الشيطان. وعن ابن بريدة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد بين الظل والشمس. وعن أبي هريرة: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحدكم في الشمس" وقال مخلد: "في الفيء" فقلص عنه الظِّلُّ وصار بعضه في الشمس، وبعضه في الظِّلِّ فليقم".
وروى أبو هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا اللعانين"، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم" . قال معاذ: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق ، فقرنت الوصية النبوية بين البراز والظل، لارتباطهما بالشيطان.


الظل مكان تكثر فيه الجراثيم:

معلوم أن المناطق الباردة، الرطبة، الظليلة، مجال خصب لنمو وتكاثر البكتيريا وبويضات الديدان بسبب عدم تعرضها للأشعة فوق البنفسجية القاتلة للجراثيم والبويضات، وبما أن البول والبراز يعتبران من مصادر هذه الجراثيم والديدان، إذ يحتوي الغرام الواحد من البراز على أكثر من مائة مليار جرثومة، فإن النبي عليه السلام نصح بعدم التبول والتبرز في الظل والماء الراكد، لأن ذلك من شأنه أن يضاعف من تكاثر هذه الكائنات الخطيرة، وإذا صادف أن تواجد أحدهم في هذا المكان، أو جلس فيه مدة، فلا شك أن احتمال تعرضه للضرر يكون كبيرا.




الأظافر مكان مفضل لتجمع الجن والشياطين:

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان والاستحداد وتقليم الأظافر ونتف الإبط وقص الشارب. وجاء في‌ الأثر: خُذوا من‌ أظفاركم‌ فإنّ الجنّ يجتمعون‌ تحتها، وأنها محل للشياطين‌ والجانّ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة قلم أظفارك فإن الشيطان يقعد على ما طال منها. (أخرجه الخطيب في الجامع)، ومن حديث جابر: قصوا أظافركم فإن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر.
الأحاديث، أعلاه، واضحة لا تحتمل التأويل: ما تحت الأظافر مكان مفضل لتعشيش الجن والشياطين، ودرء ذلك تقليمها، فهل من علاقة بين ما أشارت إليه السنة النبوية، في هذه النقطة، وبين ما كشف عنه العلم المعاصر؟


الأظفار من الأماكن المفضلة لتجمع الجراثيم:

القاذورات التي‌ تحت‌ الأظفار إنّما هي‌ ميكروبات‌، وترك الأظفار تطول مجلبة للمرض، لأن ملايين الجراثيم تتكاثر تحتها، هذه خلاصة الكشف العلمي المعاصر.
قال باحثون أمريكيون إن بكتيريا عملاقة متحورة ومقاومة للعقاقير، تسبب عددا متزايدا من حالات العدوى بالمستشفيات والوفيات، يمكنها أن تظل حية لأسابيع على أغطية الأسرة ولوحة مفاتيح الكمبيوتر وتحت الأظافر المطلية.
وقال الباحثون أمام مؤتمر للجمعية الأمريكية لعلم الميكروبات بمدينة أتلانتا إنه أمكن اكتشاف هذه البكتيريا بعد ثمانية أسابيع على الأظافر المطلية، وبعد ستة أسابيع على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، وبعد خمسة أيام على مفارش الأسرة... فتكون الأظافر قد حققت أطول مدة لتعشيش هذه البكتيريا: فهل نتردد بعد ذلك في تقليم أظافرنا، إن لم يكن لأوامر دينية، فعلى الأقل حماية لنا من الجراثيم؟

يحي غوردو
28/01/2008, 03:16 PM
علاقة الشيطان بالحيض:

 (وَيَسْأَلُونَكَ عَن المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة / 222
جواب مباشر لسؤال مباشر: المحيض أذى، ولذلك تم النهي عنه، واشترط الطهر، وهو انقطاع الدم، والتطهر، وهو الغسل بالماء، لاستئناف المباشرة الزوجية.
عن عائشة- رضي الله عنها- أن امرأة سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن كيفية الغسل من الحيض، قال: "خذي فرصة ممسكة فتوضئي ثلاثاً"، ثم استحيا صلوات الله عليه، وأعرض بوجهه، فاجتذبتها إلي وقلت: تتبعي أثر الدم.
وعن علي قال: إذا طهرت المرأة من المحيض ثم رأت بعد الطهر ما يريبها، فإنما هي ركضة من الشيطان في الرحم، فإذا رأت مثل الرعاف أو قطرة الدم أو غسالة اللحم، توضأت وضوءها للصلاة، ثم تصلي فإن كان دما عبيطا الذي لا خفاء به فلتدع الصلاة.) سنن الدارمي(
وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة: سآمرك بأمرين: أيهما صنعت أجزأ عنك، فإن قويت عليهما فأنت أعلم. فقال: إنما هي ركضة من الشيطان... (مسند الترمذي)
وجاء في مسند أحمد، عن حمنة بنت جحش، قالت: كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش، قالت، فقلت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: وماهي؟ فقلت: يا رسول الله إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة قد منعتني الصلاة والصيام، فما ترى فيها؟ قال: أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فتلجمي، قالت: إنما أثج ثجا، فقال لها سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال لها: إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة في علم الله ثم اغتسلي... (مسند أحمد، من مسند القبائل)

يحي غوردو
28/01/2008, 03:16 PM
علاقة الشيطان بالحيض:

 (وَيَسْأَلُونَكَ عَن المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) البقرة / 222
جواب مباشر لسؤال مباشر: المحيض أذى، ولذلك تم النهي عنه، واشترط الطهر، وهو انقطاع الدم، والتطهر، وهو الغسل بالماء، لاستئناف المباشرة الزوجية.
عن عائشة- رضي الله عنها- أن امرأة سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن كيفية الغسل من الحيض، قال: "خذي فرصة ممسكة فتوضئي ثلاثاً"، ثم استحيا صلوات الله عليه، وأعرض بوجهه، فاجتذبتها إلي وقلت: تتبعي أثر الدم.
وعن علي قال: إذا طهرت المرأة من المحيض ثم رأت بعد الطهر ما يريبها، فإنما هي ركضة من الشيطان في الرحم، فإذا رأت مثل الرعاف أو قطرة الدم أو غسالة اللحم، توضأت وضوءها للصلاة، ثم تصلي فإن كان دما عبيطا الذي لا خفاء به فلتدع الصلاة.) سنن الدارمي(
وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة: سآمرك بأمرين: أيهما صنعت أجزأ عنك، فإن قويت عليهما فأنت أعلم. فقال: إنما هي ركضة من الشيطان... (مسند الترمذي)
وجاء في مسند أحمد، عن حمنة بنت جحش، قالت: كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش، قالت، فقلت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: وماهي؟ فقلت: يا رسول الله إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة قد منعتني الصلاة والصيام، فما ترى فيها؟ قال: أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك، قال: فتلجمي، قالت: إنما أثج ثجا، فقال لها سآمرك بأمرين أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم فقال لها: إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة في علم الله ثم اغتسلي... (مسند أحمد، من مسند القبائل)

يحي غوردو
28/01/2008, 03:18 PM
الجراثيم والحيض:

ماذا يحدث وقت الحيض؟ ولماذا هو أذى؟

يقول د. محمد عبد اللطيف (1) تمت دراسة عينة من خمسين سيدة (27 لم يسبق لهن الولادة، و23 سبق لهن ذلك) وجميعهن سليمات، خاليات من الأمراض الباطنية والنسائية عموما، وجاءت نتائج الدراسة لتكشف:
أولاً) عن وجود دورة لمجهريات المهبل، لا تنفصل عن دورة هرمونات المبيض. وأن تواجد الجراثيم الضارة من ناحية وعضويات دودرليني من ناحية أخرى، تخضعان لعلاقة طردية: فعندما تكثر واحدة تقل الأخرى. وفي خلال فترة الحيض تتكاثر الجراثيم الضارة بأعداد رهيبة في حين تختفي عضويات دودرلين تماماً.
ثانياً) أثناء فترة الحيض، استقرت الجراثيم الضارة أسفل المهبل، في حين بدا الجزء العلوي منه خالياً منها تماماً.
ثالثاً) وجدت أنواع أخرى من الجراثيم الضارة أثناء فترة الحيض، غير تلك الموجودة أصلاً، وهي جراثيم مجرى البول والشرج.
رابعاً) جرثومة واحدة، غير ضارة بطبيعتها، اكتسبت خاصية الضرر وقت الحيض، في بعض الحالات.
خامساً) ازداد طول الترايكومونس وقت الحيض أربعة أضعاف ما كان عليه، ومن عجب أنه بدلاً من أن يبقى في أسفل المهبل، مكانه الأثير، فإنه تسلق إلي الجيوب المهبلية في أعلى المهبل.
سادسا) تضاعف عدد الجراثيم الضارة ليصل إلى: 6×710/مل، كما ازداد تنوعها أيضاً، وقت الحيض...
تضاعف كذلك طفيل الترايكومونس، وقت الحيض، أربع مرات، واستقر في أعلى المهبل. ومعروف أن الترايكومونس يسبب التهابات في الجهاز البولي والتناسلي للذكر، ومعروف أيضاً، أن انتقاله إليه لا يكون إلا عن طريق المباشرة الزوجية، واحتمال الإصابة به كبير في وقت الحيض إذا حدثت المباشرة.
الحصيلة المنطقية لكل ما سبق، أن الجهاز التناسلي للمرأة يكون في وضعية غير عادية، أثناء فترة الحيض، وضعية تتكاثر فيها الكائنات المجهرية وخصوصا الخطيرة منها على صحة الإنسان، لكن هذه الخطورة تبقى ضمن حدودها العادية/الكامنة، ولا تنتقل إلى حالة الفعل إلا عبر المباشرة: أفلا يكون السر الإلهي كبيرا بإيقاف هذه المباشرة حتى تطهر المرأة وتتطهر؟


---------------------------------

-1- أذى المحيض بعين الحقيقة القرآنية والمزاعم اليهودية ، دراسة مختبريه، دكتور محمد عبد اللطيف.

يحي غوردو
28/01/2008, 03:18 PM
الجراثيم والحيض:

ماذا يحدث وقت الحيض؟ ولماذا هو أذى؟

يقول د. محمد عبد اللطيف (1) تمت دراسة عينة من خمسين سيدة (27 لم يسبق لهن الولادة، و23 سبق لهن ذلك) وجميعهن سليمات، خاليات من الأمراض الباطنية والنسائية عموما، وجاءت نتائج الدراسة لتكشف:
أولاً) عن وجود دورة لمجهريات المهبل، لا تنفصل عن دورة هرمونات المبيض. وأن تواجد الجراثيم الضارة من ناحية وعضويات دودرليني من ناحية أخرى، تخضعان لعلاقة طردية: فعندما تكثر واحدة تقل الأخرى. وفي خلال فترة الحيض تتكاثر الجراثيم الضارة بأعداد رهيبة في حين تختفي عضويات دودرلين تماماً.
ثانياً) أثناء فترة الحيض، استقرت الجراثيم الضارة أسفل المهبل، في حين بدا الجزء العلوي منه خالياً منها تماماً.
ثالثاً) وجدت أنواع أخرى من الجراثيم الضارة أثناء فترة الحيض، غير تلك الموجودة أصلاً، وهي جراثيم مجرى البول والشرج.
رابعاً) جرثومة واحدة، غير ضارة بطبيعتها، اكتسبت خاصية الضرر وقت الحيض، في بعض الحالات.
خامساً) ازداد طول الترايكومونس وقت الحيض أربعة أضعاف ما كان عليه، ومن عجب أنه بدلاً من أن يبقى في أسفل المهبل، مكانه الأثير، فإنه تسلق إلي الجيوب المهبلية في أعلى المهبل.
سادسا) تضاعف عدد الجراثيم الضارة ليصل إلى: 6×710/مل، كما ازداد تنوعها أيضاً، وقت الحيض...
تضاعف كذلك طفيل الترايكومونس، وقت الحيض، أربع مرات، واستقر في أعلى المهبل. ومعروف أن الترايكومونس يسبب التهابات في الجهاز البولي والتناسلي للذكر، ومعروف أيضاً، أن انتقاله إليه لا يكون إلا عن طريق المباشرة الزوجية، واحتمال الإصابة به كبير في وقت الحيض إذا حدثت المباشرة.
الحصيلة المنطقية لكل ما سبق، أن الجهاز التناسلي للمرأة يكون في وضعية غير عادية، أثناء فترة الحيض، وضعية تتكاثر فيها الكائنات المجهرية وخصوصا الخطيرة منها على صحة الإنسان، لكن هذه الخطورة تبقى ضمن حدودها العادية/الكامنة، ولا تنتقل إلى حالة الفعل إلا عبر المباشرة: أفلا يكون السر الإلهي كبيرا بإيقاف هذه المباشرة حتى تطهر المرأة وتتطهر؟


---------------------------------

-1- أذى المحيض بعين الحقيقة القرآنية والمزاعم اليهودية ، دراسة مختبريه، دكتور محمد عبد اللطيف.

غسان التلاوي
28/01/2008, 09:56 PM
اشكرك على المجهود يا استاذ:vg:

غسان التلاوي
28/01/2008, 09:56 PM
اشكرك على المجهود يا استاذ:vg:

يحي غوردو
05/02/2008, 07:02 PM
اشكرك على المجهود يا استاذ:vg:

أخي غسان التلاوي زيارتك أسعدتنا

مودتي

يحي غوردو
05/02/2008, 07:05 PM
إبليس من الخالدين في الأرض إلى يوم ينفخ في الصور:

(قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ **قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِينَ ** إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)(الحجر / 36-37-38). يعلم إبليس أنه يخاطب العليم الخبير، ورغم علمه ذلك فإنه يحاول استعمال مكره ودهائه فيقول: رب أنظرني إلى يوم يبعثون. يريد ألا يموت أبدا، لأن يوم البعث، يأتي بعد النفخة الأولى التي تموت فيها الخلائق كلها، بل يموت فيها ملك الموت نفسه، فإذا أخذ إبليس وعدا من الله بأن يتركه إلى يوم يبعثون يكون قد نجا من الموت، ويضع بالتالي الآيات التي تؤكد العكس موضع مساءلة، قال تعالى:( كُلّ نَفْس ذَائِقَةُ المَوْتِ) وقال أيضا: (كل من عليها فان) (الرحمان/26).
وأكيد أن الله عز وجل علم ما جال بخاطر إبليس حتى قبل أن يخلقه، ولذلك لم يُنْظِره إلى يوم البعث (2) ، ولكن أنظَرَه إلى يوم الوقت المعلوم، أي يوم ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله. قال ابن عباس: (أراد به النفخة الأولى)، أي حين تموت الخلائق. وقيل: الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه.
ويدخل في المنظرين كل من لم يقبض الله روحه من خلقه إلى ذلك اليوم، ممن تقوم عليه الساعة، فهم من المنظرين بآجالهم إليه، ولذلك قيل لإبليس: إنَكَ مِنَ المُنْظَرِينَ: إنك ممن لا يميته الله إلى ذلك اليوم، يعني من المؤجلين، ويدل القول على أنه (إبليس) ليس الوحيد الموعود بذلك: فهل تكون ذريته من المنظرين أيضا؟

الخالدون: (1)

إذا كان بوسع البكتيريا أن تعيش ربع بليون سنة سجينة في قطعة صخر، فما الذي يمنعها من أن تعيش إلى الأبد؟ هذا هو السؤال الذي حير جوناثان نايت، وأكده راسل فريلاند Vreeland وهو يراقب البكتيريا التي ظلت راقدة في حالة سبات طويل (ربع بليون سنة) تجدد نشاطها تحت مجهره، مما يجعلها أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض على الإطلاق... على أي فإن ريتشارد موريتا (المتخصص بالميكروبيولوجيا من جامعة أوريجون)، لم يتردد في الاستنتاج بأن البكتيريا ماهرة في البقاء على قيد الحياة، حتى في ظروف تكاد تنعدم فيها المواد الغذائية، مثل البروزات الجرانيتية، والرمال الصحراوية، وعروق الفحم الحجري، والجليد القطبي... ويضيف قائلا: عندما تتجمع هذه التفاصيل كلها، ستجد نفسك أمام ذلك النوع من البقاء (البكتيري) الذي يمتد بلايين السنين... إنني أستطيع أن أتصور هذا الكائن الحي خالدا...
يقول عالم البيولوجيا الفضائية كريس مكاي Mckay من مركز أميس AMES للأبحاث التابع لوكالة أبحاث الفضاء الأمريكية NASA في موفيت فيلد بولاية كاليفورنا: «إذا كان بوسع الكائنات الحية أن تبقى هاجعة مدة 250 مليون سنة فسيكون هذا أكثر من المطلوب للانتقال من كوكب لآخر...» مما فتح المجال أمام فرضية روسية تزعم أن ميكروبا شديد المقاومة (تبين أنه يتحمل جرعات عالية من الإشعاع) من المحتمل أن يكون قد تطور على سطح كوكب المريخ، وانتقل إلى الأرض عبر الشهب المتنقلة في الفضاء (3) ، وبالمقابل ذكرت مجلة (نيوساينتست) البريطانية أن ديفيد موريسون من وكالة الفضاء الأمريكية لعلوم الأحياء الفلكية عبّر عن شكوكه إزاء استنتاجات الفريق الروسي وقال إن الأطلس الوراثي لذلك الميكروب مشابه لغيره من البكتيريا الأرضية، ولكنه اعترف بعدم وجود أي تفسير لمقاومته العالية للإشعاع؟
وافترض د. جون باركرز، من جامعة كارديف البريطانية، أن البكتيريا عاشت في الأعماق في بداية تكون الحياة على الأرض (منذ 3.8 مليون سنة) لكي تبتعد عن الشهب التي كانت تضرب سطح الأرض بصفة مستمرة، وأنها بدأت تتجه إلى مياه أقل عمقا مع زيادة الأمان على السطح، حتى انتهى بها الأمر على اليابسة.
وكان الاعتقاد سائدا بأن البكتيريا المتحجرة منذ ملايين السنين، قد انقرضت، لكن البحث كشف أن 30% منها هي في الواقع حية. وعلق د. باركرز على ذلك بقوله: "إن تلك البكتيريا قد تكون "خالدة" لا تموت، بل قد تكون الكائن الوحيد الخالد الذي نعرفه".

------------------

- (تأليف جوناثان نايت، ترجمة: د. إيهاب عبد الرحيم محمد، العنوان الأصلي للمقال:The Immortals نشر في مجلة New Scientist عدد أبريل 2001 مجلة الثقافة العالمية، ص.182 عدد 108 سبتمبرـ أكتوبر 2001.)
2- انظر تفسيري القرطبي و البغوي.
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني رجال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رمى بنجم فاستنار فقال: ما كنتم تقولون إذا رمى بمثل هذا ؟ قالوا كنا نقول ولد الليلة عظيم أو مات عظيم، فقال : إنها لم ترم لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا عز وجل إذا قضى أمراً سبحت حملة العرش حتى يسبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش ماذا قال ربكم ؟ فيخبرونهم ماذا قال، فيستخبر أهل السموات بعضهم بعضاً حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم فما جاءوا به على وجهه فهو الحق ولكنهم يقذفون ويزيدون. (رواه مسلم والترمذي والنسائي)

يحي غوردو
11/02/2008, 03:03 PM
خلاصة تركيبية

للخرافة ←الأسطورة أن ترى رأيها في موضوع الجن، وللنصوص الإسلامية←القطعية أن ترى رأيها أيضا، وللعلم التجريبي أن يقرر إلى أي جانب يميل.

الجن لغة ما اجتن عن عين الإنسان، فلم تره. بهذا نضع في سلة واحدة: الجن (المتعارف عليه)، والملائكة، والذرّة، والميكروب، والبكتيريا، والفيروس، والمغناطيس، والأثير، والكهرباء... مع ذلك فنحن هنا، على الأقل لغويا، أمام تعريف واضح محدد: كل ما اجتن عن عين الإنسان فهو "جن"، لكن ما "الجن" اصطلاحا؟ "الجن" الذي ظللنا نعتقد، ولفترة طويلة، أننا نعرفه... نقصد "الجن" المختزن في الذاكرة الجماعية، والوعي الشعبي؟

لا نعلم لذلك جوابا قطعيا كالذي حددته اللغة (العربية). يكفي أن نذكر كلمة "جن"، أمام مجمع من الناس، لنكون متأكدين أن كل واحد منهم شحن الكلمة بـ"مضمون" مغاير عما ضمنها الآخرون، "مضمون" يعبر عن كل ما اختزنته ذاكرته الشخصية، انطلاقا من تراكم خبراته وثقافته، لأنه هو وحده الذي يضع تشكيله في النهاية، حتى لو وضعت الذاكرة الجماعية حدودا لهذا التشكيل: غولا أم سعلاة، رخا أم عنقاء، كلبا أم ثعبانا...؟ إذ ما "الجن" في النهاية؟ هل هو قزم أم عملاق، بأجنحة أم بدونها، بذيل وقرون وأنياب أم دون ذلك...؟ هذا إذا كان المرء يؤمن بوجوده أصلا؟

فما نعتقد أننا نعرفه - "متعارف عليه" - هو في الواقع مثار نقاش شديد من حيث المضمون الدلالي، أي أن الدّال الذي ظننا أننا نعرفه هو دال على مدلول اختلفت حوله الروايات وتضاربت، لذا كان علينا أن نبحث عن أرضية لنقاشنا الاصطلاحي، وهذه الأرضية عثرنا عليها في الجانب الديني. وقد انطلقنا في نقاشنا من توجيه الخطاب إلى "المؤمن" بوجود الجن، على أن يأتي إقناع "غير المؤمن" انطلاقا من حصيلة النقاش، وقدرة النص الحجاجية النهائية، بناء على الإشكالية العامة للموضوع ومنهجه، لكن الاعتماد على الأرضية الدينية، ونقصد بالذات الإسلامية، يثير معضلة منهجية عويصة، ربما هي التي شكلت الذاكرة الجماعية في النهاية، فالإسلام، بما هو دين، لا يختلف عن باقي الأديان في نقطة جوهرية ارتبطت بمسار تطوره التاريخي، إذ بموازاة هذا التطور نمت الخرافة واستشكلت، وصبغته (الدين) بالصبغة الأسطورية، حتى ليظن المتتبع أن الأسطورة أصل من أصوله!

كان لا بد من تدقيق "الأرضية الدينية" نفسها إذن، وتحريرها مما ارتبط بها من خرافة وغلفها من أسطورة، وهنا انتهينا إلى أن الاعتماد على النصوص القطعية، من كتاب وسنة، ونبذ ما سواهما - اللهم إلا إذا كان زيادة في الشرح أو استئناسا بالمعنى - ينبغي أن يكون الأصل في رصد المفهوم، فضلا عن ضبط خصوصياته وتوفير مادته المعرفية، وأن الاعتماد على غير القطعي في بناء أفكار أو إصدار أحكام، هو الأساس الذي بنت عليه الأسطورة هيكلها، والبيئة التي فرخت الخرافة وغذتها. بهذا انتهينا إلى تحديد مواصفات "مضموننا" للجن (وما ارتبط به من مفردات كإبليس والشيطان وغيرهما...) قبل أن نبدأ في مناولة إشكاليتنا الجوهرية المتمثلة في مقاربة الجن بالكائنات الدقيقة، التي اكتشفها العلم راهنا، مما استدعى بحثا معمقا لتحديد هذه الكائنات الدقيقة، تعريفا واصطلاحا ووظيفة...، بناء على آخر ما توصل إليه العلم المادي المعاصر، المعتمد على الملاحظة والتجربة والاستنتاج، دون الالتفات إلى ما سواه، حتى لو كان ذلك يؤدي إلى نقيض ما طرحناه من فرضيات. لذا لم يكن بإمكاننا أن ننتهي إلا إلى حيث انتهى العلم التجريبي حول كائناته الدقيقة (بكتيريا، ميكروبات، فيروسات...) تعريفا واصطلاحا ووظيفة... لنعود ونؤسس لإشكالية موضوعنا، عبر منهج مقارن، يستدعي استحضار أوجه الشبه والاختلاف، إن كان هناك من شبه وإن كان هناك من اختلاف، بين المضمون الذي انتهى إليه الدين حول "الجن"، ومضمون العلم "للكائنات الدقيقة"، بما تستدعيه المقارناتية من مساءلة وما تفرضه من استنتاج:
ما هو الكائن الذي لا يراه الإنسان بالعين المجردة؟ الكائن الذي اجتمعت فيه صفات التفاهة والحقارة، الخسة والمكر، الخير والشر، المرض وسفك الدماء، التكاثر والخلود، العجز عن إطفاء شمعة وفي الوقت نفسه القدرة الهائلة على التدمير... وكل الصفات الأخرى التي حللناها في المقارنة أعلاه؟

نلتفت إلى النصوص الدينية، الإسلامية، فنراها تشير مباشرة إلى الجن، ثم نلتفت إلى العلم المعاصر فلا يحيلنا إلا على الكائنات المجهرية الدقيقة، فنتساءل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

تخبرنا اللغة، العربية، أن "الجن" هو كل ما اجتن عن العين، فيتأكد لدينا أن القدماء، عندما وضعوا هذا التعريف، أدخلوا فيه، دون وعي منهم، كل ما سيكشف عنه العلم بعد ذلك بقرون من عالم الغيب. "الجن"، جواب شاف لكل من أراد أن يريح ويستريح، لكننا لم نرغب في الاكتفاء بذلك.

أدخلنا النصوص الدينية التي عرضت لموضوع الجن إلى المختبر، وفحصناها بالمجهر، تماما كما فحص العلم التجريبي، عبر المجهر أيضا، كائناته الدقيقة، فكانت النتائج مذهلة حقا: تطابق، نكاد نقول تام، بين ماهية وصفات وخصوصيات... الجن (كما وردت في النصوص الإسلامية القطعية)، وماهية وصفات وخصوصيات... الكائنات الدقيقة (كما يبرزها الكشف العلمي المعاصر)، فنتساءل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

"الجن" كائنات حية غير مرئية، تتغذى وتنمو، تتزاوج وتتكاثر، وكذلك "الكائنات الدقيقة". "الجن" لها نوع من "العقل" والقدرة على التفكير والتخطيط والفعل، وكذلك الكائنات الدقيقة. "الجن" المؤمن يفعل الخير، والكافر - وخصوصا الشياطين والأبالسة - شريرة بالطبيعة، وكذلك الكائنات الدقيقة، بعضها يفعل الخير (أنواع من البكتيريا) وأكثرها يبدو وجوده مرتبطا بالشر... هذا فضلا عن نقاط تقاطع كثيرة عرضنا لها بالتفصيل أثناء المقارنة أعلاه، فنتساءل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

الجن، إبليس، الشيطان، البكتيريا، الميكروب، الفيروس... عندما نحرر الألفاظ من محتواها الأسطوري ونعرضها للبحث العلمي الدقيق (لعلوم: اللغة، والدين، والمادة...) لا نكاد نجد إلا اختلافا في التسميات وتشابها في المضامين. صحيح أنها قد تختلف في بعض الجزئيات أو المهام أو الأدوار... لكن المعنى العام يصدمنا بصاوية واحدة تجعلنا نرتد، مرة أخرى، نحو التساؤل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

يحي غوردو
11/02/2008, 03:03 PM
خلاصة تركيبية

للخرافة ←الأسطورة أن ترى رأيها في موضوع الجن، وللنصوص الإسلامية←القطعية أن ترى رأيها أيضا، وللعلم التجريبي أن يقرر إلى أي جانب يميل.

الجن لغة ما اجتن عن عين الإنسان، فلم تره. بهذا نضع في سلة واحدة: الجن (المتعارف عليه)، والملائكة، والذرّة، والميكروب، والبكتيريا، والفيروس، والمغناطيس، والأثير، والكهرباء... مع ذلك فنحن هنا، على الأقل لغويا، أمام تعريف واضح محدد: كل ما اجتن عن عين الإنسان فهو "جن"، لكن ما "الجن" اصطلاحا؟ "الجن" الذي ظللنا نعتقد، ولفترة طويلة، أننا نعرفه... نقصد "الجن" المختزن في الذاكرة الجماعية، والوعي الشعبي؟

لا نعلم لذلك جوابا قطعيا كالذي حددته اللغة (العربية). يكفي أن نذكر كلمة "جن"، أمام مجمع من الناس، لنكون متأكدين أن كل واحد منهم شحن الكلمة بـ"مضمون" مغاير عما ضمنها الآخرون، "مضمون" يعبر عن كل ما اختزنته ذاكرته الشخصية، انطلاقا من تراكم خبراته وثقافته، لأنه هو وحده الذي يضع تشكيله في النهاية، حتى لو وضعت الذاكرة الجماعية حدودا لهذا التشكيل: غولا أم سعلاة، رخا أم عنقاء، كلبا أم ثعبانا...؟ إذ ما "الجن" في النهاية؟ هل هو قزم أم عملاق، بأجنحة أم بدونها، بذيل وقرون وأنياب أم دون ذلك...؟ هذا إذا كان المرء يؤمن بوجوده أصلا؟

فما نعتقد أننا نعرفه - "متعارف عليه" - هو في الواقع مثار نقاش شديد من حيث المضمون الدلالي، أي أن الدّال الذي ظننا أننا نعرفه هو دال على مدلول اختلفت حوله الروايات وتضاربت، لذا كان علينا أن نبحث عن أرضية لنقاشنا الاصطلاحي، وهذه الأرضية عثرنا عليها في الجانب الديني. وقد انطلقنا في نقاشنا من توجيه الخطاب إلى "المؤمن" بوجود الجن، على أن يأتي إقناع "غير المؤمن" انطلاقا من حصيلة النقاش، وقدرة النص الحجاجية النهائية، بناء على الإشكالية العامة للموضوع ومنهجه، لكن الاعتماد على الأرضية الدينية، ونقصد بالذات الإسلامية، يثير معضلة منهجية عويصة، ربما هي التي شكلت الذاكرة الجماعية في النهاية، فالإسلام، بما هو دين، لا يختلف عن باقي الأديان في نقطة جوهرية ارتبطت بمسار تطوره التاريخي، إذ بموازاة هذا التطور نمت الخرافة واستشكلت، وصبغته (الدين) بالصبغة الأسطورية، حتى ليظن المتتبع أن الأسطورة أصل من أصوله!

كان لا بد من تدقيق "الأرضية الدينية" نفسها إذن، وتحريرها مما ارتبط بها من خرافة وغلفها من أسطورة، وهنا انتهينا إلى أن الاعتماد على النصوص القطعية، من كتاب وسنة، ونبذ ما سواهما - اللهم إلا إذا كان زيادة في الشرح أو استئناسا بالمعنى - ينبغي أن يكون الأصل في رصد المفهوم، فضلا عن ضبط خصوصياته وتوفير مادته المعرفية، وأن الاعتماد على غير القطعي في بناء أفكار أو إصدار أحكام، هو الأساس الذي بنت عليه الأسطورة هيكلها، والبيئة التي فرخت الخرافة وغذتها. بهذا انتهينا إلى تحديد مواصفات "مضموننا" للجن (وما ارتبط به من مفردات كإبليس والشيطان وغيرهما...) قبل أن نبدأ في مناولة إشكاليتنا الجوهرية المتمثلة في مقاربة الجن بالكائنات الدقيقة، التي اكتشفها العلم راهنا، مما استدعى بحثا معمقا لتحديد هذه الكائنات الدقيقة، تعريفا واصطلاحا ووظيفة...، بناء على آخر ما توصل إليه العلم المادي المعاصر، المعتمد على الملاحظة والتجربة والاستنتاج، دون الالتفات إلى ما سواه، حتى لو كان ذلك يؤدي إلى نقيض ما طرحناه من فرضيات. لذا لم يكن بإمكاننا أن ننتهي إلا إلى حيث انتهى العلم التجريبي حول كائناته الدقيقة (بكتيريا، ميكروبات، فيروسات...) تعريفا واصطلاحا ووظيفة... لنعود ونؤسس لإشكالية موضوعنا، عبر منهج مقارن، يستدعي استحضار أوجه الشبه والاختلاف، إن كان هناك من شبه وإن كان هناك من اختلاف، بين المضمون الذي انتهى إليه الدين حول "الجن"، ومضمون العلم "للكائنات الدقيقة"، بما تستدعيه المقارناتية من مساءلة وما تفرضه من استنتاج:
ما هو الكائن الذي لا يراه الإنسان بالعين المجردة؟ الكائن الذي اجتمعت فيه صفات التفاهة والحقارة، الخسة والمكر، الخير والشر، المرض وسفك الدماء، التكاثر والخلود، العجز عن إطفاء شمعة وفي الوقت نفسه القدرة الهائلة على التدمير... وكل الصفات الأخرى التي حللناها في المقارنة أعلاه؟

نلتفت إلى النصوص الدينية، الإسلامية، فنراها تشير مباشرة إلى الجن، ثم نلتفت إلى العلم المعاصر فلا يحيلنا إلا على الكائنات المجهرية الدقيقة، فنتساءل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

تخبرنا اللغة، العربية، أن "الجن" هو كل ما اجتن عن العين، فيتأكد لدينا أن القدماء، عندما وضعوا هذا التعريف، أدخلوا فيه، دون وعي منهم، كل ما سيكشف عنه العلم بعد ذلك بقرون من عالم الغيب. "الجن"، جواب شاف لكل من أراد أن يريح ويستريح، لكننا لم نرغب في الاكتفاء بذلك.

أدخلنا النصوص الدينية التي عرضت لموضوع الجن إلى المختبر، وفحصناها بالمجهر، تماما كما فحص العلم التجريبي، عبر المجهر أيضا، كائناته الدقيقة، فكانت النتائج مذهلة حقا: تطابق، نكاد نقول تام، بين ماهية وصفات وخصوصيات... الجن (كما وردت في النصوص الإسلامية القطعية)، وماهية وصفات وخصوصيات... الكائنات الدقيقة (كما يبرزها الكشف العلمي المعاصر)، فنتساءل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

"الجن" كائنات حية غير مرئية، تتغذى وتنمو، تتزاوج وتتكاثر، وكذلك "الكائنات الدقيقة". "الجن" لها نوع من "العقل" والقدرة على التفكير والتخطيط والفعل، وكذلك الكائنات الدقيقة. "الجن" المؤمن يفعل الخير، والكافر - وخصوصا الشياطين والأبالسة - شريرة بالطبيعة، وكذلك الكائنات الدقيقة، بعضها يفعل الخير (أنواع من البكتيريا) وأكثرها يبدو وجوده مرتبطا بالشر... هذا فضلا عن نقاط تقاطع كثيرة عرضنا لها بالتفصيل أثناء المقارنة أعلاه، فنتساءل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

الجن، إبليس، الشيطان، البكتيريا، الميكروب، الفيروس... عندما نحرر الألفاظ من محتواها الأسطوري ونعرضها للبحث العلمي الدقيق (لعلوم: اللغة، والدين، والمادة...) لا نكاد نجد إلا اختلافا في التسميات وتشابها في المضامين. صحيح أنها قد تختلف في بعض الجزئيات أو المهام أو الأدوار... لكن المعنى العام يصدمنا بصاوية واحدة تجعلنا نرتد، مرة أخرى، نحو التساؤل: ألسنا هنا بصدد الحديث عن شيء واحد؟

يحي غوردو
18/02/2008, 01:03 PM
المراجع:



- القرآن الكريم.

- صحيح البخاري.

- صحيح مسلم.

- صحيح ابن حبان.

- صحيح مسلم بشرح الإمام النووي.

- سنن أبو داود.

- سنن الدارمي.

- سنن الترمذي.

- سنن الدارقطني.

- سنن البيهقي الكبرى.

- سنن ابن ماجة.

- مسند الإمام أحمد بن حنبل.

- مسند أبي يعلى.

- مصنف ابن أبي شيبة.

- مستدرك الحاكم.

- محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين.

- تفسير القرطبي.

- تفسير القرآن العظيم، ابن كثير.

- تفسير السعدي.

- تفسير البغوي.

- تفسير الكشاف، الزمخشري.

- تفسير الفخر الرازي.

- تفسير المراغي.

- تفسير المنار.

- الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني.

- تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي.

- القرطبي، الجامع لأحكام القرآن.

- الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن.

- مصطفى الباني الحلبي، الجواهر في تفسير القرآن الحكيم.

- ابن حجر العسقلاني، فتح الباري.

- أبو بكر جابر الجزائري، عقيدة المؤمن.

- أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري، الفصل في الملل والأهواء والنحل.

- أبو الـحسن مـحمد بن الـحسين الآبري، مناقب الشافعي.

- محمد متولي الشعراوي، قصص الأنبياء.

- الحافظ ابن كثير الدمشقي، قصص الأنبياء.

- كتاب الأم للشافعي .

- ابن تيمية، دقائق التفسير.

- ابن تيمية، مجموع الفتاوى.

- ابن قيم الجوزية، بدائع الفوائد.

- إبن قيم الجوزية: إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان.

- ابن القيم الجوزية، الطب النبوي.

- جمال الدين ابن الجوزي، تلبيس إبليس.

- ابن منظور، لسان العرب المحيط.

- فؤاد عبد الباقي: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.

- أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين.

- محمد كمال عبد العزيز، الأمراض السرية والهاوية الجنسية.

- ابن كثير، عماد الدين إسماعيل أبو الفداء الدمشقي: البداية والنهاية.

- محمد بن علي الشوكاني، نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار .

- أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني: بذل الماعون في فضل الطاعون.

- ولي زار بن شاهز الدين، الجن في القرآن والسنة.

- عبد الله الجبرين، منهج الشرع في إثبات المس والصرع.

- محمد عيسى داود، حوار صحفي مع الجني المسلم مصطفى كنجور.

- بدر الدين الشبلي، آكام المرجان في عجائب وغرائب الجان.

- أحمد حسين علي سالم، المرض والشفاء في القرآن الكريم.

- أبو الفداء محمد عارف، عالج نفسك بالقرآن والدعاء.

- عدنان الشريف، من علم النفس القرآني.

- عبد المجيد الصاوي، من إعجاز القرآن الكريم والسنة المطهر في الطب الوقائي والكائنات الدقيقة.

- عبد الحميد القضاة، الإيدز حصاد الشذوذ.

- مناحي القحطاني، الرمد.

- عبد الكريم محمود الكيال الجـــــــــــذام، بين الأسباب والمظاهر والعلاج.

- نظمي خليل أبو العطا، آيات معجزات من القرآن وعالم النبات.

- محمد أمين شيخو، الله أكبر( رفقاً بالحيوان ) مورد رزقك وحياتك يا إنسان.

- عبد المجيد الزنداني، المعجزة العلمية في القرآن والسنة.


مقالات:

- "آخر رأس للهدرة (التهديدات البيولوجية الجديدة وثقافة السلم.)" ريشار ماسا Richard Massa (مركز العناية، والتكوين والتقويم المتقدم).

- "احذروا الغزاة" !Attention aux envahisseurs ، لأنطوان أندريمون Antoine Andremont طبيب باحث بمستشفى بيشا مختص في الأمراض التعفنية وهو أيضا نائب رئيس لجنة مقاومة التعفنات.

- " خواص اللعاب الشفائية " ظافر العطار، مجلة طب الفم السورية.

- "كيف يحافظ غسيل الأنف عند الوضوء على صحة الإنسان"، للدكتور مصطفى أحمد شحاته والدكتورة عواطف عواد والدكتور محمد سليم، الإسكندرية ــ مصر

- "أذى المحيض بعين الحقيقة القرآنية والمزاعم اليهودية" ، دراسة مختبريه، دكتور محمد عبد اللطيف.


- موسوعة Encyclopédie Microsoft® Encarta® 2002

- موسوعة "ويكيديا"

- موسوعة إينيفرساليس 2003


- مجلة "عالم المعرفة".

- مجلة " Science &Vie"

- مجلة "Pour la Sience"

- مجلة "New Scientist" .

- مجلة الثقافة العالمية.

- جون بوستجيت، "الميكروبات"، ترجمة عزت شعلان: سلسلة كتب عالم المعرفة.


--

غالب ياسين
18/02/2008, 01:30 PM
الف شكر سيدي الفاضل استاذ يحي غوردو على هذه المتابعه وعلى هذا الاهتمام
لك كل الشكر والتقدير

يحي غوردو
18/02/2008, 01:50 PM
http://img341.imageshack.us/img341/2678/98845444fd1.jpg

غالب ياسين
02/05/2008, 09:18 PM
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=8903&scholar_id=161&series_id=377

غالب ياسين
02/05/2008, 09:18 PM
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=8903&scholar_id=161&series_id=377

غالب ياسين
02/05/2008, 10:13 PM
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=8904&scholar_id=161&series_id=377

غالب ياسين
02/05/2008, 10:13 PM
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=8904&scholar_id=161&series_id=377

يحي غوردو
11/06/2008, 06:13 PM
الشريعة و الحياة - عالم الجن حقائق وأوهام

http://fr.youtube.com/watch?v=tsG7_8jpmJU&feature=related

يحي غوردو
16/06/2008, 09:19 PM
الكائنات المجهرية بالصوت والصورة

http://fr.youtube.com/watch?v=Zi5wzn1Bixo

يحي غوردو
27/07/2008, 06:14 PM
البكتيريا الأكلة للحم البشر والشذوذ الجنسي

إعداد الباحث محمد لجين الزين

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201603658clip.jpg
صورة رقم (1) تبين الجرثومة الآكلة للحم البشر تحت المجهر و ملونة بملونات تبين طبيعتها

ذكر الله تعالى قوم لوط وقال عنهم إنهم قوم معتدون ومسرفون وأن ما يقومون به هو من السيئات وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتل الشاذين من الرجال في عدة أحاديث ولعنهم ثلاث مرات.

قال الله تعالى :(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)(الشعراء).

فلماذا وصف الله تعالى عملهم بالفاحشة ولماذا قام الرسول الكريم بلعنهم وأمر بقتلهم مع أن بعضهم في هذا العصر يدافع ويقول إن ما يفعله هو نوع من الحب وأنه لا يوجد ضرر منه وبعض المتأسلمين أصبح يدافع عنهم ويقول إنهم ليسوا مجرمين بل مريضين؟؟؟

أهدي هذا البحث لكل الشاذين أو الذين يدعون أنفسهم بالمثليين لكي يتوبوا إلى الله و يقلعوا عن عملهم الشاذ الذي إن لم يصابوا بسببه بالأمراض الفتاكة فإنهم سيعاقبون في الآخرة أشد العقاب، و عليهم أن يراجعوا أنفسهم و أن يتدبروا ما سيذكر هنا.

أحدث الأبحاث العلمية حول الشذوذ

لنطلع على هذا البحث العلمي الذي نشر بتاريخ 15/1/2008 في موقع أميركي والأبحاث الحديثة المتعلقة بأمراض الشواذ الجنسية:

إن الشاذين من الرجال جنسياً و يسمون المثليين أو اللوطيين نسبة لقوم لوط عليه السلام أو يسمون ممارسي فعل اللواطة أو الفعل المنافي للحشمة، هم رجال يقومون بممارسة هذا الفعل مع صبية صغار لا يعلمون بالإثم الذي يرتكبوه أو مع رجال مثلهم، ومنهم من يحب أن يكون المفعول به وقد يغير جنسه إلى أنثى.

قرأت في موقع الجزيرة خبراً أذهلني مما جعلني أقوم ببحث عن الأمراض التي تنتقل عن طريق الشاذين، فوجدت أموراً مذهلة سأبدأ بالمقالة التي قرأتها حيث أثبتت دراسة طبية أميركية أن الرجال الشواذ جنسيا أكثر عرضة للإصابة بسلالة جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تعرف باسم البكتريا آكلة لحوم البشر [1].

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201603700clip_2.jpg
صورة رقم(2) و تبين الجراثيم ومكان الإصابة على قدم أحد المرضى

وذكرت أن احتمال إصابة الشواذ بهذا النوع من البكتيريا عبر العلاقات الجنسية الشاذة يفوق غيرهم بثلاثة عشر مرة. وأوضحت أن الالتهاب الناتج عن الإصابة يسمى التهاب بكتيريا "ستافيلوكوكّس أوريوس المقاومة للمثيسيلّين"، ويعرف اختصاراً بـ بكتيريا MRSA وهي مقاومة لأغلب المضادات الحيوية المعروفة [2].

ووفقاً للدراسة فإن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا -التي كان وجودها في الماضي مقتصراً على المستشفيات- مازالت تنمّي مقاومتها لأقوى المضادات الحيوية المعروفة، وانتقلت إلى جماعات يمكن للمرض الانتشار فيها بالاتصال العرضي أيضاً.

وقال معد الدراسة الدكتور بنه دييب -الباحث بالمركز الطبي لمستشفى سان فرانسيسكو- إن عدوى هذه البكتيريا تصيب غالباً الشواذ جنسياً في مواقع أجسادهم التي يحدث فيها تلامس الجلد بالجلد أثناء العلاقات الشاذة.

المشكلة التي يخاف منها الأطباء هي أن هذه الجرثومة إن انتشرت بنسبة كبيرة فيصبح من الصعب إيقافها [3].

و قد قام بنشر الدراسة موقع خاص مناهض للشاذين أو ما يسمى بالمثليين، واسمه: الحقيقة لأميركا عن المثليين الشاذين و مؤسسه أحد الأميركيين المحافظين[4].

و المفاجئ أنه الآن في أميركا نسبة الذين يموتون بسبب هذه الجرثومة هي أكثر من نسبة الذين يموتون بسبب فيروس الإيدز [5].

و ذكر موقع البي بي سي البريطاني نفس الموضوع حيث أشارت أبحاث إلى ظهور نوع جديد من البكتيريا العنيفة "إم آر إس إيه" أشد فتكا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي الحاد التقرحي من النوع الذي ينتج عنه تآكل وتلف أنسجة الرئتين، وتتسبب هذه البكتيريا بالإصابة بدمامل ضخمة على الجلد، وفي بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى تسمم الدم الفتاك[6].
http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201603763clip_3.jpg
صورة رقم (3) الجرثومة الأكلة للحوم البشر مكبرة عشرون ألف مرة

و أحد المواقع الأميركية تقول لماذا البعض لا ينبه من خطر الشذوذ الجنسي الصحي، و أنه يجب عزلهم عن بقية أفراد الشعب[7].

و تؤكد منظمة الصحة العالمية أنها تنفق عشرات الملايين لتحارب الأمراض الجنسية الناتجة عن الشذوذ الجنسي، ولوقاية الأبرياء الذين تصلهم هذه الأمراض بسبب شذوذ الزوج أو نقل الدم، وعلينا أن لا ننسى الأمراض المعروفة ( السيلان، القرحة التناسلية، الدبيلة الأربية، التورم الصفني، التهاب الملتحمة الوليدي، الزهري أو ما يسمى بالأفرنجي ، فيروس الإيدز، التعقيبة، القرح اللين أو القريح، الثآليل الزهرية، الحبيبوم المغبني، العقبول التناسلي ، وغيرها مما لم يتم الإفصاح عنه أو اكتشافه ...

Gental Warts, Genetal Herpes, Chanchroid, Granuloma Inguinalis, Syphilis, Gonorrhea, AIDS, etc..

و نسبة الذين يصابون من السرطان من الشواذ هي الضعف من الأشخاص العاديين حتى أنه هناك سرطان خاص بهم اسمه Kaposi sarcoma وقد ظهر حديثاً ولا زالت الدراسات تجري حوله وهو متواجد بكثرة بين المثليين في كاليفورنيا و لوس أنجلوس [8].

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201603813clip_4.jpg
صورة رقم (4) تبين انتشار السرطان الخاص باللوطيين - المثليين

الإعجاز في الحديث النبوي الشريف

و انتشار هذه الأمراض مع الإباحية الجنسية و العلاقات الفاجرة الشاذة ما هو إلا تحقيق لنبوءة سيد البشر و إعجاز نبوي عظيم لقوله صلى الله عليه و سلم : " ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا " [ رواه الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمر ، و صححه السيوطي ، و قال الألباني : حديث صحيح].

الإعجاز في القصة القرآنية

و نتذكر كيف استهزأ القوم من لوط و آل بيته، يقول تعالى: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) الأعراف 82، ويقول أيضاً: (وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) -الأنبياء الآية 74

و نرى هنا أن الله تعالى قد أنجى لوط عليه السلام و آل بيته من قومه الذين كانوا يعملون الخبائث و قال تعالى عنهم أنهم فاسقين. يقول تعالى: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ* فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ)74 الحجر ويقول في آية أخرى عن عذاب قوم لوط: (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)84 الأعراف

نستخلص من الآيات حكمتين بليغتين:

الأولى: أن اللواط أو إتيان الدبر هو من الخبائث، وقد رأينا كيف أنه يسبب انتشار الجراثيم و البكتيريا بشكل أكبر و يسبب السرطانات كما قال الأطباء و المختصون الغربيين ونرى أن آل لوط كانوا يطبقون تعاليم الله تعالى بالنسبة للطهارة والتطهر من حيث الغسل والوضوء وعدم انتهاك حدود الله تعالى.

ثانياً : إن العقوبة التي أنزلها الله تعالى بقوم لوط هي رحمة بالعالمين وذلك لأننا كما نعلم فإن الإسلام هو أول من طبق الحجر الصحي على المرضى العاديين و نتذكر قول رسول الله تعالى عن الطاعون، ولكنه لم يطبق على قوم لوط بسبب شذوذهم الذي حتى لو طبقنا عليهم الحجر الصحي فإنهم سيبقون ويمارسوا الفاحشة وستبقى الأمراض وسينتشر الشذوذ وعندها لن يكون هناك فائدة من ممارسة الحجر عليهم، فأمطر الله عليهم حجارة من سجيل وقلب الأرض عليهم بسبب نجاستهم واعتدائهم على الفطرة البشرية وعلى أنفسهم.

حدثنا عبد الله بن محمد بن علي النفيلي ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به). سنن أبي داوود

حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرني عبد الله بن نافع أخبرني عاصم بن عمر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (في الذي يعمل عمل قوم لوط قال ارجموا الأعلى والأسفل ارجموهما جميعا). سنن ابن ماجة

والعجيب جداً...

العجيب: كيف يدافع أحد المتأسلمين عمن يمارس هذه الفعل القذر و نحن كما نعلم فإن فتحة الدبر يخرج منها الغائط، و البديهة و الفطرة تجعلنا نستقذر كل من يأتي هذا الفعل الشاذ.

فتذكر أخي المسلم أن لا تصافح أحد المثليين لأنك لا تعرف ما تحمله يده من بكتيريا و جراثيم قد تؤدي لهلاكك، و أنصح من يقوم بهذا الفعل القذر أن يبتعد عنه لأنه ليس من الفطرة السليمة.

صور للعبرة

سترون الآن بعض الصور لإصابات بالجرثومة الآكلة للحم البشر، والصور التي عثرت عليها على الإنترنت مقززة ومقشعرة للبدن [10]، ولذلك فضلت ألا أعرضها، وأكتفي ببعض الصور للعبرة.

http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201603882clip_5.jpg
صورة رقم (5) توضح لنا كيف تقوم الجرثومة بأكل اللحم.


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201603996clip_6.jpg
صورة رقم (6) التهابات منتشرة على الوجه ناتجة عن الجرثومة الآكلة للحم البشر.


http://www.55a.net/firas/ar_photo/1201604047clip_7.jpg
صورة رقم (7) نلاحظ كيف تتغلغل هذه الجرثومة العصية على المضادات المعروفة في الجسم.


الخاتمة

وهكذا يتبين لنا بعد هذه الحقائق أن الله سبحانه وتعالى قصَّ علينا قصة قوم لوط لنأخذ العبرة، وحدثنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن عواقب من يرتكب الفواحش ويعلن بها وأن الأمراض ستظهر بسبب ذلك، وقد رأينا في هذا العصر هذه الأمراض والبكتريا التي لم تكن معروفة من قبل.

وهذا يشهد على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وصدق كتاب الله تعالى ، ويشهد على الإعجاز الطبي في القرآن الكريم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





http://www.nouralhak.com


--------------------------------------------------------------------------------

الهوامش

1- http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D97D2DFE-B3B5-4451-A546-EBDC454B998D.htm

2- Methicillin-resistant Staphylococcus aureus, or MRSA bacteria, http://en.wikipedia.org/wiki/MRSA

3- Homosexual Groups Invited to Work to Curb Spread of MRSA. http://americansfortruth.com/issues/the-agenda-glbtq-activist-groups/gay-culture/

4- http://www.aftah.org/

5- http://www.webmd.com/news/20071016/more-us-deaths-from-mrsa-than-aids

6- انتشار بكتيريا فتاكة جديدة بين المثليين

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_7190000/7190899.stm

7- http://www.worldnetdaily.com/news/article.asp?ARTICLE_ID=59714

8- http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/00001114.htm

Gental Warts, Genetal Herpes, Chanchroid, Granuloma Inguinalis, Syphilis, Gonorrhea, AIDS, etc…

9- http://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/slideshow-closer-look-at-mrsa

10- http://images.google.com/images?hl=ar&q=Kaposi+sarcoma+homosexual+&lr=&um=1&ie=UTF-8&sa=N&tab=wi

http://images.google.com/images?svnum=10&um=1&hl=ar&lr=&q=MRSA

http://www.ronjones.org/Weblinks/MRSA-Photos.html

http://www.mrsa.best-health-guide.info/Staph-Infection-Picture.php

يحي غوردو
01/12/2008, 04:45 PM
كتاب قيم حول الميكروبات للدكتور عبد الحميد القضاة

عجائب الميكروبات السبع

http://www.arabswata.org/up/view.php?file=d64cdccc5d


:fl:

يحي غوردو
18/12/2008, 02:29 PM
للإثراء الموضوع أقدم لكم

هذا الرابط الذي يحتوي على كتاب مهم تحت عنوان "الميكروبات" د. جون بوستجيت / ترجمة د عزت شعلان

http://www.arabswata.org/up/view.php?file=7d66d44bb0

:good:

يحي غوردو
22/01/2009, 06:00 PM
كتاب: الميكروبات وكرامات الشهداء للدكتور عبد الحميد القضاة


بعض محتويات الكتاب

· المعــاهــــدة الصــامـتــة....!!
· القبر ... هـــل هــو بيت الدود؟
· الميكروبات وأجـسـاد الأنبيـاء.
· الميكروبات وأجساد الشهداء.
· شهــداء الأرض المبـــاركـــة.
· والقافـلـة تسير ................ !


http://www.qudah.com/webmaster/Publications_Photo_bv.asp?key=63

http://up.zyzoom.org/uploads/images/zyzoom-58f5dc53ec.gif
http://www.qudah.com/Publications/3.pdf
...

..

.

.

يحي غوردو
16/02/2009, 06:27 PM
الإعجاز العلمي في عالم الميكروبات
عبد المجيد الزنداني

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=114514

http://www.55a.net/sounds/index/listen_sound.php?id_sound=47

يحي غوردو
24/04/2009, 06:02 PM
بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
هذه بعض الكتب التي تناولت موضوع الجن والشياطين نضعها هنا لمن يريد البحث فيها


الشيطان و الانسان محمد متولي الشعراوي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=001158.pdf

ما يعتصم به من الشيطان مجدي محمد الشهاوي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015140.pdf

الفتح الرباني لعلاج المس الشيطاني بالقران الكريم محمد سيد محمود
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013077.pdf

العواصم من الشيطان و صحيح الرقيه الشرعيه مصطفي العدوي
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/aladwi.zip

الادله الشرعيه في اثبات صرع الشيطان للانسان صالح الرقب
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/jenn.zip

المس الشيطاني ابن الجوزي-ابن القيم الجوزيه
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=011369.pdf

سلاح اليقظان لطرد الشيطان عبد العزيز المحمد السلمان
http://al-mostafa.info/data/arabic/g...other/0248.pdf

تحضير الارواح و تسخير الجان: بين الحقيقه و الخرافه مجدي محمد الشهاوي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=007576.pdf

التنويم المغناطيسي بين الحقيقه و الخرافه مجدي محمد الشهاوي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=015465.pdf

صفوه البيان في علاج السحر و الحسد و مس الجان محمد محمود عبد الله
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=000809.pdf

"الجن" ابن تيميه
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=014310.pdf

السحر و السحره من منظار القران و السنه ابراهيم كمال ادهم
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=011380.pdf

العلاقه بين الجن و الانس من منظار القران و السنه ابراهيم كمال ادهم
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=002448.pdf

حقيقه السحر: دراسه في ظلال القصص القراني و السيره النبويه ابراهيم محمد الجمل
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=018255.pdf

اكتساح السحر و الشعوذه و الكهانه و التنجيم و الضرب بالرمل احمد محمود خليل الخروف-راجح عبد الحميد الكردي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=017517.pdf

غرائب و عجائب الجن كما يصورها القران و السنه بدر الدين ابو عبد الله محمد بن عبد الله الدمشقي الحنفي الشبلي-ابراهيم محمد الجمل
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=000973.pdf

السحر و السحره و الوقايه من الفجره تاج الدين نوفل
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=011381.pdf

لقط المرجان في احكام الجان جلال الدين عبد الرحمن السيوطي-مصطفي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=012552.pdf

السحر:حقيقته-انواعه-الوقايه منه راجي الاسمر
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=009210.pdf

الجن:بين الاشارات القرانيه و علم الفزياء عبد الرحمن محمد الرفاعي
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=013088.pdf

عالم السحر و الشعوذه* عمر سليمان عبدالله
http://al-mostafa.info/data/arabic/d...ile=008256.pdf

فتح المغيث في السحر والحسد ومس إبليس
أبو عبيدة ماهر بن صالح آل مبارك
http://s205400330.onlinehome.us/books/19/36/0036.rar

وقاية الإنسان من الجن والشيطان
وحيد عبد السلام بالي
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=1387

الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار
وحيد بن عبد السلام بالي
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mottaleby/sbtsa.pdf

النشرة أو حكم علاج السحر بالسحر
عبد العظيم بن إبراهيم أبابطين
http://www.ahlalhdeeth.net/omar/Mottaleby/nhess.pdf

من كان له كتب اخرى فليضع روابطها هنا للفائدة

تحيتي للجميع

فاضل أحمد
19/05/2009, 12:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
دعاء لله تعالى أن تكونوا وأهليكم وجميع المسلمين بخير

بارك الله تعالى فيك وجزاك خيرا أخي يحي غوردو على المجهود الرائع والمعلومات القيمة، وفقك الله تعالى للحق ولما فيه المنفعة، وجزاك خيرا ..


لننتصح بالدوام على طاعة الله سبحانه و تعالى ، و أن يكون من بين مبادئنا
في الحياة : اعط بلا مقابل .. ترزق بلا توقع
لا تحرموني من الدعاء
بارك الله تعالى فيكم وجزاكم خيرا
وصلى الله تعالى وسلم وبارك على رسوله وحبيبه سيدنا محمد وآله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

[مقاطعة البضائع التي تفيد اليهود عند شرائها]

يحي غوردو
22/05/2009, 07:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
دعاء لله تعالى أن تكونوا وأهليكم وجميع المسلمين بخير
بارك الله تعالى فيك وجزاك خيرا أخي يحي غوردو على المجهود الرائع والمعلومات القيمة، وفقك الله تعالى للحق ولما فيه المنفعة، وجزاك خيرا ..
لننتصح بالدوام على طاعة الله سبحانه و تعالى ، و أن يكون من بين مبادئنا
في الحياة : اعط بلا مقابل .. ترزق بلا توقع
لا تحرموني من الدعاء
بارك الله تعالى فيكم وجزاكم خيرا
وصلى الله تعالى وسلم وبارك على رسوله وحبيبه سيدنا محمد وآله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
[مقاطعة البضائع التي تفيد اليهود عند شرائها]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زيارتك أسعدتني أخي الكريم بارك الله فيك وجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر

مودتي
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

يحي غوردو
27/05/2009, 03:17 PM
سري للغاية - أرواح وأشباح
(يسري فودة - قناة الجزية)

http://www.youtube.com/watch?v=x_a-yh9t8dI&NR=1

يحي غوردو
12/10/2009, 05:01 PM
الفيروسات (الدكتور مصطفى محمود)

http://www.muslimvideo.com/tv/watch/069042e4b326df79fd38/د-/-مصطفى-محمود---الــفــيــروســات



http://www.wata.cc/forums/imgcache/13191.imgcache.jpg



...

..

.

.

.

يحي غوردو
06/03/2010, 07:26 PM
الصراع القادم
الفيروسات وعالم النانوتكنولوجي ( رؤية مستقبلية)

http://www.youtube.com/watch?v=uf6EGvl7nJo&feature=PlayList&p=699B610175E804BE&index=17

يحي غوردو
21/05/2010, 02:29 PM
http://www.youtube.com/watch?v=Ey7Emmddf7Y