المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم البرمجة اللغوية العصبية : كيفية تغيير الذات



سمير الشناوي
13/06/2007, 02:24 PM
علم البرمجة اللغوية العصبية : كيفية تغيير الذات


البرمجة اللغوية العصبية : مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ نفسية لحل بعض الأزمات النفسية ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات أفضل في حياتهم. تتميز هذه المدرسة النفسية بأن متقن أساليبها لا يحتاج معالج خارجي فهي يمكن أن تكون وسيلة علاج ذاتي, تحاول أن تحدد خطة واضحة للنجاح ثم استخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الأنجع و محاولة تفكيك المعتقدات القديمة التي تشخص على أنها معيقة لتطور الفرد, ومن هنا جاء تسميتها بالبرمجة أي أنها تعيد برمجة العقل عن طريق اللسان -اللغة-

.و كلمة Neuro تعني عصبي أي متعلق بالجهاز العصبي : فالجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته :- كالسلوك ، والتفكير ، والشعور . و كلمة Linguistic تعني لغوي أو متعلق باللغة : فاللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين و كلمة Programming تعني برمجة : فالبرمجة فهي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان ، أي برمجة دماغ الإنسان.

ان البرمجة اللغوية العصبية تنظر إلى قضية النجاح والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها وليس هي وليدة الحظ أو الصدفة . ذلك ان احد قواعد هندية النفس الانسانية تقول : انه ليس هناك حظ بل هناك نتيجة وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات

اهم افتراضات البرمجة اللغوية العصبية (Neuro Linguistic Programming:
1- مبدأ (الخارطة ليست هي الواقع The Map Is Not The Territory ):
وقد وضع هذا المبدأ العالم البولندي الفريد كورزيبسكي . ويعني به أن صورة العالم في ذهن الإنسان هي ليست العالم . فخارطة العالم في أذهاننا تتشكل من المعلومات التي تصل إلى أذهاننا عن طريق الحواس ، واللغة التي نسمعها ونقرأها ، والقيم والمعتقدات التي تستقر في نفوسنا . ويكون في هذه المعلومات ، في أحيان كثيرة خطا وصواب ، وحق وباطل ، ومعتقدات تكبلنا ، وتعطل طاقاتنا ، وتحبس قدراتنا . ولكن هذه الخارطة هي التي تحدد سلوكنا ، وتفكيرنا ، ومشاعرنا ، وإنجازاتنا . كما أن هذه الخارطة تختلف من إنسان لآخر ، ولكنها لا تمثل العالم أي أن كل إنسان يدركه إلا إذا حصل تغير في الخارطة التي في ذهنه . ولكن إذا حصل تغير في الخارطة ( في ذهن الإنسان ) ، أيا كان هذا يغير ، فإن العالم يكون قد تغير . واستنادا إلى هذا المبدأ فإن بوسع الإنسان أن يغير العالم عن طريق تغيير الخارطة ، أي تغيير مافي ذهنه .


2- وراء كل سلوك نية إيجابيةBehind every behavior is a positive intention : هذا من الافتراضات الجميلة في الـNLP ومرادها أن الإنسان دائماً يملك نوايا ومقاصد إيجابية حتى ولو كانت التصرفات خاطئة؛ فلو افترضنا أن شخصاًُ مثلاً يسرق، فما نيته الإيجابية؟! نسأله: ما الذي يجعلك تسرق، فقد يقول: لكي أعيش، أو أسدد ديوني، أو استغني، أو اتمتع.. الخ. وهذه كلها نوايا إيجابية مقبولة؛ فكل إنسان له حق العيش والغنى وتسديد الديون والتمتع. وحتى لو قال حتى انتقم من فلان، فنكمل معه السؤال: وماذا يحقق لك الانتقام من فلان؟ فقد يقول: افش غليلي، ونكمل معه وإذا فعلت ذلك ما الذي يحققه لك ذلك؟ فقد يقول: أرتاح! والراحة نية إيجابية. إن فهم هذه الافتراضية مهم جداً حيث إنه بعد أن نعرف النية أو المقصد الإيجابي يمكننا أن نعطي حلولاً أفضل .

3- لا يوجد فشل، بل فقط تجارب There is no failure, only feedback هذه افتراضية تنص على أن الحياة تجارب وليست فشلاً أو نجاحاً؛ إن الذين يجتهدون يخطئون لكنهم يستمرون فينجحون، لكن الذين لا يجتهدون لا يخطئون ولا يصيبون! إن الجهود تجارب تتعلم منها حتى تحقق النجاح، والفشل أولى خطوات النجاح. وهذه الافتراضية تجعل من ممارس هذا العلم يستمر في الاجتهاد حتى يصل لمرماه.
4- إذا كان شخص آخر يستطيع فعله فأنت حتماً تستطيع فعلهPeople already have all the resources they need to succeed : نحن جميعاً تقريباً نملك نفس القدرات ونفس الجهاز العصبي؛ لذا فإن ما يستطيع فعله إنسان يستطيع فعله آخر، فقط لو علم الطريقة واستراتيجته في الوصول لما هو عنده. If someone can do something, then it can be modeled and taught to anyone else.

5- الأكثر مرونة الأكثر تحكماً Choice is better than no choice (and flexibility is the way one gets choice): وتعني هذه الافتراضية أن الجزء الأكثر مرونة في أي نظام يتحكم في النظام كله! فالمقود للسيارة يتحكم في السيارة، وهكذا القائد يكون الأكثر ليونة، وكلما زادت ليونة الشخص ازدادت قوته في السيطرة على النظام. وفي الحديث الشريف: «ما خُيّر - النبي صلى الله عليه وسلم - بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً».

القواعد الخمس لبرمجة عقلك الباطن :
1. يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة .
2. يجب أن تكون رسالتك إيجابية (مثل أنا قوي . أنا سليم أنا أستطيع الامتناع عن … .
3. يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر .( مثال لاتقول أنا سوف أكون قوى بل قل أنا قوي ).
4. يجب أن يصاحب رسالتك الإحساس القوي بمضمونها حتى يقبلها العقل الباطن ويبرمجها .
5. يجب أن يكرر الرسالة عدة مرات إلى أن تتبرمج تماما .

خطة التواصل الايجابي مع الذات:

1. دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية كان لها تأثير عليك مثل :
2. أنا إنسان خجول ،أنا لا أستطيع الامتناع عن التدخين ، أنا ذاكرتي ضعيفة ، أنا لا أستطيع الكلام أمام الجمهور ،أنا عصبي المزاج ، والآن مزق الورقة التي دونت عليها هذه الرسائل السلبية وألق بها بعيداً.
3. دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تعطيك قوة وابداً دائما بكلمة "أنا" مثل :
4. "أنا أستطيع الامتناع عن التدخين" .. " أنا أحب التحدث ألى الناس " .. " أنا ذاكرتي قوية "…أنا إنسان ممتاز " .. أنا نشيط وأتمتع بطاقة عالية ".
5. دون رسالتك الإيجابية في مفكرة صغيرة واحتفظ بها معك دائما .
6. والآن خذ نفساً عميقاً ، واقرأ الرسالات واحدة تلو الأخرى إلى أن تستو عبهم .
7. ابدأ مرة أخرى بأول رسالة ، وخذ نفساً عميقاً ، واطرد أي توتر داخل جسمك ، اقرأ الرسالة الأولى عشر مرات بإحساس قوي ، أغمض عيناك وتخيل نفسك بشكلك الجديد ثم أفتح عينيك .
8. ابتداء من اليوم احذر ماذا تقول لنفسك ، واحذر ما الذي تقوله للآخرين واحذر ما يقول الآخرون لك ، لو لاحظت أي رسالة سلبية قم بإلغائها بأن تقول " ألغي " ، وقم باستبدالها برسالة أخرى إيجابية .
تأكد أن عندك القوة ، وأنك تستطيع أن تكون ، وتستطيع أن تملك ، وتستطيع القيام بعمل ما تريده ، وذلك بمجرد أن تحدد بالضبط ما الذي تريده وأن تتحرك في هذا الاتجاه بكل ما تملك من قوة ، وقد قال في ذلك جيم رون مؤلف كتاب " السعادة الدائمة " : " التكرار أساس المهارات " …
لذلك عليك بأن تثق فيما تقوله ، وأن تكرر دائما لنفسك الرسالات الإيجابية ، فأنت سيد عقلك وقبطان سفينتك … أنت تحكم في حياتك ، وتستطيع تحويل حياتك إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح بلا حدود .
وتذكر دائماً :
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك
عش بالإيمان ، عش بالأمل
عش بالحب ، عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة

اعداد وتجميع
سمير الشناوي

المراجع:
1- موسوعة ويكيبديا
http://en.wikipedia.org/wiki/Neuro-linguistic_programming#Aphorisms.2Fpresupposition
2-http://www.nlpinfo.com/intro/txintro.html
2-http://www.arab-nlp.com/
4-http://www.wahatalmust.net/NLP.htm

تحذير: هناك الكثير من الادعياء في عالمنا العربي يعملون في هذا المجال، فارجو توخي الحذر عند التعامل معهم

ميساء الحسون
13/06/2007, 05:45 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة استاذي الفاضل على هذا الجهد الطيب ...
ولدي استفسار ... هل جميع ما ذكر في المقالة يؤخذ به من وجهة نظرك الخاصة ؟

ولكم جزيل الشكر

سمير الشناوي
13/06/2007, 06:33 PM
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة استاذي الفاضل على هذا الجهد الطيب ...
ولدي استفسار ... هل جميع ما ذكر في المقالة يؤخذ به من وجهة نظرك الخاصة ؟

ولكم جزيل الشكر

اختي العزيزة ميسون

اشكرك على مرورك الكريم ن ودعينا نتبادل الادوار قبل اجابتي. مالذي تاخذينه او يمكن ان تاخذينه من هذا المقال:) ؟

سمير الشناوي

الدكتور ياسر منجي
13/06/2007, 07:14 PM
الأخ الفاضل و اللغوي المتميز، الأستاذ/ سمير الشناوي
بداية، اسمح لي أن أبدي إعجابي و تقديري لهذه المساهمة القيمة التي استطعت من خلالها بإيجاز بليغ أن تسوق المفاهيم الأساسية و النظريات الكامنة خلف علم البرمجة اللغوية العصبية.
و أستأذنك في هذا الصدد أن أتعرض بدوري لأحد تجليات الموضوع على مستوى الساحة العربية و المصرية تحديدا من واقع خبرة شخصية.
أولا، لوحظ في الآونة الأخيرة - و تحديدا خلال السنوات الثلاث الماضية - ارتفاع ملحوظ في مد عدد من العلوم و المقولات و الرياضات الروحية المختلفة، فضلا عن العلوم ذات الأساس النفس/تقني و تلك التي تستمد أصولها من إعادة التنقيح و الاكتشاف للموروثات الشرقية القديمة في مجالات العلاج البديل و الإيحاء... الخ. و أذكر - للمناسبة فقط - أنني قد قمت بدافع مزيج من الميل الشخصي و الرغبة في جلاء الجوانب المختلفة لهذه الموضوعات بإصدار خمسة كتب تبحث في أصل بعض هذه الظواهر و العلوم - سواء الموروث منها و المستجد - كبعض أنواع اليوجا الجسدية و النفسية Hatha Yoga & Raja Yoga و علم التعرف على السمات النفسية عن طريق قراءة ملامح الوجه و الجسد Physiognomy المعروف لدى العرب بعلم الفراسة و أيضا في أصل الظواهر الغيبية الخارقة من منظور العلم و الدين، و قمت بنشرها عن طريق إحدى دور النشر المصرية.
إلا أنني لاحظت خلال الفترة المذكورة بازدياد في المنحنى الصاعد للدعوة نحو الاستفادة من هذه العلوم و التعرف عليها بأسلوب دعائي تجاري يقترب أحيانا من الفجاجة و أحيانا أخرى من المزايدة و المبالغة؛ حيث لفت انتباهي استمرار تزايد المراكز و المعاهد و الأماكن التي يقوم أصحابها بالتعريف بها باعتبارها (أكاديميات عالمية) أو فروع لها تارة، أو بانتحال صفة (الطبية) أو (الصحية) تارة أخرى، أو بادعاء التخصص و نيل أعلى الدرجات العلمية المعتمدة دوليا - و يعلم الله متى و أين تم ذلك وما هي الجهات المانحة له - تارة ثالثة.
إلى هنا و الأمر ما زال في حكم التعاطي مع ظاهرة عارضة، شأنها شأن أي ظاهرة مؤقتة ترد على مجتمعاتنا بحكم الموضة ثم ما تلبث أن تنحسر ليحل محلها غيرها، غير أن الأمر الذي هالني و دعاني إلى انتهاز فرصة تعرضكم لهذا الموضوع كي أعمد للمداخلة عليه هو لجوء عدد كبير جدا من منتحلي و ممتنهني هذه المجالات - و منها البرمجة اللغوية العصبية - إلى الترويج لبضاعاتهم في صفوف البسطاء و المراهقين و طلاب الجامعات باعتبارها العلاج الناجع و الحل الباتر لكافة مشاكل و أوجاع الناس، النفسية منها و الجسدية؛ فترى إعلانا يطالعك بسماجة مدعيا أن اشتراكك في الدورة الفلانية على يد المدرب فلان (الخبير الدولي في البرمجة اللغوية العصبية المعتمد دوليا من أكبر أكاديميات العالم) كفيل بتخليصك للأبد من ضعف الشخصية و التردد و القلق و الفشل العاطفي، و أنه سيخلقك خلقا جديدا و يجعل منك سوبرمان و يمكنك من غزو قلوب العذارى... إلى آخر هذه الترهات. و عادة ما تجد الإعلان مذيلا أو مصدرا بصورة الخبير الدولي المزعوم، فتفاجأ بشاب في العشرينات من عمره مرتديا بذة كاملة مضطربة الذوق أو مرتديا الزي الشائع في أوساط خبراء الكمبيوتر و مديري المبيعات - البنطال و القميص و ربطة العنق - كما لا يفوت ناشرو الأعلان أن يذيلوه بعدد من الاختصارات البادئة الدالة على الأكاديميات و المؤسسات الدولية التي حاز خبيرنا ذي البذة على درجاتها العليا و على تصريحاتها له بعقد الدورات و إلقاء المحاضرات في كافة أنحاء العالم الثالث. و الغريب أنك إذا جشمت نفسك عناء البحث عن هذه المختصرات في الإنترنت - و هو الأمر الذي قمت به بنفسي في عدد كبير من الحالات التي أصفها - فسوف تفاجأ بأن كل أو معظم هذه الاختصارات إنما هي لمراكز ربحية و تجارية موجودة بالغرب تمارس الترويج لهذه الأمور بغرض الكسب البحت - و لكن تحت ضوء الشمس و وفقا للقوانين الغربية التي تسمح بذلك طالما كانت الضرائب مدفوعة - و ستكتشف أن هذه المراكز إقليمية و لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالخبير المزعوم الذي لم يغادر بلدته إلا لقضاء بضعة أيام في مصيف بلطيم في أكثر مغامراته خطورة.
ثم جاءت التجربة التي حسمت الأمر و أثبتت لي بالدليل القاطع ضرورة أن تتدخل الجهات التشريعية و التنفيذية لتقنين الأمور و ضبطها و عدم تركها على عواهنها - خاصة و نحن نتعرض لأمر يمس أوجاع الناس و مشكلاتهم و أسرار حياتهم، بل و صحتهم - و ذلك حين فوجئت باتصال هاتفي من أحد الأشخاص الذي قدم لي نفسه بصوت عميق هادئ باعتباره (المهندس) فلان الخبير و المدرب في البرمجة اللغوية و العصبية و المعتمد من الدكتور "إبراهيم الفقي" الحجة في هذا المجال، شارحا أنه قد حصل على رقم الهاتف الخاص بي من دار النشر بعد أن قرأ كتابي عن علم الفراسة، و أردف أنه يرغب بمقابلتي للأهمية فكان أن أعطيته موعدا بمقر عملي بكلية الفنون الجميلة؛ حيث أتى و شرح لي سبب زيارته بأنه يرغب في ضم جهودي إلى جهوده مستأذنا إياي في استخدام إسمي للإعلان عن دورة قادمة يمتزج فيها علم البرمجة اللغوية العصبية بعلم الفراسة !!! و حين أبديت اندهاشي لهذا المزج العجيب أجاب بأن الدورة موجهة بالأساس لمساعدة الناس في اكتساب القدرة على النجاح في العلاقات العامة و أن هذا و لا شك يحتاج إلى بسط جانب و لو تعريفي بفوائد علم الفراسة في هذا الصدد حتى يتمكن المتدرب من التعرف على السمات العامة للشخصية التي هو بصدد التعامل معها. و بعد أن صارحته برفضي المبدئي للفكرة فوجئت به يعطيني اسطوانة رقمية أفاد بأنها تحتوي على تسجيلات مصورة لمحاضراته، بالإضافة إلى بطاقات مطبوعة باسمه تحمل شعار و عناوين أحد المراكز بالإسكندرية.
ثم تأتي المفاجآت تباعا حين أتصل بقائد الحرس بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية - و هو ضابط شاب تجمعني به معرفة طيبة - طالبا إليه أن يساعدني في التحري عن المركز المشار إليه، ليفاجئني رده بعد أيام قليلة مفيدا أن المركز المذكور قد حررت في حقه عدة شكاوى لأقسام شرطة متعددة، بعضها موجه ضد المدرب المزعوم الذي قابلني شخصيا لأسباب مختلفة منها التحرش الجنسي بالفتيات المتدربات - و منهن الساذجات و حسنات النية اللاتي يعترفن بأدق تفاصيل إحباطاتهن العاطفية لهؤلاء السمجين المتنطعين ظنا منهن أنها خطوة على العلاج بالبرمجة اللغوية العصبية - و أحيانا تأتي الشكاوى مطالبة باسترداد الأموال المدفوعة، و التي تتجاوز أحيانا المئتين من الجنيهات المصرية. فتذكرت عندها الاسطوانة الرقمية التي فجرت مزيدا من المهازل؛ حيث طالعني المدرب الشاب متحدثا في جمع من الشباب - معظمهن من الفتيات اللاتي يبدو على مظهرهن رقة الحال، فضلا عن تواضع المستوى الجمالي مما يشي بمشاكل اجتماعية و نفسية معلومة الأسباب - إلا أن الأمر الذي هالني قد تمثل في تقمص كامل من الشخص المذكور لشخصية الداعية "عمرو خالد" (نفس طريقة النطق، نفس أسلوب الإلقاء، نفس الحركات الجسمانية، بل و نفس التحوير في نطق بعض الحروف) غير أنه يتحدث في موضوع البرمجة اللغوية العصبية!!! ثم فتح الله عليه بعد فترة فإذا به يصرح للجمع أن الغرب قد سبقنا الآن بأشواط في (العلوم السرية) و لدهشتي العارمة إذا به يشرح مصطلح العلوم السرية بظواهر الطيران في الهواء و قراءة الأفكار و الرؤية من خلال الحجب المادية...الخ!!!
و بالطبع فقد قمت بما يمليه علي ضميري في هذه الحالة؛ فهاتفته معلنا بحسم رفضي التام للفكرة و مبديا عدم رغبتي في التمتع بشرف لقاءه مرة أخرى، ثم اتصلت بدار النشر لأفاجأ بمصيبة أخرى تمثلت في طلبه لموعد لقاء لمديرة الدار التي فوجئت به ينظر في عينيها بعمق مقررا أنه قد أتى لتخليصها من همومها المتعددة و لمساعدتها في إدارة الدار كما ينبغي!!!
و دون استرسال في تفصيلات أبعد - و اعذروني للإطالة السابقة - فقد اختتم الموضوع بمفاجأة غير سارة؛ حيث فوجئنا - أنا و إدارة دار النشر - باتصال بعض الأصدقاء بنا معلنين عن وقوعهم بالصدفة على موقع إلكتروني من المواقع المجانية باسم هذا الشخص، فام من خلاله - فضلا عن الإعلان عن ترهاته المزعومة - بإتاحة الفرصة لتحميل نسخ إلكترونية مجانية من كتبي الأربعة ضاربا عرض الحائط بحقوق الملكية الفكرية. و ما زال الأمر متروكا لتصرف الممثل القانوني للدار.
و بعيدا عن هذه التجربة الشائكة التي أوردتها للاتعاظ و ضرب المثل، فلي هنا بضعة ملحوظات على مسألة التربح التجاري من موضوع البرمجة اللغوية العصبية:
أولا : لا أود أن يفهم من كلامي أنني أهاجم الظاهرة على إطلاقها و لكنني أردت فقط أن ألفت النظر إلى مثال من أمثلة الجوانب السلبية المتعلقة بها للتحذير و التنبيه.
ثانيا: البرمجة اللغوية العصبية شأنها شأن أي مجال من مجالات الدعم و العلاج و التدريب النفسي و الذاتي؛ لها مناطق نجاحها و لها مناطق إخفاقها فلا يصح أن يدعي أحد صلاحيتها السحرية لعلاج و إصلاح كافة الأوجاع و المشاكل على اختلاف أنواعها، و هي أمور لم يجرؤ علم النفس بمدارسه المختلفة على ادعائها فما بالنا بعلم وليد في طور التجريب و التنقيح.
ثالثا: الواقع العربي المعاصر ما زال في مرحلة انتقالية فيما يتعلق بالتعاطي مع مستجدات العصر و تقنياته، لذلك فإننا نلاحظ أن الأداة المستوردة - سواء كانت تقنية ما أو آلة أو علم من العلوم - تستخدم من قبل شرائح واسعة باعتبارها محض أداة للتعامل مع نفس المشاكل الراسخة ودون أدنى اجتهاد في بذل الجهد نحو استثمارها إيجابيا في إحداث تحول نوعي.
رابعا: أزمة البطالة و صعوبة الحصول على موارد إضافية لزيادة الدخل و افتقاد الشباب إلى منافذ للأمل دفعت بالعديد منهم نحو شفير التقاط أية فرصة و لو عابرة لاقتناصها - و لو بالباطل - لجني المال و النجاة من شبح المصير الغامض و تهديد الوقوع في مفرمة الفقر المدقع.
خامسا: ما زال قطاع عريض من قطاعات الذهنية العربية غافيا في أسر المحاكاة لمحض المحاكاة؛ فحين يعلو نبض الدعوة نحو تعليم المراهقين مهارات اللغة و الحاسب الآلي لضمان الوظائف التي باتت تشترطها تجد الجميع يلهثون خلف حجز أماكن في الدورات و المعاهد المعلنة بصرف النظر عن ملاحظة المهارات الشكلية التي تدرس في هذه الأماكن، و حين تعلو نبرة الرياضات الروحية في الغرب تجد الطبقات العربية الأقرب للثراء - خاصة ذات الثقافة المستغربة - تتجه نحو التشدق و التباهي بممارسة اليوجا و التاي شي Tai Chi و تصميم البيوت و أماكن العمل وفقا لتعاليم الفينج شوي Feng Chui الصينية، إلى آخر ما تلفظه و تبشر به الآلة الإعلامية الغربية من بضاعات شرقية قديمة ردت إلى أهلها في ثوب تجاري جديد، مما يعد مؤشرا على غياب التناول النقدي في أخص أمور الحياة في الواقع العربي.
سادسا: المتابع الفاحص لكثير من وصايا و تقنيات البرمجة اللغوية العصبية و غيرها من الممارسات التي ذكرت بعضها آنفا يجدها لا تخرج في الأغلب الأعم منها عن التأمل و الاسترخاء و الدعوة نحو التفاؤل و الثقة بالنفس و الأمل في غد سعيد و الحث على السعي بقوة نحو تغيير الذات... و هل ذلك إلا قطر من بحار ما تدعونا إليه روح الدين ؟!! و هل ليس في ديننا متسع و رحاب و حضن مفتوح للثقة بالله و توقع الخير في عاقبة الأمور و السعي في الأرض ؟!!!
خواطر أحببت أن أقاسمكم إياها، و يبقى واجب الشكر للزميل الفاضل الأستاذ / سمير الشناوي الذي أتاح لي الفرصة.
أسعد الله أوقاتكم.
خاص احترامي.

سمير الشناوي
13/06/2007, 07:26 PM
الدكتور ياسر منجي
الفنان والمفكر وعدو الظلام

في البداية اعتبر مرورك الكريم وتفضلك بالتعليق شرف كبير لي ، ولك خالص الشكر على ذلك :fl:
واوافقك تماما على ما تراه ، ولعلك لاحظت تحذيري في اخر الموضوع.
نعم يا اخي باتت ترتع في اراضينا كافة هذه الانواع من الخزعبلات ، بل وتروج لمدعيها مراكز كبيرة للتنمية البشرية في دول عربية.
انه نوع جديد من الدجل يضاف الى قائمة التخلف والردة الحضارية التي نحياها في غياب الخطاب الموضوعي وتراجع العلم خوفا من سطوة وقهر اصحاب الصوت العالي في زماننا.

اكرر شكري لك اخي العزيز
ودعواتي لك من اعماق قلبي بدوام الصحة والتوفيق

سمير الشناوي

اسامه مصطفى الشاذلى
13/06/2007, 08:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الاستاذ / سمير
على المشاركه الرائعة حقا فإن البرمجه اللغويه من
العلوم الرائعة ولزيادة الفائده فقد ارفقت دوره كامله عن هذا العلم

http://www.arabswata.org/forums/uploaded/5092_1181754620.rar

تقبلوا خالص تحياتي وتقديري
أخوكم

سمير الشناوي
13/06/2007, 09:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الاستاذ / سمير
على المشاركه الرائعة حقا فإن البرمجه اللغويه من
العلوم الرائعة ولزيادة الفائده فقد ارفقت دوره كامله عن هذا العلم

http://www.arabswata.org/forums/uploaded/5092_1181754620.rar

تقبلوا خالص تحياتي وتقديري
أخوكم

اخي الحبيب اسامة
اشكرك على مرورك الكريم
لكن يبدو ان هناك مشكلة في الملف
مش عارف ليه

سمير

اسامه مصطفى الشاذلى
13/06/2007, 09:59 PM
لا اعرف فإنه يعمل عندى ولكن على اى حال
الملف مره اخرى
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/5092_1181760974.rar

بعد فك جميع الملف هناك ملفات فرعيه مضغوطه
يفك ضغطها على حدى حتى لا تتداخل

تأكد من الرابط الاول

تقبل تحية مملوءه بالحب فى الله

سمير الشناوي
13/06/2007, 10:22 PM
لا اعرف فإنه يعمل عندى ولكن على اى حال
الملف مره اخرى
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/5092_1181760974.rar

بعد فك جميع الملف هناك ملفات فرعيه مضغوطه
يفك ضغطها على حدى حتى لا تتداخل

تأكد من الرابط الاول

تقبل تحية مملوءه بالحب فى الله


اخي العزيز
انه يعمل الان
جزاك الله خيرا عن كل حرف في هذه الدراسة - الدورة

مع خالص مودتي واحترامي

اخوك
سمير الشناوي

ميساء الحسون
14/06/2007, 02:06 AM
جميل جدا ما ورد .... بغض النظر عن التجارب الشخصية اتجاه مروجي هذا العلم... الا ان ما يردنا منه .. فهناك ما يؤخذ به .. وهناك ما يؤخذ عليه... واشكرك استاذ سمير الشناوي على اتاحة هذه الفرصة لي ... لكن ارجو ان لا تكون المقالة النهائية... :)

وسأكتفي بالتعليق على نقطتين:
الاولى: هي .. وراء كل سلوك نية ايجابية!!
هل حقا وراء كل سلوك نية ايجابية؟! .. قبل ان نجيب.. ما هو تعريفنا لكل من السلوك؟.. النية؟.. ايجابية؟.. فإذا كان السلوك هو التصرف او العمل الذي يقوم به الفرد والنية هي الهدف او المقصد من وراء ذلك العمل... فكيف نحكم سلفا حكما مطلقا على ذلك العمل بالايجابية!! .... والله تعالى يقول: ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) .. أي لا سبيل للتهرب من عمل السوء ذو المقصد السوء بنية ايجابية ولو اجتمع الكون برمته لاقناعنا ... وحتى صاحب العمل السيئ لن ينجو بفعلته بنية ايجابية.. والله تعالى شاهد عليه بقول: ( بل الانسان على نفسه بصيره)... ومن باب النية الايجابية سأذكر بعض الامثلة للتامل:
ما رأيكم باعلامنا الفاسد في التلفاز وغيره.. كان وراءه نية ايجابية!!
او ما رأيكم بالتقتيل والتشريد الذي يمارس على المسلمين ( في ربع الكرة الارضية فقط ) ... لا بد ان وراءه ايضا كان نية ايجابية!!!!!!
لماذا نذهب بعيدا لنأخذ مثالا اقرب... ما رأيكم بمن يسير نحو النار بقدميه.. هل يكون من وراء ذلك نية ايجابية!!
كلمة ايجاب بنظري لم تطلق جزافا... فهل الاهداف اللحظية الآنية السوداوية الهمجية.. .. .. .. ما قل منها او كثر ..هل يمكن ان نطلق عليها لفظ ( ايجابية) .... مأساة ان كنا نستطيع او ان نبرر....


اما النقطة الثانية : فهي...خطة التواصل مع الذات .. الرائعة !!
فلمن يريد ان يتخلص من اخطائه وصفاته ومشكلاته بل وحتى قيمه البالية.. فما عليه الا ان يكتبها على ورقة.. ويمزق الورقة.. واذا اراد ان يصبح قوي فما عليه الا ان يكتب ويردد .. انا قوي.. انا قوي.. وان اردت ان اصبح شاعرة فما علي الا ان اقول .. انا شاعرة .. انا شاعرة.. لا ادري مؤلفي هذه الخطة الرائعة مِن مَن يسخفون.. هل هذا هو منهج حل المشكلات .. هل بمثل هذا نصل الى ما نريد ونبلغ القمة ... بل وربما نصبح ملائكة !!

عذرا على التصريح بمشاعري اتجاه هاتين النقطتين.. ولكم ايضا الفرصة بالتأمل والتفكر... فليس هناك عالم( بكسر اللام او فتحها) يستطيع ان يفرض على العقل العربي كيف يفكر...

ملاحظة.. وان كانت نظرتي لهاتين النقطتين بهذه الطريقة .. فهذا لا يعني التعميم على كل المعرفة المقدمة من اصحاب هذا العلم... بل ولربما هناك فوائد جمة بحجم الخطورة التي يحيطوننا بها.. واقصد باصحاب هذا العلم منبعه الاصلي من هناك...

اشكرك اخي سمير الشناوي على هذه المقالة وعلى جهدك الطيب جعله الله في ميزان حسناتك

دام عطاؤك سيدي..
ونحن بانتظار المزيد ..

سمير الشناوي
14/06/2007, 02:30 AM
الاخت العزيزة ميساء

لقد عبرت عن جهة نظرك وهي وجهة نظر جديرة بالاحترام. وانا شخصيا لا اقبل كل الافكار واحاول ان انتقي منها ما يناسبني.
وبالمناسبة قدرتك على الكتابة عالية ن وادعوك الى طرح موضوعات تجمل هذا الثراء الفكري والوضوح لديك.

اخوك
سمير الشناوي

د. محمد اياد فضلون
14/06/2007, 03:26 AM
استاذي سمير
شكرا على المقال الرائع و على الجمع المنتتقى

تحياتي لك

أوردت في المشاركة

. دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية كان لها تأثير عليك مثل :
2. أنا إنسان خجول ،أنا لا أستطيع الامتناع عن التدخين ، أنا ذاكرتي ضعيفة ، أنا لا أستطيع الكلام أمام الجمهور ،أنا عصبي المزاج ، والآن مزق الورقة التي دونت عليها هذه الرسائل السلبية وألق بها بعيداً.
3. دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تعطيك قوة وابداً دائما بكلمة "أنا" مثل :
4. "أنا أستطيع الامتناع عن التدخين" .. " أنا أحب التحدث ألى الناس " .. " أنا ذاكرتي قوية "…أنا إنسان ممتاز " .. أنا نشيط وأتمتع بطاقة عالية ".


ما رأيك أن نغير في الرسائل الإيجابية

بدل أنا أستطيع الامتناع عن التدخين
أنا أريد الامتناع عن التدخين

بدل أنا أحب التحدث ألى الناس
اريد التحدث إلى الناس

و هكذا

تحياتي العطرة لك

اسامه مصطفى الشاذلى
14/06/2007, 06:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ الفاضل والاخ العزيز الاستاذ سمير

جزاك الله خيرا على كلماتك الجميله

الاخت الفاضله الاستاذه / ميساء
انا اوافقك بعض الشئ ... ولكن دعينى اوضح شيئا
اعتقد ( فى رأيي ) ان هذا العلم ( البرمجة اللغويه العصبيه)
والذى يسمونه علم هندسة النجاح لم فيه الامم الغربيه من ضياع
داخلى نبع من انفصال حياتهم عن جزء من تركيبها الا وهو الروح والتى
اهملوها وتجاهلوا قيمتها حتى دخلوا فى صراعات نفسيه لا حصر لها وهذا
مما يسبب الانتحار لدى بعضهم ... والحمد لله الذى جعل فى ديننا الحنيف حلا
جذريا هذا الامر الا وهو التعامل مع الانسان من منطلق الروح والجسد معا .....

لذلك فأنا ارى ان انشاء هذا العلم اصلا كان مسكنا مؤقتا للألم الناتج الداخلى
والذى وبفضل الله نملك العلاج النهائى ( مثل قيام الليل والدعاء وغيره ) من العبادات التى
تجعل المسلم حقا يعيش فى جنة الدنيا ... ثم تطور الى تحفيز الذات على العمل الخارجى البناء
انطلاقا من الداخل ,,
وللعلم ان كثيرا من قواعد هذا العلم اصلا هى من مبادئ ديننا الحنيف ...
وكما نتعلم دوما من شيوخنا وعلمائنا فإننا نعرض كل شئ على شرع ربنا فما
توافق اخذناه وما تعارض رددناه .... واوقع مثال على ذلك د. يحيي الغوثانى
وتعليمه القران الكريم اعتمادا على تحفيز طلابه بقواعد هذا العلم .. فلسنا من المنبهرين
بثقافة الغرب وعندنا والحمد لله الكثير .. لكن لا ننطوى على انفسنا ونترك كل جديد
- اما بالنسبة للنيه فأنا اوافقك قلبا وقالبا حيث هى ملاك الامر والتاج الذى يكلل به
العمل فينبغى وحقا وكما علمنا من اساتذتنا ان النية الصالحه لا تصلح العمل الفاسد
( وهدى الله القائمين على الاعلام العربى ) .....................
-وأما بالنسبه للتحفيز الذاتى فانا اخالفك الرأى حيث هو فقط زرع الثقه داخل الفرد
ونرى ذلك جليا فى تعاملات الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع صحابته الكرام
بل وفى توليه رجل صغير السن( اسامه بن زيد ) على جيش فيه عظماء الصحابه
وغيرها من الموافق التى يرشد فيها النبى ( صلى الله عليه وسلم ) صحابته الكرام
الى مواطن القوة فى انفسهم ......... وهناك مثل من العصر الحديث فوالد د. احمد زويل
قد وضع لافتة على باب غرفته وهو صغير مكتوب عليها أ.د. احمد

لذلك فانا لا ارى بأسا من استخدام هذا العلم بل وحتى للمساعدة فى طلب العلم الشرعى
تقبلوا جميعا خالص تحياتي وتقديرى
أخوكم

ميساء الحسون
14/06/2007, 11:13 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اشكركم جميعا الاستاذ الفاضل سمير والاستاذ الفاضل اسامه على ما اسلفتم... فنحن متفقين..
والدكتور يحيى الغوثاني... فهو خير مثال وقدوة في اعطاء هذا العلم.. واستفدت منه شخصيا في اكثر من دورة .. عدا عن كتبه... وترك اثرا طيبا لدي

اما بالنسبة للنقطة الاخيرة..... فهناك فرق بين ( التحفيز الذاتي) و ( التعزيز للغير)...
فالمثال المذكور اعلاه عن الرسول عليه افضل الصلاة والتسليم .. فلا مجال ان نقول عنه انه تحفيز ذاتي لانه يتعامل مع غير ذات الرسول مع صحابي جليل ولا مجال حتى ان نقول عنه انه تعزيز للصحابي الجليل ونقف.. فالامر اكبر من ذلك وخصوصا عندما يتعلق بمعركة وحرب....
والمثال الوارد عن الاستاذ والد الدكتور احمد زويل.. حقيقة مثال رائع على كيفية التعزيز مع الغير وخصوصا من ننشد فيهم املا وطموح..

لكنني اريد ان ارجع للمقالة... هل حقا باستخدامنا جمل بسيطة مع ذواتنا مثل ... انا لا اريد الامتناع عن التدخين .. الى .. انا اريد الامتناع عن التدخين... او مثال آخر
انا ذاكرتي ضعيفة .. الى.. انا ذاكرتي قوية........ هل بمثل هذه الجمل تحل مشكلاتنا من الجذور.....هل ب: ( اريد ) و ( لا اريد) تُبدل القيم والقناعات وجلَّ الصفات.. ان كان كذلك فلماذا لا نستخدمه جميعا؟!!...اخي الفاضل ارى ان ذاك العلاج كان سطحيا وسريعا... وهو ايضا لا يتفق مع علم النفس...

دام عطاؤكم .. فبكم ومنكم استفيد واستزيد

سمير الشناوي
14/06/2007, 11:35 AM
استاذي سمير
شكرا على المقال الرائع و على الجمع المنتتقى

تحياتي لك

أوردت في المشاركة

. دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية كان لها تأثير عليك مثل :
2. أنا إنسان خجول ،أنا لا أستطيع الامتناع عن التدخين ، أنا ذاكرتي ضعيفة ، أنا لا أستطيع الكلام أمام الجمهور ،أنا عصبي المزاج ، والآن مزق الورقة التي دونت عليها هذه الرسائل السلبية وألق بها بعيداً.
3. دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تعطيك قوة وابداً دائما بكلمة "أنا" مثل :
4. "أنا أستطيع الامتناع عن التدخين" .. " أنا أحب التحدث ألى الناس " .. " أنا ذاكرتي قوية "…أنا إنسان ممتاز " .. أنا نشيط وأتمتع بطاقة عالية ".


ما رأيك أن نغير في الرسائل الإيجابية

بدل أنا أستطيع الامتناع عن التدخين
أنا أريد الامتناع عن التدخين

بدل أنا أحب التحدث ألى الناس
اريد التحدث إلى الناس

و هكذا

تحياتي العطرة لك

اوافقك تماما ، و ارجع هذا الى وقوعي احيانا في فخ الترجمة الحرفية اثناء الاعداد.
مع خالص تحياتي لدكتورنا الفاضل
وامتناني لمرورك الكريم

سمير الشناوي

سمير الشناوي
14/06/2007, 11:39 AM
الاخت ميساء
الاخ اسامة
وجودكما اثرى بشكل كبير الموضوع المطروح ، ولكني لا زلت اؤمن بمبدأ الانتقاء" ، اي عدم قبول الاشياء بمجملها ، بل تنتقي ما تراه مناسبا. وادعوكما انتما الاثنين الى الكتابة بشكل مباشر وطرح مواضيع كثير للحوار نظرا لما تتمتعان به من راي ثاقب ووضوح رؤية.

سمير الشناوي

اسامه مصطفى الشاذلى
14/06/2007, 03:46 PM
جزاكم الله خيرا اختى الاستاذه الفاضله / ميساء
والاستاذ البارع / سمير

نعم اختى اوفقك على بعض السطحيه فى هذا التحفيز الذاتى
ولكن هذا ربما ينفع مع الشخص الذى انعدمت ثقته بنفسه
وليس هناك من يدفعه للتقدم .. اما بالنسبه لاستشهادى بالتعزيز
الايجابى من قبل الغير فإن ذلك فقط من قبيل المشابهه كأن يجعل
المرء من نفسه معززا كأنه شخص اخر عن طريق الكلام النفسي
بصوت مرتفع فقط لمحاوله تدارك عدم وجود محفز او حتى كثره المحبطات

اسامه مصطفى الشاذلى
14/06/2007, 03:49 PM
الاخت ميساء
الاخ اسامة
وجودكما اثرى بشكل كبير الموضوع المطروح ، ولكني لا زلت اؤمن بمبدأ الانتقاء" ، اي عدم قبول الاشياء بمجملها ، بل تنتقي ما تراه مناسبا. وادعوكما انتما الاثنين الى الكتابة بشكل مباشر وطرح مواضيع كثير للحوار نظرا لما تتمتعان به من راي ثاقب ووضوح رؤية.

سمير الشناوي

اخى الاستاذ / سمير
اوافقك الرأى تماما وليس فى كلامى ما يدل على غير ذلك

ميساء الحسون
14/06/2007, 10:02 PM
اخى الاستاذ / سمير
اوافقك الرأى تماما وليس فى كلامى ما يدل على غير ذلك

وانا كذلك اوافقكم على مبدأ الانتقاء .... :)

تحية متجددة .. ان شاء الله

الدكتور ياسر منجي
15/06/2007, 10:45 AM
الإخوة الكرام
لما كنت قد تعرضت قبلا إلى جانب من الجوانب السلبية التي تروج للتربح التجاري الرخيص باستغلال علم البرمجة اللغوية العصبية، فإنني أرى - استكمالا للفائدة - أن أسوق لحضراتكم مثالا من الأمثلة التي ترد في الإعلانات المكذوبة لدورات البرمجة اللغوية العصبية، و التي تدعي حصول بعض المدربين المشار إليهم سلفا على إجازات و شهادات ما يسمى بالأكاديميات و المعاهد الدولية في هذا الصدد. و إنني أدعوكم للبحث عما تمثله البوادئ الحروفية الإنجليزية الواردة في هذه الإعلانات - و ذلك بإجراء البحث عنها على الشبكة العنكبوتية؛ حيث ستلاحظون أن جميعها إما مواقع ترويجية لمنتجات و دورات في هذا الصدد نظير مبلغ مالي، أو أنها مؤسسات موجهة فعلا لتدريس البرمجة اللغوية العصبية و لكن في أصقاع نائية يؤمها أهلها و مواطنيها و لا علاقة لها بتخريج عشرات العاطلين الذين ينتحلون صفة المدرب الدولي، و ها هو النموذج:

المعتمد دوليا ً من أكبر الاتحادات
الدولية
INLPTA, CTCHD, ABNLP, GTCNLP, ABH, TLTA
تلميذ د. إبراهيم الفقي ومدرب أكثر من 14
ألف شخص على كيفية النجاح الشخصي
والإداري والاجتماعي.

كما أنني أسوق إليكم رد السيدة مديرة الدكتور "إبراهيم الفقي" الخبير المعتبر في هذا المجال من خلال رسالتها الإلكترونية التي ترد على استفساري حول ما إذا كان الشخص المشار إليه معتمدا حقا أو مفوضا من قبلهم في إعطاء دورات في هذا المجال - و قد حرصت على حذف اسمه من رسالتها تجنبا للتشهير - و ستكتشفون من خلال الرد أن أغلب الشباب الذين ينتحلون صفة الخبير المدرب ما هم في الواقع إلا أفراد ممن حضروا دورة أو دورتين للاستفادة الشخصية على يد الدكتور "الفقي" نظير مقابل مالي، و أنهم سارعوا بعد أخذ فكرة عامة عن قشور المسألة إلى اقتحام المجال زورا، معتمدين على حداثة عهد الناس بالموضوع و عدم قدرتهم بعد على تمييز الغث بالثمين، و ها هي رسالة السيدة الفاضلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور الفاضل/ ياسر منجى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا نود أن نرحب بكم، ونشكركم على اتصالكم بنا.

بالإشارة إلى الرسالة المرفقة، فإننا نود أن نوضح لكم بأن السيد/ ....... هو أحد الآلاف الذين حضروا دورات د. إبراهيم الفقى، وما يقوم به من دورات هو عمل فردى خاص به وليس مرتبط بأى شكل من الأشكال بأحد المؤسسات أو الشركات التى أسسها ويديرها د. ابراهيم الفقى سواء فى كندا أو فى أى بلد آخر.
أما بالنسبة للمدربين المعتمدين لدى د. إبراهيم الفقى فهم المدربين الذين تتلمذوا على يديه ويحضرون ويتابعون كافة دوراته، وفى نفس الوقت تعاقدوا مع أحد المؤسسات التى يرأسها د. الفقى على تقديم بعض الدورات المحددة للجمهور مثل (قوة الطاقة البشرية – ديناميكية التكيف العصبى – البرمجة اللغوية العصبية) وبموجب تعاقدهم يتم إصدار شهادات معتمدة من المركز الكندى وموقع عليها من قبل د. الفقى للمتدربين فى دوراتهم .. والسيد/ ....... ليس واحدا من هؤلاء المدربين المتعاقدين مع إحدى هذه المؤسسات.

اخيرا نترككم فى رعاية الله ونتمنى لكم التوفيق

ايدا صادق
مديرة مكتب د. الفقى

isadek@ibrahimelfiky.com

Tel.: (514) 624-2322
Fax: (514) 624-1322

و ختاما أود أن أشدد مرة أخرى أنني لست ضد علم البرمجة اللغوية العصبية في حد ذاته، كما و أنني لست ضد أشخاصا بعينهم؛ فالعلوم ليست حكرا على أحد كما و أنه من حق كل إنسان أن يجتهد و أن يشق طريقه في الحياة ملتمسا النجاح و التوفيق.
و لكنني ضد أن يتم استغلال البسطاء و المجروحين و أصحاب المشكلات و أن يتم التغرير بطالبي تطوير الذات و ملتمسي التنمية الذاتية، و ضد التخفي خلف الشعارات البراقة و الحروف الأجنبية و المصطلحات الكاذبة بهدف التربح السريع المبني على الباطل.
خالص احترامي.

سمير الشناوي
15/06/2007, 11:26 AM
دكتورنا الفنان و احد رموز التنوير في بلادنا

اشكرك لقد اثريت فعلا هذا الموضوع واعدت التوازن الى جنباته

مودتي و تحياتي

سمير الشناوي

عبدالرحمن الهاشمي
29/08/2009, 12:10 PM
جاهلية "البرمجة اللغوية العصبية"
أو
Neuro-Linguistic Programming “NLP”

الحمد لله حتى يرضى الإله .
والصلاة والسلام على رسول الله حتى يرضى الله ورسول الله .
وعلى آل رسول الله وصحابته ومن والاه .

"قل : إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين"

انطلاقا من هذه الآية التي تعلمت منها أن أتلقى وأستفهم بطلب الحجة قبل أن أحكم ، أكتب هذه الرسالة التي تحوي تفكيكا لخواطر تجول في أذهان الكثيرين الذين صاغوها أسئلة ؛ ولقد تلقيت كثيرا من هذه الأسئلة في الفترة القليلة الماضية .

باختصار ، هي استفهامات وشبهات وتساؤلات حول ما يعرف ب "البرمجة اللغوية العصبية NLP" .

لماذا أكتب هذه الرسالة مع أنني التزمت الصمت ، على المستوى العام ، فترة طويلة ؟

• اللغط الكثير الذي أحاط بهذه "الفرضيات والنقولات" ، والتي وصلت إلى حد تفسيق البعض للآخر من جهة ، واتهام الآخر للبعض بالجهل والانغلاق والتعصب ضد "علوم الغرب" ومعاداة "الحضارة" من جهة أخرى! وهكذا .
• تحوّل ظاهرة "الدورات التدريبية" التي تعنى بهذه "الفرضيات والنقولات" إلى أشبه ما يكون ب "الحمّى" التي كانت تمثل مؤشرا لأمراض كثيرة ، ثم تحولت هي ذاتها إلى مرض .
• المشاهدات والملاحظات والانتقادات الشخصية التي حملتها معي قبل وخلال وبعد حضوري لكثير من تلك "الدورات التدريبية" ولقاءاتي بكثير من "المدربين" المعنيين ؛ وكان من آخرها اكتشافي ، من طريق أحد المهتمين بالأمر ، ثم تحققي من الأمر بنفسي ، أن أحد أشهر هؤلاء "المدربين" على مستوى منطقة الخليج العربي يحمل شهادة "دكتوراه" غير حقيقية = مزيفة!
• الحالات "المرضية" التي وصلت إلي بصفتي المهنية في عيادتي بدبي ، والتي كان أصحابها يشتكون من شعورهم "بالخداع" والغفلة والسذاجة جراء حضور مثل تلك "الدورات التدريبية" ؛ وكثير ما هم .
• آخر تلك التساؤلات والتي تمثلت برسالة تلقيتها من أخي الأصغر أحمد وفيها استفسار عن الموضوع حيث إنهم ، في المدرسة التي يرتادها أخي أحمد ، يريدون أن يستضيفوا "مدربا" لإلقاء ورشة عمل في "البرمجة اللغوية العصبية" ؛ وكان هذا ردّي على الرسالة :

"بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أخي الحبيب أحمد ،
سلام من الله عليك ورحمة وبركات
سأجيب باختصار إن شاء الله

إن لكل جديد حلاوة في النفس ورهبة في الوقت ذاته .
فكيف إذا جاء هذا الجديد ليجد نفسا خاوية مما يسندها ويدعمها ويقويها ؛ كقول الشاعر :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا

هذا هو حال ما يعرف ب "البرمجة اللغوية العصبية" .

زائر مفاجئ ، لنفوس ظمأى ، وشعور بالنقص تجاه مفردات "الجاهلية" الغربية .

ولكن ، وقبل البدء ، وقبل أن يقفز البعض إلى اتهامي بما ليس في ، وحتى لا يتصور بعض "المتوهمين" أنني من أولئك الذين يرفضون أي أمر "غربي" لمجرد أنه "غربي" ، فلا بد من أن أبين أنني طلبت العلم التجريبي في جامعات "غربية" المنهج والتطبيق ؛ كيف لا ؟ والطب التقليدي هو نتاج غربي ، و"علم النفس" ، مع التحفظ على كلمة "علم" ، هو نتاج غربي أيضا ، والطب النفسي بمعناه العضوي هو نتاج غربي أيضا!

أقول هذا ، لا دفاعا ، بل حتى لا أدع مجالا لبعض "المتوهمين" أن يسقطوا أنفسهم في ظلام "الغيبة" و"البهتان" و"القذف بغير علم" .

وسأبدأ كما أحب أن أتسلسل في ما لدي من استفهامات وإجابات ، في فصول :

• نشأة الظاهرة .
• انتشار الظاهرة ، أسباب ونتائج .
• فرضية ، أم علم معتبر ؟
• موهوبون مجددون أم متوهمون ؟
• نصيحتي للمعنيين ولغيرهم .

أما عن "نشأة الظاهرة" من حيث تأريخ ظهورها وتطورها وماإلى ذلك ، فلقد تحدث فيها الكثير من المهتمين ، والشبكة الرقمية (Internet) ملأى بالمواد العلمية والتي يسهل الحصول عليها عند البحث .

إلا إنني سأتوقف عند أمر أعتقد أنه من الخطورة بمكان ، ألا وهو أسباب نشأة الظاهرة لدى "الغرب" وزحفها لتصل إلى حيث لا ينبغي أن يكون لها مستقر ولا مستودع!

إن طغيان "جاهلية الإلحاد والعلمانية" كرد فعل ومحاولة الانقلاب على الطغيان "الكنسي" بشكله المتخلف البعيد عن روح الدين السماوي الذي يدعو إلى الحق والحقيقة ، هذا الطغيان جعل الإنسان الغربي عبارة عن "فأر تجارب" إذا ما تعلق الأمر ب"النفس البشرية" وعوارضها ومشكلاتها ومحاولة الحصول على حلول لتلك المشكلات ؛ تلك المشكلات التي ساهمت ، وما زالت تساهم ، تلك الجاهلية في وضع القواعد المتينة والمسببة والحريصة على بقائها ونموها وتطورها بل وتعقيدها كلما تقدمت "الجاهلية" في مسيرة "حضارتها" .

وبحكم قانون "المحاولة والخطأ" ، فإن "فأر التجارب الإنساني" يمر عليه أصناف وألوان من التجارب العلاجية ، منها ما هو "علمي" ومنها ما هو "وهمي" ، بل ومنها ما هو "شخصي" ومنها ما هو "انتقامي" أحيانا .

ولما كان الأمر غير منضبط بضابط متفق عليه ومعتبر ، صار من الطبيعي بل ومن الضروري أن تظهر علاجات من هنا وهناك ، ومن كل من يظن / تظن أن له / لها وجهة نظر في هذه "النفس البشرية" .

ومن هذه المحاولات ، نشأ ما هو موضوع هذه الرسالة : "البرمجة اللغوية العصبية" .

وأما الفصل الثاني ، "انتشار الظاهرة ، أسباب ونتائج " ، فإنه تابع لما سبق ذكره من طغيان "جاهلية الإلحاد والعلمانية" .

وليس من الحكمة ولا الواقعية في شيء أن نصدق ادعاء البعض بأننا كأمة "إسلامية" بعيدون عن آثار هذه الجاهلية ، بل أكاد أجزم أننا من أشد المسوقين لها ، ولهذا التسويق أسباب وأشكال كثيرة ليس هذا مقام التفصيل فيها .

كيف لا ؟ وأنا ، كطبيب واستشاري للعلاج النفسي والتربوي ، أتلقى في عيادتي التي هي في بلد "إسلامي" حالات تكاد تطابق تلك التي تنتشر في العالم "الملحد"!

وبهذا ، فإن الناس يلهثون وراء حلول ناجعة شافية مفحمة ، أيا ما كان شكل هذه الحلول .

وهل تحولت هذه "الموضة الغربية" إلينا إلا عندما افتقرنا إلى ما لدينا من أصول ؟!

لقد انتهر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ، وكان ذلك في الفترةالمكية ، عندما رآه يقرأ صحيفة من التوراة قائلا : "والله لو أن موسى بين ظهرانيكم ، لما وسعه إلا أن يتبعني" ، ولكنه صلى الله عليه وسلم عاد ليقول في المدينة : "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" ؛ وكأني به صلى الله عليه وسلم يوجه الأمة إلى التزود والاستعداد والعلم قبل تلقي ما لدى الآخر .

فإذا أضفنا إلى هذه الحاجة الإنسانية المتفاقمة بعض "العوامل المساعدة" مثل :
• ضعف "أصول الدين" لدى "عوام" المسلمين .
• انتشار الجهل وغياب الخطاب العلمي .
• تغييب "العقل" وتقديس ، بل والاستسلام الكلي ، للغيبيات .
• انفتاح "التنويريين" على كل ما هو وافد من الغرب دون تمحيص .
• تساهل بعض "أهل الذكر" وتسطيح أمر التعامل مع الوافد "الغربي" .
• وفي المقابل ، الرفض المطلق من بعض "أهل الذكر" والذي استفز الفضول عند "العوام" .
• عقدة الغالب والمغلوب أو التابع والمتبوع ، كما ذكرها ابن خلدون .

هذه الأسباب وغيرها ساعدت على انتشار هذه الظاهرة وغيرها .

وأما نتائج انتشار هذه الظاهرة ، فلنا أن نحدث ولا حرج ؛ ومنها ما هو مباشر وغير مباشر :
• زيادة البعد ، والذي هو حاصل أصلا ، بين عموم المسلمين وبين "أصول الدين" .
• زيادة عدد "الشبهات" من حيث لا يعلم البعض .
• ظهور تشكك "خفي" في "جدوى العبادات" إذا ما قورنت ب"فعالية" هذه الدورات .
• ظهور فئة "متعالمة" إلى درجة القدح في "أهل العلم" ؛ وأعني هنا بعض "المدربين" .
• ظهور فئة تتصف بوضوح ب" الكبر والعجب" ؛ وأعني هنا بعض "المدربين" و"المتدربين" .
• ظهور بعض أمراض النفوس ، إلى جانب ما ذكرته سابقا ، مثل : حظ النفس ، عقدة النقص ، حب الظهور ، الاعتقاد الواهم بأن هناك "علما" أنا "عالم / عالمة" به ، إلخ .
• تحول هذه "الفرضيات والنقولات" إلى "دين" يجاهد البعض في الدفاع عنه .
• التسابق من أجل المادة ، وأعني هنا كثيرا من "المدربين" .
• الإسراف ، وأعني كثيرا من "المتدربين" الذين ينفقون أموالا طائلة فيما يحسبونه "علما" .
• أمراض نفسية متراكمة جراء عدم جدوى كثير من هذه الدورات التدريبية ، وهذا الأمر شهدته ، ولا زلت أشهده ، بنفسي في العيادة النفسية لدى "ضحايا" هذه الدورات التدريبية .

وهذه النتائج ، وأوقن بأن غيرها كثير مما قد يفطن له غيري ، ما هي إلا "طالع الشر" .

أما الآن ، فأود أن أتناول ماهية المادة المطروحة ؛ هل هي فرضية ، أم علم معتبر ؟

ولن أطيل هنا كثيرا .
ما يعرف ب "البرمجة اللغوية العصبية" لا يعدو في اعتقادي أن يكون أحد أمرين "فرضيات" أو "نقولات" ، بالكاد تربو أن تكون مهارات سلوكية ملاحظة ، فقط ؛ وليس علما قائما بذاته .

فرضيات ؛ قائمة على الظن في مجملها .
ونقولات ؛ المفيد فيها ليس بجديد ، والجديد فيها ليس بمفيد .
والكلام في تفصيل هذا طويل يحتاج إلى شرح مفصل .

ومن الدلائل الواضحة على هذا الأمر أنه لا توجد جامعة واحدة أكاديمية في العالم تعترف بها كعلم قائم على المناهج الأكاديمية المعتمدة ، وأقول "جامعة" وليس "كلية أو معهدا خاصا" ؛ على الأقل حسب معرفتي ومتابعتي المستمرة .

ولا يعني هذا بحال من الأحوال أنه إذا تم الاعتراف بها ك"علم أكاديمي" فإننا سنتقبلها بصدر رحب ، ولكنني أردت أن ألفت الانتباه إلى ظاهرة شاخرة ألا وهي إنكار المجتمع "الأكاديمي" المادي لهذه الظاهرة مع إنهم أهل البدع في هذه المجالات .

وإن من الخطأ تسميتها ب "علم" البرمجة اللغوية العصبية ، فهي تفتقر لتعريف العلم ومعطيات العلم .

ف "العلم" هو : "معرفة الشيء على ما هو عليه" أو "النتيجة المقطوع بثبوتها" .
ومعطيات "العلم" كما اتفق أهل "العلم" هي : "النقل الصحيح" أو "العقل الصريح" سواء كان منهجية التجريب والمحاولة والخطأ والتسجيل والتقويم وغيرها .

ولاتكاد هذه الظاهرة تحوي شيئا من هذه المعطيات إلا ما كان "نقولات" .

ما يقدم في هذه "الدورات التدريبية" إنما هو "معرفة" .

فرق كبير ، كبير جدا ، بين "المعرفة" و"العلم" .
الأولى ، بفتح الهمزة ، أن تكون هذه "المعرفة" سبيلا إلى "العلم" ، لا أن تعطى للناس على أنها "علم قطعي" .
وشتان بين "المعرفة" و"العلم" ، ف "المعرفة" طلب العلم ، و "العلم" نتائج مقطوع بها .

نحن نتعامل مع عرض من أهم الأعراض المخلوقة ، بل وآية من أجل آيات الله ، ألا وهو "النفس" ، فالأولى أن نتوجه إلى خالق "النفس" لمعرفة صنعه ؛ "صنع الله الذي أتقن كل شيء" .

الفرق شاسع والبون بعيد بين أن ندرس "السلوك الظاهر" للنفس وأن ندّعي "علم" النفس .

ومع إن أهل هذه "الفرضيات" يزعمون غير ذلك ، فإن هذه "الفرضيات" تعمل على مستوى السلوك فقط ، كأي مدرسة نفسية غربية ؛ وهذا وهم ؛ فهي لا تصل إلى المستوى العميق والحقيقي في دراسة النفس البشرية وعللها وعلاجاتها .

بعض الأسماء التي ذكرتها في رسالتك لديها "معرفة" جيدة لا بل ممتازة ، ولكن بقي عليهم أن يوظفوا هذه "المعرفة" توظيفا "علميا" .
وهنا ، أتوقف مع الفصل الرابع : هل هؤلاء القوم موهوبون مجددون أم متوهمون ؟

أقرأ في القرآن : "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى" .
ومع إن هذه الآية نزلت في أقوام مخالفين لنا في ما أرى أنه أشد وأخطر ، ولو في ظاهر الأمر ، من موضوع الرسالة ، فإن من الأولى أن نقوم بالعدل في حق إخوان لنا من بني ديننا .

نحن لا نسيء الظن بمروجي هذه "الفرضيات والنقولات" ، ولا نريد ذلك ولا نحبه ممن يوافقنا أو يعارضنا ؛ ولكن الاهتمام الذي انصب على تعليم هذه "الفرضيات والنقولات" واتخاذها "علما" و"دواء شافيا لكل علة" وإدخالها في كل صوب وحدب ، كل هذا يعطينا الحق في أن نستوقف أنفسنا قبل غيرنا في مهمة "نقد ذاتي" لأننا أحوج ما نكون له الآن ، قبل أن نضع أنفسنا موضع الضحية والأضحوكة .

معظم "المدربين" في هذا المجال والذين أعرفهم ، على الأقل ، ولا أقول كلهم ، لا يملكون أي شهادة معتبرة في مجالات ما يعرف ب "علم النفس" مثلا ، فهم يتدربون على أيدي أسماء مشهورة أو تلاميذ لأسماء مشهورة أو حتى كتب مترجمة ، بل وأفكار مسروقة أحيانا ، ثم يصبحون هم المدربين ، وبشهادات معتمدة ، معتمدة ممن ؟!

كما إنني ، وبحكم عملي في بعض المركز التدريبية ، كنت أتلقى كثيرا من "السير الذاتية" لكثير من أمثال هؤلاء ، وكان يدفعني للضحك تلك القائمة الطويلة من الدورات التدريبية والشهادات "المعتمدة" من "مراكز تجارية خاصة" ، في حين لا يكاد يكون هناك ذكر للتخصص الأكاديمي المعني بمجال التدريب .

ولا يعني كلامي هذا إن الأكاديميين هم فقط الذين يحملون "العلم" ، إلا إنني لم أجد أكثرهم لا "أكاديميين" ولا حتى "موهوبين" أو "أهل علم" .

ووالله إنني كنت أصابر نفسي وأجاهدها في عدم الخروج من قاعات التدريب في كثير من هذه "الدورات التدريبية" لشدة ما أستمع إليه من لغط ودس للسم في العسل وخلط ما بين الأصول والبدع وفرض لآراء شخصية على أنها نتائج قطعية .

هم "يظنون" ولا "يعلمون" ؛ "إن يتبعون إلا الظن" . وإن من "الحرام" و"الإجرام" أن ندعي "العلم بالعلاج" ونحن لا نملك إلا "ظنا"!

يبقى عليهم أن يصلوا إلى "العلم الحقيقي" .

قد يظن البعض أن في هذا ضربا من ضروب المبالغة أو سوء الظن أو التحامل على مروجي هذه الظاهرة ؛ والله أسأل أن لا نكون ممن يحمل على الآخرين لهوى أو جهل .

كما إن شيئا من الأمر ، كما أرى ، تحول إلى تجارة رابحة بمشاعر الناس وآلامهم وأمراضهم ، إلا عند القليل ممن نحسبهم مخدوعين بهذا الزائر الجديد أو متأولين له بحسن ظن .

وأما نصيحتي للمعنيين ولغيرهم .

خلق الله النفس وأنزل لها "الكتاب الإرشادي" الخاص بها ، الكتاب الذي أنزله "تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" .

فبالله عليك ، سل هؤلاء وغيرهم "أفلا يتدبرون ؟" .

وكأننا نسينا أن الأصل في القرآن : "طه ، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" .

إن في القرآن والسنة الصحيحة وبعض ما كتبه الشافعي وابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم والغزالي وابن رشد وابن مسكويه وغيرهم في النفس ما يغني .

نعم ، نحن ندعوهم أن ينطلقوا من الأصل ، لا أن يرجعوا إليه "رجوع المضطر" .

ومع كثير من التحفظ أقول : مقبول أن يتعلم الناس "فرضيات ونقولات" البرمجة اللغوية العصبية ، ولكن بعد أن يبدءوا بتعلم الأصل ، لا العكس ؛ وغالب الظن أنهم لن يحتاجوها إذا كان الأصل قائما في نفوسهم .

نصيحتي لهؤلاء الأحبة وغيرهم ومن يحذو حذوهم ، أن يتجهوا إلى الكتاب والسنة الصحيحة ؛ أن ينطلقوا من هناك ، ثم فليجدوا الأثر البالغ الذي يتمناه "مبتدعو" هذه الظاهرة .

ولا ضير من أن ألفت الانتباه إلى ما قد يتبادر إلى بعض "المتوهمين" من استفهام وشبهة : "ولماذا نرفض بعض الخير الموجود لديهم إذا كنا سنفيد منه ؟" وهو وجه آخر لكلمة حق أخشى على صاحبها من الوقوع في الباطل ، ألا وهي : "الحكمة ضالة المؤمن"!

أقول : نعم أيها الأخ الطيب ؛ ولكن ، كن "مؤمنا" أولا ثم اذهب لتتحرى الحكمة إذا رأيت نفسك ما زلت محتاجا إليها .

أسألك أيها المتحري للحكمة : هل تعرف ما معنى "الله الصمد" ؟ فتقول : "لا" أو "أظن أن معناها كذا وكذا" أو "نعم أعرف ، وما الغرض من هذا السؤال ؟" ؛ ثم تتجرأ بجهلك أن تعلن عدم ارتياحك من الصلاة لأنك لا تخشع فيها أو لأن الوسواس أصبح ملازما لك في الصلاة ؛ ثم أراك فرحا بممارسة فنون "اليوغا والريكي والتنويم الإيحائي" لأنها ممارسات "مريحة"!

كيف لا ؟ وقد تكبدت مشقة السفر وتعلم اللغات الشرق آسيوية لتتقن هذه "الصلوات" ، في حين تجهل لغة القرآن وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأذكار الصباح والمساء ، ثم تأتي بعد هذا لتقول : "الحكمة ضالة المؤمن"!

أي مؤمن أنت ؟ وأية حكمة تنشد ؟ وفي أي مستنقع تنشدها ؟

بل لقد بلغ الأمر بأحد "المتوهمين" ، وكان أحد الأخوة قد دعاني إلى جلسة كان هذا "المتوهم" حاضرا فيها ، وبعد أن خضنا في نقاش ليس بالطويل ، وبعد أن حاولت جهدي في أن أكون واضحا في أنني أود منه ومن غيره أن يوفروا جهدهم وطاقاتهم في استخراج الكنوز "النفسية" النفيسة من بطون "الأصول" ؛ فإذا به في ختام الجلسة ، وقد مارس كل مظاهر "النقص" في الجلسة ، يقوم بتوزيع كتاب قام هو بترجمته إلى العربية!

ترى ، ما هو الكتاب الذي سهر في قراءته وترجمته ؟ وما كان عنوان الكتاب الذي ترجمه هذا "المتوهم" ؟
أما موضوع الكتاب فهو "فنون التسويق" ، وأما عنوان الكتاب : "أرجوك ، اخدعني"!!!

الأولى بهؤلاء الأحبة أن يذكروا الناس بالمعلم الأجل محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا أدنى أن يحفظ الناس مقالات ستيفن كوفي وأنتوني روبنز وغيرهم ؛ وهذا لا يعني أننا نسيء الظن بمعرفة هؤلاء ، ولكن ، الأولى فالأولى .

ومن المعلوم ضمن قواميس "البرمجة اللغوية العصبية" أن "الدماغ يخزن الملفات حسب أسبقية ذكرها وأولويتها وتكرارها" ، وهكذا ، فإن مناهج الأسماء سالفة الذكر ستأخذ مكانتها في تغيير النفس أكثر من محمد صلى الله عليه وسلم .

لماذا ؟ لأنهم وبكل "سذاجة" يذكرون أسماء أولئك الباحثين الغربيين في دوراتهم أكثر بكثير من ذكرهم لأصول تلك العلوم من القرآن والسنة الصحيحة وصاحبها محمد صلى الله عليه وسلم ، مما يجعل المتخرجين من تلك "الدورات التدريبية" تلامذة نجباء لأولئك الباحثين يتشدقون بأسمائهم في المجالس ، في حين لا يكادون يرجعون فضلا فيما تعلموه من مفردات نفسية أو معاملات اجتماعية أو مهارات اجتماعية للمعلم الأجل محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنهم في هذا لمعذورون ، ف "ذلك مبلغهم من العلم" .

بل إنني استمعت أحدهم وهو يقول : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبق قواعد البرمجة اللغوية العصبية دون أن يدري!" ؛ وأترك التعليق لكم .

وأعود إلى "المتوهمين"!

نعم ، هم يرجعون بعض المهارات إلى "الدين" ، ولكن يبقى الناس متعلقين بالفروع اليابسة الجافة التي تحتاج إلى رعاية فائقة وإلا كان مصيرها الموت السريع .

أما ادعاء اتخاذ هذه "الفرضيات والنقولات" كسبيل لفهم الأصول ، فإن في هذا الادعاء محاذير :
• كأن كل ما كتب في تفسير القرآن وشروح السنة النبوية وكتب نزكية النفس لا يغني ، مما يدفعنا أن نحتاج إلى أقوال "ملاحدة" أو "مشركين" ليوصلونا إلى فهم "الأصول"!
• زيادة الانشغال ب"فروع" لا أصل لها ، وهو حاصل أصلا وسبب من أسباب تخلف الأمة .
• تكرار ما وقعت فيه الأمة إبان العصر العباسي ، وذلك عندما سارع الكثيرون لتبني "الفلسفة اليونانية" ، فنتج عنها شيء من الإيجاب وكثير من السلب .

ورضي الله عن علي بن أبي طالب عندما قال في الخوارج مخاطبا عبدالله بن العباس : "من الكفر فروا ، ولكن اعلم يا عبدالله أنه ليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه" .

إن من العجيب أن نرى بعض هؤلاء المدربين "أكثر من واحد منهم" يعانون من "حركات لاإرادية" أو "سمنة مفرطة" أو "تعتعة" ، ولا يملكون لنفسهم أن يتخلص منها باستخدام هذا "العلم" .

إن بكاء شخص معين واسترخاءه في دورة من الدورات ليس دليلا على نجاح عملية الاسترخاء ، بل هو غاية الدليل على أنه في حاجة إلى هذه الجلسات ، ولكن مع صانع النفس وخالقها .

نصيحتي لهؤلاء الأحبة :
• أن يتعلموا ويعلموا الناس أن الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو الذي ينبغي أن نثق به ونوقن ، قبل النفس وقبل العقل الباطن .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كان وضوء النبي عليه الصلاة والسلام .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كانت صلاته وصيامه وسلوكه .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس تزكية النفس في مراتب العبودية لله تعالى وحده .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس أن الأصل مجاهدة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، لا أن يجعلوا من "العقل الباطن" العدو الأول والمسيطر والحاكم ، وبالتالي "البعبع" .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كان محمد صلى الله عليه وسلم يتلقى السب والشتم بالدعاء بالرحمة والمغفرة لمن سب وشتم ، وذلك لأن الآخر لا يعني له شيئا إذا ما قارنه ب "إن لم بك علي شخط فلا أبالي" .
• أن يتعلموا ويعلموا الناس كيف كان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم صحابته أن يترفعوا عن الانتقام للذات ووضعها في أرقى مواضعها .

لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام "يلون المواقف" ب"اللون الوردي" حتى يسهل لهم تصور الأمور .
لم يكن يطلب منهم أن "يتخيلوا" خصمهم في "لباس مهرج" أو ب"خرطوم فيل" حتى تسهل حياتهم .
لم يكن يحاول الدخول إلى "عقلهم الباطن" ليخرج "الصور السلبية" ويستبدلها بأخرى "إيجابية" .

لقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم كيف يقرؤون القرآن وكيف يعيشونه .
كان يعلمهم أن الله هو الأول في حياتهم وليس الآخرين .

ليتنا نتوجه إلى النبع الأصيل ثم ننظر ما الذي نحتاجه بعد ذلك .

نصيحة إلى هؤلاء المدربين أن يتقوا الله في أموالهم التي يتقاضونها مما يسمونه "علما" .
نصيحة أخرى لأصحاب المراكز التدريبية أن يتقوا الله في من ائتمنوهم على أدمغتهم ودينهم .
نصيحة أخرى لكل من استهوته هذه "الظاهرة" وأعجب بهذه "الموضة" أن يتقى الله في نفسه ودينه وماله .

يجيبني أحدهم بقوله : "إن هذا أفضل من أن يضع الناس مالهم في حرام" .
أقول : "إن المسكر حرام كيفما كان شكله أو تغيرت ملامحه ولا أظن ما يقدم أكثر من مسكرات مهدئات منومات" .

أعود إلى رسالتك يا أحمد .

سألتني عن أسماء في رسالتك ، لن أجيب عن رأيي في أشخاص بعينهم ولا هو مرادي هنا ؛ إن نقاش الأشخاص هو مهمة "الصغار" المشغولين ب"الأشخاص" لا "الأفكار" ؛ وأسأل الله أن يغفر لي ويعيذني أن أكون من هؤلاء الصغار .

أوضحت ما أعتقد فيه الفائدة لمن أرادها ، والله من وراء القصد .

ولنتذكر قاعدة غاية في الأهمية :
كل ابن آدم يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا محمد صلى الله عليه وسلم .

وأنهي بما بدأت : "قل : إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" .

ومن ألزمنا الحجة بالحق تبعناه ، ولو كان خصما ، فكيف بأحباب وأخوة لنا في الله ؟

وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا ومعلمنا وقائدنا وشفيعنا بإذن ربنا .

"وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين"

أخوكم الفقير إلى عفو ربه
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي

محرز شلبي
05/04/2010, 12:02 PM
على كل حال موضوع مفيد ..في حاجة إليه ..نسأل أن يكون لكم صدقة جارية..تحياتي

الهاشمية محمد عبدالله
09/05/2010, 08:37 AM
من أشد المعجبين بالبرمجة اللغوية العصبية أنا ...لكن لست مع أن وراء كل فعل نية ايجابية
انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرء ما نوى ...فمن عزم على السرقة وسرق فهو سارق يستوجب الحد

طيف ماجد صباح
28/09/2010, 10:53 AM
رائع بكل المقاييس هذا الحوار.. أتعرفون ..غيرت رأيي حول علم النفس الذي سأدرسه في الجامعه بعد أن كنت متشائمة منه!

حسين مصطفى مقصوص
25/06/2011, 04:54 PM
هذا العلم هو من العلوم الحديثة والتي تبشر بالكثير. المشكلة في منطقتنا العربية هي نسبة الأمية العالية والتي تقف حاجزاً أمام دخول العلوم الحديثة سوى لفئة صغيرة وهي النخبة. قسم من هذه النخبة يستغل جهل الناس وحبهم للغيبيات لجني المال. كثرة الطلب على الحلول السحرية للمشاكل تعطي الفرصة لمن هو غير مؤهل ويساعده في ذلك إعلام منحط إحدى مبادئه الأساسية إلهاء الشعب بالخوارق والعري أو بتأليه الحكام.
تحياتي