aliali
31/10/2006, 12:12 PM
الدرس الأول:
امتد النقاش بعيدا ومنذ العصور الأولى لنشوء صناعة فن الترجمة في قضيتين أساسيتين كثر الجدل حولهما ولا زال.. واعني بهما معيار الأمانة(Faithfulness) التي يشترط على المترجم أن يمتاز به ويضعه نصب عينه ليدرأ عن نفسه شبهة الخيانة التي طالما أضفيت على المترجمين... ولعل من سوء حظ المترجم.. ومهما بلغت أمانته وحرصه في نقل النص من لغة الأصل ( Source Language ) إلى لغة الهدف (Target Language ) دون تشويه أو نقص في ذلك النص. أقول لعل من سوء حظ هذا الناقل الوسيط أن يكون قدره كحامل البيض في زحام شديد بين أزقة ضيقة تعج بالمارة والمشاكسين ، كلٌ يحاول جهده أن ينال نصيبا مما يحمل ذلك المسكين.. أما هو... فعليه المعول أن يوصل البيض إلى نهاية المطاف دون خسارة تذكر!ّ!!! ولعمري أنها لغاية لا تدرك..
وبالعودة لمترجمنا ذاك.. نجده يحاول جاهدا أن ينقل ما بين يديه من لغة الأصل إلى لغة الهدف بأقصى درجات الأمانة والإخلاص.. بل أن هذا هو ما يتوقعه الآخرون منه بل ويطالبونه فيه دون أن يلتمسوا له العذر له في قصور قد ينشأ خلال عملية النقل بين اللغتين، لا لقصور في مكانية المترجم نفسه أو لعيب فيه بل هو قصور تمليه عوامل جمة من سأدرج أهمها فيما يلي على أن أتولى كلا منها بالشرح والتفصيل في وقت لا حق.. أعدكم بأن لا يمتد طويلا :
1. طبيعة النص الذي يشتغل فيه المُترجـِـم كونه نصا علميا ، أدبيا، دينيا، الخ ، مما ينعكس سلبا أو إيجابا على درجة مطاوعة ذلك النص لعملية الترجمة
2. درجة التطابق والتباين بين لغة المصدر ولغة الهدف من حيث النظام اللغوي الخاص بكلٍ منهما وحجم خيارات التكافؤ المتاحة بينهما
3. الغاية من عملية الترجمة نفسها في ذلك السياق كونها ترجمة تفسيرية ، تحليلية، حرفية، كلية ،الخ
وحتى إذا سلَّمنا بوجود مترجم قدير متمكنٌ من أدوات صنعته ،عارفٌ لأسرار مهنته مدركٌ لحجم مسؤوليته،
تبقى شبهة الخيانة تلاحقه كظله لعوامل خارج مشيئته وإرادته.. ويبقى حاله معاقا بين قوتين تشدانه باتجاهين متعاكسين.. فهو ما يلبث أن يكسب جولة في هذا الصراع حتى يقع صريعا في جولة اخرى اضطراراً لا أختيارًا... وهو ما تحدث عنه المنظرون في هذا الميدان تحت مسمييّ الربح والخسارة في الترجمة ( Loss and Gain ).. ولو علمنا أن ما من فعل ترجمي دونما خسارة تذكر.. فعسانا أن نجد لشبهة الخيانة درءأًً.
وللحديث بقية...
الدكتور : علي رشيد الحَسناوي
مشرف المنتدى
امتد النقاش بعيدا ومنذ العصور الأولى لنشوء صناعة فن الترجمة في قضيتين أساسيتين كثر الجدل حولهما ولا زال.. واعني بهما معيار الأمانة(Faithfulness) التي يشترط على المترجم أن يمتاز به ويضعه نصب عينه ليدرأ عن نفسه شبهة الخيانة التي طالما أضفيت على المترجمين... ولعل من سوء حظ المترجم.. ومهما بلغت أمانته وحرصه في نقل النص من لغة الأصل ( Source Language ) إلى لغة الهدف (Target Language ) دون تشويه أو نقص في ذلك النص. أقول لعل من سوء حظ هذا الناقل الوسيط أن يكون قدره كحامل البيض في زحام شديد بين أزقة ضيقة تعج بالمارة والمشاكسين ، كلٌ يحاول جهده أن ينال نصيبا مما يحمل ذلك المسكين.. أما هو... فعليه المعول أن يوصل البيض إلى نهاية المطاف دون خسارة تذكر!ّ!!! ولعمري أنها لغاية لا تدرك..
وبالعودة لمترجمنا ذاك.. نجده يحاول جاهدا أن ينقل ما بين يديه من لغة الأصل إلى لغة الهدف بأقصى درجات الأمانة والإخلاص.. بل أن هذا هو ما يتوقعه الآخرون منه بل ويطالبونه فيه دون أن يلتمسوا له العذر له في قصور قد ينشأ خلال عملية النقل بين اللغتين، لا لقصور في مكانية المترجم نفسه أو لعيب فيه بل هو قصور تمليه عوامل جمة من سأدرج أهمها فيما يلي على أن أتولى كلا منها بالشرح والتفصيل في وقت لا حق.. أعدكم بأن لا يمتد طويلا :
1. طبيعة النص الذي يشتغل فيه المُترجـِـم كونه نصا علميا ، أدبيا، دينيا، الخ ، مما ينعكس سلبا أو إيجابا على درجة مطاوعة ذلك النص لعملية الترجمة
2. درجة التطابق والتباين بين لغة المصدر ولغة الهدف من حيث النظام اللغوي الخاص بكلٍ منهما وحجم خيارات التكافؤ المتاحة بينهما
3. الغاية من عملية الترجمة نفسها في ذلك السياق كونها ترجمة تفسيرية ، تحليلية، حرفية، كلية ،الخ
وحتى إذا سلَّمنا بوجود مترجم قدير متمكنٌ من أدوات صنعته ،عارفٌ لأسرار مهنته مدركٌ لحجم مسؤوليته،
تبقى شبهة الخيانة تلاحقه كظله لعوامل خارج مشيئته وإرادته.. ويبقى حاله معاقا بين قوتين تشدانه باتجاهين متعاكسين.. فهو ما يلبث أن يكسب جولة في هذا الصراع حتى يقع صريعا في جولة اخرى اضطراراً لا أختيارًا... وهو ما تحدث عنه المنظرون في هذا الميدان تحت مسمييّ الربح والخسارة في الترجمة ( Loss and Gain ).. ولو علمنا أن ما من فعل ترجمي دونما خسارة تذكر.. فعسانا أن نجد لشبهة الخيانة درءأًً.
وللحديث بقية...
الدكتور : علي رشيد الحَسناوي
مشرف المنتدى