المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظة يقظة



ماجد سليمان دودين
17/06/2007, 09:05 AM
في لحظة يقظة ووعي وغضب وعن سبق إصرار، قتل أوروبي زوجته وأحرق بيته وأولاده...وراح ينظر إلى النار تلتهم البيت بما فيه وبمن فيه، والدموع تنساب غزيرة كالوابل على وجنتيه حارًة حارقة محاولا إطفاء حريق الغضب والحنق والحقد في قلبه الملتهب ولكن دون جدوى !!!
ها هو يمثل أمام المحكمة ... يقبع في قفص الاتهام ...سؤال يتوقعه يوجهه القاضي إليه:" لماذا قتلتها وأحرقتهم ؟! حدثنا عن الدوافع والمسوغات لفعلتك الشنيعة " .
وتخرج زفرة من أعماق نفسه التي تنزف ألما وحسرة ويقول بصوت حزين :
" يا ليت وجودي لم يكن تحت أديم السماء...
يا ليت صعقة أخذتني قبل فعلتي الشنعاء...
لقد قتلتها وأحرقتهم حتى لا يقال إنهم أولادي ...
فأنا مجرم ...وهم أبناء أم كانت تتلهى في النوادي ..."
هؤلاء هم المعرضون عن الذكر ... الذين لا يتدبرون آيات الله...الذين نسوا الله وانشغلوا بأهوائهم وشهواتهم وأنانياتهم ومادياتهم ...وكلما ارتقوا وارتفعوا في الماديات...هبطوا وانحطوا وارتكسوا في الروحانيات ...
هبطوا فاستحقوا معيشة ضنكا ... لقد أقفرت نفوسهم وأجدبت قلوبهم وماتت بصائرهم وعميت أبصارهم ...
إنهم يبحثون عن الأمن والأمان ... ولا أمن ولا أمان إلا بالإيمان... (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) سورة الرعد
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) سورة الأنعام.
إن المعادلة: علم نافع + إيمان صادق+ عمل صالح = أمن وأمان واطمئنان وسعادة وسلام
...هذه معادلة خالدة عادلة منطقية أطرافها منسجمة واقترانها اقتران تكامل... ولحظة فقدوا العلم النافع والإيمان الصادق والعمل الصالح فقدوا كل شيء فانتكسوا وارتكسوا وتعسوا ...
فلماذا وكيف نقلدهم تقليدا أعمى ...نحذوا حذوهم وندخل مدخلهم ونسير على دربهم وهم في غيهم وجهلهم وضلالهم يعمهون ؟!.
لقد فهموا الحياة على أنها الخبز وحده " وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، وبات شعارهم:
إنما الدنيا طعام وشراب ومنام... فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام
لقد عشقوا أنانياتهم فصرخ كل واحد منهم " أنا وبعدي الطوفان " وظنوا الحياة لغيهم وجهلهم وإفلاس أرواحهم ظنوها " حفنة من شعير وعلى الدنيا العفاء".
حسبوا أن الله جل وعلا وتقدس خلقهم عبثا وأنهم إليه لا يرجعون...( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)سورة المؤمنون
فماذا كانت نتيجة اعتقاداته الزائفة ؟
ها هم ينتحرون زرافات ووحدانا...جماعات وأفرادا...وانتحارهم رمز لانتحار أفكارهم ومناهجهم وعقائدهم التي صنعوها بأنفسهم وحسب أهوائهم ولم يتلقوها عن الوحي الصادق بل غيًروا وبدلوا وحرًفوا وقالوا في كتبهم المؤلفة المحرفة : الرب يتعب ويستريح ويتنفس ويندم ويحزن ويتأسف في قلبه لأنه خلق الإنسان وينهزم في المصارعة وحمامة وخروف بسبعة قرون عروه وركلوه وصفعوه وبصقوا عليه ومات ...( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )
والسؤال الكبير :
من يأخذ بأيدي التائهين من خضم الهيجان إلى بر الأمان ؟
من يقودهم وفي قلبه الرأفة والرحمة والحب والحنان ؟
من يفتح بصائرهم على حكمة الحياة وصادق الإيمان ؟
من يعلمهم أن الله واحد أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ؟
من يعلمهم أن الله له كل صفات الجلال والكمال ؟
من يصنع هذا فيكرمه الله برحمته بالفردوس في أعلى الجنان؟
من لها غير المسلم المؤمن المحسن إنسان ؟
************************************************** ***