المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : افتراءات على القرآن (نصب الفاعل)



غالب ياسين
19/06/2007, 03:33 PM
نص سؤالهم:
جاء في سورة البقرة 2: 124 لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ . وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون
وهذا تعليقهم : "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون؟؟؟!!!
وقد حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون.
ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول [نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964] وليس الشيء هو الذي ينال الإنسان!!!! فمثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! بل الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة" فكيف أن العهد وهو شيء هو الذي ينال الظالم وهو إنسان. هذا كلام غير مقنع، ونحن نريد أن نفهم رداً منطقياً مقنعاً.


وهذا جوابي
جاءت كلمة الظالمين منصوبة في الآية لأنها مفعول به، وليست فاعلا فيحتاج إلى الرفع

وهذا هو الإعراب بالتفصيل :

عهدي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء

الظالمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم

والكلام جاء بالترتيب الطبيعي للكلام العربي حيث يسبق الفاعل مفعوله
وبالتالي فإن قول القائل إن القرآن نصب الفاعل ليس له أي أساس بل ولا احتمال من الصـحـة
فالعهد هو الفاعل، وهو الذي لا ينال الظالمين ، كما نصـت الآية الكريمة

هذا ويجوز أن يقال : لا ينال الظالمون عهدي... ولكنها جاءت في الآية بفاعلية العهد.. أي لا يصلون إليه ولا يمكنون منه .. فإن ما نالنا فقد نلناه ، وما نلناه فقد نالنا
والعرب تقول : نلت خيرك ، كما تقول : نالني خيرك

ولكن لم اختارت الآية ألا ينال العهد الظالمين ؟
لأن في هذا التركيب مزيدا من الإبعاد لهم ، وامتناعا من نيلهم العهد ، فإن العهد نفسه يأنف أن ينالهم وكأنه ينفر منه
والنتيجة أن الظالمين لا يمكنون من العهد، بل يحرمون منه تأكيدا، وهذا غاية الوعيد

أما قولهم إن المعجم الوسيط يقول كذا فهل صارت اللغة تؤخذ من المعجم الوسيط؟
إن اللغة تؤخذ من مصادرها الأصلية، ومن شواهد عصر الاحتجاج (سيكون هناك موضوع قريب عنه بإذن الله)

ومن مصادر اللغة المعجات القديمة التي جمعها (لسان العرب) كأفضل ما يكون، وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/685

إذن: يجوز في لغة العرب أن يقال نالنا المعروف ويجوز أن يقال نلنا المعروف ... وسؤالكم باطل، لأن المنطق يقول إن الحكم هو لغة العرب واستعمال العرب



هذا ما هداني الله إليه، وكما قلت لكم سأبدأ بالأسئلة السهلة التي يستطيع طالب الإعدادية أن يجيب عنها، ثم سنصل بإذن الله إلى مسائل أعلى.. أسأل الله العون والتوفيق
وأنا في انتظار تعليقاتكم وإضافاتكم، وتعديلاتكم، وشواهدكم .. فإن كسر كلامي لا يجبر إلا بعونكم وعلمكم.. بارك الله فيكم

__________________
منقول

د. محمد اياد فضلون
19/06/2007, 03:46 PM
أستاذي الكريم غالب
شكرا لك على نقل الموضوع , موضوع جدير بالمتابعة , حبذا لو وضعت لنا الرابط الذي نقل منه
أو أتممت الحديث و أوردت مجمل المشاركات في هذا الموضوع


تحيــــاتـــــــي لـــــــــــك


_

غالب ياسين
19/06/2007, 03:51 PM
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=634

منذر أبو هواش
19/06/2007, 06:46 PM
الظالمين - الظالمون
يتهجم المنصرون والمستشرقون وجهلة اللغة العربية على بعض الصور النحوية أو البلاغية التى لا يفهمونها فى القرآن الكريم ، سواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل، فهو نفس حال الذى يريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه فى يديه.

جاء في سورة البقرة 2: 124 (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون.

الرد: ينال فعل متعدى بمعنى (يشمل أو يَعُم) كما فى الآية أى لا يشمل عهدى الظالمين، فعهدى هنا فاعل، والظالمين مفعول به. مثال لذلك لقد ناله ظلماً، وأسفنا لما ناله من إهانة.

والإمامة والعهد بالإمامة هنا معناه النبوة، وبذلك تكون جواباً من الله على طلب نبينا إبراهيم أن يجعل النبوة فى ذريته فوافقه الله إلا أنه استثنى الظالمين، كما لو أنه أراد قول (إلا الظالمين من ذريتك).

وتجىء أيضاً بمعنى حصل على مثل: نال الظالم جزاءه. ومن مصادر اللغة , المعجمات القديمة التي جمعها (لسان العرب) وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/685.

والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد اللغوي وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس. والأسلوب القرآني لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42). علما بأن الأمر في القرآن الكريم جارٍ وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغتهم، وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم إذ إنهم يجهلون لغة العرب وأساليبهم في نظم الكلام وسبكه، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به ؟! نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ.

غالب ياسين
19/06/2007, 07:39 PM
حفظك الله ورعاك وأمد في عمرك للخير ان شاء الله اخي الحبيب د. منذر.
:fl: :fl: :fl:

هاني المصري
24/06/2007, 04:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استاذي الفاضل منذر ربنا يفتح عليك و يزيدك من علمه فالقران الكريم هو الدستور الذي يجب اتباعه في كل شيىء.

أحمد المدهون
24/10/2012, 05:38 PM
جميل هذا النقل، وتوضيح الفرية والردّ عليها بلسان العرب.
توضيح يزيل اللبس.

شكراً للأستاذ غالب ياسين، وللأستاذ الألمعي منذر أبو هواش.

تحياتي.

كرم زعرور
26/07/2014, 11:16 PM
الظالمين - الظالمون
يتهجم المنصرون والمستشرقون وجهلة اللغة العربية على بعض الصور النحوية أو البلاغية التى لا يفهمونها فى القرآن الكريم ، سواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل، فهو نفس حال الذى يريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه فى يديه.

جاء في سورة البقرة 2: 124 (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ). وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون.

الرد: ينال فعل متعدى بمعنى (يشمل أو يَعُم) كما فى الآية أى لا يشمل عهدى الظالمين، فعهدى هنا فاعل، والظالمين مفعول به. مثال لذلك لقد ناله ظلماً، وأسفنا لما ناله من إهانة.

والإمامة والعهد بالإمامة هنا معناه النبوة، وبذلك تكون جواباً من الله على طلب نبينا إبراهيم أن يجعل النبوة فى ذريته فوافقه الله إلا أنه استثنى الظالمين، كما لو أنه أراد قول (إلا الظالمين من ذريتك).

وتجىء أيضاً بمعنى حصل على مثل: نال الظالم جزاءه. ومن مصادر اللغة , المعجمات القديمة التي جمعها (لسان العرب) وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصل إلي منه معروف" لسان العرب 11/685.

والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى القرآن الكريم، إذ هو كلام رب العالمين (ومن أصدق من الله حديثا) (النساء:87)، وليس كلام بشر، يخضع لمعايير النقد اللغوي وغيرها، فإذا كان هذا شأنه فلا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس. والأسلوب القرآني لا مأخذ عليه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) (فصلت:42). علما بأن الأمر في القرآن الكريم جارٍ وفَقَ سَنَن لسان العرب ولغتهم، وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في كتاب الله ولا متمسك لمثيري الشبهات، بل إن العيب فيهم إذ إنهم يجهلون لغة العرب وأساليبهم في نظم الكلام وسبكه، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به ؟! نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ.


.. الشكر والتقدير ، للأستاذ منذر ابو هواش ،

والشكر موصول للأستاذ غالب ياسين .

صالح بلقيس
21/01/2018, 08:31 PM
.. الشكر والتقدير ، للأستاذ منذر ابو هواش ،

والشكر موصول للأستاذ غالب ياسين .

البلغاء العرب لم يلاحظوا هذهالأخطاء المزعومة.. ام جهلة الناس فقد اكتشوفها فهؤلاء الجهلة أعلم باللغة العربية من سيبوية وأبو أسود الدؤلي أليس كذلك؟؟؟ ألا يعلم هؤلاء الجهلة أن فواعد النحو بنينت من بلغة القران