المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرسان الليل - قصة قصيرة - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
01/11/2006, 01:21 AM
فرسان الليل
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*

*****

" فرسان الليل "
" جرذانا و صبيانا "
" جرذاناً من جميع الأجناس "
" صبيانا من جميع المقاسات و الأعمار "
" للجرذان الهزيع الأول من الليل "
" و للصبيان الهزيع الأخير "
"إنهم يتكاثرون ، أعني الصبيان لا الجرذان"
" أصبحوا يشكلون عصابات "
" أصبحت لهم قيادات "
" كثيراً ما يتشجارون أو يتصارعون "
همس رياض لزوجته ، كانا يمارسان رياضة المشي في شوارع الضاحية الأنيقة ، عندما شاهدا بعض الصبية يقلبون حاوية قمامة ثم يعبثون بما فيها ...
ثم أكمل متسائلاً باهتمام :
" ترى هل أن الأمر مربح إلى هذا الحد "
" أم أن الفقر تجاوز كل حد ؟ "
فأجابته مؤكدة :
" أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال"




*****




صبي في الخامسة ، ربما أقل قليلاً أو أكثر قليلاً ،
يتشبث بكيس يحمله، بينما آخرأكبر منه يحاول إنتزاعه منه .
يضربه ، يشتمه ، و لكن الطفل ظل متشبثاً بكيسه ...
يبكي ، يصرخ ، يستنجد ، و لكنه لا يزال يتشبث بكيسه .
يقترب رياض منهما ..
تناشده زوجته :
- لا تحشر أنفك يارياض
- و لكن رياض يستمر ، يأمر الصبي الكبير بالكف عن أذى الصبي الصغير ، فيبتعد هذا شاتماً رياض و زوجته و كل من يلوذ بهما بأقذع الشتائم .
- ألم أقل لك لا تحشر أنفك يا رياض ؟
قالت له معاتبة ؛
إلا أن رياض يتقدم من الصغير و يسأله:
- هل يفرض عليك أحد جمع العلب يا بني ...؟.
- نعم – عمّو – إنه أبي ، هو عاجز ، يأمرنا أن نسرح أنا و إخوتي ، قبل فجر كل يوم لجمعها ؛ أما أمي فتحمل ما جمعناه ثم تبيعه ، لتجلب لنا بثمنه الطعام .
يهز رياض رأسه أسفاً ، بينما تعقب زوجته :
" أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال "
ثم يكملان المشوار ..




*****




صبي آخر ، يتسلق حاوية أخرى ، إنه في قلب القمامة الآن ، ينقب بيديه الصغيرتين عن العلب الفارغة ، لا يهم إن كانت من البلاستك أو من الألَمينيم ، و لا يهم إن كانت الحاوية مليئة بالحشرات أو بالديدان أم بملايين الفيروسات و المكروبات و الطفيليات ، و لا يهم إن كانت رائحة القمامة تزكم الأنوف ، أم تخترق الخياشم إلى أعماق الدماغ ، المهم أنه كلما عثر على واحدة ، ناولها للآخر !
يتسلق الحاوية الآن من الداخل فيتعثر و لا يفلح بالخروج منها...
يحاول زميله مساعدته فلا يتمكن ....
كلاهما صغيران ، ضعيفان .....
يهرع رياض نحوهما ....
يُخرج الأول من القمامة بينما يلوذ الآخر بالفرار ....
ربما ظنه شرطيا ...
تلومه زوجته
- ها أنت تحشر أنفك ثانية ، لقد لوثت ملابسك و بدأت تفوح منها رائحة المزابل ..
أجابها معارضاً :
- هل كان بوسعي أترك المسكين غارقا في القمامة ؟ ( ملعون أبو الملابس )
، ثمثم أضاف متألما :
- "يا لها من مهنة تعيسة " ، فأجابته زوجته :
- " أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال " ،
- ثم أكملا المشوار .




*****




حاوية أخرى
و صبي آخر ، في التاسعة أو العاشرة
يعثر في الحاوية على كيس مليء
يفرح
ينظر إلى محتوياته
يفرح أكثر
يتناول منه
بفرح أكبر
إنها ثمرة تين
يقربها من فمه
يتناول منها قضمة
يهرع رياض نحوه
يصرخ به منبها :
- إبصقها يا بني في الحال إنها فاسدة و سوف تقتلك إن أكلتها !
يجفل الطفل ، ينظر إلى رياض شذراً ، يبدو عليه بعض خوف ...
و لكنه يتشبث بثروته الصغيرة
ثم يطلق ساقيه للرياح ...
تلتفت زوجته قائلة :
- ألم أقل لك ، لا فائدة من حشر أنفك ؟!
و قبل أن تكمل جملتها ، لمحت دموعه الصامتة تنهمر !
-------------------

* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العربArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

مصطفى لغتيري
02/11/2006, 12:06 AM
المبدع الملتزم نزار ب الزين.
لقصصك دوما لمسة حانية ، تهدهد في لطف هموم البسطاء والمسحوقين.
تقسيم القصة إلى فقرات أعجبني..فذلك بلا شك يتيح المجال للقارئ لاستجماع الأنفاس والتأمل بعمق في أحداث القصة.
تحياتي القلبية.

نزار ب. الزين
03/11/2006, 07:43 AM
المبدع الملتزم نزار ب الزين.
لقصصك دوما لمسة حانية ، تهدهد في لطف هموم البسطاء والمسحوقين.
تقسيم القصة إلى فقرات أعجبني..فذلك بلا شك يتيح المجال للقارئ لاستجماع الأنفاس والتأمل بعمق في أحداث القصة.
تحياتي القلبية.
=========================
أخي الكريم مصطفى
شكرا لمشاركتك الواعية و تفاعلك مع النص
و ألف شكر لإطرائك الرقيق
نزار

الشربيني المهندس
03/11/2006, 10:52 AM
استاذنا نزار فارس القصة الانسان
كلما لمحت قصة لك انتعش قلبي الانساني جذلا فهنا حكاية انسان بلا شك
مع عنوان فرسان الليل دارت برأسي الصغير حكايات كثيرة
مع الجرذان والصبيان تجددت الدهشة لكن المفارقة مع العنوان كانت اكثر ادهاشا
رغم الدراما ومأساةالصغار تسللت بسمة المشاهد من بين السطور
نعم قصة للصغار تغلفها البراءة

نزار ب. الزين
05/11/2006, 08:19 PM
استاذنا نزار فارس القصة الانسان
كلما لمحت قصة لك انتعش قلبي الانساني جذلا فهنا حكاية انسان بلا شك
مع عنوان فرسان الليل دارت برأسي الصغير حكايات كثيرة
مع الجرذان والصبيان تجددت الدهشة لكن المفارقة مع العنوان كانت اكثر ادهاشا
رغم الدراما ومأساةالصغار تسللت بسمة المشاهد من بين السطور
نعم قصة للصغار تغلفها البراءة
=========================
أخي الأديب الرائع محمد الشربيني
شهادتك وسام أعتز به و أفتخر
دمت و دام ألقك
نزار

ملاحظة : هي قصة عن الصغار و ليست للصغار

صبيحة شبر
06/11/2006, 02:28 PM
القاص المبدع نزار ب .الزين
قصة من صلب الواقع الاليم
صغار ابرياء يقتاتون على ما تجود به مجمعات القمامة
قصة ملتزمة تحكي لنا معاناة الانسان في واقع بائس
تحية لجمال ادبك الهادف ايها المبدع القدير

نزار ب. الزين
07/11/2006, 09:07 PM
القاص المبدع نزار ب .الزين
قصة من صلب الواقع الاليم
صغار ابرياء يقتاتون على ما تجود به مجمعات القمامة
قصة ملتزمة تحكي لنا معاناة الانسان في واقع بائس
تحية لجمال ادبك الهادف ايها المبدع القدير
=================================
شكرا لمشاركتك في نقاش القصة أختي صبيحة
و ألف شكر لثنائك الحافز
مودتي و احترامي
نزار

زكي العيلة
18/01/2007, 07:55 AM
نتتبع في قصة (فرسـان الليل) للأديب نزار الزين ملامح أخرى لأولئك المهمَّشين الذين يعيشون في قعر المجتمع مفتقدين الآمان والغد.

صِبية من جميع الأعمار والمقاسات يتناسخون دون أن يهتم لأوضاعهم الاجتماعية المهدورة أحد. المدينة وأناسها لاهون عنهم، لا يأبه أحد بوجيعتهم، وهم ينقبون حاويات القمامة بحثاً عن أكياس وعلب فارغة، ينتزعون من فضلاتها أكسير حياتهم "لا يهم إن كانت من البلاستيك أو من الألمنيوم، ولا يهم إن كانت الحاوية مليئة بالحشرات أو بالديدان أو بملايين الفيروسات والمكروبات والطفيليات، ولا يهم إن كانت رائحة القمامة تزكم الأنوف أم تخترق الخياشيم إلى أعماق الدماغ، المهم أنه كلما عثر على واحدة ناولها للآخر".

تطالعنا في المقابل شخصية (رياض) الذي تدفعه أحاسيسه الإنسانية ـ وهو يتمشى مع زوجته ـ إلى إبداء التعاطف مع قضية أولئك الصبية، رغم تدخلات زوجته التي تحاول أن تئد فيه تلك المشاعر إيثاراً للسلامة.

وتحت طائلة إحساسه بالتمزق يحاول أن يقيم خيط ود مع الصبي الصغير الذي يسرح مع إخوته فجر كل يوم لجمع العلب من الحاويات، كي تُحوِّل أمه أثمانها البسيطة إلى طعام، كما يجاهد من أجل إخراج صبيين صغيرين علقا في حاوية دون أن يأبه بتلوث ملابسه، ما يجعله عرضة لتقريع زوجته.
وعندما يقع بصره على صبي آخر يقضم ثمرة تين فاسدة ملوثة اصطادها من حاوية أخرى، يلاحقه بنصائحه وتوسلاته، فيما راحت دموعه تنهمر في صمت ناجم عن إحساسه بالعجز أمام هذا الواقع غير الإنساني، فهؤلاء الصبية من فرسان الليل أبناء مرحلتهم، مرحلة التفاوت الاجتماعي والطبقي، حيث أضحت الحاويات المثقلة بالأصابع الطفولية الباحثة عن بقايا طعام، أي طعام في قمامة المترفين عنوان المرحلة، لتظل المعاناة من مكنونات المستقبل مفتوحة، ممتدة، إلى أن يتحول فرسان الحاويات المقهورين إلى فرسان حقيقيين أصحاء، وهذا لا يتحقق إلا في مجتمع يحترم إنسانية أفراده.
* * *
نص يستحق الرفع والمتابعة..
* * *
* موقع الباحث القاص زكي العيلة http://zakiaila.net/

د. جمال مرسي
18/01/2007, 08:10 AM
أستاذي القاص المبدع نزار الزين
نقرأ قصصك التي تحاكي الواقع و كأنها قطعة منه
فيتبدى صدق القلم المعايش لهذا الواقع الأليم .
و ها هم فرسان الليل و أطفال الشوارع .. تلك الظاهرة التي صارت كبيرة و متفشية في المجتمعات العربية بكل أسف و سببها الفقر و الحاجة دون نظرة من الحكام أو المسؤولين لهؤلاء المساكين
و معاناتهم
صورت المشاهد ببراعة أستاذي
و هذا ليس بغؤيب على نزار الزين الذي نعرفه من أمد
مودتي و تقديري

ايمان حمد
18/01/2007, 04:00 PM
السـلام عليكم

المأساة كبيرة واكبر من يحلها رياض بمفرده استاذى صاحب القلب الكبير

الحل هو الرجوع لأخلاقيات الدين الأسلامى وما حثنا عليه حبيبنا المصطفى

الحل فى هذا الحديث
فى رواية مسلم عن جابر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
طعام الواحد يكفى الأثنين ، وطعام الاثنين يكفى الأربعة ، وطعام الأربعة يكفى الثمانية

وفى تعاليم القرآن الكريم
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا

ما شىء امقت عند الله من الأسراف
ناس تعيش فى ولائم وعزائم يؤل معظم طعامها الى القمامة وناس تبحث عن شىء يسد الرمق فى القمامة
يا لسخرية الأوضاع .. الأسراف فى كل شىء .. كل شىء الناس عندها منه 3 او اربعة ربما عشرة و ناس مش لاقية تاكل .. والله انهم لمسؤولون !

ادعو الله ان يرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا

زاهية بنت البحر
18/01/2007, 05:13 PM
د.زكي العيلة أخي المكرم جزاك الله الخير على رفع هذه القصة الرائعة التي لم يسبق لي أن قرأتها..
- " أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال " ،
فقط لو فكرنا بهذه الجملة المزابل - " أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال " ،
وماأكثر الشحادة في عالمنا العربي أحيانا تعثر بهم لتوافدهم واحدًا تلو الآخر وأخرى تلو من سبقتها ,فتكره الساعة التي خرجت بها من البيت عدا عمن يدق بابك وهم يذرفون الدموع منهم من يحمل أوراقا ثبوتية لحاجة طبية ملحة ومنهم من تحمل طفلا رضيعًا مشوهًا ووو ..لاحول ولاقوة إلا بالله
عندما يحاول أحدنا كرياض أن يكون إنسانًا يبكي بسخاء ..بحرقة فهل حقًا يأكل الكريم من القمامة ,ولايشحذ أم أنه يعمل خادمًا ولايمد يدًا لقمامة أو شحادة ؟..لاأدري كيف يلقون ببراءة الأطفال في أفواه القاذورات , فتلتهم صحتهم وكرامتهم ويلتهمون مافيها من مسببات الأمراض..
قرأت ذات يوم عن ملكة القمامة في مصر ,وقد قتلها ابنها ليرث ملايين الجنيهات التي حصلت عليها من مبيعاتها التي يحضرها لها عمال القمامة الموظفين لديها وهي من أبخل خلق الله ,وتعيش في عشة وقتلها ابنها فيها ..وكلما مررت في الطريق ورأيت من ينكش في براميل القمامة ة أتذكر هذه المرأة رحمها الله ..
السؤال الآن ترى هل أثرياء الأمة يرضون بما يحصل ,وعندهم من المال مايكفي لقطع دابر الفقر ؟
جزاك الله الخير أخي المكرم أديب الأمة نزار الزين على رصد هذه الحالة المنتشرة في بلاد الأمة غنية كانت أم فقيرة ..
أختك
بنت البحر

نزار ب. الزين
19/01/2007, 07:13 AM
نتتبع في قصة (فرسـان الليل) للأديب نزار الزين ملامح أخرى لأولئك المهمَّشين الذين يعيشون في قعر المجتمع مفتقدين الآمان والغد.
صِبية من جميع الأعمار والمقاسات يتناسخون دون أن يهتم لأوضاعهم الاجتماعية المهدورة أحد. المدينة وأناسها لاهون عنهم، لا يأبه أحد بوجيعتهم، وهم ينقبون حاويات القمامة بحثاً عن أكياس وعلب فارغة، ينتزعون من فضلاتها أكسير حياتهم "لا يهم إن كانت من البلاستيك أو من الألمنيوم، ولا يهم إن كانت الحاوية مليئة بالحشرات أو بالديدان أو بملايين الفيروسات والمكروبات والطفيليات، ولا يهم إن كانت رائحة القمامة تزكم الأنوف أم تخترق الخياشيم إلى أعماق الدماغ، المهم أنه كلما عثر على واحدة ناولها للآخر".
تطالعنا في المقابل شخصية (رياض) الذي تدفعه أحاسيسه الإنسانية ـ وهو يتمشى مع زوجته ـ إلى إبداء التعاطف مع قضية أولئك الصبية، رغم تدخلات زوجته التي تحاول أن تئد فيه تلك المشاعر إيثاراً للسلامة.
وتحت طائلة إحساسه بالتمزق يحاول أن يقيم خيط ود مع الصبي الصغير الذي يسرح مع إخوته فجر كل يوم لجمع العلب من الحاويات، كي تُحوِّل أمه أثمانها البسيطة إلى طعام، كما يجاهد من أجل إخراج صبيين صغيرين علقا في حاوية دون أن يأبه بتلوث ملابسه، ما يجعله عرضة لتقريع زوجته.
وعندما يقع بصره على صبي آخر يقضم ثمرة تين فاسدة ملوثة اصطادها من حاوية أخرى، يلاحقه بنصائحه وتوسلاته، فيما راحت دموعه تنهمر في صمت ناجم عن إحساسه بالعجز أمام هذا الواقع غير الإنساني، فهؤلاء الصبية من فرسان الليل أبناء مرحلتهم، مرحلة التفاوت الاجتماعي والطبقي، حيث أضحت الحاويات المثقلة بالأصابع الطفولية الباحثة عن بقايا طعام، أي طعام في قمامة المترفين عنوان المرحلة، لتظل المعاناة من مكنونات المستقبل مفتوحة، ممتدة، إلى أن يتحول فرسان الحاويات المقهورين إلى فرسان حقيقيين أصحاء، وهذا لا يتحقق إلا في مجتمع يحترم إنسانية أفراده.
* * *
نص يستحق الرفع والمتابعة..
* * *
* موقع الباحث القاص زكي العيلة http://zakiaila.net/
===============================
أخي الحبيب فارس الكلمة الأستاذ زكي
قراءتك لنص( فرسان الليل ) أمتعتني رغم أنني قرأتها مرارا من قبل ، ففي كل مرة أشعر منها بنكهة جديدة
و لكن ما يفرحني أكثر و أكثر عودتك إلى الميدان كاتبا و متابعا و محللا بنظر ثاقب و نهج موضوعي قل مثاله
دمت لنا مبدعا
نزار

نزار ب. الزين
19/01/2007, 07:28 AM
أستاذي القاص المبدع نزار الزين
نقرأ قصصك التي تحاكي الواقع و كأنها قطعة منه
فيتبدى صدق القلم المعايش لهذا الواقع الأليم .
و ها هم فرسان الليل و أطفال الشوارع .. تلك الظاهرة التي صارت كبيرة و متفشية في المجتمعات العربية بكل أسف و سببها الفقر و الحاجة دون نظرة من الحكام أو المسؤولين لهؤلاء المساكين
و معاناتهم
صورت المشاهد ببراعة أستاذي
و هذا ليس بغريب على نزار الزين الذي نعرفه من أمد
مودتي و تقديري
==================================
أخي الدكتور جمال شكرا لمشاركتك القيِّمة
مشكلة الفقر مقرونة بابنتي عمها الجهل و المرض ، يكمن وراءها كل ما تعانيه أمتنا من ويلات ؛ و كما تفضلت ، فإن جميع محاولات تحسين أوضاع الناس ، لم تكن حتى الآن أكثر من محاولات خجولة سقيمة ؛ فلعل قلمي و قلمك و أقلام الزملاء يكون لحبرها أثرا ما في تغيير الأوضاع نحو الأفضل .
ثناؤك وسام أعتز به فتقبل امتناني و مودتي العميقة
نزار

نزار ب. الزين
19/01/2007, 07:39 AM
السـلام عليكم
المأساة كبيرة واكبر من يحلها رياض بمفرده استاذى صاحب القلب الكبير
الحل هو الرجوع لأخلاقيات الدين الأسلامى وما حثنا عليه حبيبنا المصطفى
الحل فى هذا الحديث
فى رواية مسلم عن جابر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :
طعام الواحد يكفى الأثنين ، وطعام الاثنين يكفى الأربعة ، وطعام الأربعة يكفى الثمانية
وفى تعاليم القرآن الكريم
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
ما شىء امقت عند الله من الأسراف
ناس تعيش فى ولائم وعزائم يؤل معظم طعامها الى القمامة وناس تبحث عن شىء يسد الرمق فى القمامة
يا لسخرية الأوضاع .. الأسراف فى كل شىء .. كل شىء الناس عندها منه 3 او اربعة ربما عشرة و ناس مش لاقية تاكل .. والله انهم لمسؤولون !
ادعو الله ان يرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا
====================================
ابنتي إيمان
المسألة أعمق بكثير من مجرد تبذير أغنياء المجتمع أو بخلهم ، إنها مسألة الدول المهملة لشؤون شعبها ، و لنتساءل معا ، ماذا فعلت حكوماتنا لمكافحة الفقر و رفع مستوى الناس ؟؟؟؟
شكرا لمشاركتك التفاعلية و الدالة على ثقافتك الدينية الواسعة و ألف شكر لثنائك العاطر
مودتي ؛ نزار

ملاحظة: أرجو مراجعة بريدك الخاص

نزار ب. الزين
19/01/2007, 08:04 AM
د.زكي العيلة أخي المكرم جزاك الله الخير على رفع هذه القصة الرائعة التي لم يسبق لي أن قرأتها..
- " أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال " ،
فقط لو فكرنا بهذه الجملة المزابل - " أفضل من مهنة الشحاذة على أي حال " ،
وماأكثر الشحادة في عالمنا العربي أحيانا تعثر بهم لتوافدهم واحدًا تلو الآخر وأخرى تلو من سبقتها ,فتكره الساعة التي خرجت بها من البيت عدا عمن يدق بابك وهم يذرفون الدموع منهم من يحمل أوراقا ثبوتية لحاجة طبية ملحة ومنهم من تحمل طفلا رضيعًا مشوهًا ووو ..لاحول ولاقوة إلا بالله
عندما يحاول أحدنا كرياض أن يكون إنسانًا يبكي بسخاء ..بحرقة فهل حقًا يأكل الكريم من القمامة ,ولايشحذ أم أنه يعمل خادمًا ولايمد يدًا لقمامة أو شحادة ؟..لاأدري كيف يلقون ببراءة الأطفال في أفواه القاذورات , فتلتهم صحتهم وكرامتهم ويلتهمون مافيها من مسببات الأمراض..
قرأت ذات يوم عن ملكة القمامة في مصر ,وقد قتلها ابنها ليرث ملايين الجنيهات التي حصلت عليها من مبيعاتها التي يحضرها لها عمال القمامة الموظفين لديها وهي من أبخل خلق الله ,وتعيش في عشة وقتلها ابنها فيها ..وكلما مررت في الطريق ورأيت من ينكش في براميل القمامة ة أتذكر هذه المرأة رحمها الله ..
السؤال الآن ترى هل أثرياء الأمة يرضون بما يحصل ,وعندهم من المال مايكفي لقطع دابر الفقر ؟
جزاك الله الخير أخي المكرم أديب الأمة نزار الزين على رصد هذه الحالة المنتشرة في بلاد الأمة غنية كانت أم فقيرة ..
أختك
بنت البحر
=========================
أختي الكريمة مريم
إذا كنت تقصدين أثرياء الأمة من التجار أو المقاولين ، فلا أظن أن بوسعهم حل مشكلة الفقر في بلادنا فالجهود الفردية مهما حسنت النوايا ستبوء بالفشل ، أما إذا كنت تقصدين أثرياء النفط فمعك كل الحق ، فقد كان بوسعهم أن ينعشوا العالم العربي برمته .
بالنسبة لفرسان الليل فهم موجودون حتى هنا في أمريكا ، و أراهم كل يوم ، و لكن أبدا لم أرَ بينهم طفلا !!!
شكرا لمشاركتك الواعية و لثنائك العاطر و دعواتك الطيِّبة
عميق مودتي و احترامي
نزار

ايمان حمد
21/01/2007, 07:27 PM
====================================
ابنتي إيمان
المسألة أعمق بكثير من مجرد تبذير أغنياء المجتمع أو بخلهم ، إنها مسألة الدول المهملة لشؤون شعبها ، و لنتساءل معا ، ماذا فعلت حكوماتنا لمكافحة الفقر و رفع مستوى الناس ؟؟؟؟
شكرا لمشاركتك التفاعلية و الدالة على ثقافتك الدينية الواسعة و ألف شكر لثنائك العاطر
مودتي ؛ نزار

ملاحظة: أرجو مراجعة بريدك الخاص

والدنا العزيز
اشاطرك الرأى بالتأكيد
ولكن الناس نفضت يدها من الحكومات ولم يعد الا ان تكون المسؤولية فردية
وهذا لن يتم الا بالرجوع الى الدين الذى يحدد العلاقة بين الناس وما لنا وما علينا

اراده الناس ستجبر الحكومات المفلسة ( ليس من المال طبعا وقد لهفوه ، ولكن بالأفكار والمبادرات والأخذ بأيدى فقراء شعبهم ) على التنحى جانبا ان لم يلفظوا من قبل شعوبهم

شكرا على الأقصوصة الجميلة واستمتع واتعلم من كل الردود

مودتى

ثروت الخرباوي
22/01/2007, 01:16 AM
أستاذنا الكبير نزار

هكذا يكون الأدب وإلا فلا

وهكذا يكون الأديب .. لذلك لي الحق ياسيدي أن أعتبرك النموذج الذي يجب أن نقتفي اثره

لقد طرقت ياسيدي موضوعا يندى له جبين الأمة

حدث ولاحرج عن أطفال الشوارع في بلادنا .. حدثنا عن الذين يقتاتون من صفائح القمامة

أتعرف لماذا ياسيدي يقتات هؤلاء الأطفال من صفائح القمامة ؟

لأننا إستخرجنا حكامنا من صفائح القمامة

سيسألنا الله .. وسيسأل من تحكموا في رقابنا

نزار ب. الزين
22/01/2007, 07:11 AM
والدنا العزيز
اشاطرك الرأى بالتأكيد
ولكن الناس نفضت يدها من الحكومات ولم يعد الا ان تكون المسؤولية فردية
وهذا لن يتم الا بالرجوع الى الدين الذى يحدد العلاقة بين الناس وما لنا وما علينا

اراده الناس ستجبر الحكومات المفلسة ( ليس من المال طبعا وقد لهفوه ، ولكن بالأفكار والمبادرات والأخذ بأيدى فقراء شعبهم ) على التنحى جانبا ان لم يلفظوا من قبل شعوبهم
شكرا على الأقصوصة الجميلة واستمتع واتعلم من كل الردود
مودتى
=================
إبنتي العزيزة إيمان
أعود فأقول أن الجهود الفردية أو الجماعية المحدودة لا تعالج المشكلة من جذورها ، هناك جمعيات خيرية و لكنها لا تعتمد - في الغالب - منهجا مدروسا ، و بعضها يجري تحقيقا مع طالب الحاجة يتضمن بصورة غير مباشرة إذلالا لا حدود له يدفع الكثيرين منهم إلى الإحجام ، أما على المستوى الفردي فأضرب لك مثلا ، بثري خليجي كبير ، كان يقف طالبو الحاجة في شهر رمضان المبارك و ليس غيره ، أمام باب منزله الخارجي - أي في الشارع - في طوابير ، ليحصل كل منهم على بضعة دنانير لا تثمن و لا تغني من جوع ، أليس في هذا إذلال ايضا ؟
مشكلة الفقر يا بنيتي لا تحلها إلا الحكومات ، عن طريق إيجاد عمل للشبان الصاعدين ، عن طريق منح موظفيها الرواتب التي تناسب الأسعار السائدة ، عن طريق مراقبة الأسعار ؛ و عن طريق توفير السكن لمحدودي الدخل .
و هذه أمور لا يقوى عليها لا الأفراد الأثرياء و لا الجمعيات الخيرية .
شكرا من جديد لمشاركتك التي تنبض حياة و إحساسا بمشاكل الناس .
عميق مودتي
نزار

نزار ب. الزين
22/01/2007, 07:19 AM
أستاذنا الكبير نزار
هكذا يكون الأدب وإلا فلا
وهكذا يكون الأديب .. لذلك لي الحق ياسيدي أن أعتبرك النموذج الذي يجب أن نقتفي اثره
لقد طرقت ياسيدي موضوعا يندى له جبين الأمة
حدث ولاحرج عن أطفال الشوارع في بلادنا .. حدثنا عن الذين يقتاتون من صفائح القمامة
أتعرف لماذا ياسيدي يقتات هؤلاء الأطفال من صفائح القمامة ؟
لأننا إستخرجنا حكامنا من صفائح القمامة
سيسألنا الله .. وسيسأل من تحكموا في رقابنا

=====================
صدقت و الله يا أخي الأستاذ ثروت ، و لكن لم نخرجهم نحن من حاويات القمامة ، هم خرجوا بانفسهم منها و استولوا على الأخضر و اليابس .
شكرا لثنائك الجميل الذي سيبقى محل اعتزازي و قد أسعدتني أول مصافحة لك لكلماتي .
عميق مودتي و تقديري
نزار

صابرين الصباغ
22/01/2007, 08:31 PM
أبو ابداعي
أبي الجميل
نص رائع جدا
لكن ابي جل مااخشاه ان يكونوا فرسان الليل هم أشباحه بالمستقبل
فالمجتمع يصنع بيديه لصوصه وعفاريته
ليتنا نستطيع حمايتنا بحمايتهم
فمن يبحث في القمامة وهو صغير عن قوته
سيبحث في الجيوب وهو كبير ايضا عن قوته
دمت مبدعا
وابا جميلا

نزار ب. الزين
25/01/2007, 01:13 AM
أبو ابداعي
أبي الجميل
نص رائع جدا
لكن ابي جل مااخشاه ان يكونوا فرسان الليل هم أشباحه بالمستقبل
فالمجتمع يصنع بيديه لصوصه وعفاريته
ليتنا نستطيع حمايتنا بحمايتهم
فمن يبحث في القمامة وهو صغير عن قوته
سيبحث في الجيوب وهو كبير ايضا عن قوته
دمت مبدعا
وابا جميلا
============================
نعم يا ابنتي صابرين ، هؤلاء الأطفال معرضين للإنحراف أكثر من سواهم ، ليس في مجال السرقة فقط بل في جميع مجالات الجنوح و الجريمة
فكيف لم ينتبه المسؤولون لمثل هذه الحقيقة الإجتماعية المروعة ؟
شكرا لمرورك و مشاركتك في النقاش
مع خالص الإحترام و التقدير
نزار

خليل انشاصي
19/04/2008, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قرأت ما كتبه وعلق به الأخوة زوار الصفحة وعرفت أني على حق في كتابة تعليقي وتحت هذا العنوان ، تغوص يا سيدي في عمق المجتمع وقاعه الذي يتعامى عنه الكثيرين من أفرد المجتمع ، تغوص لتقول وتحلل وتستعرض الواقع حيث هو ليشارك من يود المشاركة في إضفاء لمساته الحانية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من فئات المجتمع الذي لا يلتف إليه أحد في الغالب الأعم ، فندعوا لك بالتوفيق والنجاح والتقدم فتطمئن نفوسنا على أن هناك من يغار على حال المساكين والفقراء ، جزاك الله كل خير وعافية ، ننهل مما تلمسه كلماتك الحانية وخاصة حين تصفه بدقة متناهية وبأسلوب أدبي نستمرئه ونستجيب له ، وهذا لعمري أسلوب العمالقة ، وفقك الله وسدد خطاك لما فيه الخير والصلاح ، وزدنا من إبداعاتك القيمة .
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

المخلص لك على الدوام
خليل انشاصي
غزة / فلسطين .