المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملات فى موقف حماس من غزة



سيد يوسف
21/06/2007, 01:21 AM
تأملات فى موقف حماس من غزة
سيد يوسف

http://sayed-yusuf00.maktoobblog.com/?post=374439


المقال طويل لكنه يعرض الأفكار التالية:

* لحماس عذرها فى التدخل العسكرى ضد الفئة الباغية فهى مضطرة.
* حماس صارت رمزا للأمة وليست ملك فلسطين ولهذا تبعات مؤكدة.
* هناك عدة سيناريوهات متوقعه أبرزها العودة للحوار...فهو ضرورة.
* استبعاد التدخل العسكرى التام لغزة واحتلالها وإن رجح وجود غارات بالطائرات.
* من السخف ربط مشروع حماس بالتشيع.
* ما يفعله عباس غير شرعى قانونا ودستورا.
* اعرف أين يتخندق أعداؤك تعرف من أهلك وأصدقاؤك.
* لن يحيق المكر السيئ إلا بأهله ولسوف تعلمون.

من المؤلم أن تضطرك الظروف أن تكون مخطئا فى حالتى السكون والحركة كحماس حين صمتت عن رد الفعل اللازم ضد شلة أوسلو وصفت بالضعف والخطأ وأنها تُفاقم الأمور بصمتها، وحين تحركت وصفت حركتها بالخطأ لأن تحركها يزيد الأمور تعقيدا... وكثير من السطحيين يتوجهون باللوم للضحية والجلاد معا ثم يدعون الجلاد ليتوجهوا إلى الضحية قائلين: ما هكذا تورد الإبل وأشباه تلك العبارات... وتناسوا أن هناك فارقا أيما فارق بين الفعل وبين رد الفعل وهل يتساوى القاتل مع من يدفع عن نفسه القتل؟!! والأمر يذكرنا بموقف الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه - مع البون بين الموقفين- حين قاتل الفئة الباغية.

(1)
لكل فعل رد فعل
ماذا تفعل حماس وقد رأى الناس كل الناس ما يلي:

* سحب الصلاحيات التى استمات أبو مازن من قبل فى ضمها إليه من عرفات وانفراده وشلته بالإعلام والأمن والمالية وإظهار حماس بأنها حكومة بلا صلاحيات...مع المحاولات الدائمة والمتكررة لإفشال حماس من خلال عدة محاولات ذكرها أخونا الدكتور إبراهيم الحمامى ومنها: مباركة الاضطرابات المسيسة، والدعوة لاستفتاء غير دستوري وتحديد موعد له في شهر يوليو ليسجل أول خرق رسمي للقانون الأساسي ومحاولة أولى للانقلاب على الشرعية الفلسطينية...ومنها بإعلانه عن انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة لم يحدد لها موعدا، وهو ما لا يملكه كرئيس للسلطة وبحسب القانون الأساسي الفلسطيني الذي عُدل عام 2003 خصيصاً من أجله بعد استحداث منصب رئيس الوزراء وتفصيله على مقاسه لمواجهة عرفات...ومنها
ما صدر من أبى مازن من مرسوم يقضى بإقالة حكومة هنية وتشكيل حكومة طوارئ وهو بمثابة خرق فاضح للقانون الأساسي الفلسطيني وهو أشبه ما يكون بالذي يستقوي فيه طرف على آخر بحماية دبابات المحتل.

* استفزاز شلة أوسلو الداخل الفلسطينى للاقتتال الداخلى عبر الحرب الإعلامية والأكاذيب والالتفاف حول إفشال الحكومة الوليدة مرة بعدم التعاون معها فى ائتلاف حكومى موحد، ومرة بمحاولات اغتيال رئيس وزرائها، ومرة بمنع الأموال من دخول معبر رفح، ومرة بالتعاون مع العصابات الصهيونية بالتدريب وتلقى الأموال والأسلحة لاستخدامها ضد الداخل الفلسطينى، ومرة بالتبليغ عن رموز المقاومة ليطالها غدر العصابات الصهيونية بالقتل أو الاعتقال، ومرة بالاعتداءات المتكررة على مقر المجلس التشريعي في غزة وتحطيم أبوابه ونوافذه، ومرة بالسماح لفرق الموت كما هو معروف بأن تعيث فى فلسطين فسادا...هذا فضلا عما نسب إليها من نصب الحواجز والاعتقال على اللحية والتعذيب وأحيانا القتل إضافة إلى المبالغة في سب الذات الإلهية.

* رئاسة لا هم لها سوى إرضاء العصابات الصهيونية، ومقاومة المقاومة والتبليغ عن نشطائها للمحتل، بله وصف العمليات الاستشهادية بأنها عمليات حقيرة!!
* دعم عربي وأوروبي وصهيونى لعباس فى مقابل تضييق حاد وشامل لحماس.
* شلة أوسلو تحارب حماس بالوكالة عن العصابات الصهيونية وأمريكا...ورغم عدم حيادية الدور المصرى إلا أن مصدرا أمنيا عائدا من غزة صرح للمصرى اليوم بأن أسباب الصراع بغزة، حسبما تابع الوفد، هي مجموعة دحلان التي تسيطر على كل الأجهزة الأمنية، وتقاتل في القطاع بأوامره، وأشار المصدر في حديثه إلى أنّ "الصراع في غزة ليس اقتتالاً بين فتح وحماس، بل هو في الواقع صراع بين مجموعة دحلان و70 في المائة من الشعب الفلسطيني"، لافتاً الانتباه إلى أنّ مصر "لا تملك قرار إبعاد هذه المجموعة عن الحكم".
* محاولات اعتقال هنية والزهار وبعض رموز حماس وقواعدها.
* تواصل اللقاءات بين أبى مازن والعصابات الصهيونية فى حين هناك تجاهل تام لأي حوار حقيقي وجاد بين رموز حماس وشلة أوسلو.
* استباحة الأعراض والمساجد والأرواح والقتل على الهوية كما فعل شلة أوسلو.
* بيع القضية الفلسطينية عبر اتفاقات لا يلتزم بها سوى شلة أوسلو من حيث حق عودة اللاجئين، ووصف المقاومة بأنها عمليات حقيرة.
* التنسيق مع العصابات الصهيونية لقتل واعتقال رموز المقاومة وقواعدها.

نقول: ماذا تفعل حماس وقد رأت – ورأى معها غيرها من المنصفين – ما يحدث من شلة أوسلو؟ ماذا تفعل وقد صبرت على ذلك لأكثر من سنة كاملة؟! بعضهم يرى خطأ دخول حماس العملية السياسية وأنه كان يكفيها المقاومة أو كان يكفيها دور المراقب عبر المجلس التشريعيى ورغم كثرة التحليلات لهذا الطرح أو ذلك واختلاف الرؤى فى تبيان قوة أو ضعف هذا الرأي أو ذاك إلا أنه يهمنا القول بوضوح تام وبشكل مباشر إن حماس لم تتخل عن المقاومة لا بشقها السياسى - عبر وقف التنازلات- أو العسكرى ومتابعة للأخبار عبر الفضائيات تؤكد ذلك وما صواريخ القسام وأسر الطائرة بدون طيار وأسر الجندى شاليط وغير ذلك عنا ببعيد.

ولهذا فهناك من يرى فائدة لوقف هذا التدهور بما يسمى تدخلا عسكريا ضد فئة باغية من شلة أوسلو، فحماس تعلن بهذا عدة أمور منها أنها عصية على التجاهل بمشروعها، ومنها أنها ليست ضعيفة وأن صمتها إنما كان عن صبر حتى حين لعل الفئة الباغية ترعوى، ومنها أن ما قامت به لم تسع إليه وإنما فرض عليها فما كان ثمة مفر من الثبات ورد الفعل، ومنها غير ذلك

(2)
حماس ليست ملكا لفلسطين وحدها

* يزعم كاتب هذه السطور أن حماس ليست ملكا لفلسطين وحدها، وإنما هى ضمير أمة بخلاف الفصائل الأخرى وهو زعم قد يؤيده أو يرفضه الواقع بيد أن ذلك يستلزم النصح لها ومد يد المساعدة لها كلما أمكن ذلك وقد ضربت الأمة أروع الأمثلة بشعوبها لا حكامها بتضامنها مع حماس تأييدا ومؤازرة ودفاعا عنها وهو ما يوجب على حماس أن تعتقد أنها حين تسيء فإنها لا تسييء لنفسها فقط بل إن الحرج يمتد للمتعاطفين معها فى أماكن كثيرة.

وقد نسب إلى حماس أنها مثلت بجثة أحد القتلى وهو أمر يحتاج إلى تقصى الحقائق وإذا ثبت ينبغى على حماس ممثلة فى أكبر رموزها أن تقدم اعتذارا وتوكيدا أن مثل هذه الأمور لن تحدث مع معاقبة الفاعلين، وينبغى على حماس أن تعيد قياس مدى شعبيتها فى الشارع الفلسطينى الذى هو أصل الشرعية والمانح الحقيقى لها وأدوات ذلك فى مظانها، وعليها أيضا أن تحسب لاستدراج عزل غزة وما يترتب على ذلك اقتصاديا وأمنيا وعسكريا( وإن كان الصهاينة اجبن من تدخل عسكرى برى فى قطاع غزة الآن عكس ما تشير إليه تقارير كثيرة) وغير ذلك فأرواح الناس غالية والعبث بمستقبلهم من أجل مقاتلة الفئة الباغية ثمن باهظ لا يتسق وأخلاقيات حماس.

(3)
سيناريوهات مطروحة

* سيناريوهات متعددة يُرجى دراستها من قبل القادرين فى فلسطين وتبيان صواب وخطأ كل منها للرأي العام : استقلال غزة والانطلاق منها للضفة الغربية ومن ثم تحرير كل فلسطين وفى مساندة الشعوب العربية ما قد يغرى بهذا السيناريو وإن كانت مساندة محدودة وموقوتة، وسيناريو التصعيد تجاه التصعيد وهو سيناريو يؤسس لواقع جديد له مخاطره ومكاسبه لا سيما على الصعيد الإقليمي، وسيناريو إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية معا تخوضها حماس مع ضمان نزاهتها وعدم تزويرها ومن ثم سوف تفرض الأجندة المتوقعة نفسها حينئذ، سيناريو امتصاص الضربات المتوقعة حتى ينهزم الذين لا يستطيعون تحقيق أهدافهم، وسيناريو أن تعلو حماس كالأم الحقيقية مكتفية بدور التنازل عن حقها حقنا للدماء، وسيناريو نقل حماس الصراع من وصفه صراع على السلطة إلى صراع حول مقاتلة الفئة الباغية من خلال حشد وتعبئة الجماهير ولحماس قدرات هاهنا قد تغرى بالركون لهذا السيناريو رغم مخاطره، وسيناريو إعادة تفعيل حكومة الوحدة الوطنية وهو أمر بات يستلزم شروطا واضحة المعالم باستبعاد مصادر الفتنة، وسيناريو إعادة الحوار الوطنى والذى سيمتد ليشمل كل الفصائل وهو ما يرجحه كاتب هذه السطور لاعتبارات عديدة وأرجو أن تتم بوساطة بعض الفصائل كالجهاد وبعض الرموز الفاعلة وذلك على الرغم من رفض عباس التفاوض مع حماس.

(4)
تأملات وتداعيات

* بعض المحللين يرون فى مباركة أمريكا وأوروبا وبعض البلدان العربية لخطوة عباس بإقالة حكومة هنية وتشكيل حكومة طوارئ رغم عدم شرعيتها قانونا ودستورا مع احتمالية دعم فتح عسكريا، وعزل حماس في غزة ليسهل حصارها ماليا واقتصاديا واستهدافها عسكريا من طرف العصابات الصهيونية ولو بإرسال قوات دولية لغزة لمنع تهريب الأسلحة إليها عبر أنفاق مصرية... يرون أن ذلك سيؤدي إلى انهيار حماس سريعا وتشويه معالم المشروع الإسلامي فى المنطقة لكن فى المقابل يحذر محللون غربيون من أن ذلك سيؤدي إلى زيادة تشدد حماس وتقوية قاعدتها الشعبية وسيدفع العديد حتى من أنصار عباس إلى الانقلاب عليه لأنه لا يعقل أن يقبل مليونان من الفلسطينيين في الضفة تجويع مليون ونصف مليون من شعبهم في غزة بأمر من حكومة الطوارئ.

* ما أسخف الذين يربطون بين حماس والمشروع الصفوى على حسب التعبير الشائع فإن الزاعمين لذلك ينقصهم بشدة معرفة الطبيعة الأيديولوجية لحماس ومشروعها.

* ويعجبنى تساؤل د/ ضياء الدين رشوان حين كتب: إذا كانت الشرعية السياسية والدستورية موزعة بين فتح وحماس شعبياً ومؤسسياً، فلماذا يري البعض في سيطرة حماس علي مقار الأجهزة الأمنية وبعض المقار السياسية في قطاع غزة «انقلاباً» بينما لا يري في سيطرة فتح علي نظيراتها في الضفة الغربية «انقلاباً» أيضاً؟!

* مسألة حصار غزة واردة، ولكن هذا يعنى رضاء عباس وزمرته فصل غزة عن فلسطين وهو لا شك مطلب صهيونى لكنه التقى مع عباس وزمرته فوفقا لما ذكرته النسخة العبرية لموقع صحيفة " هارتس " الإسرائيلية على موقعها على شبكة الانترنت أن كلاً من الإدارة الأمريكية وعباس قد اتفقا على خطة عمل محددة لإسقاط حكم حماس عن طريق إيجاد الظروف التي تدفع الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة للثورة ضد الحركة... وأشارت الصحيفة إلى أن خطة العمل، التي تم التوصل إليها بين الجانبين قبل إعلان أبى مازن عن قراره حل حكومة الوحدة وإعلان حالة الطوارئ، تتضمن الخطوات الآتية: حل حكومة الوحدة، وإعلان حالة الطوارئ & وفصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاع كمشكلة منفردة مع إمكانية إرسال قوات دولية& والإفراج عن عوائد الضرائب، وتحويلها إلى أبى مازن، الذي يقوم باستثمارها في زيادة " رفاهية " الفلسطينيين في الضفة الغربية وذلك من أجل أن يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأن أوضاعهم لم تزدد إلا سوءاً في ظل سيطرة حركة حماس على القطاع& ومن خلال شن حملات اعتقال ضد نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، من أجل ضمان عدم نقل ما جرى في القطاع إلى الضفة& وأخيرا ها هنا إحياء المسار التفاوضي بين إسرائيل والحكومة التي سيعينها أبو مازن في أعقاب قراره حل حكومة الوحدة الوطنية.

* ما دلالة تصريح عمير بيرتس وزير الحرب الصهيونى أن قرار أبى مازن بحل حكومة هنية ساهم في تقليص الآثار السلبية جداً لسيطرة حماس على القطاع، معتبراً أن هذه القرارات تمثل أيضا مصلحة إستراتيجية عليا لإسرائيل...؟! وما دلالة تصريح عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي والمسئول عن بلورة السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة أن إسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضى لمساعدة الدول العربية، وتحديداً مصر في مواصلة خنق حركة حماس، سيما بعد انجازها السيطرة على كامل قطاع غزة، معتبراً أنه في حال لم يتم نزع الشرعية عن وجود حركة حماس في الحكم، فأن هذا سيكون له تداعيات سلبية جداً على إسرائيل.؟!! وبعد ذلك يأتي من يرى الفريقين سواء : حماس وشلة أوسلو... هلا صمتوا حين عجزوا عن رؤية الأمور، لكم كنت أود ألا يجمع بعضهم إلى الجهل قصورا فى الرؤية.

* ورغم أن كثيرا من الشرفاء ينتمون تلقائيا للمقاومة التى لم يبق لنا غيرها فى ظل حكم أولئك الأشباح/ الخونة الذين لا فائدة منهم، رغم ذلك فإننا نعلن وبكل وضوح رفض الاقتتال الداخلى مع الشد على أيدي الفئة الباغية التى تهمل الأجندة الفلسطينية وتلتزم بالأجندة الصهيونية، والترحيب بالحوار وفى اعتقادى أن حركة الجهاد يمكنها أن تقوم بجهود ها هنا نرجو تفعيلها.

* وأختتم مقالى بقاعدة لا تخطيء أبدا ولكن كثيرا من الحمقى لا يشعرون : "إن الله لا يصلح عمل المفسدين". و" ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
سيد يوسف

عبدالعزيز غنيم
21/06/2007, 02:23 AM
الاستاذ الكريم
سلمت وسلمت يداك
لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله

Dr. Schaker S. Schubaer
21/06/2007, 10:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
شكراً للأخ الكريم سيد يوسف على طرح هذا الموضوع الحيوي في هذه الفترة الحرجة، فالأمر لا يحتاج إلى مدارة أو مجاملة، فالقضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطر. من البداية نسأل ماذا فعل متيران عند فاز اليمين في فرنسا بالانتخابات التشريعية وهو رئيس لفرنسا؟ هل سلم وزارات اليمين كافة المؤسسات التابعة لها أم حول الداخلية والمالية لتتبع الرئاسة؟ هذه فهلوة الوجوه الكالحة التي لا تريد خيراً للشعب الفلسطيني. الرئيس عباس هو رئيس شرعي لأنه تم اختياره من خلال صناديق الاقتراع، وحماس لها الشرعية المؤسسية لأنه تم انتخابها من خلال صناديق الاقتراع.
لا شك أن فتح قد قادت النضال ولوكنت أريد أن أتقدم لانتخابات فلسطينية على غير قوائم المستقلين لاخترت ربما فتح. فتح هي مظلة للعمل العسكري للنضال الفلسطيني ضد إسرائيل، وليس لها أي مضمون أو مفهوم استقطابي آخر. إنه رسالة المنشأة لفتح. وإذا تم وأد هذه الرسالة، فلا يمكن لفتح أن تتصدر العمل الفلسطيني دون إعطاء الشعب الفلسطيني رسالة جديدة لها تسوغ عملها في المجال الوطني. إلغاء رسالة المنشأة المعروفة لفتح من خلال إتفاقات أوسلو، وعدم وجود مضمون أيديولوجي، فتحا بوابه في جدار فتح للعملاء والوصوليين والانتهازيين، بل أصبح الجواسيس يتلفحوا بغطاء فتح الوطني. لذا لم تكن المشكلة في أوسلو بقدر ما كانت فيما بعد أوسلو. وكان يمكن أن تكون أوسلو بداية طيبة للشعب الفلسطيني، لو تم ممارسة العمل بشكل مهني احترافي، فالوضع الفلسطيني في أوسلو كان أحسن من الوضع الألماني عام 1945، عند توقيع الجنرال كايتل وثيقة الاستسلام. كنا بحاجة إلى رجال دولة أمثال كونراد إديناور لبناء الدولة الفلسطينية، وليس إلى فهلويون، لم يعطوا لرجال الدولة والعلماء الفرصة لبناء هذه الدولة الفلسطينية الآمنة. فالشعب الفلسطيني يتطلع لأن يأخذ دوره للمشاركة في الحضارة الإنسانية، لا أن يبقى على الهامش.
فهذه شركة قريع شركة موردة لمواد البناء لمشروع الجدار العنصري، إنه بيزنيس لا علاقة له بالعمل الوطني. وهذا ياسر عبد ربه يبيع في القضية يمنى ويسرى، مع أنه والحق يقال أن يوسي بيلين أكثر قبولاً لدى الفلسطينيين من ياسر عبد ربه. أتعرفوا انه في اليوم الذي اغتالت إسرائيل فيه الشهيد ماجد أبو شرارة من كان يقيم في الغرفة المجاورة من الفندق الإيطالي الذي تم فيه اغتيال الشهيد ماجد أبو شرارة؟ إنه ياسر عبد ربه، ولم تغتاله إسرائيل!
أتعرفون أن عناصر فتح هي التي ضربت النار على نبيل عمرو في أرجله لتخويفه، فكانوا لا يريدون قتله، بل تخويفه حتى يرتدع.
أعتقد أن الأزمة لدينا هي أزمة أخلاقية، تذهب في موضوع صلح لعائلة، فتكتشف أن الرجل مجرد طرطور لا شخصية له، تحركه أخته قبل أمه في مكائد نسائية على زوجته الغلبانة. وتسمع بعدها بفترة وجيزة أنه تم الطلاق بعد أربع شهور فقط من الزواج. ثم بعدها يريد أن يذهب للزواج من ضحية أخرى فتذهب معه في مشروع الخطبة مجاملة، لتساعده في اصطياد ضحية جديدة. هذا عمل لا أخلاقي نمارسه. تماما كما نقبل هذه الوجوه الكالحة في واجهة فتح. حتى عبد الباري عطوان المعروف بهجوميته واندفاعة في المواقف كان في قضية حيوية كهذه: يدق ضربة على الحافر وضربة على السندان. تحول إلى سياسي. وهو أمر مستغرب ومستهجن من (الصحفي الثوري) عبد الباري عطوان. واقول له قولة أبي بكر: أقوي في القضايا الجانبية خوار في القضايا المحورية يا أخ عبد الباري؟؟؟؟!!!!
أقتبس لكم فقرة من شاهد عيان طبيب يقيم في فلسطين:
عدت منذ حوالي ساعتين من المستشفى بعد أن بت هناك بعد تأخري في العمل بسبب توارد الحالات حيث أدخل في مستشفانا حوالي 12 حالة بين قتيل وجريح وهذا العدد كان نزفا مستمرا يوميا نرجو أن يكون توقف الآن, مررنا بفترة كان لكل مجرم فرقة موت تتبعه ولا يُسأل عمن قتل بل يتباهى بجرائمه ما دام يسلم بولائه لمجرم أكبر.
الوضع الآن في خان يونس آمن كما لم يكن منذ سنين ويمكنك الذهاب إلى كل مكان ولا تسمع سوى بعض الطلقات ابتهاجا هنا وهنا, بقي في خانيونس فقط مقر الوقائي في منطقة كلية العلوم والتكنولوجيا, ويدور الكلام عن البحث الشديد عن قائد فرقة الموت هنا واسمه (أبو عاصف) سعيد النجار المختبئ هناك ويتوقع الانتهاء من منه قريبا بعد أن سقطت المواقع الأخرى. إلى هنا انتهت شهادة الطبيب. فالقضية من أساسها قضية زعران.
وهناك العديد من الأسئلة التي لا بد من معرفة أجابتها لأخذ موقف أخلاقي تجاه القضية:
1. هل فتح على استعداد لتنظيف حركتها من تلك الوجوه الكالحة؟ وهل الرئاسة مستعدة لأن تقف داخل حدودها الدستورية؟ أمر عجيب أن تلغي ما يسمى بحكومة الطوارئ جوازات السفر الصادرة عن غزة، هل هذا حصار للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وفي هذا الإطار يجب على الشعب الفلسطيني أن يقف موقفاً حازماً ضد عزل القطاع من قبل السلطة، كما عليه أن يدافع عن حماس في الضفة الغربية، فهي صاحبة الشرعية المؤسسية. كما عليه أن يضغط باتجاه تنظيف حركة فتح التي وضعت الشعب الفلسطيني في الفترة السابقة أمام اختيارين إما اللقمة وإما قضية فلسطين.
2. لقد دفع الفلسطينيون فاتورة رئاسة الهالك ضياء الحق، فهو قائد الطيران الذي أحرق الفدائيين في الأردن. فهل قدر الشعب الفلسطيني أن يدفع فاتورة استمرارية ولاية مبارك وتوريثه الحكم لابنه، فها هو يدعو إلى قمة أردنية إسرائيلية فلسطينية (عباس) في القاهرة الأحد القادم. ما شاء الله - قمة لا يبشر شكلها بالخير للشعب الفلسطيني! وفي هذا الإطار على الشعب الفلسطيني أن يعلن رفضه لأي مؤتمر لا تشارك فيه الحكومة الفلسطينية المنتخبة بقيادة حماس. فنحن مع الخيار الديمقراطي.
وأدعو الرئيس عباس أن يتحلى بأخلاق الزعيم الفرنسي الكبير شارل ديجول، بان يقوم بعمل استفتاء على برنامجه وخططه للفترة القادمة، ويربط هذا الاستفتاء ببقاءه في السلطة. فإن وافق الشعب الفلسطيني على برنامجة فعلى حماس أن تنصاع، وإلا ذهب مسلحاً بهذا التفويض الشعبي إلى انتخابات تشريعية جديدة، أو أن يستقيل إذا رفض الشعب مشروعه وتتم انتخابات رئاسية جديدة.
وبالله التوفيق،،،

منذر أبو هواش
21/06/2007, 11:10 AM
قد تختلط الأمور أحيانا،
وقد يظهر العدو بمظهر الصديق،
لكن الشعوب لديها وسائل كشف بسيطة
لكنها فعالة لا تخطئ ...

إذا أردت أن تعرف عدوك ...
فانظر إلى صديقه ...

صديق عدوك هو العدو ...
وعدو عدوك هو الصديق ...

وبالله المستعان ...

.......

Dr. Schaker S. Schubaer
21/06/2007, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
اليكم مقال الدكتور عبد الستار قاسم بعنوان (الخزي الأكبر)

بروفيسور عبد الستار قاسم
19/حزيران/2007

أيهما أكثر خزيا وعارا: أن تكون طرفا في اقتتال داخلي وفتنة أم أن تكون متسولا صاحب يد سفلى؟ تتطلب الإجابة معرفة فلسفية واسعة ومعرفة بعلم النفس وقدرة على تحليل نفسية كل من المقتتل والمتسول. لا أظن أن عالما أو فيلسوفا سيجيز أيا من السلوكين، لكنه يمكن أن يفارق أو يمايز بينهما ليرى أيهما أكثر خزيا ومجلبة للعار والشنار.
بالنسبة للمقتتل، هناك احتمالات عدة وراء دخوله مسرح الاقتتال الداخلي الذي من المعروف أن نتيجته خسارة الأطراف المقتتلة، وخسارة الشعب الذي يدعي كل طرف بأنه يدافع عنه. قد يدخل المقتتل القتال دفاعا عن نفس، أو اعتداء على آخرين، أو كرد فعل على سلوكيات آخرين، أو بهدف تحقيق مصالح شخصية أو قبلية، الخ. تتعدد الأسباب، وتشير أغلبها إلى الخسة والدناءة والرذيلة والحقارة وضيق الأفق، وقد يكون من بينها ما يشير إلى نوع من الفضيلة أو الحمية أو الشجاعة أو الرغبة في تصحيح وضع قائم.
اختلاط الأمر في تقييم المقتتل ينتهي عندما تكون الفتنة عنصرا أساسيا في جلب الاقتتال. الفتنة تعني الفساد والإفساد بين الناس، وبث الكراهية والبغضاء فيما بينهم من خلال التحيز بكافة أشكاله وأكل المال والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على الأعراض ونشر الظلم. المفتن هو من قال الله سبحانه في عمله "والفتنة أشد من القتل." المفتن يقتل الناس جميعا من خلال بث العداوة فيما بينهم وسلب أمنهم ونشر الرعب والخوف في صفوفهم. ولهذا عقابه يجب أن يكون حاسما وسريعا وبلا تردد. لا يمكن أن تحتوي نفسية المفتن على فضيلة من أي نوع، بل هي منحطة وسافلة ووضيعة وحاقدة وبغيضة ولعينة.
إذا اجتمعت الفتنة والاقتتال فإن النتائج مدمرة، ولن ينجو أحد من آثارها الصعبة القاسية. إنما قد يكون داخل المجتمع من هو يرد الفعل على الفتنة فيشتد القتال وتنزف الدماء، وتصبح الحياة مليئة بالشرور والآلام، وينتشر الفاسدون القتلة ويجرون الناس إلى مزيد من الذل والهوان. طبعا لا بد من التمييز بين المفتن المقتتل وبين من يحاول القضاء على الفتنة، علما أن من يحاول القضاء على الفتنة قد يحيد عن جادة الصواب وقد يسيء التقدير.
عشنا نحن في فلسطين مراحل من الفتنة التي تميزت بسلب الأموال العامة والتحيز في الوظائف العامة والتعامل مع الأعداء، الخ، وتوّجنا ذلك باقتتال ألحق بنا الخزي والعار أمام أنفسنا وأمام كل العرب والمسلمين.
قد يبدو خزي الاقتتال صغيرا أمام خزي التسول. الأمر محسوم تماما بالنسبة للمتسول: إنه صاحب اليد السفلى الكسول المتواكل العاجز الذي يعيش طفيليا على خيرات الغير. المتسول وضيع ولا يرى نفسه إلا تحت أيدي الآخرين وتحت رحمتهم وعطفهم وشفقتهم، وهو يسخر نفسه لإهانات الغير وشتائمهم، ويتمنى بصاقهم في وجهه ليثبت ذله واستسلامه وخنوعه.
المتسول بلا فائدة لأحد حتى للذين يضعون في يده الفتات لأنه لا خير فيه لنفسه. إنه لا يستطيع حتى تقديم خدمات، لكنه يفتح الباب لكل البغاة ليعبثوا به وبأهل بيته كيفما يرون مناسبا. هؤلاء يلعبون به كيفما أرادوا ويقلبونه شمالا ويمينا وفق مصالحهم.
ولهذا كنت حريصا جدا عبر السنوات السالفة على نقل هذه الصورة للشعب الفلسطيني، محذرا بكل قوة من وضع لقمة خبزنا بأيدي أعدائنا، وقلت بأن من يعتمد على غيره في لقمة خبزه إنما يتخلى تماما عن إرادته السياسية لصالح الذي يمنح رغيف الخبز، وإن الذي لا يستطيع تدبير رغيف الخبز لنفسه لا يستحق الحياة، ولا يمكن أن تكون له حقوق. من لا يستطيع تدبير رغيف الخبز لا يمكن أن يعيد اللاجئين إلى فلسطين، ولا يمكن أن يقيم دولة حقيقية تعبر عن آمال الناس. وقد أوضحت هذا بأمثلة من تاريخ الأمم الأخرى.
كان هناك من وقف ليقول للشعب بأن الخبز أهم من الديمقراطية، وقد كتبت حينها ردا بعنوان "الأحرار يصنعون الخبز يا عباس." إنها صاعقة مرعبة أن يتخلى قائد دولة عن الحرية لصالح رغيف خبز يرسله الأعداء لشعبه.
المأساة تتعمق الآن في التناحر بين فتح وحماس، وتحاول الرئاسة الفلسطينية أن تعد الناس باللبن والعسل لأن أهل الغرب قد استطاب لهم التمزق الفلسطيني. كنا نود أن نسمع تحريضا للشعب للتشمير عن السواعد وحمل الفؤوس وحرث الرض وزرعها من أجل أن نكون أحرارا، فأتتنا البشائر بأننا نصر على أن نبقى متسولين من أيدي الأعداء. التسول لا يصنع وحدة فلسطينية، ولا يقود غلى حرية ولا يؤسس دولة.
هب أهل الغرب وإسرائيل موحدين لدعم حكومة الطوارئ الفلسطينية. لماذا هذا الحماس؟ هل لهؤلاء الأوغاد القتلة الذين أعملوا القنابل والرصاص في رؤوسنا وصدورنا شفقة على شعب فلسطين، أم أنهم يريدون شراء فلسطين بلقمة خبز مسمومة؟ بريطانيا وأمريكا والصهاينة وأغلب الدول الغربية تآمرت علينا وطردتنا من وطننا، وهم يدسون الطعام في بطوننا ليسطلونا فنتخلى حتى عن المطالبة الشفوية بحقوقنا. لو كانت لدينا كرامة لما مددنا أيدينا للقتلة الدمويين. لا بارك الله لنا في هذه اللقمة.
في ظل هذه القيادات الفلسطينية، نحن ننتقل من خزي أصغر إلى خزي أكبر، وعلى مثقفي هذا الشعب أن يصرخوا عاليا عسى في صرختهم ما يفرض قيادات جديدة وأنماطا سلوكية فيها الحرية والعزة والكبرياء. انتهى المقال.
وبالله التوفيق،،،

Dr. Schaker S. Schubaer
21/06/2007, 02:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
هذه مقالة أخي الشاعر والكاتب لطفي زغلول
أحببت أن أضعها في هذا المسار لأنها من حيث الموضوع تنتمي إليه
وأعتذر لأخي الكريم الشاعر والكاتب عن هذا الاجتهاد إن كنت قد أخطأت

قراءة .. في الراهن الفلسطيني

يحميك الله .. يا وطني

لطفي زغلول

نابلس / فلسطين


بادىء ذي بدء ، نرفع الأيدي إلى السماء ، سائلين الله العلي القدير أن يحمي هذا الوطن من كل شر وسوء ، ومن كل مكروه وضرر ، ومن كل ما نخشى منه ونحذر . إننا نتوسل إليه ، وهو المجيب ، أن يحفظه واحدا موحدا . إننا نتمنى عليه ، جلت قدرته ، أن يمن على مواطنيه ، أينما كانوا ، مقيمين على أرضه ، أو في الشتات بالأمن والأمان ، والطمأنينة والسلام . إننا نرجوه ، وهو قابل الرجاء ، أن يؤلف بين قلوبهم ، وأن يرفع بين ظهرانيهم راية وحدة الصف والهدف .

فلسطين ما كانت إلا أرضا واحدة ، إلا وطنا واحدا ، إلا قضية واحدة . جنوبها امتداد لشمالها ، وشمالها سند لجنوبها . لا يفرق بينهما بعد جغرافي ، ولا بون ديموغرافي . الإنتماء واحد ، الجرح واحد ، النكبة واحدة ، النضال واحد ، والتضحيات واحدة . إنها مشيئة الله جل جلاله أن يمتحن هذا الشعب في وطنه ، في نفسه ونفيسه ، ولا اعتراض على مشيئة الله . إن الإعتراض على تجزئة الوطن والقضية ، على احتراب بعض من أبنائه ، على ازدواجية النظرة إليه .

إنها أيام من تاريخ فلسطين عصيبة ، تضاف إلى أجندة أيام الوطن الجريح . لم تمض بضعة أسابيع على إحياء الشعب الفلسطيني للذكرى السنوية التاسعة والخمسين للنكبة التي دخلت عامها الستين . لم تمض إلا أيام معدودة على الذكرى السنوية الأربعين للإحتلال الإسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني . وها هو الشعب الفلسطيني الدامي الجراحات ، المثقل بالأحزان والمآسي ، يصحو على محنة ، هي أخطر من كل المحن التي عاشها ، على مدار أيام نكبته .

وإذا كانت كل المحن والكوارث الإنسانية التي ابتلي بها الشعب الفلسطيني على مدار قرن من الزمن ، قد كانت وما تزال تداعيات لمؤامرة كبرى ، حاكت خيوطها الدول الإستعمارية الغاصبة ، فإننا نقول ، والأسى يعتصر قلوبنا ، إن هذه المحنة الراهنة هي من صنع أيد فلسطينية ، اختلفت رؤاها ، وتعددت اتجاهاتها ، وحادت عن المسار الأوحد والوحيد للقضية الفلسطينية . وهكذا كان الصدام الذي تعدى كل الخطوط الحمراء .

إنه مشهد فلسطيني حالك . الدم الفلسطيني لم تعد له حرمة . المواطن الفلسطيني لم يعد آمنا . تغتاله هذه المرة رصاصة فلسطينية . البيت الفلسطيني تهدمه على رؤوس أهله أيد فلسطينية . تحرقه نار فلسطينية . الغضب الفلسطيني أصبح أعمى أصم . لم يعد يرى ما تصنعه يداه ، ولم يعد يسمع أنين ضحاياه ، ولم يعد يفكر بأبعد من راهن طيشه وجنونه .

ها هي خارطة الوطن ، يلونها الدم والنار . تظللها غمامات التنائي والإفتراق .من كان يصدق أن تفرز أجندة أيامها أياما كهذه الأيام مجنحة بالمآسي والأحزان ؟ . من كان يصدق أن تطل شمس يوم الخامس عشر من حزيران / يونيو على الشعب الفلسطيني ؟ . هذا اليوم الذي شرخت فيه مرآة القضية الفلسطينية ، وحمل معه نذر الشجون والأشجان . إنها الحقيقة المرة . إلا أن الأمرّ منها أنها هذه المرة من صنع أيد فلسطينية ، لونت مشهد الوطن بالرؤى السوداء .

إننا ونحن نقرأ المشهد الفلسطيني الراهن ، لا نبغي تكرار ما سبق لكل الخيرين والمخلصين أن سألوه : من المستفيد الأوحد والوحيد من هذا السيناريو الفلسطينيي على مسرح القضية الفلسطينية ؟ . إن أبسط إنسان فلسطيني يعلم يقينا أنه الإحتلال الإسرائيلي . إن ما لم تستطع إسرائيل وكل أعداء الشعب الفلسطيني أن يحققوه طوال قرن من الزمان ، يخشى لا سمح الله أن يكون قد تم تقديمه مجاناعلى طبق من ذهب لهم .

إلا أننا ، وقد فتحنا هذا الملف ، لا بد لنا أن نؤكد على آثار سالبة ، يخشى أن تكون قد أفرزتها تداعيات الأمور في كل الأراضي الفلسلطينية شمالها وجنوبها ، ضفتها وقطاعها . وبداية ، يخشى أن تكون النظرة الواثقة للمواطنين الفلسطينيين إلى أنفسهم ، قد تضعضعت ، وأنهم لاسمح الله جراء ذلك سوف ينظر إليهم على أنهم لم يبلغوا سن الرشد السياسية .

وثانية منظومة هذه المخاوف التي أخذت تعصف بالفلسطينيين ، فإنه يخشى أن ينظر إليهم ، والأهم من هذا أن ينظروا هم لأنفسهم أنهم ليسوا أهلا لحكم أنفسهم ، وإدارة شؤونهم . فما إن " تحررت " مساحة من الوطن ، حتى انفجرت خلافاتهم الخطيرة ، فكيف فيما لو تحرر كامل الوطن ؟ .

وثالثة هذه المخاوف ، فإنه يخشى جراء ما حدث من اقتتال دام وانقسام خطير ، أن تكون الديموقراطية التي تغنى بها الشعب الفلسطيني ، ما هي إلا حالة عارضة ، أو سحابة صيف عابرة . وها هي أكبر فصائله تتنكر لها ، وتصر على تحكيم لغة الحديد والنار بدل لغة المنطق والحوار ، لغة احترام الرأي والرأي الآخر ، لغة التآخي والتواد والتراحم ، لغة الشراكة العادلة في تصريف شؤون الوطن ، لغة ثوابت القضية التي ليس لها إلا أبجدية واحدة وحيدة ، تتمثل في استعادة كل استحقاقاتها الشرعية .

ورابعة هذه المخاوف ، ومرة أخرى ، نرفع أيدينيا إلى السماء ، سائلين الله جلت قدرته ، أن لا تكون هذه الأحداث مقدمة لما هو أسوأ . وهل أسوأ من أن تنحر القضية في مذبح الصراع الفئوي على الإستئثار بالسلطة ، والإنفراد بها . وعلام هذا الإقتتال اللامبرر بين الأشقاء ؟ . علام هذا الصراع الدامي الذي لا هدف له إلا المحاصصة والإستئثار ؟ . إن الوطن محتل ، والقضية في الأسر .

لقد صمدت القضية الفلسطينية طيلة عقود طوال من الزمان رغم التحديات والصعاب والمحن ، والتضحيات الجسام بالنفس والنفيس ، كون المنظور كان واحدا . أما والحال هذه ، فإن القضية تمر في تجربة خطيرة غير مسبوقة ، تعصف بها الأهواء الشخصية ، والأنانية الفردية .

إلا أننا نحن الفلسطينيين ، وبرغم هذا النفق المظلم الذي لا يلوح بصيص نور في آخره ، لا نيأس ولا نقنط من رحمة الله . إن ثقتنا بالله لا يرقى لها أي شك . إننا نؤمن أن الدم الفلسطيني لن يستحيل إلى ماء . إن القضية إرث مقدس ، لا يمكن التفريط به . إنها خط أحمر ، لا يمكن أن يداس .

كلمة أخيرة ، هناك حقيقة لا يمكن التغاضي عنها ، أو الإلتفاف عليها ، أو تجاهلها مؤداها أن أيا من الفصيلين الأكبر والأقوى في الساحة الفلسطينية – وهما جزء من الوطن وليسا كله – لا يمكن للواحد منهما أن يجتث الآخر ، أو أن ينكر وجوده ، أو أن يلغيه من أجندته . إنه الوجود الفلسطيني قائم على التعددية . إنها التعددية لا عنوان سواها . فهي الحصن الحصين للوطن . وهي مفتاح الدخول إلى الوفاق والإتفاق . وهي السور الفلسطيني العظيم لحماية القضية والحفاظ على ثوابتها . ولا بد من الرجوع اليها الآن الآن وليس غدا .

إن الذين صعدوا إلى أعلى أغصان الشجرة في لحظة من لحظات الغضب والمرارة ، لا بد وأنهم سوف ينزلون منها . لا بد وأنهم سيعودون إلى حضن القضية . فهم وإن كانوا خطين عقائديين متوازيين ، إلا أنهم فيما يخص القضية الفلسطينية المقدسة ، لا يمكن لهم إلا أن يتلاقوا ، ولا بد أن يعود الوئام والسلام ، ولا بد أن تعود قضية التحرر من الإحتلال هي الشغل الشاغل ، والوسيلة والهدف . وما دون ذلك هو الإنتحار والإندثار . وإن غدا لناظره قريب . والله يحميك يا وطني .

سيد يوسف
21/06/2007, 06:09 PM
الاحبة الفضلاء جميعا رعاكم الله وشكر لكم تفاعلكم الكريم
فى تعليق من أحد الأحبة زودنى بمقال للدكتور الرنتيسى رحمه الله جاء فيه:
السلطة في ظل الاحتلال إنجاز وطني أم إنجاز للاحتلال؟
بقلم : الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي

لقد بات واضحا أن المحتل حين يبسط هيمنته على بلد ما فإن أول ما يسعى إلى تحقيقه هو إيجاد سلطة محلية تدير شؤون المواطنين، فتخفف عن المحتل أعباء الإدارة، وفي نفس الوقت تحفظ للاحتلال مصالحه التي هي في واقع الأمر تتناقض تناقضا جذريا مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الذي يرزح تحت الاحتلال، وأقل ما يمكن أن يقال في هذا الأمر أن هذه السلطة سيكون همها الأول مباركة الاحتلال، والتعاون معه ضد أبناء شعبها، لحفظ أمن الاحتلال، واستقراره، وبقائه، مقابل أن يضمن الاحتلال لتلك السلطة وجودها، والمثل الأكثر شهرة هو حكومة "فيشي" الفرنسية، وقد اتهمت حكومة "فيشي" بالخيانة من قبل الفرنسيين واعتبرت موالية للحكم النازي ضد المصلحة الوطنية، بينما قام "ديجول" بجمع كل الفرنسيين تحت مظلة "روح قومية واحدة" في مواجهة حكومة "فيشي"، في هذا المثال الواضح لا يمكننا إلا أن نقول أن السلطة التي شكلها الاحتلال النازي من الفرنسيين في فرنسا كانت إنجازا واضحا للاحتلال، فالاحتلال هو الوحيد الذي انتفع من تشكيلها، ولم تكن إنجازا وطنيا فرنسيا.

ونفس الشيء يمكن أن يقال عن الحكومة الشيشانية التي صنعتها روسيا بعد احتلالها لجمهورية الشيشان، ففي حوار خاص للرئيس الشيشاني السابق "سليم خان" مع "البيان" قال "الحكومة الحالية حكومة عميلة وضعيفة جداً لا تمثل الشعب الشيشاني، ولا يحترمها أحد، وهي غطاء لإدارة جيوش المحتلين الروس. أعضاء الحكومة أدوات طيّعة بأيدي القادة العسكريين من روسيا، يديرونهم كما تدار الدمى الجامدة في مسرح العرائس؛ ولهذا لا أتوقع لها مستقبلاً مستقراً".

وكذلك حكومة "كرازاي" التي جعلت من كلمة "كرازاي" مصطلحا سيئا شبيها بكلمة "لحد"، فكلما همت أمريكا أو العدو الصهيوني بتشجيع شخص ما ليتولى زمام الحكم في بلده أطلق عليه لقب "كرازاي"، كما يقال اليوم أن أمريكا تبحث عن "كرازاي" العراق، وأصبحت حكومة "كرازاي" تعمل وفق الرؤية الأمريكية، وتشجع الوجود الأمريكي في أفغانستان مع أننا ندرك أن أمريكا لا تعمل هناك من أجل عيون المسلمين الأفغان ولكن فقط من أجل المصلحة الأمريكية، والتي على رأسها إفساد هذا الشعب المسلم المجاهد، وسلخه عن الأخلاق والقيم الإسلامية التي نشأ عليها.

ومن هنا ندرك أن أي حكومة تقوم في ظل الاحتلال، وبإذن منه، لابد أن تستوفي الشروط التي يضعها جنرالات الاحتلال، وهذه الشروط لن تكون إلا لصالح هذا الاحتلال، ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا فنتصور أن الاحتلال يمكن أن يقدم مصلحة عدوه على مصلحته، ولا يمكننا أن نتصور أيضا أن مصالح الاحتلال تتقاطع مع مصلحة الشعوب المقهورة المستضعفة التي تقع في قبضته، اللهم إلا إذا كان سيف المقاومة مسلطا على رقاب المحتلين عندها تكون مصلحة الاحتلال في الفرار من جحيم المقاومة، بينما تكون مصلحة الشعب الرازح تحت الاحتلال في الحصول على حريته واستقلاله وتحرير أرضه، ولكن المحتلين لا يتفاوضون إلا مع من يبرأ من المقاومة وينبذها، وعندها لن يستطيع المفاوض الأعزل من سيف المقاومة إلا الرضوخ للشروط التي يمليها الاحتلال، وهذا ما حدث في كارثة "أوسلو"، لقد قبل المفاوضون باسم منظمة التحرير الفلسطينية إقامة سلطة في ظل استمرار الاحتلال، فهل كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تدرك عندها أن هذه السلطة لن تكون إلا إنجازا احتلاليا، ولن تكون إنجازا وطنيا فلسطينيا؟!!

كل الدلائل تشير أنها كانت تدرك ذلك، فلقد جاء في البيان الأول للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة السيد "ياسر عرفات" ما يبرهن على أن اللجنة التنفيذية كانت تؤمن أن قيام سلطة فلسطينية في ظل الاحتلال يعتبر مصلحة للاحتلال وحده، ويتناقض كليا مع المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني فقد جاء في البيان "تسعى الحركة الصهيونية والاستعمار وأداتهما إسرائيل إلى تثبيت العدوان الصهيوني على فلسطين – بإقامة كيان فلسطيني في الأراضي المحتلة بعد عدوان 5 حزيران (يونيو) – كيان يقوم على إعطاء الشرعية والديمومة لدولة إسرائيل الأمر الذي يتناقض كليا مع حق الشعب الفلسطيني في كامل وطنه فلسطين. إن مثل هذا الكيان المزيف هو في حقيقة حاله مستعمرة إسرائيلية، يصفي القضية الفلسطينية تصفية نهائية لمصلحة إسرائيل. وهو في نفس الوقت مرحلة مؤقتة تتمكن فيها الصهيونية من تفريغ الأراضي الفلسطينية المحتلة من السكان العرب تمهيدا لدمجها دمجا كاملا في الكيان الإسرائيلي. هذا بالإضافة إلى خلق إدارة عربية فلسطينية عميلة في الأرض المحتلة تستند إليها إسرائيل في التصدي للثورة الفلسطينية". (كتاب سلام الأوهام أوسلو – ما قبلها وما بعدها للكاتب الأستاذ محمد حسنين هيكل صفحة 21).

ورغم أن دافعا وطنيا كان من وراء تشكيل سلطة فلسطينية وهذا ما يميزها عن غيرها إلا أن العدو الصهيوني نجح في جر المنظمة لتشكيل السلطة التي يريد، والتي تحقق له كل ما جاء في بيان اللجنة التنفيذية، فقد اعترفت السلطة بما يسمى "دولة إسرائيل"، وشطبت بذلك حق الشعب الفلسطيني في وطنه، كما نبذت المقاومة الفلسطينية المشروعة واتهمتها بالإرهاب، ثم تصدت لرجال المقاومة واعتقلتهم، وصادرت أسلحتهم، واغتالت بعضهم.

وأما على الصعيد الداخلي فقد صبغ الفساد كل مناحي الحياة، الفساد الإداري، والمالي، والأخلاقي، والقضائي، وغير ذلك من أشكال الفساد، فعن التضخم الوظيفي والبطالة المقنعة حدث ولا حرج، وأصبح التمييز بين أبناء الشعب الواحد في الوظائف أمر يندى له الجبين، وأما نهب البعض للمال العام فقد أزكمت رائحته الأنوف، ثم توج كل ذلك بتجميد أموال المؤسسات الخيرية مما سيؤدي إلى الإضرار بعشرات الآلاف من الفقراء، والأيتام، والأرامل، كما سيؤدي إلى حرمان العشرات من العاملين في هذه المؤسسات من وظائفهم، هذا وقد نجح العدو في خلق صراعات داخلية على مراكز النفوذ داخل السلطة، أدت إلى صرف الأنظار عما يقوم به الصهاينة من إرهاب واسع ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

كما فرض العدو الصهيوني عبر المفاوضات على السلطة التعاون الأمني تحت مظلة مكافحة الإرهاب، مما سلب الفلسطينيين أمنهم لصالح الأمن الصهيوني.

فأي إنجاز هذا الذي تحقق للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية بقيام سلطة فلسطينية في ظل الاحتلال؟!!! وإن كان هناك إنجاز فهل يقارن بما حقق الاحتلال من إنجازات استراتيجية هامة؟!!!

إذن فقد وقعت السلطة في الفخ الذي كانت تحذر منه، ولقد حاولت كسر القاعدة حتى تجعل من تشكيلها مصلحة وطنية وليست مصلحة للاحتلال، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، ولا زالت تحاول إلا أن اليأس بدأ يتسلل إلى نفوس المخلصين من عناصرها، ومن هنا بدأت تشعر بالحرج الشديد أمام شعب بات على ثقة أن السلطة في ظل الاحتلال تعتبر إنجازا للاحتلال وليس إنجازا وطنيا حتى وإن خلصت النوايا.