المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعتذار واجب لمن يستحقه



غالب ياسين
21/06/2007, 08:49 AM
اغلاق الرئيس الفلسطيني محمود عباس باب الحوار بالمطلق مع حركة حماس ووصف قادتها بـ القتلة و الخونة امر مؤسف بكل المقاييس، كما ان رد حماس علي هذه الاتهامات والتهجمات الذي ورد علي لسان السيد اسامة حمدان ممثلها في بيروت، وحمل الفاظا غير لائقة مثل اتهام الرئيس الفلسطيني بالكذب والفبركة، كشف عن مدي تدني ادب المخاطبة عند الطرفين.
السيد عباس لم يتصرف في خطابه الذي القاه بالامس امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية كرئيس لجميع الفلسطينيين وانما كرئيس لفصيل واحد، بل ولمجموعة محددة من هذا الفصيل، وبعض المستفيدين من مؤسسة الرئاسة، بقايا فصائل وتنظيمات فلسطينية انقرضت عمليا، او انكمش وجودها في حفنة من قياداتها حصلت علي مواقع في منظمة التحرير، والعمل السياسي الفلسطيني، وباتت تستخدم لإضفاء غطاء شبه شرعي علي خطوات الرئاسة وقراراتها.
بعض المحسوبين علي حركة حماس ارتكبوا اخطاء قاتلة، وقد كنا نتمني ان يرتقي هؤلاء الي اخلاق الاسلام وقيمه، ويتصرفوا بطريقة اكثر عقلانية وتسامحا. فالرسول الكريم (ص) عندما فتح مكة، عفا عن كل خصومه في قريش، وقال كلمته الشهيرة اذهبوا فانتم الطلقاء و من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن . والذين اقدموا علي تدمير الكنائس في غزة بالطريقة البشعة التي شاهدناها تعمدوا نسيان البيعة العمرية وذهاب الشيخ القرضاوي الي باميان في افغانستان علي رأس وفد اسلامي كبير لإقناع قادة حركة طالبان بعدم تدمير تماثيل بوذا.
وكان من المأمول ان تربي حماس انصارها تربية عقائدية اسلامية تستند الي التراث الاسلامي القائم علي التسامح، وضبط النفس، والعفو عند المقدرة، واحترام الممتلكات والحفاظ علي الارواح، وتقديم المثل والنموذج في التراحم، ولكن احداث غزة الاخيرة، وما رافقها من ممارسات مؤسفة، كشفت عن قصور كبير في هذا الخصوص.
ونجد لزاما علينا القول بان قيادة الحركة المتمثلة في السيد خالد مشعل قد اعترفت بهذه الاخطاء، واعتذرت عنها، ومدت يدها للحوار، ولكن الرفض جاء من الطرف الآخر، وبصورة تنطوي علي الكثير من العجرفة والسذاجة السياسية.
الرئيس عباس لا يستطيع، ولا يجب، ان يشطب حركة حماس من الخريطة السياسية، ويعلن اغلاق كل ابواب الحوار معها، وهو الذي دخل التاريخ الفلسطيني والعربي كصاحب نظرية الحوار مع الاسرائيليين، وتوقيع اتفاقات سرية وعلنية معهم، بل ويتفاخر بانه صاحب مدرسة الواقعية السياسية في العمل السياسي الفلسطيني. فالبديل عن الحوار هو استمرار العنف والقتل والفوضي وهو ما لا نريده ان يتكرر ثانية.
فاذا كانت حركة حماس قد اقدمت علي انقلاب استباقي وسيطرت علي قطاع غزة، وازالت ورم لوردات الامن الخبيث الفاسد، فان السيد عباس كان يعد لتصفية الحركة ووجودها وقواها التنفيذية ايضا، والا ما معني رصد الكونغرس الامريكي ثمانين مليون دولار لتمويل حرس الرئاسة وتسليحه وتدريبه، بتواطؤ اسرائيلي ومباركة اقليمية؟
ربما تكون حركة حماس قد اخطأت في نظر السيد عباس، وتمردت علي الشرعية واستولت علي مقارها واجهزتها، ولكن هذا الخطأ لا يعالج بخطأ اكبر، اي بشطبها كليا، فهذه حركة، سواء اختلفنا معها او اتفقنا، حصلت علي تأييد اغلبية الشعب الفلسطيني في انتخابات حرة نزيهة، وأي محاولة لاقتلاعها بالقوة المسلحة، او الحصار التجويعي، ستكون مكلفة جدا للشعب الفلسطيني وقضيته، لانها مقامرة محفوفة بالمخاطر، وغير مضمونة النجاح، وتكفي الاشارة الي ان عشرين شهرا من الحصار التجويعي لم تضعف هذه الحركة، ولم تجعل الشعب الفلسطيني ينفض من حولها، خاصة في قطاع غزة.
من حق السيد عباس ان يطالب حركة حماس بالتراجع عن بعض الخطوات الانقلابية التي اقدمت عليها، وان تعتذر عن بعض التجاوزات والجرائم التي ارتكبها بعض المحسوبين عليها، ولكن من حق حركة حماس ايضا ان تطالبه بان يتصرف كرئيس للشعب الفلسطيني كله اولا، وان يجلس الي مائدة الحوار، حتي يضع عليها مطالبه من الطرف الآخر. فقد كان السيد عباس من اكثر الضاغطين علي الرئيس الراحل ياسر عرفات للقبول بالشروط الاسرائيلية المجحفة بالاعتراف باسرائيل، والقاء السلاح بصورة نهائية قبل توقيع اتفاقات اوسلو.
نطالب بمراجعة شاملة من قبل الطرفين، وان يتذكرا ان هناك عدوا اسمه اسرائيل ما زال يحتل الارض ويبني المستوطنات والجدار ويقيم الحواجز المذلة، ويقتل ابناء جلدتهم، فمن يتابع تلفزيون الرئيس عباس وبرامجه واتصالات انصاره، يخرج بانطباع مفاده ان حماس هي العدو الابرز الذي يحتل الارض ويقتل ابناءها، ويقتلع زيتونها، ويعتقل عشرة آلاف من خيرة ابنائها في سجونه ومعتقلاته.
ومن يتابع تلفزيون الاقصي التابع لحركة حماس يكتشف ان كل الشعارات والتصريحات التي تقول ان الحركة لا تعادي حركة فتح وانما الزمرة الفاسدة العميلة، مجرد تضليل وليس لها اي اساس من الصحة.
امر مؤسف ان نسمع اصواتا قريبة من الرئيس عباس تهزأ من العرب وجامعتهم وقرار وزراء خارجية الدول العربية بتشكيل لجنة تحقيق او تقصي الحقائق، انطلاقا من الحفاظ علي القرار الفلسطيني المستقل، فكيف يكون القرار الفلسطيني مستقلا والسلطة التي تطرحه تأتمر بأوامر اصغر جندي اسرائيلي؟ وكيف يكون هذا القرار مستقلا عن العرب ومرهونا للولايات المتحدة واوروبا واسرائيل؟
اذا كان هناك اناس يستحقون الاعتذار فعلا فهم مئات الملايين من العرب والمسلمين وشعوب العالم الثالث والشرفاء في اوروبا الذين ساندوا القضية الفلسطينية علي مدي ستين عاما، ولم يبخلوا عليها بالمال والدم والدعم السياسي. فقد توقع هؤلاء ان يرتقي الشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله ومنظماته الي المستوي الاخلاقي المبدئي لقضيتهم العادلة، ويتصرفوا بشكل مسؤول ولكنهم لم يفعلوا للأسف وسقطوا في الاختبار. نعتذر لهؤلاء جميعا عن افعال السفهاء منا الذين لم نستطع مداراتهم للأسف الشديد.


عبد الباري عطوان

طه خضر
31/07/2007, 09:00 AM
لله درّ حماس ما أحلمها ، وما أوسع صدرها ..

والله عيب ، عيب أن يقول رئيس دولة !! إنه لن يجلس مع حماس

لأنها سفكت دم الفلسطينين على حد زعمه ، في نفس الوقت الذي يسمح لنفسه

فيه بالجلوس مع اليهود الذين جعلوا من دمائنا أنهارا تجري بها السفن .

ولا عجب ؛ فعندما سألوا الناطق بإسمه فهمي الزعارير عن ذلك ، سبحان الله وبقدرة قادر

تعطــّل المايكروفون ولم يعد حضرته يسمع شيئا ،،

وهكذا النجاسة ... آسف أقصد السياسة ..!!