المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تقبل أن تكون عشائي؟



عبد العزيز غوردو
23/06/2007, 10:38 PM
هل تقبل أن تكون عشائي؟


في 3 دجنبر 2003م أعلنت عدة قنوات فضائية - من بينها قناة "العربية" - خبر المهندس

الألماني الذي نشر، قبل سنة من ذلك، صفحة على الإنترنيت يطلب فيها إن كان هناك شخص يعرض جسده للأكل. وفعلا لبّى

أحدهم الدعوة وزار المهندس في بيته، حيث وجده منهمكا في إعداد وجبة بشرية لمدعو آخر. التهم المهندس، وضيفه،

الوجبة البشرية قبل أن يلتفت للضيف ويبدأ في افتراس جديد.

كاد أن يمر كل شيء "بسلام" لولا أن "ريمة عادت لعادتها القديمة": الإعلان على صفحات الإنترنيت. وفي هذه المرة تقدم

خمسة أشخاص كلهم مستعدون لعرض أجسادهم للافتراس، إلا أن الشرطة التي انتبهت للعملية تمكنت من إيقافها قبل

التنفيذ، كما تمكنت من اكتشاف آثار افتراس آدمي في بيت "المهندس".

المشكلة التي اتضحت أثناء المحاكمة تمثلت في أن القانون الألماني لا يتوفر على نصوص تجرّم "الافتراس الآدمي"،

فاضطر الادعاء العام لتوجيه تهمة "القتل" للمفترس، لكن محامي الدفاع أصر على أن موكله لم يقتل ضحيته (أو ضحاياه)

مستدلا بظروف القضية وحيثياتها التي تؤكد بأنهم قدموا أنفسهم، وعن طيب خاطر، لموكله... وبعد جدل حاد حكمت المحكمة

على المفترس الألماني ب15 سنة سجنا، يوم 29 دجنبر 2003.

هذا، حسب علمنا وإلى حدود تحرير هذه الدراسة، آخر ما جدّ في موضوع "الافتراس الآدمي"، لكنه لن يكون الأخير على

ما نظن، كما أنه ليس الأول على كل حال. فهذه الحالة لا تشكل استثناء في تاريخ القضاء، لأن أرشيفات المحاكم تغص

بعشرات القضايا المماثلة، وفيما يلي نماذج عنها.

- جزار "ميلووكي Milwaukee ": جيفري دامر Jeffrey Dahmer ، 31 سنة، حكم عليه ب 1070 سنة سجنا

عن 15 جريمة قتل ارتكبها بين 1978م و1991م، في ميلووكي، وقتل في سجن بورتاج Portage من طرف سجين

آخر، سنة 1994م.

اتهمته السلطات الألمانية بخمس جرائم قتل أخرى ارتكبها خلال الثمانينات عندما كان يعمل مساعدا طبيا بإحدى القواعد

الأمريكية بألمانيا.

كان يفضل قتل المراهقين خصوصا الزنوج والآسيويين. يخدرهم، يمارس عليهم الجنس، ثم يخنقهم. بعد ذلك يقوم بقطع

أجزاء منهم وأكلها. عندما اقتحمت عليه الشرطة مخبأه، عثرت على العديد من العظام والجماجم البشرية وقطع من اللحم

البشري معلب في الثلاجة، وأجزاء أخرى قيد الطهي. (عثرت الشرطة أيضا على أياد مقطوعة وأرجل مجتمعة في دلو

واحد، أما الأعضاء التناسلية (وهي المفضلة لديه) فعثر عليها مجموعة قرب السرير حيث كان يخلطها بالنبيذ الأبيض، وقد

جهز أحدها مع السلطة… مجموع ما عثر عليه: أحد عشر جثة مقطعة.

اعترف المجرم أثناء المحاكمة بأنه كانت تدفعه لذة الحفاظ على عشاقه بالقرب منه، وقال: "قتلتهم لأني وجدتهم جميلين،

وأكلتهم لأني أردت الحفاظ على أجزاء منهم حية بداخلي".

- المفترس الياباني إيسيي ساكاوا Issei Sagawa ، 32 سنة، طالب آداب ياباني بباريز، قتل وأكل، يوم 11

يونيو 1981م، طالبة هولندية (رينيه هارتفلت René Hartevelt 25 سنة)، تعرف عليها في الكلية وأحبها بجنون،

كانا يتبادلان الزيارات، لكنها كانت ترفض ممارسة الجنس معه، لأنها لم تبادله الحب نفسه، بل مجرد بعض الملاطفة

والمجاملة. في اليوم المشؤوم زارته في مسكنه حيث قتلها ببندقيته، وبعد نصف ساعة بدأ في التهامها. اعترف

قائلا: "عندما بدأت بفصل العظام عن اللحم أكلت الشفتين، واللسان، ثم أرنبة الأنف." أكل هذه الأجزاء وهو يحمل منشارا

كهربائيا ويقطع الجثة حسب ما سيهيء من وجبات، وكان بين الفينة والأخرى يتوقف عن التقطيع ويلتقط بعض الصور. بعد

اعتقاله اعترف في تعبير مثير ودقيق بافتراسه الآدمي، قال: "كنت سعيدا، كان معي كل الحق، لأن ذلك كان لذيذا … منذ

مدة طويلة كان ينتابني شعور غريب: الرغبة في أكل إحدى الفتيات… أكل هذه الفتاة كان تعبيرا عن ولهي الشديد بها. أردت

أن أستشعر بداخلي حضور الإنسان الذي أحببته."

- جزار روستوف Rostov : أندري تشيكاتيلو Andrei Tchikatilo، ألقي القبض عليه سنة 1990م عن

عمر يناهز 56 سنة، وتم تصنيفه من أخطر مجرمي القرن 20م، اتهم بالقتل والاغتصاب والافتراس الآدمي، ما مجموعه

55 جريمة قتل، لكن نظرا لغياب الأدلة تم الاحتفاظ ب 52 فقط: 21 ولدا، 14 بنتا، أعمارهم ما بين 8 و16 سنة، و17

امرأة بالغة. تطلب الأمر من الشرطة الروسية 12 سنة من البحث والتحقيق المضني. الرجل كان يقتل ويفترس كل سنة بين

4 و5 أشخاص. اشترك في التحقيق 50 خبيرا وبضع مئات من رجال الشرطة وتم استجواب أكثر من 100 ألف شخص و

50 ألف مختل عقليا مع مئات التحاليل الدموية والسوائل المنوية… دون جدوى.

الرجل – أندري تشيكاتيلو – كان يحيا حياة مزدوجة، لا تثير أدنى شبهة: من جهة الزوج المخلص، والأب الحنون، والجد

الطيب، الدكتور في الفلسفة وأستاذ اللغة والأدب الروسي، (تخلى عن ذلك سنة 1980م والتحق بالخدمات التقنية للسكك

الحديدية). ومن جهة ثانية، القاتل، آكل البشر، الذي يريق الدماء عند كل فرصة سانحة، في كل مدينة يزورها.

له طقوس معينة في التعامل مع ضحاياه: يطعنهم بالسكين عدة طعنات ثم يغتصبهم، وبعد ذلك يقتلهم، ثم يفصل الأطراف عن

الأجساد، ويفرغ الأحشاء قبل أن يقطع اللحم. الأجزاء المفضلة لديه هي العينان واللسان الذي كان يبتلعه في الحال. من

عادته أيضا أن يترك جثث ضحاياه في الغابة، لكن قبل ذلك كان يقطع الأجزاء التي ينوي أكلها، بعضها كان يأكله نيئا، بينما

كان يفضل البعض الآخر مطهيا بالبهارات، هذا كان شأن الأعضاء التناسلية مثلا.

كان هادئا طيلة أيام المحاكمة، بل كثيرا ما كان يطالع كتابا – بلا مبالاة – في الوقت الذي كان فيه الادعاء العام يعرض

الجرائم، ويتحدث عن الدماء والاغتصاب والافتراس… في إحدى المرات تناول الكلمة، انتظر حتى خيم الصمت على

القاعة، وقال: "شاهدت الفتاة وسط الجموع، قدمت إليها نفسي فقبلت أن نتجول على ضفة النهر، ثم وجدنا أنفسنا لوحدنا.

أخذت السكين ومزقتها، ثم شققت بطنها. قطعت اللسان – مع الأسنان – وابتلعته…" قال هذا في هدوء، قبل أن يواصل بعد

برهة صمت: "على العموم، في مثل هذه الأوقات فقط، كنت أصل إلى كامل النشوة الجنسية".

أثبتت المحكمة جرائمه، وقتل رميا بالرصاص سنة 1994م.

- هاملتون ألبرت فيش Hamilton Albert Fish ، تم إيقافه سنة 1934م. أب لأسرة من ستة أبناء، وجد لخمسة

أحفاد، عمره 64 سنة. اعتبره الأخصائيون حالة غريبة، شاذة، في تاريخ الإجرام، لأنه طبق على ضحاياه كل ما يمكن أن

يخطر، أو لا يخطر، بالبال. لا يعرف بالضبط عدد ضحاياه، هو نفسه اعترف للمحققين، بمائة جريمة، رغم أنه لم يحاكم إلا

على 16 أثبتها التحقيق. طبيبه النفساني الدكتورFrederick Westham الذي كانت له معه اعترافات حميمة، يقول

بأن الجرائم تتعدى 400 جريمة، مما يجعل هذا المجرم، آكل لحوم الأطفال، في مصاف أخطر المجرمين عبر كل الأزمنة.

كانت له طريقة واحدة يكررها عند كل جريمة: يغري الأطفال بقطع الحلوى والنقود، ثم يقتادهم إلى دهاليز المنازل

المهجورة، أو إلى بيته إن سمحت الظروف، ثم يشلهم عن الحركة ويقوم باغتصابهم قبل الإجهاز عليهم. في أحيان كثيرة

كان يعذبهم عدة أيام قبل قتلهم. اعترف قائلا: "كنت أنتشي عندما أسمعهم يصرخون من الألم".

عن إحدى الحالات - حالة الطفلBilly Gaffney - يقول المجرم: "ضربته حتى سال الدم من رجليه، جذعت أنفه وأذنيه،

وقطعت الفم عبر دائرة كبيرة من الأذن إلى الأذن، اقتلعت العيون من محاجرها… غرزت الخنجر في البطن ثم وضعت فمي

في الشق الذي أحدثته وشرعت في امتصاص الدم وهو ما زال دافئا. بعد ذلك قطعت الأطراف، ثم فصلت الجسد والأرجل عن

المؤخرة، قطعت الرأس والأطراف وعدت إلى بيتي وأنا أحمل اللحم معي. الأعضاء المفضلة لدي هي: العضو التناسلي،

والكلى، وجزء من المؤخرة صالح للشواء في الفرن قبل الأكل. حضرت يخثةRagout بالأذنين والأنف وقطع من الوجه

والبطن، وضعت البصل والجزر واللفت والمتبلات. كان شهيا…".

كان يحمل معه دائما حقيبة يسميها "أدوات الجحيم": منشار، وساطور، وسكين جزار لفصل اللحم عن العظام. وكان يقول

بأنه يحب أكل اللحم البشري عندما يكون القمر بدرا.

حكم عليه (بUSA بعد أن أفقد الناس الثقة بعلم النفس عدة شهور) بالموت بالصدمة الكهربائية في 16 فبراير 1936م.

- "ملك الشعير" هكذا لقبته الصحافة، Nicolai Djoumageliev أكثر "المفترسين" شراسة. ضحاياه

أكثر من خمسين، من بينهم أخته الصغرى، استخدمهم لإعداد وجبات تقليدية كازاخستانية.

في موسكو (إحدى ليالي يناير 1981م) عاد عاملان ثملان، من كثرة ما تناولاه من الفودكا، إلى مقر سكناهما. فدخلا إلى

ما ظنا أنه غرفتهما حيث وجدا قدرا كبيرة تغلي فوق نار المدفأة. اقترب أحد السكارى من القدر لينظر بداعي الفضول ما

بداخلها، فلم يلبث أن صرخ وسقط مغميا عليه. اقترب زميله بدوره ثم أطل داخل القدر فوقف جامدا كأن ليس به قطرة دم

واحدة: فداخل القدر كان هناك رأس امرأة تحيط به بعض الأشلاء البشرية تسبح في حساء دام… "نيكولاي" كان ينتظر

أصدقاءه للعشاء.

حضرت الشرطة بعد عشر دقائق، فتشت الغرفة لتجد، دون عناء، بقايا بشرية، الكثير من العظام، داخل علب كرتونية،

بعضها ما زال به بعض اللحم.

الرأس داخل القدر كان لامرأة لقيها في الحديقة، شربا الشاي وصعدت معه لغرفته لممارسة الجنس، لكن لم يكن له رغبة

في ذلك، قتلها وبدأ في طبخها لأن اللحم البشري، يقول نيكولاي، ينتن بسرعة. "عندما أذبح امرأة، أبدأ أولا بشرب الدم،

لأنني سمعتهم يقولون بأن ذلك يطهر النفس. بعد ذلك أقطع النهدين وأقليهما، فذلك يعطيهما مذاق الخنزير البري. ثم أطبخ

القطع الأخرى بالتدريج… أنا لا آكل أي امرأة، فقط العاهرات… لكن كلهن عاهرات… ويجب تخليص العالم منهن... ".

"ملك الشعير"، "جزار روستوف"، "المفترس الياباني"، "جزار ميلووكي"... هذا مجرد غيض من فيض (راجع ملاحق

هذا الفصل) مما تختزنه أرشيفات المحاكم في هذا الإطار، تتكشف عبرها نماذج لمفترسين آدميين لا يجدون متعتهم

القصوى، لذتهم (أو هيدونهم)، إلا بغرز أنيابهم في اللحم البشري. لا شيء غيره يشعرهم بالانتشاء، وأحيانا أجزاء معينة

فيه هي التي تحقق لذتهم. هاهنا "هيدونية" بأكثر مما صاغها أبيقور Epicurus وطورها لوكريتيوس Lucretius ،

وعبر عنها "التشاي" الكونفوشي: الجوهر الغارق في الرذيلة والمستسلم لكل إغراء حسي. هاهنا "اللذة"، اللذة فقط ولا

شيء غيرها.

حنين حمودة
22/10/2007, 10:34 PM
اللذة لذة تعذيب الآخر. متعة التدمير!
هذا ما شهدناه في ابو غريب
ويتواصل في باغرام وغوانتانامو
والعديد العديد من السجون السرية!
ما الفرق بين ان يميتة ويأكله
وبين أن يميته ويتركه يموت في
الحياة مليون مرة!!
هذا هو تقدمهم..
وفن وقانون الاقوى.

عبد العزيز غوردو
26/10/2007, 07:39 PM
للغاب قانون واحد أختي المبدعة حنين..

وهو لا يعرف في هذا القانون أي مجاملة...

ولا يعرف فيه أي نفاق أيضا...

" "

قد وضعت اصبعك على المفارقة...

وأدركت الجوهر...

خالص مودتي

ابراهيم عبد المعطى داود
04/11/2007, 10:34 PM
تهوى الإنسانية حاليا فى هاوية سحيقة من البوهيمية والوضاعة
فهانحن نرى ونسمع عن أحداث يقترفها الإنسان يخجل منها الحيوان
أتعلم أن الجمال مثلا لاتتناكح إلآ فى مكان مظلم وبعيد عن الأعين !!
لكن لانملك إلآ أن نسجد للخالق العظيم ونتمتم بكلمات أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب :
" الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة "
وتقبل خالص ودى وإمتنانى
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

عبد العزيز غوردو
01/12/2007, 08:46 PM
أخي الحبيب إبراهيم...

يوما عن يوم نكتشف المزيد من السفالة الانحطاط في الجزء المظلم من الإنسان...

خاصة مع غياب الوازع الديني أو الأخلاقي...

تتردى البشرية في الهوة السحيقة.. وفي اعتقادها أنها ترقى إلى أعلى...

" "

" "

مع خالص شكري للزيارة والرد أيها المفضال

منى حسن محمد الحاج
26/05/2008, 11:58 AM
أحييك اخي على هذا الطرح الرائع الذي اقشعر له بدني "سامحك الله" وأقول:
إنهم انغمسوا في التلذذ اللاواعي وكما أسلفتَ أخي فإنهم يقتلون للذة فقط ولا هدف غيرها اللذة المنحرفة اللا آدمية وبذلك تأنف الحيوانات أن نشبههم بها.
أؤكد على كلام أختي حنان في أن مرضى السادية والتعذيب كثيرون مستترون خلف الأقنعة فما يحدث في غوانتنامو أبشع وأسوأ ولو قرأتم ملف سامي الحاج في موقع الجزيرة لعلمتم ماذا يفعل المفترسون هناك.
أسجل إعجابي بكل ما تكتب ولك مني التحية
عدت لأعدل على مشاركتي وأقول لك : أضحكك الله أخي فكلما مر العنوان"هل تقبل ان تكون عشائي" في الشريط بالموقع فإني أضحك لطرافته... ولكنه ضحك كالبكا

نغم مراد
20/10/2008, 12:02 AM
من الافضل عدم نشر تلك المواضيع اللاانسانيه

حتى لا تالف النفس عليها !!

شوقي بن حاج
06/11/2008, 02:52 AM
الأستاذ / عبد العزيز غوردو
يا لطيف...

أحسست أني أشاهد أحد أفلام الرعب الكثيرة

ولكن هذا أكثرهم رعبا...

تقبل الورد كله

ياسمين ابن زرافة
27/06/2009, 02:31 PM
يا لهذا القرف أستاذ عبد العزيز
يصيبك الدوار وأنت تقرأ مثل هذه البشاعة
هي أمراض حب التملك تصيب البعض، والسبب الفراغ الروحي
الحمد لله على نعمة الإسلام..،، فمن نحبه نرعاه، صغيرُه نقبّله لا نأكله..
وكبيره نقبل رأسه أيضا لا نطبخه..
ومن أردنا الاقتران به كبلناه بأغلال مشروعة وأسكنناه القلب لا البطون والقدور والعياذ بالله
أتساءل..
ما مذاق أجساد أولئك الكانيبال'؟؟؟؟
.. .. ..
الحل برأيي هو إبادتهم جماعيا وعلى مرأى العالم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر
كل التقدير أستاذي العزيز على هذا الفزع
ياسمين ~~