المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة العلقم- د.أيمن أحمد رؤوف القادري



أيمن أحمد رؤوف القادري
25/06/2007, 12:51 PM
العلقم. أيمن أحمد رؤوف القادري
****
ألا يا أيها التاريخُ، كفكفْ بؤسَ أفكاري؟
ودعني أنجُ من ناري!
فطيفُكَ في الدجى... في الصبح... قربي... دائماً، ساري
ويرجمُني بأحجارِ؟
ويُثقِلني بأوزارِ؟
أقلّبُ سِفْرَ ماضينا
بإصرارِ
لأزرعَ في زوايا القلْبِ "حطّينا"
وتلْثمَ هامتي الأطواقُ من غارِ
أفتّشُ في حروفِ الأمسْ
إذا بالمجدِ مثلُ الأمسْ
يمدّ دمي بأنوارِ
ولكنْ...
دونَ هذا المجدِ تنهضُ كلُّ أسوارِ
فقد حرموك يا إنسانَ هذا العصرِ أن تحلُمْ
فلا ترسُمْ
على شفتيك إلاّ فوهة القمقُمْ
وعِشْ في القبْوِ، في مستنقعِ الرعْبِ
وفي دوّامة الخطْبِ
وفي أكذوبةٍ من حاضرِ العرْبِ!
******
وعِشْ كابوسَك الدامي
وشلاّلاتِ إجرامِ
وتدنيساً لأعراضٍ، وتشريداً لأيتامِ
وصمْتاً مُحكَماً في «شرِّ» إبرامِ
وتصفيقاً لجزّارينَ، بل تقبيلَ أقدامِ
ودعْ أبراجَ أوهامِ
فنصرُك نسجُ أوهامِ
وعزُّك فجّروهُ بحقل ألغامِ
فكيف يطلُّ فجْرُكَ يا ابنَ إسلامِ؟
وكيف تجلجلُ اليرموكُ والخندقْ؟
وأنتَ تغادرُ الفيلقْ
إلى الحاناتِ، أو فسطاطِ هولاكو
وكلُّ الدربِ أشواكُ
نعم! والليلُ إحلاكُ!
وفي كلِّ القصورِ هوىً وإشراكُ
وتصفيقٌ لهولاكو
وتقديسٌ لحافرِ فيلِ أبرهةَ الذي تمتمْ:
سأردم بئرَكم زمزمْ
وأحرِقُ مصحفَ الإسلامِ في نفطٍ له يُضرَمْ
وأطوي مجدَ هارونٍ ومعتصمِ
فذكرُهما يفجِّرُ ماضيَ الألمِ
وأصلبُ كلَّ جندِكَ يا صلاحَ الدينِ... في الحرَمِ!
******
....وجاهرَ بعدَما تمتمْ
بحربٍ للصليبِ، وجهَّزَ العلقمْ
وأسقانا كؤوسَ الذلِّ حتى أسكرَ العسْكرْ
وأسكر مَن تباهى أنّه فكّرْ
وأسكر مَن أعدَّ الردَّ أو دبَّرْ!
وها هيَ أمّتي تُنحَرْ
بأرضِ القادسيّةِ، والكتائبُ تمضغُ السكَّرْ
وتفخرُ بالنياشينِ التي تَبهَرْ
وترمي رايةً في متنِها: ألله أكبر!
وسيفُ الحقِّ يرقصُ دونَ أن يُشهَرْ
فهلاّ تُدفَنُ الأسيافُ أو تُكسَرْ!
وهلاّ يسكت الوعّاظُ أو ينهاهمُ المِنبَرْ!
فكلُّ كلامِنا عن زيفِه أسفَر!
وفي راياتِنا باضَ الحمامُ... وعشعشَ المنكرْ!
******
ألا فلْتُقفلوا دكّانةَ الأمجادْ
فقد نفدت بضاعتُنا بدونِ مواسمِ الأعيادِ
لماذا!!؟؟
ليس سِرّاً أيُّها الأشهادْ
بضاعتُنا تدنّى سِعرُها، فتدافعَ القُصّادْ
وغالي المجدِ قد سرقوه من بغداد!
وبعدَك، هل يطيبُ العيشُ يا بغداد،
وعيني تُبصِرُ الأوغادْ
وهمْ في معصميك استعذبُوا الأصفادْ؟
أيرضى ذلَّنا الأجداد؟
أيلعنُ عجزَنا الأولاد؟
******
أخافُ من الجوابِ، أخافْ
ولكن...
لن أنامَ معَ الخِرافْ
فأُذبَحَ مثلَ أفراخٍ ضِعافْ
سأبقى أعشقُ التاريخَ كالمجنونْ
وأعبرُ فوق أشلاءِ الأُلى يبكونْ
فدمعي في دمي مدفونْ
وشمعي...
سوفَ توقِدُه الجفونْ
لأعثرَ في صدى الفجْرِ
على إشراقةٍ تسري
سأحيا في انتظارِ قوافلِ النصْرِ
وأحلمُ صاحياً
أأعيشُ؟؟
لا أدري!

هلال الفارع
25/06/2007, 02:30 PM
أخي أيمن القادري.
تحية طيبة.
جميل ما قرأته هنا من شعر يمتلئ حماسة ونخوة أصيلة.
نحن في أمسّ الحاجة إلى الحرف الذي يوقظ فينا السبات،
أو ينزعنا منه عنوةً.
لك التحية والتقدير.
هلال.

أيمن أحمد رؤوف القادري
15/07/2007, 12:46 AM
الأستاذ العزيز
هلال الفارع
كالندى الذي يلامس في مستهلّ السحر أوراق الورد، كانت كلماتك التي عقبت بها على قصيدتي "العلقم"
إنّ جرعات مماثلة من كلماتك تحيل "العلقم" إلى شهد
شكراً لك.

سعيد نويضي
15/07/2007, 04:52 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...د.أيمن....قصيدة العلقم...قصيدة تخاطب الروح التعبى من أجل حياة أطيب...من أجل كرامة أفضل...فالتاريخ هو روح الإنسان...فإن فقد تاريخه فقد روحه...فماذا تبقى لنا سوى الصبر و الحلم و الرجاء فيمن لا يخيب الرجاء...تحية صادقة...

أيمن أحمد رؤوف القادري
15/07/2007, 06:41 PM
يا أخي
Saad Saadani
قصيدتي قلت إنها تخاطب الروح
والصواب أنها تلقى قبول النفوس المشبعة بالقيم الروحية
ولهذا تروقك
أحييك وأحيي فيك الروح المتوثبة لنصرة الأمة

ريان الشققي
27/08/2007, 02:34 PM
دكتور ايمن
تحية طيبة
بوركت على الأفكار الواضحة والطرح المتمكن
ريان

أيمن أحمد رؤوف القادري
02/09/2007, 09:37 PM
الأخ العزيز ريان الشققي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت إطلالتك الجميلة على أبياتي، أيها الفاضل
بارك الله فيك.

محمود النجار
02/09/2007, 10:10 PM
ألا يا أيها التاريخُ، كفكفْ بؤسَ أفكاري؟
ودعني أنجُ من ناري!
فطيفُكَ في الدجى... في الصبح... قربي... دائماً، ساري
ويرجمُني بأحجارِ؟
ويُثقِلني بأوزارِ؟


رائع مطلع النص
فيه موسيقا عالية ، ووشاية بنص ذي وتيرة متصاعدة ..
ولأنني أحبك سأقول لك بأن الوشاية لم تكن إلا وشاية ؛ فلم يصعد نصك ، بل هبط ..
فمن عادة النصوص القوية أن تصعد كلما طالت ، لكن القريض خانك ..
بدأت بداية رائعة ، وانتهيت نهاية عادية بنزول متدرج ..

أخي الحبيب الدكتور أيمن ، لقد قلت ما قلت لأنني أحبك ..
ولأنني أعرف بأن هذا التعقيب على النص ـ وإن كان سيزعجك ـ سيكون أثره عليك إيجابيا ؛ فقد قرأت لك نصوصا قمة في الإبداع ، ولا أرضى لك بمستوى أقل ..

أخي الحبيب
هل ستغفر لي هذا الوضوح ؟

أخوك / محمود النجار

أيمن أحمد رؤوف القادري
04/09/2007, 01:19 AM
الأخ العزيز الشاعر الناقد محمود النجار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«رحم الله من أهدى إليّ عيوبي»
ولذلك أسأل الله لك وافر الرحمة في الدنيا والآخرة
وبعد
أما قولك إن لي قصائد أجود من هذه فقد أصبت فيه، وجزاك الله خيراُ.
وأرغب أن توضح لي ما قلت بتفصيل: أوضح معنى عبارتك: «بدأت بداية رائعة ، وانتهيت نهاية عادية بنزول متدرج »، حتى ألمس باليد ما تعنيه بالنزول، أتقصد النزول الفني، أم تقصد النزول في درجة التحدي التي يجب أن يمتاز بها من يتكلّم باسم الأمة؟؟؟
أرجو إيضاحك
وبارك الله فيك...
أيها المحبّ
وأشكرك على ما أثنيت به... في حقّ قصائدي... الأخرى

محمود النجار
04/09/2007, 02:14 AM
سأفعل إن شاء الله


أخوك