المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فريد الغادري .. أحدث وجه في طابور الخيانة !



غالب ياسين
26/06/2007, 09:04 AM
نكأت زيارة رئيس حزب الإصلاح السوري المعارض، فريد الغادري، للكيان الصهيوني، والتي التقى خلالها بلجنة الخارجية والأمن بالكنيست لإقناع تل أبيب بعدم التفاوض مع دمشق، نكأت جروح الخيانة والعمالة التي انتشرت بشدة في الجسد العربي.

الزيارة استمرت أربعة أيام، وكان الهدف منها إقناع الحكومة الصهيونية بعدم التفاوض مع الرئيس السوري، وعدم إعادة هضبة الجولان إلى سوريا، تحت مبرر أنه لا يمكن إبرام السلام مع ديكتاتور وزعيم أسرة فاسدة في إشارة إلي الرئيس السوري بشار الأسد.

وهكذا يفضل هذا العميل أن تكون الجولان المحتلة تحت سطوة الاحتلال من أن تعود إلي أحضان الوطن الأم سوريا‏، لأن ذلك من وجهة نظره سيقوي من وضعية الرئيس بشار الأسد‏، وسيبعد سوريا عن الديمقراطية وعن التغيير إلي الأفضل حسب زعمه‏.‏ وهو ما وجد ترحيبا من اليمين الإسرائيلي‏‏.‏

وكان من الطبيعي أن يتعرض هذا العميل لهجوم شرس من النائب أحمد الطيبي (من اللائحة العربية الموحدة في الكنيست) الذي شن هجوما عنيفا علي الغادري وقال له في الكنيست: ألا تستحي من نفسك؟ لقد أتيت إلى هنا كأداة رخيصة بيد زعيم الليكود بنيامين نتيناهو لتطلب من لجنة الخارجية والدفاع عدم التنازل عن الجولان، وطنك، فيما يريد أكثر من نصف الإسرائيليين الانسحاب، هذا أمر خسيس، يا غادري أنت غدار.

ويرى الغادري أنه يجب على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يحلّو مشاكلهم بالطرق السلميّة، ويعتبر أن حزب البعث في سوريا يلهي السوريين بالقضيّة الفلسطينيّة وبقضايا أخرى، ويؤكّد على وجوب أن تكون سوريا دولة ديمقراطية وحرّة تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع جيرانها(يقصد إسرائيل)، وأنّ حزب البعث قد علّمه في سن الخامسة أن يكره الإسرائيليين واللبنانيين والعراقيين.

ويعتبر فريد الغادري أن السلام مع إسرائيل سيرد الجولان إلى سوريا، وهو في ذلك يقول: "حزب البعث لم يستطع أن يرد الجولان بالحرب، فنحن سنردها بالسلام، وسنعطي الإسرائيليين سلاما ويعطونا ديمقراطيّة".

النائب محمد بركة من كتلة حداش هاجم هو الآخر الغادري وقال له: أنت قررت التحريض ضد شعبك وبلادك، واخترت أن تكون مرتزقا لدي الأمريكيين، لقد جئت كخادم بائس لجدول أعمال اليمين المحرض علي الحرب، إن القذارة سيئة لكن هذا النوع من القذارة الأمريكية هو الأسوأ.

وقد التقى الغادري في الكيان الصهيوني مع بعض صانعي القرار ومعاهد الأبحاث ووسائل الإعلام، حيث عمل الصهاينة على تعظيم الاستفادة من هذه الزيارة، التي هي الثانية، حيث سبق للغادري زيارة تل أبيب عام 1996.

وسبق للغادري أيضاً أن كتب مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي دعا فيه إسرائيل إلى إجراء تغير ساحق في سورية، وطلب منها التواصل مع ما أسماهم القادة الديمقراطيون السوريون لتحقيق ما هو أفضل لإسرائيل، متعهداً بأن يزيل المشاعر العدوانية ويعمل لاستبدالها بمشاعر السلام والسكينة، لأن إسرائيل تستحق ما هو أفضل.

الغادري يبرر خيانته وزيارته للكيان الصهيوني بأنه لا يريد أن تكون الجولان منطلقا للرئيس الإيراني أحمدي نجاد، ويرى أن المأخذ الكبير على النظام في دمشق هو تحالفه مع طهران.

وهكذا فإن هذا الخائن يتحالف مع عدو يحتل جزءً من وطنه ويهدد باحتلال أجزاء أخرى ويدعو إلى عدم إعادة الأرض إلى أبناء وطنه لمجرد أن القيادة في وطنه تتحالف مع دولة أخرى هي إيران لديها أهداف إستراتيجية تصب في مصلحة تحرير الوطن الذي يفترض أن الغادري ينتمي إليه.

الذي لا يدركه الغادري وأمثاله هو أن الإسرائيليين أنفسهم يحتقرون هذا النوع من الخونة وهم بالتأكيد يستمتعون بسلوكه غير المسئول، ويعلمون أن مصيره لن يكون أفضل من مصير أنطوان لحد الذي كوفئ بعد خدمة عدوه عشرين عاما بمحل صغير لبيع الفلافل شمال فلسطين المحتلة، زبائنه من زمرة القتلة والعملاء الذين رفض الإسرائيليون أن يعيشوا بينهم فحشروهم في مكان صغير خاص بأمثال الغادري من الخونة والعملاء.

حجج واهية


هذه الحجج الواهية تقودنا إلي علاقة الضغوط الخارجية بالتغيير والإصلاح في البلاد العربية‏.‏ وهي الإشكالية التي ما زالت تفرض نفسها علينا في ضوء قيام كثير من رموز المعارضة العربية معدومة الشعبية الجماهيرية في عدة بلدان عربية، بدعوة الولايات المتحدة لممارسة أكبر ضغوط ممكنة سياسيا واقتصاديا ودعائيا، لتغيير مسار الحياة السياسية في الداخل بما يخدم المقولات الأمريكية نفسها، بغض النظر عن قيمة هذه المقولات بالنسبة للوطن وللمجتمع‏.‏

وفي حالة الغادري يمكن ملاحظة أن بعضا من المعارضة العربية التي تعيش في الخارج علي استعداد، ليس فقط لاستعداء القوي الكبرى علي نظام الحكم في بلادها أو دعوتها للتدخل في شئون بلادهم‏، بل أيضا لبقاء الاحتلال وتقليص السيادة الوطنية‏، والأدهى من ذلك كله،‏ أن المقابل لكل هذه التنازلات الوطنية المريعة ليس مضمونا‏.‏

ففي حالة سوريا تحديدا فإن بقاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان كما طالب بذلك الغادري لا يضمن تحول سوريا إلي الديمقراطية التي قد يحلم بها البعض،‏ ولا يضمن أي نوع من التغيير السلمي ولا صعود المعارضة سواء في الداخل أو في الخارج إلي سدة الحكم‏، اللهم إلا إذا أعيد إنتاج المشهد العراقي نفسه، وجاءت القوات الغازية لتطيح بالنظام وتهدم البلاد وتفرض نخبة جديدة يتم استجلابها من الخارج‏، بلا شعبية أو رصيد في الداخل،‏ وتجد لزاما عليها أن تحصر نفسها في مناطق جغرافية محصنة بعينها‏، وتترك باقي مناطق الوطن تتحول إلي ساحة صراع وقتل وتخريب يومي‏.‏ وفي هذه الحالة يصبح الوطن كله معرضا للفناء‏،‏ ويصبح الحديث عن تحرير أي من أجزائه المغتصبة شيئا من الرفاهية‏.‏

لعبة الجلبي الرخيصة

فريد الغادري إذاً، يكرر نفس اللعبة التي لعبها الجلبي وأمثاله في العراق، فرمى بنفسه تحت أقدام المخابرات الأمريكية ليكون خنجراً مسموماً لضرب سوريا، طمعاً في أن يعود على ظهر إحدى الدبابات الأمريكية حينما تأتي اللحظة المناسبة.

هو إذاً باع الوطن في سبيل مصلحة شخصية وحلم سياسي فشل في أن يحققه بجهده وعرقه ونضاله داخل سوريا، فقرر اختصار الطريق والوقت، وحدد هدفه بأنه يجب استغلال وجود الرئيس الأمريكي بوش الابن على رأس الإدارة الأمريكية، وهو المعروف بمشروعه اليميني الكاره لكل ما يمت للعروبة والإسلام بصلة، والذي سبق له احتلال وتدمير أفغانستان والعراق ودعم إسرائيل بلا حدود، قرر أن يتعاون إلى أقصى حد مع إدارة بوش، لأنه لا يضمن أن يكون خليفة بوش على نفس الدرجة من استهداف سوريا والسعي لتدميرها وتغيير نظامها السياسي، خدمة لبني صهيون.

فهو يطالب بتحرير سوريا وتأمين حماية دولية للسوريين واستغلال الفرصة السانحة بوجود إدارة بوش والمحافظين الجدد، حيث يرى أنهم المثل الأعلى لتحطيم الديكتاتوريات، فهو يعتقد أنّهم حرّروا العراق وأنّهم جلبوا الديمقراطية إليه.

ولأنه يعلم النوايا الأمريكية تجاه سوريا، لذلك فإنه يتطابق في رؤاه مع السياسة الأمريكية وما يروجه الإعلام الأمريكي، ولذلك فقد اتّهم الغادري سوريا بأنها هي التي قتلت الحريري.

وقد استفادت أمريكا من هذا الموقف، فوجّه مجلس الشيوخ دعوة له لعرض شهادته أمام أعضائه، هذه الشهادة التي نتج عنها قانون يفرض حصارا ً مشدداً علي دمشق ويتيح لواشنطن أن تقدم دعما ماديا وعسكريا للمعارضة السورية العميلة، من أمثال الغادري ومن باع نفسه مثله.

مجرد خادم لأسياده

لأن الغادري يعلم أن حلمه صعب المنال، وأن إمكاناته الذاتية لن تساعده في تحقيقه، لذلك قرر أن يتحالف مع أعداء وطنه من الأمريكان واليهود، الذين لديهم الإمكانات السياسية والمادية والعسكرية، والذين ساعدوا الكثير من العملاء والخونة العرب من قبل. ومن هذا المنطلق فقد أقام الغادري علاقات وطيدة مع رجالات السياسة في أمريكا، وتربطه علاقات وثيقة بالماسونية العالمية، وباللوبي الصهيوني، ومع الأعضاء الفاعلين منه في الكونجرس، كما تربطه علاقة وثيقة مع إدارة بوش، إضافة إلى دعم كبير من وسائل الإعلام الأمريكية المقربة من اللوبي الصهيوني التي تروج له ولحزبه المشبوه.

وقد تلقى هؤلاء الخادم الجديد بالسرور والغبطة والترحاب، ولم لا وهو يقول الذي يريدون أن يقولونه وأكثر؟، فهذا الغادري سعيد بالحرب التي "أعلنها الرئيس بوش بلا هوادة على الإرهاب، وحرر بها أفغانستان والعراق وقض مضاجع الدكتاتوريات، وسعى حثيثا لتحقيق أمن وسعادة شعوب كثيرة من خلال شرق أوسط واسع وديمقراطي"، والغادري سعيد أيضاً لأن: "عهد الرئيس بوش تميز بتقليم مخالب النظام البعثي من خلال إدراجه في قائمة الأنظمة الراعية للإرهاب، وصدور وتفعيل قانون محاسبة النظام السوري، وقرارات دولية بسند أمريكي لاستعادة استقلال لبنان وإنهاء الاحتلال السوري لدولة مجاورة، وتسمية المقدمات الموضوعية لإصدار قانون تحرير سوريا ومساندة القوى الديمقراطية السورية".

وهو يؤكد أن الاستقرار في المنطقة سيتطلب تغيير النظام السوري، ويعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى تهتم بالسلام والأمن الدولي، ومكافحة الإرهاب، ونشر الديمقراطية وغيرها، ويدعوها إلى إسقاط النظام السياسي في سورية، واجتثاث البعث من سورية، واعتباره حزباً إرهابياً، والقضاء على الحس الوطني والعربي.

ويعد الغادري الكيان الصهيوني المحتل لجزء من أرض سورية بحياة هانئة وهادئة في حال أمنت له الآلة العسكرية الأمريكية الاستيلاء على السلطة في سورية، وهو يرى: إن كنا نتعامل مع الواقع كما هو وليس كما نتوهمه، فعلينا أن نكون عمليين في التعامل مع المحيط الذي نتعايش فيه مع الآخرين، وليس سرا على أحد حينما نقول أننا أحوج ما نكون للصلح والسلام مع إسرائيل من الإسرائيليين أنفسهم، وبنفس الوقت لن نكف بمطالبة إسرائيل بأن تعيد لنا جولاننا.


والغادري بذلك نموذج للمرتزقة الجدد، لأن المعارض الحقيقي له جذور داخل مجتمعه، وأما أمثال الغادري فليس لديهم شيء يمكن أن يقدمونه.

صحيح أن القوى السياسية الوطنية المرشحة، لبناء الجسم الرئيس لهذه المعارضة، قوى متنافرة تنحدر من منابت أيديولوجية وسياسية شديدة التعارض، إلا أن العنصر الجامع لها يجب أن يكون هو التعاون على أسس الوطنية وحب الوطن وبذل الجهد من أجل خدمة الوطن.

غالب ياسين
26/06/2007, 09:17 AM
عاشت سوريا بقيادة القائد بشار الاسد
:fl: :fl: :fl:
والخزي والعار لكل من يستقوي على سوريا وشعبها

آداب عبد الهادي
28/06/2007, 11:50 PM
أستاذي الكريم غالب ياسين أمد الله في عمرك
سيدي الكريم لقد قلت كل ما نود قوله في مقالك الشامل.
إن العمالة والخيانة عند هؤلاء موروثة ومن نشأ على الخيانة يشب عليها ،ومن يستطيع خيانة صديق له فلا ضرر عنده من أن يخون بلده.
لكن مايؤسف يا سيدي هو اننا دول ضعيفة وكما يقال (مكسورة الجناح حقاً) والعدو اللعين المتربص بنا ليل نهار لا يكف عن استدعاء هؤلاء الخونة والاستشهاد بهم وتزعم خيانتهم وهذا فعلاً يزيد الضغوط على دولنا ويهدد امنها ويقلق راحة مواطنيها ،نحن نعيش في حرب وجود إما نكون أو لا نكون وإن تكرر المشهد العراقي لا سمح الله فهذا يعني أننا لن نكون،صحيح أننا تعلمنا الدرس من العراق الحبيب وإزداد تضامن الشعب في سورية مثلاً حول قائده وتعمق مفهوم الوحدة الوطنية عند أطياف الشعب السوري ،لكن يا سيدي إننا نواجه خطراً من نوع آخر هو التحديات التي نواجهها من الدول الإقليمية والتي لأمثال هذا الغادري الخائن دوركبير فيها .
نحن لا نخشاه ولا نخشى العدو لكن هناك موازين قوى في العالم ،أين نحن منها و هل نحن ياترى قادرين على المواجهة.
أسال الله ان ينصرنا ويحمي الشعب العربي في كل مكان والنصر والتحرير للعراق وعاشت فلسطين حرة أبية
تحية عربية قومية لشخصك الكريم