المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحت الشمس - قصة قصيرة جدا - ابراهيم درغوثي - تونس



ابراهيم درغوثي
27/06/2007, 01:37 AM
تحت الشمس
قصة قصيرة
ابراهيم درغوثي/ تونس


البنت الصغيرة التي خرجت لتوها من البحر نثرت عليه قطرات ماء حين نفضت شعرها الطويل ، فمد يديه يبحث عنها لكنها ضاعت في كل الاتجاهات ، واختبأت وراء ضحكتها المشاغبة .

*****

الرجل الذي جاء الى الشاطئ مسحوبا من أنفه كما تسحب الثيران ، اقتلع شمسيته ، وطلب من زوجته أن تلحق به تحت جدار الكورنيش .
قال لها : ذاك الرجل الجالس وراءنا ، رأيته يلحس صدرك بنهم ، ولم يخجل حين وقعت عيني في عينيه مباشرة .

*****

لم ير العلم الأسود الذي كان يرفرف عاليا على السارية الطويلة ، فهمس لنفسه : ما أجمل هدوء البحر هذا اليوم .

*****
الشبان الذين كانوا يلعبون الكرة على الرمل ، أصابتهم الحيرة حين جلس وسط ملعبهم . ولم يقل شيئا عندما تناوشته الأرجل من كل مكان ، فغادروا إلى جهة أخرى ضاجين بالضحك .


*****
صفير الشرطي المكلف بحراسة الشاطئ جعله يفقد أعصابه ، ويصيح في وجه السماء : لماذا لا يكف هؤلاء الأطفال عن الصفير ؟ هل تحول الشاطئ الى ملعب كرة قدم ؟

*****
وطرب لخشخشة الرمل تحت زفير الأمواج المرتدة إلى الأعماق ، فأغفى تحت الشمسية المزركشة بأريج الربيع ، ونام ...
عندما أفاق ، قام خفيفا . خفت أن يدوس ظل شمسية في اندفاعه المجنون نحو الأمواج ، فأعطيته يدي ، ومشيت أمامه وسط غابة الأرجل الكثيفة وصياح لاعبي الكرة وصفير أعوان الحماية المدنية وهمس العشاق والضحكات المرشوشة بماء البحر ...

حسام الدين نوالي
27/06/2007, 05:08 AM
بعد التحية..
ليست كتابة الومضة أسهل من مشاهدة رصاصة منطلقة، لذا في السرد القصير جدا لا توجد منطقة وسطى، هناك نصوص موفقة وأخرى غير موفقة، ولا توجد نصوص موفقة نسبيا، والكتاب يمتلكون مواهب من امتلاكهم ملكات الالتقاط، وكلما قصر زمن السرد كلما تطلب الأمر بؤرة التقاط أدق وأسرع.. تماما مثل "الشتر" في آلة التصوير.
راقني كثيرا النص 1 والنص 4.
الأول يحكي عن بحر يمد يده ليمسك بالفتاة بعد أن كانت داخله، وحتما سيفشل لأن الفتاة مثل فراشة تهرب من طالبها.
والثاني يحكي عن مقفين: موقف المتحركين وموقف الثابت، ولأن الزمن لا يرحم الثوابت فإن الأرجل -عضو السير - تناوشها ثم تضحك عليها وتنصرف.
اللغة في النصوص جميعها مقتضبة، سريعة، وموجزة تشبه زمننا السريع الذي أنجب القصة القصيرة جدا.

مع مودتي

ابراهيم درغوثي
27/06/2007, 09:09 AM
العزيز حسام
اسعدتني قراءتك للنص.
شكرا على المرور على نصي وعلى قراءتك الباذخة
دمت وارفا ايها الغالي