المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خرافة الأمن القومى المصرى



سيد يوسف
27/06/2007, 01:37 PM
خرافة الأمن القومى المصرى
سيد يوسف

http://sayed-yusuf00.maktoobblog.com/?post=383613

يُقصد بالأمن القومي المحافظة على أمن الوطن والمواطنين والعمل علي وحدة المجتمع في نسيج اجتماعي واحد من خلال استخدام جميع الموارد الممكنة والمتاحة ومصادر الدولة الرئيسة لتحقيق الأهداف القومية العليا المتمثلة في مصالح الدولة والحفاظ على دورها الإقليمي والدولي وحمايتها ضد العدائيات والتهديدات المحتملة ... وإذ يقتصر حديثنا على مصر فإن الأمن القومي ها هنا يعنى ضمان عدم تعرض مصر لما قد ينتقص من سيادتها أو يحول دون تحقيق استقرار شعبها سواء كان ذلك نتيجة عمل عدواني مباشر أو غير مباشر أو أي نوع من الإضرار بمصالحها كما يرى بعض الخبراء.

لكنما نراه اليوم أن النظام الحاكم فى مصر يرى الخطر من الداخل حيث المعارضة والإخوان وقد جند النظام "هتيفته" من الصحافيين فى روزا اليوسف وأشباهها لتصوير ما حدث بغزة على أنه يتهدد أمن مصر القومى وراح هؤلاء الهتيفة يتشنجون ويلصقون بحماس ما ليس فيها ويؤكدون- وتنفى حماس – أنها تريد الاستقلال بغزة، ويتناسى النظام- بغباوة رائعة- ومعه هؤلاء الهتيفة المنافقون أن ما يتهدد أمن مصر بالفعل هو وجود الكيان الصهيونى بعصاباته المتعددة عبر بوابة مصر الشرقية.

يرى اللواء صلاح سليم أن أمن مصر القومى يبدأ من إيران شرقا وحتى عدن وأوغندا وكينيا جنوبا، ومن المغرب غربا وحتى سواحل أوروبا شمالا، ولذلك فمساعدة الفلسطينيين ليست من أجلهم فقط، ولكن من أجل أمن مصر. ومن ناحية أخرى نجد أن النظام الحاكم فى مصر يتعامل مع قضية فلسطين على أنها ملف أمنى تديره المخابرات مثلما يتعامل في الداخل مع المعارضة والجماعات الوطنية كملف أمنى تديره الداخلية وأمن الدولة.

نماذج عشرة
نورد ها هنا عشرة نماذج على سبيل المثال لا الحصر لتبيان ما يتهدد أمن مصر القومى، وإنما تبلغ الكارثة مداها حين يحس بالخطر الشعوب دون الحكام ... ومن هذه النماذج ما يلى:

* ما أعلنه الغرب صراحة عبر بعض الصحف الفرنسية عن نية أمريكا لغزو مصر 2015
* ما كتبه الغرب وأعلنه من رغبة صريحة فى تفتيت مصر إلى 4 مناطق هى: أولاً: محور الدولة القبطية الممتدة من جنوب بنى سويف حتى جنوب أسيوط، وقد اتسعت غرباً لتضم الفيوم التى بدورها تمتد فى خط صحراوي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية التى تصير عاصمة الدولة القبطية، وهكذا تفصل مصر عن الإسلام الإفريقي الأبيض وعن باقي أجزاء وادي النيل .
ثانياً: ولتزيد من تعميق هذه التجزئة تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، حيث أسوان تصير العاصمة لدولة جديدة دولة تحمل اسم دولة البربر. ثالثاً: الجزء المتبقى من مصر سوف تسميه مصر الإسلامية وهكذا تصبغ الطابع الطائفى على مصر بعد أن قلصتها من عاصمتها التاريخية فى الشمال وعاصمتها الصناعية فى الجنوب.رابعاً: وعندئذ يصير طبيعياً أن يمتد النفوذ الصهيونى عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تصير حدود مصر الشرقية من جانب فرع رشيد، ومن جانب آخر ترعة الإسماعيلية، وهكذا يتحقق الحلم التاريخى من النيل إلى الفرات.

* تهريب ما يقرب من 200 مليار دولار خارج مصر مما يهدد ثروات مصر وفرص الاستثمار.
* تقويض مصر جنوبا عبر محاولة تقسيم وتفتنيت السودان دون رد فعل مصرى ذي أثر، وتقويضها عبر سوريا بتهديدها كما هو معروف.
* زيادة التجسس على مصر من قبل العصابات الصهيونية إذ بلغ ما تم اكتشافه منذ عام 1991 ما يقرب من 76 قضية تجسس.
* زواج أكثر من ألف مصرى من فتيات من الكيان الصهيونى بما يمثله ذلك من تهديد مباشر للأمن القومى.
* تهديد بعض الدول الإفريقية – عبر أمريكا والصهاينة – بتهديد مياهنا الإقليمية بما يمثله من تهديد بنقص المياه خلال السنوات القادمة.
* بيع أراض مصرية للأجانب بما يمثله ذلك من تهديد خطير للأمن القومى المصرى وكان مجلس الشعب قد استبعد مؤخرا مناقشة استجوابٍ عن بيع مساحاتٍ من الأراضي المصرية في طابا وشرم الشيخ لمستثمرين مجهولي الجنسية عن طريق وسطاء من رجال أعمال عرب وأجانب...مما حدا بالنائب فريد إسماعيل مقدم الاستجواب إلى القول إن عدم المناقشة يعني استمرار الحكومةِ في تهديد الأمن القومي المصري وعدم اهتمامها بذلك بعد تفريطها في أراضٍ إستراتيجيةٍ بسيناء.
* التفريط فى مثلث أم الرشراش.
* غياب الدور المصرى فى الصومال والسودان بل حتى فى العراق.
* فقدان الولاء للوطن مع غياب المشروع القومى أو الوطنى الذى يتخندق معه المصريون فقد أصبح المجتمع بلا هوية تجمع أفراده يتلفت يبحث عن هدف قومى فلا يعرف من هو اللهم إلا قليلا من الفاقهين.

خاتمة وملاحظات

ليت الأمر اقتصر على محاولات الخارج فقط إلا أن للداخل نصيبا ساهم فيه أعوان الخارج أيضا حيث تدمير أجيال كاملة بالسرطانات سوف يظهر أثرها وفق تقديرات أهل الخبرة بعد (10 إلى 15 ) سنة، وحيث خنق مصر بالفساد (قضية فساد كل 90 ثانية وفقا لتقارير النيابة الإدارية ، وحيث تدمير البنية الاقتصادية ببيع القطاع العام، وزيادة البطالة لمعدل خطير، وتعدد الأصفار، وغياب البحث العلمى الجاد، وانتشار الجرائم بمعدلات تنذر بالخطورة، وغياب الحريات، والعبث بالدستور، وشل حركة المؤسسة العسكرية وإضعافها حيث قل الإنتاج الحربى وفقا لما ورد بمجلة القوات الجوية الإماراتية إلى 600 مليون جنية من أصل قدرة إنتاجية تبلغ 3 مليار جنية توجه معظمها للأنشطة المدنية فضلا عن قتل الانتماء فى نفوس شبابنا، وكل ذلك وغيره فى مقابل التوريث.

ثم يأتي بعد ذلك هتيفة النظام الفاشل ليقولوا كذبا إن حماس – لا الصهاينة- يهددون الأمن القومى المصرى...ألا ما أقبح المنافقين!!

سيد يوسف