المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديدات العراق " الجديدات " . جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
28/06/2007, 02:13 AM
جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــ
حديدات العراق الجديدات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

( للحديد والحديدة ) في عربيتنا تصاريف ومعان مختلفة ، لاتفتقد الطرافة اذا وظفت لفهم معاني وروابط ( الديمقراطية الجديدة ) و ( الفوضى الخلاّقة ، او الخنّاقة ، كما يطيب لكثيرين وصفها ) والتي يرى القارئ عناوينها المتفجّرة في شوارعنا المدماة على طول وعرض ، وعرض ، ( المواطنة !! ) المستحدثة للعراقيين رافضين ومؤيدين للاحتلال المركّب في العراق ، هذا الاحتلال الذي صار يتعامل معنا بضاعة تباع وتشترى لدول الجوار الحسن وغير الحسن حسب سوق العرض والطلب ، وبضاعة مربحة للإستثمار الدولي لتجار الحروب ، ومنها :
ان ( الحديد ) يعني : المجاور كما في ( داري حديدة داره ) ، و ( سيف حديد ) بمعنى : حاد ّ وباتر ، و ( حديد ) بمعنى : معدن الحديد الذي يقطّع اوصالنا مذ وصلتنا لعنة ( الديمقراطية الجديدة ) ، و( الحديد ) بمعنى : ( ذو حدّة في الفهم ) او ( الغضب ) !! وكل المعاني ، وغيرها كثير لم يذكر ، يمكن ان يقاس على ما انتجته المراعي الخضراء من نجوم ( حديدة ) دمرت العراق في اقل من خمس سنين ( ديمقراطيات ) وإرتكبت اكبر جريمة حرب قدمت القرن الحالي لشعوب الأرض على بحيرة من الدماء وخيام المهجّرين .

قبل اسابيع كشف ضابط امريكي ــ واؤكد امريكي !! ــ ( سبع ) بمعنى : أسد ، لصحيفة ( الواشنطن بوست ) الأمريكية ، وكل الاطراف ليست عربية تكفيرية ولاشوفينية مسلمة ، عن وجود إمرأة ( حديدية ) تعمل مستشارة لمملوك ( عميد الأغبياء في العالم ) في المراعي الخضراء : ( نفذت اكبر عمليات التطهير الطائفي في الجيش العراقي ــ والعراقي هنا إستعارة ذليلة ــ بمساعدة مجموعة صغيرة تنتمي الى طيف سياسي واحد ) لم يسمّه الضابط حفاظا منه على سرية أسماء العملاء حسب القوانين الأمريكية ، مع انه معروف ومكشوف ومقمر ومكسوف علنا امام العالم كله !! .
وحسب هذا الضابط ( النشمي ) : بمعنى الغيور باللهجة العراقية ، الذي لايعرف تأريخ النساء في شرقنا كما يبدو، نجحت هذه ( الحديدة ) في ( تطهير ) ــ والمفردة لها اكثر من معنى في العربية واحد منها لاتستعمله النساء عادة ــ :( جميع الضباط الكبار الذين تصدوا لميليشيا جيش المهدي .. حسب طلب الرئيس " بوش " في استراتيجيته الجديدة ) بعدما عن غفلة اكيدة ( تأبّط الأحمق شر ّ ) الميليشيات و ( لدغ مرتين ) كأي ّ إنسان غير ( مؤمن ) !! .

و( الحديدة ) العراقية ، حسب الضابط الأمريكي ، هي ( باسمة ــ !؟ ــ لؤي حسّون الجادري ) التي قال عنها : ( لها من النفوذ مايكفي لإزاحة او تهديد القادة الكبار .. وان عملها هو خنق ــ !!؟؟ ــ الكثيرين من الضباط الذين يخشون إغضابها ) ، يا سلام على ضباط العراق الجديد !! ، ومنهم بطبيعة الحال الضابط الأمريكي نفسه الذي رفض التصريح باسمه خوفا من بطش ( الحديدة باسمة ) كما قال عنها : ( قامت بأدوار سرية مرتبة مع الميليشيات وفرق الموت .. وترتجف امامها القيادات العسكرية .. وتسعى لإرضائها بعد الحملة " التطهيرية " التي نفذتها في اعتقال وطرد وقتل ضباط من مختلف الرتب الكبيرة ) !! .

ولكن اظرف واطرف ما في امر هذه ( الحديدة الباسمة ) ان الجيش الأمريكي نفسه يعترف : ( بعدم توفر معلومات تفصيلية عن باسمة لؤي الجادري ) مستشارة المالكي الحديدية مع انها ( حديدة ) لهم في ذات المراعي الخضراء المحاصرة بالشعب العراقي ، حتى ان ضابطا امريكيا آخر ، رفض الكشف عن اسمه ايضا خوفا من ( حديدة المالكي ) ، علّق على الموضوع بجملة مبتورة قال فيها : ( اجل هي إمرأة حديدية لانعرف من ورائها وربما .. !! ) ، وتقطعت اوصال المفردات على لسانه رعبا من ( حديدته ) في ( ديمقراطية عميد الأغبياء في العالم ) التي تحرك ميليشيات وفرق موت !! .

وعلى مبدأ ( مايفل ّ الحديد إلا ّ الحديد ) !!
ووفقا لقراءة الحاضر لإستقراء المستقبل ( النسواني ) في العراق ، النموذج ( الأفضل ) للشرق الأوسط الجديد ، اوفد ( عميد الحمقى في العالم ) الجميلة ( ميغان اوسلفان ) مندوبة ( حديدية رئاسية ) عنه لدخول معركة المستشارات الحديدات والحديديات مدجّجة بأربع ( اساسيات ديمقراطية ) لمستقبل متعددي الجنسيات والولاءات في عراق اليوم ( الحديدي ) :
+ ( توزيع الثروة النفطية ) ، بما يضمن مستقبل ( العفطية ) من تجار الحروب المحليين في المراعي الخضراء ، وإلغاء الملكية الوطنية ( التاميم ) لضمان ( 80 % ) من النفط العراقي لصالح شركات تجار الحروب الدوليين وما تبقى يودع في ذمة ( رابطة حرامية بغداد )، تجار الحروب المحليين الذين إقتبعوا صفة عراقيين زورا .
+ ( تعديل الدستور ) ، بما يضمن طمس الهوية العربية للعراق اولا ، وشل ّ وحدته ثانيا تمهيدا لتقسيمة الى ممالك طائفية وعرقية تتطاحن فيما بينها على مضمار سباق العملاء في الحصول على رضا ( عميد الأغبياء في العالم ) او من يخلفه من تجار الحروب الحالمين بظهور السيد المسيح او الامام المهدي ، وكلاهما منتظران وحديدان .
+ ( اعادة النظر في قانون اجتثاث البعث ) ، للتأكد من خلو العراق من اي فكر قومي وحدوي ( شوفيني نازي تكفيري ارهابي !! ) مضاد لحلم ( الشرق الاوسط الكبير ) ، الذي صار صغيرا ثم غاب تحت فعل المقاومة الوطنية العربية العراقية التي بدأت كفتها تأخذ طرف الميزان بعيدا عن منال متعددي الجنسيات والولاءات القادمين مع دبابات الاحتلال .
+ ( تحقيق مصالحة وطنية شاملة ) ، لكل مؤيد للاحتلال اختلف مع بقية الحرامية على تقسيم عائدات الغنائم المنهوبة ، طاردة لكل وطني حتى لو قتل مليون عراقي آخر وهجّر كل العراقيين العرب ، وبما يضمن الأساسيات الثلاث الاولى ( الحديدة ) لكل النهج الذي جاء من اجله الاحتلال ، وكل السلوكيات التي اتبعتها ميليشيات وفرق الموت التي انشاتها حكومات الاحتلال الحديدة ( لعميد الأغبياء في العالم ) .
وكل هذه ( الأساسيات الديمقراطية ) التي جاءت الحديدة الجميلة ( ميغان اوسلفان ) للمشاركة بها في معركة الحديدات والحديديات ، الأخيرة بكل تاكيد ، تصب في ذات الحلم الغبي الذي هيأ لصاحبه ان العراق يمكن ان يشبه كوريا الجنوبية كما يشبه الفيل النملة في حلم حشاش تعاطى افيون افغانستان وايران ممتزجا ( بالميث ) الأمريكي في حرب طواحين ( دون كيشوتية ) فريدة تجري فصولها في حديدات المراعي الخضراء التي فقدت طعم النوم المريح منذ اليوم الأول لإنشائها وحتى هذه الأيام الموبوءة بشيزوفرينيا الحشاشين الحديدة !! .
صار الضرب تحت الحزام بين حديدات ( الديمقراطية ) في العراق !! .
وننتظر نهاية الجولة الأخيرة !! .
jarraseef@yahoo.com