المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتخبات من كتب التُّراث ... من طرائف كتب التُّراث العربيّ والإسلاميّ ..



الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
02/11/2006, 10:52 AM
يَبْكي الغريبُ عليْهِ ليْسَ يَعْرِفُهُ=وَذُو قَرَابَتِهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ

بعث معاوية بن أبي سفيان رحمه الله إلى عبيد بن شرية الجرهمي - وكان من المعمرين -
فقال له: ما أدركت ؟ فقال: أدركت يوماً شبيهاً بيومٍ قبله، وليلة شبيهةً بأختها، ومولوداً
يولد، وحياًّ يموت. قال: أخبرني بأعجب ما رأيت. قال: حضرت جنازةً فذكرت الموت
والبلى، فخنقتني العبرة فقلت متمثلاً:


يا قَلْبُ إِنَّكَ في أَسْمَاءَ مَغْرُورُ=فاذْكُرْ، وهَلْ يَنْفَعَنْكَ اليَوْمَ تَََذْكِيرُ ؟
فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وَارْضَيَنَّ بِهِ=فَبَيْنَمَا العُسْرُ إذْ دَارَتْ مَيَاسيرُ
وَبَيْنَمَا المَرْءُ فِي الأَحْيَاءِ مُغْتَبِطاً=إذ صارَ في القَبْرِ تعْفُوهُ الأعاصِيرُ
حتَّى كأنْ لم يَكُنْ إلاّ تَذَكُّرُهُ=وَالدَّهْرُ - أَيَّتَما حالٍ - دَهَارِيرُ
يَبْكي الغريبُ عليْهِ ليْسَ يَعْرِفُهُ=وَذُو قَرَابَتِهِ في الحَيِّ مَسْرُورُ

فقال لي رجلٌ من أهل الجنازة: أتدري لمن هذا الشعر ؟ قلت: لا.
قال: هو لهذا المدفون، وأنت غريبٌ تبكي عليه، وقراباته الذين يرثونه مسرورون !
وقيل: هذا الشعر لجبلة بن الحارث. وقيل: الميت عثمان بن لبيدٍ العذري.