المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغزال الجريح



الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
30/06/2007, 02:17 AM
الغزال الجريح
للشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام.





..
وماذا عليك ؟
ذبحتَ الغزالة يوما فظلت تخبَّطُ بين يديك!!
وأنت تقطِّع أشلاءها
لتشبعَ هذي الجراءَ الصغيرة حتى يصير القطيعُ وحوشا
تزمجر حولك فوقك فيك
وتهرب منك إليك
ويركض فوق الدمار جيوشا
تطارد سرب اليمام وتحرق أعشاشهُ
وفرَّ الحمام المطوَّق بالنارِ والموتِ والأمنيات
ليبنيَ عشا بعشب الشعابِ الحزينه
وراء الغمام وفوق ركام الحطام
وفرَّ الغزالُ اليتيم طريدا
يحنُّ لمرعى يواصل فيه الحياة
وظل الغزال الجريحُ يفتش بين البراري
وراء السفوحِ وبين الكهوفِ
وفوق الجبالِ
وأنت تنقِّب تحت الصُّخور وبين التلالِ
وتنشر سربَ الجراد يفتش بين الحقول
ويمسحُ وجه السهولِ
ويقلب كثبانها
يقلِّبُ تحتَ الحجارة شيئا من الذكريات العتيقة

وماذا عليك؟
إذا ما اكتويت بنار الجريمة
وأشعل في مقلتيك السؤالُ لهيب الحقيقه
وسلَّم هذا القطيعُ قرونا من الطين كانت تعيقه
على كاهليه أهالت ركاما هلاما
تقطر ثلجا وملحا وبعض رذاذ بلادة
فأدمن ذبح الفراشِ وقتل البلابل
وآه بلابلَ روحي وأنت جريحة
وريشك فوق السياج اجتراح ذئابٍ سقيمة
وهذا الغزال الجريح يطلُّ
يفتش بين الأزقة عن دمِ أحلى غزاله
تتوجه العادياتُ بغارِ الشواطئ بعد الرحيل الطويلِ
ويمتشق الزعفرانَ
وينثر مسكا ودرا
لينشب في مقلتيك نصالَه
ويطلعُ في صفحة الأفق بدرا وضيئا

وماذا عليك؟
كأنّ البحارَ تسيل على معصميّ سلاسل حزنٍ وقارا
كأنّ الصحارى تعبئُ في مقلتيَّ بحارا ونارا
وأنت تواصل ذبح الغزالِ جهارا نهارا
لتبني فوق ركامي لزرق الدماءِ كنيسا ودارا
وتهدي دمائي لنطع الجريمة أترجَّ عيد مقدسْ
كأن دماءك فيها ازرقاق بحارِ
وقلبي سنونو جريح ذبيحُ
وبحر العذاب يسيل من المقلتين لهيبا
كأنِّي أسيل على صفحة الرملِ والصخرِ بحرا
كأنّي البحارُ تهادت تموج ُبعمق الصحارى ...

وماذا عليك؟
هناك السكينة حيث الحرائق والموت؟
وتلك الجراء الطليقه؟
ولا [سبارتاكوس] يلملم شمل الجياعِ!!
ويمسح وجه الضياعِ!!
عن الياسمين المخبأ بين الكهوف
وفوق سياج الدخانِ المعرش بين البيوتْ

أغزة تبكي ويغسل فيها الضبابُ الشوارع؟
أيمسح عن مقلتيها الهدوءُ البهاء؟
وأنت تحنّي يديك بحنائها القرمزية
وفي شفتيك بقايا دماءٍ ولحمٍ،
وبين يديك نبيذٌ معتق
لنخب الحياة، ونخب السعادة
إذن..
على رسلك اليوم يومك بين الشعوبِ
بهذا المسار الطويل العميق الرهيب
ستكوى بهذا اللهيبِ
وهذي الدماء ستحفر نهرا بكل الدروبِ
ستهديك غزةُ أحلى هدية
( جِمالأ تسير وئيدا )
عليها حرير دمقسُ
وفيها نجومٌ ورمل وملح وورد وشمسُ
وتين ونخل وقدسُ
وبحر لتغرب فيه النجوم،
وتمخرَ فيه المراكب عند الرحيل
ستهديك غزَّةُ ميناءها القرمزيَّ وساما
لهيبا من اللازورد المحنَّى بمسك الشهادة مدا وجزْرا
وأنت تشدُّ رباط الصلاة الأخيرة
تغني بصوت أجشّ: (....)

(يا مخلّص المتكلين عليك بيمينك من المقاومين، احفظني مثل حدقة العين بظل جناحيك استرني من وجه الأشرار ) العهد القديم (مزامير/ المزمور السابع عشر)

تصلي صلاة الختام وتبكي
تدس الدعاء بجوف الجدارِ...
وخلفك سرب الخفافيش يمتد بين شقوقٍ
من الدمِ والدمع والذكرياتْ
وفيض العذاب الجميل البرئ!!
وماذا عليك؟
وماذا عليك؟
وهذا الغزال
يعيد اخضرار الرخام ربيعا
يحني السهول بمسكِ
ويمسح عن جبهة الناس خوفا وجوعا
وينشر أمنا وفرحا
ويهدي الجراحَ دواء
ويمنح قلب الجريح نجيعا
ويطلق فوق الجبالِ قطيعا جميلا
تربّى على الزعتر البريِّ والميرمية
ويرسل في الأفق ألف سؤالْ
ويبقى السؤال الأخير قبيل الرحيل
شهيقا تردده النائحاتُ
صهيلا تردده العادياتُ
وماذا عليك؟
وماذا عليك؟
24/6/2007

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
30/06/2007, 02:17 AM
الغزال الجريح
للشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام.





..
وماذا عليك ؟
ذبحتَ الغزالة يوما فظلت تخبَّطُ بين يديك!!
وأنت تقطِّع أشلاءها
لتشبعَ هذي الجراءَ الصغيرة حتى يصير القطيعُ وحوشا
تزمجر حولك فوقك فيك
وتهرب منك إليك
ويركض فوق الدمار جيوشا
تطارد سرب اليمام وتحرق أعشاشهُ
وفرَّ الحمام المطوَّق بالنارِ والموتِ والأمنيات
ليبنيَ عشا بعشب الشعابِ الحزينه
وراء الغمام وفوق ركام الحطام
وفرَّ الغزالُ اليتيم طريدا
يحنُّ لمرعى يواصل فيه الحياة
وظل الغزال الجريحُ يفتش بين البراري
وراء السفوحِ وبين الكهوفِ
وفوق الجبالِ
وأنت تنقِّب تحت الصُّخور وبين التلالِ
وتنشر سربَ الجراد يفتش بين الحقول
ويمسحُ وجه السهولِ
ويقلب كثبانها
يقلِّبُ تحتَ الحجارة شيئا من الذكريات العتيقة

وماذا عليك؟
إذا ما اكتويت بنار الجريمة
وأشعل في مقلتيك السؤالُ لهيب الحقيقه
وسلَّم هذا القطيعُ قرونا من الطين كانت تعيقه
على كاهليه أهالت ركاما هلاما
تقطر ثلجا وملحا وبعض رذاذ بلادة
فأدمن ذبح الفراشِ وقتل البلابل
وآه بلابلَ روحي وأنت جريحة
وريشك فوق السياج اجتراح ذئابٍ سقيمة
وهذا الغزال الجريح يطلُّ
يفتش بين الأزقة عن دمِ أحلى غزاله
تتوجه العادياتُ بغارِ الشواطئ بعد الرحيل الطويلِ
ويمتشق الزعفرانَ
وينثر مسكا ودرا
لينشب في مقلتيك نصالَه
ويطلعُ في صفحة الأفق بدرا وضيئا

وماذا عليك؟
كأنّ البحارَ تسيل على معصميّ سلاسل حزنٍ وقارا
كأنّ الصحارى تعبئُ في مقلتيَّ بحارا ونارا
وأنت تواصل ذبح الغزالِ جهارا نهارا
لتبني فوق ركامي لزرق الدماءِ كنيسا ودارا
وتهدي دمائي لنطع الجريمة أترجَّ عيد مقدسْ
كأن دماءك فيها ازرقاق بحارِ
وقلبي سنونو جريح ذبيحُ
وبحر العذاب يسيل من المقلتين لهيبا
كأنِّي أسيل على صفحة الرملِ والصخرِ بحرا
كأنّي البحارُ تهادت تموج ُبعمق الصحارى ...

وماذا عليك؟
هناك السكينة حيث الحرائق والموت؟
وتلك الجراء الطليقه؟
ولا [سبارتاكوس] يلملم شمل الجياعِ!!
ويمسح وجه الضياعِ!!
عن الياسمين المخبأ بين الكهوف
وفوق سياج الدخانِ المعرش بين البيوتْ

أغزة تبكي ويغسل فيها الضبابُ الشوارع؟
أيمسح عن مقلتيها الهدوءُ البهاء؟
وأنت تحنّي يديك بحنائها القرمزية
وفي شفتيك بقايا دماءٍ ولحمٍ،
وبين يديك نبيذٌ معتق
لنخب الحياة، ونخب السعادة
إذن..
على رسلك اليوم يومك بين الشعوبِ
بهذا المسار الطويل العميق الرهيب
ستكوى بهذا اللهيبِ
وهذي الدماء ستحفر نهرا بكل الدروبِ
ستهديك غزةُ أحلى هدية
( جِمالأ تسير وئيدا )
عليها حرير دمقسُ
وفيها نجومٌ ورمل وملح وورد وشمسُ
وتين ونخل وقدسُ
وبحر لتغرب فيه النجوم،
وتمخرَ فيه المراكب عند الرحيل
ستهديك غزَّةُ ميناءها القرمزيَّ وساما
لهيبا من اللازورد المحنَّى بمسك الشهادة مدا وجزْرا
وأنت تشدُّ رباط الصلاة الأخيرة
تغني بصوت أجشّ: (....)

(يا مخلّص المتكلين عليك بيمينك من المقاومين، احفظني مثل حدقة العين بظل جناحيك استرني من وجه الأشرار ) العهد القديم (مزامير/ المزمور السابع عشر)

تصلي صلاة الختام وتبكي
تدس الدعاء بجوف الجدارِ...
وخلفك سرب الخفافيش يمتد بين شقوقٍ
من الدمِ والدمع والذكرياتْ
وفيض العذاب الجميل البرئ!!
وماذا عليك؟
وماذا عليك؟
وهذا الغزال
يعيد اخضرار الرخام ربيعا
يحني السهول بمسكِ
ويمسح عن جبهة الناس خوفا وجوعا
وينشر أمنا وفرحا
ويهدي الجراحَ دواء
ويمنح قلب الجريح نجيعا
ويطلق فوق الجبالِ قطيعا جميلا
تربّى على الزعتر البريِّ والميرمية
ويرسل في الأفق ألف سؤالْ
ويبقى السؤال الأخير قبيل الرحيل
شهيقا تردده النائحاتُ
صهيلا تردده العادياتُ
وماذا عليك؟
وماذا عليك؟
24/6/2007

عيسى عدوي
30/06/2007, 02:18 PM
اخي الشاعر المبدع خضر حفظه الله ورعاه
لقد أسمعت لو ناديت حيا ...ولكن لا حياة لمن تنادي ...
في هذه الغابة الكثيفة ...لم يعد للغزلان مكان ...بعد أن إكتظت بالذئاب
التي تلذذت بشرب الدم ....لا بد من حريق هائل ...لا يبقي ولا يذر ..
لتمنو الشجار من جديد ....وعندها قد تعود بعض الشوارد من الغزلان ...المختبئة في الكهوف ...والمنافي
تحيتي لك ولأبداعك ..ولقلبك الكبير ....

عيسى عدوي
30/06/2007, 02:18 PM
اخي الشاعر المبدع خضر حفظه الله ورعاه
لقد أسمعت لو ناديت حيا ...ولكن لا حياة لمن تنادي ...
في هذه الغابة الكثيفة ...لم يعد للغزلان مكان ...بعد أن إكتظت بالذئاب
التي تلذذت بشرب الدم ....لا بد من حريق هائل ...لا يبقي ولا يذر ..
لتمنو الشجار من جديد ....وعندها قد تعود بعض الشوارد من الغزلان ...المختبئة في الكهوف ...والمنافي
تحيتي لك ولأبداعك ..ولقلبك الكبير ....

إياد عاطف حياتله
30/06/2007, 06:35 PM
أخي الحبيب الشاعر الأستاذ خضر
كلّما قرأت لك إزددت إعجابا بما تكتب
تدهشني قدرتك على إجتراح المفردات من نفسها ، ورؤيتك الواضحة لما تريد أن تقول في قالب فنّي غني ساحر ، ظاهره البساطة ، وباطنه الإبهار
ما شاء الله

إياد عاطف حياتله
30/06/2007, 06:35 PM
أخي الحبيب الشاعر الأستاذ خضر
كلّما قرأت لك إزددت إعجابا بما تكتب
تدهشني قدرتك على إجتراح المفردات من نفسها ، ورؤيتك الواضحة لما تريد أن تقول في قالب فنّي غني ساحر ، ظاهره البساطة ، وباطنه الإبهار
ما شاء الله

لطفي منصور
30/06/2007, 07:37 PM
أخي الشاعر والناقد محمد أبو جحجوح ...... تحية
لقد غصت في أعماق أعماقنا ، وترجمت بتلك اللوحة الفنية الشعرية ما يعتمل في قلوبنا ...
فكانت جماليتك تلك مرآة لمايجري ....
مرآة جلاها الإبداع ونورها الإمتاع .....
تتعانق فيها الأحزان فتنثر أملا يتجدد ....
وتلقي بصيصا من نور يحمل إشعاعات توحي بمستقبل أفضل
إن شاء الله تعالى
أجدت .... وأبدعت .... وحلقت ...
لطفي منصور

لطفي منصور
30/06/2007, 07:37 PM
أخي الشاعر والناقد محمد أبو جحجوح ...... تحية
لقد غصت في أعماق أعماقنا ، وترجمت بتلك اللوحة الفنية الشعرية ما يعتمل في قلوبنا ...
فكانت جماليتك تلك مرآة لمايجري ....
مرآة جلاها الإبداع ونورها الإمتاع .....
تتعانق فيها الأحزان فتنثر أملا يتجدد ....
وتلقي بصيصا من نور يحمل إشعاعات توحي بمستقبل أفضل
إن شاء الله تعالى
أجدت .... وأبدعت .... وحلقت ...
لطفي منصور

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
07/07/2007, 12:59 PM
أخي العزيز عيسى عدوي
لحسن التذوق دور في ارتشاف الجمال
حضورك جميل
وتواجدك نسيم

دمت بخير وود

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
07/07/2007, 01:00 PM
أخي العزيز أبا عاطف
جمال نفسك نحلة ترتشف الرحيق
دمت بخير يا صديق

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
07/07/2007, 01:03 PM
أخي الشاعر الجميل لطفي منصور
مرورك نسيم عليل يتضوع بالشذى والإحساس
دمت بخير وود

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
10/07/2007, 11:49 PM
ويبقى الغزال الجريح جريحا ولكن يغني

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
14/07/2007, 10:09 AM
وماذا عليك وأنت تسوخ في قلب قوقعة لا ترى فيها إلا نفسك

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
02/08/2007, 04:18 PM
وماذا عليك؟!!

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
07/08/2007, 04:17 PM
لأنك أصغرُ مما ظننت
أقول : الغزالة سوف تحنّي يديها وتمضي .
وبعد سنينٍ ستكشف سر الحقيقه

أحمد الأقطش
08/08/2007, 03:23 AM
ويبقى السؤال الأخير قبيل الرحيل
شهيقا تردده النائحاتُ
صهيلا تردده العادياتُ
وماذا عليك؟
وماذا عليك؟

الشاعر الفاضل الأستاذ خضر محمد أبو جحجوح
أصبت سيدي ... وماذا عليك ؟
قصيدة تأخذنا إلى قلب الدوامة، فتـتوه خطواتنا حيرةً واضطراباً
فلا مكان الآن في ذلك الزمن للعزلان ...

تحياتي على هذه القصيدة
ولك خالص تقديري واعتزازي

سعيد نويضي
08/08/2007, 06:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...

الأستاذ الشاعر خضر...قصيدة الغزال الجريح...
هي قصيدة سؤال جوهري أكاد أقول في إشكالية الوجود...و ماذا عليك؟ و ما ذا عليك أن تفعل؟لأن الفعل هو الممارسة الواقعية لفكرة الحياة...و ماذا عليك أن تفعل بين قطيع من الشر؟ إذا كان الغزال يشكل الوقود و الزاد الذي يعيش من خلاله الشر...فسبحان الله ما كان للغزال أن يكون وديعا حتى يكون الذئب لئيما...
قصيدة الغزال الجريح...قصيدة الوطن الجريح الذي لا زال يحمل الأمل و الصبر و النصر إن شاء الله...
تحية صادقة...

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
09/08/2007, 02:12 PM
أخي الفاضل أحمد الأقطش
مرورك مشبع بعطر الروابي
ونسيم الصبا
دمت بخير وود

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
09/08/2007, 02:15 PM
أخي الفاضل Saad Saadani

مقاربتك لجو النص جميلة ومعبرة
مرورك تشريف
دمت بخير وود

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
28/09/2007, 10:37 AM
ويبقى الغزال الجريح طليقا يفتش عن سدرة يؤوب إليها بُعيد الرحيل الطويل.

الشاعر/ خضر محمد أبو جحجوح
23/01/2008, 05:30 PM
http://www.althakerah.net/inner.php?Level=5&Id=2885&list=0