المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فروسية سلمان رشدي وبرلمانية ايان حرزي علي



غالب ياسين
06/07/2007, 08:24 AM
الكثير منا يعرف جيدا من هو سلمان رشدي وكيف توصل هذا الأنتهازي الكبير ليصبح في واجهة الأعلام ويتسبب في أزمات دولية وأعمال شغب أمتدت لعدة أشهر في كثير من البلدان الأسلامية والغربية. وسلمان رشدي هذا كان شخصية مطمورة منذ ولادته سنة 1947 وحتي نشر قصته (أبناء منتصف الليل) سنة 1980 حيث كان يعمل في بيع الأعلانات في دار نشر هندية تدعي أوغلفي و ماثر. حيث بدأ كتابة القصص الخيالية وتفرغ للكتابة وفشلت قصته الأولي المسماة (جرايمس) فشلا ذريعا ولكن قصته أبناء منتصف الليل جلبت له الحظ بعد فوزه بجائزة الكتاب السنوي للقصة.
حاول رشدي بعدها أن يتوجه الي الكتابة السياسية ونشر كتابه (العار) مستغلا الغليان السياسي في الباكستان انذاك وأستعمل شخصية ذو الفقار علي بوتو وشخصية الجنرال ضياء الحق كمحورين رئيسيين لموضوع هذا الكتاب الذي لم يلاق هذا النجاح في الهند أو الباكستان في حين فاز بجائزة أحسن كتاب أجنبي الفرنسية. كانت الشهرة التي حصل عليها سلمان رشدي محدودة في نظره ومن خلال تفكيره الأنتهازي وتجربته في أستعمال أساليب الأثارة التي أكتسبها عن طريق بيع ونشر الأعلانات قرر أن يستغل ظروف الغليان الأسلامي وبداية توجهات التطرف الديني في كثير من البلدان الأسلامية وشعوره بأن الغرب والأوساط الأدبية المسيطر عليها من قبل النفوذ الصهيوني المعادي لكل ماهو عربي أو مسلم سيرحب بكل عمل ينال من الأنسان المسلم ومثله العليا.
وكانت ولادة قصته المشؤومة والمسماة الآيات الشيطانية سنة 1988 وحصل بعدها ماحصل من صدامات وفتاوي أودت بأرواح الكثيرين من الأبرياء وفرضت الحكومة البريطانية الحماية لهذا المشاغب فاقت كلفتها العشرة ملايين جنيه أسترليني وبنفس الوقت أنهالت الجوائز والمنح التقديرية لهذا المنشق الذي نال من كرامة الأمة عن طريق المساس بشخص الرسول الكريم وتسابقت المؤسسات الأعلامية الصهيونية بوضع الأوسمة التقديرية علي صدره وفي المقابل تمادي رشدي في معاداة الأمة الأسلامية بتصريحات تؤيد الحرب علي يوغسلافيا ومؤيدا للوزير جاك سترو في قضية الحجاب وموقف الحكومة الفرنسية من الحجاب حتي قال عنه الكاتب طارق علي بأنه ومن أمثاله من الكتاب من مؤججي الحروب.
هاجر سلمان رشدي من بريطانيا الي الولايات المتحدة ليقيم هناك وينعم بحماية الوسط الصهيوني المحتكر للأعلام الأمريكي والمؤيد لخط المعاداة للأسلام الذي تبناه رشدي ومن أمثاله.
كانت حياة رشدي خلال هذه الفترة مليئة بالتناقض وفشلت له أربع زيجات لكاتبات وممثلات محاولا أن يكسب شهرة أخري نتيجة الأرتباط بهن ولكن الحياة التي انتهجها جعلته طريدا مختبئا معظم الأحيان وبصورة مفاجئة قررت الحكومة البريطانية منحه لقب فارس قبل أيام قليلة بمبادرة لا يمكن تفسيرها الا بأنها عملية أستفزازية الغرض منها أثارة مشاعر المسلمين وتحفيز مواقف التطرف لتعليل تورط هذه الحكومة في حربها علي العراق.
الشخصية النسائية المشابهة لشخصية سلمان رشدي هي الصومالية ايان حرزي علي وايان هذه من مواليد مقاديشو 1969 وتصغر رشدي بأكثر من 22 عاما ولكنها تفوقه دهاء وحيلة.
تركت ايان الصومال بعمر صغير الي كينيا هاربة مع عائلتها وهناك التحقت بأحد المدارس الأسلامية السعودية حيث أبدت في صباها ميولا لحركة الأخوان المسلمين وبادرت بأرتداء الحجاب فوق زيها المدرسي حتي سنة 1992 حيث دبر لها والدها زيجة في كندا لغرض الحصول علي الفيزا الكندية وبدلا من الذهاب الي كندا قررت تقديم حق اللجوء السياسي في هولندا بعد أن كذبت ولفقت قصصا مختلقة عن عمرها ونشاطها السياسي وغيرها من الأكاذيب حيث حصلت بعدها علي حق اللجوء ومن ثم منحت الجنسية الهولندية بعد خمس سنوات وكانت ايان من أول المتحمسات للفتوي ضد كتاب سلمان رشدي الآيات الشيطانية وبدأت ايان حرزي علي بتعلم اللغة الهولندية والعمل كمترجمة ثم دخلت للدراسة في جامعة ليدن والأنخراط في النشاطات النسوية الخاصة بالأجانب ومن ثم تحولت ميولها الأسلامية الي توجهات يسارية وأنضمت الي حزب اليسار الديمقراطي لتحصل علي زمالة دراسية لتحضير الماجستير في العلوم السياسية من نفس الجامعة تحت أشراف أستاذها اليهودي رود كول.
بعد هذه المرحلة تمكنت حرزي علي بالأرتباط والتطلع علي كثير من التوجهات والقراءات العلمانية لتعلن ارتدادها عن الأسلام سنة 2002 بحجة أن المواقف الأحتفالية التي صاحبت أحداث 11 سبتمبر من قبل الجالية المسلمة في هولندا جعلتها تشمئز وترفض هذا الدين ومن هنا كان المنطلق في كتاباتها المناهضة للأسلام والعقيدة الأسلامية وفتحت وسائل الأعلام الصهيونية من صحف ومجلات ووسائل مرئية ومسموعة ذراعيها مادام الأسلام والمسلمين هم المستهدفون.
الدكتور علي الجواد
ABAljawad@aol.com
6