محمد صباح الحواصلي
03/11/2006, 10:35 AM
النداء
قصة قصيرة
محمد صباح الحواصلي
كنتُ أعبرُ المقبرة عندما سمعت نداءً جافاً أبح:
"أنتَ يا بني"
تلفَُّتُ حولي واستقرت عيناي على ضريح تهشمت شاهدته وتفتت صلصاله, وبينا كنت أتفرس به قال لي:
"هل لكَ أنْ تقتربَ مني؟"
تقدمت من القبر وسألته بنبرة لا تخلو من رهبة:
"أتريد مني شيئا؟"
"طبعا يا بني"
أطرق القبر حزينا وراعني أن حفرته مكشوفة, وتحيط به الأشواك وكان واضحا أنه قبر مهجور منذ أمد بعيد. تطامنْتُ برأسي قليلا لأرى جوفه فقال لي بصوت فانِ:
"إلامَ تنظرُ يا ولدي.. لم يبقَ مني إلا عظام تعيث بها الكلاب والأفاعي." ثم تنهد القبر بحسرة وقال:
"هل لك أن تسدي لي معروفا؟"
"لكَ ما تريد."
"أغلقْ قبري فلطالما عزَّ عليَّ أن تعبث الكلاب والأفاعي برفاتي, واصلح من أمر شاهدتي, وأبحث عن أولادي. قل لهم زوروا أباكم ولو مرة في السنة, وضعوا غصناً أخضر على شاهدته عله يبل أوار غربته."
وعلى التو أغلقتُ القبرَ, وأقتلعتُ الأشواكَ من حوله, وكم كنتُ سعيدا وأنا أقوم بهذه المهمة.
وفيما كنتُ أصلح من أمر شاهدته ذهلتُ عندما قرأتُ اسمي عليها!!
وألفيتني أنادي بقوة شاباً يبتعد عن قبري:
"لا تنسَ أن تبحثَ عن أولادي. قلْ لهم زوروا أباكم ولو مرة في السنة."
وعدت إلى رقادي الأبدي.
24 شباط 1987
قصة قصيرة
محمد صباح الحواصلي
كنتُ أعبرُ المقبرة عندما سمعت نداءً جافاً أبح:
"أنتَ يا بني"
تلفَُّتُ حولي واستقرت عيناي على ضريح تهشمت شاهدته وتفتت صلصاله, وبينا كنت أتفرس به قال لي:
"هل لكَ أنْ تقتربَ مني؟"
تقدمت من القبر وسألته بنبرة لا تخلو من رهبة:
"أتريد مني شيئا؟"
"طبعا يا بني"
أطرق القبر حزينا وراعني أن حفرته مكشوفة, وتحيط به الأشواك وكان واضحا أنه قبر مهجور منذ أمد بعيد. تطامنْتُ برأسي قليلا لأرى جوفه فقال لي بصوت فانِ:
"إلامَ تنظرُ يا ولدي.. لم يبقَ مني إلا عظام تعيث بها الكلاب والأفاعي." ثم تنهد القبر بحسرة وقال:
"هل لك أن تسدي لي معروفا؟"
"لكَ ما تريد."
"أغلقْ قبري فلطالما عزَّ عليَّ أن تعبث الكلاب والأفاعي برفاتي, واصلح من أمر شاهدتي, وأبحث عن أولادي. قل لهم زوروا أباكم ولو مرة في السنة, وضعوا غصناً أخضر على شاهدته عله يبل أوار غربته."
وعلى التو أغلقتُ القبرَ, وأقتلعتُ الأشواكَ من حوله, وكم كنتُ سعيدا وأنا أقوم بهذه المهمة.
وفيما كنتُ أصلح من أمر شاهدته ذهلتُ عندما قرأتُ اسمي عليها!!
وألفيتني أنادي بقوة شاباً يبتعد عن قبري:
"لا تنسَ أن تبحثَ عن أولادي. قلْ لهم زوروا أباكم ولو مرة في السنة."
وعدت إلى رقادي الأبدي.
24 شباط 1987