أرضَ الجنوب ِ أحبك ِ

[رائد ياسين شكري حرزالله]

أنظري بيروت
وافتح ِ ذراعيك ِ
فأنا من يحبك ِ
وتعلمت ُ منك ِ كيفَ يكونُ الصمودَ
فأنت ِ بيروت أم ُ الخلود.

فأرضك ِ ستلدُ مولدًا جديدًا
في أرض ِ الجنوب ِ
فعصافيرك ِ ستغردُ بالبارود ِ
وستلدُ البندقية ُ صاروخًا يعانقُ حيفا
ويقبل ُ يافا وفي غزة َ يكون الخلود
فافتحي ذراعيك ِ بيروت
وزغردي فمولودك ِ سيزفُ بالبارود ِ

فهناكَ حثالة ُ ُ من سلالة ِ الخنازير ِ
لا تعرفُ من هو الوليد
فعليُ ُ سيرجع ُ
فلقد اشتاقَ لأرض ِ الجنوب ِ

أحبك ِ بيروت
فرياحك ِ ستغيرُ الشرقَ الموعود
فالأميرة ُ هناك َ
تنتظرُ أن تغربَ عنها غيمة ُ الشؤم ِ
فعليُ ُ سيرجع ُ
فلقد اشتاقَ لأرض ِ الجنوب ِ

..............................

أين هي بندقيتك َ يا أخي ؟
أهي نائمة ُ ُ ؟
أم هي في غيبوبة ُ ُ ,
لا تعرفُ متى تستيقظ ُ منها ؟
أم أنها أتلفت .
من كثرة ِ الضرب ِ على أقدامها

فهناك َ ملايين البنادق ِ
مكبلة ُ ُ بالنار ِ والحديد ِ
فما عادت تذكرُ أنها بندقية ُ ُ
أم عصىلامرأة ً عجوز ً

أرضَ الجنوب ِ أحبك ِ
فوجهك ِ كالتفاحة ِ
وإن غيّمت فوق َ وجهك ِ غيمة ُ الشؤم ِ
فعليُ ُ سيرجع ُ
فلقد اشتاقَ لأرض ِ الجنوب ِ

فالعصافيرُ ستكلم ُ الذئاب َ
كلامًا غريبًا لم يكتبْ ,
في نوتة ِ عصفور ٍ
يعشق ُ النوم َ على الأشجار ِ

ولكنَ العصافيرَ ستشدو
من السماء ِ ومن تحت ِ الماء ِ
وستحيا الأرضُ بدم ِ الشهداء ِ
وستغني وردتي الجورية
فصوتها صوتُ الكروان ِ
فهي تعشقُ الحرية ْ
وتعشقُ صوتَ لبنان

فعليُ ُ سيرجع ُ
فلقد اشتاقَ لأرض ِ الجنوب ِ
حلق عاليًا أيها العصفور
فستكلم ُ الذئاب ْ.

وستعلمهم كيفَ يكون الموتُ
بين السهول ِ والوديان ِ
فهناكَ الحجرُ ينتظرُ
وأرملة ُ ُ تسكنُ في بيت ِ المقدس ِ
تنتظرُ عشاقَ الجنوب ِ

فالشرقُ سيضيء ُ بك َ عليُ ُ
فارجع فالصحابة ُ هناك َ
جميعًا في أرض ِ الجنوب ِ
فكلنا نحبك ِ يا أرضَ الجنوب ِ
ففيك ِ ستغني الجورية
أروع َ القصائد .


30/7/2006 م
رائد ياسين حرزالله

[هري عبدالرحيم]

الأخ رائد
مررت بقصيدتك ،وسأعود بتعليق.

[هري عبدالرحيم]

أعدت المرور على :أرض الجنوب أحبك
ليس كل ما يمليء البياض يعد أدبا،ففي المقام الأول ترتبط الكتابة بالإبداع،وهو يخاطب الوجدان ،يخاطب الجواني في الإنسان،بأسلوب تتشابك فيه متانة اللغة بجرس الموسيقى بقوة الكلمات،ومتى تم هذا التشابك ،آنئد يحق لنا القول أن ما بأيدينا يعد أدبا.
فإلى أي حد تحقق هذا في النص الّذي بين أيدينا؟
موضوع النص عن الجنوب(جنوب لبنان)،لكل منطقة جنوبها ،غير أن العربي بكثرة حبه للبنان أضحى يطلق الكلمة للتخصيص،فمن حيث اختيارُ الموضوع فهو اختيار موفق.
الأدوات التي استعملها الكاتب(الشاعر-السارد-الحاكي...)،هي أدوات مألوفة ،مما أصبغ على النص صبغة التقريرية{وتعلمت منك كيف يكون الصمود}...
الشاعر عليه أن يمتطي صهوة السبق بلغة غير المألوف وغير الجاهز،فإذا كان الحكي هو الأسلوب الطاغي ،تحول النص إلى سرد،وبهذا يدخل في باب النثر.
الشعر لغة،خاضعة لمقياس التصوير وقلب الجاهز،خاضعة للغة تعلو فوق اللغة،وهذا ما لم نلاحظه في النص.
الخطاب جاء مباشرا مما عقد عملية تصنيف النص:{أين هي بندقيتك يا أخي؟}
الشعر يعتمد الربط الفني ،قد لا نحتاج فيه لكثرة حروف العطف،نصنا هنا استهلك العطف حروفا وأكثرها "الفاء"،فالفاء تأتي للترتيب في اللغة التقريرية قد يعتمدها الشاعر بطريقة أخرى تحيل الربط إلى جمالية أسلوبية .
يبدأ النص ب:
{أنظري بيروت
وافتح ذراعيك}
فمن هو فاعل فعل افتح؟من هو المخاطب ؟من خلال القراء ة يتضح أن المخاطب هو بيروت،وعليه نقول افتحي وليس افتح رغم أن صاحب النص تعمد وضع حركة الجر تحت الفاء مما يفيد أن التمكن من اللغة فيه رأي.
كذلك:{لامرأةً عجوزً}اللام حرف جر يجر الإسم وعليه فإمرأة يجب أن تجر لا أن تنصب ،وعجوز نعت تابع لمنعوته امرأة يجب أن يجر،وحتى إن كان منصوبا فيجب أن يرسم هكذا:عجوزاً،فتحتان على الألف.
هناك حشو كان من اللازم الإستغناء عنه ،مثلا:{لا تعرف متى تستيقظ منها}منها هنا مفهومة من خلال السياق ولا حاجة لذكرها،والأمثلة هنا كثيرة.
الخطاب جاء مباشرا في مثل:{أين بندقيتك يا أخي؟}لاحظ لو غيرنا الخطاب واستعملنا نفس الكلمات هكذا:"أخي
أين بندقيتك؟"
سنلاحظ بعض التغيير في خفة المقطع.كذلك في مقطع :{وتعلمت منك كيف يكون الصمود}لو غيرنا بعض الشيء لخف الحمل:"منك تعلمت الصمود."
لاحظ المقطع الموالي:{فأرضك ستلد مولدا جديدا}،ما المقصود بالمولد؟المولد هو إسم مكان مشتق من الجذر (ولد)،فهل ستلد الأرض مكانا أم مولودا؟يبقى المقطع بدون معنى
يبقى الموضوع رائعة أفكاره،خاضعا لهندسة خطتها أنامل بعناية ،وذا حمولة وجدانية ستجعل القاريء يتعاطف مع النص روحيا،حبذا لو أعيدت صياغة المقاطع بتنميق آخر كي يعطي للقراءة نكهة أخرى.
تحية للشاعر وإلى نص آخر.