المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقـصـة الـكـلاب



محمد المهدي السقال
03/11/2006, 03:36 PM
رقصة الكلاب
محمد المهدي السقال

حين عرض عليها قصته الجديدة تحت نفس العنوان , استغربت اختياره ,
ليس لأن الكلاب لا تُعرف برقصة معينة, ولكن لأنه مازال متأثرا مثل كثير من قراء الستينيات من القرن الماضي , برواية " اللص والكلاب " لنجيب محفوظ .
حاول تبرير استعمال الكلاب في الجملة , بالأثر النفسي الذي يحدثه توظيف الاستعارة كما تعلمها في دروس البلاغة:
أنا نفسي لم أسمع برقصة مخصوصة للكلاب على الحقيقة , غير أن القارئ سيميز منذ الوهلة الأولى بين كلاب الوفاء وكلاب الغدر .
لم تبال بكلامه , لطالما حز في نفسها إصراره على مواصلة ما يسميه نقد وفضح كلاب هذا الزمان , و بقدر ما كانت حريصة على إبعاده عن رفاق الحزب الذين ظلوا رافضين لدعوة التوبة ,
بقدر ما كان مصرا على العيش بذاكرته ,
ألا ترى أن الخطوبة قد طال أمدها , متى سيجمعنا سقف واحد ؟
أمسك عن الرد عليها , وفي نفسه رغبة جامحة للإعلان أمامها , بأن القصة موضوع الحوار واقعية , وأنه عاش تفاصيلها الوقحة على مرأى ومسمع حضور تلك الحفلة المقيتة ,
كيف يشرح لها أنه كان في أسوأ وضع لا يتمناه حتى العدو لعدوه ؟
انشغلت عنه بالاستعداد للالتحاق بالكلية , فوجد مخرجا من سخريتها الباردة ,
ليـتها أدركت ما يعانيه بعد انتهاء كل يوم ,
يسلم رأسه للوسادة , فيغلي كالمرجل في دائرة مغلقة.
يتحدث عن الليلة الليلاء بين الكبار في حفل تكريم وزير ,
يقولون انتهت مدة توليته , ويقول انتهت مدة صلاحيته ,
لم تكن لتتاح له فرصة رؤية الوزراء بقدهم وقامتهم الحقيقيتين ,
لولا انتقالُه إلى العاصمة ,
بحثاً عن عمل كيفما كان , بعد أن ضاقت به السبل , وغُلِّقَت في وجهه كل احتمالات الوصول إلى وظيفة في الإدارة , عَقِبَ تخرُّجه بامتياز , من المعهد العالي للتدبير السياسي ,
وصل مبكرا ضمن عمال متعهد الحفلات ,
بعد ليلة معاناة مع التفكير في اتخاذ قرار , يحسم في القبول أو الرفض , استدعاه " المعلم " بنفسه , ليطلب منه الحضور باكرا ,
افْرَحْ أسِيدي , سيحصل لك شرف توزيع الشاي على الوزراء ,
وأضاف أنه قد وقع الاختيار عليه , اعتماداً على الهيئة التي يتمتع بها , طول وعرض و وسامة , ابتسم قبل أن يستدرك,
أريدك أنيقا أكثر من اللازم , أريد أن " تُـحَـمِّـرَ " لي وجهي بين السادة الوزراء ,
سيختار لك " عباس " ما يناسبك من اللباس , كي تبدو منسجما مع الجو.
كدت أسأله عما إذا كنت سأقوم بمهمة أخرى غير النادل الذي كنت , لولا أنني لجمت فمي اتقاء غضب " المعلم " ,
تذكرت أمي حين كانت تقول بأن فمي يأكلني , لا أطيق صبراً لمجرد التلميح , ناهيك عن التصريح ,
و أتعجب الآن كيف صرت أستطيع لجم فمي , خوفا من استشاطة " المعلم" ضدي ,
عانده النوم فاشتد به الأرق , وهو يتمنى لو يخلد لنومة عميقة تعفيه من الاستمرار في الانشغال بموعد الغد ,
نظر إلى بدلته اليومية ملتصقة بالجدار , وجه إليها أصبعه الأوسط , ثم ما لبث أن وجد نفسه يرد الأصبع إلى صدره,
تسمَّع في فضاء الغرفة الوحيدة في سطح العمارة , صوتا يتسلل من ثوب البدلة البنية :
على الأقل , معي كنت محتفظا بكرامتك , واستوقفه الحرف الأخير في مقدمة الحلق ,
كان يحدث نفسه بصوت مرتفع ,
حكى لي عن تلك الليلة و ما تلاها , فتفهمت كيف ظلت كل التفاصيل محفورة في ذاكرته ,
لم يكن يتصور يوما أن يكون ضحية عرض رخيص في حفل تكريم الوزير ,
وصل مبكرا ضمن شباب لم يسبق أن كانوا ضمن عمال المتعهد ,
هل كان أكبرهم سنا , من الصعب التمييز , لكن ما يميز المجوعة من سبعة أفراد , اشتراك في وسامة الوجوه ,
قال له " عباس " وهو يدعوه لقياس لباس اختاره له , بأن اللون الأخضر يناسب بشرة محياه , لكنه لم يفكر سوى في حرص المؤسسة على الظهور بما سيتناسب مع المقام ,
سيكون هناك الوزراء والكتاب العامون والولاة , و من يدري ؟
قد تحدث مفاجئات غير منتظرة , قالها " عباس " وهو يبتلع ريقه ,
طال انتظار لحظة بداية الاستقبال , بقي مسمرا في نفس المكان زهاء أربع ساعات ,
احتدت شدة الرغبة في الخروج ,
كيف يعلن عن حاجته الملحة للتبول , مع مَن سيتكلم ؟ اشتدت الحرقة أكثر ,
ذكر لي أنه قبل إطلاق سراحه بالصدفة , إذ هلَّ عليه " عباس " , ليذكره بالابتسام العريض للمدعويين ,
أن بعض القطرات كانت قد تحررت من سيطرته على الممر , فنزلت دافئة يحضنها قماش مخصوص ,
وبعد العودة تسمر أكثر من ثلاث ساعات , قبل أن يهل أول طالع بحاشيته ,
اصطنع الابتسامة المنصوح بها , تنبه إلى متابعة الزائر بعينيه , تفاصيل هيئته , كاد يضطرب , ود لو كان أمام مرآة , ليتأكد من حسن اصطناعه لتلك الابتسامة العريضة ,
وصل الثاني والثالث والرابع والخامس , يسبقهم إعلان ترحيب المكلف الأول بالاستقبال ,
كلهم نظروا إليه من نفس الزاوية ,
لكنهم كانوا يبتسمون له ,
عادت إليه ثقته بنفسه, فصار ينحني برأسه قليلا للاستجابة إلى ما يشبه التحية منهم ,
لو لم تمر هذه المرحلة بسلام , لربما كان قد وجد نفسه مطرودا ملوما محسورا , لكن الله ستر , فقد اختير من بين السبعة , ليكون ثالث فتيان التحرك داخل القاعة المغلقة ,
يالله , " حمروا لي وجهي " ,
وانسحب " المعلم " , يشير بيده اليمنى للتأكيد على حسن الانضباط للجو ,
أثارتني حركة الفتى الأول وهو يرد بالإيجاب على " المعلم " ,
كدت أضحك من حركاته الأنثوية متوازية مع إيقاع صوته الرخيم ,
لم أكن أعرف أنه هو نفسه من سيتولى الإشراف على توجيهنا بين الموائد ,
ذكر لي صاحبي , أنه لم ينتبه لشيء , إلا حين فاجأته كف ناعمة تمرر أناملها على مؤخرته ,
لم يستدر خلفه للتثبت من الحكاية , لكن دهدهة السيد الوزير تبعت خطوه ,
أحس بالمهانة القصوى حين أدرك الموقف الذي حشر فيه ,
كيف يبدي مقاومة ما ؟
رمق الفتى الأول بين رجلين يبادلانه الحديث كأنه منهم ,
ركز بصره للتحقق , بدا له الفتى كأنه يترنح بين الأيدي المداعبة ,
فجأة , رفع الستار عن فرقة موسيقية من خمسة أفراد معـصوبي العيون ,
كيف سيعزفون ؟
جاءه الرد سريعا بالشروع في تسوية الأوتار بين العود والكمان ,
لعلهم يتهيأون لعزف مقطوعة " الأطلس " , كان يعرفها بافتتاح دقة " البندير " مفردة ,
انتهى توزيع الكؤوس التي لم يمسسها شاي , وفي نفسي سؤال عن السوائل التي سيتناولها الحضور الكريم , الأكواب معلومة ,
قطع حبل تفكيره الفتى الأول , وهو يمد إليه قنينة " الويسكي " :
أنتَ ستتكلف بالخدر على يسار الفرقة ,
انتبه , كن خفيف الرأس , هاوِدِ الضيوف الكرام , سايِرْهُمْ في نشاطهم , من يدري ؟
ربما تحظى بالقبول والرضاء , فتفتح لك ليلة القدر,
صعدتُ تنهيدة عميقة ,
امتزجت فيها رغبة في الضحك مرة أخرى من هذا الجسد المخنث في هيئة رجل , برهبة من توجس السوء به في هذا الحفل الموقر , لقد وقعت ,
وذكر لي صاحبي كيف مرت عليه لحظات احتمال تفاهات أحد الشخصيات المرموقة في البلد ,
ود لو أن الأرض ابتلعته , لئلا يتذكر كيف تركه يداعبه من الخلف ,
في البداية , وجد تبريرا في حالة السكر ,
فقد جرت العادة أن يفقد الشارب المنتشي صوابه , ليأتي ما لا يحتمل , لكنه في النهاية , أيقن أنه وسط شواذ بامتياز ,
قال لي بأنه إلى حد الآن , لا يعرف الفاعل من المفعول , ا
بتسمت لروايته , لم تنفعكَ حصيلة القواعد , رغم أنك حصلت فيها على شهادة الإجازة ,
بقي صاحبي جديا في حكيه عن تلك الليلة , وأضاف ,
كانوا يتقنون رقصة الكلاب
.
محمد المهدي السقال
المغرب

مصطفى لغتيري
05/11/2006, 01:09 AM
هي رقصة- بدون شك -تكشف الكثير..
هل يمكن تصنيفها ضمن الواقعية الانتقادية؟..
هل هي كتابة تستلهم فن الكاريكاتير ؟..
هي جميلة وكفى ،ولتذهب كل التصنيفات إلى الجحيم.
مع أجمل التحايا .

محمد المهدي السقال
05/11/2006, 11:46 PM
هي رقصة- بدون شك -تكشف الكثير..
هل يمكن تصنيفها ضمن الواقعية الانتقادية؟..
هل هي كتابة تستلهم فن الكاريكاتير ؟..
هي جميلة وكفى ،ولتذهب كل التصنيفات إلى الجحيم.
مع أجمل التحايا .
أخي مصطفى لغتيري

كم سررت لقراءتك , وسرني أكثر قولك :

هي جميلة وكفى ،ولتذهب كل التصنيفات إلى الجحيم ....

لأن شهادة مصطفى لغتيري مبدعا , تعني الكثير بالنسبة إلي , وهو الذي يتوق :

" إلى تخلص بعض الكتاب من ترددهم للمساهمة في إغناء هذا النوع من الكتابة " .

أخي مصطفى ,

لقد مر الآن ربع قرن على نشري لأول نص سردي بعنوان : " السيد المفتش " ,

غير أني لم أشعر بأنني كتبت النص الذي أحلم به ,

وكنت باستمرار , أردد بيني وبين نفسي كلماتك في صمت : " لتذهب كل التصنيفات إلى الجحيم "

بمثل قراءتك , يمكن استعادة الثقة في إمكانية الفعل من خلال المتن السردي القصير.

إنها شهادة أعتز بها .

تحياتي

محمد المهدي السقال

الشربيني المهندس
06/11/2006, 09:36 PM
استاذنا محمد المهدي
عنوان يستحق التقدير
ونعود سريعا للنص
عند قراءة نص ادبي والاندماج اوافق امبرطورنا بذهاب التصنيفات الي ماوراء البحار فانا اكره الجحيم
ولكن مع الراوي والصديق وحديث البدلة و الاستهلال بقصة بنفس العنوان و... تذكرت
تذكرت أمي حين كانت تقول بأن فمي يأكلني , لا أطيق صبراً لمجرد التلميح , ناهيك عن التصريح ..
ودمتم

محمد المهدي السقال
06/11/2006, 10:39 PM
استاذنا محمد المهدي
عنوان يستحق التقدير
ونعود سريعا للنص
عند قراءة نص ادبي والاندماج اوافق امبرطورنا بذهاب التصنيفات الي ماوراء البحار فانا اكره الجحيم
ولكن مع الراوي والصديق وحديث البدلة و الاستهلال بقصة بنفس العنوان و... تذكرت
تذكرت أمي حين كانت تقول بأن فمي يأكلني , لا أطيق صبراً لمجرد التلميح , ناهيك عن التصريح ..
ودمتم

أخي
الشربيني المهندس

تحياتي

باستمرار أقول :

إنما أحاول تجريب بناء سردي ,

يستجيب لحاجتي إلى شكل ,

أرتضيه للتعبير عن رؤية فنية للوجود .

أخوك
محمد المهدي السقال

محمد المهدي السقال
14/01/2007, 02:42 AM
Le bal des clebs


Texte de Mohamed Mehdi SIKAL
Traduction de Mustapha KOUARA


Il lisait à l’intention de sa promise sa nouvelle histoire qu’il venait d’écrire. Le titre semblait particulièrement la rebuter non parce que les chiens n’ont pas une danse particulière, mais parce qu’elle lisait par-delà l’épaisseur des mots l’influence de l’oeuvre de Naguib Mahfûz « Le Voleur et les Chiens » sur la plupart des lecteurs des années soixante du siècle dernier. Pour sa défense, il invoquait l’effet psychologique de la métaphore tel qu’il l’avait appris dans les cours des figures de rhétoriques :
- A vrai dire, je n’ai jamais entendu parler d’une danse des clebs, mais le lecteur éclairé en saisira toute la portée. Il est à même de faire la différence entre la fidélité des canidés et leur scélératesse.

Elle semblait n’avoir aucune oreille à ce qu’il disait. Autant elle, elle tenait à l’éloigner de ses camarades opposés à l’appel au repentir, autant lui, il s’obstinait à vivre avec sa mémoire :
- اa fait bien une éternité que nous sommes fiancés ! Ne vois-tu pas qu’il est temps de songer à avoir un toit pour nous deux ?

Ces questions demeurèrent sans réponse. ہ vrai dire, il lui tenait à coeur de la convaincre quant à l’authenticité du sujet de la nouvelle histoire. C’était sa propre histoire ! Il l’avait vécue dans toutes ses péripéties au vu et au su des honorables invités à cette maudite fête. Comment lui expliquer le sort qu’il avait à subir et que même un ennemi ne saurait souhaiter à son ennemi ?

Elle s’empressa de partir à la faculté. Son départ lui offrit l’aubaine de se retrouver momentanément avec lui-même, loin des allusions sardoniques. Ah ! si elle pouvait deviner ce qu’il endurait chaque jour !... Il abandonnait sa tête à l’oreiller. Il bouillonnait comme un chaudron et se sentait pris dans un cercle fermé. Il parlait de cette nuit funeste passées dans le milieu des « grands », lors d’une cérémonie d’adieu en l’honneur d’une personnalité éminente dont le mandat, disait-on, s’était expiré comme s’expire la date d’utilisation d’un produit. Jamais l’occasion de voir de près les éminents ministres ne se serait présentée à lui s’il ne s’était pas rendu par la force des choses à la capitale. Toutes les voies d’accès à un emploi administratif lui avaient été barrées. Pourtant, C’était l’un des meilleurs lauréats de l’Institut Supérieur de Gestion Politique. Il passait une nuit des plus longues et des plus tourmentées à cogiter sur le parti à prendre pour le lendemain. Fallait-il oui ou non y aller ?

Il arrivait très tôt en même temps que les employés d’un traiteur. Il était beau de visage et il avait de la ligne. Le maître de cérémonie en personne l’avait invité et l’avait désigné pour cette tâche ingrate de servir du thé aux honorables conviés. Il lui dit que tout était à son honneur de servir le thé aux ministres avant d’ajouter en arborant un sourire :
- Je voudrais que ta mise soit dûment soignée. Circonstances exigent ! Abbès prendra en charge de te trouver les vêtements à la mesure de l’événement. Alors ne me fais pas rougir le visage.

Il allait lui demander s’il ne pouvait lui confier une tâche autre que celle de serveur. Il remuait à peine les lèvres lorsqu’il se rappela les paroles de sa mère qui lui conseillait souvent de ne pas lâcher bride à sa langue qui le démangeait. En effet, il ne pouvait la tenir quand il s’agissait de parler à demi-mot ou encore moins de faire des révélations. Il ne pouvait cacher son étonnement à l’idée que maintenant sa bouche était bâillonnée par la crainte de voir se déchaîner sur lui toute la colère du maître de cérémonie.

Il avait peine à dormir. Il pâtissait de l’insomnie à force de penser. Il désirait tant sombrer dans un sommeil profond afin de ne plus songer au rendez-vous du lendemain. Il redressa son médius et le pointa vers sa tenue quotidienne accrochée au mur. Il ne tarda pas à le voir pointé vers sa poitrine. Une voix se faisait entendre dans la seule pièce de la terrasse de l’immeuble ; elle provenait de la tenue :
- Avec moi au moins, ta dignité était sauve.
La dernière lettre lui restait de travers dans la partie postérieure de son gosier. Il soliloquait à haute voix.

Il me révéla tout sur cette nuit. Je saisis en l’écoutant que tous les faits, aux moindres détails près, étaient à jamais gravés dans sa mémoire. Il ne s’était jamais imaginé qu’il pouvait céder, à son grand dam, même lors de cette cérémonie d’adieu d’une personnalité éminente. Il arriva très tôt en même temps que des jeunes qui ne faisaient pas partie auparavant de l’équipe du traiteur. Etait-il plus âgé qu’eux ? Difficile de les distinguer par l’âge. Ce qu’ils avaient pourtant en commun, c’était la grâce de leur visage. Abbès lui dit d’essayer un costume qu’il lui avait choisi. La couleur verte allait à merveille avec le teint de son visage ! En réalité, Abbès n’avait en tête que ce qui pouvait convenir à la circonstance.
- Il y aura des ministres, des secrétaires généraux et d’autres hauts fonctionnaires. Qui sait ? Une surprise n’était pas à écarter, disait-il tout en avalant la salive.

Les invités tardaient à venir. Ils se plaisaient à se faire interminablement attendre. Cloué au même endroit pendant plus de quatre heures, mon ami éprouvait le besoin pressant de vider sa vessie pleine à éclater. Comment déclarer ce besoin urgent? A qui s’adressait-il ? Plus se prolongeait l’attente, plus s’aiguisait la douleur.

Le hasard fait bien parfois les choses !... Abbés fit une irruption éclair pour le mettre au courant des formes à observer lors de la réception des invités. Mon ami avait du mal à retenir les quelques gouttes qui parvenaient à glisser à travers le canal et venaient se déposer pour mouiller l’étoffe revêche de sa culotte. Au retour, il se vit encore une fois contraint à rester cloué plus de trois heures avant que n’apparût le premier arrivant qui avait à sa suite de nombreuses personnes. Il ébaucha un large sourire et sentit se poser sur lui le regard de la personne qui l’examinait des pieds en cap. Il tremblait de peur de décevoir. Il aimerait bien se mettre devant une glace pour voir quel air prenait son sourire sous le fard de la complaisance. Puis arrivaient tour à tour le deuxième, le troisième, le quatrième, le cinquième… Tous l’avaient regardé d’un même point de vue ; tout le monde lui lançait un sourire. Il reprenait confiance en lui-même. Il inclinait chaque fois la tête pour répondre à quelque chose qui ressemblait à un salut. Par bonheur, il s’en était tiré brillamment de l’épreuve. Autrement, il se serait vu renvoyé, chapitré. Et il s’en serait mordu le doigt. Mais ce jour-là, il avait toute la faveur de la Providence. Des sept jeunes, trois seulement furent choisis pour servir dans la grande salle privée. Mon ami ne se doutait de rien quand une main aux doigts caressants passait dans la raie de son derrière. Il ne s’était pas retourné pour comprendre ce qui s’était passé. Mais il vit en se retournant monsieur le ministre qui le suivait d’un bon pied. Il sentait une sueur froide dans le dos. Jamais il ne se sentait si offensé, la colère rongeait ses tripes. Mais il ne savait comment réagir. Fallait-il répliquer à l’offense et crier au scandale ? Soudain, il aperçut le premier des jeunes entre deux hommes qui lui parlaient comme s’il avait été l’un d’eux. Il ouvrait grands les yeux pour mieux observer. Le jeune lui paraissait ballotter entre ces mains qui le cajolaient.

Quelques instants plus tard, un rideau se leva ; on vit un orchestre aux yeux bandés. Comment allaient-ils jouer ? La réponse ne tardait pas à venir. On commençait par accorder les instruments, violon et luth. Ils se préparaient à attaquer une chanson de « l’Atlas ». Il reconnaissait le morceau au premier coup d’ouverture du bendir. Les verres ont été distribués sans qu’aucune goutte de thé ne fût versée. Il se posait la question de savoir quelle boisson prendraient les honorables invités. Le fil de sa pensée fut coupé court par le geste du premier jeune qui tendait sa main vers une bouteille de whisky. Une voix devenue familière lui lança :
- Toi, tu serviras de l’autre côté, à gauche de l’orchestre. Sois très attentif, lumineux et surtout aimable avec les honorables hôtes. Qui sait ? La chance pourrait te sourire. Il est même possible que tu entres dans les bonnes grâces d’une main qui t’ouvrira la voie vers un bel avenir.

Il poussa un soupir très profond entremêlé d’une envie de rire de ce corps d’homme efféminé. Il avait peur qu’on le jugeât mal dans cette fête honorable. Malgré tout, il céda.

Il me confia qu’il avait passé des moments horribles où il devait sans relâche supporter les harcèlements d’un personnage extravagant, mais des plus notables du pays. Il aurait aimé que la terre l’engloutît que de parler de ces moments où il se laissait cajoler le derrière. Au début, il expliquait cela par l’effet de l’alcool, car d’ordinaire ceux qui sont ivres perdent complètement leur lucidité. Il faut toujours s’attendre au pire avec eux ! Il découvrit finalement qu’il avait affaire à une bande de pervers. Dans la confusion orgiaque, il lui était difficile de savoir qui baisait qui. J’esquissai un sourire à la fin de son récit en disant : malgré toute l’éminence de ton savoir qui t’a permis d’avoir ta licence, on t’a eu !

Je l’interrompis sans même lui laissant le temps d’achever l’histoire de cette maudite soirée. Et avec tout le sérieux et en hochant la tête, il ajouta pourtant:
- Tu sais ? Dans un bal de clebs, les dogues deviennent les virtuoses de danse exécutée au plus haut degré de perfection.

Texte de Mohamed Mehdi SIKAL
Traduction de Mustapha KOUARA

محمد تامالت
18/03/2007, 11:32 PM
Merci bien pour la traduction

عبدالرحمن الجميعان
19/03/2007, 12:01 PM
استاذي محمد السقال،
لا ننكر قدرتك الفائقة والمتميزة على القص، وعلى السرد، وتحرير الألفاظ لتصنع منها لوحة فنية رائعة تجذب الانتباه، تلك ميزة لا نملك إلا أن نعترف لك بها..
لكن هناك بعض الأمور التي تزعج القاريء في القراءة، ولا تخدم القصة، منها اطالة السرد بحشو لا يفيد، والاطالة فيه بغية شيء هو في نفس السارد قد يكونن ولكن يملل القاريء..ثم الانتقال من قصة إلى اخرى داخل المساحة السردية، وإن كان هناك ارتباط بينها..مثل البداية في القصة ثم الانتقال إلى رقصة الكلاب وقصتها، مع أنه كان بالامكان الانتقال إلى القصة موضوع العنوان وكفى دون التعرجات والتموجات التي تصيب القاري ء بشيء من التشتت وعدم الربط...

محمد المهدي السقال
19/03/2007, 03:39 PM
استاذي محمد السقال،
لا ننكر قدرتك الفائقة والمتميزة على القص، وعلى السرد، وتحرير الألفاظ لتصنع منها لوحة فنية رائعة تجذب الانتباه، تلك ميزة لا نملك إلا أن نعترف لك بها..
لكن هناك بعض الأمور التي تزعج القاريء في القراءة، ولا تخدم القصة، منها اطالة السرد بحشو لا يفيد، والاطالة فيه بغية شيء هو في نفس السارد قد يكونن ولكن يملل القاريء..ثم الانتقال من قصة إلى اخرى داخل المساحة السردية، وإن كان هناك ارتباط بينها..مثل البداية في القصة ثم الانتقال إلى رقصة الكلاب وقصتها، مع أنه كان بالامكان الانتقال إلى القصة موضوع العنوان وكفى دون التعرجات والتموجات التي تصيب القاري ء بشيء من التشتت وعدم الربط...



**
أخي

عبدالرحمن الجميعان

في البداية ,
أعبر لك عن امتناني لكلمتك الطيبة في حق النص السردي الذي أكتبه ,
رغم ما تلاحظه عليّ من إطالة قد يملها القارئ ,
وسأكون صادقا معك ,
في تبرير موقفي من بنية المتن السردي في القصة القصيرة خاصة ,
ذلك أن الأمر يتعلق بمحاولة تجريب كتابة سردية ,
تستفيد من التناص و كسر ما يسمى بالتعاقب في الزمان ارتباطا بوحدة المكان في اللحظة واللقطة المفردة ,
أحيانا أجد في استطرادات الجاحظ أسلوبا متميزا بالسبق إلى ما صار يصطلح عليه اليوم بالتناص ,
مع اختلاف في الرؤية والتوظيف ,
لأن عملية الحكي عما وقع أو ما يمكن أن يقع ,
لا تحمل بالضرورة بعدا إخباريا ,
يصح في تأويله احتمال التصديق أو التكذيب ,
و بالتالي ,
فالسارد ,
إنما يسعى إلى تصوير وتقديم المادة السردية ,
من زاوية رؤيته الخاصة ,
ليس على أساس مسارها التطوري فحسب,
ولكن على خلفية ما يمكن أن تثيره من جوانب وموضوعات ,
قد تبدو مشوشة , حتى لا أقول فقط مملة ,

تحياتي وتقديري لقراءتك

محمد المهدي السقال

سعيد أبو نعسة
01/04/2007, 11:46 AM
أخي الكريم
وجدتني أمان فسيقساء رائعة الألوان مشاهدها محكية بدقة تستدر الحرقة و التأفف من واقع أليم لا تنفع معه إلا السخرية السوداء و إلا إشهار الإصبع الوسطى .
سعيد بالتعرف إلى هذا القلم المعطاء

محمد المهدي السقال
04/04/2007, 10:55 PM
أخي الكريم
وجدتني أمان فسيقساء رائعة الألوان مشاهدها محكية بدقة تستدر الحرقة و التأفف من واقع أليم لا تنفع معه إلا السخرية السوداء و إلا إشهار الإصبع الوسطى .
سعيد بالتعرف إلى هذا القلم المعطاء




المبدع والناقد
سعيد أبو نعسة

سعدت بكلمتك الطيبة ،
لأنها صادرة عن مبدع يكابد هواجس الكتابة في زمن يموت فيه النص قبل أن يولد ، رغم عسر المخاض .
أنا الأسعد بالتواصل معك أخي سعيد .
محمد المهدي السقال

محمد المهدي السقال
04/04/2007, 10:55 PM
أخي الكريم
وجدتني أمان فسيقساء رائعة الألوان مشاهدها محكية بدقة تستدر الحرقة و التأفف من واقع أليم لا تنفع معه إلا السخرية السوداء و إلا إشهار الإصبع الوسطى .
سعيد بالتعرف إلى هذا القلم المعطاء




المبدع والناقد
سعيد أبو نعسة

سعدت بكلمتك الطيبة ،
لأنها صادرة عن مبدع يكابد هواجس الكتابة في زمن يموت فيه النص قبل أن يولد ، رغم عسر المخاض .
أنا الأسعد بالتواصل معك أخي سعيد .
محمد المهدي السقال