المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكايات جدتي محفوظة " من قصص الأمثال " 4 ـ القط التائب



الشربينى خطاب
12/07/2007, 07:48 AM
حكايات جدتي محفوظة

"من قصص الأمثال "

4 ـ القط التائب

زعموا أن قط بدين ، غافل الحراس وقفز علي المسرح المعد للاحتفال بعيد جلوس ملك الغابة علي العرش ، أعلن علي الملأ توبته عن سرقة الطعام من الأوكار وأعشاش العصافير ، سيصوم عن أكل اللحوم والأسماك طوال رحلة الحج هذا العام ، قبل أن يطرده الحراس ، دعا الحاضرين لحفل ساهر في خرابة مهجورة بالغابة ، سوف تذيعه قناة فضائية علي الهواء مباشرة 000!!
أقام سرادق للوداع واستقبل فيه وفود الحيوانات بوجه بشوش ، تمنوا له العودة بالسلامة ثم سألوه بإلحاح أن يدعوا لهم بالصلاح والهداية ، وألا ينسي الهدايا 00!!
لم تحضر وفود الفئران حفل الوداع ولم ترسل مندوباً عنها لعدم ثقتها في القط الماكر ، كظم غيظه
و أصرَّها القط في نفسه ، لم يبح لأحد بما يجول بخاطره 00
جمع القط من أصناف الزاد ما خلا من اللحوم ، أكتفي بطعام نباتي جاف وقرب من الماء القراح ، الطعام لا يسمن ولا يغني من جوع 00
امتطي الفار جمل أعور ، عليه هودج مزين بستائر حريرية خضراء ، يقود من فوقه قافلة الإبل المتجهة إلي الأراضي المقدسة ، تزف القافلة طيور الغابة ، تشدوا بالغناء علي دقات أرجل الحيوانات التي تشبه دقات الدفوف ، ترقص القرود علي جانبي الطريق ، ترفع من علي ظهور الخيل رايات وبيارق بألوان الطيف 000
شقت القافلة صحراء قاسية ترسل شمسها نيران محرقة ، تستغرق الرحلة ثلاث شهور ومثلهم للعودة
تداعب القط الأماني في أن تقبل توبته ، شحب لونه وأصابه الهزال ، غارت عيناه وبرزت عظام الخد والضلوع ، سقط شعر رأسه وحواجبه وتدلت شواربه ، من يراه لا يكاد يعرفه 000
ذاع الهدهد خبر عودة القط من رحلته المباركة ، هرعت الطيور لاستقباله بالغناء ، نعق الغراب فرحاً في الغابة أن القط عاد من رحلة الحج وعليه مهابة 0000
صعد الحاج علي المسرح المعد لاستقباله مرتدياَ جلبابا أبيض وشال وعقال ، علي كتفيه عباءة خضراء مطرزة بخيوط ذهبية ، يحمل مسبحة طولها سبعة أمتار , يوزع البركات وأعواد البخور الهندي ذات اليمين وذات الشمال ، يتلقى تهاني الوفود مبتسماً ابتسامة بلهاء ، كلهم يلتمسون منه البركة قبل أن تدنسه معاصي طباعه ، يدعون له بالقبول وثبات الإيمان ويتمنون له تكرار الزيارة في العام القادم 0
تخرج الوفود محلة بالهدايا ، تمر علي الفئران المختبئة في الشقوق ، تطل غير مصدقة أن القط
صدق في توبته ، 00
عقدت شيوخ الفئران جلسة للتشاور في أمر هذا لقط المكار ، ماذا تفعل حياله ؟ هل تاب وأناب أم طبعه غلاَّب ؟
استقر الرأي علي اختيار فأر فدائي ، ينوب عنهم في تقديم التهاني ، إن عاد سالماً صدقنا القط فيما زعم ،و إن التهمه ، يفتضح أمر توبته وتنكشف حيلته علي الملأ 00
تقدم الفأر المسكين صوب باب السرادق ذائق العينين ، يقدم رجل و يؤخر الأخرى ، طل برأسه داخل الحفلة ، رأي الجالسون علي المقاعد يحتسون القهوة والقرفة ويتمايلون طرباً علي صوت
المنشد ، يجلس الحاج وحده علي المنصة ، يوزع ابتساماته علي الحاضرين دون أن تظهر أنيابه
انتهزها الفأر فرصة وخاطبه بشجاعة
: حمد الله علي السلامة يا حاج 000
سكت المنشد وخيم علي السرادق صمت رهيب ، التفت الأعناق صوب مصدر الصوت ، عادت للقط هيبته ، وقف علي رجليه الخلفية متحفزاً ، تجمعت في عضلاته فجأة شهوته للحم الفئران ، دفعته بقوة دون تفكير إلي القفز لصيد طعامه اللذيذ ، تخطت مخالبه موقع الفأر بمسافة بعيدة ، أطلق المذعور ساقيه للريح غير مصدق أنه نجا من مخالب الحاج بأعجوبة 00!!
انحسر عن رأس القط الشال والوقار وتفرقت حبات مسبحته في أركان السرادق ، بدت للوفود ملامح وجهه الحقيقية ، توجسوا خيفة 00
داعبهم القط مازحاً : " الظاهر اللِّي فينا فينا 00 مهما حاجينا وجينا "
ظل الفأر يلهث في جحره بعض الوقت ، تكالب عليه رفاقه يسألونه بإلحاح
: هل تاب القط واناب أم عاد إلي طبعه القديم
ينظر إليهم وهو في حالة ذهول ، أصابته لوثه ونوبة هذيان , ظل يردد
: "القط بعد ما حاج خطوته وسعت قوي " "القط بعد ما حاج خطوته وسعت قوي "
ثم أغشي عليه ، صبوا علي رأسه ذنوباً من الماء ، لما أفاق أعادوا علية السؤال قبل أن يغشي عليه مرة ثانية قال : عندما تروا مخالبه سوف تعرفون الإجابة
الشربيني خطاب

ابراهيم عبد المعطى داود
12/07/2007, 02:16 PM
الطبع يا عزيزى يغلب التطبع
وتذكرت أبيات جميله لأمير الشعراء أحمد شوقى يقول فيها :
برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا
ومشى فى ألأرض يهدى ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله إله العالمينا
إجعلوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
فعرض ألأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
تبسم الديك ضاحكا وقال
مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا
وأعتذر اذا كان فى النص خطأ ما حيث أننى أحفظه منذ أكثر من أربعين عاما 00
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

الشربينى خطاب
25/08/2007, 02:41 PM
الطبع يا عزيزى يغلب التطبع
وتذكرت أبيات جميله لأمير الشعراء أحمد شوقى يقول فيها :
برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا
ومشى فى ألأرض يهدى ويسب الماكرينا
ويقول الحمد لله إله العالمينا
إجعلوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
فعرض ألأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
تبسم الديك ضاحكا وقال
مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا
وأعتذر اذا كان فى النص خطأ ما حيث أننى أحفظه منذ أكثر من أربعين عاما 00
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

الأستاذ الفاضل / إبراهيم عبد المعطي إبراهيم
أشكر تواصلك مع النص
وتذكرتنا بتحذيرات السابقون
علي لسان الحيون وكأن القط يقول :
رحُنْا نحجْ ونتوب
رجعنا بزكايب زنوب
خالص شكري وتقديري