المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابتسامة



عبد الحميد الغرباوي
13/07/2007, 08:37 PM
ابتسامة
http://www.musee-elise-rieuf.org/images/jeune_femme_brune_grande.jpg
لوحة على حائط رمادي،
في غرفة رمادية مهملة..
اللوحة، ذات إطار من خشب رقيق ، عتيق، أسود...
يتوسط اللوحة رسم لامرأة ربيعية الملامح...
و خلفها فرس جموح بيضاء...
اللوحة فقيرة الألوان، لكنها منجزة بإتقان..
لعل راسمها فنان..
مجهول..
عابر سبيل...
بوهيمي فقير..
أدواته: فرشاة واحدة متآكلة الشعر، وأنابيب صباغة شبه فارغة...
المرأة/ اللوحة..
عيناها الباسمتان، الحالمتان، المتألقتان، في عيني العجوز ..
العجوز الممددة على سرير واطئ..
قبالة الحائط...
ابتسمت العجوز للمرأة / اللوحة..
ابتسمت لها و هي تستعد للرحيل...

حسام الدين نوالي
13/07/2007, 09:11 PM
السيد عبد الحميد..
ربما هذه أول مرة أقرأ لك فيها قصة قصيرة جدا، هي قصة تمتح من المرآة عملها.
مرآة مع ما فيها من كذب، تحمل الكثير من الصدق..
أليس هكذا يأتي الموت دائما: فقيرا ومنجزا بإتقان؟
هذا حوار أول مع النص..

محمد فؤاد منصور
13/07/2007, 11:52 PM
الأستاذ المبدع عبد الحميد
السر فى الإبتسامة ، المرأة العجوز تستعد للرحيل ،تركز فى عينى الفتاة المرسومة على اللوحة وهى تشع حيوية ونضارة وكذلك الفرس الجموح فى الخلفية وتبتسم لأنها تذكرت أن ماتراه لايدوم إلا فى خطوط مرسومة أما فى الحقيقة فإن كل شئ إلى زوال ،ذلك هو قانون الحياة الذى لايتغير.كل شئ هالك إلا وجهه.
كلمات بسيطة لكنها محملة بمعانٍِ جمة. تقبل تحياتى.
دكتور / محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

فيصل الزوايدي
14/07/2007, 01:28 AM
أخ عبد الحميد الغرباوي في النص ايحائية عالية تفتحه على قراءات متعددة و تلك بعض اسرار نجاح القصة ..
مع كل الود

عبد الحميد الغرباوي
15/07/2007, 10:41 AM
ربما هذه أول مرة أقرأ لك فيها قصة قصيرة جدا، هي قصة تمتح من المرآة عملها.
مرآة مع ما فيها من كذب، تحمل الكثير من الصدق..
أليس هكذا يأتي الموت دائما: فقيرا ومنجزا بإتقان؟
هذا حوار أول مع النص../ حسام الدين نوالي
أحسنت أخي بتثبيت صورتك، هكذا نعرف أكثر مع من نتحدث،...
مناوشتي للقصة القصيرة جدا قديمة نسبيا، إلا أني لازلت أتعامل معها بنوع من الحيطة و الحذر...
أجل يًقال إن الكاتب كاذب حتى إشعار آخر، و إن كل كتابة قصصية هي كذبة فنية جميلة، فأين هي إذن،من الواقع؟ علما أن بعض الكتاب يصفون نصوصهم بقولهم: هذه قصة واقعية..أما عن الموت فتلك قصة آخرى...
مودتي

كامل عويد العامري
15/07/2007, 07:02 PM
أخي عبد الحميد
أتابعك منذ زمن .....
في هذه القصة القصيرة جدا أختصار شديد
للحياة ، من خلال الموت ، ولكن عبر حوار الأنسان الأزلي
مع الحياة ،
هنالك رموز حقيقية ، الفرس الجموح كخلفية للوحة ، كخلفية لعنفوان
الحياة الآيلة الى زوال ، فمن منا يستطيع مقاومة الموت ؟
هذا هو سؤال الوجود ؟
المرأة الممدة التي تستعد للرحيل ، واللوحة قبالتها هما لوحة واحدة ،
وهذا مايعطي للقصة ( واقعيتها ) .
هذه أول كلمة لقراءة عجلة ، ربما
اتمنى لك التوفيق في أسئلة أخرى
http://www.poetasdelmundo.com/news/photos/Kamel_Al_Amiri%20120.jpg
الأديب كامل عويد العامري

سعيد أبو نعسة
16/07/2007, 03:26 PM
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
في كلمات معدودات اختصرت ذكريات الشباب التي مرت بخاطر المرأة العجوز و هي تقارن نفسها بالمرأة اللوحة مع كل ما توحيه الفرس للعجوز من قوة الشباب و نضارته وفرحه و ملذاته و شهواته و كان الأروع هو الخاتمة : ابتسمت لها و هي تستعد للرحيل
هذا الرحيل المفتوح على عدة احتمالات
هدوء الفنان بادٍ بوضوح في ثنايا الحروف
دمت مبدعا متكاملا

ابراهيم درغوثي
16/07/2007, 08:34 PM
المبدع عبدالحميد الغرباوي
كم أسعدت الابتسامات الإنسان
وكم كانت أيضا سببا في تعاسته
وبين ابتسامة الشباب
وسرير الموت
مر الزمن على هواه
فوق سرير المرأة المحتضرة .

آه كم تلخص هذه الابتسامة عمرا بكامله يا صاحبي

عبد الحميد الغرباوي
17/07/2007, 10:49 PM
كلمات بسيطة لكنها محملة بمعانٍِ جمة. تقبل تحياتى.
دكتور / محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا الفن المنفلت، المراوغ و الذي أرى أن التحكم فيه صعب...
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
17/07/2007, 10:52 PM
أخ عبد الحميد الغرباوي في النص إيحائية عالية تفتحه على قراءات متعددة و تلك بعض أسرار نجاح القصة ..
مع كل الود
فيصل الزوايدي
خالص المودة أخي فيصل..نجاح القصة، حسب شهادتك، حافز لي للاستمرار...

عبد الحميد الغرباوي
18/07/2007, 07:07 PM
أخي عبد الحميد،
أتابعك منذ زمن ..في هذه القصة القصيرة جدا أختصار شديد للحياة ، من خلال الموت ، ولكن عبر حوار الأنسان الأزلي مع الحياة..
هنالك رموز حقيقية ، الفرس الجموح كخلفية للوحة ، كخلفية لعنفوان الحياة الآيلة الى زوال ، فمن منا يستطيع مقاومة الموت ؟
هذا هو سؤال الوجود ؟ المرأة الممدة التي تستعد للرحيل ، واللوحة قبالتها هما لوحة واحدة ، وهذا مايعطي للقصة ( واقعيتها ) .
هذه أول كلمة لقراءة عجلة ، ربما..
اتمنى لك التوفيق في أسئلة أخرى/ كامل عويد العامري (العراق)
أخي كامل، قراءتك أضافت توهجا للنص..
خالص المحبة و التقدير..

عبد الحميد الغرباوي
20/07/2007, 12:37 AM
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
في كلمات معدودات اختصرت ذكريات الشباب التي مرت بخاطر المرأة العجوز و هي تقارن نفسها بالمرأة اللوحة مع كل ما توحيه الفرس للعجوز من قوة الشباب و نضارته وفرحه و ملذاته و شهواته و كان الأروع هو الخاتمة : ابتسمت لها و هي تستعد للرحيل
هذا الرحيل المفتوح على عدة احتمالات
هدوء الفنان بادٍ بوضوح في ثنايا الحروف
دمت مبدعا متكاملا / الأديب سعيد أبو نعسة
شهادة أعتز بها من كاتب يتقن فن الاختزال بامتياز..
مودتي

عبد الحميد الغرباوي
21/07/2007, 03:14 PM
المبدع عبدالحميد الغرباوي
كم أسعدت الابتسامات الإنسان
وكم كانت أيضا سببا في تعاسته
وبين ابتسامة الشباب
وسرير الموت
مر الزمن على هواه
فوق سرير المرأة المحتضرة .
آه كم تلخص هذه الابتسامة عمرا بكامله يا صاحبي
الأديب إبراهيم درغوثي،
يقال إن أكبر كذبة يعرفها الإنسان و رغم ذلك يصدقها هي الحياة...
مودتي

مسلك ميمون
18/03/2009, 06:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ عبد الحميد الغرباوي
السلام عليكم و رحمة الله


http://www.musee-elise-rieuf.org/images/jeune_femme_brune_grande.jpg

لوحة على حائط رمادي، في غرفة رمادية مهملة..
اللوحة، ذات إطار من خشب رقيق ، عتيق، أسود... يتوسط اللوحة رسم لامرأة ربيعية الملامح...
و خلفها فرس جموح بيضاء... اللوحة فقيرة الألوان، لكنها منجزة بإتقان..
لعل راسمها فنان.. مجهول.. عابر سبيل... بوهيمي فقير..
أدواته: فرشاة واحدة متآكلة الشعر، وأنابيب صباغة شبه فارغة...
المرأة/ اللوحة..
عيناها الباسمتان، الحالمتان، المتألقتان، في عيني العجوز ..العجوز الممددة على سرير واطئ..
قبالة الحائط...
ابتسمت العجوز للمرأة / اللوحة..
ابتسمت لها و هي تستعد للرحيل...

هذه القصة القصيرة جداً ، إحدى التحف الفنية، التي جاءت بها مجموعة '' أكواريوم '' لغة بسيطة خالية من كل معاضلة في التّعبير ، أو غموض في التّركيب ، أو حذف مخلّ ...كتابة وصفية هادئة تنساب كمياه غدير هادئ . في تماسك و انسجام cohérence
السّارد ( كميرا ) متنقلة في أرجاء الغرفة الرمادية المهملة ، يكتفي بالتّصوير : ( لوحة على حائط رمادي، في غرفة رمادية مهملة..اللوحة، ذات إطار من خشب رقيق ، عتيق، أسود... يتوسط اللوحة رسم لامرأة ربيعية الملامح...) و من خلال هذا الوصف التّصويري تنبثق كلمات رامزة ، مشحونة بالدّلالة ، ذات أبعاد ورؤى ... لا يمكن أن يمر بها القارئ دون أن يتساءل ، أو يتأمل أو ينتبه ... و من ذاك : ( اللّوحة ، ،إطارها الأسود، فقر ألوانها ، و اتقانها ، الحائط الرمادي ، الغرفة الرمادية ،المرأة الربيعية الملامح ،فرس جموح بيضاء .. )
ثم انتقال السّارد إلى التّخمين و الاستنتاج الممزوج ـ دائما ـ بالوصف، و قراءة ما في اللوحة : ( لعلّ راسمها فنان.. مجهول.. عابر سبيل... بوهيمي فقير.. أدواته: فرشاة واحدة متآكلة الشعر، وأنابيب صباغة شبه فارغة... )
ثم يعود بعد ذلك إلى وضع (الكاميرا ) المتحركة في الغرفة . مسترسلا في التّصوير الهادئ . إذ لا زالت المرأة الربيعية الملامح تشدّ اهتمام السّارد (عيناها الباسمتان، الحالمتان، المتألقتان ) و كأنّه يوحي للمتلقي بأهمية اللّوحة و ملامحها الربيعية الشبابية و ابتسامتها ...و لكن فجأة ـ وبدون تمهيد سابق ـ تنقلنا عين (الكميرا ) السارد إلى لقطة ذات بعدين متقابلين : ( المرأة/ اللّوحة.. عيناها الباسمتان، الحالمتان، المتألقتان، في عيني العجوز ..العجوز الممددة على سرير واطئ.. قبالة الحائط... )
فنكتشف أنّ الغرفة ليست خالية ، بل هناك امرأة عجوز ممتدة على سرير واطئ و عيناها في عين المرأة الربيعية الملامح . كلاهما تنظر الأخرى : نظرة باسمة بلا حياة من زمن آخر ، و ظروف أخرى . و نظرة حية تأملية حزينة كئيبة... ينت الحاضر المودع . تبادل النظرات المتناقضة بين اللا حياة و الحياة . و النظرة الباسمة و النظرة الكئيبة . يرسل من خلالها السّارد بخطاب مهموس معناه ( كيف كنتُ و كيف صرتُ ؟ ) من فتاة تفيض حيوية و شبابا كالفرس البيضاء الجموحة ، إلى عجوز أنهكها الزمن ، و أقعدها عبء العمر... و لكنها مع ذلك لا تملك نفسها من الابتسام للمرأة /اللوحة لأنها تذكرها في نهاية العمر ، بأحلى ما كان في العمر ...و ذاك ما تترجمه القفلة بنجاح :( ابتسمت العجوز للمرأة / اللوحة.. ابتسمت لها و هي تستعد للرحيل... ) و بهذا ينفتح الكون التخيلي univers imaginaire أمام المتلقي ... و هذا من سمات نجاح القصة القصيرة جدا .

أخيرا ألاحظ فقط لو أن السّارد كان مقتصداً ولم يكن كثير التخمين ... لجاءت العبارة التالية (لعل راسمها فنان.. مجهول.. عابر سبيل... بوهيمي قير..أدواته: فرشاة واحدة متآكلة الشعر، وأنابيب صباغة شبه فارغة... )
كالتالي : (لعل راسمها فنان.. مجهول.. عابر سبيل... أدواته: فرشاة واحدة متآكلة الشعر،... ) فهذا من الممكن جداً أن يفكر فيه السّارد ، و يكون صائبا فيما ذهـــب إليه . عموماً : ''ابتسامة '' أقصوصة رائعة !!! و الأروع ما فيها هـــذه البساطة الطبيعية في السّرد . و هذه الكلمات المرموزة التي تكتنز معاني شتّى ،و دلالات خفية : كاللون الرمادي ، و إطار اللوحة الأسود و الفرس الأبيض و الألوان الفقيرة ، و المرأة ربيعية الملامح ....

د مسلك ميمون