المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز الخروج على الأمة ..؟



محمد دلومي
14/07/2007, 11:19 PM
لقد بات من المسلمات أن الخروج على الحاكم المسلم لا يجوز شرعا -ولا اقصد هنا بالحاكم الملك أو الرئيس أو الشخص بل كل من له سلطة الحكم في الدول الإسلامية فالحاكم لا يعني الملك أو الرئيس فقط بل كل حاشيته ومن يأتمر بأمره ويسير نظام الحكم- إلا إذا ظهر منه كفرا بواحا هذا ما خلص إليه علماؤنا من خلال ما جاء في الكتاب والسنة وليس لنا نحن الرعية إلا السمع والطاعة لولي الأمر فيما أمر الله وإن عصى الله فليس لنا إلا الله وحسبنا صبرا نتقوت به وإيمان خالص لله وحده , والحقيقة أن الخروج على الحاكم سيؤدي إلى فتن لا تدع ولا تذر ولا تترك حرثا ولا نسلا فحكام العرب لن يتركوا الحكم ولو غرقوا في دم الشعب لذا كان علماؤنا حكماء للحفاظ على ما بقي من الشعوب وعلى أمل أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله أحوالنا وحكامنا ..
وكمواطن عادي ومسلم في هذه الأمة العظيمة لي تساؤلات لطالما أرقتني وأفضت مضجعي للواقع الذي يعيشه المسلمين
ككل في مشارق الأرض ومغاربها, لقد جعل الله الرئيس والملك والأمير المسلم خليفة له الأرض
والأكثر من هذا أعطى للحكام هيبة وجب احترامها وشرع شرعا يمنع الخروج عليهم ومحاربتهم
وهي مرتبة يحق لأي حاكم مسلم أن يفخر بها ويحمد الله على نعمته التي انعم عليه بها , وكان من المفروض من كل حاكم أو بمعنى أدق السلطة المسلمة في البلاد المسلمة أن تحترم هذه الهبة الربانية والأمانة الإلهية فالله سبحانه بهذا الشرع لا يحمي المسلمين من العامة فقط حين خروجهم عن الحاكم أو السلطة بل يحمي حتى السلطة وهذا كله درءا للفتنة , وان بتنا نسلم بهذا الأمر ونرى أن الخروج عن الحاكم المسلم مهما بلغ به السوء والظلم أمرا محرما شرعا فلماذا تستغل الأنظمة المسلمة شرع الله لمحاربة الله ورسوله , إن لم تحترم هذه الحكومات الظالمة شعوبها فعلى الأقل تحترم الله الذي منحها الحماية وأعطاها الهيبة والسلطة وحرم على المستضعفين الخروج عليهم مهما لحق بهم من جور وظلم ..
كمسلمين لا نناقش ما أجمع عليه العلماء وما علينا إلا السمع والطاعة ولو كان في أعناقنا الأغلال الثقال , لكن من حقنا الشرعي والإنساني أن نعلم بعض الأمور التي تخص أمور دنيانا ومستقبلنا وحياتنا التي جعلها الحكام جحيم لا يطاق ففي النهاية نحن بشر مهما صبرنا فمعرضون إلى الخطأ والدفاع عن حقوقنا التي هضمت .
وأتمنى أن أجد إجابات شافية من علمائنا وفقهائنا الذين نكن لهم كل الود والاحترام ونعلم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم والأمانة التي يحملونها والتي تنوء بها الجبال ..
فلا يختلف اثنان فيما تعانيه الشعوب الإسلامية اليوم من ظلم وصل حد لا يطاق من طرف عصبة من الحكام المسلمين الذين صاروا مجرد عصابات مافيوية وزمر مالية ترتزق على دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم, وجعلوا من الفرد المسلم مجرد لاجئ في وطنه ومنفي في حدوده .
فهل من الشرع والإسلام أن تنهب ثروات المسلمين وتهرب إلى بنوك الصليبيين في سويسرا و
نيويورك وباريس وغيرها من العواصم التي عرفت بتبييض أموال الغلابى من طرف عائلات الحكام وأزلامهم وأعوانهم ..؟
هل يجوز شرعا أن تملأ السجون بالمسلمين ويرمون بالسنوات دون محاكمات عادلة ..؟
وهل يجوز للأنظمة المسلمة أن تقتل أفرادا وتحكم عليهم بالإعدام دون محاكمات , فقط لأنهم رأوا أن هذه الأنظمة لا تمارس المهام التي أوكلها الله إياها ..
هل الفقر الذي تعيشه أغلب الشعوب المسلمة وبلدانها تغرق في بحار من النفط يقبله شرع الله ويقبله رسوله ..؟
هل مال المسلمين وثرواتهم ملك للحكومات والأنظمة تتصرف فيه كملكية خاصة وشركات للنظام
أو هو ملك خالص للشعوب .؟
ما معنى أن نحاسب المسلم البسيط عن أخطاء بسيطة ونجز به في غياهب السجون ويحمي السلطان حاشيته التي تهرب أموال المسلمين إلى الخارج وتعثوا في الأرض فسادا ..؟
هل هذا الذي يحدث وتسببت فيه الأنظمة الإسلامية من ضرر للأمة من الإسلام ..؟
أسئلة كثيرة يطرحها أي مواطن بسيط في الشارع بينه وبين نفسه لأن الجهر بها سيؤدي به إلى مكان خلف الشمس لن يسمع به أحدا أبدا.
إن الله منح كل هذه السلطة للأنظمة لأجل خدمة دينه وأمة الإسلام , فالله أعدل العادلين وهو الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرما لا يقبل أبدا أن تكون أمة نبيه بين أياد خانت الله ورسوله لكن لحكمته سبحانه وتعالى جعل لكلمة لا إله الا الله حرمة وجعل قتل عبد مؤمن أعظم خطبا من خراب الكعبة ولكن المسلمين اليوم يموتون قهرا في السجون التي أنشأها الحكام بحق وبغير حق ويموتون جوعا ويموتون غرقا في سواحل شمال إفريقيا هربا من الظلم والفقر والعوز وعدم العدل في اقتسام الثروة ..
من حقنا الإنساني أن نطالب بإقامة العدل في بلاد المسلمين , ومن حقنا أن نطالب بحقنا في العيش الكريم , ورحم الله أبو ذر الغفاري حينما قال – عجبت لامرئ مسلم لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج في الناس شاهرا سيفه – ورحمة الله على علي ابن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال – كاد الفقر أن يكون كفرا - لكن في أيامنا هذه أصبح الفقر فعلا كفرا بعدما كفر بعض المسلمين ووجدوا في المسيحية ضالتهم , قد يقول قائل أولائك ضعاف النفوس , فعلا هم ضعاف النفوس لكن مهما كان المسلم ضعيفا كان لابد من حمايته وجعله كريما في وطنه بدلا من تركه للفقر تستغله البعثات التبشيرية وتشتريه بالمال والطعام
بعدما تخلى عنهم ولي الأمر وتخلت عنهم السلطة .. وهاهي مصر الكنانة ترمي بعض من
فقرائها في أحدى الساحات العامة بعدما طردتهم من بيوتهم والأكثر من هذا حاصرتهم بقوات الأمن وحرمت عليهم حتى قضاء حاجتهم في دورة مياه بيت الله .. هل يقبل الله هذا على عباده المسلمين فمن يحمي هؤلاء إن لم تحمهم الحكومة ..؟
في الجزائر يموت شبابها غرقا في سواحل بحر الموت المتوسط بحثا عن لقمة العيش وراء البحر وبدلا من أن توفر لهم سلطتهم وظائف وتحميهم من الموت توجههم مباشرة إلى السجن
أن القي عليهم القبض ذنبهم أنهم لم يسرقوا ولم ينهبوا ولم يفسدوا فقط أرادوا أن يبحثوا عن كرامة مهدورة ولقمة يسدون بها جوع السنون الطوال , هاهي أفغانستان تمطرها قوات التحالف غيثا من قنابل فتقتل الأطفال والنساء ولا يجد الحاكم المسلم هناك سوى التأسف
أهذه هي حرمة دم المسلم .؟ أهذه هي كرامة المسلم ..؟
وفي دول خليجية صار الفساد عنوانا للبلاد من تهريب الأموال والدخول في صفقات مشبوهة الأبطال فيها ناس يقربون للحاكم المسلم أو أحد حاشيته , ولم يعد الأمر يهم كثير فلا أحد يحاسب الحكومة ولا أحد يقول لها أتقي الله وخافي الله يا حكومة ..
دون أن ننسى قنوات الفساد التي جعلت من بلاد المسلمين مجرد مراقص وملاهي للمسلمين ندخلها مجانا في كل لحظة وفي كل ساعة وكل هذا بترخيص من الحكومات التي لا ترى ضيرا في أن نرقص على أشلاء شعب العراق وفلسطين ودموع فقراء المسلمين في الصومال والسودان ..
يا علماء المسلمين ويا أحباب الله ويا أيها الضالعين في العلم , قد سلمنا
أن الخروج على الحاكم حرام ولا يجوز شرعا ولكن هل يجوز للحاكم الخروج على الأمة ..؟
فأفتونا في أمرنا هذا رحمكم الله ..؟ وقولوا من منابركم وفي خطبكم لكل حاكم اتقي الله في أمة لا إله إلا الله .

معاذ أبو الهيجاء
14/07/2007, 11:41 PM
سؤال لك أخي هل هؤلاء حكام شرعين للامة أم لا ؟
النصوص جاءت في حرمة الخروج عن خليفة المسلمين المنتخب انتخاب شرعي .

محمد دلومي
15/07/2007, 12:19 AM
سؤال لك أخي هل هؤلاء حكام شرعين للامة أم لا ؟
النصوص جاءت في حرمة الخروج عن خليفة المسلمين المنتخب انتخاب شرعي .

سؤال منطقي ووجيه
المتفق عليه بين عموم الناس أن أغلب الحكام العرب جاؤوا على ظهر دبابة , وقلة بانتخابات مزورة وموريتانيا الدولة الوحيدة التي شذت على القاعدة العربية .
لكن هذا لا يكفي من طرح تساؤل آخر ..
هل الإنتخاب أو ما يسمى بالخيار الشعبي ورأي الأغلبية نظام شرعي إسلامي . مع العلم أن الأغلبية يمكن جدا أن تكون على خطأ ..؟