المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحو رؤية جديدة للكتاب الموسوعي : الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني



الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
28/09/2006, 03:35 PM
نحو رؤية جديدة للكتاب الموسوعي :
الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني

لأبي الفرج الأصبهاني (1) ، علي بن الحسين ...... كان أمويّا قرشيّا عربيّا ً... من الأدباء المحسنين والمصنفين المكثرين . حافظاً للحديث والأشعار ولأنساب العرب وأيامهم وأخبارهم .
وكان الأصبهاني من عصره السمع والبصر .
روى ..... وصوّر ..... وألـّف ، وكتابه الأغاني وحده يعدل مكتبة بأجمعها ويعد هذا الكتاب من أغنى الموسوعات الأدبية ، التي تعتز بها المكتبة العربية ، ولكن هذا الكتاب ، على غزارة مادته ، وتنوع موضوعاته ، هو أوسع مصدر نملكه في تراجم شعراء العربية حتى نهاية القرن الثالث الهجري .
وغرض المؤلف الأول من كتابه إنما هو تثبيت أشهر أغاني عصره بكلماتها وألحانها ، فقد كان الخليفة الرشيد (170/193هـ) أمر بعض مغني عصره أن يصطفوا له من بين الأغاني المشهورة مئة أغنية أو صوت (2) .
ولما تولى الخلافة حفيده الواثق ( 227/232هـ) طلب إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي أشهر مغني ذلك العصر ، أن يعيد النظر في هذه الأصوات المائة ، حيث طلب منه أن يختار من هذه عشرة ثم ثلاثة .
وكانت نقطة الانطلاق في كتاب أبي الفرج تثبيت هذه الأصوات بتقييد كلماتها وألحانها ، وذكر أسماء ملحنيها وشعرائها ومن هنا العنوان الذي اختاره لكتابه.
فالأصفهاني ... جعل الأصوات المائة أساس كتاب له سماه كتاب الأغاني. وبدأ الأصفهاني كتابه بالأصوات الثلاثة وأصحابه :
- بدأ بالشاعر أبي قــَطيفة ... ثم بالمغني مَعْبَد بن وَهب ، الذي غنى صوت أبي قطيفة...
- وثنى بالشاعر عمر بن أبي ربيعة ... ثم بالمغني عبيد بن سريج ، الذي غنى صوت عمر ...
- وثلث بالشاعر نـُصيب بن رباح ... ثم بالمغني مُسْلم بن مُحْرز ، الذي غنى صوت نصيب ....
- بعدئذ جاء بالشعراء والمغنيين على غير نسق مخصوص ...
وهو بهذا ينطلق منها صوتا بعد صوت حتى يتم المائة إحصاء ، أو بعبارة أخرى ، حتى يتمها تسعة وتسعين صوتا ، وهي عدد الأصوات الحقيقية التي سجلها...
ولكن قيمة الكتاب الموسيقية لا تكاد في الحقيقة تذكر إلى جانب ما أنطوى عليه من ثروة أدبية كبيرة .
ذلك أن أبي الفرج كان إذا ذكر صوتا من الأصوات أسهب في ترجمة الشاعر الذي اختير هذا الصوت من شعره ، كما أسهب في ترجمة المغني الذي وضع لحنه.
وقد يتفق أن يكون الشعر منسوبا إلى أكثر من شاعر واحد ، أو أن يكون قد وضع له أكثر من ملحن واحد ، فلا يتردد أبو الفرج في ذكر تراجم كل الشعراء الذين ينسب إليهم هذا الشعر وكل المغنيين الذين تعزى إليهم تلك الألحان ، كما أن الكلام على صوت من الأصوات وعلى ملحنه كثيرا ما يستدعي ذكر أصوات أخرى عرف بها هذا الللحن ، فلا يتردد المؤلف في ذكر أخبار الشعراء الذين تنسب إليهم هذه الأصوات .
وهكذا غدا الكتاب سجلا ضخما لتراجم أعلام الشعراء والغناء في عصر أبي الفرج والعصور التي سبقته ، كما غدا سجلا للحضارة العربية والإسلامية في كثير من مضامرها.
في كتاب الأغاني أربعمائة من الشعراء في الأكثر ، ومن المغنيين في الأقل ، ترجم لهم الأصبهاني تراجم مقصودة مبسوطة تساوى فيها أنسابهم وأخبارهم وأشعارهم وأصواتهم .
فإذا اعتبرنا الشعراء والمغنيين الذين ورد ذكرهم في كتاب الأغاني عَرَضا من شيء من أخبارهم وأشعارهم ، بلغ هؤلاء ألفا ومائتين .
فإذا اعتبرنا سائر الأعلام من الأدباء والولاة والخلفاء واللغويين والقواد والأعيان والعوام ، كان لنا في كتاب الأغاني ثروة تاريخية أدبية لا مثيل لها.
ثم إن في كتاب الأغاني صورة مبسوطة للحضارة العربية منذ الجاهلية إلى أواخر القرن الثالث للهجرة ، تتناول الحياة الاجتماعية في جانبها الهين الصرح في الأكثر :
مجالس اللهو والخمر ، حياة البلاط ، الأسواق الأدبية ، اللباس والطعام ، صلات الخلفاء والأمراء بالشعراء وبالعامة ، الغناء وأسبابه وقواعده الخ ...
وأما هدف الكتاب ومنهجه فهو مزيج من الموسيقى والأدب فمن خلال الموسيقى جمع الأصوات المائة التي اختارها المغنون للرشيد والأصوات بلغة عصرنا هي الألحان ، ومن خلال الأدب حشد أبو الفرج في كتبه استطرادا من النص الشعري الملحن اسم مغنيه وقائله وأخباره وأشعاره وبيئته وثقافته وصلاته بالناس وصورة عصره ووصف مجتمعه.... إلى غير ذلك مما سوف نعرض له بعد قليل بشيء من التفصيل .
فمن ناحية الغناء وهي الصفة الملازمة للكتاب ملازمة أبدية
لأن اختيار المؤلف لعنوانه كان "الأغاني" ، فإن الأصبهاني قد عمد إلى ذكر المائة صوت المختارة للرشيد وهي التي كان قد أمر كلا من المغنيين الكبار: إبراهيم الموصلي ، وإسماعيل بن جامع ، وفليح بن العوراء باختيارها له من الغناء الذي عرفوه ، وهذه الأصوات (الألحان) المائة كانت قد رفعت بدورها إلى الواثق بن المعتصم ، فرأى أن يدخل بعض التعديلات في اختيار الأصوات التي جمعت لجده ، وكان مولعاً بالطرب محبا للموسيقى مشاركا فيها ، حتى أنه صنع بنفسه مائة صوت (لحن) ليس فيها صوت ساقط.
إن الواثق يأمر إسحاق الموصلي أن يختار مما جمعه أبوه وزملاؤه أحسنها ويبدل منها ما ليس جديرا بأن يكون في المرتبة العليا من الأصوات بحيث يحصي تلك التي تجمع النظم العشر المشتملة على سائر نغم الأغاني والملاهي والأرمال الثلاثة إلى غير ذلك من التفاصيل الموسيقية التي لا يستطيع هضمها إلا من كانت له مشاركة فعالة في الموسيقى ثقافة وعزفا .
والواقع أن الرشيد حين أمر المغنيين بأن يختاروا له مائة صوت وتم له ما أراد .
وكتاب الأغاني فريد في بابه من حيث كونه أكبر مرجع عربي في ذكر الغناء وتاريخه وقواعده والآلات الموسيقية التي كانت على عصره أو سابقة عليه ، ولكي تكون على شيء من الحرص فنحن نستثني من ذلك كتاب "الموسيقى الكبير" ، للفارابي ، فإنه أكبر وأعظم عمل موسيقي عربي ، إلا أن هناك فرقا كبيرا بين طبيعة الكتابين ، بحيث لا يجمل الخلط بينهما ، ولا تحمد المقارنة .
وكمصدر أعلى للغناء العربي فإن الأصبهاني يلم بكل المغنيين والمغنيات ، وفنونهم وأخبارهم وألحانهم ، في أجزاء الكتاب على صحة رقعتها ، ويعرِّف بأول من دوَّن الغناء العربي ، وهو الكاتب يونس بن سليمان من أهل المدينة ، الذي أخذ فنه عن الرعيل الأول من رواد الغناء العربي مثل معبد والغريض وابن سريج وابن محرز ، ولقد وصل صيت يونس وفضله إلى الوليد بن يزيد وهو من يعرف حبا للطرب وشغفا بالموسيقى وإقبالا على الملذات فاستقدمه من المدينة وقربه إليه وظل مقيما في الشام عنده حتى مقتله .
وقارئ كتاب الأغاني سوف يصادف في طريقه كثيرا من المصطلحات التي يستغلق عليه فهمها ،ذلك لأنها مصطلحات موسيقية بحتة ، وكلها متعلق بالعود العربي .
فمن هذه المصطلحات البم والمثلث والمثنى والزير .. إنها أوتار العود من أعلى إلى أسفل .
وللعب الأصابع على الأوتار أماكن ذات مسميات فـنية أيضا منها دستان الخنصر ، ودستان السبابة ، ودستان البنصر ، ودستان الوسطى .
ولعلنا نلاحظ أن الخنصر والبنصر و السبابة والوسطى هي الأصابع التي تتحرك بنانها على الأوتار مشدودة على عنق العود في رشاقة وانتظام فتحرك الأنغام متى كان صاحبها ملماً بفنه عارفاً بأصوات العزف.
وسوف يصادف قارئ الأغاني ، وبخاصة عند الأصوات أسماء يشكل
عليه أمرها حتى ليكاد ذهنه ينصرف إلى أوزان أبطال الرياضة في
زماننا مثل ثقيل أول ، وثقيل ثان ، وخفيف الثقيل الثاني ، وخفيف الخفيف ، فلا عليه من ذلك ، أنها قوانين الغناء ، وهي لا تخرج عن ثمانية قوانين .
إن هدف الكتاب في طبيعته حسبما ذكرنا موسيقى من ناحية الشكل العام ، ولكنه في واقعه كتاب عظيم من كتب أدبائنا العريق بل إن الناحية الأدبية فيه أوسع وأشمل منها من الناحية الموسيقية ، فهو والأمر كذلك لا يمكن اعتباره كتاب طبقات رغم احتوائه على هذا العدد الهائل من شعراء الجاهلية والإسلام حتى نهاية القرن الثالث الهجري ، فإن تلك الفكرة لم تجر لمؤلفه على خاطر ولم تلح له على بال .

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
28/09/2006, 03:37 PM
إن الكتاب موسوعة أدبية فنية ثمينة . إنه ما يكاد يذكر صوتا أي لحنا حتى ينطلق منه ببراعة ورشاقة إلى المغني وأخباره والشاعر وأشعاره ، وإن كان متصلا بخليفة أو ملك تحدث عن هذا الملك أو ذلك الخليفة ، وهو يدعم روايته بالإسناد ، وإذا تعددت الروايات أثبتتها على اختلافها.
وفي أجزاء الكتاب الأربعة والعشرين ، وعلى سعة صفحاته تنتشر أخبار العرب وأيامهم وأنسابهم ومياههم ووصف لحياتهم الاجتماعية في أكثر من عصر وأكثر من مكان ، ويركز المؤلف على مراكز الغناء وخاصة المدينة ومكة وبغداد ، هذا فضلا عن مئات التراجم وعديد من السير ، يضاف إلى ذلك كله تلك المجموعات الهائلة من الصور الأدبية من شعر وكتابة وخطابة وقصص ونوادر .
والأصبهاني يؤلف عن دراية ويكتب عن خبرة ، فهو حين ينتقل انتقالا مفاجئا من موضوع إلى غيره لا يصدر في ذلك عن غفلة
أو قلة دراية بأساليب التأليف ومناهجه وإنما هو يعمد إلى ذلك
عمدا فيقول في الصفحات الأولى من افتتاحية كتابه :
(فلو أتيا بما غـُنيَ به من شعر شاعر ولن نتجاوزه حتى نـَفـْرغ منه، لجرى هذا المجرى للنفس عنه نبوة ، وللقلب منه ملة ، وفي طباع البشر محبة الانتقال من شيء إلى شيء، والاستراحة من معهود إلى مستجَدّ . وكل منتقل إليه أشهى إلى النفس من المنتقل عنه ، والمنتظر أغلب على القلوب من الموجود.
وإذا كان هذا هكذا ، فما رتبناه أحلى وأحسن ، ليكون القارئ له بانتقاله من خبر إلى غيره ، ومن قصة إلى سواها ، ومن أخبار قديمة إلى مُحْدَثة ومليك إلى سوقة ، وجـِدّ إلى هـَزل ، أنشط لقراءته وأشهى لتصفح فنونه، ولا سيما والذي ضمناه إياه أحسن جنسه ، وصفو ما ألف في بابه ، ولباب ما جمع في معناه (3) )) .
ولعل أكثر الأدباء الأعلام تحصنا للأغاني هو الصاحب بن
عباد حين أكثر القول في استغنائه به عن كتبه مقيما ومرتحلا
واصفا للكتاب بأنه : مشحون بالمحاسن المنتخبة والفقر الغريبة ،
فهو للزاهد فكاهة ، وللعالم مادة وزيادة ، وللكاتب والمتأدب بضاعة
وتجارة ، وللبطل رجلة وشجاعة ، وللمتطرف رياضة وصناعة ، وللملك
طيبة و لذاذة .
إن للأغاني كــل هــذه الــوجوه المشرقة مــن الجودة والإفادة والإتقان والأعماق والجـهد والإبداع ، ولكن في الكتاب الكثير مما ينبوعن الذوق وتنفر منه النفس السوية ، وتتقزز منه السليقة المستقيمة ، وهو ممتلئ بالقصص المستهجنة ، والحكايات الخليعة ، والأشعـار البـذيئة ، والاصطلاحات السـاقطة ، وإكثار مـن ذكــر العــورات وتـعريتها فــي إلحـاح وإلحاف يبدوان وكأنهما مقصودان .
إن كل كتب أدبنا القديم لا تخلو مـن شيء مـن ذلك ، ولكنها تجيء بنت المناسبة وفـــرض السياق ، وأمــا الأصبهاني فكأنما كــانت القبـائــح الكثيرة الوفيرة التي ذكرها هدفا من أهداف الكتاب ، بـل أغلب الظن أنــها لــذلك ، ولــو أنـه يسر على نفسه ولم يسرف على القراء بالإلحاف في ذكر ما ذكر مـن إباحية ومخـاز ، لمـا نقص الكتاب شيئا ، بــل أنـه كـان زاد قدرا وسـما منزلة ، ولا حـاجة بــنا إلـى أن نشير إلـى أن احتواء هذا الكتاب على الساقط من القصص والخليع مـن الأخبار ينال منه عند ذكره نيلا شديدا . وقد تنهه إلى ذلك بـعـض الفضلاء مـن الأدباء الأقدمين فجردوه مــن مباذله وقـدموه نظيفا طـهورا تحت اســم (( مختصر )) أو (( منتخبات )) أو (( تهذيب )) أو غير ذلك ممــا ســـوف نــذكــره بــعد قليــل .
هذا عرض سريع موجز عن للكتاب العظيم (( الأغــــــانـــــــــي )) .
ولكن يبقى لنا ملاحظات على جانب كبير من الأهمية تقتضيها أمانة البحث العلمي أن نعرض لهــا بــإيجـــاز :
منها مــا كــان فــي الرجــل صاحب الكتاب ... ومنها مــا كــان فــي الكتـــاب نفـــسه :
أولاً :
إن جميع الذين ترجموا لأبي الفرج أجمعوا على أن وفاته كانت سنة ست وخمسين وثــلاثــمائة ، مــا عــدا الــنديم الــذي قــال أنـــه توفي سنة نيف وستين وثلاثمائة ...... وقد طلب ياقوت الرومي التأمل في وفاة الأصبهاني .. والحق أن ياقوت كان على صواب في هذا الطلب ، حيث ثبت بعد طبع كتاب أدب الغرباء للاُصبهاني ما ينقص ما تذكره جميع المصادر عن وفاة أبي الفرج وقد قدم لنا هذا الكتاب نصوصا كثيرة تجعلنا نثق بقول النديم أنه توفي سنة نيف وستين وثلاثمائة ، بل أن نجزم أنه توفي سنة اثنين وستين وثلاثمائة .
وهو الذي يصح لنا أن نعتبره الحق أو القريب إلى الصواب .

ثانيــــا :
رمي الرجل بالتشيع رغم كونه من بني أمية ، هذا التشيع من أبي الفرج أو بعبارة أدل على المراد من أموي كان مبعث الدهشة والاستغراب ومثار النقد والتعليق.
فابن الأثير يذكر عنه وهو يقص أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة ما يلي :
(( وفيها توفي أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن احمد الأصبهاني
الأموي ، وهو من ولد محمد بن مروان بن الحكم الأموي ، وكان شيعيا وهذا من العجب ( 4 ) )) .
ونجد مثل هذا الاستغراب عند الخوانساري في روضات الجنات والذهبي في سير أعلام النبلاء والعبر ....
ونحن يحق لنا أن نستغرب تشيع أبي الفرج فضلا من استنكاره ، لما ستعلمه بعد قليل .. فالرجل كان رقيق الدين ، ولم يكن بالرجل المتزمت ، وإنما كان من اللاهين العابثين . ذلك هو الأمر الذي يدل عليه شعره ، ويدل عليه نثره ويفسره صحبته للقوم الماجنين .. لقد كان أبــو الفـرج يشرب الخمر ، ويـحب الغلمان ، ويحيا حياة المستهترين ، ويصف مجالسه تلك شعرا مرة ونثرا أخرى .
وتــعود المشكلــة إلــى خبر مروي عـن تلميذه المحسن بــن علي التنوخي حيث قــال:
(( ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم ، أبـو الفــرج علـي بـن الحسين الأصبهاني ، فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار ، والحديث المسند والنسب ، ما لم أر قط من يحفظ مثله (5) )) .
إن كلمة المتسعين في هذا الخبر المروي عن التنوخي [ والتي تــدل علـى التوسع فـي الحفظ والرواية ، والتي يدل عليها السياق ] تصحفت عند المؤرخين وأصبحت : ( مـــن الرواة المتشيعين ) وقد نقلت هذه الكلمة عـن التنوخي ، ثم عـن ولـده أبي القـاسم عـلي بــن المحسن ، عـن الخطيب البغدادي فـي تاريخه مصحفة سهوًا ، أو عمـدًا ، وأصبحت :
(( مــن الرواة المتشيعين .... )) .
وقد نقلها على هذه الصورة المشوهة كل من ياقوت (6) والقفطي (7) وابــن خـلكان (8) ... ومــن جاء بعدهم ، ممن ذكر هذا الخبر من المؤلفين ... وبذلك صار أبو الـفرج متشيعا بـعد أن كان متسعا ..؟؟
علما أن النديم صــاحب الفهرست ، وهــو مــن معاصريه وأصحابـه ، وقـــد روى وحـــدث عنــــه ، لـــم يشر إلـــى هــــذه النــــاحيـــة مطلقـــا ..... وكذلك الشــأن مع كــل معاصريه أو الذين عاشوا قريبـــا مــن عصره أو عـايشوا وعاصروا بعض مــن يعرف عن الرجل أخباره .
حيث لــم يذكر واحد منهم مثل هــذا الخبر العجيب ... فهذا أبـو نعيم الأصبهاني وقد ترجم لأبي الفرج الأصبهاني في كتابه ذكر أخبار أصبهان ولم يشر إلى تشيع أبي الفرج من قريب أو بعيد . (9) ومثله الثعالبي (10) ، وابن حزم (11) .

إذن فالمسألة واضحة ، وهذا التشيع الذي لصق بالرجل طويلا جاء عن طريق هــذا التصحيف العجيب الخبيث .
وبهذا يزول عجب ابن الأثير وغيره من المؤرخين .
ثــــالثــــــــــًا :
مسألة إهداء الأغاني لسيف الدولة ، مسألة يجب أن يقف عندهــا طويلا ، ذلك لأنـها كانت مثار تعليقات من القدماء من أمثال المهلبي وابن عباد ، ولأنها تكاد تكون المحـور الذي تدور حوله أحاديثنا عن الرجل الذي ألف له كتاب الأغاني ، ثم لأنها لا تثبت أمام البحث التاريخي الدقيق .
وتتلخص مسألة الكتاب في أن أبا الفرج قد حمل كتابه إلى سيف الـدولـة بــن حمدان ، وأن سيف الدولة أعطاه ألف دينار واعتذر إليه (12) ... وأن الصاحب بن عباد حينما بلغه هذا الصنيع عـلق عليه بما يؤذن بلوم سيف الـدولـة لأنــه قصر فـي حــق أبـي الفـرج لأن الكتــاب يستأهل أضعافها (13).. وينقل يـاقــوت عـن أبي القاسم عـبد العزيـز بـن يـوسف كاتب عضد الدولــة أنه قال :
وقال أبو محمد المهلبي : سألت أبا الفرج في كم جمعت هذا الكتاب ؟
فقال في خمسين سنة ... قال وأنـه كتــبه مـرة فـي عمره ، وهـي النسخة التي أهداها إلى سيـف الدولة (14) ....فمن هو سيف الدولة هذا ...؟
إنه سيف الدولة ، أبو الحسن ، صدقة بن منصور ، الذي يقول عنه ابــن خلكان : (( كان يقال له : ملك العرب ، وكان ذا بأس وسطوة وهيبة )) .
وقد كتب له ابن الخازن نسخة من كتاب الأغاني وقــدمها لسيف الــدولــة صدقة بــن منصور ، وقد كانت النسخة الوحيدة في الهيئة العراقية في ذلك الـوقـت .
وحـدث أن نهبت خـزانــة سيف الــــدولـة ( صدقة بـن منصور ) وأحـــرقت وكـــان ممـا وجـد مـن كتبها بـعد النــهب والحريــق نسخة نـاقصة مشوهة من كتـاب الأغـاني ... وقد كتـب اسم ابـن الخازن فيما نتوقع وكما هـــي العادة على نسخة الأغاني التي انتهبت مـن خـزائن سيف الـدولـة ، كمـا كتب اســم سيــف الدولــة ، ( وهنــا يصح لنا أن نــذهب إلــى أن هــذه النسخة هي التي وقعت في يــد يـاقـوت ، وأن أقــدم كتاب وقفنا فـيه على هــذه المسألة هـــو معجم الأدبــاء لياقـوت ، وقــد ذكــر لــنـا نصوصـا وجـدهــا فــي مقدمــة كتـاب الأغـاني ، وقــد ذكرنــاهـا سابقا ) وأنه لتشابه الأسمــاء المغربي وابن الخازن وسيف الدولـة ، وأنه لجودة خط كل من ابـــن الخازن والمغربـي ، وأنـه لصلة والـد الـوزيــر المغربي وأهـله بسيف الدولـة الحمداني . ذهب يـاقوت إلى مــا ذهب إليه ، وجـاء مــن بعده فجروا خلفه .

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
28/09/2006, 03:38 PM
أما تلك النصوص أو هذه التعليقات التي جمعها الجامع في المقدمة فلم تكن إلا لتعلي من قــــدر الكتاب حتى يكثر الطلب فيكثر النسخ ، وأعتقد أنها نصوص مــوضوعة وليسـت بمجموعة وأن الذي وضعها هو ابن الخازن نفسه ، ذلك لأن هذه النصوص لـم تكن فيما يبدو على فرض جمعها إلا بعد وفاة أبي الفرج ، ولقد توفي أبو الفرج بـعد سيف الـدولــة الحمــــداني وبعد الوزير المهلبي ... وتقرر في هــذا الموطن أن هذا النصوص لـم توجد في الكتــــب التي ألفت في القرنين الرابع والخامس من أمثال الفهرست واليتيمة وأخبـار أصبهـــــان وتاريخ بغداد . وإنما وجدت في الكتب التي جاءت بعد ذلك والتي ألفت بــعد مـوت أبــــي الفـــرج بــأكثر ـ من قرنين مـن الــزمن – ان فـي ذلك مــن عـوامــل الشـك والارتياب بـــهذه النصوص .

رابعـــــــــا :

مــن الناحية المنهجية هنــاك بعض المآخذ على الكتــاب حيث أغفل ترجمات بعض كبـار شعراء العربية مثل أبي نواس وابن الرومي وأبي الطيب المتنبي .

لقد نبهنا ياقوت الحموي إلى شيء من ذلك في نقده للكتاب وقـد قرأه مـرات واستوعبـه استيعابه لغيره وذلك في قوله :

((وقــد تأملت هــذا الكتاب وعنيت بــه وطالعته مــرارا وكتــبت منه نسخه بخطي في عشــر مجلدات ، ونــقلت منـه إلى كتابــي الموسوم بــأخبار الشعراء فــأكثرت ، وجمعت تــراجمــه فــوجدته يـعد بشيء ولا يفي بـه في غير مـوضع منه ، كقوله في أخبار أبــي العتاهية : " وقد طالت أخباره هاهنا وسنذكر أخباره مـع عتبة في مـوضع آخــر " ولــم يفعل .
وقال في موضع آخر : " أخبار أبي نـواس مـع جنان إذا كانت سائر أخباره قــد تقدمت " ولم يتقدم شيء إلى أشباه ذلك .....)).
ويتابع ياقوت عدد الأصوات التي ذكر الأصبهاني أنها مائة ويحصيها فيجدها تسعة وتسعين لا غير .
ونحن نقف موقف الغرابة من إغفال الأصبهاني ذكر أبي نواس بصفة خاصة ذلك أن صفات الشبه وسمات السلوك ومنعطفات الانحراف متشابهة إلى حد التطابق بين الرجلين ، بل إن ذكر أبي نواس وقصص مجونه والمنحرف من شعره مما يتمشى مع هوى الأصبهاني في كتابه هذا .
ومن هنا فلربما كان فرط الحرص مع هذا العمل الضخم سببا في
نسيان إلحاق فصل أخبار أبي نواس بالكتاب .
وأما إغفاله ترجمة ابن الرومي فنجن نميل إلى أنها مقصودة ، بل انه إهمال متعمد ، وذلك لسلاطة لسان ابن الرومي ومرارة هجائه ، وشدة تطاوله بحيث كان أشد وطأة من بشار في أهاجيه .
وأبو الفرج حين ذكر ابن الرومي في كتابه ، ذكره في سياق خبرين ينالان من مروءته ويطعنان في مسلكه ، فقد ذكره مرة على انه سارق منتحل ، والمرة الأخرى على أنه بعيد من المروءة ، شامت في نكبة سليمان بن وهب ، ولم يكن الأصبهاني أول من أهمل ذكر ابن الرومي من مؤرخي الأدب ، فان ابن المعتز صنع نفس الشيء.
وأما إغفاله لأبي الطيب المتنبي لان أبا الفرج كان مختصا بالمهلبي يعيش في كنفه ويستظل بحمايته ، وكان هناك العداوة بين الحمدانيين في حلب والبويهيين في بغداد ، ولعل هذه المسألة تزداد وضوحا وبيانا لو تأملنا فيما صنعه المتنبي حين قدومه بغداد من إعراضه عن مدح المهلبي ومن وقوف الحاتمي منه ، ومن المؤرخين من يذكر إن أبا الفرج كان بحضرة المهلبي حين قدم المتنبي إلى بغداد ، وأنه كان بينه وبينه لون من الجدل والنقاش .
فالمتنبي شاعر سيف الدولة وكان مختصا بالحمدانيين وأبو الفرج كان مختصا بالمهلبي ، ومن هنا لم يذكر الأصبهاني المتنبي في كتابه ، كما أنه لم يقدم كتابه إلى سيف الدولة ، وأن هذا الإهداء قد يعرضه لشرّ مستطير.
وأما الخلل ونقد ياقوت للكتاب بقوله :
(( وما أظن إلا أن الكتاب قد سقط منه شيء أو يكون النسيان قد غلب عليه ، والله أعلم )) .
إن الخلل الذي أصاب الكتاب إنما يرجع إلى عبد سيف الدولة ( صدقة بن منصور ) ، لأنه كما قلنا سابقا أن نسخته هي الوحيدة في البيئة العراقية في ذلك الوقت ، وقد نهبت خزانته وأحرقت وكان مما وجد من كتبها بعد اللهب والحريق نسخة ناقصة مشوهة من كتاب الأغاني (وهي النسخة التي وصلت إلى ياقوت) ومن هنا أصاب الخلل والاضطراب هذا الكتاب .
ونستطيع القول إن الناسخين قد ضموا كثيرا من مرويات أبي الفرج في كتبه الأخرى إلى مروياته التي بقيت من كتاب الأغاني ، وأن هذه
المرويات جميعها التي كان منها هذا الأغاني الذي بين أيدينا الآن .
أخيــــرا :
هذه الملاحظات على جانب كبير من الأهمية ، أردت بها ضرب المثل ولم أرد بها إلى البحث والاستقصاء ، فإن لذلك بحثا آخر عن كتاب الأغاني وتاريخه ليس هنا محله ، عسى أن أفرده في بحث مستقل إن شاء الله تعالى .
وقد طبع كتاب الأغاني طبعات كثيرة ومتعددة ، فقد طبع لأول مرة في القاهرة في 20 جزءاً وذلك في مطبعة بولاق عام 1285هـ - 1868م ، ثم أكمله المستشرق رودولف برونو بطبعه الجزء الحادي والعشرين منه عام 1306هـ - 1888م بمدينة ليدن البولندية ، وصدع المستشرق الطلياني جويدي وبعض معاونيه فهارس هجائية وافية لهذه الطبعة طبعت باللغة الفرنسية في مجلد ضخم عام 1318هـ - 1900م في مدينة ليدن أيضا .
ثم طبع الأغاني بعد ذلك طبعة ثانية في القاهرة بنفقة الحاج محمد الساسي ، وتم طبعه عام 1323هـ - في 21جزءاً وأضيف إليها الفهارس التي وضعها المستشرق جويدي .
وقد بدأت دار الكتب المصرية عام 1927 بطبع الكتاب للمرة الثالثة طبعة
علمية أنيقة محققة مصححة مضبوطة ضبطا علميا جيدا ، وقد تمت هذه الطبعة منذ سنوات في أربعة وعشرين مجلدا ، إلا أنه حتى الآن لم تظهر الفهارس الفنية لهذه الطبعة ، وطبع الكتاب من جديد في مصر بإشراف وتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري عام 1389هـ - 1969م وظهر منه حتى الآن ستة وعشرون مجلدا ولكن هذه الطبعة لم تنته بعد.
وأفضل هذه الطبعات وأجودها طبعة دار الكتب المصرية ، ولكن العلماء والدارسين لا زالوا ينتظرون صدور الفهارس الفنية لهذه الطبعة .

مختصرات الأغاني

لا شك أن في كتاب الأغاني من المظاهر والبواطن ما يغري بعض العلماء على اختصار أو تبسيطه . واختصار الكتب الكبيرة أمر جرت عليه طبيعة الثقافة العربية .
وكان لكل من حاول اختصار الأغاني وجهة نظر خاصة به طبقها حين مارس عملية الاختصار التي أقدم عليها.
وتنتهي إلى علمنا ثماني محاولات من هذا القبيل .
كان أولها ما قام به الوزير الحسين بن علي المعروف بالمغربي المتوفى عام 418هــ وكان آخرها ما قام به الشيخ محمد الخضري العالم المصري الجليل الذي توفى عام 1927م .
غير أن أشهر مختصرات الأغاني والمطبوع منها هي :
1- ما قام بعمله ابن واصل الحموى المتوفى سنة 697 هــ وقد سمى كتابه (( تجويد الأغاني من ذكر المثالث والمثاني )) وعنوان المختصر يفيد أنه جرده من صفته الموسيقية ، وهذا هو ما قام به بالفعل ، كما أنه خلصه من الأخبار والأشعار المشتركة ومن التكرار والعنعنات واقتصر فيه على غرر فوائده ودرر فرائده ، وأضاف إليه فوائد أخرى تتعلق به ، وزاد بأن شرح الصعب من الألفاظ ، وقد طبع في مصر بين عامي 1955 – 1965 ، في ستة أجزاء في طبعة علمية محققة .
2- ما قام به ابن منظور المصرى المتوفى سنة 711 هــ صاحب (( لسان العرب )) وقد سمى كتابه :
(( مختار الأغاني في الأخبار والتهاني )) ، وهو من الأعمال الجليلة التي تيسر النفع وتصل بالباحث إلى ضالته في سرعة ويسر .
وقد رتب الكتاب ترتيبا هجائيا ، وذلك بالنسبة إلى التراجم وقد زاد فيه بعض التراجم مثل ترجمة أبي نواس الحسين بن هانئ التي أغفلتها نسخ الأغاني فعقد لها ابن منظور كتابا خاصا أشبع فيه الحديث عنه ، ولمّ شتات أخباره ووسمه بالجزء الثالث من تقسيمات مختارة .
وقد طبع الكتاب طبعة علمية محققة في مصر في ثماني مجلدات بين عامي 1965 – 1966 .
3- ومنهم في العصر الحديث الأب أنطون الصالحاني وقد سمى كتابه (( رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني )) في ثلاثة أجزاء اختارها من كتاب الأغاني وقسمه إلى ثلاثة أجزاء ، الأول في الروايات الاُدبية ، والثاني في أخبار المغنين والشعراء ، والثالث في أيام وحروب العرب في الجاهلية والإسلام ، وقد جرده الأب أنطون الصالحاني من الأسانيد والأغاني وأبقى الروايات على حدة .
والكتاب مطبوع في المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1888 و 1908 م .
4 – وما قام به الشيخ محمد الخضري الأستاذ بالجامعة المصرية ، وهو لم يختصر الكتاب الأغاني على النحو الذي مرّ ذكره ، ولكنه في الواقع هذب الكتاب وصنع منه شيئا آخر ، وهو لذلك سماه (( تهذيب الأغاني )) وجعله في سبعة أجزاء وخصص جزءاً أضافه إلى السبعة ضمنه الفهارس والملاحظات ، وقد فصل الشيخ الخضري بين الغناء
والشعر ، ورد الأشعار إلى أصولها طبقا لروايتها الصحيحة وليس تبعا لما
غناه المغنون أو المغنيات وأتم القصائد المبتورة ، وجعله في قسمين :
- في القسم الأول الشعراء .
- وفي القسم الثاني المغنون .
ورتّب الشعراء ثلاث طبقات :
الأولى طبقة الشعراء الجاهلين ...
والثانية طبقة الشعراء الاسلاميين ...
والثالثة طبقة الشعراء المُحْدَثين ...
وجعل المخضرمين بين كل طبقتين مع الأولى منهما .
ونظم في سلكٍ شعراء كل قبيلة من كل طبقة ، فبدأ بشعراء قحطان ، ثم ثنّى بشعراء عدنان ، وبدأ الأولين بشعراء حمير ، وأثنى بشعراء كهلان ، وبدأ الآخرين بشعراء ربيعة وأثنى بشعراء مضر .
وقد طبع الكتاب في ثمانية أجزاء :
الأول والثاني في الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين والمخضرمين .
والثالث والرابع في الطبقة الثانية من الشعراء الإسلاميين ومخضرمي الدولتين .
والخامس والسادس في الطبقة الثالثة من الشعراء المُحْدَثين .
والسابع في المغنين ، وفيه مقدمة في الغناء العربي .
والثامن فيه الفهارس والملحوظات .
وأخيراً .... ومهما كان الأمر فإن كتاب الأغاني بكل ما فيه من غث وسمين ، وبكل ما اشتمل عليه من حسن وقبيح ، وبكل ما ضمه من درر ٍ وبحص ٍ ، يعتبر حتى الآن قمة التأليف في الأدب العربي ، ولا يزال نسيج وحده منهلا للأدباء ، وموردا سائغاً للدارسين .

الهوامش والتعليقات :

1- أصبهان أصح من أصفهان
انظر تفسير ذلك في القاموس المحيط ، وتاج العروس مادة (أصبهان)
وعليها نص كل من : ابن الأثير في اللباب 1/69 ، وياقوت الحموي في معجم البلدان ، والبكري في معجم ما استعجم 1/163 .
2- الصوت أبيات من الشعر تغنى على لحن معين .
3- الأغاني ، طبعة دار الكتب 1/4.
4- الكامل في التاريخ لابن الأثير 8 / 5
5- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11 / 399 ، ونشوار المحاضرة للتنوخي 4 /10 .
6- معجم الأدباء 13/94.
7- إنباه الرواة 2/251 .
8- وفيات الأعيان 3/307
9- ذكر أخبار أصبهان 1 / 22 .
10- اليتيمة 3 / 96 – 100 .
11- جمهرة الأنساب 107 .
12- وفيات الأعيان 3 / 307 .
13- معجم الأدباء 3 / 97 .
14- معجم الأدباء 13 / 18 .