المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرايا الروح



محمود النجار
17/07/2007, 08:25 PM
مرايـــا الروح


متقيـئاً روحي
يجيء الليلُ
محتضرا
كنار ذات وقدٍٍ أُطفئتْ للتوِّ
وانقبضَ المكانْ
واستسلمتْ أقتابُها الحرّى لبطن الأرضِ
بحرا من ركامْ
ما كانت النيران بردا أو سلاما
كانت كبركانٍ تجرّع من خطايا الليل بركانًا
أشدَّ تمردًا
كانت صواعقَ تخطَف الأبصارَ
تقترفُ الخطيئةْ
تحثو حجارتها ؛
فتجعل كل شيء حولها عصفا تناهى الموت فيهِ
وكنتُ قد علقتْ رموشي في جدار الليلِ
منسلاً من التاريخ ِ
منفلتاً من الأفُقِ الذي صدَّ الحمامَ ،
ومن رعاةِ الشاء ِ
من كلأِ المراعي
من تعاليم ِ القبيلةْ
وكأنني سهمٌ رمتهُ يدٌ
فأفلتَ من عقال ٍ
أنكرَ مطلعَ الشمس ِ
احتسى فوق السحابِ شرابَهُ
وأراق هيكلَهُ الشقيَّ على سوافي الرمل ِ
أشرعَ جسمَه المعتلَّ
عـوداً ناشفـاً ؛
فبكى الغمامُ
وأزهرَ الحنونُ من دمِهِ
وأبكى كلُّ راع ٍ نايَهُ
وعلا ثغاءُ الماعزِ الجبليِّ ..
شيءٌ ما هنا يغتالُ أرواحَ الفصول ِ
فيا لَهذا الليلِ
يأتي القلبُ أعمى
لا يرى وهجَ النجوم ِ
ولا يرى وجهَ القمرْ
ها إنها الأبصار ُ لا تعمى
ولكن القلوبَ هي التي ...
يا أيها الليلُ الطويلُ ألا انجل ِِ
فالقلبُ مرتَهنٌ لقيدِ النار ِ
مصلوبٌ على سعفِ النخيل ِ
معلَّقٌ ما بين روحي والمدى
صمتـاً يئنُّ
وليس ثمةَ ياسمينُ
وليس ثمةَ من ندى
صوتٌ من الصحراءِ يصرخُ بي :
تمهلْ أيها المعتمُ بالقلقِ الوجوديِّ
استعدْ عنوانَكَ المنسيَّ
واهربْ من بشاعتِكَ القديمةْ
يكفيكَ مَقـتاً
أن تنامَ على رؤاكَ المعتماتِ
وأن تعَضَّ على ولائِكَ للمنافي
فيجرُّكَ الترحالُ نـحو محيطِ يأس ٍ
ليس آخرُهُ نهارا
تمشي على زقومِكَ المُنْبَتِّ من خِصبِ الحياةِ
فتسقطُ الكلماتُ من عينيكَ شعراً
فيه تقتتلُ الحروفُ
وتهربُ الحناءُ من شفتيكَ خوفاً
تقتفيك عقارب الكلمات
تبحث عنك في أضلاعك الكسلى
وفي صلصالك المدمي
مذ فارقتَ
عرس البيدر المحفوف بالصلوات
وانتهبتك نار الردة الكبرى
ونام الليل في صدرك
نام الليل … نام الليل …
أشباحا تمص العشب من رئتيك
تلقي الرعب في صدرك
وتأخذ منك آخر ومضة في العين ِ
يقتلك اجتراحُ الشوق ِ
كل حدائق العشاق في عينيك
شوك أو حريقْ
ها .. كبرياؤك عاجزةْ
هرم ولكن من رمادْ ..
عرش من القش استطالْ ..
ومناك ليس لها رموشٌ
تحفظ الأسرار من ريح السَّموم ِ
فيستبد بها الغبارْ
شفتاك عاجزتان عن لثم الندى
ومسام جلدك تسكب الآهات في شفة النهارْ ..
وتسمم الأزهارَ
تلتمس الهروب من البياض ِ
إلى المحطات البعيدةْ
تمشي وتعبث بالمرايا البيض
تستبق الحصار إلى الحصارْ
متسكعًا ..
في كل وجه للتشرد ماثلا كفنًا
يمزقه الوجومْ
حيرانَ في طول المسافةِ
يرتديك الخوف
يحملك العويلْ
بردانَ ..
تنتكث الذي نسجته أمك بالدموعِ
فلم تزل عيّ الفؤاد
ولم تزل هش الضلوعْ
وتظل وحدك نائحا
ويظل ينهبك السدى
وتظل أبعد ما تكون
من الرجوعْ
تركتك أشرعة الرفاق
فرحت تبحث عن ملاذ
رحت تبحث في المدى
عن كربلاء
لعلها تعطيك معنى للوجود ِ
وكل شيء دون عينيك اقتراف للتراجعْ
يكفيك أنك لا تناجي الليل مثل بقية الشعراء .. تعوي مثل ذئب تاه في الصحراء ، أجهش بالعواء وأطلق العينين للريح ..
استبد النزف في جفنيه ؛
فاغتيل النهارُ ..
فكن إذا أوهتك أوهام المآرب عنكبوتا
يختفي خلف الكلام .. يخيفه عبق القصيدة
تخشى من الكلمات
حين تجيء حبلى بغتة ؛
فتنوء بالأجل المسمى للكلام
يكفيك أن مسام جلدك ليس فيها برعم
يزهو إذا صب النسيم على ذراعك شهوة العشاق
أو شهق المساء على فؤادك ياسمين
لو قبلتك حمامة ؛
شفتاك تختبئان خلف غمامتين
أو رشك العشاق بالنسرين ؛
أدماك الأنين ..
كن مثل جوف النار أسودَ
أو كبحر من جحيمْ
* * *
غيض النداءُ
وتاهت الصحراء في كهف المساء
وكل ملامح الكلمات حولي
كالجراد تؤزني
وقروح جسمي تستجير من الصديد
وأفقت من عشرين عاما عابرة
جدلا ونزفا واحتقانا
جولةً في إثر أخرى خاسرة
وبعثت من وجع الكروم
ذوت عناقيدي التي حملت فؤادي مضغة
أشعلت نارا
قلت أشرب قهوة
فلعله يشتد عود القلب شيئا
علها تستعجل المنفى قليلا
علها تتكسر اللحظات
أخرج من مرايا الوهم
أكسر باب خوفي فلقتين
وقلت علّ القهوة السمراء
تبزغ من ضمير الليل شمسا
علها تغتال آخر أنفس الليل الطويلْ
فيكونَ آخر قرفصاء الليل فوقي
أواه كم لصقت سياط الليل في ظهري
وكم طبعت أنامله على وجهي ليونتها
وكم أرخى على صدري سدوله
أمضيت عمري أشتهي
أن تهرب القضبان من سجني قليلا ؛
لأعود شأن العائدين من السواد ..
أفتش الآهـات عن سلمى التي
افترشــت على تنهيدتي عمـرا طويــلا
لست أدري أي واحـــدة تكـون ؛
فكل عمري ضاع بين تنهد وتنهد ..
عيناكِ ما نامت
وعيني لم تنم
الليل يلدغ فجرك المخبوء في عيني
إذا الصبح اقترب
أواه لو تدرين كم شرخا على جدران قلبي لم تزل تنزف نارا !
كم بكت عيني اعتذارا !
لم أزل أنزف .. أبكي ..
والمرايا السود
تغتال النهارا ..
11/11/1999

لطفي منصور
17/07/2007, 08:43 PM
أخي الشاعر الكبير محمود النجار ..... تحية
لله درك .. ما أعمق هذه القصيدة وما أروعها !!!
لقد عزفت على أوتار قلوبنا لحنا حزينا ...
وددت عناق حروفك إعجابا وتقديرا ...
لك كل التحية ... وبقلمك كل الإعجاب ....
سلمت أخي ودمت ....

لطفي منصور

محمود النجار
19/07/2007, 01:17 AM
أخي الشاعر الكبير محمود النجار ..... تحية
لله درك .. ما أعمق هذه القصيدة وما أروعها !!!
لقد عزفت على أوتار قلوبنا لحنا حزينا ...
وددت عناق حروفك إعجابا وتقديرا ...
لك كل التحية ... وبقلمك كل الإعجاب ....
سلمت أخي ودمت ....

لطفي منصور


وأنا بدوري أقول لك أخي الحبيب الشاعر الجميل/ لطفي منصور :
لله درك قارئا رائعا وشاعرا مبدعا .
لا حرمت مداد روحك يتماهي مع مداد روحي ..
ما أجمل ما وقع في قلبي حين قرأت ما كتبت من تعليق على النص .
دم متألقا ...
وعلى نبض الحرف نلتقي دائما ..

أخوكم / محمود النجار

سعيد نويضي
19/07/2007, 06:44 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الأستاذ الشاعر محمود النجار...حقيقة حاولت أن أبحث عن مفتاح لقصيدة رائعة...فلم أجد مفتاحا سوى مفتاح توقيعك...لم أزل أبحث عني
مذ تلوثت بشعري
وتلطخت بفني
فهل وجد محمود نفسه في حوار دائم و مستمر مع ذاته العميقة؟هل و صل إلى شعلته الحقيقية التي تدفء كلماته و تعطيها حلاوة في المعنى قبل المبنى...باقة من الورد الناري...تفوح لهيبا من هذا الليل الطويل...فهل استطاع بركان المعاناة تنظيف ما لوثته الخطايا؟...حتى انسل الفجر من الليل الساكن في أعماقنا...و الجاتم على صدورنا...فيخرج القول من فوهة الليل ليجد نفسه في الأعالي... ينظر إلى ما حوله من عتمة...و كأن الشعاع اختفى تاركا للصمت أنينا و صراخا؟فهل يكفي الصراخ حتى يخرج الإنسان من قوقعته؟
كن مثل جوف النار أسودَ
أو كبحر من جحيمْ...
رباه أية صورة هاته...القصيدة حمم من الجمالية...لا يدرك سحرها إلا من عاشها...تحية صادقة...

محمود النجار
24/07/2007, 01:31 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الأستاذ الشاعر محمود النجار...حقيقة حاولت أن أبحث عن مفتاح لقصيدة رائعة...فلم أجد مفتاحا سوى مفتاح توقيعك...لم أزل أبحث عني
مذ تلوثت بشعري
وتلطخت بفني
فهل وجد محمود نفسه في حوار دائم و مستمر مع ذاته العميقة؟هل و صل إلى شعلته الحقيقية التي تدفئ كلماته و تعطيها حلاوة في المعنى قبل المبنى...باقة من الورد الناري...تفوح لهيبا من هذا الليل الطويل...فهل استطاع بركان المعاناة تنظيف ما لوثته الخطايا؟...حتى انسل الفجر من الليل الساكن في أعماقنا...و الجاتم على صدورنا...فيخرج القول من فوهة الليل ليجد نفسه في الأعالي... ينظر إلى ما حوله من عتمة...و كأن الشعاع اختفى تاركا للصمت أنينا و صراخا؟فهل يكفي الصراخ حتى يخرج الإنسان من قوقعته؟
كن مثل جوف النار أسودَ
أو كبحر من جحيمْ...
رباه أية صورة هاته...القصيدة حمم من الجمالية...لا يدرك سحرها إلا من عاشها...تحية صادقة...



في العادة أخي الكريم سعد أحس بالسعادة لمجرد أن أتأكد بأن أحدا قرأ نصي قراءة جيدة ، حتى وإن لم يكن تعليقه مرضيا لي .. فكيف إذا وثقت من قراءتك للنص ، وأحسست بعمق قراءتك الذي يؤشر عليه تعليقك الواعي .
حقيقة أنا أشكر لك هذا الدخول المبدع ، وأتمنى أن أجدك دائما قريبا من نصوصي .
ولك مودة وتقدير خاص .

محمود

أبـو جـواد
24/07/2007, 04:24 AM
أخي العزيز الشاعر


محمود النجار المحترم



هي النفس حيرى

وتمر خيالات العمر ترقب أنين الماضي

وهل الماضي أمل .. أم ألم

هو ردة كبرى .. وهو الفتح

هو ذي القروح .. وهو البوح

هو اللمسة الحانية

ذات صبح .. ذات إشراق

شعرت بتوهج الرمز وبعمق دلالاته

شعرت بهدوء وسكينة يعمان المكان .. الزمان

شعرت برهبانية الكلمة .. ووحدانية الذات .


كنت مبدعآ ..إنسانآ

دمت بخير بحب بنماء بعطاء بعلاء


:hi:

محمود النجار
25/07/2007, 11:50 PM
أخي أبا جواد
حقا ، لقد أبرد تعليقك حرارة روحي ، وجعلني أنظر لنصي للمرة المئة ربما .. هذا النص الذي أحبه ، ولعله نصي الدرامي الأول الذي كتبته أواخر 1999 ، ونشرته في ملحق صحيفة الخليج الثقافي في الشارقة ؛ فوجد اهتماما كبيرا لدى الأصدقاء من الصحفيين والشعراء والنقاد ، وقيل فيه الكثير ؛ فقد كان بداية نقلة نوعية في أدائي .
هذا النص كان نتاج تفاعل فني مع صديق مبدع ، التقينا معا على الفن ، وكان من نتائج لقاءاتنا الكثيرة التي كنا نناقش فيها فنية القصيدة هذا النص . وقد أهديته له حين نشرته .. إنه المبدع عاطف علي الفرايه .
النص عزيز علي ، لا أحتمل فيه نقدا أو تجريحا ، وإن كان كل ما نكتب قابلا للنقد والتجريح والتمزيق .. لكنه الانتماء والتوحد مع هذا النص .
أشكر لك من أعماق قلبي دخولك إلى النص وقراءته ، والتعليق عليه بهذا التعليق الجميل .
دمت مبدعا ..
ومساء الشعر واللهفة إل الكلمة الجميلة .


أخوكم / محمود النجار

أحمد العراكزة
26/07/2007, 02:45 AM
ومسام جلدك تسكب الآهات في شفة النهارْ ..
وتسمم الأزهارَ
تلتمس الهروب من البياض ِ
إلى المحطات البعيدةْ
تمشي وتعبث بالمرايا البيض
تستبق الحصار إلى الحصارْ

.....

كنت رائعا في هذه المرايا

هذه المرة الثالثة التي أقرأ فيها هذا النّص

وكلّما قرأت وجدت ما يشدّ للقراءة مرة أخرى وأخرى



لك دعائي

م . رفعت زيتون
27/07/2007, 12:53 PM
..
.
سيدي

أعدك بثلاث

أن لا أفارق حرفك

وأن اتعلم منك ما لم أعلم

وأن أعود للقراءة كلما شعرت بالظمأ

مدرسة أنت سيدي في صورك

وفي تطويع الألفاظ وفي العمق

وفي الغور في مساحات النفس

تمسح عنها ران الغموض حتى نفهم أكثر

فدعني أشكرك بما استعطت لأني

لا استطيع شكرك بما تستحق

..
.

محمود النجار
28/07/2007, 02:37 AM
ومسام جلدك تسكب الآهات في شفة النهارْ ..
وتسمم الأزهارَ
تلتمس الهروب من البياض ِ
إلى المحطات البعيدةْ
تمشي وتعبث بالمرايا البيض
تستبق الحصار إلى الحصارْ

.....

كنت رائعا في هذه المرايا

هذه المرة الثالثة التي أقرأ فيها هذا النّص

وكلّما قرأت وجدت ما يشدّ للقراءة مرة أخرى وأخرى



لك دعائي


أخي أحمد كراكزة
أشكر لك قراءتك الجميلة للنص ، واقدر لك عاليا ما كتبت في حق النص .

لك خالص مودتي وتقديري .

محمود

محمود النجار
28/07/2007, 02:49 AM
..
.
سيدي

أعدك بثلاث

أن لا أفارق حرفك

وأن اتعلم منك ما لم أعلم

وأن أعود للقراءة كلما شعرت بالظمأ

مدرسة أنت سيدي في صورك

وفي تطويع الألفاظ وفي العمق

وفي الغور في مساحات النفس

تمسح عنها ران الغموض حتى نفهم أكثر

فدعني أشكرك بما استعطت لأني

لا استطيع شكرك بما تستحق

..
.


أخي رفعت زيتون

أخجلت تواضعي بتواضعك ..
هذه كلمات أعتز بها وشهادة قد لا أستحقها ..
لا أتقن المجاملة كثيرا ، لكنني أقول لك بصدق : أنت رجل صادق وطيب وإنسان ..
إن التواضع من أجمل الصفات ؛ وقلما تجد شاعرا متواضعا ، فالشعراء مغرورن بطبيعتهم .. !!
أحترمك وأعتز بقراءتك وتعليقك كثيرا .


أخوكم / محمود النجار

عبد العزيز غوردو
28/07/2007, 01:50 PM
محمود النجار... أيها الشاعر الدرامي إلى حدود الافتتان

أهي جدارية هذه التي نصبتها أمام أعيننا لتبهرها بنورها الوهاج؟؟؟

يقينا أن العين عاجزة عن استيعاب كل هذا النور...

وحدها الروح، تلامس العمق فيها... تغوص لعمق مراياك الحزينة...

ربما تتوحد "الذوات" في الداخل...

أم تراه تشظي آخر؟؟؟

مودتي

محمود النجار
29/07/2007, 02:00 AM
محمود النجار... أيها الشاعر الدرامي إلى حدود الافتتان

أهي جدارية هذه التي نصبتها أمام أعيننا لتبهرها بنورها الوهاج؟؟؟

يقينا أن العين عاجزة عن استيعاب كل هذا النور...

وحدها الروح، تلامس العمق فيها... تغوص لعمق مراياك الحزينة...

ربما تتوحد "الذوات" في الداخل...

أم تراه تشظي آخر؟؟؟

مودتي


أخي عبد العزيز
أشكر لبهاء قلمك ..
أشكر لجميل قراءتك ..
أشكر لبديع ما خطت يداك ..
ما أنا وما أكتب إلا نقطة في بحر الإبداع ..
كلنا نتعلم ونتأثر بغيرنا ، ونظل في حالة تجريب لا تتوقف ، حتى تتوقف قلوبنا ..
روح كتابتك هي روح فنان مبدع .

لك خالص مودتي وتقديري
ودمت مبدعا ..

أخوك / محمود

حسن رحيم الخرساني
13/08/2007, 11:33 PM
لم أزل أنزف .. أبكي ..
والمرايا السود
تغتال النهارا
--------------------------------
من بين غيمة منسية
ينهض الشاعر النجار
ومعه أكليل ٌ من النور..
فيجسد لنا صورا تحيلـُنا إلى إنعكاسات لمرايا تلك الذات الناهضة بالوجود
ولكن في بعض الأحيان نستيقظ على واقع الكلمات التقريرية التي تحسب ضد
بناء القصيدة لانها تضعها في المباشرة
ورغم كل هذا وذاك
يبقى النجار مبدعا بجمال روحه التي
ترسم لنا أزقة ً ـ محمودية ـ المذاق
لك أيها المبدع
كل الحب

محمود النجار
14/08/2007, 12:44 AM
لم أزل أنزف .. أبكي ..
والمرايا السود
تغتال النهارا
--------------------------------
من بين غيمة منسية
ينهض الشاعر النجار
ومعه أكليل ٌ من النور..
فيجسد لنا صورا تحيلـُنا إلى إنعكاسات لمرايا تلك الذات الناهضة بالوجود
ولكن في بعض الأحيان نستيقظ على واقع الكلمات التقريرية التي تحسب ضد
بناء القصيدة لانها تضعها في المباشرة
ورغم كل هذا وذاك
يبقى النجار مبدعا بجمال روحه التي
ترسم لنا أزقة ً ـ محمودية ـ المذاق
لك أيها المبدع
كل الحب


ولك أخي حسن كل التقدير والاحترام ،

لقد دفعني تعقيبك النسيمي على نصيَّ القصيرين وإحساسي بروح شاعر متألقة تتسلل بهدوء عبقري إلى مفاصل الحروف ، وترمي بوردة حمراء في ذيلهما ـ دفعني ذلك إلى أن أطلب إليك بود أن تذهب إلى نص رأيت أن قراءتك له ستوثق عرى صلاتنا الشعرية ، وقد أسعدتني استجابتك السريعة لطلبي ، وسعدت كثيرا بتعليقك على النص .. فلك كل المودة والتقدير والامتنان .
أخي حسن
لا أدعي ابتداء أن أيا من نصوصي ، أونصوص غيري ـ كائنا من كان صاحبها ـ هي فوق النقد ، وليس مما يريح الشاعر الحقيقي أن يجد كل التعليقات في صالح النص ، لأن نصه في النهاية ليس قرآنا يتلى .. !
لكنني أظن بأن النص الدرامي لا يمكن أن يتخلص تماما من السردية ومن مسحة خفيفة من المباشرة ، لا سيما وأن النص ربما مثقل بالإيحاء والدلالة على طوله النسبي .. ولأن النص غنائي بامتياز فالتقرير ( الشفيف ) يعود على ذات الشاعر ، وهو العارف بنفسه ، فهو تقرير من نوع خاص ، لا يقول : هذا خطأ محض ، وذلك صواب أكيد ، ولا يستخدم التسويف والإعلان والصراخ ، بقدر ما يقول للمتلقي عن بكائه وتباريح روحه وبقدر ما يشف عن شخصية تخلع على نفسها صفات هي تعرفها .. !
آمل أن أكون قد وفقت في هذه العجالة في إيضاح ما أريد ..
أخيرا أؤكد لك عظيم امتناني وتقديري لقراءتك الرائعة .. وكلي أمل أن تعد هذا التوضيح نوعا من الغيرة والحب للنص ، وليس ردا على تعليقك الرائق .

خالص حبي وتقديري لشخصك الكريم ، وأتمنى أن نتواصل دائما ، فلا شك بأنك مبدع مميز يشرفني أن أتواصل معك ..


محمود النجار

حسن رحيم الخرساني
14/08/2007, 01:10 AM
الحبيب محمود النجار
هكذا هي الطيور التي تدافع عن ذواتها في الرؤيا
من الداخل ... ولها الحق ـ طبعا ـ فهي الخالقة للنص
ولا بد من الدفاع عن سواحله البيضاء ..
ولكن سيدي للمتلقي أمزجة يحاول أن يلون النص َ بها
ويشتهي أن يضيف أحيانا من جماله كي تكتمل الورود التي تفتح بها نصك الجميل ..
وللعارفين بمرايا لعبة اللغة لهم رأي أخر ..
وللنقاد أيضا ..
وكما تشيهي لك كذلك ..
وفي النهاية
يبقى الزمن هو الشاهد الأخير على الثابت كهوية الشمس
والزائل دون هوية تحدد له قيمة الذات المعرفية في بناء الضوء ..
ومع هذا وذاك تبقى محبتي
لك أيها المبدع الجميل

محمود النجار
14/08/2007, 08:39 PM
الرائع حسن رحيم

أحترم رأيك وأقدره ، وليس لي إلا أن أرضخ لإرادة الرأي الذي يجب ان نتعلم كيف نحترمه .. !
سعدت استثنائيا باهتمامك ..
وودت لو أراك دائما قريبا من نصوصي ..

لك مودتي ، ودمت متألفا ..

محمود النجار

لطفي منصور
20/08/2007, 11:09 PM
أخي المكرم وشاعرنا الجميل محمود النجار .... تحية
عدت إلى رائعتك اليوم بعد عودتي من لقاء ثقافي شعري في قرية حوارة قرب مدينة نابلس ... وقد ألقيت قصيدة رثاء في أحد الزملاء .. وخيم الحزن وعم التصفيق ....
ولأن قصيدتك هذه تستحق التصفيق بحق .. أعادني إليها دافع عزيز ... وشدني إليها أمر تراقص في داخلي نبضه ، فاندفعت إليها ثانية راغبا ... وأعدت القراءة ... فرأيت محمود الإنسان الذي يدخل القلب بلا استئذان ... هكذا أقترب منك كلما قرأت لك نتاجا أو تعليقا أو مشاركة ... دمت لي أخا ودودا أتمنى لقياه وسماع حديثه لأستمتع به كما استمتعت بقراءة إبداعاته .
وإلى لقاء ...
لطفي منصور

أيمن أحمد رؤوف القادري
21/08/2007, 01:00 AM
الأستاذ العزيز محمود النجار
لفتني في القصيدة الاسترسال في المعاني الطويلة، وحشد الصور القائمة على المزج بين المتباعدات، واستخراج الفريد من المألوف!
حيّاك الله يا شاعرنا
ولكن أرغب إليك أن لا تترك الإيقاع الأصيل مستفيداً من أوزان الخليل والاجتهادات اللاحقة التي دارت في فلكها، وصولاً إلى شعر التفعيلة... وإن كنت استخدمت إيقاعك الخاص... لعل الجمع بين الإيقاعين مفيد... والأمر في ذلك إليك.

محمود النجار
21/08/2007, 02:08 PM
أخي أيمن
سأعود ثانية إلى تعقيبك على النص ، لكن سريعا أود أن أقول لك بأن القصيدة على تفعيلة متفاعلن وزحافاتها ..
لك تقديري واحترامي .

محمود النجار

أيمن أحمد رؤوف القادري
21/08/2007, 09:56 PM
يبدو أن انبهاري بالقصيدة بلغ مداه حتى اختلت مقاييسي وضاعت مداركي
أخي العزيز
لقد أصبتَ وأخطأتُ
كنت على عجلة من أمري، فلم أتبيّن مسألة الإيقاع،
ولكن حسناً فعلتُ إذ أبديت ظني فجاء توضيحك ليزيله
وظهرت القصيدة في عيني أروع وأروع
أكرر اعتذاري

محمود النجار
22/08/2007, 03:46 AM
يبدو أن انبهاري بالقصيدة بلغ مداه حتى اختلت مقاييسي وضاعت مداركي
أخي العزيز
لقد أصبتَ وأخطأتُ
كنت على عجلة من أمري، فلم أتبيّن مسألة الإيقاع،
ولكن حسناً فعلتُ إذ أبديت ظني فجاء توضيحك ليزيله
وظهرت القصيدة في عيني أروع وأروع
أكرر اعتذاري

الأخ أيمن
لا عليك ، وأنا سعيد بقراءتك للنص ، وسعيد أكثر بجمال روحك وتواضعك الأجل ، وأتمنى أن أراك دائما تتابع نصوصي ، وتعلق عليها ؛ فالنص يظل بلا قيمة حتى يقرؤه من يقدره ، ويحسن التوغل فيه مثل أخي ايمن .
لا بأس بملاحظتك حول الوزن ، وما حدث معك يحدث معنا أحيانا ..

لك خالص مودتي وتقديري ..

محمود

محمد سمير السحار
22/08/2007, 02:40 PM
أخي الفاضل الشاعر الكبير محمود النجار
أرى النص ملحمة شعرية نتاج ملحمة إنسانية لقلب عاشق ونبيل
دمتَ بكل الخير والود
خالص تقديري واحترامي
أخوك
محمد سمير السحار

محمود النجار
23/08/2007, 06:06 AM
أخي المكرم وشاعرنا الجميل محمود النجار .... تحية
عدت إلى رائعتك اليوم بعد عودتي من لقاء ثقافي شعري في قرية حوارة قرب مدينة نابلس ... وقد ألقيت قصيدة رثاء في أحد الزملاء .. وخيم الحزن وعم التصفيق ....
ولأن قصيدتك هذه تستحق التصفيق بحق .. أعادني إليها دافع عزيز ... وشدني إليها أمر تراقص في داخلي نبضه ، فاندفعت إليها ثانية راغبا ... وأعدت القراءة ... فرأيت محمود الإنسان الذي يدخل القلب بلا استئذان ... هكذا أقترب منك كلما قرأت لك نتاجا أو تعليقا أو مشاركة ... دمت لي أخا ودودا أتمنى لقياه وسماع حديثه لأستمتع به كما استمتعت بقراءة إبداعاته .
وإلى لقاء ...
لطفي منصور



الصديق الغالي ، وشاعرنا الرائع لطفي منصور
لا أعرف كيف أشكر لك حسن خلقك ، وعظيم أدبك ؟!
دخولك إلى النص ثانية أدخل إلى نفسي شيئا من السرور ، وأحسست بشاعر يتسلل إلى نصي تسللا نسيميا شفيفا ، فيدخل إلى نفسي شيئا من عذوبة الإحساس بالكلمة ، ويجعلني أكثر التزاما باحترامها والعمل على ترقيتها وتفردها ..

أخي الشاعر الرائع ، لك مني خالص المودة والتقدير ..


محمود

محمود النجار
23/08/2007, 09:08 PM
أخي الفاضل الشاعر الكبير محمود النجار
أرى النص ملحمة شعرية نتاج ملحمة إنسانية لقلب عاشق ونبيل
دمتَ بكل الخير والود
خالص تقديري واحترامي
أخوك
محمد سمير السحار


أخي الكريم / محمد سمير السحار

سرني كثيرا أن أجدك هنا ، تقرأ نصي ، وتعلقك عليه ..
الشعر يصنع صداقات جميلة ، ويؤثث لعلاقات من نوع مختلف ..

لك خالص مودتي وتقديري ،،


أخوك / محمود النجار

عمار القحطاني
26/08/2007, 11:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز محمود النجار ... لأكثر من مرة وأنا أحاول ان اكتب تعليقا على هذه القصيدة الفريدة ولكني في كل مرة اجدني بحاجة الى قراءته للمرة الثانية والثالثة و...و...
الان أجدني قد حان الوقت لان اكتب عنها :
القصيدة عبارة عن مزيج من المشاعر المتأججة في نفس شاعر يحمل هموم عصر بأكمله ناهيك عن همومه المشتعلة في زوايا الليل اللا منتهي ( الواقع)
وأنا أقرأ القصيدة أشعر وكأنني على متن قارب في وسط محيط ..أمواجٌ تحيط بي هائجة أحيانا ألى درجة اليأس
وهادئةً الى درجة التعلال والامل في حين آخر
صور بلاغية كثيرة معبرة لعل أبرزها مطلع القصيدة
متقيـئاً روحي
يجيء الليلُ محتضرا ....
****
منسلاً من التاريخ ِ
منفلتاً من الأفُقِ الذي صدَّ الحمامَ
........
وأراق هيكلَهُ الشقيَّ على سوافي الرمل ِ
أشرعَ جسمَه المعتلَّ
عـوداً ناشفـاً ؛
فبكى الغمامُ
وأزهرَ الحنونُ من دمِهِ
......
كذلك الصورتين الحيتين و المعبرتين عن نفس تواقة في قوله
استعدْ عنوانَكَ المنسيَّ
واهربْ من بشاعتِكَ القديمةْ
وقوله ...
كن مثل جوف النار أسودَ
أو كبحر من جحيمْ
* * *
وهنالك من الصور ما مزقت قلبي وأنا أقرأ القصيده
والدموع تتكلم قول الشاعر
فتسقطُ الكلماتُ من عينيكَ شعراً
فيه تقتتلُ الحروفُ
وقوله
كل حدائق العشاق في عينيك
شوك أو حريقْ
ها .. كبرياؤك عاجزةْ
هرم ولكن من رمادْ ..
عرش من القش استطالْ
والصورة
أمضيت عمري أشتهي
أن تهرب القضبان من سجني قليلا ؛
لأعود شأن العائدين من السواد ..
أفتش الآهـات عن سلمى التي
افترشــت على تنهيدتي عمـرا طويــلا
لست أدري أي واحـــدة تكـون
..............
كل هذي المرايا بتعدد أنواعها ( المرايا البيض ‘ المرايا السود ومرايا الوهم ) قد قد عكست صورا عن نفس شاعر حر ومتألق جدا
بوركت أخي محمود ولك التحية
اخوك عمار القحطاني

محمود النجار
31/08/2007, 11:22 PM
أخي الشاعر الشاب الرائع عمار

قراءتك للنص كانت رائعة ، ووقوفك على بعض الصور دون غيرها يشي بشاعر ملتوم ، ثائر ، متمرد ، يحس بوقع الكلمة .. وجمال الصورة ..
قراءتك أثلجت صدري ، ودعتني إلى الوثوق بروح الشاعر الشاب الجميل عمار القحطاني ، وجعلتني أكثر ثقة بأن مستقبلك الشعري سيكون متألقا بإذن الله .

أنا من المعجبين بك ، الواثقين بقدراتك ؛ فأنت على وعي بأدواتك ، تؤثث لنص لم تكتبه بعد سيكون ثقيلا بوزن قصيدة مميزة ..

أشكر لك ما علقت به ، وأتمنى أن أراك دائما قريبا من نصوصي ..


أخوكم / محمود النجار

تركي عبد الغني
15/09/2007, 08:45 PM
ماذا تراني أضيف على ما قاله الأساتذة قبلي؟

لذا أكتفي برفعها للمتعة والتفكر

وأقول

رائع أنت سيدي

أكررها بأني سعدت جدا بالتعرف عليك في عمان

بوركت والوطن

محمود النجار
19/09/2007, 09:01 PM
أخي الفاضل الشاعر الكبير محمود النجار
أرى النص ملحمة شعرية نتاج ملحمة إنسانية لقلب عاشق ونبيل
دمتَ بكل الخير والود
خالص تقديري واحترامي
أخوك
محمد سمير السحار


أخي الشاعر الرائع محمد سمير السحار

ابتداء أعتذر لك أشد الاعتذار عن تأخري في الرد على مشاركتك ، حيث لم أنتبه لمشاركتك لكثرة الضغوط ؛ فأرجو أن تعذرني ..

أشكرك أخي الفاضل على تفضلك بالتوقيع على نصي ، ووصفه بالملحمة الإنسانية ، وهذا دليل على قراءتك الواعية للنص الدرامي الذي يشبه الملحمة من حيث النفس الشعري ..

لك خالص التقدير


محمود النجار

عيسى عدوي
19/09/2007, 10:37 PM
أخي محمود ...تحيتي لك ولإبداعك الجميل ...أيها المغترب الذي يحمل في داخله جميع اصناف المرايا ...ملساء وحدباء ومقعرة ..مصقولة ..وغير مصقوله ...تعكس لكل عين ناظرة ما ترى في داخل هذا المخلوق العجيب الذي ما زالت تسكنه الصحراء وهو في بلاد الصقيع ...يعانق الليل في بلاد الشمس الساطعة ...يحلم بأن يعود إلى حيث إبتدأ ...يتمنى أن تنهار السجون التي تمنعه ...أن يلامس النخيل ...وحيث أنه لم يزل يعيش الغربه ...فهو لم يزل يتنقل بين المرايا ..حتى يجد المصقولة التي تريه قلبه ...فيستريح .....مودتي لك ايها الشاعر ...

مائن السليم
19/09/2007, 11:56 PM
أشعلت في لغتي بقاياها ...و جئت كما يجيئ الفجر ...بعض الصمت ترتيل و أغلبه بكاء
تحياتي لك ولقلمك الرائع
تقبل مروري

محمود النجار
21/09/2007, 01:25 AM
حين يقول لك شاعر جميل كتركي عبد الغني : رائع أنت ، تحس بالنشوة .

شكرا لك تركي


محمود النجار

محمود النجار
21/09/2007, 01:25 AM
حين يقول لك شاعر جميل كتركي عبد الغني : رائع أنت ، تحس بالنشوة .

شكرا لك تركي


محمود النجار

محمود النجار
01/11/2007, 04:33 PM
أخي محمود ...تحيتي لك ولإبداعك الجميل ...أيها المغترب الذي يحمل في داخله جميع اصناف المرايا ...ملساء وحدباء ومقعرة ..مصقولة ..وغير مصقوله ...تعكس لكل عين ناظرة ما ترى في داخل هذا المخلوق العجيب الذي ما زالت تسكنه الصحراء وهو في بلاد الصقيع ...يعانق الليل في بلاد الشمس الساطعة ...يحلم بأن يعود إلى حيث إبتدأ ...يتمنى أن تنهار السجون التي تمنعه ...أن يلامس النخيل ...وحيث أنه لم يزل يعيش الغربه ...فهو لم يزل يتنقل بين المرايا ..حتى يجد المصقولة التي تريه قلبه ...فيستريح .....مودتي لك ايها الشاعر ...

أخي الكريم عيسى
يبدو أن الانشغال أخذنا بعيدا ..

أعتذر لك عن تأخري الطويل في الرد على مشاركتك التي لاقت لدي استحسانا مغايرا ..
قراءتك النص وتعقيبك عليه أدخلا السعادة إلى قلبي .

نعم أخي الفاضل سنظل نتمنى أن نخرج من سجوننا الكثيرة ..
فما أكثر السجون في وطننا الممتد من الماء إلى الماء ..
سجون الوطن قضبانها الكثيرة المسيجة حول الكلمة والروح والجسد ..
حدودها التي تقف على سياجها الطويل دمى غبية أينما التفتّ ..

شكرا لقراءتك الجميلة ..


محمود النجار