المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " الموساد " ......ثورة في طرائق تجنيد العملاء



صالح النعامي
17/07/2007, 10:30 PM
" الموساد " ......ثورة في طرائق تجنيد العملاء"

دراسة "

صالح النعامي
نشرت في مجلة " وجهات نظر " المصرية عدد تموز 2007

من أهم الإستنتاجات التي خلصت إليها لجان التحقيق العسكرية الكثيرة التي شكلها الجيش الإسرائيلي للتعرف على أسباب اخفاقه في تحقيق الأهداف التي حددتها حكومة إيهود أولمرت للحملة العسكرية على حزب الله في اعقاب اختطاف اثنين من جنوده، كانت بلا شك الحاجة الى زيادة الإستثمار في مجال جمع المعلومات الاستخبارية.

فقد كان واضحاً لهذه اللجان أن هذه الحرب أبرزت العديد من مظاهر القصور في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، أدت في النهاية الى عجز إسرائيل عن حسم المعركة لصالحها، رغم تفوقها بشكل هائل على حزب الله.
فالإستخبارات الإسرائيلية فشلت في التنبؤ بإمكانية أن يقوم حزب الله بأسر الجنديين، كما أنه عندما أعلنت تل ابيب الحرب، تبين أنه لم يكن لدى هذه الاستخبارات معلومات دقيقة عن أمكان تخزين ونصب صواريخ حزب الله، الأمر الذي أتاح للحزب مواصلة اطلاق الصواريخ حتى آخر يوم في الحرب، الأمر الذي أدى لأول مرة الى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين عن مستوطنات الشمال، مما ترك آثاراً مدمرة على المزاج العام للجمهور الإسرائيلي.
وفي ظل الحديث عن نتائج الحرب، شدد العديد من كبار قادة الاستخبارات والمفكرين الإستراتيجيين في اسرائيل على أن المعلومة الإستخبارية تمثل في الحقيقة جزءاً أساسياً من النظرية الأمنية الإسرائيلية.
ويقول رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق شلومو غازيت أن توفر المعلومات الاستخبارية الدقيقة منحت الجيش الإسرائيلي دائماً القدرة على توجيه ضربات قاصمة وخاطفة للجيوش العربية وحركات المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أدى الى تقليص فترات الحروب مع الدول العربية، الأمر الذي سمح بعودة الحياة الطبيعية الى مسارها في إسرائيل بسرعة كبيرة. من ناحيته يقول الخبير الأمني الإسرائيلي امير أورن أن قدرة إسرائيل على الحصول على استخبارات " ممتازة " مكنها من الاحتفاظ بجيش نظامي صغير، بحيث أنه لا يتم استدعاء قوات الاحتياط إلا في حالة تم شن حرب هجومية على الدولة.
ويؤكد أورن أن حقيقة اعتماد الجيش الإسرائيلي على 70% من قواه البشرية على قوات الاحتياط، يعني أن قدرة العرب على إطالة أمد أي حرب سيؤدي الى نتائج كارثية على إسرائيل؛ من هنا كانت هناك دوماً هناك حاجة ماسة الى معلومات اسخبارية دقيقة عن " العدو العربي ".

ويعتبر الجنرال جادي ايزنكوف، قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أنه من البديهيات، أن غياب معلومات استخبارية نوعية، يعني أنه لا قيمة تذكر للتفوق النوعي الإسرائيلي في المجال العسكري. ويضيف أن سلاح الجو الذي يمثل الذراع الاستراتيجي لإسرائيل في الحرب مع الدول العربية لن يكون لديه ما يفعله أن لم يكن لديه معلومات معلومات حول المكان الدقيق للهدف المنوي مهاجمته، كما أن الوحدات المختارة لن يكون بإمكانها التدليل على قوتها ونخبويتها في حال لم تتزود بمعلومات دقيقة حول الأهداف التي تنوي مهاجمتها.

لكن تبدو مساهمة العملاء والمعلومات الاستخباية واضحة بشكل أكثر وضوحاً في مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية. فتؤكد العشرات من الاحكام التي اصدرتها المحاكم الفلسطينية بحق العشرات من العملاء خلال الانتفاضة الحالية أنه بدون المعلومات التي يقدمها العملاء لم يكن بوسع الجيش الإسرائيلي تنفيذ أياً من عمليات الاغتيال والتصفية بحق قادة وعناصر حركات المقاومة، فضلاً عن تنفيذ عمليات الاختطاف والاعتقال التي يتعرض المقاومون.
وهذا ما أكده جميع قادة جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية " الشاباك " ( الذي يتولى بشكل أساسي مهمة تجنيد وتوظيف العملاء من الفلسطينيين)، الذين تباهوا بقدرتهم على توظيف العملاء في مجال محاربة المقاومة.

ويزخر كتاب " القادم لقتلك "، الذي ألفه يعكوف بيري، الرئيس الأسبق لجهاز " الشاباك " – والذي صدر قبل عدة أعوام - بالمعلومات التي تعكس حجم المساهمة الهائل للعملاء في تسهيل عمليات جيش ومخابرات الاحتلال.
اللافت للنظر أنه حسب التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية والفصائل الفلسطينية مع العملاء تبين أن بعضهم قاموا شخصيا بتنفيذ عمليات اغتيال أو محاولات لتنفيذ اغتيال ضد نشطاء المقاومة.
بعض العملاء اعترف بدور مباشر في المجهود الحربي لقوات الاحتلال. ففي مؤتمر صحافي عقده جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة قبل عام ونصف اعترف أحد العملاء الذين زرعهم جهاز " الشاباك " في صفوف الجناح العسكري لأحدى الفصائل الفلسطينية، أنه كان يقوم بإبطال مفعول العبوات الناسفة التي كانت حركات المقاومة تقوم بزرعها في الشوارع التي تفترض أن قوات الاحتلال ستسلكها لدى اقتحام مدينة " رفح "، جنوب قطاع غزة التي كان يعيش فيها هذا العميل.

بلورة الأهداف الإستخبارية
تواصلت حرب لبنان الثانية في ظل تعبير إسرائيل عن قلقها من إثنين من مظاهر الخطر التي تهدد أمنها الإستراتيجي، وهما المشروع النووي الإيراني، والحركات الجهادية في العالم. في نفس الوقت، فأن إسرائيل لا يمكنها إغفال الاهتمام بالدول العربية ذات التأثير الهام في العالم العربي وتحديداً مصر وسوريا. كما أن الساحة الفلسطينية تشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل في اعقاب فوز حركة حماس، وتواصل حركات المقاومة، والحديث المتزايد عن إمكانية شن حملة برية لإعادة احتلال معظم مناطق قطاع غزة. وكل هذه التحديات تمت ترجمتها الى أهداف استخبارية على النحو الآتي:

أولاً: قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مؤخراً بوصفه المسؤول المباشر عن الأجهزة الاستخبارية تفويض جهاز الاستخبارات للمهام الخارجية " الموساد " مواجهة الخطر الذي تمثله الحركات الجهادية في جميع ارجاء العالم على إسرائيل، إلى جانب تسليمه ملف البرنامج النووي الإيراني. وكلف الموساد بجمع المعلومات الاستخبارية عن الحركات الجهادية والبرنامج النووي الايراني والتعاون في ذلك مع وكالة الاستخبارات الأمريكية " السي آي ايه
.
ثانياً: تكثيف عمليات جمع المعلومات الاستخبارية عن الدول العربية، وتحديداً عن سوريا ومصر. وأن كان من المفهوم أن تبرر إسرائيل جمع المعلومات الإستخبارية عن سوريا التي هي في حالة حرب معها، فأنه يكون من المثير الاستماع الى تبريرات الإسرائيليين لجمع المعلومات الاستخبارية عن مصر الذي تربطها بها معاهدة سلام.
فقد اعتبر الجنرال يوسي كابروفسير، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروف ب " أمان " أن مصر تمثل " هدفاً استخبارياً من الطراز الأول ".
وفي مقابلة اجرتها معه القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ 2-3-2006، بعيد تركه منصبه وانتقاله للحياة المدنية، قال كابروفيسير أن التوقيع على معاهدة " كامب ديفيد "، لم يغير كثيراً من الإهتمام الإسرائيلي بمتابعة كل ما يجري في مصر، على اعتبار أنه لا يوجد ثمة ثقة أن تواصل مصر الإلتزام بتلك المعاهدة.

لكن هناك من كبار المسؤولين الإسرائيليين من هم أقل حذراً في تصريحاتهم إزاء مصر، والحاجة لمعرفة كل معلومة حولها. فنائب رئيس الوزراء، والمكلف بالشؤون الإستراتيجية في الحكومة افيغدور ليبرمان قال في جلسة لنواب حزب " إسرائيل بيتنا " في الكنيست بتاريخ 12-1-2007 " يتوجب علينا ألا نغفو أثناء الحراسة، معاهد السلام مع مصر ليست بوليصة تأمين، يتوجب علينا أن نأخذ أقصى درجات الحذر،يجب أن نحرص على أن تبقى مصر بعيدة عن منظومات الأسلحة التي يمكن أن تشكل تهديداً استراتيجياً لنا".

أقوال كابروفسير وليبرمان هذه تصلح لفهم جهود الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية، وتحديداً جهاز " الموساد "، لزرع عملاء في مصر لجمع المعلومات الإستخبارية، والتي كان آخر ما القاء القبض على المهندس الذي يعمل في هيئة الطاقة الذرية المصرية، بتهمة الارتباط بالاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية.
و على الرغم من إن إسرائيل الرسمية نفت أي علاقة لها بهذا المهندس، إلا أن إيتان هابر رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اسحاق رابين، وكبير المعلقين في صحيفة " يديعوت أحرنوت "، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، والذي ألف عدة كتب عن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، علق على هذا النبأ بالقول في مقابلة بثتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي 18-4-2007 أن الأجهزة الإستخبارية تنطلق من إفتراض مفاده أنه يتوجب محاولة زرع عملاء لها في كل المؤسسات الهامة في العالم العربي، من أجل الحصول على المعلومات التي يمكن على أساسها إتخاذ القرارات السياسية والعسكرية المناسبة.
ويتقاسم المسؤولية عن جمع المعلومات الاستخبارية عن الدول العربية كل من جهازي " الموساد " و " أمان ".

ثالثاً : مواصلة العمل ضد حركات المقاومة الفلسطينية، باعتبارها هدف استخباري بالغ الأهمية، وذلك لقربها من العمق الإسرائيلي. ويتولى عملية جمع المعلومات الاستخبارية جهاز المخابرات الداخلية المعروف ب " الشاباك "، وهو يشارك الجيش بشكل عملي في عمليات مطاردة المقاومين الفلسطينيين


الاستخبارات بين المصادر البشرية والإلكترونية

لا خلاف بين قادة الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية على أفضلية المعلومات الاستخبارية التي يمكن الحصول عليها حول العالم العربي من مصادر بشرية، أي عن طريق زرع عملاء عرب في الدول الدول العربية المستهدفة.
ويقول آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي والذي شغل في الماضي منصب رئيس جهاز " الشاباك " أن المعلومات التي يحصل عليها من المصادر البشرية تكون في الغالب موثوقة أكثر من المعلومات التي يمكن الحصول عليها بالوسائل الالكترونية، مثل التنصت ومتابعة الأقمار الصناعية، التي في كثير من الاحيان يصعب تفسيرها، على حد قوله.
ويجزم أن بعض المعلومات الحيوية لا يمكن الحصول عليها إلا من عبر المصادر البشرية. من هنا فأنه بالنسبة لديختر وجميع قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، فأن إسرائيل مطالبة بمضاعفة الاستثمار في مجال تجنيد المزيد من المصادر البشرية داخل الأراضي الفلسطينية وفي الدول العربية للحصول على المعلومات الحيوية.

ويسخر داني ياتوم، الرئيس الأسبق لجهاز " الموساد " من آليات عمل وكالة الاستخبارات الأمريكية التي تعتمد بشكل أكبر على الوسائل الإلكترونية في الحصول على المعلومات الاستخبارية، ويعتبر أن هذا هو أحد الأسباب التي جعل مهمة الولايات المتحدة بالغة الصعوبة في كل من العراق وافغانستان.


الظروف المساعدة لتجنيد العملاء

يقول يعكوف بيري في كتابه " الآتي لقتلك "، أن عملية تجنيد العملاء، تعتمد بشكل أساسي على القدرات " الإبداعية " التي يتمتع بها القائمون على مهمة تجنيد العملاء، وقدرتهم على تطوير ادائهم بما يتناسب مع ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ويصف عملية تجنيد العملاء بأنها " حرب عقول " مفتوحة. لكن من خلال ما كتبه بيري، ويهودا جيل، الذي يعتبر من أكثر ضباط الموساد الذين نجحوا في تجنيد عملاء عرب، وابراهام حزان، من قادة " الشاباك "، وغيرهم من أولئك الذين شغلوا مناصب مرموقة في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، فأن عملية تجنيد العملاء، تقوم على الظروف الأتية:
1- المنتصر يخترق المهزوم : في حال نشوب صراع بين كيانين، فأن أي كيان بإمكانه أن "ويؤكد حزان أن هذه مسلمة تاريخية، وتاريخ الصراعات دلل على ذلك.
ويرى رافي إيتان، الذي رأس في السابق قسم تجنيد العملاء في الموساد، أنه في حال حقق أحد طرفي صراع انتصاراً على الطرف الآخر، فأن مواطني الطرف المهزوم، يبدون استعداداً للتعاون مع الطرف المنتصر.
وإذا اسفر الصراع عن نجاح طرف في احتلال أرض الطرف الآخر، فأن هذا يمثل " الظروف المثالية " لتجنيد العملاء، كما يقول بيري. ويقول الكاتب والمحقق الإسرائيلي يغآل سيرنا أن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه ديان، بعيد انتهاء حرب الأيام الستة قد شدد على أن استعداد الفلسطينيين للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، هو الشرط الذي يمكنهم من العيش ب " راحة " بعد الاحتلال.
وينقل سيرنا عن ديان قوله " الآن يوجد للفلسطينيين ما يخسرونه، فكل فلسطيني يريد الحصول على تصريح لإقامة مشروع اقتصادي، أو تصريح للعمل أو العلاج في إسرائيل، أو يرغب في السفر للخارج، عليه أن يكون مستعداً للتعاون معنا ".
2- الحاجات المادية والإقتصادية والعاطفية: وكما يقول جيل، فأن هذه الحاجات تشكل نقاط ضعف تستطيع الأجهزة الاستخبارية استغلالها لتجنيد العملاء.

3-ضعف الشعور بالإنتماء الوطني: يربط شفطاي شفيت، رئيس جهاز الموساد السابق بين استعداد قطاعات في العالم العربي للتعاون مع إسرائيل وبين وجود الأنظمة الشمولية القمعية في العالم العربي. ويضيف في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ 22 -5-2004 أن حكم الأنظمة الشمولية في العالم العربي هو عامل مهم في تقليص الشعور بالإنتماء الوطني بسبب قمعها، الأمر الذي يجعل بعض مواطني الدول العربية مستعدين للتعاون مع إسرائيل احتجاجاً على حكوماتهم وأنظمتهم.
4-ضعف المستوى التعليمي وإنعدام الثقة بالذات: على الرغم من نجاح الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية في تجنيد اشخاص من مختلف المستويات، إلا أنه لا خلاف بين قادتها على أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي للفرد كلما كانت عملية تجنيده أكثر صعوبة.ولا خلاف ايضاً على أن الثقة بالذات تمثل عنصراً مهماً في قبول أو رفض التعاون مع دولة الاحتلال.

وتنقل الإذاعة العبرية بتاريخ 14-4-2003 عن أحد ضباط جهاز " الشاباك " قوله أنه في أحد الأيام استدعى أحد الشباب الفلسطيني في أحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وبعد أن تحدث معه حول أموره الشخصية، عرض عليه التعاون معه المخابرات الإسرائيلية، فرفض الشاب. فما كان من هذا الضابط إلا أن أخرج عدة صور لهذا الشاب وهو يمارس الجنس مع إحدى النساء. وتوجه للشاب قائلاً " حسناً، ماذا تقول الآن، بإمكاني أن أوصل هذه الصور لعائلة الفتاة وعندها سيقتلونك ".
ويضيف الضابط " لهول مفاجأتي، فإذا بهذا الشاب يبتسم ابتسامة خبيثة ويقول لي : حسنا، لا عليك، أنا سأريحك، فإذا سحبت لي مزيداً من هذه الصور، سأقوم بتعليقها في شوارع المعسكر ".
ويقول الضابط " لقد جن جنوني بعد أن تبين لي أن مناورتي التي نجحت مع العشرات من الشباب الفلسطيني فشلت مع هذا الخنزير، لأنه علم أنني لست معنياً في الحقيقة بنشر الصور، فطردته من المكتب، وأنا أكن له كل إحترام وتقدير". ولا يفوته أن يشير الى أن هذا الشاب أصبح متديناً وتحول للعمل المقاوم عندما اندلعت الانتفاضة الأولى، حيث قضى نحبه في إحدى العمليات.

5- ضعف أو قوة الوازع الديني: لا خلاف لدى ديختر، على أن الوازع الديني لدى العرب والفلسطينيين يمثل درعاً واقياً يقلص استعدادهم للتعامل مع المخابرات الإسرائيلية.
ويورد ديختر حادثة ذات دلالة. ويقول أنه عندما كان مسؤولا عن تجنيد العملاء في منطقة شمال قطاع غزة، استدعى شاباً فلسطينياً لمحاولة تجنيده، وبعد أخذ ورد، كما يقول ظهر لدى هذا الشاب استعداداً للتجاوب، وفجأة، فإذا بالمساجد في المنطقة تصدع بإذان الظهر، فما كان من هذا الشاب، إلا أن ارتعد وزمجر وصرخ في وجهي " لن أخون الله ووطني ايها الحقير"


الموساد وآلية " شفط العملاء "

جهاز " الموساد "، الذي يعنى بشكل مباشر بالتجسس على الدول العربية، لا يملك القدرة على الاحتكاك بمواطني الدول العربية بسهولة، كما هو الأمر متاح لجهاز " الشاباك "، المسؤول عن تجنيد العملاء من بين الفلسطينيين.، ولعدم قدرة " الموساد " على العمل بشكل مباشر في العالم العربي، فأن المسؤولين عن تجنيد العملاء في هذا الجهاز يسعون الى استدراج المرشحين للإسقاط الى خارج العالم العربي لكي يتاح ممارسة أساليب التأثير التي يحاول الموساد من خلالها تجنيد هؤلاء لصالحه، وهو ما يطلق عليه شفتاي شفيط، آلية " شفط العملاء ". وتتم هذه الآلية بأشكال مختلفة، حسب الظروف:
1-هناك مواطنون عرب يتوجهون من تلقاء أنفسهم، وبسبب ضائقة مالية أو مشاكل اجتماعية، أو بدافع الانتقام من أوطانهم، الى السفارات الإسرائيلية لعرض خدماتهم في مجال التجسس على طاقم السفارة.
وتدلل اعترافات بعض العملاء الذين القي القبض عليهم في الدول العربية، وتحديداً في مصر أن هؤلاء بادروا الى عرض خدماتهم على الموساد. وتكمن أهمية هذا النوع من العملاء، أن بعضهم يبادر الى ذلك وهو يعلم أن لديه ما يمكن أن يقدمه.وبالطبع هذه الطريقة الأيسر في تجنيد العملاء.

2- محاولة تجنيد المواطنين العرب الذين يتوجهون للخارج سواء للدراسة أو العمل، واستغلال مشاكلهم لعرض حلولاً لها، وينتهي الأمر بالسقوط في براثن الموساد، كما حدث مع عدنان ياسين الموظف في مكتب حكم بعاوي عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح " عندما كانت قيادة منظمة التحرير في تونس، وكان بعلاوي مسؤولاً عن الأمن في مقر المنظمة.

فعندما توجه ياسين للعلاج في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي للعلاج في فرنسا، وكان يواجه مشاكل مالية جمة،عرض عليه عناصر الموساد تقديم الدعم المالي له مقابل موافقته على التعامل معهم، فوافق على ذلك.
فما كان منه أن قدم اخطر المعلومات الاستخبارية عن قيادة منظمة التحرير، وهي المعلومات التي سمحت لحكومة رابين قبيل الخوض في مسار " اوسلو " بالتأكد من أن هذه القيادة أصبحت جاهزة لأي حل يعرض عليها.
فبناءاً على تعليمات الموساد قام ياسين باهداء امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في ذلك الوقت محمود عباس، الرئيس الفلسطيني الحالي، مصباح مكتبي غالي الثمن لوضعه على مكتبه الخاص في مقر المنظمة في تونس، وكان " الموساد " قد زرع في هذا المصباح جهاز تنصت، استطاعت إسرائيل عن خلاله أن تطلع أولاً بأول على ما يجري من مداولات في مكتب ابو مازن، قبل واثناء المفاوضات السرية على اتفاقية " أوسلو ".

وقال عوزي عراد الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب مدير قسم الأبحاث في جهاز " الموساد " أن المعلومات التي نقلها ياسين كان لها بالغ الأثر في بلورة قناعة لدى دائرة صنع القرار في إسرائيل أن قيادة منظمة التحرير في اقصى درجات تهافتها على البحث عن تسوية تضمن لها بقاء دورها في قيادة منظمة التحرير، بعد أن اتضح لها أنها توشك على فقدان زمام المبادرة.
3-تحديد هوية أشخاص في العالم العربي ومحاولة اسقاطهم بشكل مباشر بسبب مواقعهم الحساسة، مثل عملهم في المؤسسات الأمنية أو السياسية، أو المنشآت الإستراتيجية. حيث يقوم " الموساد " بإرسال من يقوم بالاحتكاك المباشر مع هؤلاء في الدول العربية ذاتها، لإستدراجهم.
وفي الأغلب يكون العنصر النسائي هو العنصر الأساسي في عمليات الإستدراج. وتعتبر قصة الطيار في الجيش العراقي منير دفة مطلع السبعينات من القرن الماضي مثال حي على هذه الوسيلة.
فقد كان " الموساد " معنى بالحصول على معلومات عن سلاح الجو العراقي، وتحديداً طائرة " الميغ تسع وعشرين "، التي كانت احدث ما انتجته الصناعات الحربية السوفياتية. وكانت اسرائيل معنية بتزويد هذه الطائرة للولايات المتحدة من اجل التعرف على التقنيات التي قامت عليها، من أجل تعزيز مكانة تل ابيب لدى الإدارة الأمريكية.
فقام الموساد بإرسال احدى عميلاته الحسناوات التي انتحلت صفة سائحة غنية، وحرصت على الاحتكاك بدفة في احدى الحفلات ذات المستوى العالي، وقد شغف دفة بها وعرض عليها الاتصال الجنسي على الرغم من أنه متزوج، فوافقت على العرض مقابل أن يتم في الخارج، فسافر معها الى باريس وهناك تم تصويره وهو يمارس الرذيلة، ومن ثم موافقته على التعاون مع الموساد، ومن فرنسا توجه دفة الى تل ابيب، حيث تم الاتفاق معه على أن يتم وضع دفعة من المال في حسابه في احدى البنوك السويسرية، وأن يتم ترحيل عائلته الى ن العراق بمساعدة العملاء الإسرائيليين، ومن ثم نقلهم الى إسرائيل، ومقابل ذلك هرب بطائرته الميج الى إسرائيل حيث استقبله رئيس الموساد انذاك مائير عميت، حيث تم منحه وأفراد عائلته هويات إسرائيلية.

وقد وردت تفاصيل هذه القصة في كتاب " امراء الموساد "، لمؤلفيه الاسرائيليين يوسي ميلمان ورفيف دان. وعلى الرغم من قلة الشواهد على هذه الآلية، فأنها قد تكون
أكثر الوسائل جدوى، إذ أنها تتيح للموساد محاولة استدراج أهداف محددة، يرى أنها قد تكون مصادر استخبارية ثمينة.
4-نشر اعلانات في الصحف أو على مواقع على شبكة الإنترنت تحت إسم شركات وهمية تعرض فرص عمل لباحثين أو خبراء في مجالات محددة، وعادة يكون مقر هذه الشركات الوهمي في عواصم الدول التي يتاح للموساد فيها العمل بحرية، مثل دول جنوب شرق آسيا، وقبرص. ويتم تصميم الاعلان بحيث يهدف الى استدراج فئات محددة يرى " الموساد " أنها يمكن أن تصل الى مواقع حساسة في الدولة المستهدفة بعمله الإستخباري. وتعتبر قصة اسقاط الخبير في هيئة الطاقة الذرية المصرية مثال على استخدام هذا النوع من الأساليب.

5- استغلال شبكة الانترنت :أصبح " الموساد " يوظف بشكل كبير الإمكانيات التي توفرها شبكة الإنترنت عن طريق استدراج الشباب العرب، فيكشف الباحث وخبير الأمن الفلسطيني الدكتور خضر عباس في كتابه " العملاء في ظل الاحتلال الإسرائيلي "، أن " الموساد " دشن العديد من صفحات التعارف على شبكة الإنترنت، حيث يتم عرض صور لفتيات يعرضن التعارف على الشباب العرب. وعندما يتصفح شاب عربي هذه الصفحات تظهر صورة فتاة حسناء تعرض على الشاب العربي اللقاء في أي مكان في العالم، وتعرض هذه الفتاة على هذا الشاب دفع تكاليف الرحلة شرط أن تكون " فحولة " هذا الشاب مكتملة. فيهب بعض هؤلاء لإصطياد تلك الفتيات، ليجد نفسه مرتبطاَ بجهاز الموساد.
ويحرص عملاء الموساد على الحصول على اكبر عدد من عناوين البريد الإلكتروني للشباب العربي، ويقومون بالتسجيل لديهم على برامج " الماسنجر " بغية الدردشة بهدف الاستدراج، وينتحل رجال الموساد في أغلب الأحيان شخصية فتاة، للإيقاع بالفريسة.
الى جانب مشاركة رجال الموساد في غرف الدردشة والمنتديات الشبابية بهدف الإستدراج. وأهمية شبكة الانترنت، تكمن في أنها تساهم في وضع رجال الموساد في احتكاك مع شباب عرب من مختلف ارجاء العالم العربي. وما ينطبق على الدول العربية، ينطبق على الدول التي تعتبر أهداف استخبارية من الطراز الأول للموساد، وتحديداً إيران.

" الشاباك " وآليات التجنيد التقليدية
منذ أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967، أصبحت تتحكم في كل مناحي الحياة للفلسطينيين، فحصول الفلسطيني على تصريح للعمل، أو العلاج، أو إذن بالسفر للخارج من أجل الزيارة أو مواصلة التعليم كان مرهوناً فقط بموافقة سلطات الاحتلال. في نفس الوقت كانت هذه السلطات منذ العام سبع وستين وحتى تشكيل السلطة الفلسطينية في العام اربع وتسعين، هي الجهة المسؤولة عن استيعاب عشرات الالاف من الفلسطينيين في سلك التعليم والصحة وقطاع الخدمات. إسرائيل لم تتوان للحظة في إستغلال ما تتمتع به من نفوذ من أجل مساومة الكثير من الفلسطينيين وإبتزازهم من أجل دفعهم الى التعاون مع مخابراتها، ممثلة بجهاز "الشاباك. صحيح أن المخابرات الإسرائيلية فشلت في إبتزاز معظم الذين حاولت مساومتهم على أن يصبحوا عملاء لها، إلا ان احتكارها للقوة والنفوذ دفع الكثير من ضعاف النفوس للسقوط في براثن العمالة، وأصبحوا أدوات رخصية وطيعة في أيدي عدوهم. إنحطاط المعايير الأخلاقية للمحتل جعله يستخدم وسائل قذرة في تجنيد العملاء من بين الفلسطينيين، وكما بات معروفاً الآن، فقد عمد " الشاباك"، على استدراج الشباب الفلسطيني الى ممارسات غير أخلاقية، حيث يتم تصويرهم في أوضاع مشينة، وبعد ذلك يقوم عناصر " الشاباك"، بتخييرهم بين العمالة، أو فضح أمرهم. وقد دلت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فضلاً عن التحقيقات التي أجرتها فصائل المقاومة الفلسطينية مع مئات العملاء عن أن هذه الطريقة هي الأكثر شيوعاً في تجنيد العملاء. ويجمع كل الذين تعاملوا مع ملف العملاء على أن الحصول على مماسك اخلاقية، وبالذات جنسية على الشباب الفلسطيني توظف من قبل ضباط المخابرات الاسرائيلية في دفع الشباب الفلسطيني. فعلى سبيل المثال نقدم قصة " ن ج " هو أحد عناصر الأمن الوطني الفلسطيني، من عائلة تسكن في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ومعتقل في سجون السلطة في غزة بعد اعترافه بالتعامل مع المخابرات الاسرائيلية. التقى به كاتب هذه السطور في السجن ليتحدث عن طريقة اسقاطه. يقول " ن ج " أنه في العام 2000 انضم للأمن الوطني الفلسطيني،فقررت قيادة الامن الوطني ارساله الى العمل في منطقة " بيت لحم " في الضفة الغربية. فكان عليه، كما هو الحال مع جميع عناصر الأمن الوطني الذين سينتقلون للعمل في الضفة أن يحصلوا على تصريح للسفر للضفة. ويضيف " ن ج " أنه توجه الى مكتب الارتباط العسكري الاسرائيلي في حاجز " ايرز " الذي يصل شمال القطاع باسرائيل، ليحصل على التصريح هناك. قام الجنود بادخاله الى مكتب كبير، حيث كان شاب يلبس الزي المدني ينتظره، وبعد ان قام بتعريفه على نفسه بأنه " الكابتن جمي " من جهاز المخابرات الاسرائيلية، عرض عليه أن يتعاون معه من أجل " الحفاظ على السلام من الحركات المتطرفة في الجانبين ". لم يتلق " الكابتن جمي " من " ن ج " اجابة بسرعة، ولم يحاول اسثتمار جهد في اقناعه، فخرج من المكتب، وبعد خمس دقائق دخلت مجندة حيث قامت ببعض المداعبات الجنسية ل " ن ج "، وبعد ذلك خرجت. وعلى اثرها دخل " الكابتن جمي "، وهو يقهقه، وكان يحمل بعض الصور التي كانت تظهر " ن ج "، وهو يتلق المداعبات الجنسية من المجندة. كان " جمي " صارماً في حديثه ل " ن ج " : إما أن توافق على التعاون معنا، وأما نقوم بنشر هذه الصور في .....( احد معسكرات اللاجئين يقطن فيه ن ج ). يقول " ن ج " انه وافق بدون تردد على عرض " جمي ". وهكذا شرع هذا الشاب البائس الذي لم يحصل حتى على الشهادة الابتدائية في طريق قاده الى احد الزنازين المظلمة في سجن " السرايا ". واعترف أنه جمع المعلومات الاستخبارية وفق تعليمات " جمي " وبعد ذلك " الكابتن مئير "، وتدرج في تنفيذ المهام الاستخبارية لدرجة أنهم قاموا بإرساله لتصفية أحد المقاومين الفلسطينيين في إحدى بلدات جنوب الضفة الغربية، ولم ينجح لحدوث طارئ حال دون وجود الهدف في المكان الذي كان من المقرر أن تتم فيه عملية الاغتيال. وتحدث كاتب هذه السطور مع عدد من الذين اعترفوا بالتعاون مع "الشاباك "، وكلهم أكدوا أنه تم جرهم للعمالة بطريقة الابتزاز الجنسي.

مهام متعددة
إلى جانب رصد المقاومين والوشاية بهم، ومحاولة اختراق حركات المقاومة الفلسطينية، بغرض احباط عملياتها، فأن العملاء يواصلون رصد المقاومين حتى بعد أن يتم ايداعهم السجن. فمنذ أوائل السبعينيات عرفت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال ظاهرة " العصافير "، وهم عملاء تقوم المخابرات الاسرائيلية باعتقالهم لكي يقوموا باستدراج المقاومين الذين يتم اعتقالهم للادلاء باعترافات وذلك في فترة التحقيق مع هؤلاء الأسرى. وحسب ما أفاد به عدد كبير من الأسرى تحدثت اليهم " الشرق الأوسط "، فأن " العصافير " هم الذي يقومون بالدور الحاسم في استدراج الأسرى للإعتراف بما تنسبه اليهم المخابرات الاسرائيلية.
لكن الى جانب كل ذلك فأن العملاء لعبوا دوراً هاماً في دفع المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية والتهويدية في القدس المحتلة. جهاز المخابرات العامة الفلسطينية شن في الفترة بين العامين ست وتسعين والفين حملة شاملة على العشرات من سماسرة الأراضي من الفلسطينيين الذين كانوا يقومون بتزييف وثائق أراضي تعود لفلسطينيين غائبين أو متوفين، وبعد ذلك يقومون ببيعها لجمعيات يهودية وتهويدية. وقد كان القاسم المشترك لهؤلاء السماسرة هو أنهم جميعاً عملاء مرتبطين بجهاز " الشاباك ". ولعل احدث قضية تكشف عن دور العملاء في دفع المشاريع الاستيطانية، ما كشف عنه العميل محمد مرقة من بلدة " سلوان " الذي اجرت معه صحيفة " هارتس " الاسرائيلية مقابلة مطولة كشف النقاب فيها عن دوره في تزويد جمعية " عطيرات كوهنيم " اليهودية التي تنشط في مجال تهويد مدينة القدس ومحيطها، بمستندات ووثائق خاصة بمنازل وعقارات فلسطينية في بلدة "سلوان "، والقدس الشرقية. لكن هناك اهداف اخرى سعت إسرائيل لتحقيقها من خلال تجنيد العملاء:
1-زعزعة ثقة الفلسطينيين بقضيتهم: كما يقول جدعون عيزرا، النائب السابق لرئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي الداخلية " الشاباك"، فإن مجرد اكتشاف الفلسطينيين لقدرة " الشاباك" على تجنيد عملاء في صفوفهم كفيل، بزعزعة ثقتهم بالقضية والمقاومة الفلسطينية. في حين يقول حاييم بن عامي، الرئيس السابق لقسم التحقيقات في " الشاباك"، " نجاحنا في اختراق التنظيمات الفلسطينية عبر تجنيد عملاء لنا من بين عناصرها، له بالغ الأثر في سيادة أجواء عدم الثقة في أوساط عناصر المقاومة، بشكل يجعلها أقل كفاءة.
2-محاولة التأثير على أجندة المجتمع الفلسطيني، بما يتوافق مع المصلحة الإسرائيلية، حيث كان للعملاء دوماً أثر في إثارة الفتن الداخلية بين الفلسطينيين، فضلاً عن تداول الشائعات التي هي جزء من الحرب النفسية التي تخوضها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
3-تجنيد أكبر عدد من العملاء جاء لتحييد اوسع قطاعات من الشباب الفلسطيني، وإبعادهم عن صفوف المقاومة.
_____________________________
http://www.naamy.net

رامي
17/07/2007, 10:41 PM
الزميل المبدع والخبير بالشان الاسرائيلي الصحفي القدير صالح النعامي
http://www.arb-up.com/get-7-2007-e54emv0f.gif
http://www.arb-up.com/get-7-2007-0xttf4da.gif

احسان السطم
18/07/2007, 01:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا - شكرا جزيلا على جهود كاتب المقال الذي نوه الى جانب من الحقيقة المرة .
ثانيا - يجب أن نعترف وان كنا نشعر بالأسى العميق والأسف الشديد بأن الموساد استطاع تحقيق الكثير من الاختراقات
في مختلف القطاعات الهامة في الوسط العربي عموما . واستطاع من خلال ذلك تحقيق الكثير من الفوائد لصالح الكيان الصهيوني
الذي قام بالاساس على هذه الاختراقات ورهانا عليها .
والاسس التي راهن عليها لنجاحه في ذلك كثيرة ولكن للأسف كان أهمها المال والجنس . معتمدا على فقر المجتمعات العربية
ومعاناتها من الكبت الجنسي .
وان سلمنا جدلا للفقير والمكبوت انحرافه للعمالة . فكيف نبرر لبعض الحكومات العربية ذلك . هل هم بحاجة للمال أو بحاجة للجنس ؟
نعم انهم لا يكتفون . اضافة الى عنصر أهم ألا وهو اعتقادهم أن مقاعد سلطتهم واهية دون دعم خارجي ( صهيوني ) .
لذلك نرى أن نشاط الموساد محموم في الدول العربية التي تحكمها حكومات قومية وطنية شريفة . أما في البلدان المغايرة
فهي لاتحتاج لعمالة مواطنيها . فالبركة في مسؤوليها .
وعلى العموم لا سبيل لمقاومة ذلك الا من خلال التربية القومية الوطنية للأجيال وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية
في البلدان العربية .

شجاع الصفدي
18/07/2007, 02:29 AM
الزميل الأستاذ صالح النعامي
دراسة تفصيلية غاية في الدقة بالطبع ولا غبار عليها
بالنسبة للوضع الفلسطيني والذي له خصوصيته في نشاطات المخابرات الصهيونية كان جهاز الشاباك يعتمد في الانتفاضة الأولى على العامل البشري أي تجنيد أكبر عدد ممكن من العملاء
ودسهم وسط صفوف المقاومة الفلسطينية والتسلل إلى التنظيمات الفلسطينية بكافة توجهاتها
بل والأهم من ذلك أن هنالك فئة كانت تعمل مع الاحتلال دون علمها حيث كانت المخابرات تكلف أحد العملاء بتشكيل مجموعة تنظيمية بل وتمدهم بالمال والعتاد ويبدأ أفراد المجموعة بتأطير واستقطاب عددا آخر من الشباب الفلسطيني , ولرغبة الشباب الشديدة آنذاك في الانضمام لحركات المقاومة كان التأطير يأخذ نشاطا أخطبوطيا سريعا
وكأنه آلة تفريخ , حيث تتكاثر المجموعة وتصبح عدة مجموعات بل وتدريجيا تأخذ الطابع الرسمي وتعمل بإسم أحد الفصائل والأوامر والتعليمات تأتي من غرف الشاباك
والمهام تنفذ فقط لخدمة الاحتلال ولكن بغلاف وطني , فيتم ردع زيد من الناس مع أنه رجل وطني مناضل , أو يتم اختطاف مواطن ما والتحقيق معه واتهامه بالعمالة وتعذيبه مما يجعله يتحول من مواطن صالح إلى حاقد على كل الفصائل المقاومة وهذا كان دأب الاحتلال الصهيوني .
وعند شعور الضابط المكلف بمتابعة ملف الخلية بأن الأمر بدأ ينكشف للجهات التنظيمية العليا فورا يتم اعتقال معظم أفراد الخلية وإلقاءهم في السجون ومحاكمتهم وبعضهم كانوا يكشفون له الأمر ويبتزونه للعمل مع الاحتلال وخيانة وطنه ويهددونه بكشف أمر المهام التي كان ينفذها ظنا منه أنه يقوم بعمل وطني .
في انتفاضة الأقصى اختلفت الأمور كثيرا وبدأت المخابرات تعتمد على التكنولوجيا كعامل أول وبعدها العامل البشري , حيث توفر التكنولوجيا معلومات أكثر دقة في ظل غياب الوعي التنظيمي الذي يحتاج لتشفير الحديث من خلال الهواتف النقالة والهواتف بشكل عام , وقد قدمت تكنولوجيا التنصت على المكالمات الهاتفية خدمات جليلة لجهاز المخابرات الصهيوني أدت لاغتيال الكثير من رموز المقاومة والقادة الميدانيين لمختلف الفصائل الفلسطينية حيث تحدد المخابرات للطائرات مكان الهدف بدقة ليتم قصفه .
وهنالك نقطة هامة وهي أن المخابرات تدرك جيدا مع من تتعامل أو مع من يمكنها المساومة أو الضغط وتدرس نقاط ضعف الشخص قبل تجنيده أو محاولة التجنيد والاسقاط
فمثلا في سياق ما قدمه الأستاذ صالح النعامي قصة الشاب الذي قال لضابط المخابرات انسخ مزيدا من الصور لأوزعها وأعلقها في المخيم
هذا الشاب مثال للنضوج الوطني والنضالي حتى وإن أباح لنفسه خطيئة الزنا ولكنها تبقى بكل الأحوال أنظف كثيرا من خيانة الوطن والتحول لعبد للاحتلال
وأعتقد أن عامل الجنس أصبح مكشوفا للشباب الفلسطيني من كثرة ما مر عنهم من أحداث وقصص اكتسبوا منها الخبرة وباتوا يدركون أن المخابرات أصلا لن تقدم على فضح أسلوبها الرخيص هذا وإن فعلت فليس الأمر بهذه الخطورة التي تجعله يبيع وطنه ويصبح عميلا يشوه سمعة أسرته ويدمرها للأبد
لا يوجد ثمن للخيانة أبدا ولا مبرر على الإطلاق مهما كانت الدوافع
وبعيدا عن الجنس , نذكر مثلا حيا وهو العميل " أ ز " وهو الذي كان مكلفا بمراقبة سيارة الشيخ الشهيد صلاح شحادة رحمه الله , هذا الشاب يبلغ من العمر 22 عاما فقط
تم تجنيده من خلال شخص ادعى أنه مواطن كندي أثناء زيارته للمجلس الثقافي البريطاني في غزة وحين شعر هذا الكندي " ضابط مخابرات " أن الشاب يتعرض لحالة نفسية سيئة وأنه محبط من الوضع العام اقتصاديا ونفسيا ويعاني الكبت من أنه لا يستطيع مغادرة البلاد ولا التنزه وكثير من الأمور استغل الأمر فورا و قدم له فرصا لزيارة القدس والضفة الغربية وهناك تم تجنيده
وبالطبع لم يخلو الأمر من بعض المماسك الرخيصة التي هدد بها , وعاد إلى غزة عميلا رخيصا يقدم أبناء وطنه للموت من أجل بضعة شواقل لا تساوي شيئا لا أمام الله ولا أمام الضمير ولا امام الفضائح التي دمر بها أسرته ولا استشهاد أكثر من ستة عشر مواطنا معظمهم من الأطفال الأبرياء وتدمير حي سكني كامل .
ولكن النقطة المهمة في الأمر أن أ ز كان مجرد طعم أو قربان , ولنقل أنه كان سمكة سردين قدمت لتحمي القروش المختبئة وهنا تكمن المعضلة
حيث كشف التحقيق مع أ ز في حينه أنه كان مكلفا فقط بالجلوس مقابل البيت الذي سيأتي الشيخ صلاح شحادة إليه وكانوا قد أبلغوه نوع السيارة ولونها ولوحة أرقامها ومن سينزل منها مع الشيخ الشهيد , إذن العميل الصغير لم يكن هو الرأس المدبرة حتى وإن حمله الإعلام كل المسؤولية , ولكن من أعطى المخابرات المعلومات الأكثر دقة وأهم
والتفاصيل الكاملة لتحركات الشيخ الشهيد ومرافقه وزوجته وأطفاله ولا جواب حتى الآن على ذلك ونتمنى لو أن تحقيقا داخليا تم في الأمر للوصول للخلل الأعظم .
فإن كان لهذا الشاب أسبابا أو ثغرات تمكنت المخابرات من السيطرة عليه من خلالها فأي ثغرات تلك التي مكنتها من السيطرة على من أعطى التفاصيل .
وكما ذكر الأستاذ صالح أيضا بخصوص التصاريح والتنقل ما بين الضفة وغزة فإن أكثر فترة تمكن الاحتلال بها من تجنيد عدد خطير من العملاء كانت الفترة التي تم فتح ما سمي بالخط الآمن ما بين الضفة وغزة مرورا بحاجز بيت حانون " ايريز " والذي يمرر إلى الأراضي المحتلة عامة 48 , حيث استغل هذا الممر الآمن اللعين للإيقاع بالكثير من الشباب أثناء انتظارهم في غرف الفحص الصهيونية التي كانوا يخضعون فيها لما يسمى باختبار السلامة الأمنية
وفي غياب التوجيه المعنوي والسياسي وتجمد نشاطات الهيئات والأجهزة المخولة بتدريب وتوجيه الشباب الفلسطيني , والعربي بشكل عام فإن المعضلة لن تحل , بل تتفاقم.
وتجاهلها يؤدي لنجاحات اكبر للمخابرات الصهيونية
وإن قلنا أن الواقع الفلسطيني مختلف فنقول أن الواقع العربي أيضا خطير , فالمخابرات الصهيونية تتسرب إلى الجامعات في الدول العربية والكثير من الشباب العربي لا يدرك حقيقة هذه الأمور بل لم يفكر حتى أن يثقف نفسه من الناحية الامنية ربما لأنهم لم يتعرضوا لواقع مثل الواقع الفلسطيني , والمشكلة الأكبر أن تفاجأ بأن بعض فئات الشباب في دول عربية شقيقة يرون في الدولة العبرية دولة مثالية ودولة الحرية , بل ولا مانع لديهم من الاختلاط ببعض السياح اليهود والذين في الأغلب ضباط مخابرات يقومون بمهام خاصة ويتبعون أسلوبا خاصا يصورون به أنفسهم ملائكة رحمة يساعدون ويساندون ويدعمون الهدف حتى يصبح صيدا سهلا وأداة طيعة في أيديهم .

شكرا للأستاذ الفاضل صالح النعامي على هذه الاستفاضة والتفاصيل الهامة والدقيقة التي أتحفنا بها .

سمير الامام
18/07/2007, 07:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقال جميل ... وبه حقائق .. ولكن ماهو التجسس الآن هل هو عن طريق الافراد , وبعض القادة الصغار او الكبار .......... لا أعتقد ذلك في هذة الايام
لان هناك وسائل كثيرة الآن ذات تقنية عالية جداً ودقيقة في معلوماتها .. وبذلك تقلص دور الاستخبارات في جميع دول العالم ... الا في بعض قليل الاحيان
لك تقديري .......... اخوك/ ســـمير المرغني الامام

ريمه الخاني
18/07/2007, 11:12 AM
السلام عليكم
اخوتي في الله
مداخله بسيطه فقط
لم تعد تقدم نفسها بذات الثوب اصبحت تدخل وتقدم نفسها من خلال جمعيات خيريه...
لذلك يجب ان نقوم ببحث لمداخلها ومخارجها
ولي عودة
تحية وتقدير

عماد الهذيلي
04/03/2008, 08:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شكرا أخي على هذا المقال الممتاز.
ان الكتابة حول الاستخبارات وتجنيد العملاء و الاساليب المعتمدة لذلك من الادبيات التي تنقص مكتبتنا العربية. حتى ان الكتب المترجمة حول هذ الموضوع تكاد تكون معدومة.
و كان على الداريسين في مسائل التاريخ المعاصر أن يفردوا دراسات حول أسا ليب المستعمر -مثلا- في تجنيد العملاء او بالدارجة "القوادة". ففرنسا جيشت جيشا العملاء في شمال افريقيا عمل بنجاح .و ما زال يعمل. كذلك بالنسبة لأنقلترا و أمريكا.و الآن حتى ايران..
و تمثل هذه المقالة مدخلا مهما للبحث في هذا الموضوع..

د.ماهر الصيفي
05/03/2008, 01:59 PM
ما هي الجاسوسيةما هي الجاسوسية
مثيرة جداً ...قصص الجواسيس والخونة ... فهي تستهوي العقول على اختلاف
مداركها ... وثقافاتها .... وتقتحم معها عوالم غريبة ... غامضة ... تضج بعجائب الخلق ... وشذوذ النفوس.
إنه عالم المخابرات والجاسوسية ... ذلك العالم المتوحش الأذرع ... غريم الصفاء ... والعواطف ... الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف ... أو يضع
وزناً للمشاعر ... تُسيّجه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة ... أساسها الكتمان والسرية والجرأة ... ووقوده المال والنساء منذ الأزل. وحتى
اليوم ... وإلى الأبد... فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها ... الذي
يطوي بين أجنحته الأخطبوطية إمبراطوريات وممالك .. ويقيم نظماً ...
ويدحر جيوشاً وأمماً ... ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ.
والتجسس فن قديم ... لا يمكن لباحث أن يتكهن بتاريخ ظهوره وبايته على وجه الدقة ... فقد تواجد منذ خلق الإنسان على وجه الأرض ... حيث بدأ
صراع الاستحواذ والهيمنة .. وفرض قانون القوة ... باستخدام شتى الأساليب المتاحة ... وأهمها الجاسوس الذي يرى ويسمع وينقل ويصف ...
فقد كان هو الأداة الأولى بلا منازع.
وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس ... قلبت كل النظم القديمة رأساً على عقب ... فبظهور التليفون والتلغراف ووسائل المواصلات
السريعة... تطورت أجهزة الاستخبارات بما يتناسب وتكنولوجيا التطور التي أذهلت الأدمغة ... للسرعة الفائقة في نقل الصور والأخبار والمعلومات
خلال لحظات.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) نشطت أجهزة الاستخبارات بعدما تزودت بالخبرة والحنكة ... وشرعت في تنظيم أقسامها
الداخلية للوصول إلى أعلى مرتبة من الكفاءة والإجادة ... ورصدت لذلك ميزانيات ضخمة ... للإنفاق على جيوش من الجواسيس المدربين ... الذين
انتشروا في كل بقاع الأرض ... ولشراء ضعاف النفوس والضمائر ... كل هؤلاء يحركهم طابور طويل من الخبراء والعلماء ... تفننوا في ابتكار
وإنتاج أغرب الوسائل للتغلغل ... والتنصت ... وتلقط الأخبار ...
ومغافلة الأجهزة المضادة. ففي تطور لم يسبق له مثيل ... ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم... وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد
والفاعلية العالية ... وأجهزة التنصت المعقدة ... وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات ... وتعمل على تفوقها
وسلامة عملائها.
تغيرت أيضاً نظريات التجسس ... التي اهتمت قديماً بالشؤون العسكرية في المقام الأول ... إذ اتسعت دائرة التحليل الاستراتيجي والتسلح ...
وشملت الأمور الاقتصادية والاجتماعية والفنية والعلمية والزراعية ... الخ... فكلها تشكل قاعدة هامة ... وتصب في النهاية كماً هائلاً من
المعلومات الحيوية... تتضح بتحليلها أسرار شائكة تمثل منظومة
معلوماتية متكاملة.
وفي النصف الأخير من القرن العشرين ... طورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق ... وظهرت طائرات التجسس ... وسفن التجسس... ثم
أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول
الكبرى ... استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً ... التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد
الإعجاز... كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال.
بيد أنه بالرغم من كل تلك الوسائل التكنولوجية المعقدة ... يقول خبراء
الاستخبارات إنه لا يمكن الاستغناء عن الجاسوس ... فأجهزة الاستخبارات تتحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس ... وشتى
الأجهزة المزروعة، و 5% عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ... بقيت إذن 5% من المعلومات السرية التي لا يمكن الحصول
عليها ...لك ... يجند الجواسيس لأجل تلك النسبة المجهولة حيث تكمن أدق المعلومات وأخطرها .
وبينما كان الصراع على أشده بين الشرق والغرب ... بين حلف وارسو وحلف شمال الأطلسي ... كان في الشرق الأوسط أيضاً صراع أشد قوة وحدة وعدائية
بين العرب وإسرائيل... العرب يريدون دجر إسرائيل التي زرعها الاستعمار في قلب الوطن العربي ... تشبثت بالأرض... وتنتهج سياسة المجازر
والعدوان ... وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية في وقاحة . العرب كانوا يتسلحون بأسلحة الكتلة الشرقية ... ويزود الغرب إسرائيل
بالسلاح ويساندها في المحافل الدولية. فاشتعل الصراع ... وتأججت الحروب السرية بين المخابرات العربية
والإسرائيلية ... وكانت بلا شك حروب شديدة الدهاء ... موجعة الضربات ... تقودها أدمغة ذكية تخطط ... وتدفع بمئات الجواسيس إلى أتون المعركة
... يتحسسون نقاط الضعف والقوة ... ويحصدون المعلومات حصداً ... .ونظراً لظروف الاحتلال الأجنبي والاستعمار الطويل ... نشأت المخابرات
العربية حديثاً في منتصف الخمسينيات ... وفي غضون سنوات لا تذكر ... استطاعت أن تبني قواعد عملها منذ اللبنة الأولى ... ودربت كوادرها
المنتقاة بعناية ومن أكفأ رجالاتها ... وانخرطت في حرب ضروس مع مخابرات العدو الغاصب .
وبعبقرية فذة .. قامت المخابرات المصرية بعمليات جريئة لن يغفلها التاريخ ... عمليات طالت مصالح العدو في الخارج ... وداخل الدولة
الصهيونية نفسها ... ووصلت تلك العمليات إلى حد الكفاءة الماهرة والاقتدار ... عندما فجر رجال مخابراتنا البواسل سفن العدو الحربية ...
الرابضة في ميناء "إيلات" الإسرائيلي ... وإغراق المدمرة "إيلات" في البحر المتوسط قبالة سواحل بورسعيد ... وتفجير الحفار الإسرائيلي في
ميناء "أبيدجان"... وزرع رأفت الهجان لعشرين عاماً في تل أبيب ... وتجنيد العديد من ضباط اليهود أنفسهم في إسرائيل ... أشهرهم الكسندر
بولين .. وإسرائيل بيير ... ومردخاي كيدار .. وأولريتش شنيفت ... ومئات العمليات السرية التي لم يكشف عنها النقاب بعد ... كلها عمليات خارقة
أربكت الدولة العبرية ... وزلزلت جهاز مخابراتها الذي روجت الإشاعات حوله ... ونعت بالأسطورة التي لا تقهر ... .
إن المخابرات الإسرائيلية ... نموذج غريب من نوعه في العالم أجمع ... لا يماثله جهاز مخابرات آخر .. شكلاً أو مضموناً ... فهي الوحيدة التي
قامت قبل قيام الدولة العبرية بنصف قرن من الزمان ، والوحيدة التي بنت دولة من الشتات بالإرهاب والمجازر والأساطير ... إذ ولدت من داخلها
عصابة من السفاحين والقتلة واللصوص .. اسمها اسرائيل .ومنذ وضعت أولى لبنات جهاز المخابرات الإسرائيلية سنة 1897 في بال
بسويسرا تفيض قذاراته ... وتثقله سلسلة بشعة من الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين العزل .. بما يؤكد أن إسرائيل ما قامت لها قائمة إلا
فوق جثث الأبرياء . وأشلاء أطفال دير ياسين وتل حنان وحساس وغيرها

لقد أباد اليهود من هذا الشعب ما يزيد على 262 ألف شهيد حتى عام 2001 ... خلافاً لمائتي ألف جريح ... و165 ألف معاق ... ومليونين ونصف من
اللاجئين ... وأبيدت أكثر من 388 قرية عربية .. واغتيل المئات في العواصم الأوروبية والعربية .
هكذا عملت المخابرات الإسرائيلية على تحقيق الحلم المسعور .. حلم إقامة الدولة على أرض عربية انتزعت انتزاعاً ... بالتآمر والمال والخياننة ..
واحتلت خريطة "من النيل إلى الفرات" مساحة كبيرة على أحد جدران (الكنيست) الإسرائيلي ... تُذكّر عصابات اليهود بحلم دولة إسرائيل
الكبرى الذي ما يزال يراود آمالهم .. فأرض فلسطين المغتصبة ليست بحجم خيالهم .. فقط .. هي نقطة بداية وارتكاز ... يعقبها انطلاق وزحف في
غفلة منا .
وفي كتبهم المقدسة .. زعموا أن نبيهم إسرائيل "يعقوب" سأل إلهه قائلاً:
"لماذا خلقت خلقاً سوى شعبك المختار... ؟" فقال له الرب: "لتركبوا ظهورهم، وتمتصوا دماءهم، وتحرقوا أخضرهم، وتلوثوا طاهرهم، وتهدموا
عامرهم". "سفر المكابين الثاني 15-24".
وأصبحت هذه الخرافة المكذوبة على الله .. مبدأً وديناً عند اليهود ... الذين يفاخرون بأنهم جنس آخر يختلف عن بقية البشر.
وعندما نقرأ توصيات المؤتمر اليهودي العاشر في سويسرا عام 1912 .. لا نتعجب كثيراً... فالمبادئ اليهودية منذ الأزل تفيض حقارة وخسة للوصول
إلى مآربهم ... وكانت أهم توصيات المؤتمر:
تدعيم النظم اليهودية في كل بلدان العالم حتى يسهل السيطرة عليها.
السعي لإضعاف الدول بنقل أسرارها إلى أعدائها ... وبذر بذور الشقاق بين حكامها ... ونقل أنظمتها إلى الإباحية والفوضى.
اللجوء إلى التملق والتهديد بالمال والنساء ... لإفساد الحكام والسيطرة عليهم.
إفساد الأخلاق والتهيج للرزيلة وتقوية عبادة المال والجنس.
ليس من بأس أن نضحي بشرف فتياتنا في سبيل الوطن ... وأن تكون التضحية كفيلة بأن توصل لأحسن النتائج.
والتاريخ القديم يصف لنا باستفاضة .. كيف استغل اليهود الجنس منذ آلاف
السنين لنيل مبتغاهم ... وتحقيق أهدافهم الغير شريفة ... ضاربين عرض الحائط بالقيم ... وبكل الفضائل والأعراف .
ففي عام 1251 قبل الميلاد ... كانت مدينة "أريحا" الفلسطينية مغلقة على اليهود العبرانيين ... وأراد "يشوع بن نون" غزو المدينة واحتلالها ...
ولما خُبر أن ملك المدينة يهوى النساء .. ولا يستطيع مقاومتهن ... كلف اثنين من أعوانه بالبحث عن فتاة يهودية – ذات جمال وإثارة – لتقوم بهذه
المهمة ... فوقع اختيارهما على "راحاب" جميلة الجميلات ... التي استطاعت بالفعل الوصول إلى الملك ... وسيطرت على عقله بفتنتها الطاغية
... وملأت القصر باليهود من أتباعها تحجة قرابتهم لها ... بهذه الوسيلة .. أمكن إدخال مئات اليهود إلى المدينة .. وتمكنت راحاب
من قتل الملك ... ودخل يشوع منتصراً بواسطة جسد امرأة ... امرأة يفخر بها اليهود .. ويعتبرونها أول جاسوسة يهودية خلعت ملابسها في سبيل هدف
"نبيل" لبني جلدتها.
إذن .. ليس بغريب الآن أن يضحي اليهود بشرف بناتهم .. للوصول إلى غاياتهم ... ولم لا وقد اعترفت كتبهم المقدسة بحالات مقززة من الزنا ..
والزنا من المحارم... ! فقد ادعوا أن "ثامار" ابنة "داود" قالت لأخيها عندما أخذ يراودها عن
نفسها: قل للملك "والدهما" فإنه لا يمنعني منك (!).
ادعوا أيضاً – وهم قتلة الأنبياء والرسل ...أن "داود" نفسه – حاشا لله – ارتكب الزنا مع امرأة تدعى "بتشبع" بعد أن أرسل زوجها الضابط "أوريا
الحثي" في مهمة مميتة ... (!).
وقالوا عن "يهوذا" إنه زنا زوجة ابنه "شوع" بعدما مات .. فحملت منه "حراماً" وهو عمها (!).
وعن ملكهم "أبيشالوم" قالوا: إنه عندما دخل أورشليم "القدس" وهو منتصر على أبيه الذي قتل في المعركة.. فوجئ بكثرة حريم والده .. فاستشار
"أخبطوفال" بما يفعله بهن ... فأفتى له بالدخول عليهن ... ففعل ... وأفسد فيهن كلهن جهاراً ... (!).
نستطيع من هنا أن نستخلص حقيقة مؤكدة .. وهي أن الجنس في عمل المخابرات الإسرائيلية واجب مقدس .. باعتبار أنه عقيدة موروثة متأصلة .. اعترفت
بها كتبهم المقدسة وأقرتها .. فإذا كانت رموزهم العليا قد اعترفت بالزنا ... وزنت هي بنفسها مع المحارم فماذا بعد ذلك... ؟
إن السقوط الأخلاقي في المجتمع الإسرائيلي الآن .. ما هو إلا امتداد
تاريخي لسقوط متوارث صبغ بالشرعية .. وينفي بشدة أكذوبة الشعب المتدين
التي يروح لها اليهود ... ويسوق لنا التاريخ كيف أنهم أجادوا مهنة
الدعارة في كل مجتمع حلوا به...وكيف استغلوا نساءهم أسوأ استغلال...
فلعهد قريب مضى كان اليهودي في العراق يجلب "الزبائن" لبناته
وأخواته... فكان يجلس أمام داره يغوي العابرين: "ليس أجمل من بناتي ..
أيها المحظوظ أقبل ... ".
وفي المغرب كان اليهودي في "الدار البيضاء" و "أغادير" و "تطوان" أكثر
حياء وأدباً... إذ كان يبعث ببناته إلى دور زبائنه في السر.
أما في اليمن فيصف لنا التاريخ .. كيف كانت تباع بكارة الفتيات
اليهوديات بعدة حزم من "القات" ... إلا أن بكارة مثيلاتهن في ليبيا
كانت محددة بـ "مدشار" من العدس والسكر والزيت .. وفي سوريا كان
المقابل يصل إلى مقدار ما ينتجه "دونم" جيد من الفستق.
وكان الأمر في فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى أسوأ ... فقد
كان المقابل قطعة من "الأرض" .. أو شراكة في بستان أو معصر للزيوت.
هذه حقائق حفظها لنا التاريخ ... وهي بحاجة إلى التنسيق والجمع
والتحقيق ... لتملأ مجلدات تنفي مزاعم اليهود بأنهم متدينون .. فليس
هناك دين يبيح للمرأة أن تفتح ساقيها لكل عابر .. ويرخص للرجل أن ينقلب
فواداً يؤجر جسد نسائه.
إنها عقيدة خاصة آمن بها بنو صهيون ... وجبلوا منذ فجر التاريخ على
اعتناقها ... فالصهيوني لا يعترف بالشرف في سبيل نزواته وأطماعه... وهو
إما فاجر قواد أو داعر معتاد.
وليس هناك أصدق مما قاله الزعيم الأمريكي بنيامين فرانكلين (1706 – 1790م) – بأن اليهود طفيليات قذرة (مصاصو دماء) Vampires ... وأنهم
"أطاحوا بالمستوى الخلقي في كل أرض حلوا بها. “In which every land the
jews have settled they depressed the moral level”. جاء ذلك في خطاب
يعتبر وثيقة تاريخية ... ألقاه فرانكلين عام 1789 عند وضع دستور الولايات المتحدة.
فلا غرابة إذن أن يسلك اليهود ذاك السلوك... بعدما قامت دولتهم فوق أرض مغتصبة ... كان عليهم أن يتمسكوا بها .. ويجاهدوا في سبيل استقرارهم
عليها... وكان الجنس أحد أهم أدواتهم للوقوف على أسرار المحيطين بهم
ونواياهم ... من خلال ضعاف النفوس الذين سقطوا في شباكهم ... وانقلبوا
إلى عبدة للذة ... وعبيد للمال.
والأمر برمته ليس كما نتخيل – مجرد لقاء جسدي بين رجل وامرأة – بل هو
أكبر من تصورنا، وتخيلنا البسيط للحدث. فالجنس، أقامت له الموساد مدارس
وأكاديميات لتدريسه، ولشرح أحدث وسائل ونظريات السقوط بإغراءات الجسد.
فغالبية أجهزة المخابرات في العالم تستعين بالساقطات والمنحرفات جنسياً
لخدمة أغراضها حيث يسهل إغراؤهن بالمال، أو التستر على فضائحهن. أما في
الموساد فلا... إذ يتم اختيارهن من بين المجندات بجيش الدفاع
الإسرائيلي ... أو الموظفات بالأجهزة الأمنية والسفارات، أو المتطوعات
ذوات القدرات الخاصة، ويقوم على تدريبهن خبراء متخصصون بعد اجتياز
اختبارات مطولة تشمل دراسات معقدة عن مستوى الذكاء، وصفاتهن Attributes
المعبرة عن نفسها في مختلف الأمزجة، وكذا أنماط الطباع، وسرعة التصرف
والاستجابة. تدرس لهن أيضاً فنون الإغراء وأساليبه، بالإضافة إلى لعلم
النفس، وعلم الاجتماع وعلم الأمراض النفسية Peyschopathology ومنها طرق
الإشباع الجنسي، ونطريات الجنس في أعمال السيطرة، والصدمات العالية
للسيطرة والتي توصف بأنها آليات زناد إطلاق النار Trigger واكتشاف مرضى القهر Compulsion الاجتماعي أو السياسي أو الديني لسهولة التعامل
معهم، وكذا المصابين بإحباطات الشعور بالنقص Deficiency وذوي الميول الجنسية المنحرفة التي لا تقهرها الجماعة Normal hetro sexual coitus

إلى جانب التمرينات المعقدة للذاكرة عن طريق علم ( NLP ) لحفظ المعلومات وتدوينها بعد ذلك، وتدريبات أكثر تعقيداً في وسائل الاستدراج والتنكر
والتلون وإجادة اللغات.إنهن نسوة مدربات على التعامل مع نوعية خاصة من البشر، استرخصت بيع الوطن في سبيل لذة الجنس. ومن هنا ندرك أنهن نساء
أخريات يختلفن عن سائر النساء.
وعنهن يقول "مائير عاميت إن المرأة سلاح هام في أعمال المخابرات الإسرائيلية ... فهي تمتلك ملكات يفتقر اليها الرجال ... بكل بساطة ..
إنها تعرف جيداً كيف تنصت للكلام ... فحديث الوسادة لا يمثل لها أدنى مشكلة .. ومن الحماقة القول بأن الموساد لم توظف الجنس لمصلحة إسرائيل
.. فنحن لدينا نساء متطوعات راجحات العقل ... يدركن الأخطاء المحدقة بالعمل ... فالقضية لا تنحصر في مضاجعة شخص ما ... إنما دفع الرجل إلى
الاعتقاد بأن هذا يتم مقابل ما يتعين أن يقوله... وكانت "ليلى كاستيل"
أسطورة نساء الموساد بحق ... فبعد سنوات من وفاتها عام 1970 كان الجميع
يتحدثون عن "مواهبها" الاستثنائية ... فقد كانت تتحدث العبرية والفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والعربية... وكانت جذابة
وذكية ... وجديرة بثقة الموساد ... وكان سلفى "هاريل" يستخدم عقلها وأنوثتها في "مهمات" خاصة في أوروبا".
وفي هذه تاريخنا العربي بعض من شرائح متباينة لبعض الخونة .. الذين فقدوا نخوتهم .. وتخلوا عن عروبتهم ...لعملوا لصالح
الموساد إما عن قصد ... او لنقص الدافع الوطني .. أو سعياً لتحقيق حلم الإثراء .. وربما لجنوح مرضي معوج .. وقد كان الجنس عاملاً مشتركاً في
أغلب الحالات ... وأحد ركائزها الأساسية .. ومن بعده المال.
وبرؤية جديدة قام بعض الباحثين بعلم سلوك الجاسوسية المتخصصين بعلم البارا سيكلوجي ..و من خلال منظور قصصي – يمتزج بالوقائع التاريخية –
حيث تغلغلوا إلى أعماق هؤلاء ... في محاولة جادة لكشف نوازعهم ...واستبيان صراعاتهم ومعاناتهم ... ومس أمراضهم القميئة ... وتعرية قمة حالات
خُورهم.
وكذا .. تسليط الضوء على أسباب ومراحل سقوطهم .. واستغراقهم في جُب
الجاسوسية .. تغلفهم نشوة الثقة الكاذبة وأوهام الطمأنينة ... إلى أن تزلزلهم الصدمة .. وأيدي رجال المخابرات المصرية تقتلعهم من جذور الوهم
... فتعلو صراخاتهم النادمة اللاهثة ... وقد انحشروا في النفق الضيق المظلم المخيف ... لحظة النهاية المفجعة.
واعترافاً بإنجازاتهم الخارقة .. كان القصد إبراز جور رجال المخابرات ... في الحفاظ على منظومة الأمن القومي .. بكشف ألاعيب الموساد
ومخططاتها ... وتأمين الوطن ضد عبث العابثين .. في حرب سرية شرسة .. سلاحها الذكاء والدهاء والمهارة ... وحقائقها أضخم من التخيل ... وأعظم
أثراً في دهاليز السياسة .. والمعارك .
1) إسرائيل: أطلقها اليهود على أرض فلسطين المغتصبة... وإسرائيل هو نبي الله يعقوب عليه السلام وهو ابن إسحق ابن ابراهيم عليه السلام... وقد
اتخذ اليهود اسم اسرائيل لدولتهم حتى لا يجرؤ المسلمون على ذكره بالإساءة ... لأنهم مأمورون باحترام الأنبياء .. وهدفهم – إذا ما ندد
العرب بالاحتلال – أن يظهروا للعالم أن المسلمين لا يمتثلون لله في احترام أنبيائه.
2) أنشئ جهاز المخابرات اليهودي بتوصية من المؤتمر اليهودي الأول ... الذي انعقد يوم الأحد 29 أغسطس 1897 في بال بسويسرا ... وكان جهازاً
غير منظم مهمته الرئيسية العمل على تهجير اليهود إلى فلسطين ... وشراء الأراضي بها لتثبيت اليهود المهجرين في معسكرات ومستوطنات محصنة قوية
.. وكانت المستوطنات ما هي إلا بداية الحلم ... فالمستوطنة هي الوطن الأول المصغر ... أي إسرائيل الصغرى .. ومستوطنات وشعب وزراعة واقتصاد
وسلاح وجيش يعني إسرائيل الكبرى . أما "الموساد" ... فهو بمثابة جهاز المخابرات المركزية ... وتم إنشاؤها عام 1937 وأطلق عليه وقتئذ: موساد
ليلياه بيث: Mussad Lealiyah Beth أي منظمة الهجرة الثانية ... وكان أول مركز للقيادة في جنيف، ثم انتقل إلى استانبول بهدف مساعدة يهود
البلقان على الهرب عبر تركيا .. وكان ذلك قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية ... ثم اتجهت مهمة الموساد بعد ذلك إلى تنسيق نشاط الاستخبارات
الاستراتيجية والتكتيكية بشكل عام في الخارج، ويقع مقر الموساد الرئيسي بشارع الملك شاؤول في تل أبيب .. داخل ثكنة عسكرية محصنة محاطة
بالأشجار العالية والأسوار .. وهي تقوم بالمهام الرسمية وغير المشروعة على حد سواء شعارهم النخلة ويطل من خلفها رأس ثعلب .
3) يقول المفكر اليهودي "موشي مينوحيم" في كتابه "انحطاط اليهودية": "... . لقد ارتكب اليهود جرائم لا تعد ولا تحصى بكامل وعيهم وإرادتهم
.. ولا بد من محاكمتهم كما حوكم من قبل النازيون ... فلا يمكن أن تنطمس معالمها مهما طال الزمن... ومهما برعوا في التستر عليها ... وإخفاء
معالمها.".
4) صهيون: جبل بالقرب من القدس .. والصهيونية حركة من الحركات التي سعى إليها بعض بني إسرائيل لتضليل العالم ... وليصبح لهم كيان ودولة وكتاب
مقدس ... لإضفاء الحماية الشرعية لهم ضد المسلمين والمسيحيين... وكان أن حرفوا التوراة بما يتناسب مع أهوائهم واطماعهم وأظهروا ذلك في كتاب
أسموه التلمود وهو الذي يدرسونه اليوم ويتخذونه نبراساً لهم وحجة في مواجهة ما جاء بالقرآن والإنجيل.
الجنرال مائير عاميت: رئيس جهاز الموساد (1963-1967) خلفاً لـ "أيسير هاريل" .. وهو من مواليد طبريا 1926. تطوع عام 1946 في منظمة الهاجاناه
الإرهابية وحارب الجيوش العربية عام 1948 وجرح في جنين ... واستولى مع إحدى الفصائل على إيلات ... وكان قائد معركة الجنوب في حرب السويس
1956 وأصيب برصاص المصريين وظل يعالج بالمستشفى ستة عشر شهراً في أمريكا...
بعدها تولى رئاسة مخابرات الجيش (أمان)... ثم رئاسة الموساد .. وكان له دور بارز في حرب 1967 ... وفي عهده زرع "لوتز" في مصر ووصلت الطائرة
الحربية ميج 21 العراقية إلى إسرائيل. بعد ذلك عاش وحيداً في مزرعته ولم ينجب أطفالاً ..

ناهد يوسف حسن
05/03/2008, 06:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ صالح النعامي:
موضوع رائع ومميز ويقدم فائدة كبيرة لصور تجنيد العرب لصالح العدو كما فيه توعية لشبابنا من تلك الأساليب
سلمت يداك و جزيت خيراً
التعليقات كذلك فيها استكمال للموضوع وإضافات مهمة
وفق الله الجميع
ناهد حسن

عامر العظم
05/03/2008, 09:38 PM
كيف تخدم الموساد دون أن تدري؟!
أعضاء الموساد دارسون وخبراء في علم النفس!


هناك عرب باعوا ضمائرهم مجانا يخدمون الموساد، دون أن يدروا، وذلك بغبائهم وفكرهم الطابوني المنحرف وهم يؤذون الناس دون علم أو بينة ويحققون أهداف الأعداء لأجل قضايا ومصالح شخصية ضيقة أو تافهة!

الموساد خبير في المشاكل الاجتماعية العربية وكيفية استغلالها في خدمة أهدافه وعلى رأسها ترويج الإشاعات لأن العرب معروف عنهم أن بأسهم بينهم شديد!

كثير من الأبرياء راحوا ضحية الإشاعات التي خطط لها وصنعها الموساد وبثها وفكر وعمل بموجبها الأغبياء! ولا ننسى أن نذكر هنا مئات الأبرياء الذين قتلوا في تصفيات شخصية حيث استغل القاتلون نفس أمراضنا الاجتماعية ليداروا جرائمهم التي قاموا بها تحت شعارات "الوطنية" وهي منهم براء..براء!

لن نتقدم إلا بعد أن ننشر الوعي بيننا ونستخدم عقولنا ونؤمن ونطبق شعار أن "الكلمة مسؤولية"!

خلاصة القول..لا يمكننا أن نتخلص من كل الرابضين على صدورنا دون أن نتخلص من الخوف والجهل والأمراض الاجتماعية!

محمد إسماعيل بطرش
06/03/2008, 02:56 AM
حبذا التأكيد و التأكد أن الكابوس الصهيو أمريكي مآله إلى الزوال لأن إسرائيل التي بنيت على الفساد لا يمكن أن تستمر و لهم في تاريخ الهيكلين و الشتات أسوة لأن اليهود فئة شاذة من الخلق غضب الله عليهم و لعنهم و جعلهم شياطين الأمم و أصل الفساد بين العباد و لعل الله يجعلهم اختبارا يميز بهم من ضل عن سبيله و يعلم الصالحين. لا راد لقضاء الله و مآلهم إلى الزوال.

ناهد يوسف حسن
10/03/2008, 10:08 PM
لن نتقدم إلا بعد أن ننشر الوعي بيننا ونستخدم عقولنا ونؤمن ونطبق شعار أن "الكلمة مسؤولية"!
صدقت يا أستاذنا الفاضل
الكلمة مسئولية وأمانة
دعائي لك بالتوفيق
ناهد حسن