المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَمْسََة ُ الفَـيــروز ..!!



محمدأحمدالزهراني
19/07/2007, 11:59 AM
همسة الفيروز
محمد أحمد الزهراني
4 رجب 1428 هـ


* * * *
هَمْسَة ُ الفيروز، أنثى الكَلِماتْ
حدِّثيني عن شَهِيّ الصَّبَواتْ
عن صَبَايا مائساتْ
يسترقنَ الفجرَ، ينهبنَ كُنوزَ القافلاتْ
وأنا أحملُ أثقالَ الشتاتْ
عندَ رُكنِ الخوفِ، قلبي، يلتهي بالذكرياتْ
حدثيني، أطعمي صفحةَ أنفاسي، لنار الزفراتْ
حدثيني، فحِيالي، الصمتُ يَرْعى فيَّ خُضْرَ الوَرَقاتْ
تحتَ صَهْدِ الأمَلِ المَنْحُورِ، فوقَ الجَمَراتْ
* * * *
يا عروسي، خِبْرَتي ازدادتْ بفنِّ الهَمَسَاتْ
حينَ تنثالُ رَقيقةْ
وتفوَّقتُ بِدَرْسِ الحُبِّ؛
مَزْهُوّاً، تسلَّمتُ الوثيقةْ
وَهَفا قلبي لحَسناءِ الحقيقة
وتولَّاني الهَوَى، بالخَلَجَاتْ
قالَ: أينَ المَدَدُ الأخضرُ وَالأختُ الشقيقةْ؟
قلتُ، والقولُ، ترى منهُ بريقَهْ:
كيفَ و الأحوالُ هَمْ
كيفَ و الأبشعُ.. تَمْ
هَمْسَة الفيروزِ..أمْ..
لوعة الياقوتِ..كَمْ..
يَلثُمُ السّكّينَ.. فَمْ،
والليالي َْحَفْلُ دَمْ،
والرزايا العارياتْ
أنشأتْ جِسْرَ العَدَمْ،
والنوايا السافراتْ
نَقَشَتْ حَرْفَ العَلمْ،
وهَوَى الكَونُ على نَصْلِ النَّدَمْ..
وارتمى الفكرُ بحِجْر الغاوياتْ
فاحتوى التيهُ بنيهِ والبناتْ..
فإذا همُ طَرَفَ الشطِّ غريق ٌ وغريقَةْ!
ضاءَ قنديلُ الحَقيقة!
فتمَعَّنْ في الدَّلالاتِ الدقيقة!

* * * *
-كيفَ تَهْدِيكَ (عسى)
في دهاليز الأسى؟
-لا أبالي، ذاكَ خِصرُ الفرحِ بالتَرْحِ اكتسى
ولساني منْ بقايا خمرة الضبعِ احتسى
وغشاءُ القلبُ بالذنبِ ..قسى
وَعَلى مَرْفأ أوْهَاميْ رَسَى
واستوى عنديْ صَبَاحٌ ومَسَا
راقَتِ الدنيا وَ رَقَّتْ مَلْمَسَا
بلغَ السيلُ الأسى
يا للأسى!
* * * *
كمْ ..وكمْ
كمْ أغنّي للقلمْ
أذبحُ الحَرْفَ وأغذو الجُْرحَ، أسْتَبكي الألمْ
يا ألمْ..!
هلْ تُجازي مَنْ ظلمْ..؟
هلْ ستبني ما انْهَدَمْ..؟
هلْ سترفو ما انْخَرَمْ..؟
هلْ تُعِيْدُ الحَجَرَ السَّاقِطَ مِنْ وَجْهِ الهَرَمْ..؟
هَلْ تُعانِي .. مثلي روحي ، مثل أرواحِ صحابي .؟.
مُزِّقِتْ طُعْمَاً لِحِيْتَانِ الظُلَمْ..!
أيُّها المُبدِعُ في رَسْمِ اضْطِرَابي..!
سَوْفَ أشكوكَ، لِهَيْئَاتِ الأُمَمْ..!
إنَّنِي أعْشَقُ أنْ يُدْعى بـ شَهْدٍ، مُرُّ صَابي..!
وبُطُوْلاتُ الكَلِمْ
تَتَجَلَّى فِيْ "النيابي"
رُبَّمَا أحظى بِترشِيح ٍ، إذا الأصواتُ ضَجَّتْ لانْتِخَابي..!
وأجادَ البُوقُ لَمْزي واغتيابي..!
وسأغفو، بُرْهةً كالدَّهْر، في حِضْن التَّصَابي
هل عرفتَ ، الآنَ ، ما بي..؟
إيهِ يا أصعبَ رَقْم ٍ في حِسَابي؛
واكتئابي!
ذلكَ المُوغلُ في قتلي وصَلْبي واسْتِلابي..!
يا ألمْ..!
هلْ وَعَيْتَ المِحْنَةَ الكُبْرَى،
وهلْ شاهدتَ أسرابَ البَلايا فِي رِكابي.. ؟!
* * * *
يا ألمْ..!
اسْتَمِعْ لَي..أسْرُدَُ القِصَّة َ.. عَنْ حُلـْمٍُ ، بِمَوتِ القَلبِ.. مَاتْ..
وأناشيدي مَوَاتْ..
وَغَدتْ صَخْرَةُ صَبْري، مِنْ قُوى الزَّيْغِ، فُتَاتاً فِي فُتَاتْ..!
ولقد طالَ ارتقابي..!
لِجَلاءِ الضَّبْعِ عَنِّي ، عَنْ تُرَابي
لِتَجَلِّيْ النُقطةِ البَيْضاءَ في الأفْقِِ الغُرَابِي..!
يا ألمْ..!
اعْتنقَ بَوْحَ خَرِيري..،
وانسيابي..،
يومَ أشتاقُ الروابي..،
في الأقاصي الشاتِياتْ..
والمَنَافي اللاهِباتْ..
واسْمَعِ الزَّمْجَرَةَ الثكْلى بِـ "غابي"..!
عَزْفَ ألحاني.. بأوتار اغترابي...
وتشرَّبْ نشْوَةَ الشِّعْرِ، بِأكوابِ مُصَابي..!
فعلى نَحْري أنا ارْتدَّتْ حِرَابي..!
يا لسَوْءَاتِ خَرَابي..!
يا لسَوْءَاتِ خَرَابي..!


* * * *
استمع لي يا ألمْ..!
صَرْخَتي ..نامتْ على صدر التهابي
وأنا أحسو عذابي
والجَوَى الواري.. ثيابي
يا صَوَابي..!
لا تَعُدْ.. أو عُدْ .. ولا تسألْ جَوَابي!
خذ ْ وَ هَاتْ..!
خذْ.. دَمَاً يَعْرِفُ دَرْبَ الصَّهَوَاتْ
رغمَ أكداسِ ضَبَابي..!
خذْ.. يَدَاً تلمِسُ مَجْدَ الجَبَهاتْ
في دُخَانِ السُكْر والعُهْرِ المُرَابي..!
خذْ... هَوَىً يَرْفعُ راياتِ الثبَاتْ..
في حَرِيقِ الأزَمَاتْ..
* * * *
لا تقلْ لي- بَعْدَما أعْطِيكَ- : هَاتْ..!
فأوانُ الضيمِ..فاتْ..
و خيولُ الصُّبحِ .. جاءتْ لاصْطِحابي..
وعلى سَرْجِ السَّنَا، انْهَارَ ارْتِيابي
* * * *
..لحظة ً مِنْ فضلكَ !!
الْقُطْ..دُرَرَاً في آخرِ الرُّدهة ِ تصحو مِنْ سُباتْ:
1- ينبتُ العزُّ بأرضِ الصَّلَواتْ
2- يُحفظُ الطهرُ بماءِ العبراتْ
3- وإذا هَبَّتْ عُلانا، حلَّ فصْلُ التضحياتْ
* * * *
ارحل الآنَ، فقد أوصدتُ بابي
وسأتلوَ عندما تذهبُ آياتِ كتابي
فهوَ فيروزُي، و حُبِّي وشبابي!
حينها أعرفُ ما بي..!
* * * *

عيسى عدوي
21/07/2007, 11:23 PM
أخي العزيز أبا إياد حفظه الله ورعاه ...
لقد جعلت ختامها مسكا ...عندما أدخلتنا حقل الفيروز ..وكان حقا عليك أن تبدأ به ...لأنه نقطة إنطلاقة هذه الأمة ..وسبب عزها ..وجلاء همها ..ما حملته في قلوبها وعقولها إلا علت السماكين ..وما هجرته أو تركته إلا سامها ذل البعيد والقريب ....فتوكل على الله ...وأبشر بالربيع الدائم ..وحقول الفيروز والفردوس الأعلى ...كشف الله عنا هذه الغمة ...وبارك في هذه الأمة ...وأدامك لنا ..حاملا للشعلة ...يا صاحب الأترجة ...
مودتي لك ...