المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء الى عاصمة الثقافة العربية



جمال طحان
24/07/2007, 08:18 AM
نداء الى عاصمة الثقافة العربية


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الثلاثاء 24 تموز 2007
د. محمد جمال طحان

http://www.damascus-online.com/Photos/sham/DSCN2745.jpg

في البداية أريد أن أوكد أن علاقتي بحلب كعلاقة السمكة بالماء . يمكن أن أزور الدنيا,لكنّ أي بقعة أخرى في العالم لاتغريني بأن أمكث فيها طويلاً .ولا أخفيكم بأن كثيراً من أصدقائي يلومونني لأنني أرفض فرص عمل مغرية خارج حلب ,غير أنّي أفضّل أعمالاً أقلّ إغراءً بسبب إدماني على حلب .هذه المقدمة أسوقها ليعلم القراء أنني أوجّه نداء محبة خالصة إلى دمشق الفيحاء عاصمة الثقافة العربية ، وليس في نيّتي تحقيق أيّ مكسب مما أقول . لتطمئن اللجان المشكلة في دمشق أنّ في الشهباء قلوباً تخفق بحب دمشق وأهلها ، وبوسعها أن تتحدث عن تجاربها من غير أن تكون لها غاية سوى رفع اسم سورية عالياً في الآفاق.
مثل كل عواصم العالم الإسلامية والعربية تشكَل اللجان ثم يتم اكتشاف أن بعض الأسماء قد حُشرت ، إما لتاريخ حافل سابق لها , أو لأسباب مختلفة لا يمكن إغفال الوساطات من ضمنها. بعد أن يأزف الوقت ويحين موعد العمل الجاد تقام ورشات عمل سريعة و يعاد تشكيل اللجان و تعديلها . ومع ذلك تبقى الأصوات التي لا ينتج صراخها أي طحين. التساؤل الذي يحضرني الآن : كيف يمكن أن تنجح دمشق في إبراز وجهها الحضاري من غير أن تضيّع جهداً في غير محلّه. إنني – بحكم خبرتي المتواضعة التي أدرت خلالها المركز الإعلامي لحلب عاصمة الثقافة الإسلامية بوصفي رئيساً للجنة الإعلام المحلية من حزيران 2006 إلى حزيران 2007 – أرى أن التحرك الهادئ المدروس هو الذي يحقق غاياته أكثر من الصخب العاجل. وفي محاولة للإجابة عن تساؤلي السابق أقترح أن يبدأ العمل على إنشاء مجلة شهرية خاصة بالمناسبة , تكون رديفاً للصحف المحلية , وليس هناك داعٍ لبعثرة الجهود في مجلات مختلفة تحاول تناول المناسبة و النشاطات فتلامسها من بعيد ولا تتمكن من الرصد الفعلي للحراك الثقافي لدمشق خلال عام 2008 . كما يمكن الاكتفاء بإصدار كتاب كل أسبوع, يُحتفى بصدوره وتقام حوله ندوة علمية و يقام له حفل توقيع لائق.
ولكي نضمن وصول نبأ اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية إلى الأطياف جميعاً , لابد أن يقام مرة كل شهر نشاط جماهيري واسع في ساحة عامة . وامتداداً لهذا النشاط الجماهيري يمكن إجراء مسابقة أسبوعية تلفزيونية ميدانية تجوب خلالها الكاميرات الشوارع لتسأل الناس أسئلة بسيطة عن تاريخ دمشق ومعالمها وأعلامها , وتوزع الجوائز العينية مباشرة على الفائزين . ولا أظن أن الحاجة الماسة لأكثر من ندوة دولية كل شهر يسبقها تحضير جيد وإعلام ( باذخ ) يستمر مرافقاً لمجرياتها ويوظف له برنامجا " التلفزيون و الناس و"مدارات " فضلاً عن بث مباشر لأهم الفعاليات . لقد أثبت البرنامجان السابقان جدارة وجماهيرية وثقة يمكن أن يستفاد منها لمواكبة احتفالات دمشق . لا شك أن دمشق قادرة على إقامة عشرات المحاضرات يومياً ، غير أن النجاح المطلوب يقتضي أن يُكتفى بأربع محاضرات شهرياً ضماناً لنوعية المحاضرة وكمية الحضور القادم طوعاً و محبة ورغبة في تحقيق فائدة علمية تعلق في الأذهان . إن هذه الكمية من المحاضرات تتيح مجالاً لإقامة أربع ندوات محلية شهرياً , ما يجعل المجموع في حصيلة العام يصل إلى حوالي خمس وخمسين محاضرة ، وكذلك يكون النصيب من الندوات المحلية . هذه الكمية ،التي تبدو ضئيلة، تستطيع إتاحة المجال لنشاطات أخرى مختلفة لابد منها , مثل إقامة حفل فني كبير أسبوعيا , وإجراء مباراة رياضية شهرية , وافتتاح معرض واحد كل شهر . هناك نقطة قد لا يتم الالتفات إليها كثيراً ولا تعطى – عادة – حقها من الرعاية بالرغم من أهميتها , هي عملية التوثيق . يكون عام الاحتفالية قد حقق غايته حين يستطيع توثيق كل صغيرة و كبيرة تجري خلال العام , وذلك عبر الوسائل الكثيرة المتاحة بما في ذلك تسجيل الوقائع ( صوت و صورة) ونسخ كل الأبحاث و المحاضرات المقدمة , فلا بد من تشكيل لجنة لمتابعة الحصول عليها و حفظها و تصنيفها تمهيداً لنشرها بأشكال مختلفة . كما أن بث الوقائع و نشر بعض الدعايات عما يجري لا يغني عن تخصيص ساعة بث تلفزيوني , وكذلك إذاعي , يتم خلاله تقديم تقرير شامل ووافٍ عن مجريات اليوم , ويمكن أن يطلق عليه اسم يوميات دمشق عاصمة الثقافة العربية . القائمون على الاحتفالية يدركون أن دمشق وحدها لا تكفي , فليست وحدها معنية بهذا الحدث الهام .. محافظات القطر كلها لابد من إشراكها في احتفاليات سورية بعاصمتها التاريخية, كما يمكن أن تقام أسابيع للمحافظات في دمشق , توجّه إليها الدعوات لتشارك في أعراس دمشق . لذلك – ونحن في الثلث الأخير من العالم – ليس مستغرباً أن أُدهش لأن أحداً من المحافظات السورية لم تُوجّه إليها الدعوات للمشاركة . وربما تكون الدهشة الكبرى , و الاستغراب العارم , آتيان لأن لجان دمشق حتى الآن لم تنشيء موقعاًً خاصاً بالاحتفالية . ولما للإعلان من أهمية أفترض أن الساحات الرئيسة في دمشق ملأى الآن بالإعلانات الكبيرة الواضحة التي تزفّ نبأ المناسبة , وسوف تتحول إلى لوحات مضيئة تتضمن البرامج الشهرية و يتم تغيرها كل شهر , فضلاٍ عن الإعلانات المنفصلة لكل نشاط . هذا بعض من كثير مما لدي من مقترحات أحببت أن تصل إلى لجان دمشق ليستعينوا بما يرونه مناسباً منها أو ليخبرونا بأنهم قد فعلوا أكثر من ذلك بكثير .