المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنَّها سياسة "المكابرة" و"الانتظار"!



جواد البشيتي
24/07/2007, 07:53 PM
إنَّها سياسة "المكابرة" و"الانتظار"!

جواد البشيتي

إذا كانت "المكابرة"، التي تحرسها مصالح شخصية وفئوية ضيِّقة، "سياسة" فإنَّ قيادة "حماس" ما عادت تملك، بعد (وبسبب) ما أسْمته "التحرير الثاني" لقطاع غزة، من "سياسة" سوى "المكابرة"، فالواقع الجديد، غير الجيِّد، بحسب كل المقاييس الموضوعية للجودة، تحدَّاها، ويتحدَّاها، أن تُبْدي من الجرأة السياسية ـ التاريخية ما قد يسمح لها بأن تَسْتَمِدَّ لسياستها شرعية ممَّا هو أهم كثيرا من "صندوق الاقتراع"، الذي صداقته لها مستمرة في النفاد، وهو "الواقع"، الذي لا نغالي إذا قُلْنا إنَّه وهي في عداء متزايد.

"الانتظار" ليس دائما بالسياسة الجيِّدة، أي السياسة التي تُجيب إجابة صحيحة عن الأسئلة والتساؤلات التي تثيرها حاجات ومصالح الناس الحقيقية والواقعية والجوهرية، فـ "الانتظار" في وَضْع كوَضْع الفلسطينيين في قطاع غزة الآن إنَّما يُبلِّط الطريق إلى جهنَّم، ويَمْدُّ عُمْر الكارثة، ويزيد ضحاياها؛ و"الانتظار" يتحوَّل هو إلى كارثة إذا ما كان الشيء الذي يَنْتَظِرون أقرب إلى المجهول منه إلى المعلوم، فماذا يَنْتَظِرون؟!

الذكي إنَّما هو الذي يتعلَّم من تجارب غيره، فمن يكون هذا الذي لا يستطيع التعلُّم حتى من تجاربه؟! وما هي أهميَّة التجربة إذا لم نَخْرُج منها ولو بشيء من الدروس والعِبَر؟!

لقد جاءتهم التجربة، تجربة "التحرير الثاني"، بما يؤكِّد لهم، ولكل مَنْ لا يؤمِن بأنَّ النار تَحْرِق إلا بعد أن يَضَع يده فيها، أنَّ عبقريتهم في الجَمْع بين "المقاومة" و"السلطة" قد أنْتَجَت، أوَّلا، المهزلة، ثمَّ حوَّلتها إلى مأساة، فهذا "الجَمْع" انتهى إلى انفصالهم هُمْ عن "المقاومة" وعن "السلطة"، بوصفها إدارة فعلية وحقيقية لشؤون الناس العامَّة.

عن ظَهْر قلب حَفِظْنا أنَّ "الاحتلال يُوَلِّد المقاوَمة"؛ وقد حان لقيادة "حماس" أن تُقِرَّ وتَعْتَرِف بأنَّ تجربتها في "المقاومة" كانت تجربة لـ "المقاومة التي تُوَلِّد الاحتلال"، فالمقاومة التي نَعْرِف، والتي يعترف التاريخ بجدواها وأهميتها وضرورتها، إنَّما هي المقاومة التي تنهي الاحتلال؛ أمَّا "المقاومة" التي تَسْتَجْلِب الاحتلال، وتصارعه في طرائق وأساليب تُقوِّيه وتُضْعِفها فليست بمقاومة ولو ظلَّ الدم يسيل منها.

كان على قيادة "حماس" أن تتعلَّم أصول "المقاومة" من "حزب الله" اللبناني، وأن تَفْهَم جيِّدا ما الذي عناه قائده حسن نصر الله إذ قال بعدما وَضَعَت "حرب تموز ـ آب" أوزارها: "لو كنتُ أتوقَّع أنْ يَحلَّ بلبنان ما حلَّ به من دمار وموت لَمَا أمَرْتُ بالقيام بذاك العمل العسكري الذي أدَّى إلى أسْر جنديين إسرائيليين".

الفلسطينيون يريدون "التحرير"، و"التحرُّر"، ويعلمون أن لا تحرير ولا تحرُّر بلا ثمن هو تضحيتهم بالغالي والنفيس؛ ولكنَّهم لا يريدون أن يُضحُّوا بالغالي والنفيس بلا جدوى، وبما يُبعِّدهم عن هدف الاستقلال القومي ولا يُقرِّبهم منه؛ وهنا يَكْمُن الفَرْق الجوهري بين مقاومة تنهي، أو في مقدورها أن تنهي، الاحتلال، وبين مقاومة تبقي عليه، وتَسْتَجْلِبه، وتُمكِّنه من أن يَضْرِب جذوره عميقا حتى في لُقْمة العيش وحبَّة الدواء ومياه الشرب.. وفي اقتتال الساعين إلى التحرُّر منه.

من قبل، أي من قبل أن تنشأ لهم مصلحة ذاتية في الجَمْع بين المقاومة والسلطة، كانوا يفهمون المقاومة، بقاءً واستمراراً وتطوُّراً، على أنَّها الطريق إلى التحرير؛ أمَّا بعدما فَتَنَتهم السلطة، وبعدما أخذوها كاملة، على تفاهتها، ففهموا المقاومة على أنَّها الشيء الذي إذا تخلُّوا عنه احتفظوا بسلطة تضر وتنفع.. تضر الشعب، وتنفع فحسب الذين اجترحوا السيئات، الظاهرة والكامنة في "التحرير الثاني".

معبر رفح على بُعْد أشبار من حكومة تَنْظُر إلى نفسها على أنَّها الحكومة الشرعية، وتَفْهَم الشرعية على أنَّها الشرعية المستمدَّة (فحسب) من صندوق الاقتراع الذي لو نطق الآن لاعترف بذنبه، فَلِمَ لا تَسْتَكْمِل "التحرير الثاني" بتحريره، أي بفتحه عنوة؟! ما الذي تخشاه أو يُعْجِزها عن ذلك؟! هل تخشى فَقْدَ ما تحظى به من شرعية دولية (وعربية)؟! هل تخشى أن تُتَّهم بأنَّها ما عادت تحترم الاتفاقيات الموقَّعة من قبل؟!

إنَّ قطاع غزة يتحوَّل إلى ما يشبه مخيَّما أقيم على عجل لإيواء وإغاثة وإطعام ضحايا زلزال أو إعصار، نزلاؤه لا يعملون، يَنْتَظِرون مساعدات غذائية (طحين وسُكَّر وأرز.. ) وطبية دولية عاجلة، تأتيهم من "برنامج الأغذية العالمي"، ومن "الأونروا"، و"الهلال الأحمر المصري"، عبر معبر كرم أبو سالم الذي يخضع لسيطر إسرائيلية كاملة. وفي داخل هذا المخيم، تنتشر وتعمل شرطة "حماس"؛ أمَّا في خارجه، ومن حوله، فإنَّ الجيش الإسرائيلي هو الذي يحكم ويتحكَّم، ويمضي في نشر الموت والدمار، مُغْرِقاً أهل غزة باستثناء رؤوسهم في بحر غزة.

وليس من سياسة تتبعها "حماس" الآن سوى السياسة التي تسمح بالاحتفاظ بالسلطة التي لا يرغب في الاحتفاظ بها إلا المُتَعطِّش إليها، والمتشبِّث بكرسيها ولو كان، أو أصبح، خازوقا.. وبوصول المساعدات الغذائية والطبية الدولية العاجلة. لقد تمخَّض "جَبَل المقاومة" فولد فأراً!

لو كانوا يملكون من "الروح القيادية" ما يَحْملهم على ترجيح كفَّة المصلحة الفلسطينية العامة على مصالحهم الشخصية والفئوية الضيِّقة لقرَّروا إذ أنجزوا مهمة "التحرير الثاني" دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى العودة إلى حُكم قطاع غزة، وتَرْك الحكومة، والعودة إلى حيث يصبح في مقدورهم التأسيس لمقاومة سرِّية جيِّدة مُجْدية، تتوافق ولا تتعارض مع حق السلطة في أن تُظْهِر وتؤكِّد سيادتها الأمنية (في الداخل) ومع حق الفلسطينيين في تجنيبهم شرور المغامرات العسكرية، وفي تسليحهم بمزيد من الحقوق والحرِّيات الديمقراطية، التي بها فحسب يصبح ممكنا خوض صراع شعبي ضد كل مَنْ زعمت "حماس" أنَّها قامت بما قامت به توصُّلا إلى درء مخاطرهم عن الشعب الفلسطيني.

كان ينبغي لها أن تكون تلميذا ذكيا لـ "حزب الله" اللبناني، يتعلَّم من تجربته، ويأخذ بطرائقه وأساليبه في خوض وإدارة الصراع، فالشعب الفلسطيني إنَّما يحتاج ليس إلى مزيد من المشاركين في الحكومة والسلطة وإنَّما إلى معارَضة قوية منظَّمة، تَعْرِف كيف تعارِض بما يعود بالنفع والفائدة عليه، وعلى مصالحه وحقوقه وقضيته القومية، وتَعْرِف كيف تمد الجسور بين الشرعية المستمدَّة من صندوق الاقتراع والشرعية الدولية، فليس بإحداها فحسب يحيى الشعب الفلسطيني وقضيته القومية. ومأساة قطاع غزة، أي مأساة الشعب الفلسطيني بأسره، إنَّما هي في بعضٍ من أهم أسبابها ثمرة سياسة أخفق أصحابها في مدِّ الجسور بين الشرعيتين، متوهمين أنَّ الشرعية الدولية ستتغيَّر، لا محالة، بما يُوافِق، سياسيا، الشرعية الانتخابية، فحصدوا ومعهم الشعب الفلسطيني ما يحصده دائما زارعو الأوهام.

لقد حان لهم أن يكفُّوا عن الانتظار، الذي هو انتظار لمزيد من الكوارث، وأن يعودوا إلى غرس السياسة في تربة المصالح العامة للشعب الفلسطيني وليس في تربة مصالحهم الشخصية والفئوية الضيِّقة.

منذر أبو هواش
25/07/2007, 11:01 AM
في مواجهة الاحتلال ... لا بديل عن المقاومة ...
إذا أردت مواجهة الاحتلال والقتل والاغتصاب ... فلا خيار لك إلا أن تكون مع المقاومة ...

حماس المقاومة ... حماس الشرعية ... حماس الإسلام ... والصدق ... والوفاء ... إننا نحبك ...

الذين يتوعدونك ويتوعدوننا بالويل والثبور وبالكوارث وبالمصائب إن نحن لم ننحني للغزاة ... لا يختلفون عن أعدائنا وأعدائك ... بل هم أعداؤنا وأعدائك ... نقول لهم ليس بعد الكفر مصيبة ... وليس بعد الاحتلال كارثة ...

"الاحتلال يولد المقاومة" ... هذه هي سنة الله ... وهذا هو ناموسه في خلقه ... ولن تجد لسنة الله تبديلا ... المقاومة تقاوم الاحتلال ... والمقاومة تؤلم الاحتلال ... والمقاومة تضعف الاحتلال ... والمقاومة سوف تنهي الاحتلال ... وسوف تقضي عليه في النهاية بإذن الله ...

المقاومة الإسلامية الفلسطينية أنهت بنجاح دراساتها في أصول الجهاد والمقاومة في مدرسة الإسلام ... وتخرجت من مدرسة محمد بن عبدالله ... وتعلمت تجاربها بذكاء من السلف الصالح ... وهي الآن على استعداد لأن تقدم وتعطي الدروس إلى العالم أجمع ... فلا حاجة بها بعد ذلك إلى دروس أحد ... ولا حاجة بها بعد ذلك إلى نصائح أحد ...

لُقْمة العيش وحبَّة الدواء ومياه الشرب لم تعد تنفع للتغرير بالمقاوم ... وهو يعرف أن سيوف الغدر كلها بانتظاره ... وأنها سوف تحز عنقه ... قبل أن تصل هذه الأشياء إلى جوفه ...

حماس تقود المقاومة ... وتقود الشعب ... وهي تعرف بالضبط متى تظهر فوق الأرض ... ومتى تختفي تحتها ...

حماس لا يرهبها الكلام ولا التهديد ولا الوعيد ... سواء أكان صادرا عن جيش محتل ... أو عن مأجور عميل ...

إنني والله لأحسدك يا إسرائيل على أوليائك المحليين الذين يعملون لصالحك كالشياطين بلا كلل ولا ملل ... ويصرفون في خدمتك الكثير من الوقت والجهد والعرق ... بإصرار وإلحاح غريبين ... من أجل تأييدك ... ومعاداة أعدائك.

العملاء يكيدون للمسلمين ... يتشفون من جانب ... ويقلبون الحقائق من جانب ... ويكررون محاولاتهم الشيطانية لتثبيط الناس وتأليبهم ضد المجاهدين المقاومين المرابطين بحجة المعاناة ... وكأن المعاناة ستتوقف بقدرة قادر ما أن ينهي المجاهدون موقفهم الطبيعي في معاداة أعدائهم، ومغتصبي أرضهم وحقوقهم، وسارقي حياتهم وحياة أولادهم.

لا أعلم ما الخطأ الذي ارتكبته حماس في موقفها المعادي للمحتل الغاصب ... ولا أعلم ماذا فعلت حماس حتى ينفض عنها منتخبوها ليصطفوا في خندق العملاء ... وقد كشفتهم حماس وفضحتهم ... وأفشلت مشكورة مخططاتهم.

في كافة الثورات على المحتلين ... الذين يقودون المقاومة ضد الاحتلال هم السلطة الفعلية ... وهم القيادة الفعلية ... وهم الحاكم الفعلي للشعب المقاوم ... ليست حماس هي من جمع بين المقاومة والسلطة ... بل إن الناموس الطبيعي للحياة والتاريخ هو الذي فعل ذلك ... وهو الذي منح حماس المقاومة والسلطة في آن معا ... وذلك لأن وصول المقاومة إلى السلطة على جماهيرها تحصيل حاصل ... وما كانت الصناديق الحرة لتخرج غير هذه النتيجة ... عندنا أو عند غيرنا ...

حماس تعرف بأن النار تحرق ... لكنها لا تخافها .. وهي تعرف كيف تتعامل معها ... حماس ضحية ... وهي فوق كل الشبهات ... وهي بريئة من كل المؤامرات ... ومن كافة المهازل ...

المقاومة هي التي تحكم الناس تحت الاحتلال ... وهي التي تدير شؤونهم من تحت الأرض ... رغم طغيان العدو وجبروته واضطهاده ... ورغم أنفه ... وأنوف عملائه ...

والله أكبر ...

منذر أبو هواش

:fight: