المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة



RANIA ZAKARIA
04/11/2006, 11:06 PM
"أيـن؟"

لمحتها وسط الزحام وكأنني وجدت ضالتي
كنت أبحث عنها منذ زمن بعيد
مكثت أفكر قليلا
هل حقا هي؟
هل وجدتها؟
إنها مواصفات فتاة أحلامي
كنت أبحث عنها
ما أجملها .... ما أرقها
هل أذهب إليها
هل أمضي بعيدا
وإن ذهبت .... ماذا أقول إليها
وفي غمرة تفكيري رأيتها متجهة نحو حافلة مليئة بالركاب
لم أفكر لحظة واحدة .... أسرعت وراءها
جلست بجانبها
كانت نظرات الناس تكاد تختطفها
كانت أروع ما رأت عيناي
شل لساني وكأنني طفل في شهره الثالث
ولكني لم أستطع أن أدير عيناي عنها
حتى أحسست بأنها نريد الاستفسار عن سبب نظراتي تجاهها
فلم تكن نظراتي مثل نظرات باقي الرجال
وبعد تردد .... قررت سؤالها
: إلي أين أنت ذاهبة
أجابت: إلى إحدى صديقاتي
لم أكد أصدق أذني .... أحقا سمعت صوتها
حاولت دفع النقود للسائق ولكنها رفضت بإلحاح
ولأول مرة أثناء ذهابي إلى العمل تمنيت أن يدوم الطريق أياما بل سنينا
أخبرتها أنني أعمل مهندسا بإحدى الشركات وسألتها عن نفسها
قالت لي أنها طالبة بكلية التجارة
كنت في غاية السعادة
ولكني كنت أخشى أن تنتهي معرفتنا في نفس المكان الذي بدأت فيه
ترددت كثيرا .... ثم قمت بكتابة رقم جوالي –لا أعرف كيف جاءت لي هذه الجرأة- ثم أعطيتها إياه
رفضت أن تأخذه في بادىء الأمر
لكني أقنعتها .... لا أعرف كيف
حان وقت نزولي .... تركتها وقلبي يتمزق
تركتها وأنا متأكد أنى لن أسمع صوتها ولن أراها
كانت دقات قلبي تعلو رنين الهاتف منذ تركتها
وبعد مرور يومين .... ودقات قلبي تعلو
اقتربت من الهاتف لأسمع صوت فتاة
نعم إنه صوتها
استمرت المكالمات بيننا أسبوعين
أخبرتها بحبي
وما أدهشني أنها أخبرتني أنها تبادلني نفس المشاعر
لم أكن أصدق على الإطلاق مقولة "حب من أول نظرة"
لا أعرف ماذا حدث لي .... أصبحت لا أستطيع الابتعاد عنها- تملكت كل مشاعري
لم أتردد وقلت لها أني أريد مقابلة والدها
صمتت قليلا- صمت أخافني- ثم قالت لي سأخبره وأعاود الاتصال بك
انتظرتها أياما وشهورا وسنينا .... ولكن "أين"؟
وحتى الآن وبعد مرور خمس سنوات أريد جوابا لسؤالي:
"أين"؟

مصطفى لغتيري
05/11/2006, 01:01 AM
وفي انتظار الجواب.
لك مني أجمل التحايا.
استمتعت بالقراءة.

دينا سليم
05/11/2006, 11:19 AM
قرأت قصتك يا زميلتي العزيزة
زيدينا دائما ولا تبقينا قيد الانتظار .
ولكِ وللزملاء قصة قصيرة, آخر ما كتبت.

دينا سليم
05/11/2006, 11:27 AM
• عقارب
• دينا سليم – استراليا

اكتشفت أخيرا أن الأشياء المرقطة في الحياة تبقى خالدة... كالذكريات. لا ذكرى بدون اللون الأسود, حتى لما أتخذت مقعدي الثابت في زاوية الغرفة الصغيرة, لم ترفق بي العقارب وهي تدور وتدور, تفرض عليّ عقوبة الانتظار فأذوب شوقا للغد وما يحمله من ...

أتمسك بالثواني وكأني أمسك بلوح ثلج أعرف أنه حتما يذوب وسيقذف بي الى الأعماق, ولا أملك في مساحة الساعة سوى قلم صاح ٍتعوّد أن يهزل بين أصابعي ويختنق.

أنا الآن خارج منطقة العقارب المسممة, فقد خرجت بروحي وحيدا احملها وتحمدني على عودتي سالما الى الحياة!

لم أنسَ أنني دست بقدميّ ظهرها في يوم ما ورحت أجوب بينها كالراقص المعربد على مسرح الموت, فما الحياة سوى مصدر لا ينتهي بأسرّة النهاية, خيط اسود يمسك الحياة من طرفيها, وعلى الذكي تحويل الخيط الى حرير مشجى بالالوان الأكثر ازدهارا.

حكايتي لن تنتهي حيث بدأت. بل هي حكاية الدوائر التي مضت اليها العقارب على مرّ الأزمان, عقرب تلو الآخر وتمتليء الساحة بأشواق وأشواك, الموت وحب الحياة, الأبيض منها والأسود الذي ملأ الوجود...

هززتُ جسدي داخل الكرسي وأخذت أطرق باب الانزياح, رأيتُ نفسي أتمسّك بعقرب لا يتحرك, خشيت أن يمضي العمر بلا انجاز فأخذت أشجع القلم البقاء بين أناملي المتعبة المرتجفة أمام عقارب الساعة أمامي.
- هل كبرت كثيرا؟
سألني القلم وأجبته:
- الأشياء هي التي تكبر وتشيخ!
- الألوان تتبدّل!
أجبته بكل هدوء وكأني انتظر سؤاله:
- أليس المُنتظَر هو الذي يتبدّل؟
لم أسمح باستمرار الحديث, فلم أعد أقوى على تحمل الأسئلة, قتلت الأسئلة بقمة القلم وهو يدوّن دون صراخ لأنه كان ما يزال يحتفظ بهدوئه...

سمحت له التجول في ساحة الحياة بحرية لأنه بحاجة للمشاهدة المستمرة, والمشاهدة بحاجة الى تجديد.

تطوعت العقارب المعلقة بخرق جدار الصمت الذي داهم سماء الحجرة, استمرت في الدوران, كرسيًّ الهزاز سكنَ مكانه, فكان كمن يدوّن مشاهدة يومية, أو يكتب مسرحية طويلة لا نهاية لها.

انتابتني فكرة جنونية, صرخت من بين ردفي الصمت, اهتزت السطور وتدفقت الرعشة بايجاد الأشياء, صرخت وصرخ قلمي, خنقتهُ وأفلت من يدي باهمال واضح, وبدا لي عندما سقط في زاوية ما وكأن عقربَا سامَا من عقارب الصحاري انتفض وهرول مسرعا باحثا لنفسه عن ملاذ في جحر معتم :
- احتاج الى سكين جميل به أقطع شرايين الذكرى!

صرخت في أنحاء الليل, نهضت وهززتُ قاصدا الكرسي البارد وكأني أطلب منه الكف عن المشاهدة والبت في الأشياء. لا يستطيع حمل الكارثة الى مكان آخر, ستبقى معه هنا, هو شاهد فقط .

ضحكت أمام الشّاهد وأنا أحترق, ضحكت وضحكت بالرغم من أني كنت مسكونا بمواجع الأشياء! وأحمل كثيرا من الجراح!

كانت الأشياء مظلمة في الخارج, البلاد غارقة في سبات, غفت على ضفتي النهر السّاكن, تنتظر الصباح كي يعلو ويستيقظ من سباته هو أيضا, جيش من الحوريين والحوريات سوف يستقبله على مشارف الفجر, رأيتهم في منامي ولن أفوت الفرصة على ألا أراهم هذا الفجر بالذات. سأمرّ الى النهر باكرا, حيث يستوطن القديسون والأنبياء. تعلّمت اعتناق لغة الطيور السابحة على النهر الجميل وتدرّبت على فهمها. والأكثر جمالا من ذلك هو سماع تراتيل الطيور الأخرى على الأشجار السامقة. سأخرج لكن حتى بزوغ الشمس سأقوم بحفر المزيد على الأوراق التي تنتظرني بشوق وألم.

حملت سكيني الجميل وأسكنته بعض شرياني, تدفق الدم على ذراعي, الألم أعاد اليّ صحوي ووضع الذكرى في مكانها, واستمريت بالكتابة وأنا أنزف. أحبّ هذا النزيف المنبثق من روحي! يأخذني الى قارب الزمن, الى كل الأشياء, وأبدأ أتذكّر الأحداث, حتى اللحظات التي اعتقدتها ميتة.

لقد فتحت النار على قلمي وكأني أفتح زجاجة خمر وأثمل, كشفَ النقاب عن أشياء كثيرة, حوّل السّكون الى صراخ, صراخا متواصلا علا أدى الى العقارب الاسراع بالهرب, بعشراتها, ترتجف الأرض من تحتها, تطلق هديرها المرعب وتنزوي, تركن الأطراف المظلمة, وأنا أمرّ بينها, فارا هاربا, أهرب من هجوم قائم سيبيدني وينهيني.

لا أحد يستطيع أن يعبيء مسدسه وأن يطلق على الحياة الرصاص! لم يبقى في مسدسي سوى رصاصة أخيرة! العالم ذراع مسكون بالخبايا والخيبات, وأنا مُحتاج الى شرايين تنبض ولا تكف عن النبض, والعقارب ما تزال تدور على الحائط , لكنها بطيئة, بطيئة جدا, أريد تحريكها, لكن إن حصل وحركتها سأصاب بالكفر, سأكفر حتما بذاكرة الزمن ...

Dina_saleem@hotmail.com

RANIA ZAKARIA
07/11/2006, 12:31 PM
شكرا على إبداعك وأتمنى لك مزيدا من العطاء

RANIA ZAKARIA
07/11/2006, 12:39 PM
الثأر

لمحته ينظر إليها من بعيد
أيقنت أن هذه النظرات موجهة إليها
توالت الأيام وتوالت النظرات
أقترب منها حدثها عن نفسه
أخبرها بأن شيئا ما يجذبه تجاهها
شيئا خفيا
تملك الحب قلبها
كانت تطير من شدة الفرح حينما تراه
وعندما صارحته بحبها
أخبرها أنها صداقة ... مجرد صداقة
تحطمت
لم تستطع أن تنسى الذكرى
ذكرى سنين الحب
درات الأيام
عاد إليها معلنا حبه
معلنا شوقه
ولكن هيهات
تركته وحيد شريدا يعض أنامل الندم على ما ترك

اشرف الخريبي
09/11/2006, 12:11 PM
قرأت هنا اكثر من نص وكل منهم له هذه الميزة التى تفصل بين عوالم القصص ولكنها روح واحدة
تملاءها آنات الحنين والبوح المستفيض
سأعلق على كل نص على حد

اشرف

اشرف الخريبي
09/11/2006, 12:13 PM
الثأر

لمحته ينظر إليها من بعيد
أيقنت أن هذه النظرات موجهة إليها
توالت الأيام وتوالت النظرات
أقترب منها حدثها عن نفسه
أخبرها بأن شيئا ما يجذبه تجاهها
شيئا خفيا
تملك الحب قلبها
كانت تطير من شدة الفرح حينما تراه
وعندما صارحته بحبها
أخبرها أنها صداقة ... مجرد صداقة
تحطمت
لم تستطع أن تنسى الذكرى
ذكرى سنين الحب
درات الأيام
عاد إليها معلنا حبه
معلنا شوقه
ولكن هيهات
تركته وحيد شريدا يعض أنامل الندم على ما ترك

جميل هذا النص ومكثف ومركز رغم زمنه الفنى الطويل
اذ يقدم الأختزال على التجسيد ويوصف الموقف اكثر ما يشرحه
وتفهم من خلاله الشخصيات وعالمها دون كلام كثير
وهى بنية قصصية جيدة جدا
تحياتى للكاتب


اشرف