طه خضر
30/07/2007, 11:05 PM
كل الإحترام والتقدير للدكتورة ملاك صاحبة الطرح والفكرة ..
لقد بات الشباب عضد الأمة ومحطّ آمالها في مهبّ الريح ،
ولا خير في أمّة شبابها خاوي الروح يتلجلج كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ
أقول والله المستعان ..
الشباب شباب القلب ، حتى وان هرم الجسد وتهدمت الأعضاء
وباتت العلل تستوطن ثنايا الرووح ،.. يقال ان فلان عمره 19 عاما
أو 20 عاما أو اكثر من ذلك أو أقل ، لكن الهموم أثقلت روحه
واستوطنت خلايا دماغه ، وبات يئن تحت أثقالها كمن تقطعت به السبل في
مفازة لا تعرف دروبها الا الإقفار والإفتقار الشديد ، والطريق الواسع البعيد ؛
فلم يعد غريبا أن تجده أو تجدها وقد حمّل نفسه أو حملت نفسها الهموم ، ورضي من الاسماء
أبأسها وأتعسها ؛ فيشيخ قلبه ولم يتجاوز العشرين ، وتتهدم رووحه ولم
تبارح سنين الطفولة ، وتتزعزع نفسه ولم تبلغ الكهولة .
هي إذا دعوة لكل من جعل الهم والحزن ديدنا في حياته ، أقولها لهم :
لا تتعجلوا على انفسكم ، فالهرم والشيب آت ٍ لا محالة ، والأمراض والأسقام
( نجانا الله منها ) تنتظر وتتحفز وإذا تأخرت قليلا فعلى أبواب الأربعين
تنتظر وتتوثب للإنقضاض ؛
فهل نظرنا الى انفسنا من خلال مرآة الرووح وقيمنا عمر قلوبنا وألقينا ( ولو مؤقتا)
بالمرآة الزجاجية جانبا ولو لطرفة عين ؟؟...
فكم من الشباب والشابات جميلي المحيّا وقلوبهم بالهم والهرم تنضح ،
وكأنما يستعجلون على أنفسهم ما هو آت لا محالة ،
وهي دعوة ايضا لكل من ركب قطار آخر العمر (بملء ارادته )
ولم يمهله ليأتي من تلقاء نفسه ، تذكروا قول سيد ولد العرب والعجم والانس والجان
تلك القولة التي لو قرأها كل مسلم لتمنى أن يبقى شابا لا تعرف نفسه الهرم
الا وهي : (( نـُصـِـرتُ بالشباب )) .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ..
الشباب الذي لا يعرف الهرم ، هو ما وعد الله به عباده في جنته ،
ولعله هو ما ميز أمة العرب والمسلمين عن غيرهم من البشر ؛ وهو
أيضا ما يحسدوننا عليه ؛ فقد أثبتت الدراسات
أن كثير من المجتمعات الاوروبية وغيرها باتت في أرذل العمر،
وبيان ذلك أنه ولأول مرة تجد مجتمعات بأكملها
تتفوق فيها أعداد العجائز والشيوخ على الشباب
وقد تبلغ احيانا أرقاما مرعبة قد تتجاوز الثلثين أو أكثر بقليل
حتى بات جزء كبير من موازنات تلك الدول يتبخر على
صناديق التقاعد وعلاج أمراض الشيخوخة ، وسبحان الله ،
لا من كثرة حروب ولا من شدة فقر وفاقة ، فهم المنعـّمون والمرفـّهون
، وهم من توفـرت لهم كل سبل الراحة والطمأنينة ، حتى وان لزم
أحدهم بيته ورضي بالجلوس تعاجزا وكسلا ، تكفلت حكوماتهم
بطعامه وشرابه الى أن يموت ، ومع ذلك تجد الهرم قد استوطن
في مجتمعاتهم حتى باتت المسألة لا تحتاج الا الى عدة أعوام لتفرغ الجامعات من طلابها
وتغلق المدارس أبوابها ، وهذا نفسه ما حاولوا زرعه فينا
عبر خطط مدروسة كأنها من بنات أفكار مردة الشياطين عن ضرورة
تحديد النسل والخوف من الإنفجار السكاني القادم ، وكيف أن الناس
ستأكل بعضها من شدة الزحام و و و و ، و ما الى ذلك من كلام منمق
ما لبث أن انقلب على رؤوسهم ، وسقطوا بالشَرَك الذي أعدوه لنا ،
أما وقد رأوا أن النتيجة قد آلت الى هذا المآل ؛ فقد عادوا الينا
بلعبة جديدة تتلخص بخلق جيل من الشباب الخاوي الوفاض ، و
الذي يتوفر له كل ما يريد وهو جالس في مكانه لا يبرح ؛ فالعالم
ومن خلال النت والستاليت والجوال بات بين يديه ، وماذا يريد الشاب
أكثر من ذلك ؛ فكانت النتيجة نفس متعبة تتمنى الشيء ولا تطاله
وكيف تطاله وهو خيال في خيال لا يرى الا من خلال شاشة الكمبيوتر
او التلفاز ، أو يسمع من خلال الجوال ، أما اليدان فخاليتان دوما ،
ولا لوم على من رأى بؤم عينيه واشتهى بقلبه ولم تطل يداه شيئا ،
لا لوم عليه لو تشتت قلبه بين شهوة وحلم أمام مخيلته ولا يستطيع له اصطيادا
، أو به امساكا وبين مجتمع لا يبالي به بل بات ديدنا كل امرءٍ فيهم :
((أعمل لنفسك وكأنك تعيش أبدا )) ، لكن ليس بالمعنى الحرفيّ
للمقولة الشريفة ، ولعل هذا ما يقتل القلب ويجعله أسير وهم
فائت لانيل له مع أنه يخال للرائي وكأنه في متناول اليد .!!!
كتبه ... رووح وقلم .
رابط ذو صلة
http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=105572#post105572
لقد بات الشباب عضد الأمة ومحطّ آمالها في مهبّ الريح ،
ولا خير في أمّة شبابها خاوي الروح يتلجلج كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ
أقول والله المستعان ..
الشباب شباب القلب ، حتى وان هرم الجسد وتهدمت الأعضاء
وباتت العلل تستوطن ثنايا الرووح ،.. يقال ان فلان عمره 19 عاما
أو 20 عاما أو اكثر من ذلك أو أقل ، لكن الهموم أثقلت روحه
واستوطنت خلايا دماغه ، وبات يئن تحت أثقالها كمن تقطعت به السبل في
مفازة لا تعرف دروبها الا الإقفار والإفتقار الشديد ، والطريق الواسع البعيد ؛
فلم يعد غريبا أن تجده أو تجدها وقد حمّل نفسه أو حملت نفسها الهموم ، ورضي من الاسماء
أبأسها وأتعسها ؛ فيشيخ قلبه ولم يتجاوز العشرين ، وتتهدم رووحه ولم
تبارح سنين الطفولة ، وتتزعزع نفسه ولم تبلغ الكهولة .
هي إذا دعوة لكل من جعل الهم والحزن ديدنا في حياته ، أقولها لهم :
لا تتعجلوا على انفسكم ، فالهرم والشيب آت ٍ لا محالة ، والأمراض والأسقام
( نجانا الله منها ) تنتظر وتتحفز وإذا تأخرت قليلا فعلى أبواب الأربعين
تنتظر وتتوثب للإنقضاض ؛
فهل نظرنا الى انفسنا من خلال مرآة الرووح وقيمنا عمر قلوبنا وألقينا ( ولو مؤقتا)
بالمرآة الزجاجية جانبا ولو لطرفة عين ؟؟...
فكم من الشباب والشابات جميلي المحيّا وقلوبهم بالهم والهرم تنضح ،
وكأنما يستعجلون على أنفسهم ما هو آت لا محالة ،
وهي دعوة ايضا لكل من ركب قطار آخر العمر (بملء ارادته )
ولم يمهله ليأتي من تلقاء نفسه ، تذكروا قول سيد ولد العرب والعجم والانس والجان
تلك القولة التي لو قرأها كل مسلم لتمنى أن يبقى شابا لا تعرف نفسه الهرم
الا وهي : (( نـُصـِـرتُ بالشباب )) .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ..
الشباب الذي لا يعرف الهرم ، هو ما وعد الله به عباده في جنته ،
ولعله هو ما ميز أمة العرب والمسلمين عن غيرهم من البشر ؛ وهو
أيضا ما يحسدوننا عليه ؛ فقد أثبتت الدراسات
أن كثير من المجتمعات الاوروبية وغيرها باتت في أرذل العمر،
وبيان ذلك أنه ولأول مرة تجد مجتمعات بأكملها
تتفوق فيها أعداد العجائز والشيوخ على الشباب
وقد تبلغ احيانا أرقاما مرعبة قد تتجاوز الثلثين أو أكثر بقليل
حتى بات جزء كبير من موازنات تلك الدول يتبخر على
صناديق التقاعد وعلاج أمراض الشيخوخة ، وسبحان الله ،
لا من كثرة حروب ولا من شدة فقر وفاقة ، فهم المنعـّمون والمرفـّهون
، وهم من توفـرت لهم كل سبل الراحة والطمأنينة ، حتى وان لزم
أحدهم بيته ورضي بالجلوس تعاجزا وكسلا ، تكفلت حكوماتهم
بطعامه وشرابه الى أن يموت ، ومع ذلك تجد الهرم قد استوطن
في مجتمعاتهم حتى باتت المسألة لا تحتاج الا الى عدة أعوام لتفرغ الجامعات من طلابها
وتغلق المدارس أبوابها ، وهذا نفسه ما حاولوا زرعه فينا
عبر خطط مدروسة كأنها من بنات أفكار مردة الشياطين عن ضرورة
تحديد النسل والخوف من الإنفجار السكاني القادم ، وكيف أن الناس
ستأكل بعضها من شدة الزحام و و و و ، و ما الى ذلك من كلام منمق
ما لبث أن انقلب على رؤوسهم ، وسقطوا بالشَرَك الذي أعدوه لنا ،
أما وقد رأوا أن النتيجة قد آلت الى هذا المآل ؛ فقد عادوا الينا
بلعبة جديدة تتلخص بخلق جيل من الشباب الخاوي الوفاض ، و
الذي يتوفر له كل ما يريد وهو جالس في مكانه لا يبرح ؛ فالعالم
ومن خلال النت والستاليت والجوال بات بين يديه ، وماذا يريد الشاب
أكثر من ذلك ؛ فكانت النتيجة نفس متعبة تتمنى الشيء ولا تطاله
وكيف تطاله وهو خيال في خيال لا يرى الا من خلال شاشة الكمبيوتر
او التلفاز ، أو يسمع من خلال الجوال ، أما اليدان فخاليتان دوما ،
ولا لوم على من رأى بؤم عينيه واشتهى بقلبه ولم تطل يداه شيئا ،
لا لوم عليه لو تشتت قلبه بين شهوة وحلم أمام مخيلته ولا يستطيع له اصطيادا
، أو به امساكا وبين مجتمع لا يبالي به بل بات ديدنا كل امرءٍ فيهم :
((أعمل لنفسك وكأنك تعيش أبدا )) ، لكن ليس بالمعنى الحرفيّ
للمقولة الشريفة ، ولعل هذا ما يقتل القلب ويجعله أسير وهم
فائت لانيل له مع أنه يخال للرائي وكأنه في متناول اليد .!!!
كتبه ... رووح وقلم .
رابط ذو صلة
http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=105572#post105572