المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحّة:30% من قائمة الأدوية غير متوفِّرة ومرضى الكِلى والسرطان في حالة موت سريري



رامي
01/08/2007, 05:26 AM
الصحّة:30% من قائمة الأدوية غير متوفِّرة ومرضى الكِلى والسرطان في حالة موت سريري


أكّد الطبيب جمعة السقّا مدير العلاقات العامّة في وزارة الصحّة اليوم، أنّ المستشفيات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني من أوضاع صعبة للغاية نتيجة استمرار إغلاق المعابر وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني خاصة على قطاع غزة ، ناهيك عن وقف المساعدات الأوروبية.
وأضاف السقا خلال مؤتمرٍ صحفيّ عقده اليوم الثلاثاء، في مدينة غزة برفقة الطبيب معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة، حول الأوضاع الصحية في قطاع غزة " أنّ هناك نقصاً كبيراً في كميات الأدوية الموجودة في وزارة الصحة حيث أنّ هناك العديد من الأجهزة المعطّلة في قسم الكِلى الصناعية وكذلك أجهزة السي تي.
وتابع قائلاُ" إنّ مرضى الكِلى يعانون من نقص شديد في العلاج والأجهزة المتوفّرة لهم ، مؤكّداً وجود نقص في مادة التخدير التي تستخدَم في تخدير المريض عند دخوله العمليات ونقص في المحاليل الطبية.
وقال " إننا نعمل بكل ما لدينا من قوة من أجل توفير الأدوية للمرضى سواء في مخازن وزارة الصحة أو في غيرها ، مشيراً إلى أنّ هناك الكثير من الأجهزة المُعطّلة في مستشفيات القطاع وبخاصة في قسم الكِلى بمستشفى الشفاء المستشفى الرئيسي في قطاع غزة ، كما أنّ جهاز "ct" التصوير المقطعي مُعطّل ، ويحتاج إلى قِطع للتصليح ولا تتوفر تلك القِطع بسبب إغلاق المعابر ممّا يؤثّر سلباً على المرضى في القطاع.
كما نوّه السقا إلى أنّ مستشفى الشفاء خلال 48 ساعةً سوف تنفذ منه السولار المستخدَم في تشغيل الأجهزة الطبية في المستشفى وذلك بسبب شح السولار في القطاع وعدم إدخاله من المعابر المغلقة بسبب الحصار المفروض على القطاع.
وأشار السقا إلى أنّ مستشفى الشفاء تعاني من نقص حاد في كمية السولار، والذي لا يكفي فقط إلا لـ48 ساعة وبعدها يتوقف العمل في حال تمّ نفاذه من المستشفى، وهناك نقص كذلك في المواد الغذائية والقرطاسية.
وأعرب الدكتور السقا عن أمله في أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات تتمكن الوزارة من خلالها من الاستمرار وتقديم خدماتها للمرضى والمواطنين، مطالباُ الجميع بتحمّل مسؤوليته اتجاه المرضى وفتح المعابر وإدخال الأدوية.
من جانبه وصف الطبيب معاوية حسنين الأوضاع الصحية في قطاع غزة بالمأساوية للغاية ، موضحاً أنّ 30% من قائمة الأدوية المسجّلة في مخازن الصيدلية بوزارة الصحة غير موجودة ممّا يشكّل خطراً كبيراً على حياة المرضى، حيث أن الباقي لا يكفي الحد الأدنى من الخدمات المقدّمة للمرضى.
وقال د. حسنين " لقد تمكّنا من نقل قرابة 700 مريض مع مرافقيهم إلى داخل أرضي الـ"48" لتلقّي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية وذلك بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي وبعد مضي ما يزيد عن ستة أسابيع.
وأضاف د. حسنين " أنّ هناك العديد من العمليّات الجراحيّة المؤجَّلة في مستشفى الشفاء بسبب عدم توفُّر نسبة كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، موضّحاً أنّ مرضى السرطان والدم والكِلى في غزة يعيشون وضعاً صحياً سيّئاً للغاية حيث ينتظرون الموت بسبب عدم دخول الأدوية والمعدّات الطبية اللازمة لهم.
وقال حسنين " إنّ العالقين على معبر رفح الحدودي يعانون ظروفاً صعبةً للغاية وبخاصة المرضى منهم حيث لم يقدَّم لهم العلاج ، لذا نأمل أن يتم إدخالهم إلى القطاع وأن يتم فتح المعابر.
وناشد حسنين المؤسسات الخيرية والحقوقية والدولية بوضع حدٍّ لهذه الحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والعمل على رفع الحصار المفروض على مليون ونصف مواطن فلسطيني من أجل تخفيف الآلام عنهم.
وكان رئيس قسم أمراض الكلى بمستشفى الشفاء "أيمن السيسي" قد أكد أنه ستحدث كارثة إنسانية كبيرة وحالات وفاة إذا استمر نقص الأدوية والأجهزة المستخدمة لعلاج مرضى الكلى في غزة.
وأوضح السيسي في حديث له أن العلاج المستخدم لمرضى زراعة الكلى نفد نهائيا من القطاع وانه يتم استخدام علاج بديل لهم مبينا انه ليس بديلا كافيا عن العلاج الأساسي.
وبين السيسي أن مرضى غسيل الكلى يعانون من نقص الأجهزة المستخدمة للعلاج قائلا" لا يوجد أجهزة كافية لغسيل الكلى لعطل عدد كبير منها, ونحن ننتظر أن يتم فتح المعابر لإصلاح هذه الأجهزة أو شراء أجهزة جديدة ".
وأوضح السيسي أنهم يعانون من نقص الأجهزة منذ حوالي شهرين مضيفا انه يتم علاج جميع المرضى على 20 جهاز بدلا من30 جهاز مما يحرم المريض من الحصول على حاجته في العلاج وأن ذلك يسبب عبئاً على الأجهزة التي تعمل لمدة 16ساعة في حين من المفترض أن تعمل لمدة 8 ساعات يوميا- حسب قوله.
وقال السيسي"من المفترض أن يتم غسل الكلية للمريض ثلاث مرات أسبوعيا ولكن إذا استمر الأمر كذلك سيؤدي إلى أن يتم تقليص مرات الغسيل إلى مرتين أسبوعيا مما يؤدي إلى أضرار على المريض".
كما بين السيسي أن عدد حالات مرضى الكلى في قطاع غزة تبلغ أربع مائة حالة , وعدد مرضى زراعة الكلى يبلغ250مريض في قطاع غزة موضحا أن وزارة الصحة مكلفة بتغطية تكاليف علاجهم.
كما ناشد السيسي كافة الجهات المعنية للعمل على فتح المعابر لإنقاذ حياة المرضى, وإدخال الأجهزة والمعدات والعلاج اللازم لهم.
وأكد السيسي أن مرض الكلى مرض خطير جدا, وان مريض الكلى يعاني من حالة نفسية صعبة جدا يملؤها القلق والخوف من المستقبل قائلا"إذا أتى مريض الكلى لغسل الكلى ولم يجد جهازا ليتم علاجه عليه يتعب كثيرا ويشعر بخوف شديد وإذا زاد انتظار المريض لغسل الكلى أكثر من 48ساعة تكون حياته معرضة للخطر".
وقد حذرت وزارة الصحة الفلسطينية ومؤسسة حقوقية فلسطينية من نقص في مئات الأصناف من الأدوية، جراء الحصار المفروض على قطاع غزة، مطالبة برفع الحصار وإنقاذ حياة المرضى والمواطنين.
وأفاد تقرير حقوقي أن وزارة الصحة الفلسطينية، تعاني من عجز في قائمتها للأدوية الأساسية التي تشتمل على 468 صنفاً، تراوح في عام 2006 ما بين 120 إلى 150 صنفا شهرياً، أي حوالي 32 في المائة من الأصناف الأساسية من الأدوية التي تؤمنها وزارة الصحة
وأضاف انه في النصف الأول من العام 2007 تراجع العجز إلى ما بين 90 إلى 100 صنف شهرياً، بعد أن زادت كمية التبرعات من المؤسسات الدولية، ثم عاد ليصل بعد حسم "حماس" العسكري في غزة إلى 120 صنفاً، أي ما يزيد على 25 في المائة من مجمل أصناف الأدوية المشمولة في قائمة أدوية الوزارة. علماً بأن هذا العجز متحرك ولا ينحصر في أصناف بعينها.
وأشار مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير له الاثنين، إلى مدى تأثر قدرة الجهات المزودة للخدمة الصحية في قطاع غزة، سواء حكومية أو غير حكومية، على توفير حاجتها من الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل الحصار "الدولي الإسرائيلي"، على السلطة الوطنية الفلسطينية، متناولا الحالة الدوائية لدى وزارة الصحة، ووكالة الغوث، والمنظمات الصحية غير الحكومية، وشركات الأدوية والصناعات الدوائية.
ونوه التقرير إلى أنه على الرغم من تراجع العجز في عام 2007 عما كان عليه عام 2006، إلا أنه مازال يعد عجزاً كبيراً بكل المقاييس. هذا علاوة على أن قائمة وزارة الصحة لم يطرأ عليها تحديث منذ ست سنوات على أقل تقدير.
أما المستلزمات الطبية، وهي الأدوات والتجهيزات التي تستخدم لمرة واحدة، كالشاش والقطن وخيوط الجراحة...الخ، أكد التقرير أن العجز فيها وصل ما بين 150 إلى 200 صنفاً شهرياً خلال النصف الأول من عام 2007، من أصل ما بين 1000 إلى 1400 صنف متداول في وزارة الصحة، من بينها حوالي 40 صنفاً تعتبر من أصناف الطوارئ.
وأكد التقرير على أن فرض حصار دولي على السلطة الفلسطينية منذ عام ونصف، مسَّ بشكل غير مباشر حياة المواطنين الفلسطينيين وساهم إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك حقوقهم الأساسية وفي مقدمتها الحق في الحياة والصحة.
وحذر التقرير من أن استمرار هذا الحصار من شأنه أن يفضي إلى نتائج كارثية على الصعيد الإنساني. وفي معرض تناوله لأسباب نقص الدواء والمستلزمات الطبية اعتبر التقرير أنه إضافة إلى الحصار الذي يفرضه المجتمع الدولي ووقف إسرائيل تحويل عائدات الضرائب والجمارك الفلسطينية، فإن الخلل في السياسات والأولويات لدى السلطة وحكوماتها المتعاقبة، هي عوامل أساسية تتسبب في نقص الدواء والمستلزمات الطبية.