المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فليحان في الميدان



سعيد أبو نعسة
01/08/2007, 03:11 PM
( فليحان ) في الميـدان

كان ( فليحان ) مولَعاً بِجَمع الأسلحة والسبّحات؛ يخرُج على قومه بزينَـتِه مُتبختراً بعباءته النجديّة، مطقطقا بسبّحته الكهرمانية، مُبالغاً في إظهار مسدّسه المفضّض سريع الطلقات؛ حتى حسدَهُ الناس قائلين: من ابتغى رِفْعة المكان فلْيتشبّه بفليحان.

إلاّ ( يعقوب ) فإنّه كان يزدريه ويترصّده كي يجرّه إلى عِراكٍ يُمرّغُ فيه شاربيه بالوحل.... وحانت الفرصة وتجمّعَ الناسُ لمتابعة مشهدٍ مُؤلم كان فليحان يتلوّى فيه تحت ركلات ( يعقوب ) وشتائمه وقد انفرط عقد سبّحته وتناثرت حبّاتُها تحت الأرجل. وسارع الناس الأخيار لإنقاذه، وذُهلوا لرؤية مسدّس مفضّض يشعّ من مئزره ؛ فتعجّبوا سائلين:

ولماذا لم تستعمل مسدّسك يا فليحان؟

فأجاب لاهثاً : أتركُهُ دائما لوقت ( الحَشْرَة ).

حسام الدين نوالي
01/08/2007, 04:25 PM
المبدع العزيز سعيد..
الواقع الصرف مستند أساس لعدد من القصص التي تكتبها.. التفاصيل الدقيقة المقتضبة، الإشارات أو الإضاءات داخل النص، التركيز على نقط أساسية "هنا مثلا: الشارب، السبحة، المسدس، .." ثم -وهو ملح الكتابة القصصية- تلك الطرفة التي يخرج القارئ معها من النص مفترا عن ابتسامة..
ثم -وقد تحدثنا عن هذا سابقا- تنقلني أيها الكريم مرارا إلى جربة أحمد مطر،.. قلتها في أقصوصة "استجواب"، وأعيدها هنا..
حكاية عباس وراء المتراس، يخبئ سلاحه "لوقت الشدة"..
في نص "فليحان"، -ولو أني لا أعرف ما معنى "الحشْرة" فإني تصورتها في السياق نفسه، وهي حكاية تقود إلى الجمل الجاهزة التي نحتفظ بها ونعيد إنتاجها خارج السياقات.. "أتركُهُ دائما لوقت ( الحَشْرَة )." هي عبارة صحيحة وسليمة، لكنها هنا غير سياقية.. ما هي "الحشرة" إن لم تكن هذه؟ فيبدو أن الواقع تغير فيما "فليحان" لم يتغير، لم يتساوق مع معطيات زمنه أو وقته أو لحظته الآنية، مما سيفرز حتما لا جدوى فكرته..
القصة طريفة يا سعيد.. ومرّة أيضا.. لماذا؟ لأننا جزء منها.. أو ربما لأن واقعنا هو "فليحان" نفسه..
لك مودتي

فيصل الزوايدي
03/08/2007, 05:21 PM
أخ سعيد ابو نعسة .. القصة طريفة فهي فاضحة لواقع مخجل .. نص كعهدي بنصوصك الصارخة بالحقيقة و قلمك هو المسدس الموجه نحو الفساد و التردي في " وقت الحَشْرة "
مع المودة

فهد الخليوي
04/08/2007, 08:22 PM
هذا النص يبوح بالحقيقة المرة من خلال تعريته وسخريته لواقع ردئ مهلهل مرتبك!!
ماجدوى تكديس الأسلحة ليوم الحشر؟!!
سعيد
دام إبداعك..
ودمت بخير.

سعيد أبو نعسة
08/08/2007, 02:51 PM
أحبائي :
حسام الدين نوالي
فيصل الزوايدي
فهد الخليوي
أشكركم على هذه الإضاءات التوضيحية و هذا الإطراء الرقيق
الحشْرة هي وقت الضيق أو أضيق الأوقات فالعم فليحان يترك مسدسه لوقت حساس يحتاج فيه إلى إطلاق النار على عدوه و يبدو أن الوقت عنده لم يحن رغم أن عدوه قد مرغ شاربيه بالوحل .و في القصة دلالة على جبن فليحان و تقاعسه عن رد العدوان .
أعتذر عن هذا الرد الجماعي بسبب الانشغال الكبير
دمتم في خير