المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوضاء الآن شعر المجموعة التاسعة



رحاب حسين الصائغ
02/08/2007, 11:39 PM
رحاب حسين الصائغ


سوضاء الآن

شعر
المجموعة التاسعة
لعام 2004








الإهداء




من وسط ضوضاء عراقية خالصة ينسدل حرير الأنين


شعراً

ومرايا

فيها جذور تلك الفوضى

والضوضاءها












طوفان


لوح أوَلْ
لمنارات زهرة البابونج ذبول
للعيد مراجيح مؤلمة
تلاحق قول الرشيد:
- على السماء أن تمطرحيث تشاء
ولا قبر للرشيد حيث يشاء

اللوح المائة
فم التضاريس.. أنف الأحلام
كلاهما
يطلق إبتسامة من كفِّ طفل
استراحت عليه حجر



اللوح الالف
ابتلعت تلافيف الحرب طفل
كتبت أمه بسعف ثديها
بهيم واللغة عاجزة
فكان آخر المعت

خبز السلطان

بلا تصور من أحد
حدث ثقب في الطين
تصدعت الصدور
....

اتهم النخيل بالإرهاب
نبحَ إبنُ السبيل
تتبعنا الأثر
الحرب خبز
من! يجرؤ على الكلام
...

الثياب أعداء
وثني ينفخ بعهد الاسترخاء
غواص جاهل بالمرجان
لا يعرف أنَّ
قفارنا منبرها
جمر الإيمان بالتاريخ


آلهة المعابد


ما أن تكون للآلهة أقنعة
حتى تكون المعابد خاوية
فيعشق المجلود جلادهُ
حد العبادة ويشد لجام
الحقد لخالقه بسلام
...
للجن آلهة
ما أن ترى سواعدها
أُدخل!.. بيوت الغجر
لأنهم لا يلبسون أحذية
كلم القطط
ستجاوبك:
مخالبي ريش نعام
بسمتي يعيقها.. شرر الوليمة
أليفة أنا..
وألتف على غير عادتي
حين أجد السراب
يستحم بأسراري

مرآة
يومَ إحتجبتْ
توّلعتُ بِقَطِفِ الغيومْ
يومَ إحتَجَبتْ
أزهرَ رمادُ منفَضَتي
نَسَيتُ المواعيدْ
عَجَلَتُ الزمنْ ركَلَتني
تَدَحرَجتُ قربَ أحلامِكَ
إستلّيتُ الهِياجَ الأنيقْ
من طَرَفِ رائحتك
يومَ إحتَجَبتْ
تقلصَ تحسسي
تَمَلَكَني الشكْ
خَدَّرَ اليقينْ علاقتي
وبقيت بالفزع
يوم إحتجَبتْ
لم أحدثكَ بعد عنْ دمٍ
سكَرَ في الوريدْ



لوح الحلاج

رغم الرصاص
رسم على رأسه دوائر
لم تكتمل
تفرج عليها وحلق بعيداً
عند قبة الصخرة
نظر رأسه الممسوح
ممزوجاً بالكثافة
أمطره ايحاءات طفولية
قصّ جزءاً من سباته
مانحاً جسده الجائزة
لم يعترف به أحد
فظل متغشاغلاً
بما لم يبق منه








لوح المتنبي

النهر سابح
القارب لم يبتسم
نادت: لا تخف!
بحلمِ السَّحابِ تجولْ
حصانُكَ الأبيض تمردْ
أينما حللتْ عبر البعيدْ
في مساحيق الرؤى
جلدك صورة تتنبأ
بحق السكون
وانطباع الصفاتْ
لتجارةٍ تزدهرْ
ضدّ الإحتجاجْ








لوح تماضر

أكملت ما من أجله عانت
دأبها المستمر
على جادة الاسطورة
كفت كوابيس الحفاة
أنجبوا من قلق الأصداف
بعد أن ماتوا
خلف الاثر
وذيل على قبورهم
اعتقادات
لفحتها الشمس









لوح ابن بطوطة

تشابكت؛
عواطفه المنخرمة
بدخان الخريف؛
المصقول
نحت لآثامه مسودات
بحصوله؛
على نفق الحرية
وجد باباً مغلق
يقتل الروح
حفر بأزميل الشوق
وجهاً لبلادهِ
وفتح أبواب التوبة
بعد أن لم يبق
غير تنفس؛
الكلمات!؟






الزجاج
ملَّ الصبر الانتظار
دقَّ نواقيس التريث
أضاء شمعة
لهالات خيالها الانبساط
متسائلاً:
من يعرف الحقيقة!
زجاج الشبابيك؟
أم زجاج المرايا؟
...
من يرحل قبل الآخر!
ضوء الشمس؟
أم نور النفس؟
...
ملَّ الانتظار
سار بين الاكواخ
متأملاً حلقات الأعشاب
مات قلبه؛
وعيونه منتظرة


اليشماغ

لا .. ليسَ أنا!!!
تركتُ ملاحظاتي
على قلب الظهيرة
لتصحوا حلمات الحلم
فوق صندوق العجائب
شقَّ الزنابيرُ
ليلاً.. قرأ شهواته
...
لا .. ليس أنا!!!
تركت قناديل
ضياؤها مجعدة
وحرية خلاياها ميتة
دعكَ من الحيادية !
واغسل قميصَ يوسف
على عتبت الباب
ومقاليد الأمور
...




السطحُ ناظور
والعدسة مقعرة
صلّي على نفسِكَ
ادفع مبالغ مشنوقة
هَشِّم حدبة التقاليد
...
لا ليسَ .. أنأ !!!
تركت صوتي الممسوح
بيد ناقضت وعدَ الخباز
جَنَّتْ حماماتي البيضاء
الشخير خلفَ بنادق الأفاقين
لَفَّ الصلاة باليشماغ
وعيناهُ تنطِفُ
سقفاً راكعاً؛
فوق بقايا الطعام
لجوع زيفتهُ الأفكار







الفهرست
1- العنوان/سوضاء الآن
2- الإهداء
3- طوفان
4- خبز السلطان
5- آلهة المعابد
6- مرآة
7- لوح الحلاج
8- لوح المتنبي
9- لوح تماضر
10- لوح ابن بطوطة
11- الزجاج
12- اليشماغ +13
14- الفهرست

جوتيار تمر
09/08/2007, 10:49 PM
الرائعة رحاب...
المفردات تخلق معانيها المتفردة بعيدا عن الذاكرة ..والتشظي الذي يحكم خلايا النص يدفعنا نحو البحث أكثر عن معان جديدة ..حضور الذات كفاعل وكمتلقي خلق وهم حوار لذيذ ..اشتغال جميل على اللغة ..حيث تتحرر الدوال من ذاكرة مداليلها ..لتخلق نظام علاقات جديدة تستقي من لذة الممكن ..عنوان انتظامها الكلمة عالم مخصوص تتهجى فيه الذات ما تتبعه من تداعيات ..وتخلق ايقاعها الداخلي من الاشتغال على تراكب الحروف وتجاورها ..مما يجعلنا نخضع لعوالم النص في انفتاحيتها على ممكنات التأويل ..وهو ما جعلني اعيد قراءة هذا النص اكثر من مرة .


محبتي لك
جوتيار