فهد الخليوي
03/08/2007, 04:53 AM
فرغت الشركة من إنشاء طريق اسفلتي بعرض ثلاثين مترا مضاء ومرصوف تتناثر في وسطه جيوش من القطع النحاسية المدببة ، يلتف الطريق حول المدينة كثعبان أسود مرصع باللؤلؤ.
تصب كل مسارب الطريق داخل المدينة ، تتفرع ثم تتلوى كأمعاء كائن بشري، وتضيق بقدمي الماشي كلما توغل الى الداخل.
الطرق في هذه المدينة متشعبة وملتوية لا تفضي الى الخارج ، بما فيها الطريق الجديد الذي يحاصر المدينة على شكل دائرة مقفلة بعد عدة أيام من إنشاء الطريق ، انتقلت من يد الى يد ورقة شفافة انيقة ، رسم فوقها ( كروكي) صغير، تظهر عبر خطوطه الهندسية الدقيقة مدينة داخل دائرة مقفلة ، يشقها خط مستقيم نحيل كأنه وتر فضي يجتاز تجويفة آلة موسيقية.
بعد أن طارت الورقة بأذهان الناس ، انتشرت حكاية مخيفة تقول: لو أنشئ طريق مستقيم فإنه سيشق المدينة الى نصفين وسيبتعد كل نصف عن النصف الآخر أكثر من عشرين مترا بفعل عرض الطريق وهذا الابتعاد سيؤثر على التقارب الحميمي للمجتمع ثم يفضي الى الخارج ،وخارج المدينة ليس الا تيه قاتل وصحاري قاحلة .
يذهب الناس احيانا إلى الطريق الجديد ، يعبرون من فوقه ثم يدور بهم دورته المعتادة وعندما يجتاحهم الغثيان ينسلون عبر مساربه المتعرجة عائدين الى بيوتهم.
وذات صباح دبت ألأقدام واختلجت المشاعر ، عبرت في الأفق سحب مسرعة ، وبللت ببعض فيضها جفاف الأرض.
شاهد الناس بوابة كبيرة أقيمت عند أحد منحنيات الطريق الجديد ، ترتفع فوقها أقواس عالية ، تبدو للناظر من بعيد وكأنها تشرف على طريق يفضي الى الخارج.
سار بعض الناس الى هناك ، وشاهدوا عن قرب بوابة كبيرة ، ترتفع فوقها أقواس عالية مزدانة بأزهى الألوان ، على قطبيها الخراسانيين علقت زخارف لطيور وخيول من
زجاج وداخل مساحتها المثلثة المقفلة ، تجري مياه عبر أنابيب مضيئة وفوق حوافها نقوش مطلية بماء الذهب ، ورسوم لأهلة وأنجم كأنها تومض فوق جبال شاهقة.
أخذ الناس يتأملون البوابة المدهشة باستغراق !! وينظرون الى أقواسها الشاهقة ، وانقسموا الى فريقين.
فريق يراهن على أن هذه الأقواس صنعت من الخيزران ، وفريق يراهن على أنها صنعت من شيئ آخر نظرا لضخامتها.
عندما أشتد وطيس المراهنة ، صعد من الفريقين رجلان وتفحصا أحد الأقواس ، وإذا بها مصنوعة من أنابيب حديدية صلبة.
أمضى الناس هناك بعض الوقت ، ثم عادوا الى بيوتهم ، فالذي رأوه في ذلك اليوم كان معلما جماليا من معالم المدينة.
تصب كل مسارب الطريق داخل المدينة ، تتفرع ثم تتلوى كأمعاء كائن بشري، وتضيق بقدمي الماشي كلما توغل الى الداخل.
الطرق في هذه المدينة متشعبة وملتوية لا تفضي الى الخارج ، بما فيها الطريق الجديد الذي يحاصر المدينة على شكل دائرة مقفلة بعد عدة أيام من إنشاء الطريق ، انتقلت من يد الى يد ورقة شفافة انيقة ، رسم فوقها ( كروكي) صغير، تظهر عبر خطوطه الهندسية الدقيقة مدينة داخل دائرة مقفلة ، يشقها خط مستقيم نحيل كأنه وتر فضي يجتاز تجويفة آلة موسيقية.
بعد أن طارت الورقة بأذهان الناس ، انتشرت حكاية مخيفة تقول: لو أنشئ طريق مستقيم فإنه سيشق المدينة الى نصفين وسيبتعد كل نصف عن النصف الآخر أكثر من عشرين مترا بفعل عرض الطريق وهذا الابتعاد سيؤثر على التقارب الحميمي للمجتمع ثم يفضي الى الخارج ،وخارج المدينة ليس الا تيه قاتل وصحاري قاحلة .
يذهب الناس احيانا إلى الطريق الجديد ، يعبرون من فوقه ثم يدور بهم دورته المعتادة وعندما يجتاحهم الغثيان ينسلون عبر مساربه المتعرجة عائدين الى بيوتهم.
وذات صباح دبت ألأقدام واختلجت المشاعر ، عبرت في الأفق سحب مسرعة ، وبللت ببعض فيضها جفاف الأرض.
شاهد الناس بوابة كبيرة أقيمت عند أحد منحنيات الطريق الجديد ، ترتفع فوقها أقواس عالية ، تبدو للناظر من بعيد وكأنها تشرف على طريق يفضي الى الخارج.
سار بعض الناس الى هناك ، وشاهدوا عن قرب بوابة كبيرة ، ترتفع فوقها أقواس عالية مزدانة بأزهى الألوان ، على قطبيها الخراسانيين علقت زخارف لطيور وخيول من
زجاج وداخل مساحتها المثلثة المقفلة ، تجري مياه عبر أنابيب مضيئة وفوق حوافها نقوش مطلية بماء الذهب ، ورسوم لأهلة وأنجم كأنها تومض فوق جبال شاهقة.
أخذ الناس يتأملون البوابة المدهشة باستغراق !! وينظرون الى أقواسها الشاهقة ، وانقسموا الى فريقين.
فريق يراهن على أن هذه الأقواس صنعت من الخيزران ، وفريق يراهن على أنها صنعت من شيئ آخر نظرا لضخامتها.
عندما أشتد وطيس المراهنة ، صعد من الفريقين رجلان وتفحصا أحد الأقواس ، وإذا بها مصنوعة من أنابيب حديدية صلبة.
أمضى الناس هناك بعض الوقت ، ثم عادوا الى بيوتهم ، فالذي رأوه في ذلك اليوم كان معلما جماليا من معالم المدينة.