فراس عمر حج محمد
03/08/2007, 07:13 PM
تلفيت وعصر العولمة
كان هذا الأمر قبل أيام ، عندما سألني صديق عبر المحادثة الإلكترونية المعروفة باسم (الشات) : ما حال الفلاحين في قريتكم؟ فأجبته: كحال بقية الفلاحين الغلابى ، لكنهم لا يعشقون الأرض. فرد من فوره: إذن تسللت إليها العولمة!!
نعم ، إنه اكتشاف تساهم في صنعه الصدفة!! ابتعاد الفلاح عن أرضه ، وأن يضيق بها ذرعا ، وألا يعشق هذه الأرض ، إنه أحد إفرازات العولمة التي أضحت لا تقدس القيم سوى القيم النفعية الآنية الجشعة! ولكن ، هل يا ترى قريتنا التي لم تكن ،يوما كبقية القرى، وادعةً بما فيه الكفاية ، حتى تدخل في صلب مشروع الريف الوادع ، الذي ينعم أهله بالطيبة والبساطة ، قد حلت فيها آلام العولمة؟!
لقد شهدت هذه القرية منذ نعومة أظفارها ! مشاكل لا تعد ولا تحصى ، و ولدنات يمارسها الكـبار والصغار ؛ من انقسام في العائلات ، وشرخ في التنظيمات ، وتفتت في الفصائل المفتتة أصلا ( خلقة ألله) ، حتى تمخضت في نهاية أمرها عن صراع دموي مسلح راح ضحيته خيرة شبابها ، ولعل هذا ما جعلها أيضا رديف تلك العولمة التي لا تريد الاقتناع بالآخر دون ذلك الكم الهائل من الجشع الأحمر، ولكنه جشع دون جشع ، فجشع تلفيت له مذاق خاص ، بأنه بلا مذاق!! ( ليس له وجه من قفا) ، كما يقال عندنا في عاميتنا المغرقة في البساطة أو السذاجة ، ولكنها الحكمة التي يعاني من ترفها العقلاء التي سرعان ما ينسوها في غمرة عولمة المشاكل وزغردة الأسلحة في كل مناسبة سواء تستأهل عزف الرصاص أم لا.
وفي ظل هذه العولمة أصبحنا سوقا لبيع الرصاص الحي ، وأظن أن جبهة تفتح كل حين في فضاء تلفيت المفتت على لا شيء ، تحارب وتقنص ذرات الفضاء الخارجي ، وهذا رابط آخر من روابط تلفيت بالعولمة ، ولكنها ليست عولمة العلم وغزو الفضاء بمركبات العلم كما تلاحظون!!
أعزائي القراء:
لا أقول هذا الكلام بدافع التشفي من قريتي الحبيبة التي لم أعش فيها كثيرا ، أو أنني أسجل هذه الملاحظات المعولمة بدافع عدم الانتماء لها بحكم غيابي شبه القسري عنها ، وهذا أيضا ملمح آخر من ملامح عولمة قريتنا التي يلفظها أهلها ، وتلفظ هي سكانها ، وتكاد تنساهم في غمرة البحث المستميت عن لقمة العيش التي لم تكد تصل إلى الحلق حتى تصل ساخنة مرة مغمسة بعرق الموت أحيانا ،ولعلكم تلاحظون أن هذا الأمر أيضا سمة من سمات العولمة.
صحيح أنَّ العولمة نشأت في أمريكا ، ونظّر لها الكتاب الأمريكان ، ويدافع عنها ،بكل عولمة ، الساسة الأمريكيون ، ولكن تلفيت تلك القرية التي يُفترض أن تكون وادعة قد سبقت أمريكا في عولمتها؛ لتكون رقم(1) في سلم الاستهلاك السلعي الذي لا ينتهي ، فبطون القوم متسعة ، وتتسق فيها الطيبات ، ولا أظنها تصل إلى المحرمات!! لتعطيَ نسقا من العولمة الاستهلاكية التي جعلت همّ البطن والفرج أعلى وأغلى من قوت العقل والروح.
أتظنون أن قريتنا ( تلفيت المعولمة) هي الوحيدة في هذا ، وإن حازت هي على أعلى نسبة من فيتامينات العولمة ، إلا أن زميلاتها في ذلك كثيرات ، ولكنها – كما يقال في النحو العربي- هي أمُّ بابها ، فبابها مفتوح على مصراعيه لتهب عليه رياح ما بعد العولمة ! ولا أرى شيئا آخر ستضيفه العولمة أو ما بعد العولمة إلى قريتنا ؛ لأنها هي نفسها سبقت العولمة في اجتراح قيم جديدة قد لا تخطر على قلب بشر!!
أعزائي:
أزعجتكم بأخبار العولمة من خلال أخبار تلفيت وحالتها ، ولكن للضرورة أحكام !!
أشكركم على حسن عولمتكم في أحضان تلفيت المعولمة!
وإلى اللقاء.......!!
كان هذا الأمر قبل أيام ، عندما سألني صديق عبر المحادثة الإلكترونية المعروفة باسم (الشات) : ما حال الفلاحين في قريتكم؟ فأجبته: كحال بقية الفلاحين الغلابى ، لكنهم لا يعشقون الأرض. فرد من فوره: إذن تسللت إليها العولمة!!
نعم ، إنه اكتشاف تساهم في صنعه الصدفة!! ابتعاد الفلاح عن أرضه ، وأن يضيق بها ذرعا ، وألا يعشق هذه الأرض ، إنه أحد إفرازات العولمة التي أضحت لا تقدس القيم سوى القيم النفعية الآنية الجشعة! ولكن ، هل يا ترى قريتنا التي لم تكن ،يوما كبقية القرى، وادعةً بما فيه الكفاية ، حتى تدخل في صلب مشروع الريف الوادع ، الذي ينعم أهله بالطيبة والبساطة ، قد حلت فيها آلام العولمة؟!
لقد شهدت هذه القرية منذ نعومة أظفارها ! مشاكل لا تعد ولا تحصى ، و ولدنات يمارسها الكـبار والصغار ؛ من انقسام في العائلات ، وشرخ في التنظيمات ، وتفتت في الفصائل المفتتة أصلا ( خلقة ألله) ، حتى تمخضت في نهاية أمرها عن صراع دموي مسلح راح ضحيته خيرة شبابها ، ولعل هذا ما جعلها أيضا رديف تلك العولمة التي لا تريد الاقتناع بالآخر دون ذلك الكم الهائل من الجشع الأحمر، ولكنه جشع دون جشع ، فجشع تلفيت له مذاق خاص ، بأنه بلا مذاق!! ( ليس له وجه من قفا) ، كما يقال عندنا في عاميتنا المغرقة في البساطة أو السذاجة ، ولكنها الحكمة التي يعاني من ترفها العقلاء التي سرعان ما ينسوها في غمرة عولمة المشاكل وزغردة الأسلحة في كل مناسبة سواء تستأهل عزف الرصاص أم لا.
وفي ظل هذه العولمة أصبحنا سوقا لبيع الرصاص الحي ، وأظن أن جبهة تفتح كل حين في فضاء تلفيت المفتت على لا شيء ، تحارب وتقنص ذرات الفضاء الخارجي ، وهذا رابط آخر من روابط تلفيت بالعولمة ، ولكنها ليست عولمة العلم وغزو الفضاء بمركبات العلم كما تلاحظون!!
أعزائي القراء:
لا أقول هذا الكلام بدافع التشفي من قريتي الحبيبة التي لم أعش فيها كثيرا ، أو أنني أسجل هذه الملاحظات المعولمة بدافع عدم الانتماء لها بحكم غيابي شبه القسري عنها ، وهذا أيضا ملمح آخر من ملامح عولمة قريتنا التي يلفظها أهلها ، وتلفظ هي سكانها ، وتكاد تنساهم في غمرة البحث المستميت عن لقمة العيش التي لم تكد تصل إلى الحلق حتى تصل ساخنة مرة مغمسة بعرق الموت أحيانا ،ولعلكم تلاحظون أن هذا الأمر أيضا سمة من سمات العولمة.
صحيح أنَّ العولمة نشأت في أمريكا ، ونظّر لها الكتاب الأمريكان ، ويدافع عنها ،بكل عولمة ، الساسة الأمريكيون ، ولكن تلفيت تلك القرية التي يُفترض أن تكون وادعة قد سبقت أمريكا في عولمتها؛ لتكون رقم(1) في سلم الاستهلاك السلعي الذي لا ينتهي ، فبطون القوم متسعة ، وتتسق فيها الطيبات ، ولا أظنها تصل إلى المحرمات!! لتعطيَ نسقا من العولمة الاستهلاكية التي جعلت همّ البطن والفرج أعلى وأغلى من قوت العقل والروح.
أتظنون أن قريتنا ( تلفيت المعولمة) هي الوحيدة في هذا ، وإن حازت هي على أعلى نسبة من فيتامينات العولمة ، إلا أن زميلاتها في ذلك كثيرات ، ولكنها – كما يقال في النحو العربي- هي أمُّ بابها ، فبابها مفتوح على مصراعيه لتهب عليه رياح ما بعد العولمة ! ولا أرى شيئا آخر ستضيفه العولمة أو ما بعد العولمة إلى قريتنا ؛ لأنها هي نفسها سبقت العولمة في اجتراح قيم جديدة قد لا تخطر على قلب بشر!!
أعزائي:
أزعجتكم بأخبار العولمة من خلال أخبار تلفيت وحالتها ، ولكن للضرورة أحكام !!
أشكركم على حسن عولمتكم في أحضان تلفيت المعولمة!
وإلى اللقاء.......!!