المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سطور من تراث الوأد



فهد الخليوي
04/08/2007, 03:52 AM
تحلقوا حول المدفن ، خرج من بين الجمع رجل يحمل فأسا وطفق يحفر في الأرض.
اجتثت الفأس جذور أعشاب صغيرة جفت فوق أكوام التراب وتبعثرت بفعل الرياح.
اصطفوا على شكل دائرة ، أشهروا سيوفهم وبنادقهم وأطلقوا أعيرة نارية في الفضاء.
رقصوا على قرع الطبول , تمايلوا جذلا ثم انطلقت صرخة مدوية.
- ادفنوها!
ارتدى جسدها الشفيف كفنا منسوجا من عروق ليل طويل. شعت من روحها ومضات عذاب تليد.
امتصتها العتمة ، دلفت إلى مهرجان موتها ، وتقاطرت أنوثتها شموسا وأناشيد.
أومض طيفها من خلايا الصمت وساد سكون مهيب في ساحة المقبرة.
انصرف الجمع عند حلول المساء.
كانوا يلوحون برايات سوداء ، ويحملون فوق كواهلهم ليل حالك
وسلاسل غليظة وبقايا وأد قديم.

نجوى الظافري
05/08/2007, 08:25 AM
إنه الوأد كما هومنذ الأزمنة البائدة يتكرر في مجتمعاتنا العربية الحديثة وإن اختلفت الصور وتنوعت الممارسات!!

فهد الخليوي
08/08/2007, 10:41 AM
الأخت/نجوى
الوأد في عالمنا العربي الحديث أصبح يمارس على الجنسين!!

مسعد الحارثي
10/11/2007, 11:17 AM
استغرقني هذا النص الكثيف ب"دراماتيكيته" وشعريته وصوره المعبرة.
وهو نص كما قالت عنه ، الدكتورة شادية شقروش"يحيل إلى الموت الرمزي"
وبنفس الدلالة يمكن القول: بأن "الوأد"في العصر الجاهلي له وجه واحد يعبر
عن الشعور بالشئم فور ولادة الأنثى وخطرها على تدنيس شرف القبيلة وشرعن
التفكير القاتم في ظلامه في ذلك العصر الغابر وأد الأنثى ودفنها حتى الموت.
أما في العصر الحديث ، عصر حقوق الإنسان وفي بقاع عديدة من العالم فإن للوأد
أوجه كثيرة وأقنعة متعددة ، منها الوأد السياسي والاجتماعي والفكري.

فهد الخليوي
16/11/2007, 10:21 AM
العزيز مسعد
أحسنت وعبرت عن جوهر الأزمة.
تحياتي وتقديري.

ابراهيم اسعد
29/12/2007, 01:30 AM
نص بمثابة لوحة درامية تمتزج
ألوانها بالشعر المحلق والعذابات الإنسانية.
أستاذي فهد
قمة الإبداع شعرت بها من خلال هذا النص.

فهد الخليوي
01/01/2008, 11:19 PM
أخي الفاضل إبراهيم أسعد
شكرا لمداخلتك القيمة
تحياتي لك وخالص تقديري.

محسن رشاد أبو بكر
02/01/2008, 03:59 AM
أستاذى الفاضل/ فهد الخليوى

نص شديد البراعة يثير بداخلنا هموم وقضايا كثيرة منها ما هو مستحدث ، ومنها ما هو تليد يقبع بداخلنا منذ مئات بل آلاف السنين ، نحمله فوق كواهلنا فى ليل حالك مربوط بسلاسل غليظة فى أقدامنا التى لا تزل تتثاقل سيرا فوق بقايا وأد قديم.

تحياتى لقلمك المبدع وحسك المرهف

أبو بكر

فهد الخليوي
04/01/2008, 11:55 PM
العزيز محسن رشاد أبو بكر.
سعدت كثيرا بإطلالتك البهية التي أضاءت هذا النص.
لك تقديري وأرق تحياتي.

ناجي عزيز
09/01/2008, 08:40 PM
لم يكن الوأد كما كان في الماضي يمارس على المرأة فقط
أتفق مع بعض المعلقين الذين سبقوني للتعليق على هذا النص(القصيدة)
وأزيد بأن الوأد في ازمنتنا العربية الحديثة تتمثل صورته في وأد الحرية
وأد الوطن وأد الإنسان ذكرا كان أم أنثى!!

فهد الخليوي
15/01/2008, 08:14 PM
أخي الفاضل ناجي
تقديري واحترامي لمداخلتك العميقة.
شكرا لك.

فهد الخليوي
15/01/2008, 08:14 PM
أخي الفاضل ناجي
تقديري واحترامي لمداخلتك العميقة.
شكرا لك.

فهد الخليوي
15/01/2008, 08:14 PM
أخي الفاضل ناجي
تقديري واحترامي لمداخلتك العميقة.
شكرا لك.

فهد الخليوي
15/01/2008, 08:14 PM
أخي الفاضل ناجي
تقديري واحترامي لمداخلتك العميقة.
شكرا لك.

عبدالله الطليان
17/01/2008, 11:10 PM
أخي فهد
أشهروا سيوفهم وبنادقهم وأطلقوا أعيرة نارية في الفضاء

عبر بنا هذا المقطع الى الحاضر وجعلنا نقول انهم وأدوا الحرية

دام قلمك المبدع

تقديري واحترامي

فهد الخليوي
19/01/2008, 08:53 PM
أخي الفاضل عبدالله
أسعدني مرورك البهي
دمت مبدعا.
تحياتي لك.