المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرشيد .....والفضيل بن عياض



بنت الشهباء
05/11/2006, 11:49 AM
من أجمل القَصَص والمواعظ
الرشيد .....والفضيل بن عياض


ذات ليلة دخل الفضيل بن عياض على الرشيد ملك الملوك وأطفأ السراج..
فلم يكن من الرشيد إلا أن يبحث عن اليد التي أطفأت السراج عليه ..
وإذ به بيده تمس يد الفضيل بن عياض ويسمع صوته يقول له :
ما ألينها لو نجت غدا من عذاب الله ..
فسأله الرشيد لمَ جئت ؟
فأجاب الفضيل :
( لقد حملت على نفسك وجميع من معك حملوا عليك ولو سألتهم عند انكشاف
الرقاب عنك وعنهم أن يحملوا عنك نقصا من ذنب ما فعلوا . ولكن أشدهم
حبا لك أشدهم هربا منك .)
ثم قال في كلامه لأمير المؤمنين :
إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعى سالم بن عبد الله بن عمر ,
ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حبوة وقال لهم :
( إني ابتليت بهذا البلاء فأشيروا عليّ )
فقال له سالم :
إن أردت النجاة غدا من عذاب الله . فصم عن الدنيا , وليكن إفطارك فيها
على الموت .
وقال له محمد بن كعب :
إن أردت النجاة غدا من عذاب الله , فليكن كبير المسلمين لك أبا , وأوسطهم
لك أخا , وأصغرهم لك ولدا , فبرّ أباك وارحم أخاك , وتحنن على ولدك .
وقال له رجاء بن حبوة :
إن أردت النجاة من عذاب الله فأحب المسلمين ما تحبه لنفسك واكره لهم
ما تكره لنفسك .
فبكى هارون حتى أغميّ عليه .
فقال الفضيل بن الربيع :
ارفق بأمير المؤمنين .
فقال الفضيل عياض :
يا ابن الربيع قتلته أنت وأصحابك وأنا أرفق به .
فلما أفاق هارون . قال : زدني .
فقال الفضيل :
يا أمير المؤمنين . بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكا إليه السرف فكتب
إليه عمر يقول :
يا أخي اذكر سهر أهل النار في النار وخلود عباد الله فيها .
فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم عليه .
فقال له عمر :
ما أقدمك ؟. قال : خلعت قلبي بكتابك لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله .
فبكى الرشيد بكاء شديدا ثم قال زدني . فقال الفضيل :
يا أمير المؤمنين إن جدك العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم جاء فقال :
يا رسول الله أمرني على إمارة .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :يا عم نفس تحبيها , خير من إمارة لا تحصيها
, إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل .
فبكى الرشيد . ثم قال : زدني .
فقال الفضيل :
يا حسن الوجه إن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل . وإياك أن تصبح
أو تمسي وفي قلبك غش لرعيتك .
فبكى الرشيد ثم قال للفضيل : أعليك دين ؟؟.
فقال الفضيل : دين لربي يحاسبني عليه .
فقال هارون : إنما أعني دين العباد .
فقال الفضيل :
إن ربي لم يأمرني بهذا إنما أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره .
فقال الرشيد : هذه ألف دينار خذها لعيالك وتقو بها على عبادة ربك .
فقال الفضيل : سبحان الله أنا أدلك على النجاة وتكافئني بمثل هذا .
ثم خرج من عنده وتركه لبكائه .

عامرحريز
30/03/2007, 09:04 PM
السلام عليكم

لهذه القصة رواية أخرى ، وهي أن أمير المؤمنين خرج للحج ، فحاك في نفسه شيء فأتى حاجبه ابن الربيع فقال له الربيع: لو أرسلت إلي لأتيتك
فقال: ويحك ، لقد حاك في نفسي شيء فأتيتك ، دلني على من أتكلم معه. فقال: ها هنا عبد الله بن المبارك.
فلما وصلوا إليه دق الباب فقال: لو أرسلت إلي لأتيتك، فحادثه ساعة فقال: أعليك دين؟ قال نعم ، قال اقض دينه.

فلما خرج قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا ، امض بنا إلى آخر ، فقال هنا

فقلت: ها هنا سفيان بن عيينة، فقال: امضِ بنا إليه، فقرعنا عليه الباب، فقال: من ذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين، فخرج مسرعاً، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك. فقال: خذ لما جئناك رحمك الله، فحادثه ساعة، ثم قال له الرشيد: أعليك دين؟ فقال: نعم، قال يا ابن الربيع: اقضِ دينه.

فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك شيئاً، انظر لي رجلاً أسأله. قلت: ها هنا عبد الرزاق بن همام، قال: امضِ بنا إليه، فأتيناه فقرعنا الباب، فخرج مسرعاً فقال: من هذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين، قال: يا أمير المؤمنين، لو أرسلت إلي لأتيتك، فقال: خذ ما جئناك له، فحادثه ساعة ثم قال له: أعليك دين؟ قال: نعم، قال: يا ابن الربيع، اقضِ دينه.

فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك شيئاً، انظر لي رجلاً أسأله، قلت: ها هنا الفضيل بن عياض، قال: امضِ بنا إليه، قال: فأتيناه، فإذا هو قائم يصلي يتلو آية يرددها، فقال: اقرع الباب، فقرعت الباب فلميجب ، فقلت: أجب أمير المؤمنين، فلم يرد ، قلت: سبحان الله، أما عليك طاعة؟ قال بلى ولكن ليس على المؤمن أن يذل نفسه فقام فنزل ففتح الباب، ثم ارتقى إلى غرفة، فأطفأ السراج، ثم التجأ إلى زاوية من زواياها فدخلنا فجعلنا نجول بأيدينا، فسبقت كف الرشيد إليه، فقال الفضيل: يا لها من كف ما ألينها، إن نجت غداً من عذاب الله عز وجل.

فقلت في نفسي ليكلمنّه الليلة بكلام قوي من قلب تقي.
فقال الرشيد: خذ لما جئناك له رحمك الله، فقال: إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حيوة فقال لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي، فعدّ الخلافة بلاءً وعددتها أنت وأصحابك نعمة.
فقال له سالم بن عبد الله: «إن أردت النجاة من عذاب الله، فصم الدنيا، وليكن إفطارك منها الموت»، وقال له محمد بن كعب: «إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المؤمنين لك أباً، وأوسطهم أخاً، وأصغرهم ولداً، فوقر أباك وأكرم أخاك، واحن على ولدك».
وقال له رجاء بن حيوة: «إن أردت النجاة غداً من عذاب الله، فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت، وإني أقول لك فإني أخاف عليك أشد الخوف يوماً تزل فيه الأقدام» فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا؟
فبكى الرشيد حتى غشي عليه، فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين، فقال: يا ابن الربيع، تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟ النصح رفق .. النصح رفق.

ثم أفاق الرشيد فقال: زدني رحمك الله، فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني أن عاملاً لعمر بن عبد العزيز شكا إليه، فكتب إليه عمر «يا أخي أذكرك طول سعي أهل النار في النار مع خلود الأبد، وإياك أن ينصرف بك من عند الله، فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء» فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له: ما أقدمك؟ قال: خلعتَ قلبي بكتابك، لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله عز وجل، قال: فبكى الرشيد بكاءً شديداً.

ثم أفاق فقال: زدني رحمك الله، فقال: يا أمير المؤمنين، إن العباس عم المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أمرني على إمارة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة، فإن استطعت أن لا تكون أميراً فافعل».

فبكى الرشيد بكاءً شديداً ثم أفاق وقال: زدني رحمك الله، قال: يا حسن الوجه، أنت الذي سيسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه النار فافعل ، فإياك أن تصبح أو تمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك، فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة»

فبكى الرشيد وقال له: أعليك دين؟ قال: نعم! دين لربي لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن سألني، والويل لي إن ناقشني، والويل لي إن لم ألهم حجتي.
قال إنما أعني من دين العباد، قال: إن الله أمرني أن أصدق وعده، وأطيع أمره، فقال عز وجل: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴾ [الذاريات 56-57] يا هارون أو تظن أن الذي أعطاك ينساني؟ قال: لا، قال: لا حاجة لي بعطيتك، قال الرشيد: هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك، وتقوَّ بها على عبادتك، فقال: سبحان الله أنا أدلك على طريق النجاة، وأنت تكافئني بمثل هذا، اذهب سلّمك الله، ثم سكت فلم يكلمنا، فخرجنا من عنده، فلما صرنا على الباب قال الرشيد: إذا سألتك أن تدلني على رجل فدلني على مثل هذا، هذا سيد المسلمين.
قال الفضل بن الربيع: فخرجنا من عنده، فسمعنا إحدى نسائه قد دخلت عليه، فقالت: يا هذا، أما ترى ما نحن فيه من ضيق، فلو قبلت عطية أمير المؤمنين فتفرجنا بها، فقال لها: إنما مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه.
فلما سمع الرشيد هذا الكلام، قال لي: دعنا ندخل عليه ثانية، فلعله أن يقبل منا هذا المال، فسمع الفضيل ذلك، فخرج إلى السطح وجلس على باب الغرفة، فجاء إليه الرشيد فجلس إلى جنبه، وجعل يكلمه ويترفق به، والفضيل لا يجيبه.

فبينما نحن كذلك، إذ خرجت جارية سوداء فقالت: يا هذا قد آذيتموه هذه الليلة ، دعوه مع كتاب الله وانصرفوا عنه رحمكم الله، قال: فخرجنا من عنده، فقال الرشيد: الحمد لله أن في المسلمين الفضيل بن عياض

بنت الشهباء
31/03/2007, 04:00 AM
أشكركَ أخي عامر على نقل الرواية الأخرى للرشيد والفضيل بن العياض

المهم أنها تصب في إناء ومعنى واحد
وليتنا نتخذ العبر والمواعظ من هؤلاء الحكماء

جزاكَ الله خيرًا

عامرحريز
31/03/2007, 11:13 AM
أحسنت أختي الفاضلة ، فليس المهم القصة وإنما العبرة منها.. جعلنا الله ممن يتبع العبر

اللهم آمين

fawzi abughosh
31/03/2007, 09:23 PM
[color=#4B0082][color=800080

بنت الشهباء
01/04/2007, 12:04 PM
[color=#4B0082][color=800080

عذرا منكَ يا أخي

لم تجد سوى هذه الصفحة لتكتب رموزا غير مفهومة !!!؟؟...

غالب ياسين
12/03/2008, 01:16 PM
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1279&select_page=20