المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسين الاعظمي في ذكرى 75عاما على الموسيقى العربية 5



حسين اسماعيل الاعظمي
05/08/2007, 04:32 PM
اخوتي ,
اصدقائي ,
اعــزتي ,
الكـــرام ..
الى كل الاخوة والاصدقاء من المتابعين والمطلعين على كل الاخبار في أي مجال من خلال الخدمات الكبيرة التي يقدمها اخوتنا في كل الشبكات الالكترونية من مجلات وصحف وجرائد .. اسمحوا لي ان اكتب لكم واطلعكم على مشاركتي في المنتدى العلمي في ذكرى مرور 75 عاما على اول مؤتمر للموسيقى العربية اقيم في القاهرة عام 1932 .. واليكم ما كتبت , مقسما اياه على شكل حلقات متتالية

اخوكم your,s
مطرب المقام العراقي singer of Iraqi maqam
حسين اسماعيل الاعظمي hussain ismail al aadhamy
عمان amman jordan
00962795820112 gabel al hussain
الاردن , عمان , جبل الحسين b.x 922144
, ص ب 922144 hussain_alaadhamy@yahoo.com



المقام العراقي في خمس وسبعين عاما






الحلقة (5)


















الفصـــــــــــــــــــل الاول

منهجية البحث والدراسات السابقة


عندما استمع الانسان الى صوته لاول مرة يعاد ويكرر من خلال ابتكاره العظيم – جهاز التسجيل الصوتي – وهو يودع القرن التاسع عشر ويستقبل القرن العشرين , يكون قد اعلن بذلك عن دخول البشرية منعطفا عظيما جديدا من تاريخها .. الامر الذي قاد اكثر التحولات والتطورات والتغيرات في حياة الشعوب نحو آفاق اتسمت بالسرعة المتزايدة على الدوام .. وهي فعلا حقبة تحول وانفتاح بكل ما تستطيع احتواؤه هاتان المفردتان من معان وصفات لا حدود لها ..!
وفي حقبة ما قبل 1932 انتشرت في بغداد بعض التسجيلات الغنائية لعدد من القوالب forms الغناسيقيه الموجودة ضمن انطولوجيه (*) غناء وموسيقى العراق من شماله حتى جنوبه , بواسطة شركات التسجيل الاجنبيه التي كانت تتجول في البلدان لتسجيل تراثها الموسيقي .. وفي هذا الخضم برزت تسجيلات المطرب الكبير محمد القبانجي وعلى الأخص منها تسجيلات مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة عام 1932 – الأمر الذي أصبح منعطفا في تاريخ تطور النواحي الفنية الادائيه وتطورفي أساليب العرض وأمور أخرى ..

-------------------------------
*الانطولوجية .. تنوع المكونات ضمن المجتمع والجغرافيا الواحدة , والمقصود في هذا البحث , تنوع انعكاسات مختلف بيئات العراق من شماله حتى جنوبه , في موضوع الموسيقى والغناء الحاوي على الموسيقى المدنية والريفية والبدوية والصحراوية والسهلية والجبلية والحديثة , اضافة الى موسيقى الاديان والقوميات والاقليات الموجودة في كل محيط العراق ,,





ملاحظة/ اختصارا للموضوع تم مسح بعض صفحات خطة البحث من الفصل الاول








الفصل الثاني

المؤتمر وتسجيلات محمد القبانجي الصوتية
--------------------------------------------------------------
ما أن حلَّ القرن العشرون يبشِّر بديناميكية جديدة للحياة ، حتى غدا التطور الصناعي يزداد اتساعا وقوة بصورة عامة في كل مجالات الحياة وغدت الموسيقى والغناء بطبيعة الحال من اكثر ظواهرالحياة تاثراً وظهوراً على ساحة الواقع .. وغدا ايضاً , التطور الملحوظ لاجهزة النشر والحفظ والتوزيع والتسجيل من المعالم الكبيرة التي ميّزت هذه الحقبة الزمنية .. مما حتّم ذلك على الانسان , والانسان المبدع بصورة خاصة , ولأول مرة ان يخرج من طوق المحلية الى آفاق واسعة رحبة اخرى خارج هذه المحلية .. وقد اتاح هذا التطور المستمر في تزايده فرصاً جديدة اخرى للإبداع والتفكير والإبتكار اكثر من السابق بكثير ومن خلال الوسائل الكثيرة التي استحدثت نتيجة هذا التطور المضطرد .. وطبيعي ان الإبداع قد شمل الكثير من نواحي الحياة ، بل الحياة برمتها بفنونها وعلومها .. وكانت الإبداعات الفنية اكثر ظهوراً من غيرها على ساحة الحياة باعتبارها فنوناً تهتم بها غالبية المجتمع .. وكان ما اصاب الفنون التراثية الشيء الكثير من ذلك , وفي اخصِّها كانت الفنون الموسيقية التراثية .. وفي بلدنا العراق كان مطرب المقام العراقي محمد عبد الرزاق القبانجي , الرائد والمثير الأول للإبداعات المقامية ومنعطفاً جديداً في تاريخ التطور التراثي الموسيقي في العراق ، خاصة بعد تسجيلاته الصوتية في القاهرة ابان انعقاد المؤتمر الاول للموسيقى العربية عام 1932 وما تلا ذلك , فقد وضع هذا الفنان الكبير الأسس المتينة لإبداعاته الأدائية التي سار على هدْيِها المؤدون اللاحقون من بعده , الذين برز بعضهم بصورة تميَّز فيها عن اقرانه من المغنين المقاميين ، امثال المغنين (الاربعة الكبار) حسن خيوكة (1912 – 1962) ويوسف عمر (1918 – 1986) وناظم الغزالي (1921 – 1963) وعبد الرحمن العزاوي (1928 – 1983) , فضلا عن مغنين اخرين امثال عبد الهادي البياتي (1911 – 1974) وعبد الرحمن خضر (1925 – 1985) وحمزة السعداوي (1934 – 1995) وعبد الجبار العباسي (1937 - .......) وعبد القادر النجار (1939 – 2000), وأُعتُبِروا أبرز المبدعين من المغنين الذين ساروا على نهج الطريقة القبانجية والطرق الاخرى المعاصرة , في التجديد والابداع في حقبة ما بعد مؤتمر القاهرة 1932 الذي كان منعطفا كبيرا لتطور الموسيقى العربية بصورة عامة ..
المهم في الموضوع ، ان اجمل النتاجات الغنائية المقامية بمختلف انتماآتها الى الطرق الغنائية مثل الطريقة القندرجية 1* او الطريقة القبانجية 2* او غيرهما , وكذلك بمختلف صفاتها واتجاهاتها الذوقية والجمالية كان من نتائجها تثبيت اقوى لشكل المقام العراقي ومضمونه في حياة الإنسان العراقي ، فالفرق في الفن الموسيقي هو في التفصيلات لا في النوع .. وفنون الموسيقى والغناء بما فيها الغناسيقى التراثية كالمقام العراقي , واسطة للتعامل مع واقع الحياة ، أي ما ندعوه عادة بالحقيقة ..

مغنون مبدعون
------------------
كما اوجدت تسجيلات المطرب محمد القبانجي في القاهرة عام 1932 ابان انعقاد المؤتمر ومن بعده تسجيلات المبدعين من مغني منتصف القرن العشرين وبعد انتصافه , املاً وتواصلاً في تسجيل المقامات العراقية باصوات مؤدين مقاميين اعقبوهم كجيل آخر ، فان هذه التسجيلات ايضا قد اوجدت واعطت املاً لمؤدين مغمورين مضى على تجربتهم فترة من الزمن دون تأثير يذكر , فضلاً عن مؤدين جدد , لتنمية طموحاتهم والإجتهاد في السعي في تقديم نتاجاتهم المقامية للإذاعة والتلفزيون … وهذه حقيقة إجتهد وإكتشفها كل المغنين المقاميين المبدعين كالاربعة الكبار وغيرهم بصورة طبيعية عفوية لإظهارها كمحصلة لهذه الحقبة بسبب نجاحهم المضطرد في تأديتهم للمقامات من حيث شكلها ومضمونها 3* التعبيري والبيئي ، وكأجيال تالية ، فقد أتى على تأكيد هذه الحقيقة بالحماسة نفسها مؤدون كثيرون قلَّدوا استاذهم القبانجي وقلدوا بعدئذ الاربعة الكبار وعلى الاخص يوسف عمر في هذا المنحى بصورة تكاد ان تكون متطابقة وحاولوا تطوير حماستهم مثل حمزة الســعداوي وعبد الــرحيم الأعظمي وعبد الملك الطائي وحامد السعـــدي وخالد السامرائي وغيرهم …
هناك حقيقتان على كل حال يجب التركيز عليهما لِما لهما من إتصال وثيق بنجاح وسلامة التسجيلات المقامية التي سجلت بصوت محمد القبانجي في مؤتمر القاهرة عام 1932 من حيث شكلها ومضمونها واداؤها الفني بحقبة انتصاف القرن العشرين او بعدها , ولعلهما تلقيان بعض النور على المشكلات التي يواجهها المؤدي المقامي المعاصر..
فالحقيقة الأولى , هي انه بالرغم من ظهور نتاجات ابداعية لمؤدي حقبة انتصاف القرن العشرين الذين ايقظتهم الابداعات الجديدة في تسجيلات محمد القبانجي في القاهرة 1932 وبشَّروا بمستقبل مرموق في الأداء المقامي ، فان المجال الذي تتيحه هذه النتاجات لنشر وانتشار المقام العراقي خارج حدود المحلية كان قاصراً جداً ما خلا المطرب ناظم الغزالي الذي جعل من تسجيلات المقام العراقي والأغنية البغدادية مشروعا لسماعها من قبل كل جماهير الوطن العربي وخارج هذا الوطن الكبير ..!!
والحقيقة الثانية هي ان بعضا من تسجيلات هذه الحقبة التي تميَّزت بالإبداع الادائي الفني ذات الأنتشار الواسع محليا وعربيا ، التي استفادت كثيرا من فحوى تسجيلات القاهرة المقامية 1932 بصوت محمد القبانجي , قد اشَّرت بشكل واضح نسبة مرتفعة من تسجيلات الدرجة الأولى من حيث المستوى التقني والفني في الأداء ، ولابد من الاشارة الى ان هذه النتاجات الإبداعية وما تلاها من تسجيلات اخرى باصوات مؤدين آخرين ، قد رسمت وفعلت الكثير في سبيل بلورة وصياغة الشكل المقامي الحديث والمعاصر…
ان ما يهمنا هنا على كل حال ، هو ليس سعة او حجم القاعدة الجماهيرية من المتلقين الذين استقطبتهم هذه التسجيلات فقط ، بل العدد الذي اجتذبته من صغار المؤدين الجدد اصحاب المواهب .. هذه التسجيلات التي اسهم فيها بإنتظام مغنون كثيرون من مختلف الحقب الزمنية والاتجاهات الجمالية مثل جميل الأعظمي (1902 – 1967) ومجيد رشيد (1915 – 1982) وهاشم الرجب (1920 – 2003) وشهاب الأعظمي (1918 – 1997) وعبد الهادي البياتي وحسقيل قصاب (المتوفى 1969) وسليم شبث (المتوفى في 31 / 10 / 1981) وعبد القادر حسون (1910 – 1964) واحمد موسى (1905 – 25/8/1968) ورشيد الفضلي (1904 – 1969) وما تلاهم من مغنين … ورغم الحالة التقليدية في تتابع هذه التسجيلات باصوات مؤديها المقلدين لغيرهم من السابقين ، بيْدَ أن من المرجح ايضا ان يعثر المستمع لهذه المقامات المسجلة على بعض من هذه التسجيلات التي تتسم بخصوصية ادائية في معظم نواحيها باصوات بعض المؤدين المبدعين الذين أُنجزت نتاجاتهم عند انتصــاف القرن وما بعد ذلك …
من ناحية اخرى ، يجب ان لا يدهشنا إهتمام النقاد الموسيقيين بهذه التسجيلات المنجزة في هذه الحقبة التي تلت مؤتمر القاهرة 1932، اذا اخذنا بنظر الإعتبار ان هذه التسجيلات كانت في المقدمة عرضة لحركة نقدية نشطت في نفس الحقبة الزمنية التي بلغت هدفها نوعا ما … ان آثار هذا الاهتمام من قبل نقاد الموسيقى والنقاد المقاميين مثل جلال الحنفي و عبد الوهاب بلال وهلال عاصم وعبد الوهاب الشيخلي , تبدو محسوسة في وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بعدئذ , التي زخرت بها المجلات والجرائد اليومية في تلك الحقبة من انتصاف القرن ومازالت على هذا النشاط حتى وقتنا الراهن خاصة اهتمام الناقد الموسيقي عادل الهاشمي . ولا مجال للشك في كل الاحوال , بتأثر الأداء المقامي الحديث والمعاصر بنواحيه كافة بنوعية وقوة هذا النقد .
ان هذه الحقيقة قد تكون ضئيلة الأهمية لو انها تُميِّز فقط , ظهور الاربعة المبدعون الكبار حسن خيوكة وناظم الغزالي ويوسف عمر وعبد الرحمن العزاوي , الذين يُعدّون ضمن افضل مغني حقبة ما بعد مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة عام 1932 … ولا يهمنا هنا اذا كان الإهتمام النقدي بمشكلات الأداء المقامي هو الذي ادى الى هذا التطور ، او ان الأثنين لم يكونا سوى انعكاس لحاجة المؤدين الى بعث الحياة في فنـِّهم الأدائي ، فأول ما يهمنا هو حقيقة كون العقد الخمسيني قد شهد مثل هذا التطور في الفكر والمفاهيم الفنية للأداء المقامي او بالأحرى في الغناسيقا العراقية على وجه العموم ، وان النتيجة الجليِّة في أداء المقام العراقي في تسجيلات القاهرة عام 1932 كانت انتعاشاً وتبديلاً وتطوراً في الكثير من التعابير الأدائية والتأمُّلات 4* الحسيَّة والخيالات الحالمة ونحن نودع القرن العشرين ونستقبل القرن الواحد والعشرين , فنحن نستطيع في الأعم الأغلب قياس مدى هذا التطور في
1 - الأساليب الأدائية وتقوية تماسك البنائية اللحنية لمسارات غناء المقام العراقي ..
2 - الخروج عن طوق المحلية في التعبير المقامي وتنوعه ..
3 – تبلور وتطور النواحي الفنية في الاداء والتعبير..
4 – وضوح لفظ الكلمة المغناة ومحاولة التعبير عن معانيها الادبية والفكرية ..
5 – السهولة في التعبير والبناء اللحني ..
6 – الاعداد الموسيقي الجديد في غناء المقام العراقي وهو ما سمي بـ (المقام المصنوع) 5* ..
إن الواضح على كل حال , هو ان المؤدين المقاميين في بغداد بل وحتى في محافظات الشمال كركوك والموصل واربيل والسليمانية ودهوك التي تمتاز بممارستها لهذه الألوان الأدائية المقامية ، قد اكتسبوا دفعاً جديداً وروحاً جديدةً واتجاهاً تعبيرياً خيالياً تأمُّليَّاً بصورة نسبية نحو فنِّهم الأدائي ولأول مرة في تاريخ هذا الأداء .











هوامش الفصل الثاني
-------------
1 * الطريقة القندرجية .. نسبة الى المطرب رشيد القندرجي الذي اسس طريقة غنائية في المقام العراقي اصبح لها اتباع من المغنين وللباحث كتاب مطبوع موسوم (الطريقة القندرجية في المقام العراقي واتباعها) ..
2 *الطريقة القبانجية .. نسبة الى المطرب محمد القبانجي الذي اسس طريقة غنائية في المقام العراقي اصبح لها اتباع من المغنين وللباحث كتاب مخطوط موسوم (الطريقة القبانجية في المقام العراقي واتباعها) ..
3 *المحتوى والشكل content and form كل شيء في الطبيعة والحياة لها محتوى وشكل , فالاول هو الجانب الاكثر اهمية حيث يعبر عن جوهر الشيء ويظهر خواصه وصفاته , اما الشكل فهو التنظيم الداخلي للمحتوى اذ يربط العناصر المكونة للمحتوى في كل موحد ولا وجود للمحتوى بدونه ..
4 * التأملية .. speculation فلسفة مثالية لا تعترف بمعطيات التجربة , بل تنظر الى التأمل الذهني الخالص كمصدر وحيد للمعرفة .. والتأمل contemplation. Medltation استغراق الذهن في موضوع الى حد يجعله يغفل عن الاشياء الاخرى بل عن احوال نفسه , والتأمل عند الصوفيين درجة سامية من درجات المعرفة ..
5 * المقام المصنوع .. سياتي الحديث عنه لاحقا في الفصل الثالث من هذا البحث ..