المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة متأنية في أسباب وتداعيات أحداث غزة الأخيرة



سعادة خليل
06/08/2007, 09:32 PM
قراءة متأنية في أسباب وتداعيات أحداث غزة

الدكتور سعادة خليل
إن الأحداث التي وقعت في غزة ، والتي تمثل ذروة أشهر مثيرة من التوتر ونوبات الاقتتال بين الإخوة الأعداء كان مؤلما ومحزنا في آن. لقد آلم الكثير من المتضامنين مع القضية الفلسطينية إن كانوا عربا أو عجما. لقد أساءت الأحداث بمجملها لنضال الشعب الفلسطيني وقدمت صورة مشوهة عن القضية العادلة التي قدم الشعب في سبيلها التضحيات وبذل المهج والأرواح. وللأسف الشديد رغم عظمة كفاح هذا الشعب لم ينصفه التاريخ في قيادات تاريخية وعلى الدوام كانت القيادات دون تضحيات هذا الشعب المجاهد الصامد. وعلى الأخص القيادات الحالية الممعنة في الإذعان لهذا العدو الصهيوني.

وما يهمنا هنا هو البحث عن الأسباب والنتائج لنفهم ما حدث في قطاع غزة. إن ما حصل في القطاع ليس وليد الساعة وإنما هو نتيجة تراكمات سابقة. وعلينا بادئ ذي بدء أن نعترف أولا أن هناك برنامجين منتناقضان تماما: أحدهما هو برنامح حركة حماس والذي فازت به حماس على أساسه وكان عليه الإجماع الوطني بكل مكوناته وفصائله. وأما البرنامج الثاني فهو برنامج السلطة الذي خضع للتجربة لأكثر من 15 سنة تقريبا. لم يجلب للشعب الفلسطيني إلا الكوارث وازدياد في الاستيطان والتوسع وقضم الأرض والجدار العنصري والإذلال على الحواجز والحصار والفقر.

ومن هنا تبدأ الحكاية نعم إنها أشبه بالأساطير والخرافات الشعبية. فهل يعقل أن يكون هناك احتلال شرس كما هو الحال في فلسطين ولا يكون هناك مقاومة مسلحة؟ لو استعرضنا التاريخ البشري هل تم تحرير بلد ما دون مقاومة وكفاح مسلح بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها؟ ومع ذلك أعطى الشعب الفلسطيني الفرصة كاملة للسلطة الفلسطينية بأن تفاوض وتفاوض وتفاوض إلى أن انتهى بها المطاف برئيس مبتسم على الدوام يلهث وراء رؤساء الحكومة المتعاقبين في الاحتلال الصهيوني بدءا من السفاح شارون وصولا إلى السفاح أولمرت مصافحا مبتسما سعيدا بالتقاط الصور ومن ثم يعود إلى المقاطعة في رام الله للقاء الوفود وعقد المؤتمرات الصحفية الفارغة من المضمون.

لقد حصل ما حصل في قطاع غزة الذي طالما حلمت به اسرائيل والولايات المتحدة وعملت الإدارتان من أجل حصوله طيلة السنوات الخمس الماضية.وكلنا يعرف الدور المناط بإليوت أبرامز في إثارة الفوضى وإراقة الدماء، وذلك تبعا لخطة محددة للإيقاع بين منظمة التحرير ممثلة في السلطة من جهة وحماس من جهة أخرى بهدف تدمير الجسم السياسي والمجتمع المدني الفلسطيني. لقد قدمت أميرة هاس تحليلا رائعا عن هذا الأمر في شهر حزيران فحواه - ان اسرائيل قد حصلت الآن على ما ارادت ، وقد وضعت الفلسطينيين في الزاوية وعانوا ما عانوه من سوء في جميع مناحي الحياة ومن سياسة الحصار والتجويع وتحولوا ضد بعضهم البعض.

وأفضل تفسير لما حدث ويحدث للأسف هو ما ورد في تقرير للمركز الفلسطينى لحقوق الإنسان قدمه الدكتور إياد السراج. لقد كان عبارة عن استقصاء نفسي لجذور الكارثة في غزة. وهو يرى انها تكمن في الاحتلال الاسرائيلي بعد عام 1967 ، خاصة في التعذيب الاسرائيلي الذي اعتمدته السلطة الفلسطينية في سجونها الخاصة بها. إن ما ورد في التقرير يشكل بداية لمرحلة التحليل الجاد لوسائل القمع النفسي -- وكيف دمر الاحتلال البنية البشريه للمجتمع الفلسطيني.

لقد عانى الشعب الفلسطيني على ما يربو على الستين عاما من التشرد ، والتمييز ، والفقر والاغتراب ولكنه في مواجهة هذه المعاناة لم يقتل بعضه بعضا ؛ لقد رفض الرئيس الراحل ياسر عرفات خطة لقتل ابو نضال الذي سبق ان قتل عددا من القادة الفلسطينيين ، وقال "اذا بدأنا هذه السلسله من الاغتيالات ، فكيف يمكن أن يصل الأمر إلى حد الاعتداء على البيوت والمساجد والجامعات؟ يقول الدكتور إياد السراج أن هناك عدة عوامل اجتماعية ونفسية إضافية أصابت هذا المجتمع.

اولا، التعذيب الذي مارسه الاحتلال الاسرائيلي بعد عام 1967، لتصفية حركة المقاومة المسلحة. ومن أجل احتوائها وتدميرها تم اعتقال عشرات الألوف من الفلسطينيين تم إخضاعهم لأشكال مختلفة من التعذيب كما ورد في تقارير المؤسسات العاملة في محال حقوق الإنسان. ومن هنا تمتد آثار التعذيب
من الفرد الى العائلة. لقد وجد ان نسبة عالية من ضحايا التعذيب أصيبت بأمراض نفسية وعقلية. والأكثر شيوعا هي المشكلة الناجمة عن التعذيب الموجه إلي النساء والأطفال ، والذي بدوره يجعل المنزل ساحة حرب. وسبب هذه الظاهرة هو أن يتعرض شاب للتعذيب وتتخلق في نفسه رغبة الانتقام بالوسائل العنيفه دون إدراك أنه يلجأ الى نفس أساليب الجانب الصهيوني في التعذيب. ويدعم هذا الاستنتاج حقيقة ان وسائل التعذيب المستخدمة في السجون الفلسطينية هي ذاتها التي استخدمت في سجون الاحتلال الصهيوني ؛ وقد تم حتى في الأوقات الأكثر بشاعة وأسفرت عن العديد من الوفيات بين السجناء في السنوات الأولى من تشكيل السلطة. والواقع أنه في كثير من الحالات الفلسطينية كان المحقق مثلا ضحية سابقة للتعذيب الاسرائيلي. هذه الظاهرة خلقت دورة العنف الداخلي. ونلاحظ هنا أنه تم تعذيب العديد من أعضاء حماس في السجون الفلسطينية مما زاد من مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام بلغت ذروتها في اتهامات الخيانه العليا في قيادات الأجهزه الأمنية. كل هذه العوامل أدت إلى حالة من الاستقطاب والانقسام الذي أدى إلى تفاقم الوضع بين حماس والسلطة. ويبدو أن بعض ما حصل كان انتقاما وثأرا من الذين عذبوهم. وزد على ذلك انتشار شعور أن حكومة حماس مستهدفة بالحصار ويتم التآمر لإسقاطها وأن بعض قادة فتح كانوا ضالعين بل وشركاء في هذه المؤامرة.

ثانيا، في الانتفاضة الأولى، لا يمكننا ان نتجاهل حقيقة ان "أطفال الحجارة" هم اللحم والدم وأنهم كانوا ضحايا لأشكال مختلفة من العنف. لقد قام المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بإجراء بحث ضمن برنامح للصحة النفسية على ثلاثة آلاف طفل في غزة. وجدت الدراسه أن هؤلاء الأطفال قد تعرضوا لصدمات عنيفة بما في ذلك الضرب وتكسير العظام والإصابات والغاز المسيل للدموع وأعمال قتل وإصابات تركت آثارا لا تزول. ولكن بالنسبة للكثيرين ، كانت التجربة الطاحنة هي رؤية آبائهم، المغلوب على أمرهم، يضربون ويذلون على أيدي الجنود الإسرائيليين دون مقاومة. إن مثل هذه التجربة في نهاية المطاف حولت جيلا بأكمله الى شيء مختلف ، كما أظهرت الانتفاضة الثانية ؛ فأطفال الانتفاضة الأولى أصبحوا هم أنفسهم رجال الانتفاضة الثانية. فهؤلاء الشباب الساعون إلى الانتقام والقتل والسعي من أجل حياة أفضل يرون أحلامهم تنهار وتذوي في لحظات عندما يشاهدون آباءهم يسقطون ضحايا ممارسات الاحتلال. فلا عجب إذن أن يجد الطفل الفلسطيني نموذجا في هذا الجندي الاسرائيلي ، وأن تصبح لغته هي لغة القوة.

ثالثا، آثار العنف المتواصل على الشعب الفلسطيني في جميع جوانب حياته ، وتصاعد هذه الاعتداءات اثناء الانتفاضة الثانية حيث لجأت قوات الاحتلال إلى سياسة هدم المنازل ؛ وتدميرالبنية الأساسية الزراعية ؛ والاغتيالات والاعتقالات والتعذيب المنهجي وسرقة مئات الملايين من الدولارات (أموال الجمارك والضرائب التي تجمعها سلطات الاحتلال لصالح الخزينه الفلسطينية ، ومحاولة الرد وإيقاف إطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع بإيذاء النساء والأطفال والشيوخ وإطلاق النار على الأحياء السكنية المزدحمة من الجو والأرض وتدمير الحقول والساتين وإرسال الطائرات لكسر حاجز الصوت لترويع السكان وتدمير مصادر الكهرباء والمياة حيث يعيش السكان دون كهرباء أو مياه لأشهر أو سنة كاملة.

لقد أظهرت الأبحاث النفسية في جميع أنحاء العالم أن الصراعات المسلحه المستمرة تتسبب ما يطلق عليه التسمم الاجتماعي المزمن الذي يجعل الناس والأطفال أقل حساسية وأكثر وأكثر عنفا. والأهم من ذلك ، قد تتكون مجموعات جديدة من الأفراد غريبة على نظام الأسرة والنسيج الاجتماعي. ومن آثار هذا التسمم الاجتماعي ظاهرة التفكك الاجتماعي التي تجلت في تراجع سلطة الأب مع كل القيم الاخلاقيه التي تجسدها ؛ واتجاه الشباب للبحث عن الهوية الجديدة التي تسعى الى إثبات الذات وتكون مختلفة عن تلك التي للضعفاء والمضطهدين.

رابعا، أداء السلطة كان له أثر نفسي كبير على الفلسطينيين. سلطة غاب عنها القانون والعدالة ، وتم إبانها انتهاك حقوق الانسان وانتهاك الحقوق الفردية والعامة وتجاهل المساءلة إلى حد وصلت فيه مكافأة المجرمين وانتشار المحسوبية والمحاباة التي خلقت تصاعد مشاعر المرارة والغضب والكراهية بين المحرومين والمعوزين. كل هذه العوامل جعلت المواطن الفلسطيني يشعر أن القوة بأشكالها المختلفة هي الملجأ الوحيد.

وما زاد الطين بلة هو توغل نفوذ العشائر والعوائل في الأجهزة الأمنية وسيطرة قادة فتح عليها مما أتاح اختراق الأجهزة الأمنية مما أدى للاختراقات الأمنية والفوضى الاجتماعية ، وتوجت في العديد من الحالات مخالفة القانون والاعتداء على الحقوق الفرديه والعامة والممتلكات. في جميع الأحوال ، كان المعتدون إما مدعومين من عائلاتهم أو أسرهم ، او من أجهزة الأمن ، وأحيانا من كليهما ، مما يجعل السلطة تتركز في أيدي متنفذين في أجهزة السلطة. وهذا أدى في النهاية إلى ازدياد التفرقة والانقسام بين هذه الأسر المتنفذة نفسها. في هذا الصدد ، ومن الملاحظ أن أداء الشعب الفلسطيني في الانتفاضة الأولى تميز بروح التضامن والمرونة والالتزام بالقيم الأخلاقيه حيث انعدم ذلك ولو جزئيا في الانتفاضة الثانية التي كانت تسيطر عليها الفوضى والتفكك والانقسام. يعزو بعض المراقبين هذا التغيير الى وجود سلطة وعدم قدرتها على الاضطلاع بدور ريادي ، وكذلك بوصفها حاجزا بين المقاومة والاحتلال.

خامسا، عدم وجود عدو مشترك وفوضى السلاح. إن عدم وجود عدو مشترك في غزة تحول الى عنف وسخط وإلى مشاعر انتقام في المجتمع الفلسطيني بين الأفراد والأسر والفصائل المتنافسه على السلطة وميليشياتها. في ظل الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنفسية ، فمن الطبيعي ، أن يسود العنف في المجتمع الفلسطيني ، وبين الافراد والجماعات. هذه الحاله تفاقمت مع انتشار الاسلحة وتوفر الأموال في أيدي الأطراف المتنازعه والميليشيات. ومع كل ذلك، لا يمكن تبرير ما ارتكب من أعمال انتقامية وتخريبية وأعمال قتل في الاشتباكات الأخيرة بين فتح وحماس التي عبرت عن حقد وكراهية راسخين. لذا هناك حاجة للبحث في أسباب اخرى.

إن الاحتلال القائم يتحمل المسؤولية الرئيسة عن تهيئة الأوضاع للاقتتال الفلسطيني-الفلسطيني. لقد تحول قطاع غزة إلى سجن كبير والسجناء هم الجياع والعاطلين عن العمل، ووحشية 40 عاما من الاحتلال. ناهيك عن التنكيل والهجمات العسكرية إبان الانتفاضة الثانية التي قتلت الآلاف ودمرت عشرات الآلاف من البيوت. وما قام به الكيان الصهيوني من فرض عقوبات على الأرض دفعت بالمنطقة إلى المأزق الحالي قد تم بمساعدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

فمنذ انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني ، التي نفذت بطريقة ديمقراطيه وشفافة وشرعية بشهادة دولية التي تنكرت لها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتعرض من جرائها الشعب الفلسطيني للحصار الاقتصادية والعقوبات والتهديدات وفعل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما في وسعهم لتقويض وزعزعة استقرار ممثلي الشعب الفلسطيني. اقرار الارض جعلت اقتصاد يعاني بالفعل من سنوات القمع على يد الاستعمار الاسرائيلي والحصار والكوارث النووية. هذا ليس معقدا ؛ وتم التأكيد منذ البداية الخيريه والمنظمات غير الحكوميه وبعض السياسيين على استعداد لتبرز من الآراء.

وعلاوة على ذلك ، عملت السلطة جنبا الى جنب مع اسرائيل والولايات المتحدة علنا للإنقلاب على حماس فما لتحركات الأخيرة بين الذين تم انتخابهم على أساس مقاومتهم للاحتلال الاسرائيلى. وبكل وضوح يقع معظم اللوم يقع على عاتق إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتهيئة الظروف لزعزعة الحكومة المنتخبة ديموقراطيا وحصار الشعب الفلسطيني اقتصاديا وسياسيا وتجويعه لتركيعه وبالتالي ينفض عن حماس. إنها أفعال عصابات وقطاع طرق. وللأسف شارك في هذه المهمة كثير من أبناء جلدتهم.

أما وقد فشلت محاولات ومخططات الولايات المتحدة والمخططات الاسرائيلية لتدمير حماس من خلال فتح خامرت اسرائيل فعلا فكرة '' الدولتين" أي بتقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة. وهذا هو الخطر الداهم على القضية الفلسطينية.

باختصار إن منهجية القمع والتعذيب التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي ، وضعف أداء السلطة على النحو الذي يتجسد في غياب القانون والعدالة ، وسوء الادارة أدى بجميع الشباب التشبث بخبرات جديدة تختلف عن خبرات الآباء والتي ترى أن القوة المجرده هي الوسيلة الوحيدة للانتقام لأنفسهم والرد على القمع الذي ما فتئوا يتعرضون له إضافة إلى البنية السياسية والحزبيه والدينية ، وبالتالي رأى الشباب أن القوة هي النموذج النهائي للبطولة وهي السبب الرئيسي للوضع الراهن للصراع المسلح الفلسطيني الذي يجد الوقود في كثير من الأسباب مثل الفرقة والكراهية والرغبة في الانتقام من جيل المتمردين ضد نظام الأسرة وفوضى السلطة.

وختاما ليس أمام الفلسطينيين سوى الإلتقاء والحوار وثم الحوار للوصول إلى القواسم المشتركة وما أكثرها!
لقد توقعنا من رئيس السلطة أن يتصرف كرئيس لكافة الشعب الفلسطيني ويحاول النظر في الأسباب وفيما آلت إليه الأمور. وبدلا من ذلك واجه الأمر بعقلية داحس والغبراء وغضبة مضرية يهدد ويزبد ويرعد بلغة لا نرضاها له دون أن يترك بصيصا من الأمل للوقوف على الأسباب وتلافي التبعات ووقف التداعيات. لقد كرس بخطابه الساداتي نهج الانقسام وكأنه كان ينتظر ما خدث ذلك طويلا لينقض على شركائه في الوطن ويتماهى مع موقف الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في خلق واقع جديد لتمرير ما يضمرون ويعلنون للشعب الفلسطيني. وإلا ماذا يعني ترحيبه بالحوار مع قادة العدو الصهيوني ورفضه للحوار مع أبناء جلدته؟

إن حماس تدعو بالفعل للحوار مع عباس ، في حين أن الاخير يلجأ لخيارات أخرى -حكم الطوارىء والانتخابات المبكرة في حين أن الحوار هو السبيل الوحيد أمام الفلسطينيين ، ولكن الحوار القائم على بعض الأساسيات ؛ احترام ارادة الشعب ، ومقاومة الاحتلال والاستعمار ، والاقلاع عن تعاون الطبقة السياسية في أوسلو مع العدو الصهيوني.