المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَمَّالةُ الخُـطَـبِ



أحمد العراكزة
08/08/2007, 01:53 AM
http://www.dubaieyes.net/gallery/data/media/305/f58.gif

حَمَّالَةُ الخُطَبِ


http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1386_1186555607.jpg


خُذِي فُنْجَانَ قَهْوَتِنَا
وذوقِي _مَرَّةً فِي العُمْرِ_ طَعْمَ مَرَارَةِ العَرَبِ
خُذِي الفُنْجَانَ ذَا أَحْلَى شَرَابٍ فِي فَمِ العَربِي
إذَا مَا كُنْتِ بَاحِثَةً _ لِهَذَا الطَّعْمِ _ عَنِ سبَبٍ
سَلِي (المِهْبَاشَ)* والدّلَةْ
فإنَّ لِكُلِّ مُعْتَلٍّ _كَمَا تَدْرِيْنَ يَا مَنْ ذُقْتِهِ_ عِلَّةْ
سَلِي الأَطْفَالَ يَا (فَكَّاكَةَ النَّشَبِ)*
وَيَا حَمَّالَةَ الخُطَبِ
ويَا من جئتِ أرْضَ العُرْبِ مُنْقِذَةً
مِنَ الوَيْلاَتِ والكُرَبِ
سَلِي إِنْ كنُْتِ بَاحِثَةً _ لِهَذَا الطّعْمِ _ عَنِ سَّبَبِ
***
سَتُخْبِرُكِ الحَقِيْقَةُ أَنَّ فِي أَضْلاَعِنَا قَهْرا ..
وَفِي بُلْدَانِنَا فَقْرا
وفِي أَعْمَاقِنَا ذِلَّة
وَأَنَّ القُدْسَ مَا زالَتْ _ كَمَا بَغْدَادَ _ مُحْتَلَّةْ
وَمَا مِنْ وَجْنَةٍ إلا بِنَار العَيْنِ مُبْتَلَّة
(وَلَمْ تَأَتِ المَرَارَة تِلْكَ فِي الفُنْجَانِ مِنْ قِلَّةْ)*
***
فَهُزّي ذَلِك الفُنْجَانَ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ
وَمَرَّاتٍ
فَلَنْ تَرَيِّنْ غَيْرَ تَسَاقُطِ الأَشْلاَءِ مِنْ أَطْرَافِه كَتَسَاقُطِ الرُّطَبِ
وَذَا إِكْرَامُنَا للضّيْفِ كَيْفَ تكُوْنُ قَهْوَتُنَا
إذا امْتَزَجَتْ بِنَكْهَةِ ثَوْرَةَ الغَضْبِ
***
لِقَهْوَتِنَا تَقَالِيْدُ:
فَنَحْنُ إِذَا سَقَيْنَا الضَّيْفَ مِنْ فُنْجَانِنَا
أَمِنَا
فَكَيْفَ .. وَأَنْتِ وَالبَاقَوْنَ تَقْتَاتُوْنَ
مِنْ دَمِنا؟
لِقَهْوَتِنَا تَقَالِيْدٌ وَأَعْرَافٌ سَنُلْغِيْهَا
وَمَا فِيْنَا مِنْ الآلامِ
والحَسَرَاتِ
والنَّكَبَاتِ
والآهَاتِ
والطَّعَنَاتِ
_حَتَّى إِنْ شِرِبْتِ القَهْوةَ العَرَبِيَّةَ السِّمْرَا_
سَنُبْقِيْهَا
***
لقَهَوَتِنَا امْتِيَازاتٌ:
1. تَشَكُّلهُا:_كَمَا أَسْلَفْتُ_ مِنْ وَجْعٍ
2. وَنَشْرَبُهَا مِنْ الفُنْجَانِ لا نُبْقِي بِهِ نُقْطَةْ
قَدِ اعْتَدْنَا عَلَى أَنْ نَجْرَعَ الأَوْجَاعَ ذِي مِيْزَه
3. وذا الفُنْجَانُ لا يُقْرَأْ
وَلَمْ يَقْرَأْ
ولَكِنَّ التّقَالِيْدَ العَرِيْقَةَ أَعْطَتِ الفُنْجَانَ _ رُغْمَ جَمَوْدِهِ _ سُلْطَة*
وَذِيْ أُخْرَى
4. وَقَدْ أَعْطَتْهُ أَيْضَاً أَنَّ مَنْ يُسْقَى
مِنَ الفُنْجَانِ أَحْصَنَهُ فَلاَ يُؤذَى
_ وَإِنْ فِي حَقِّ مَنْ أَسْقَاهُ قَدْ أَخْطَأ_
وَذِيْ نُقْطَةْ
وَلَكِنْ كَوْنَ (أَمْرِيْكَا) مِنْ الفُنْجَانِ قَدْ شَرِبَتْ
سَنُلْغِي هَذِهِ النُّقْطَة !

****




*المهباش:الأداة التي يُطْحَنُ فيها البُنّ
*فَكَّاكَةُ النَّشَبِ: هذا ما كان يستعمله البدو في البادية عند التقاضي أمام القضاة
حيث يقول من يريد التّحدث: يا قاضي يا قاضي العرب يا فكّاك النَّشَب
أي يا من تقوم بحلّ الخصومات (النّشب)
* نقول بلهجتنا المحكيّة لما نتحدث عن حال شخصٍ وقد ساءت حاله
(هالشي مو من قلّة) أو (أي هو اللي صار فيه قليل يا رجل!)
*من تقاليد القهوة أنّ الفنجان له سلطة حيث من يشرب من قهوتك
تحترمه كونه شرب منها فلا تؤذيه وإن أساء لك
احتراماً لشربه من قهوتك

http://www.dubaieyes.net/gallery/data/media/305/f58.gif

اسامه مصطفى الشاذلى
08/08/2007, 03:23 AM
احساس رائع وقصيده متألقه وشاعر مرهف الاحساس

وانا معك قلبا وقالبا فى رأيك ولكن اليس من الممكن ان

يهدي الله هذه المرأه وتسلم بل وتخدم الاسلام وتكون من

اعلامه .... تذكر الفاروق عمر بن الخطاب فلتترك الباب مفتوحا

دمت مبدعا متميزا ................

واصل التميز والعطاء شاعرنا المتألق أ. احمد العراكزه


مودتى

أحمد العراكزة
08/08/2007, 08:10 PM
شكراً لمرورك يا صاحِ

ولكن لي رأي آخر فلو قرأنا الشّعر وكتبناه كما تريد لما كتبنا قصيدة

وقد تسأل لماذا وكيف؟

بما أنّك تفرض احتمالاتٍ فمن المحتمل أن تصبح أمريكا دولة مسلمة

وأن تصبح إسرائيل كذلك

ثمّ إنّ القصيدة لا ولن ولم تتحدث عن شخوصٍ بل عن سياساتٍ
وما هذا إلا من باب التّرميز ..

حتّى أنّ القصيدة لا يوجد فيها شتم أو لعنة .. أو أو أو .. لأنّ المسلم ليس باللعان ولا الطّعان

وما هذا إلا واقع ألمس وتلمس وتَلمَسُ (هي) ويلمس ويلمسون ويلمسن ....

وما خرجت عن وصف الواقع أبداً ....
وإلا لو تعاملنا مع كل الأشخاص بهذه الطريقة لما كان الحقّ لنا في مقاطعة الدنمارك (مثلا) لأنّ الرسّام المسيء

قد يصبح مؤمنا؟؟!! أليست هذه وجهة نظرك ؟

ما هكذا يقرأ الشّعر ..
ولو انتبهت لآخر القصيدة وتحديدا بين الأقواس لعرفت المغزى

لك دعائي يا صاح

فاطمة مهاد
26/11/2007, 09:23 PM
أرجو لك أخ أحمد التقدم و النجاح
كلمات حقا رائعة
ما أجمل أن نكتب أوجاعنا وأن نعبر عن ما بداخلنا بكل قوة لا نخشى أحدا

هلال الفارع
26/11/2007, 11:45 PM
سَتُخْبِرُكِ الحَقِيْقَةُ أَنَّ فِي أَضْلاَعِنَا قَهْرا ..
وَفِي بُلْدَانِنَا فَقْرا
وفِي أَعْمَاقِنَا ذِلَّة
وَأَنَّ القُدْسَ مَا زالَتْ _ كَمَا بَغْدَادَ _ مُحْتَلَّةْ
وَمَا مِنْ وَجْنَةٍ إلا بِنَار العَيْنِ مُبْتَلَّة
(وَلَمْ تَأَتِ المَرَارَة تِلْكَ فِي الفُنْجَانِ مِنْ قِلَّةْ)*
ـــــــــــ
قهوتك هذه يا أحمد الشعر مُرّةً مَرةً، ومُرَّةً مِرارًا..
لك التحية وأنت تُسطّر الوجع الحقيقي،
وتُشخّص الداء كما ينبغي عِلم الشعر!
أحييك على هذه التفاعيل الخاصة جدًا،
وأعترف يا صاحبي أنها قد فاتتني منذ زمن،
ولكن لا بأس طالما أنها تستطيع الإرواء في كل لحظة.
أبدعت في رسم خارطة أخرى،
لكنها ليست كخارطة الطريق،
إنها خارطة الفناجين التي تدور على الشفاه الصحيحة، والغريبة!!
لك تقديري، وبشعرك إعجابي.