المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرفه شعريه مع الجرة السحرية.... عمار القحطاني



عمار القحطاني
08/08/2007, 04:19 PM
كلنا يعرف قصة الأصمعي مع الخليفة العباسي ابى جعفر المنصور في قصيدة " صوت صفير البلبل" والتي عجز الخليفة عندها عن الاستمرار بالاحتيال على الشعراء الذين يقصدونه كل يوم لنيل شيء من عطائه ....
يحكى أنه بعد تلك الفترة ( أي فترة قصيدة الأصمعي ) كان هناك أحد الشعراء الذين كانوا قد عادوا بخفي حنين وقد ألقوا قصائدهم امام الخليفة العباسي وذاكرته الحديدية و ذاكرتي غلامه وجاريته الذين كانوا يحفظون القصيدة في مرة واثنتين وثلاث مرات على التوالي....ويدعون أنها قد قيلت منذ زمن بعيد....
وفي يومٍ من الايام وكان يوم العيد كان هذا الشاعر الاعرابي قد أخذ منه الفقر أي مأخذ حتى ضاقت به زوجته فقالت له بغضب : قد ثقل بك البيت و صرت عديم الفائدة فخذ الجرة واذهب لاحضار الماء لنا كي نشرب ...
الشاعر يقدر الظروف التي تمر به وزوجته فما عليه إلا أن خرج طائعا لها لجلب الماء من بعيد .....
وفي الطريق إذا به يرىأناساً ذاهبين وعائدين على غير عادة المكان الذي يسوده الهدوء الدائم ....
سأل الشاعر أحدهم : إلى أين يذهب هؤلاء؟
فأجابه: اليوم هو يوم العيد وقد استدعى الخليفة طوائف العلماء والشعراء لزيارته وما من حاضر في مجلسه إلا وينال شيء من عطاءه وبالذات الشعراء أولى المديح .....
قرر الشاعر أن يتبعهم (حاملا جرته معه).....
وحين وصل كانت أدوار الشعراء والمتحدثين قد أوشكت على الإنتهاء وكان من الشعراء من نال الالف دينار ومنهم المئات ومنهم المئة الواحدة كحد أدنى....
فوصل الدور الى الأعرابي الذي ما كان قد اعد شيئاً لهذا السبق المفاجئ له وقد خاطبه الخليفة ضاحكا : لنر ماذا عند صاحب الجرة!
وضحك الحضور جميعا...,.
فأجاب الشاعر وقد سكت الحضور ناظرين ما يقول:
ولما رأيت الناس شدوا رحالهم .....إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي
سر الخليفة بقوله وأعجبته فطنة الرجل رغم انه بيت واحد من الشعر ...
قال الخليفة : املأوها له ذهباً...
خرج الرجل مسرورا جدا ..
ولشدة ما اخذه من الفقر كان كلما رأى فقيرا جاد له ببعض من المال الذي ناله
وكان هنالك من تبعه مترقبا ما يصنع بالمال وهم من الشعراء الذين اخذهم الحسد من بلاغته والمال الذي لديه ...
عندها عادوا الى الخليفة ليشوا به وبما يصنع بالمال
فقالوا للخليفة : يا أمير المؤمنين قد خرج الرجل بما نال من كرمك وعطاءك بطرا فصار يوزع الصدقات على المحتاجين كانه هو الخليفة وأنت أحق بالتصدق عليهم واكرامهم في مثل هذا اليوم
اغتاظ الخليفة بما سمع فأرسل في طلب الرجل بالحال...
قال له الخليفة أوضعت نفسك بمنزلتي أيها الرجل ... لقد تصدقت عليك لفقرك وأنت تعلم أني احق بالتصدق على هؤلاء....
قال الرجل : يا مولاي ..
يجود علينا الخيرون بمالهم.... ونحن بمال الخيرين نجود
فأعجب الوالي بجوابه وأمر أن تملأ جرته بالمال للمرة الثانية
فازداد غيظ الشعراء ( الحساد) من الرجل وبينما كانت الجرة تُملأ بالذهب للمرة الثانية إذا بدينار يسقط خارج الجرة ..فإذا بالشاعر يتبع ذلك الدينار بسرعة خاطفة ..
اقترب أحدهم من الخليفة وقال يا أمير المؤمنين ! أرأيت ما أشد جشع هذ الرجل ؟
لقد ملأتها له ذهبا مرتين وما زال يجري وراء ذلك الدينار!!
فالتفت اليه الخليفة وقال: يا رجل! ما رأيت اشد من جشعك قط !!
أجابه الرجل : يا مولاي ! ما جريت وراءه طمعا ولا جشعا
ولكني خشيت ان تمر احدى حاشيات القصر وعن غير قصد تدوس على الدينار وفيه لفظ الجلالة واسمك الكريم
فقال الخليفة إملأوا لهذا الرجل جرته ثلاث مرات وأكرموه فسكت عندها الشعراء وعاد الرجل محملا بالذهب الى بيته مسرورا...انتهت
.
.
طبعا انا سمعت القصة باسلوب مختلف ولا أتذكرها نصا وأنا الآن اسردها بإسلوبي الخاص اتمني ان تنال اعجاب الجميع

اسامه مصطفى الشاذلى
08/08/2007, 04:41 PM
طرفه رائعه يرويها شاعر مرهف الحس

لماح الذكاء عبقرى الفؤاد عميق الفهم ( عمار القحطانى )

عن شاعر ذكى سريع البديهه محتال

مشاركه مميزه اخى عمار

وأسجل هنا اعجابى بموهبتك الشعرية الرائعه

:fl: :fl: :fl: :fl:

مودتى

عمار القحطاني
08/08/2007, 04:46 PM
طرفه رائعه يرويها شاعر مرهف الحس

لماح الذكاء عبقرى الفؤاد عميق الفهم ( عمار القحطانى )

عن شاعر ذكى سريع البديهه محتال

مشاركه مميزه اخى عمار

وأسجل هنا اعجابى بشعرك فى كثير من المشاركا هنا

يا أخي والله احرجتني وأشكرك الشكر الجزيل على هذه الاشاره .. رغم أن مشاركاتي هنا ليست بشي امام مشاركاتك

عمار القحطاني
09/08/2007, 05:48 AM
بالمناسبة اخوانى ... ليس لدي فكرة عن اسم هذا الشاعر الاعرابي الذي تم ذكره في القصة
فإن كان لاحدكم فكرة فليدلي بها هنا مع خالص شكري

عمار القحطاني
13/08/2007, 06:43 PM
أحببت أن أسرد قصة الأصمعي مع الخليفة ذاته للفائدة
القصة تبدأ عندما أقام الخليفه المنصور مسابقة شعر والجائزة هي وزن
ما كتب عليه القصيده ذهب ولكنها في الحقيقه خدعه من الخليفه أن الخليفه يحفظ القصيده من مره واحده وعنده غلام
يحفظها من مرتين وايضا جاريه من 3مرات فكلما يأتي شاعر ويلقي القصيده بعدها يلقيها له الخليفه فيقول له هذه
مسروقه وان لم تصدقني فيأتي بالغلام الذي سمعها مرتين مره من الشاعر ومره من الخليفه فيلقيها فيتعجب الشاعر
فيأتي بالجاريه فتلقيها وهكذا الحال مع كل الشعراء الى ان سمع الاصمعي بذلك فأعد قصيده وتنكر وذهب الى الخليفه
فدخل فلم يتعرف عليه الخليفه فقال الاصمعي انا الالمعي من الموصل فقاله هات ما عندك فقال:

صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ

هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَمِــلِ

الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً

مَـعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَلِ

وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي

وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي

فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي

غُـزَيِّـلٌ عَـقَيْقَــلـي

قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْنَتِــهِ

مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِالخَجَـلِ

فَقَـالَ بَـسْ بَسْـبَسْتَنِـي

فَلَـمْ يَجّـدُ بـالقُبَــلِ

فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ

وَقَــدْ غَـدَامُهَــرْولِ

وَالـخُودُ مَالَـتْ طَـرَبَـاً

مِـنْ فِعْـلِ هَـذَاالرَّجُـلِ

فَوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَــتُ

وَلي وَلي يَـاوَيْـلَلِــي

فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي

وَبَـيِّنِـي اللُـؤْلُـؤَلَـي

لَمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا

يُـرِيـدُ غَيْـرَالقُبَــلِ

وَبَـعْـدَهُ لاَيَـكْـتَفِـي

إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْلَلِــي

قَالَـتْ لَهُ حِيْـنَ كَـذَا

انْهَـضْ وَجِدْ بِالنَّـقَـلِ

وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَنِـي

قَهْـوَةً كَالعَـسَلَلِــي

شَـمَمْتُـهَا بِـأَنْـفِـي

أَزْكَـى مِـنَ القَرَنْفُــلِ

فِي وَسْـطِ بُسْتَانٍ حُلِـي

بالزَّهْـرِوَالسُـرُورُ لِـي

وَالعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي

وَالطَّبْـلُ طَبْطَبَّلَ لِـي

وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي

وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَبَ لِـي

شَوَى شَوَى وَشَـاهِـشُ

عَـلَـى وَرَقْ سِفَرجَـلِ

وَغَـرَّدَ القِمْـرِ يَصِيـحُ

مِـنْ مَلَـلٍ فِـي مَلَـلِ

فَلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـباً

عَلَـى حِمَـارٍ أَهْــزَلِ

يَـمْشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ

كَـمَشْيَـةِالعَـرَنْجِـلِ

وَالـنَّـاسُ تَرْجِمْ جَمَلِـي

فِي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ

وَالكُـلُّ كَعْكَعْ كَعِكَـعْ

خَلْفِـي وَمِنْحُوَيْلَـلِـي

لكِـنْ مَشَيـتُ هَـارِبا

مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِـلِي

إِلَـى لِقَــاءِ مَلِــكٍ

مُـعَظَّــمٍ مُـبَجَّــلِ

يَـأْمُـرُلِـي بِـخَلْعَـةٍ

حَمْـرَاءْ كَالـدَّمْ دَمَلِـي

أَجُـرُّ فِيـهَا مَـاشِـيـاً

مُـبَغْــدِد َاًلذِّيَّــلِ

أَنَـا الأَدِيْـبُ الأَلْمَعِـي

مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُوْصِـلِ

نَظِمْـتُ قِطعاً زُخْرِفَـتْ

يَعْجِـزُ عَنْهَاالأَدْبُ لِـي

أَقُـوْلُ فِـي مَطْلَعِـهَـا

صوت صفير البلبل


فلم يستطع الخليفه قولها ولا الغلام ولا الجاريه فقال له اعطنا ماكتبت عليه القصيدة فأحضر عمود من الخزف
محفور عليه القصيدة فإذا وزن العمود أخذ خزينة الخليفه كلها فلم أحس الخليف بالذنب كشف الأصمعي هويته
وأعاد الاموال بشرط ان تسري المسابقه سيرها الصحيح
منقول

محمود النجار
02/09/2007, 12:46 AM
رائعة أخي عمار

استمتعت بقراءتها أيما استمتاع
بارك الله في ذاكرتك وذائقتك ..


محمود النجار

عمار القحطاني
09/09/2007, 07:16 PM
رائعة أخي عمار

استمتعت بقراءتها أيما استمتاع
بارك الله في ذاكرتك وذائقتك ..


محمود النجار

أخي العزيز محمود أشكر لك مرورك الكريم
دمت بود

لطفي منصور
13/09/2007, 05:05 PM
يا لك من مبدع تعمر القلوب بحاليك : جدك وطرافتك ..
اقبل أحلىتحية ...زلطفي منصور

عمار القحطاني
02/10/2007, 05:01 PM
يا لك من مبدع تعمر القلوب بحاليك : جدك وطرافتك ..
اقبل أحلىتحية ...زلطفي منصور

أخي العزيز منصور سلمت على هذا المرور الجميل
تحيتي لك